قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السابع

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السابع

صباحاً.. دلفت غرفتها بعدما لعبت رياضتها المفضله وهى اليوجاا، جذبت ثيابها ثم دلفت للمرحاض تأخذ حمامًا باردًا لعله يجعلها تنسى اوتتغاضى عن ما حدث الامس من ذلك الفظ، حاولت نفضه من ذهنها والاستمتاع بالماء البارد ...خرجت من المرحاض بعد خمسة عشر دقيقه استغرقتهم في الاستماع بالماء وصفاء ذهنها، خرجت وهى تشعر بأنها شخص جديد على أهب الاستعداد بالاستمتاع بيومه، لمحت تلك العلبه الموضوعه فوق فراشها، اقتربت منها وهى تقطب جبينها، فتحتها فوجدت "باربي" ومعلق بها ورقه قرأتها بصوت عالى: وانا بجيب هديه ليله حسيت ان عينك هاتنط وقلبك بيرفرف علشان اجبلك زيها، عقلك لسه زي الاطفال، مع تحياتي فارس قاهر قلبك وعقلك..

شهقت بصدمه من وقاحته قائله: طفله!، انا طفله، طيب والله لاوريك الطفوله على حق..
غادرت الغرفه وهى تنوى بداخلها احضار روح الشر حتى تنتقم منه ومن هديته، جلبت سكينًا حادًا من المطبخ ثم دلفت غرفتها وهى تنظر لهديته وترسم على محياها ابتسامه شر..مسكتها بغل ثم قامت بتشويهها بالسكين بغل وضيق وكأنه يقف امامها وتغرز ذلك السكين فيه لعله يبعد ويتركها بحالها، فمجرد ذكر اسمه يعيد ذكريات جرحت قلبها وجعلته قلب هش ضعيف.. انتهت مما كانت تفعله وهى تتنفس بغضب شديد القتها فوق فراشها وبجانبها السكين ثم التقطت لهم العديد من الصور وأرسلتها له عبر الجوال ومعاها رساله: خاف مني علشان عندي تخلف طفولي، المرة الجاية السكينة هتبقى في قلبك مش عقلك، ياقاهر زمانك!.
القت الجوال بجانبهم وهى تزفر بغضب قائله: الله يخربيتك قدرت تخليني اتحول في ثانيه، ربنا يسامحك..

بمنزل رأفت..
وضعت الفطار على الطاوله ثم جلست بجانبه دون ان تتحدث، لاحظت هدوءه عن ليله أمس، فقررت التحدث معه لمعرفه ما ينوى فعله وما قاله مالك في محادثتهم بالامس..
ندى بهدوء: اتمنى انك تكون هديت يا عمو عن امبارح، ومالك فهمك الوضع امبارح كان أزاي..
هز رأسه متفهمًا: اه هديت، وقالي انكوا الوقت اخدكوا في الكلام، وانا فهمته ان ميصحش بردوا تتأخروا كده.
قطبت جبينها فسألته بتوتر: هو ده بس اللي قاله.
رأفت بعدم فهم: اه في حاجه تانيه ولا ايه..

لوهله فصلت عن عالمها وشردت بذهنها بما قاله مالك، أيعقل انه لم يخبر عمها بأمر انهاء خطبتهم، او أخبره حتى عن ما حدث بالامس، فمن الواضح انه لم يتحدث بشئ، ماذا عليها ان تفعل، ماذا يريد هذا المالك، أيريد ان يضع الكره بملعبها، وتخبر هى عمها بشأن انهاء علاقتهم، تخبطت الاسئله والافكار ببعضها البعض بذهنها فجعلها تشرد قليلًا عن حديث عمها ولم تستمع لاي كلمه منه الا تلك الجمله التى جعلتها تنتفض من مكانها..

ندى بصدمه: حضرتك بتقول ايه؟!.
رمقها رأفت بضيق: بقولك مالك هايعدى عليكي كمان ساعه علشان تنزلوا تنقوا الفرش بتاع الشقه، علشان فرحكوا..
ندى ببلاهه: فرح مين؟!.
افزعها رأفت حينما وقف يتحدث بعصبيه: ندى انا على أخرى في كل حاجه مش ناقصه هى، كتب كتابك على مالك أخر الشهر وهاتروحي معاه شقته لان انا هاسافر قنا علشان القضيه الي ماسكها انا مش هابقى فاضيلك.

وقفت امامه تتحدث بنبره حزينه: وعلشان حضرتك مش فاضيلي ترميني في النار..
ألمه حديثها ذلك فقال: أنا هارميكي في النار؟!.
هزت رأسها بقوه تأكد على حديثها: اه لما تجوزني واحد لسه عارفاه من كام يوم يبقى بترميني في النار .

اقترب منها محاولًا تهدئتها وشرح وجهه نظره: اخص عليكي انتي تقولي كده، انتي امانه ابوكي، انا عايش ده كله علشان أحاول بس اوفرلك الامان واحميكي، يابنتي انا داخل على قضيه هاتقلب البلد، وكله بيجهز ليها، ومينفعش
اخدك معايا لان في خطر كبير عليكي، ومينفعش اسيبك ياندى لوحدك هايبقى خطر أكبر..
‏عقدت حاجبيها قائله: انا ليه حاسه ان جوازي من مالك أخد منحنى تاني أنا مش فاهمه..

‏أحس رأفت بانه سيكشف نفسه بحديثه عن القضيه، فعاد وهتف سريعًا: ما انتى لو تسيبني أكمل أقولك ان لما مالك اتقدم وشوفت في عينيه الجواز والاستقرار، فسرعت من جوازكوا علشان اطمئن أكتر عليكي وتقدري تبني حياه جديده بعيده ياستى عن اللى انا فارضها عليكي.
‏ابتسمت بحزن لتعانقه: تأكد ان الحياة اللي انت فارضها عليا أمن عندي من اي حياة تانيه.. انا قلقت عليك بسبب القضيه دي سيبها ياعمو.
‏ابتسم بحزن: انا ماسكها من زمان، وحاولت فعلًا والجهاز رفض، المهم انا عاوز اطمن عليكي قبل ما اسافر هاتزعليني ولا ايه قرارك..

‏أغلقت عيناها بقوه تمنع سقوط دموعها قائله بارتجاف: مقدرش ازعلك، عن اذنك هاجهز علشان مالك .
‏دلفت غرفتها ولم تعرف سبب بكائها وذلك الخوف الذي ينهش قلبها بسبب زواجها من مالك، ام بسبب بُعد عمها وابيها الثاني عنها لاول مره وأمر تعرضه لشئ خطير ذلك...
‏أما رافت فجلس مكانه بهدوء بعدما نجح في اقناعها، ويتردد في ذهنه جملتها ( مش فضيلي ترميني في النار) وضع يديه على قلبه كاتمًا بصدره ذلك الوجع الذي داهمه بقوه متحدثًا لنفسه: شكلي انا الي برمي نفسي في النار يابنتي.

‏وقفت امامها تتحدث ببكاء: علشان خاطري يا ماما خديني معاكي مش عاوزه اروح المدرسه انا .
‏انتهت خديحه من ثيابها مرتديه ثياب محتشمه لتتجنب اي حديث معه فمن الواضح انه اختلف كليًا عن ما أحبته او عرفته قديمًا..
‏استفاقت على هزات الصغيره وبكائها، فزفرت بحنق: ايلين عيب كده، لازم تروحي مدرستك، وبعدين انا ممنوع عندي اجيب عيال صغيره يرفدوني.
‏بكت الصغيره اكثر وهى تتحدث: انا روحت معاكي قبل كده يا مامي والمدير جابلي شوكلت كمان.

‏وضعت خديجه يديها على رأسها بتعب: ماهو يا حبيبتي جابه مدير رخم ووحش أوي وبيضرب العيال الصغيره لو شافهم مينفعش اخدك صدقيني..
‏اقتربت الصغيره منها تعانقها متحدثه برجاء: ماهو يا مامي أنا هاقعد مكاني مؤدبه بس هاكون معاكي، والمدير ده ميقدرش يعملي حاجه بدام انتي موجوده هايخاف منك مش صح..

‏ابتعدت عنها وهى تنظر لها برجاء طفولي، فزفرت خديجه بحنق لضعفها امامها، قبلت وجنتي الصغيره قائله: صح يا قلبي تعالي يالا غيري هدومك بس توعديني تقعدي مؤدبه.
‏هزت الصغيره رأسها بحماس وهى تتجه لغرفتها اما الاخرى تمتمت بقلق: ربنا يستر ويعدي اليوم ده على خير.

‏وصلت الى مدرستها تتحرك ببطئ وملل بين الفتيات وعيناها تبحث عن يارا اختها حتى وجدتها فكادت ان تتقدم منها لولا ان رأته امامها نعم هو مازن ماذا يفعل هنا لقد جن بالفعل..تقدمت منه بسرعه وهى تختفى وسط الزحام بين الفتيات..
‏ليله: مازن انت ايه جابك هنا؟!.
‏ابتسم على خوفها الذي ظهر بقوه على وجهها: اهدى يا ليلتى كل الحكايه جيت ازور المدرسه بتاعتي..

‏عقدت يديها امامها قائله بحزم طفولي: الحقيقه يا استاذ مازن..
‏رسم ابتسامه واسعه على محياه: جايلك انتي.
‏ابتسمت بخجل حاولت ان تخفيها ولكنها فشلت، فزعت عندما سمعت صوت يارا خلفها: انتي بتعملي ايه هنا يا ليله؟!.
‏التفت بذعر وهى تتحدث بتلعثم: انا انا ياعني ..
‏ابعدها مازن عن طريقه: ازيك يا يارا.

‏ابتسمت يارا قائله: الحمد لله، انت عامل ايه يا مازن واخبارك ايه في كليتك..
‏هز رأسه قائلًا: الحمد لله كويس، زي الفل.
‏مسكت يد ليله وهى تقول: طيب اتجدعن كده علشان تبقى اشطر دكتور أسنان في الدنيا..عن اذنك بقى علشان عندى حصه وكمان ليله تروح مع زمايلها..
‏مازن: اه طبعًا اتفضلي..
‏تحركت مع يارا وبين الفنيه والاخرى تلتفت تنظر له.. اما هو فكان يقف يتابعها بعيناه التى لا تستطيع ان تبتعد عنها كلما وقعت عليها..

‏دلفت للجريده وهى تقبض بقوه على يد الصغيرة ودقات قلبها ترتفع حتى كادت ان تكسر قفصها الصدري من شدتها، مشاعر متضاربه بداخلها لم تستطيع تفسيرها ولكن ذلك الخوف ينهش عقلها، دلفت للمكان المخصص لها ثم أجلست ايلين وهى تقول بتوتر جلى: ايلين بصي زي مافهمتك المدير هنا رخم أوي أوي، وعصبي وشرير، ولو شافك هايطردني من الشغل، ومامي محتاجه الشغل ده.

هزت الصغيرة رأسها وهى تقول: حاضر يا مامي...
‏‏تنفست قليلًا ثم قالت بتحذير: انا هاروح أشوف شغلي وانتي اقعدي هنا..
‏ايلين ببراءه: طيب مش هاتجبيلي شوكلت.
‏‏ابتسمت خديجه قائله: من عنيا حاضر أول ما اخد بريك هاجبلك، يالا اقعدي ساكته..

‏غادرت الغرفه تتابع عملها بنشاط، ونفضت كل تلك الافكار السيئه والمشاعر التى تنهش بداخلها بتروى اسكتتها لحين اشعار آخر ..
اما الصغيره مرت عليها خمسه عشر دقيقه في ملل وخاصه بعدما نست جوالها الصغير، نهضت وهى تبحث عن خديجه، أخرجت رأسها الصغيره من الغرفه وبحثت بعيناها الصغيرة بين الموظفون لم تجدها، وقعت عيناها على غرفه ذلك المدير الذي كلما حضرت مع والدتها اعطاها شوكلاته لها مذاق رائع، ابتسمت ببراءه وهى تتخطاهم بسرعه لتصل الى غرفته لتحصل على واحده، طرقت الباب كما علمتها خديجه، ثم فتحته سريعًا ودلفت، وقعت عيناها على شخص أخر، تراجعت للخلف وهى تقول: انا اسفه..

أوقفها بصوته الحاد بعدما علم بهويتها وكيف له ان يستطيع نسيان من كانت السبب في تدمير حياته وابعاد حبيبته عنه: انتي مين جابك هنا..
التفت الصغير بتوتر وهى تقول: مامي جابتني، وهى قالتلي متحركش من الاوضه بتاعتها بس انا كنت بحسب أونكل جلال هنا اخد منه شكولا.
ابتسم بسخريه لحظها التعيس، فهو قام بتبديل الغرف مع جلال حتى يستطيع مراقبتها بسهوله، قام بطوله الفارع وجسده القوي ثم انحنى نحوها قائلًا: وماما سايبكي تاخدي عادي كده من الناس.

سألته ببراءه: هى ممكن تزعل؟!.
هز رأسه، فقالت بحزن: هاتزعل، وممكن تخاصمني لو عرفت ان انا خرجت من اوضتها علشان المدير الرخم الوحش.
كادت ان تتحرك سريعًا لتعود لغرفه والدتها ولكن يديه جذبتها سريعًا وهو يسألها: هى قالت ايه عن المدير ده؟!.
جذبته من قميصه ثم انحنت نحو اذنه تهمس وهى تخبره بحديث امها، اما هو فاحتدت ملامحه وغلت النيران بصدره من جديد.

استفاق من نومه على رنين هاتفه، وما كان المتصل الا مالك يخبره بعدم قدرته على الذهاب معه لقبر ياسمينا اليوم، زفر بهدوء يلعن بداخله اليوم الذي لا يأتي معه مالك لقبرها معنى عدم وجوده سيعده لذكريات وأعوام حاول نسيانها وتخطياها بشتى الطرق..وقف كعادته امام المرآه وبداخله صراع نفسي يذهب لزيارتها ام لا..جذب هاتفه وهو يقرر التحدث مع مالك ولكن لفت نظره العديد من رسائل من يارا، ابتسم وهو يتابع الصور ورسالتها الحادة له، جلس على السرير بانهاك الى متى سيصل الوضع بينهم، الى متى سيظل قلبه يتعذب ببعدها وستظل حياته سوداء بلا لون
أيعقل تظل حياته بلا حياة... قرر الاتصال بها ومشاكستها..

جاء صوتها هادئًا وكأنها تعلن انتصارها في الحرب: اخبارك يا ابيه فارس.
ضحك بقوه قائلًا: الحمد لله يا حبيبتي.
تخيل انعقاد حاجبيها وهى تتذمر لتلفظه بذلك اللقب الذي تكرهه منه، فقالت بحده: لو مبطلتش تقولي كده هاقول لمالك، مش خايف يديك بوكس في وشك، انا نبهتك كتير وانت مبتحرمش.
هتف بمكر: ولما انتي نبهتي كتير وانا مسمعتش كلامك، مبتقوليش ليه؟!.
تحدثت بتلعثم: انا انا..

قاطعها وهو يقول: علشان انتي كل مره بتتمنيها مني، وبتحبي تسمعيها وانا بقى مبحبش احرمك من حاجه،
وأخوكي عارف ان انا بحبك، مبعملش حاجه غلط او من وراه.
‏تحدثت بهجوم: لأ غلط انا مبحبش اسمعها منك، لانك ببساطه مش بالنسبالي حاجه، انت ولا حبيبي ولا خطيبي ولا جوزي .
‏ابتسم بعذوبه: طيب ما في ايدك ده كله، بكلمه منك اكون حبيبك وخطيبك وجوزك، انتي الي مش راضيه، ومُصرة تكسري قلبي وقلبك.
صمتت لبرهه ثم قالت بنبره يتخللها الحزن: طيب ما انت كسرته زمان ومفكرتش فيا لحظه، كسرته وكملت طريقك ومهمكش انا ولا قلبي.
هتف بهمس: كان غصب عني.

جزت على اسنانها وهى تقول بعصبيه: قولي ايه اللي غصبك، ايه غصب راجل انه يتجوز واحده، والمفروض انها صديقته، كانوا تحت مسمى الصداقه، فاجاه اتجوزوا، يبقى من الاول مكنتش صداقه كان حب، وانت كداب واناني، وانا هبله وعبيطه، مشيت وراه اوهام وتخيلات وشويه نظرات ومشاعر تفاهه كسرت قلبي وعقدتني وخوفتني
من الرجاله كلهم، انا مش عايشه على ذكراك انا اتعقدت بسببك، سلام يا ... يا أبيه.
‏انهت حديثها ثم نهت الاتصال، اما هو فالقى جسده على الفراش مغلقًا عيناه متذكرًا ما حدث ..

‏( فلاش بااك)..
_ انت بتقول ايه يا مالك، انت موافق على كده، طيب ويارا، انت عارف ان انا بحبها، مالك انت ادرى واحد وعارف..
وقف مالك أمامه قائلًا بهدوء: انا عارف ان الي هايتكسر قلبها أختى، بس ياسمينا...
قاطعه فارس بعصبيه: انا كمان قلبي هايتكسر، انا كمان حياتي هاتنتهى، انا جايلك علشان تقولي اقول ايه نفكر مع بعض، تتكلم حتى انت معاها تعقلها عن الجنان ده، متقوليش انك موافق، واه اعمل كده.

صمت مالك ولم يتحدث فهزه فارس بقوه: بقولك اتكلم، متسبنيش كده، انا لو وافقت ياسمينا هاتغرقني، انا هاغرق يا صاحبي..
عاد من شروده وهو يتنفس بغضب قائلًا: واديني أهو غرقت ومش عارف هاطلع امتى للحياة تاني..

وقفت امام غرفته وبداخلها تتمنى ان لا تجدها معه، بحثت عنها في ارجاء الجريده، وبقى غرفته بالتحديد، طرقت الباب بهدوء وبعد ثواني ظهر صوته يسمح لها بالدخول.. دلفت وعيناها تبحث عنها فوجدتها تجلس على مكتبه وبيديها شوكلاته تأكلها ببط وتنظر لها ببراءه، رمقتها خديجه بحده لتخطيها أوامرها، اما هو فكان ينظر لها بتسليه.. اقتربت من الصغيره وهى تجذبها: يالا يا ايلين تعالي معايا.

وضع يديه على الصغيرة أيضًا قائلًا: سيبها قاعدة هنا في أمان ...
نظرت له باستفهام، فتحدث موضحًا: اقصد من المدير الوحش الشرير..
عضت على شفتيها السفلى ثم قالت بتوتر: انا أقصد على استاذ جل..
قاطعها هو باستفزاز: لا ماهى قالتلي انها بتحب استاذ جلال.
رمقت ايلين بغضب، فتراجعت الصغيره للخلف وهى تخفض بصرها، فربت عمار على رأسها قائلًا: أمورة اوي حكتلي على حاجات كتيرة أوي.

توترت خديجه، فقالت للصغيرة: يالا يا ايلين.
منعها عمار هاتفًا: قولتلك سيبها هنا في أمان، انتي سايبها في مكان مفتوح ومش مهتمه بيها..
خديجه بضيق: قصدك ايه ان انا ام مهمله.
عمار بسخريه: مشاء الله كبرتي وبقيتي أم!.
خديجه بغضب متناسيه وجود ايلين: هى الام هى اللي خلفت بس، لا طبعًا الام هى اللى ربت .
تقدم منها حتى وقف امامها قائلًا: ويا ترى بتربيها علشان نبع الحنان اللي بيفض منك، ولا لاغراض أخرى.
هتفت بصدمه: قصدك ايه!.

نظر لعيناها مباشرة قائلًا: قصدي انك واخدها مثلًا كوبري..
قال كلمته الاخيره بهمس بجانب اذنها، قبضت يديها بقوه عندما سمعته يهمس مرة اخرى: فاكرها يا خديحه، فاكرة الكلمه دي.
نظرت لعيناه وهى تقول ببكاء بعدما تجمعت الدموع بعيناها سريعًا: حرام عليك بقى، انت عاوز ايه منى يا عمار، حرام عليك.
قبض على مرفقها قائلًا بشر: عاوز عمري اللي ضاع، حياتي اللي دمرتيهااا.
ثم اسطرد حديثه وهو يضرب موضع قلبه بقوه: عاوز ده اللي كسرتية.

نظرت لموضع يديه على قلبه، فحركتها بعيدًا ثم تجرأت ووضعت يديها مكانها قائله: عمري ما كنت اقصد اكسره، ظروف كانت اقوي مني وغصب عني.
نفض يديها بعيدًا ثم ابتعد عنها قائلًا بحدة: امسحى دموعك دي يالا واخرجي روحي شغلك، وسيبي البنت هنا قولتلك أمان عن برة، يالا.
هزت رأسها ثم اقتربت من الصغيره ولثمت وجنيتها قائله: اقعدي ساكته مع عمو وانا شويه وهاجي اخدك.
التفت لتغادر فاوقفها صوته: قولتلك امسحى دموعك الاول.
مسحت دموعها بقوه ثم التفت له وهى تقول: كده تمام..
أشار بيدة لكى تخرج بكل عنجهيه، فزفرت هى بضيق ثم غادرت اما هو فالتفت للصغيره قائلًا بابتسامه: ها بقى كملي عن جدو الوحش ده اللي بيجلكو يزعل مامتك .

‏أوقف سيارته امام أحد المعارض، التفت اليها قائلًا: يالا ننزل نختار الفرش.
‏عقدت ذراعيها امامها وهى تقول: انت متخيل ان الجوازه دي هتم.
‏عقد ذراعيه امامه مثلما فعلت وتحدث: ومتمش ليه يا ندى.
‏اشارت له وهى تقول: انت بتقلدني، ولا بتتريق عليا!.
‏لفت انتباه اصابعها الخالى من خاتم الخطبه فقال: فين الخاتم ملبستهوش ليه؟!.
‏رمقته باستنكار: ده على اساس انك مش اخدته امبارح..
‏تذكر فقاال: آه، طيب هاجبهولك بعدين.

‏ندى بضيق: هو انت متخيل يا مالك اننا ممكن نكمل بالطريقه دي، ونوصل للجواز كمان.
‏مالك بتهكم:اه ليه منوصلش لمرحله الجواز، فيا ايه ناقص.
‏زفرت بضيق: ده مش وقت تريقه على فكره.
‏مالك: وده مش وقت كلام واحنا واقفين قدام المكان اللي هانجيب فيه فرش شقتنا على فكره، وخصوصا لو ان الكلام ده مبقاش له لزمه.
‏ندى بتهكم: هى فين شقتنا دي، انت حتى مخدتش رأي فيها، ولا شوفتها، انت بتتكلم كده ازاي.
‏عاد تشغيل السيارة ثم قادها بسرعه قائلًا: من حقك هخدك وافرجك عليها..

‏ندى بتوتر: مالك انا لسه بتكلم .
‏مالك بغضب: خلاص بقى يا ندى اسكتى، طلبتي تشوفي الشقه هاوريهالك خلاص بقى..
‏صمتت وعيناها لم تصمت فهبطت الدموع منها بغزاره على صفحه وجهها، التفت براسها للجهه الاخرى وحاولت التحكم بنفسها، اما هو فانب نفسه كثيرًا على عصبيته معاها، فمعاها حق بحديثها الامس انهوا خطبتهم واليوم من المفروض اختيار اساس منزلها..
بعد نصف ساعه من القياده السريعه، توقف امام برج، هبط من سيارته ثم فتح لها الباب واشار لها بالهبوط، امتثلت لامره، ثم وقفت امامه: انا مش عاوزه اشوف حاجه خلاص.

‏لم يتحدث بل جذب يديها وسار بها الى المصعد، فقالت بضيق: خلاص يا مالك، مينفعش اطلع معاك.
دلفت خلفه فوجدت شابه وطفله..
‏مالك: ازيك يا مدام خديجه؟!.
‏خديجه بابتسامه: الحمد لله، حضرتك جاي لاستاذ فارس اضغط على الدور الخامس.
‏هز رأسه وهو يضغط على الطابق السادس قائلًا: لا جاي شقتي، دي ندى خطيبتي وهانتجوز قريب.
‏ابتسمت خديجه: بجد الف مبروك، اخيرا هايكون ليا جيران..
‏قطبت ندى جبينها وهى تفكر هذا يعني انها ليست شقته المقيم بها، لم تنتبه ليد خديجه الممدوه امامها الا عندنا هزها مالك، فقالت بأسف: اسفه جدًا مخدتش بالي..

‏صافحتها خديجه قائلة: ولا يهمك، الف مبروك.
‏ابتسمت ندى قائلة: الله يبارك فيكي.
‏توقف المصعد بالطابق المحدد فقالت ندى: القمر دي بنتك.
‏هزت رأسها وقبل ان تتحدث كانت ايلين تقول: لا مش بنتها.
‏رمقتها خديجه بعدم فهم: انتي بتقولي ايه يا ايلين .
‏ايلين ببراءه: عمار قالي كدة، قالي دي مش مامتك يبقى انا مش بنتك، انا بنت بابي اللي مات بس.
‏صعقت لحديثها فهمست بصدمه من حديثه عمار لها قائله: انتي بتقولي ايه!.

‏رفعت وجهها فقابلت أعين ندى ومالك ينظرون لها باستفهام فقالت بتوتر: عن اذنكوا، اتفضلوا انتو علشان مش اخركوا، عمار ده يبقى عيل بتلعب معاها، وقليل الادب عن اذنكوا..
‏وضعت يديها على فم الصغيره ثم جذبتها ودلفت لشقتها..
‏اما مالك فالتفت يفتح شقته فقالت ندى: هى مش مامتها!.
مالك بلامبالاه وهو يدلف لشقته: تبقى مرات باباها، بابا البنت الصغيرة كان ظابط في الجيش وقبل ما يموت بكام سنه اتجوز خديجه دي وبعدها مات فخديجه تبقى مرات ابوها..

همست بحزن: الله يرحمه..
أشعل الاضاءه قائلًا: دي الشقه، ايه رايك فيها..
نظرت لها وجدتها خاليه من اي اساس فقالت: هو انت مش عايش هنا!.
هز رأسه بنفي قائلاً: لأ، انت كنت عايش في مكان تاني، بس مينفعش نتجوز فيه..بصي انا عدلت فيها شويه حاجات وفتحت كام اوضه على بعضها، وخليت...
أكمل حديثه و تقدم بخطواته للامام وهو يشير لها ويتحدث ويشرح، فقالت هى بعدما انتهى: مالك هو انت بجد عاوز تتجوزني، انت بتحبني، او حتى معجب بيا؟!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة