قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السابع والعشرون

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السابع والعشرون

القت بجسدها فوق الفراش وهى تتحدث في الهاتف قائلة باشمئزاز: يابنتي دا واحد بارد قال ايه بيقولي الصبح مش هتعزمينا على ميلادك يا ليله..
وقامت بتقليده، ضحكت صديقتها على طريقتها: يخربيتك يا ليله انتي بهدلتيه بكلامك..
اعتدلت في جلستها وهتفت بنبره حاده: الواد زياد وصاحبه الرخم ده لو مبعدوش عني هقول لمالك أخويا يشلوحهم...
هتفت الاخرى بهيام: الله مالك القمر ياريت تقوليله علشان يجيلك المدرسه...
ابتسمت ليله وهتفت بمزاح: امشي يا اندر ايدج ..يالا هقفل علشان اجهز نفسي علشان عريس أختى، متنسوش الحفله كمان يومين يالا اهى اتأجلت بسبب عريس يارا...سلام...

أغلقت الاتصال وعبث بهاتفها قليلًا، وجدت رساله من مازن
( كل سنه وانتي طيبه، مقدرش مقولكيش وده أهم يوم عندي، هديتك انا شايلها لما تقرري أشوفك هعطيهالك، بحبك )..
ابتسمت بسعادة واغمضت عيناها بحب، مدت أصابعها الصغيرة ترسل له رساله أيضًا ولكن دخول يارا المفاجئ أفزعها..
_بسم الله الرحمن الرحيم، ايه في ايه، في حد يدخل كده..
اقتربت يارا بسرعه منها وكأنها ستنقض عليها: انتي يابت عازمه فارس ليه هو انتي هتعملي عيد ميلادك انهارده مش كان من يومين!..
اعتدلت ليله في جلستها وأسندت ظهرها على الوساده لتقول بلهجه بارده: اه ماما قالت هنحتفل بيه معاكوا انهارده وكمان يومين لاصحابي وبعدين فيها ايه دي!، هو من امتى عدى عيد ميلاد ليا وأبيه فارس محضرهوش.

تقدمت منها يارا وجذبتها من مرفقها قائلة بغيظ: انتي يا بارده متعرفيش ان سراج جاي انهارده يحدد معاد جوازنا، ازاي تعزميه وتخليه يجي، عمرو قالي انك اتصلتي وعزمتيه...
أبعدتها ليله عنها لتقول: على فكره عيد ميلادي بعد ما المحروس يمشي، علشان انا مبطقوش ومش حابه أصلًا يحضر عيد ميلادي...
صمتت لبرهه وعادت تُكمل حديثها بسخريه: وبعدين متمثليش أوي كده، انتي هتموتي وأبيه فارس يجي علشان يبوظلك الليله..واجهي نفسك بحقيقتك...
زمجرت يارا من بين أسنانها على تلك الوقحه التى واجهتها بالحقيقه التي دومًا ترفض الاعتراف بها...

وقفت تهز نفسها بعصبيه بالغه وهى تشير له بيدها: هات المفتاح يا مالك لو سمحت...
راقبها بعيونه وهو يجلس بإريحيه على الفراش ويستند بظهره على الحائط، تفحصها بدقه وخصوصا تلك الهزه التى تملكت من جسدها، ظهر على ثغره شبه بسمه وقحه، لمحتها هى فاتسعت عيناها حرجا لتتوقف فجأه وهي تقول بعصبيه خافته: على فكره مينفعش اللي انت بتعمله ده، انت حابسني من الصبح هنا، عاوزه أخرج..

استند على مرفقه ليقول ببرود: عاوزه تخرجي ليه، القعده معايا أحسن..
ودت الصراخ بوجهه لعله يتركها ف هو يحبسها من الصباح بغرفتها جربت جميع الحلول حتى تخرج، حتى فكرت بالخروج من غرفته فوجدت الباب مغلق، عادت تجر خيبتها خلفها...وبقيت هكذا تحاول اقناعه بشتى الطرق ان يعطيها المفتاح ولكن رأسه يابسه بدأت تتذمر أكثر لحاجتها لطعام، ولكن لن تفصح عن ما بداخلها حتى لا يجدها ماده للسخريه منها...ضغطت على شفتيها عندما لاح بذهنها فكره لم تريد هى اللجوء اليها ولكن ما باليد حيله، ف الحروب مباح بها كل شئ، حسنًا من الواضح انه يجب استخدمها لذكائها الانثوي مع هذا الثعلب المكار...

خلعت حجابها وانسدل شعرها كالشلالات حول وجهها وجسدها..راقبه بعيناه عندما وجدها تصعد على الفراش وتقترب منه بعيون ماكره وابتسامه حاولت ان تكون صافيه... اتسعت عيناه عندما وجدها تجلس بجانبه...شئ ما بداخلها يحثها على الهرب عن ما تفعله ولكن هذا المتعنت العنيد لا ينفع معه الا هذة الطريقة..اقتربت بوجهها تحت نظراته الصادمه وهمست في دلال: النونو جعان.
رفع أحد حاجبيه مستنكرًا: النونو..

هزت رأسها في حزن مصطنع وهى تقول: جعان أوي هات المفتاح..ولا انت عاوزنا نموت من الجوع علشان ترتاح مننا يا أبو قلب قاسي..
استوعب حديثها أخيرًا فقرر مشاكستها واستغلال الموقف...حاوطها بيده يقربها أكثر منه ويده الاخرى تبعد خصلاتها المتمرده عن وجهها قائلًا بمكر: لا ازاي احنا عيونا لنونو وام النونو كمان..

ابتسمت بسعاده ك طفله استطاعت الفوز بلعبتها فقالت بحماس حاولت ان تخفيه: هات بقى المفتاح..
هز رأسه بنفي ببطئ وهو يقول: علمونا في كليه الشرطه اننا نستغل الموقف، وبما ان الموقف ده مش هيتكرر كتير فانا لازم استغله، وانا استغلالي أوي يا نودي.
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهى تبتعد قليلًا عنه، فأكمل هو حديثه بوقاحه: المفتاح قصاد طلب يا كده يا مفيش...

رفعت أحد حاجبيها مستنكره حديثها عندما بدأت خطتها تنكشف أمامه واصبح هو يساومها وليست هى، حاولت أخفاء مشاعرها التى تحثها على قتله او مثلا غرس أسنانها بيده حتى تنفس عن غضبها الذي يتفاقم بداخلهااا..
_ وايه هو الطلب..

ابتسم بمكر وهو يقول: انا مش هاقول بوسه والكلام الفارغ ده علشان عيب وكده وأنا ماليش في قله الادب، انا بقى عاوز حضن..
نظر لها يستعطفها ك طفل يحاول استعطاف والديه..كتمت توبيخه بداخلها بأعجوبه وأرسلت ابتسامه صفرا وهى تقول: وماله..
عانقته ودفنت وجهها بعنقه، ف لفحت انفاسها الدافئه عنقه..أثارت لديه بركان حاول اخماده في حضرتها حتى لا يهجم عليها ويقبلها عنوه..تنهد وهو يضغط بيده على جسدها مستمعًا بهذة اللحظه..اغلق عيناه ببطئ وابتسامه هادئه تترتسم ببراعه على ثغره...ولكن لم تدوم طويلًا عندما شعر بأسنانها تنغرس بشراسه في كتفه...
_ اي يا مفتريه...

ابتعدت عنه وهى تلقتط احدى الوسادات تضربه بها هاتفه بغضب: هات المفتاح...
خرجت ضحكاته مرتفعه شيئًا ما وهو يتفادى ضربتها الضعيفه...هاتفًا بتحدِ: أبدًا انا هحبسك طول النهار..
انهكت قواها وهى تلقي الوساده أرضًا هاتفه بتذمر وهى تفصح عن ما حاولت اخفاءه: انا جعانه...
غمز لها من طرف عيناه: اممم ياعني مش النونو..

هتفت بإحراج وهى تنهض: على فكره بقى انا كان عندي قدره اتحمل الجوع لفتره طويله بس من وقت ما حملت وانا مش عارفه بقيت أجوع ليه..على عموم هبقى أسال الدكتور انهارده...
هتف مستنكرًا وهو ينهض ليقف أمامها: دكتور!، وانا معرفش..
رمقته بتعالي: وانت تعرف ليه؟!.
أشار على نفسه ويجز فوق أسنانه بضيق: على أساس اني أبو اللي في بطنك وجوزك حضرتك..
رمقته باستهجان: قصدك طليقي، باعتبار ما سيكون..

جلس على حافه الفراش وهو يقول بتحدِ: والله!، طيب ابقى وريني هتخرجي ازاي...
تقلصت ملامحها بغضب طفولي جاءت بأن تفتح فمها استمعت لصوت صراخ، رمقته بقلق وهى تتجه نحو الباب..
_ في حد بيصرخ بره!..
أجابه ببرود خافت وهو يتجه صوب الباب: يارا أكيد بتتخانق مع ليله عادي ماما هتفض الخلاف ده..

ظهر صوت ماجي خلف الباب وطرقت طرقات خفيفه: ندى اصحى يالا من النوم علشان نلحق نروح لدكتور، اصحى يا قلبي لغايه ما افض الخناقه دي..
انتظر لثواني ثم فتح الباب بالمفتاح وهو يقول: يالا افطري كويس لغايه ما أروح البس...
وقفت تنظر له بتعجب، راقبته وهو يخرج من الشرفه بعجاله..اخرجت تنهيدة من صدرها قوية وقررت ان تتجرأ وتطلب من خالتها تغير غرفتها...

مسدت ماجي على شعر ليله بحنان وهى ترمق يارا بغضب شديد: خلاص يا ليله متزعليش...
مسحت ليله دموعها المزيفه وهى ترمق يارا بانتصار: قوليلها متشدنيش من شعرى تاني..
_ حاضر، اخرجي يالا علشان اتكلم مع يارا قبل ما أمشي..
خرجت ليله ف أشارت يارا عليها بغضب: شوفي بتبصلي ازاي وهى خارجة، انتي ازاي يا ماما متخليهاش تعتذر مني..

تقدمت ماجي منها وعقدت ذراعيها أمامها قائلة: وانا أخليها تعتذر ليه هى كانت قالت حاجه غلط!، هى بس واجهتك بالحقيقه اللي انت بتخبيهااا.
نفخت يارا بعصبيه لتقول: حتى انتي يا ماما..على فكره بقى لو انتي بتقوليه صح، يبقى هاتجوز ازاي سراج، خلاص هو هيحدد جوزانا مع مالك انهارده..
ضيقت ماجي عيناها بتركيز وهى تقول: ياعني افهم من كده ان خلاص قررتي تكملي حياتك مع سراج وتطلعي فارس من حياتك..
هزت يارا رأسها وهى تتجه للخارج تحاول كبح دموعها هتفت بنبرة حزينه: لازم اطلعه من حياتي لانه من الواضح مش راضي يقول على سبب جوازو منها، وانا مش هتنازل غير لما أعرف، يبقى من الافضل أبعد وأسس حياة تانيه ...

مضغت ندى احدى اللقيمات بهدوء وهى تفكر كيفيه الهروب من حصار مالك لها..قطع تفكيرها دخول ليله...
_ عامله ايه يا نودي..
هزت ندى رأسها لتقول بابتسامه: كويسه...كل سنه وانتي طيبه..
وقفت ليله تبتسم بسعاده: وانتي طيبه يا قلبي...
عضت ندى على شفتيها من الداخل ثم قالت بحرج: هو مفيش أوض تانيه غير اللي انا قاعده فيها دي يا ليله!.

التفت ليله بنصف جسدها بعدما اطمنت على كعكة عيد ميلادها ...: أه في الاوضه الكبيرة اللي تحت جنب الجنينه.
ظهر شبح بسمه على وجهها ولكن اختفت بسبب حديث ليله الخافت: بس هقولك على سر متقوليش لحد، الاوضه اللي تحت دي فيها عفاريت..
رددت ندى بعدها بخوف: عفاريت..!
اؤمات ليله وهى تجذب أحد الكراسي وجلست بالقرب من ندى: اه والله، لما بننزل تحت انا ومريم وعمرو نتفرج على فيلم بيحصل حاجات غريبه في الاوضه وانا ومريم بنطلع نجري..

_ طيب ليه موطيه صوتك، وليه أصلًا ده سر!..
قطبت ليله جبينها وهى تقول: علشان ماما مش عاوزني أقول.. بتقولي متخوفيش اي ضيف عندنا كده عيب..
ابتلعت ندى ريقها وهى تتخيل نفسها تنام بسلام في هذه الغرفه الملعونه ويظهر لها شبحًا ليلًا، هزت رأسها برفض وكأنها ترفض التخيل من الاساس، مقررة ان تلتزم غرفتها..في نهايه الامر مالك أفضل من الاشباااح.
استفاقت من شرودها على يد ليله التى تلوح امامها: ايه روحتى فين، انتي بتسالي ليه؟!.
_ مفيش عادي من باب الفضول..

دلفت ماجي وهى تقول بعجاله: يالا يا ندى علشان نلحق نروح ونرجع علشان أهل سراج وعيد ميلاد الهانم..
ابتسمت ليله وهى تقول: وانتي طيبه يا ماما يا عسل.. على طول محترماني ...
ضحكت ندى على خفه دمها، نهضت من مكانها: اه يالا..
تقدمت خلف خالتها وبداخلها متأهبه للاطمئنان على تلك النطفه بداخلها وسماع نبضات قلبه...
هتفت ماجي: على مهلك وانتي بتنزلي السلم..ايه ده مالك؟!.
رفعت ندى وجهها بسرعه...

_ رايح فين يا حبيبي؟!.
وضع يده في جيب سرواله هاتفًا بهدوء: معاكو عند الدكتوره..
ضيقت عيناها وقالت: وانت مين قالك..
أشار على ندى الواقفه خلفها ترمقه بضيق: ندى..
تفاجئت ندى وقالت بتلعثم: هو سألني رايحين فين وكده.
فتح مالك باب السياره لوالدته: يالا علشان منتأخرش..
دخلت ماجي اولًا، ثم تقدم مالك وفتح باب السيارة الخلفي لندى التى رمقته بكره شديد هامسه: بكرهك..
همس هو أيضًا: بحبك..

زفرت بحنق وهى تجلس بالخلف تتابع قيادته المتمهله وحديث والدته له.. لم تكن تريد حضوره من الاساس، حتمًا سيشتت انتباها، وهى تريد ان تصب كامل تركيزها نحو طفلها..حولت بصرها نحو الطريق تتابعه بملل وبداخلها يتذمر على كل شئ..
أخيرًا وقفت السيارة امام المشفى،ترجلت مع خالتها نحو موظفه الاستقبال..وقفت خلف خالتها ومالك..تستمع الى حديثهم برتابه...
_ لو سمحتى عاوزه دكتور كويس أوي يتابع حمل بنتي..
ابتسم مالك للموظفه وهو يقول: دكتورة.
رفعت ماجي أحد حاجبيه وهى تلتفت له: دكتور لو سمحتي..
هتف مالك من بين أسنانه: دكتورة..

نظرت ماجي له متعجبه اما ندى ف كانت تقف بالخلف تتتابع حديثهم وبداخلها تقفز من السعاده..
حسمت الموظفه الامر وهى تقول: في دكتوره هدى فاضيه دلوقتي لو عاوزين..
التفت مالك لها وتحدث وكأنه الامر والناهي في هذا الامر تحت تعجب ماجي: ماشي مكانها فين..
أشارت له الموظفه: اخر الطرقه شمال.
حرك والدته التى مازالت ترمقه بتعجب،وصلوا أمام الغرفه...طرقت ماجي الباب وهمت بالدخول فوجدت مالك يدخل خلفهم...
_ ادخلي انتي يا ندى وانا جايه وراكي..

دلفت ندى أولاً.. جاء مالك ان يدخل خلفها وضعت ماجي يديها على صدره: في ايه يا حبيبي مالك..داخل فين؟!
هتف ببلاهه: جوه عند الدكتورة..
ضحكت ماجي وهى تضع يديها فوق جبينه: لا مش سخن، يبقى فيك ايه..
هتف ببلاهه: فيا ايه؟!
رمقته بغرابه شديدة: في انك مش طبيعي، تدخل فين يا مالك، البنت داخله تكشف عند دكتورة نسا وتوليد وانت ابن خالتها يبقى داخل بصفتك ايه...
قطب حاجبيه متذمرًا: ياعني مش هادخل..
اغلقت الباب في وجهه: لا طبعًا مينفعش..
ضرب الارض بقدمه بعصبيه: يادي النيله، حتى أمي طلعتلي في البخت.

جذبها من خصلاتها بعنف ليقول بشراسه من بين أسنانه الصفراء: بقولك كلميها يا وليه علشان مضربكيش أكتر من كده..
هتفت ببكاء وهى تحاول التخلص من قبضته اللعينه: أعمل ايه والله اتصلت عليها تليفونها مقفول..
القى جواله في وجهها ليقول: اتصلي على جوزها وقوليله يديكي خديجه وكلميها...
ابتلعت ريقها بصعوبه بعدما جف حلقها من كثره البكاء والصراخ وهتفت برجاء وكأن لها رجاء في قلب عديم الرحمه: بلاش يا على قدام جوزهاا، بلاش..
ابتسم بشر: ده عز الطلب يكون قدامه..

مد يده وضربها ضربات خفيفه حاده على وجهها: يالا اتصلي..علشان مدخلش على عيالك اللي جوه دول وادور فيهم الضرب.
مسكت الهاتف بأصابع مرتعشه ووضعته على أذنها وتتمنى بداخلها ان يكون هو الاخر مغلقًا، ولكن ليس ما يتمناه المرء يتحقق..اجاب عمار: ألو..
نظرت لزوجها وهتفت بصوت مرتجف: عاوزه خديجه يا عمار..
همس على من بين أسنانه: خلي صوتك عادي يا وليه..
هزت رأسها باستسلام، وصلها صوت خديجه القلق: ماما، ازيك..
هتفت والدتها بنبره حاولت ان تكون عاديه: قافله تليفونك ليه؟.
_ معلش فصل شحن..

أشار لها على بعيناه بأن تدخل في صلب الموضوع: فكرتي في الموضوع!.
توترت خديجه في الحديث وقالت: بعدين هبقى نتكلم في موضوع ده..سلام، هبقى أكلمك من تليفوني..
أغلقت خديجه الاتصال...فأعطته منى الهاتف: بتقول بعدين...
ابتسم على بشر وهو يقول: مش مشكله، بعدين بعدين...
حول بصره نحوها وجذب جوالها وقام بكسره بغيظ...وقفت منى تنظر له بصدمه: ليه كده..

توجه نحو الباب وهو يفتحه ليغادر: علشان متفكريش تتصلي عليها وتحكيلها..والشارع مش هتشوفيه غير لما المحروسه بنتك توافق وتيجي هنا، اعتبري نفسك محبوسه انتي وعيالك، ولا أهل ولا أصحاب..
غادر واغلق الباب خلفه بالمفتاح..جلست منى بإنهاك على أحد الكراسي ودخلت في نوبه بكاء ككل مرة، تندب حظها التعيس مع شبه رجل..

تجاهلت نظراته لها منذ اتصال والدتها لها.. وانشغلت بترتيب المنزل..تسمرت مكانها عندما وجدته يسألها: والدتك كانت عاوزه ايه؟!.
ابتلعت ريقها بتوتر..التفت له وتقدمت منه متسائلة: ليه مبتقولش خالتي؟!..
أرسل لها عمار نظراته الغامضه: متتعوديش تحطي سؤال قدم سؤالي..
هزت كتفيها وهى تحرك رأسها بنفي: لا أبدًا بس انا لاحظت كده؟!.
أجابها ببرود: متفتحيش في القديم يا خديجه، علشان أنا بحاول أنساه.

اقتربت منه أكثر وهى تنظر في عيناه مباشرةً: عمار انت ليه غيرت معاملتك معايا، فجأه من يوم ليله كل حاجه اتغيرت...
اختصر تلك المسافات بينهم وأمسك يديها وقلبهم حتى جعل باطنهم له وبدأ بتحريك أصابعه بباطن يديها بهدوء ف سرت بجسدها قشعريرة ومشاعر متضاربه من بين الانغماس فيها فرط مشاعرها التى تريد الاستمتاع بذلك الاحساس الدافئ او السيطرة عليها لتعرف ما يثير فضولها لايام منذ ان لاحظت تغيره المفاجئ..قررت الانصياع لعقلها والتركيز بحديثه الغامض...

_ مفيش بحاول أديكي فرصه، علشان مترجعيش وتقولي معاملتي القاسيه هى السبب..
قطبت ما بين حاجبيها تحاول فهم حديثه: مش فاهمه!.
ازداد من مداعبه باطن يديها بإصبعه ليقول: مش فاهمه، يعني انتي عاوزه تفهمي أكتر علشان مثلًا مخبيه حاجه عني..
سحبت يدها من يده وفركتها بتوتر: لأ مش مخبيه، ولو سمحت يا عمار بطل تكلمني كده علشان مش عارفه اتعامل معاك.
_تقصدي ايه؟!.

اعتدلت في جلستها ونظرت أمامها نحو التلفاز قائلة بضيق: طريقتك غامضه وكلامك بيحسسني انك مش صافي معايا..
مد يده يمسد على شعرها من الخلف بحنان، اقترب بجسده منها يحتضنها ويقربها لاحضانه: بالعكس انا صافي معاكي جدًا..يمكن دي أكتر لحظه انا صافي فيها..
متضايقش..

التفت برأسها نحوه تستشف صدق حديثه، تشابكت عيونهم في حديث طويل قطعه هو عندما طبع قبله صغيرة بجانب شفتاها: قومي اطمني على ايلين..
هزت رأسها بخجل وقامت بخطوات مرتبكه نحو غرفه ايلين..استمع لصوت غلق الباب جذب جواله وبداخله يتمنى ان يكون جواله الحديث سجل هذة المكالمه باعتبارها ميزة فيه.. وضع الهاتف على أذنه واستمع لحديثهم قطب حاجبيه وهو يفكر:موضوع ايه؟!، ياترى ناوين على ايه؟.!.

وضعت يدها على بطنها وهى تتحسسها بسعاده أخيرًا شعرت به، أخيرًا أدركت ذلك الاحساس المبهم الذي داهمها عند معرفتها بخبر حملها..والاجابه تتلخص في نبضات قلبه،نبضات قلبه التى عندما سمعتها ابتسمت بسعاده..وعدت نفسها ان تحافظ على صحتها من أجله.. من أجل تكوين معه عائله حقيقيه..فتح باب الشرفه ودخل منه مالك رغم أغلاقها لباب بإحكام.. التفت له تقول بضيق: انت بتدخل ازاي وانا ببقى قافله من جوه...
أشار لها على المفتاح وهتف بعبوس: معايا مفتاح ..

راقبته وهو يجلس على الفراش..ابتسمت بتسليه وقررت مضايقته
_ ايه زعلان علشان مدخلتش معانا عند الدكتورة.
مط شفتيه ساخرًا: شايف السعاده هاتنط من عنيكي..
ضحكت بشماته: طبعًا..
والتفت تُكمل زينتها..رفع عيونه يتابعها بنظراته، ارتبكت منه وقالت بتذمر..
_ هو في ايه؟!، لو سمحت بص الناحيه التانيه!.

رفع أحد حاجبيه ثم تحدث بإستنكار: ابص الناحيه التانيه ليه، وانتي واقفه قدامي، ما ابص عليكي احسن..
تقصلت ملامحها بضيق طفولي: انت بتتكلم كده ليه؟!، ايه الاسلوب ده .
استند على مرفقه قائلًا بخشونه: ظابط، عاوزني اتكلم ازاي!.
_ على فكره بقى انا المفروض..

بترت حديثها ثم زفرت بحنق من ذلك المستفز، التفت مره اخرى للمرآه وقررت استكمال زينتها متجاهله نظراته التي بدت وكأنها سهام تحرق قلبها المسكين وتجعله رماد لعشق مزيف!، وعند ذكر مزيف ابتسمت بسخريه بداخلها، قائله بهمس: وربنا طلعت أكبر مغفله في البلد، لا بلد ايه ده في المجره نفسها...
انتهت من أحمر شفاها ثم اخرجت تنهيده قويه من صدرها، فرفع هو حاجبيه مستنكرًا تنهيدتها، وبدخله يفكر جديًا من الاولى بإخراج تلك التنهيده هى ام هو، وعند ذكر هو فاطلق تنهيده قويه، متمنيًا بعدها أن يعانقها بقوه حتى تطفئ تلك النيران التى بدأت تشعل صدره من جديد..

راقبها بعيناه وهى ترتدى حجابها بإهمال، وتلك الخصلات المتمرده تتمرد من خلف حجابها وعلى وجهها، فأعطاها ذلك المنظر هاله جميله تخطف قلب من يراها...
وقبل أن تضع يديها على مقبض الباب، خرج صوته حازمًا: ارجعي تاني امسحى البتاع ده، ولمي شعرك كويس، ومفيش شعرايه تبان منه...
التفت اليه بنصف جسدها قائله باستهجان: نعم!.
تقصلت ملامحه بضيق واضح وهذه المره كان صوته قوي يحمل بين طياته تحذيرات، ان تخطاتها سترى جحيم "مالك الفيومي "على حق!..
_ اللي قولته يتنفذ يا ندى.

آه كم تعشق تلك النبره منه، حينها فقط تتأكد انها تستحوذ بشكل كبير على قلبه وعقله، ويبدء من جديد ان يتبخر ذلك الرماد ويتحول الى عشق حقيقي له مذاق رائع، تبتسم له قلوب المحبين ..
تجاهلت مشاعرها الجياشه التى كادت ان تفضحها وتقدمت نحو الباب بعناد مقرره بداخلها ان تثير غيرته فقالت بعناد أكبر: مالكش دعوة، مفيش لسه حد تحت، وبعدين ليله هتصورني بكاميرتها..

اقترب منها في لمح بصرها وجعلها تلتصق بالباب هاتفًا بشراسه حبيب كادت تفتك به غيرته: محدش هيصورك كده يا ندى، وبعدين عمرو تحت..
مد أصابعه يزيل احمر شفاها ف تلوت بين يديه... أثارت حركتها تلك لديه مشاعر يحاول التحكم بها.. زمجر من بين اسنانه ليقول بغيظ: وربنا انت شكلك عاوزني اتنيل واعمل كده.

أمسك رأسها وقربها منه وقبلها بقوه، حاولت دفعه بعيدًا عنها حاولت مره واثنان وثلاث ولكنه احكم تقيضها بجسده القوى أنهكت قواها واستكانت بين يده..فتحولت قبلته لرقيقه يحاول بث عشقه وجنونه بها بينها.
ضغطت بيدها على مقدمه ثيابه تحاول أخذ انفاسها بعدما اختفت بفعل هجومه المفاجئ.

ابتعد عنها عندما سمع صوت ترحيب والدته بسراج ووالدته...حاول ترتيب خصلات شعرها للخلف حتى يتضح لها وجهها وشفتاها المتورمه...تعلق نظره بها وهمس: البسي طرحتك كويس مفيش شعرايه تبان منك، ومتحطيش حاجه على شفايفك..ماشي..
هزت رأسها باستسلام كالمغيبه، أرسل لها ابتسامه صافيه وهو يطبع قبله صغيرة على وجنتها هامسًا بعدها: بحبك..

تجمع العائلة ومن بينهم شريف ومريم.. وأيضًا فارس الذي كان يجلس باردًا يرسل ابتسامات مستفزة للابله سرااج..
_ خلاص بدام اتفاقنا نقرأ الفاتحه والجواز الاسبوع اللي جاي..
رفع مالك أحد حاجبيه قائلًا: مش بسرعه كده ولا ايه يا يارا!.
رفعت وجهها الحزين وكأنها ليست العروس، تحاول ايجاد اي نظرات من فارس لها ولكن وجدت عيناه خاليه من اي مشاعر وابتسامه مستفزة تحتل ثغره، تنهدت بصمت ثم قالت: كده أفضل يا مالك انا وسراج فاهمين بعض كويس...

رجعت بعيونها تنظر له لترى تأثير حديثها عليه، وجدته يضع ساقًا على الاخرى وكأنه يستمتع بحزنها وبحديثها..حولت بصرها لمالك قائلة.: بس ياريت تكون حفله على الضيق ياعني الاقارب وبس..
اعترضت والدة سراج قائلة: لا يا حبيبتي انا عاوزه فرح وهعزم قرايبي..آه ده ابني الوحيد ولازم افرح بيه.
أخيرًا ظهر صوته بحديثه الذي فاجئ الجميع به وليس هى وحدها: حقك يا طنط طبعًا ويارا بردوا بنتنا، الفرح عليا يا جماعه يارا زي أختى ولازم اعمل معاها أحلى واجب...

رفع مالك حاجبيه يحاول استيعاب حديث صديقه..ف مال فارس قائلًا بجديه خافته: أصل زهقت منها، خليها تتجوز.
أراد سراج مضايقته قائلًا: ياعني اسيب موضوع جوازنا انا ويارا عليك.
ضحك فارس وقال: عيب عليك رقبتي سداده ليا أصحاب كتيرة شغالين في الموضوع ده هيخلصوا بسرعه..
نظروا جميعهم لبعضهم متفاجئين منه..وقفت يارا وقالت ب لهجه مهزوزه: عن اذنكوا.
صعدت لغرفتها في عجاله قبل ان يخونها صوت بكائها ويرتفع اكثر من ذلك..أدركت ماجي ان ابنتها ستنزوي كعادتها في غرفتها فقالت: معلش يا جماعه أصلها تعبانه من الصبح..

وقفت والدة سراج وهى تجذب سراج من مرافقه قائلة بضيق من عدم تقدير العروس لهم: اه الف سلامه يالا يا سراج، ابقى اتصل عليها واطمن عليها بكره..
ودعتهم ماجي على الباب.. وجاء خلفهم شريف: همشي انا ياماجي اروح اريح انتي عارفه لسه راجع من الشغل على هنا..هزت رأسها بتفهم..
نهض فارس أيضًا وهو يقول: هتواجه امك دلوقتي..خلاص فكرت.

هز مالك رأسه وهو يتابع ندى وهى تصعد مع ليله لغرفه يارا: اه امي بتعمل حاجات غريبه وعجيبه ببقى هولع من جوايا، هواجها علشان أعرف افضى لست ندى.
فارس: طيب سلام.
جذبه مالك من يده: مش مرتحالك معرفش ليه؟!.
فارس بلامبالاه:عادي على فكره انا جريت وراها كتير وهى بقى براحتها حقيقي زهقت.
أجابه مالك ببرود: براحتك.
غادر فارس أيضًا وتبقى مالك وماجي..كادت أن تصعد خلف يارا...ولكن أوقفها مالك: ماما عاوز اتكلم معاكي ممكن...
جلست ماجي أمامه لتقول: ممكن طبعًا يا حبيبي..

أمسك يدها وطبع قبله بسيطه فوقهم: توعديني انك تفهميني .
مسدت على شعره بحنان: وانا من امتى مفهمتكش، اتكلم وقول اللي انت عاوزو..
اخرج تنهيده قويه من صدره وقرر البوح بكل شئ: ماما أنا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة