رواية قلوب حائرة الجزء الثاني للكاتبة إيمان شاهين الفصل العاشر
دخلت ريناد غرفتها واغلقت الباب وارتمت على السرير وهي تبكى بحرقه، تبكى على الظلم الذي تعرضت له وعلى أمومتها التي دمرت واكثر شئ يؤلمها انها لم تخبر عدنان انها لن تستطيع الانجاب
حاول عدنان ان يفتح الباب وعندما وجده مغلق جرب ان يفتح الباب الاخر وحمد الله انها نست ان للغرفه بابان فلم تغلق سوى واحد، هو يعلم انها مجروحه وبشده ويجب ان يكون بجانبها ويطمئنها انه هنا من اجلها.
وجدها نائمه على السرير وتبكى بشده، احس بألم بقلبه لانها تتألم ذهب بسرعه لها ورفعها واجلسها على رجله وهي بحضنه ويضمها بشده بيد والاخر تلمس على شعرها بحنيه
- لا تبكى يا قمرى، ارجوكى لا تبكى فانا دموعك تقتلنى اخبرينى ما المشكله يا روحى
كانت تتشبيث بثيابه وتدفن راسه في صدره وتبكى بقهر
- انا خدعتك عدنان، انا سيئه ولا استحق حبك لانى خدعتك وسوف تتركنى عندما تعلم.
- انا لن اتركك ابدا قمرى بعمرى لن اتركك اخبرينى ما المشكله حبيبتى
- انا عقيمه عدنان لن استطيع الانجاب، ما فعله ايهاب بى من تعذيب جعلنى غير قادره على الانجاب وانا لم اخبرك، كنت مرعوبه ان اخبرتك تبتعد عنى، هذه انانيه منى اعلم ذلك فانت من حقك ان تكون اب وانا امنعك عن ذلك من حقك ان تتزوج من اخرى
لم تستطيع الكلام من شده بكائها، بعدها عدنان عن صدره وجعلها تنظر بعينه وهو يقول بقوه حتى تفهم كل كلمه.
- عشر سنوات وانتى بعيده عنى وفقدت الامل بقربك ومع ذلك لم افكر للحظه ان اتزوج اخرى،
عدتى لى وكنتى بعقلى مخادعه ذو قلب خائن ومع ذلك تزوجتك لمجرد ان تكونى بقربى،
والان علمت انك بريئه واحببتك اكثر واصبحتى زوجتى قولا وفعلا وتذوقت معكى شهد العشق وتعتقدى انى سأتخلى عنك.
انا لا اريد اولاد ريناد انا اريدك انت، فقط انت، مستعد ان اتنازل عن العالم كله ولكن انتى تبقى بجانبى، انتى زوجتى ريرى ولن يفرق بيننا سوى موتى هل فهمتى
لن اتخلى عنك ولن اتزوج او المس غيرك اما الاولاد فالله اعطانا ظافر لنحبه ونرعاه ونعوضه وفاه والديه وهو يكفى لنا
والان لا اريد حديث عن هذا الموضوع مره اخرى ولا اريد ان ارى دموعك هذه مره اخرى فهمتى؟
كانت تنظر له بعين مليئه بالحب بل بالعشق وكل كلمه يقولها تجعل قلبها يطير من سعادته وضعت يدها على خده وقالت
- انا كيف اصبحت محظوظه هكذا ليرزقنى الله زوج وحبيب مثلك
ضمها لصدره بقوه وهو يقول
- بل انا المحظوظ قمرى، انا المحظوظ، الان اغسلى وجهك جيدا واستعدى لتناول الطعام بالخارج انا وانتى وظافر.
هزت راسها موافقه وذهبت للحمام لتغسل وجهها بماء بارد وبعد ان خرجت كان عدنان قد ارتدى ملابسه فنظر لها بابتسامه ساحره وقال
- سوف اكون مع ظافر حتى تجهزى قمرى، لا ترتدى شئ فاخر بل ملابس عاديه
ذهبت له وقبلته من خده
- اتفقنا حبيبى، seni çok seviyorum
نظر لها بحاجب مرفوع وقال بخبث
- وانا ايضا احبك كثيرا قمرى
شهقت بصدمه وقالت
- انت تتحدث التركيه؟
ضحك على تعابيرها وقال.
- حبيبتى انا اتحدث ثمان لغات، والان هيا اجهز بسرعه
خرج عدنان وهو يبتسم لانه استطاع ان يخرجها من حالتها، اخبر ماريا بتجهيز ظافر ثم خرج للحديقه واتصل بكامل
- مرحبا كامل كيف حالك؟
- مرحبا بالعريس انت كيف حالك، وكيف حال ريناد؟
- نحن بخير عدنا اليوم من السفر وسوف نخرج الان لتناول الطعام انا وهي وظافر لماذا لا تحضر الينور وتأتى كمفاجأه لها.
- اتمنى عدنان لكن للاسف لن استطيع فالينور مريضه اصيبت بالحمى وحرارتها كانت مرتفعه اليوم
- الف سلامه عليها سوف نأتى لزيارتكم بعد العشاء
- البيت سينير بكم عدنان اهلا بكم بأى وقت، لكن اسمح لى بسؤال اشعر ان هناك شئ يزعجك اعلم انى لا اعرفك جيدا ولكنى اشعر بذلك
- معك حق كامل هناك شئ يزعجنى
حكى عدنان لكامل كل ما حدث ثم اكمل.
- هل انت متأكد من انه لا يوجد أى امل بأن تحمل، انا لا يفرق معى الموضوع لكن هي تتألم من ذلك وانا اشعر بأن احد يعتصر قلبى بيده عندما ارى دموعها
- للاسف عدنان اصابه الرحم كانت شديده، ولقد ارسلت التحاليل والاشعه لاكبر مراكز المرأه بالعالم والكل اجاب بان الحمل مستحيل
- اتمنى ان تنسى الموضوع ولا تفكر به كثيرا ونحن لدينا ظافر يعوضنا عن كل شئ.
- هي محظوظه لان الله عوضها بك، وانت محظوظ لانك لن تجد امرأه بنقائها وبرائتها، انا سعيد انها بدءت بعيش حياه طبيعيه مره اخرى وان كل ما حدث لها اصبح ماضى بعيد
ثم سكت قليلا واكمل بصوت مخنوق
- وانا اسف لانى لم استطيع حمايتها كما ينبغى ولانى قصرت معها كان يجب...
قاطع عدنان كلامه.
- لا كامل انت لم تقصر انت كنت تحاول حمايتها وحمايه زوجتك ولولا الله ووجودك الله وحده يعلم ماذا كان سيحدث لها، لقد فعلت من اجلها الكثير ووقفت بجانبها عندما تخيلت انا عنها ولم افكر ولو لمره ان تكون مظلومه
- الذنب ليس سوى ذنبه هو والان سيأخذ جزاءه عند من لا يضيع حق عنده، هل تعلم انه ليس عمى بالاصل
- ماذا تقول كامل؟
- اكتشفت منذ اسبوع خزنه سريه بمكتبه بالقصر، احضرت متخصص لفتحها ووجدت بها العديد من المستندات والاوراق منها حسابه باحد بنوك امريكا الجنوبيه وبه حوالى ال200 مليون دولار، تقريبا اموال القروض التي اخذها، كما وجدت اوراق تفيد بان جدى تبناه وهو طفل لانه كان ابن لاحد أصدقاءه وتوفى ابويه بحادث سياره ولم يبقى له احد فكتبه جدى باسمه ومنع ذكر التبنى امام اى مخلوق.
الحمد لله اننى لم احمل دمه فقد كنت اتعذب كلما نظرت لعذاب ريناد وكنت اكره نفسى لاننى احمل نفس دمه
لقد قمت بعمل الاجراءات الرسميه لان هذه الاموال من حق ريناد وبمجرد ان تنتهى المعاملات سأحولها لها
- بخصوص الاموال فانا ليس لى اى علاقه بها هي تفعل بهم ما تريد، اما بخصوص ايهاب فحتى ان كان عمك كامل انت لا ذنب لك بما فعل
فعلى الرغم من كل جرائمه بحق ريناد الا انها تحبك كأخ لها ولم تلومك ولو مره واحده.
سمع عدنان اصوات ريناد وظافر فقال
- لقد جهزوا للعشاء سنتناول العشاء سريعا وناتى لكم ووقتها اخبرها عن الاموال لتأخذ قرارها
- سوف نكون في انتظاركم عدنان وايضا ابنتى عادت اليوم من اجازاتها بلندن عند جدتها وسوف تفرح ريناد كثيرا بعودتها، الى اللقاء
- الى اللقاء
نظر خلفه ليرى ريناد وظافر كانت غايه في الروعه
وهى تضع مكياج خفيف للغايه لمجرد ان تخفى شحوب وجهها من البكاء وترتدى طقم رقيق.
اقترب منهم وامسك يدها وقبلها ثم اخذهم للسياره وجلس ظافر بينهم، وبالطبع الحراسه معهم
وصل الجميع لمطعم بسيط للغايه مما تعجبت منه ريناد ان عدنان بكل مركزه يأتى لمطعم بسيط هكذا، دخلوا فوجودت امراه كبيره تقترب بابتسامه وتتحدث الايطاليه وهي تحتضن عدنان وظافر
احست بالحرج لانها لم تفهم ماذا يحدث فهى تتحدث العربيه والانجليزيه والفرنسيه والتركيه فقط.
نظر عدنان لها بحب ووضع يده على كتفها وقال بعض كلمات للمراه التي ضحكت بشده وضمت ريناد بحضنها وهي تقول اشياء عديده وعدنان يضحك
بعد ان جلسوا على طاولتهم ابتسم عدنان وقال.
- العمه صوفيا هي من تملك المطعم، لا تتحدث سوى الايطاليه وتصنع اشهى الاطعمه اعرفها منذ ثمان سنوات انفجر اطار سيارتى امام مطعمها وكان الوقت متاخر وهي على وشك الاغلاق، فتحت المطعم لى وحضرت لى وجبه خفيفه حتى ياتى مساعدى بعربه اخرى، وعندما حاولت اعطائها الاموال اثناء مغادرتى رفضت بشده واخبرتنى انها لا تأخذ مقابل مساعده شخص بضيفه.
منذ ذلك الوقت وانا اتى لهنا كل اسبوع وكل مره تخبرنى متى سوف استقر واحضر زوجتى لها حتى تباركها، لذلك فرحت بشده عندما عرفتك عليها واخبرتها هذه هي من سرقت قلبى
ابتسمت ريناد بحب وهي تستمع له يحكى لها بعض مواقفه المضحكه مع العمه صوفيا خصوصا عندما كانت تحضر له النساء لتزويجه
مر الوقت رائع بينهم ثم اتجهوا لبيت كامل
- الى اين نحن ذاهبون عدنان؟
- لكامل حبيبتى كلمته ليحضر معنا العشاء لكنه اخبرنى ان الينور مصابه بحمى بسيطه فاخبرته اننا سنأتى لهم بعدها
- شكرا لك حبيبى انت دائما عند حسن ظنى بك
- اى احد قريب منك قريب منى حبيبتى
كانوا بطريقهم وخلفهم عربه الحراسه وفجاه سمعوا صوت تحطم شديد، نظر عدنان للخلف بسرعه ليجد سياره كبيره تخرج عربه الحراسه عن الطريق واخرى تطاردهم وتضرب نار على الاطارات.