رواية قلوب حائرة الجزء الثاني للكاتبة إيمان شاهين الفصل الرابع
خرج عدنان من سيارته وجلس على الارض وظهره على السياره وهو يمسح دموعه ويتذكر كل ما حدث بالامس
فلاش باااااااك
بعد ان خرج من غرفتها وهو قرر ان يطلقها سمع صوت صرختها دخل بسرعه للغرفه وجدها تحرك جسدها على السرير وهي نائمه كانها تتعارك اقترب منها بسرعه ولاحظ العرق على جبينها واهتزاز جسدها ودموعها المنهمره
- لا لا لا لا لا ارجوك ابتعد كااااااااامل انجدنى ارجوك كااااااااامل.
كانت تصرخ وهي تطلب المساعده حتى اضطر ان يجلس فوقها ليستطيع ان يتحكم باهتزاز جسمها، اللعنه ما الذي يحدث معها
استمرت دمرعها وراجائها بان يتوقف لمده نصف ساعه حتى هدءت وكل ذلك وهي لم تستيقظ
لم يستطيع عدنان ان يسكت يجب ان يعلم ماذا يحدث وهناك شخص واحد يملك الاجوبه التي يحتاجها وبسرعه اتصل بكامل المنياوى
- كامل اريدك بقصرى الان
- لماذا هل ريناد بخير هل حدث معها شئ؟
- بخير ولكن يجب ان تأتى الان.
- حسنا مسافه الطريق وسوف اكون لديك
نزل عدنان للاسفل وتناول كاس من الخمر ولكنه تركه مره اخرى ولم يشربه فهو يحتاج لكامل تركيزه الان، لذلك توجه للمطبخ واعد لنفسه فنجان من القهوه
اعطى تعليماته للامن بادخال كامل بمجرد وصوله ثم جلس يتناول قهوته وهو يتذكر صريخها واستنجادها بكامل، اى حلم هذا جعلها بهذه الحاله، هو متاكد انها لم تكن تحلم بكابوس عادى، هناك شئ بداخله يخبره انها تعرضت لشئ بشع اوصلها لهذه الحاله.
خرج من شروده على صوت الباب فذهب سريعا وفتحه ليدخل كامل بلهفه
- اين ريناد ماذا حدث معكم هل فعلت بها شئ؟
- اهدء كامل لم افعل شئ اجلس وسوف احكى لك
بعد ان حكى له ما حدث اكمل كلامه
- اخبرنى ما الذي يحدث كامل انا ارى الكثير بعينك اخبرنى كل شئ حتى استطيع ان اساعدها
لاحظ نزول دموع كامل التي مسحها بسرعه وقال
- سوف احكى لك كل شئ ولكن بشرطين
- ما هم؟
- الاول انك لن تجعل ريناد تعلم اننى اخبرتك اى شئ والثانى انك ستستمع لى للنهايه ولن تقاطعنى ابدا
- موافق
- بدء كل شئ منذ اكثر من عشر سنين، عندما رأى عمى ايهاب ريناد واعجب بجمالها جدا وهو دائما يحصل على ما يريد، حاول التقرب منها لكنها صدته واخبرته انها تحب شخصا اخر وسوف تتزوج قريبا وان يبتعد عنها.
لم يتعود عمى على الرفض فامتلئ قلبه بالحقد عليها انها رفضته واثناء قيادته للسياره تعرض لحادث خرج منه سليما ولكنه اصيب اصابه بمنطقه حساسه جعلته عاجز جنسيا وليس له علاج
بالطبع احس بالغضب والحقد على ريناد وقرر انه سينتقم منها لان عقله المنحرف صور له انها السبب
قام بخطفها واحضرها بالسياره لمكان عملك وجعلها ترى احد القناصه يوجه مسدسه لقلبك وجعلها تختار بين ان تتزوجه او ان يقتلك.
جلست على ركبتيها تتوسله ان يعفو عنك وان لا يقترب منك ولكنه شيطان لم يتأثر فوافقت على الزواج منه حتى تحميك
اثناء تلك الفتره كنت انا بانجلترا احضر للدكتوراه بالاقتصاد وقابلت الينور زوجتى واحببتها واحضرتها معى لفرنسا
عندما وصلت للقصر سمعت صوت صريخ ودخلت وجدت عمى وفتاه وكان يضربها بوحشيه وهو يقول سوف ادمرك كما دمرتى حياتى بالطبع اسرعت اليه ومنعته.
كانت الفتاه فقدت الوعى فحملتها سريعا للمستشفى وكنت بجانبها انا والينور حتى تحسنت حالتها قليلا جسديا، اما نفسيا فكانت محطمه
لجأت لاحد حراس القصر والذي كان يحبنى بشده لانى انقذت حياه ابنه فاخبرنى بكل ما حدث اثناء غيابى وترجانى ان اسعاد هذه الفتاه المسكينه
تقربت الينور من ريناد بصعوبه لانها فقدت الثقه بالبشر وقضت بالمستشفى شهر كامل وبعد رجوعها للقصر بدء عذابها مره اخرى.
توقف كامل عن الكلام وهو يمسح دموعه ونظر لعدنان الذي كانت الصدمه وعدم التصديق مرسومه على وجهه ودموعه منهمره دون ان يشعر، اخذ كامل نفس عميق ثم اكمل كلامه
- حاولت كثيرا ان احميها منه لكنه كان اقوى منى بكل شئ السلطه والنفوذ جعلوه اعمى عن الانسانيه، كان يضربها كل يوم ويهينها ويجعل الخدم يهينوها.
مر سته اشهر على هذا الحال حتى قررت ان اهربها للندن لعائلته الينور لبعض الوقت، وبعد ان رتبت كل شئ وسافرت علم هو ما فعلته ولا اعلم كيف علم ومن ممن، فاختطف الينور وهدد بقتلها ان لم ترجع ولانها ملاك ورغم اننى ترجتها ان لا تعود وانى سوف احرر الينور منه لكنها عادت
عادت من اجلنا وجعلتنى احمل ذنب ما فعله بها لاخر عمرى
بدء بالبكاء مره اخرى ولم يستطيع التحكم بنفسه، اخيرا وجد عدنان صوته وقال بصوت مهزوز.
- ما، ماذا فعل
- ضربها بوحشيه وسجنها بالقبو وكل يوم يضربها حتى تفقد الوعى، بل وصل به جبروته انه احضر احد حرسه لاغتصابها لكسرها اكثر لكن الحارس كان بداخله بعض الانسانيه فلم يفعلها ولكنه اوهمه بعكس ذلك، اسبوع كامل حتى استطعت الدخول لها ونقلها للمستشفى لاكتشف وحشيته التي جعلتها تدخل بغيبوبه كما انها، . كما انها فقدت القدره على الانجاب بسبب كثره الضرب ببطنها والنزيف الذي اصيبت به.
لم يتحمل عدنان اكثر من ذلك قام بقلب الترابيزه من امامه والتي دوى صوت انكسارها بالقصر، وسقط على الارض وهو يحاول ان يستوعب ما تعرضت له حبيبته بسببه
هى كانت تتعذب بوحشيه وهو كان يلومها ويتنقل بين احضان العاهرات، هو الخائن وليس هي كان يجب ان يعلم انها استحاله ان تخونه، كان يجب ان يعلم ان هناك سر وراء موافقتها على الزواج من المنياوى، كان يجب ان يسعى لمعرفه الحقيقه.
كان يجب كلمتين دمروا كل شئ، اقترب كامل منه وساعده للجلوس على الصوفيا ثم اكمل كلامه قبل ان يضعف
- بالطبع هو لم يهتم بما حدث معها بل اصبح سعيد انه دمرها هكذا وانها لن تشعر باحساس الامومه ابدا، فاقت ريناد من الغيبوبة بعد ثلاثه اسابيع وبالطبع لم استطيع ان اخبرها كلام الطبيب.
فقد استيقظت بقايا انثى انطفئت عيناها واصبحت جثه متحركه، كانت الكوابيس تأتى لها دائما وبالصباح تقوم لا تتذكر اى شئ، احضرت لها طبيب نفسى وكانت حياتها مستمره بالعلاجات ولولا هذه العلاجات لكانت قتلت نفسها وخصوصا عندما اخبرها بانها بحياتها لن تصبح ام كما هو لن يصبح اب بسببها.
كان قد مر عامين على زواجهم وقام عمى بكتابه كل شئ باسمها وهو الذي يدير الشركات حتى اذا اكتشف احد اعماله المشبوهه تتحمل هي النتيجه، بالطبع لم اعلم لا انا ولا هي بما يحدث
قام عمى بعمل صفقه مع اكبر رؤس المافيا بالعالم وحدث شئ افسدها، لا اعلم التفاصيل لكنه كان خائف على حياته فقام بتزوير حقيقه تعرضه لحادث ودخوله بغيبوبه.
طوال هذه السنوات كنت انا ادير الشركات تحت ارشاداته حتى لا يظهر بالصوره مقابل ابتعاده عن ريناد وان لا يأذيها مره اخرى
بالطبع شيطان مثله لم يحترم اتفاق كان ينتظر خروجى للعمل حتى يعذبها بساديته وطرقه المقززه لذلك كنت اجعلها تقفل باب غرفتها عليها حتى اعود
اخر سنه بحياته اكتشف اصابته بمرحله متقدمه من السرطان ليس لها علاج ولم يمضى وقت حتى توفى.
وبالطبع كان يجب ان يكون حقير باخر ايامه فقد جعلنى امضى على اوراق دون ان ادرى واخذ قرض كبير من البنك بضمان الشركات حتى يترك ريناد مفلسه ومعرضه للسجن والله يعلم ان ذهب بهذه الاموال
اكتشفت ما فعله بعد وفاته باسبوع والباقى انت تعرفه
صرخ عدنان بقهره
- انا حقير لا اختلف عنه بشئ، كان يجب ان اعرف انها لن تخوننى ابدا كان يجب.
- توقف عدنان، هذا ليس وقت ماذا لو او كان يجب، نحن في الان فريناد التي معك الان هي بقايا انثى جسد بدون روح، اذا كنت تريد عودتها فامامك طريق طويل
الان يجب ان تاخذ قرار عدنان هل سوف تستمر معها وتتحمل كل ما تفعله فهى ترتعب من فكره اقتراب اى رجل منها، تخاف من التجمعات، تعيش على المهدئات وبالليل كوابيسها لن تجعلك تنام، والاهم انها لن تكون أم ابدا ولن تنجب لك اولاد، او ستتركها لحال سبيلها.
- ابدا، لن اتركها او اتخلى عنها ابدا، سأتحمل منها كل شئ واى شئ حتى تعود لطبيعتها او على الاقل تعيش حياه طبيعيه
- ولا يجب ان تعلم انك تعلم الحقيقه والا ستفهم انك تفعل ذلك شفقه وهي لن تتقبل هذا ابدا
- لن تعلم كامل لن اخبرها انى اعلم ابدا
- حسنا سوف ارحل الان وانت حاول ان تنام قليلا وانا موجود دائما اذا احتجتم لاى شئ
- شكرا كامل لانك كنت بجانبها في الوقت الذي تخليت انا عنها.
- لا تحمل نفسك ذنب لم ترتكبه عدنان انت لم تكن تعلم الحقيقه، المهم الان انك بجانبها فلا تجعل الماضى يدمر المستقبل وريناد دائما ستكون اختى التي سأكون بجانبها مهما حدث
- سأحاول من اجلها
رحل كامل وصعد عدنان لغرفه ريناد اقترب منها وقبل راسها وهمس
- سامحينى حبيبتى، سوف اعوضك عن كل شئ، اقسم لك يا قمرى سوف اجعلك تنسى كل كوابيسك وان تعودى الفتاه المرحه العفويه التي عرفتها دائما.
قبل راسها مره اخرى وذهب لغرفته واخذ قراره ان يفعل المستحيل حتى تنسى الماضى وتعيش الحاضر والمستقبل
عوده للوقت الحاضر
قام عدنان من مكانه وركب سيارته وهو مصمم ان يتحكم بحزنه وقهره من اجلها، يجب ان يكون قوى حتى تستمد قوتها منه، سيأخذ الطريق معها خطوه خطوه ولن يترك يدها ابدا الا في حاله موته.