قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قلعة أمل بقلم أسماء عبد العظيم الفصل الأول

رواية قلعة أمل بقلم اسماء عبد العظيم

رواية قلعة أمل بقلم اسماء عبد العظيم الفصل الأول

داخل القطار المتجه نحو الاسكندرية .. تجلس امل على احد مقاعد القطار وتنظر من شباك القطار ... وتتذكر اشياء تجعل عينها تدمع ...
( السيدة تجلس بجانبها ): يامدام القطر وقف خلاص وصلنا اسكندرية .. انتى مش نازله ولا إيه!
( امل ) لا ابدا .. انا بس سرحت شويه.. انا نازله هنا...
وقفت امل واخدت شنطتها ...وإتجهت خارج القطار ... وقفت على الرصيف وكأنها تائهه ... تنظر حولها لعلها تجد احدا تعرفه ... اخذت تفتش فى حقيبة يدها وبعد ذلك اخرجت هاتفها ..
( امل ) الو .. ليلى ... انا وصلت اسكندرية
( ليلى ) خدى تاكسى ..وانا هقولك على العنوان
( امل ) ليلى ... انا محرجه جدا ... ممكن جوزك يضايق من وجودى
( ليلى ) لا ابدا ياامل وبعدين انتى ضيفتى .. ومجدى مش هيضايق ولا حاجة ..وكمان الوضع مؤقت لحد بس ما اشوفلك سكن مناسب ...يالا بقا بسرعة اصلك وحشانى موووت ..
( امل ) ماشى ياليلى .. انا فى طريقى ليكى ..

فى القاهرة:
(خالد): ماما متزعليش علشان خاطرى ...
( سناء ) يعنى ايه مزعلش ياخالد بعد اللى حصل مع " امل" من ابوك ومش عايزنى ازعل .. امل بنتى ياخالد زيك وزى اختك .. زعلها يهمنى .. وكمان صعبان عليا انها سافرت وهى زعلانه ...
( خالد ) معاكى حق هى ليها حق تزعل .. بس كان ممكن تفضل موجوده لحد ما بابا يهدى ويتكلموا بهدوء ...
( سناء ) ابوك .. كان مصمم على رايه .. وده اللى خلى امل تسافر وتبعد عن هنا خالص
.. قوم خالد اتصل على اختك .. وطمنى عليها يابنى .. وصلت ولا لسه ..
( خالد ) حاضر ياماما.. حالا
- امل راكبة تاكسى ورايحه على بيت ليلى وفجأة تليفونها رن بصت لقت خالد اخوها بيتصل ..
( امل ) الو.. ازيك ياخالد
( خالد ) ازيك انتى ياامل عامله ايه .. وصلتى ولا لسه
( امل ) ايوه وصلت اسكندريه .. وفى طريقى على بيت ليلى ..
( خالد ) طب حمد الله على سلامتك ...امل انا زعلان انك سبتينا وسافرتى
( امل ) مفيش داعى للكلام ده ياخالد .. كده احسن لى واحسن لكم
( خالد ) اهم حاجة انك تكونى مرتاحه .. ابقى طمنينى عليكى
( امل ) حاضر .. وسلملى على ماما وعلى هند
( خالد ) حاضر... يوصل .. مع السلامة
( امل ) الله يسلمك
اغلقت امل التليفون وفجأة نزلت دمعه سريعه من عنيها ...

فلاش باك:
( الحاج رجب ) امل انا عاوزك فى موضوع ..
( امل ) خير ياعمى ..فى حاجة
( الحاج رجب ) دلوقتى عصام ابن اخويا اتقدم لك وطلب ايدك منى وانا وافقت
( امل بصدمه ) إيه ... عصام .. ووافقت !
( الحاج رجب ) ايوه .. مالك مخضوضه كده ... عصام عايز يتجوزك ..
( امل ) بس انا مش موافقه على عصام ..
( الحاج رجب بحده ) ليه ... ماله عصام .. ابن اخويا وهيشاركنى فى الورشه علشان نكبرها ..
( امل ) عمى لو سمحت ...انا مليش دعوه بالكلام ده .. عصام مش مناسب ليا !.. انا مش هتجوز عصام سواء هيشاركك او مش هيشاركك ..
( الحاج رجب ) يعنى ايه مش مناسب ليكى ... مش قد المقام ولا ايه ياست امل ...
( امل ) انا مقلتش كده .. بس عصام اتجوز مرتين قبل كده وطلق وعنده عيال ..وانا مش مضطره ان اتجوز واحد اتجوز بدل المرة .. اثنين ...
( الحاج رجب ) انتى ناسية ياامل ان بقا عندك 32 سنة يعنى كويس ان عصام فكر فيكى اصلا .. ولا انتى بقا ناوية تعنسى ...
( امل بغضب ) لا مش ناسيه وكل اللى ربنا كاتبه هيجى فى وقته .. بس مش معنى كده انى اوافق على حد مش مناسب ليا ولو كان البديل انى هعنس يبقى اعنس احسن ...

( الحاج رجب ) اسمعى ياامل .. انا اللى ربيتك وصرفت عليكى بعد ابوكى ما مات ... يعنى انا اللى وصلتك انك تبقى مدرسة قد الدنيا .. وجه الوقت اللى المفروض تردى لى فيه الجميل ده ... انا مديون والورشه عليها ديون كثير... وعصام موافق انه يشاركنى ويسدد ديونى مقابل انك توافقى تتجوزيه ...يعنى لو انتى موافقتيش الورشة هتضيع والبيت اللى انتى عايشه فيه ده هيتخرب .. واخواتك مش هيكملوا تعليهم زى ما انتى كملتى تعليمك بفلوسى ..لو ده يرضيكى صممى على رأيك ...
( امل ) ياعمى انا ذنبى ايه اتجوز واحد مش بطيقه .. ومش مناسب ليا ... انا ذنبى ايه ممكن يبقى فى حلول ثانيه ... علشان الورشه والشغل ... وانت جميلك على راسى وانا لو بإيدى اردهولك مش هتأخر ... بس اللى انت بتطلبه ده صعب .. صعب اوى ...
( الحاج رجب بغضب ) بقولك ايه انا مش هتحايل عليكى .. انتى هتتجوزى عصام يعنى هتتجوزيه وإلا ملكيش قعاد فى البيت ده ولو فاكرة ان امك ممكن تقف معاكى ضدى تبقى غلطانه ... لإن لو حكم الامر انا ممكن اطلقها وارميها فى الشارع ..سمعانى ياامل .. سايسى امورك احسن ... ووافقى ... خلى الموضوع يمشى برضاكى .. بدل ما يمشى غصب عنك ...

فاقت امل على صوت السواق وهو بيقولها وصلنا يا ابله ...خرجت وحاسبت التاكسى وتوجهت للعمارة اللى ساكنه فيها ليلى ورنت جرس الباب ...
( ليلى بإبتسامه ) امل .. حمد الله على سلامتك ... وحشانى وحشانى مووت
( امل ) ازيك ياليلى .. وانتى كمان وحشانى
( ليلى )اتفضلى ياامل ... البيت بيتك
( امل بكسوف ) شكرا ياليلى ... يارب مكونش مسببه ليكى اى ازعاج ...
( ليلى ) ازعاج ايه الله يسامحك ...ادخلى فى الصالون على ما انادى على مجدى يجى يسلم عليكى ...
( امل ) حاضر ...

توجهت ليلى لغرفة النوم لتجد مجدى مستلقى على ظهره ويتحدث فى الهاتف ..
( ليلى ) م اااااااااااجدى
( مجدى ) ايه ياليلى خضتينى ...
( ليلى ) خضيتك ليه انت كنت بتكلم مين ...
( مجدى ) مفيش ...
( ليلى ) بتكلم مفيش ...!
( مجدى بحده ) مفيش بكلم واحد صاحبى .. عاوزة ايه ...
( ليلى ) امل وصلت .. تعالى سلم عليها ...

( مجدى ) وماله آجى ماجيش ليه ... وخرج مسرعا نحو امل ... ياااااهلا وسهلا
(امل ) اهلا بحضرتك يااستاذ مجدى .. وآسفه على الازعاج
( مجدى بإبتسامه عريضه ) آسفه على الازعاج .. ده كلام بردوا.. مابلاش الكلام اللى يزعل ده ياآنسه امل ... اتفضلى اقعدى واقفه ليه ..
( امل ) انا مش عارفه بجد اشكركم ازاى .. بس لو سمحت يااستاذ مجدى / انا كنت كلمت ليلى على انها تشوف لى سكن قريب من الشغل .. وهى قالتلى انك ممكن تساعدنى فى الموضوع ده .. فلو سمحت فى اقرب فرصه .. تشوف لى سكن
( مجدى بلؤم ) انتى زهقتى مننا بسرعه كده ... عاوزة تسيبينا ..

( امل ) لا ابدا .. انا مقصدش كده .. بس اولا واخيرا انا محتاجة السكن ضرورى وكمان علشان يبقى قريب من المدرسة ..
( مجدى ) آاااه ..علشان المدرسة يعنى .. ياستى متقلقيش انا كل يوم هوصلك بعربيتى وانا رايح شغلى لحد باب المدرسة وارجعك كمان وانا راجع من الشغل ..
( امل ) أنا متشكرة جدا .. بس ياريت تساعدنى فى انى الاقى سكن مناسب باسرع وقت .. من فضلك ..
( ليلى ) خلاص بقى يامجدى خليها على راحتها .. وانت دور لها على سكن قريب من المدرسة ولحد ما تلاقى السكن المناسب امل هتفضل قاعدة معانا .. وهتنورنا .. تعالى يامل اما اوريكى اوضتك ...

خرجت امل من الصالون بصحبة ليلى ..متجه نحو غرفة النوم .. وظل مجدى يلاحقها بنظراته حتى غابت عن عينه ...
( ليلى ) هااا ياامل ... هتنامى فى اوضة دى ...

( امل ) شكرا ليكى ياليلى .. انا مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه ... بس اعمل ايه بقا انتى اختى وصاحبة عمرى ومليش غيرك بعد ربنا ...
( ليلى ) متقوليش كده ياامل .. ما انا ياما قولت لك اطلبى نقلك لإسكندرية وتعالى هنا ... ونبقى جنب بعض ... بس انتى كنتى دايما بترفضى .. بس انا مش عارفه ايه اللى جد وخلاكى تيجى كده فجأة ومقولتليش السبب وكمان شكلك باين عليه ان فى حاجة .. انا هسيبك النهارده ترتاحى وبكره نتكلم على راحتنا ...
( امل ) هحكيلك على كل حاجة ياليلى .. وهقولك سبب مجيئى كده فجأة بس بكرة بقا ان شاء الله بعد ما ارجع من المدرسة ..
( ليلى ) ايه ده انتى هتروحى المدرسة بكره ؟!
( امل ) ايوه .. انا لازم اروح استلم الشغل بكره ... علشان اعرف الجدول ..واظبط ورقى وكده ...
( ليلى ) خلاص هقول لمجدى يوصلك بكره وهو رايح الشغل ..
( امل ) مفيش داعى ياليلى .. هاخد تاكسى لحد المدرسة وخلاص ..
( ليلى ) لأ ازاى ... ده انتى لو قضتيها تكاسى .. مرتبك مش هيكفى اسبوع فى الشهر

( امل ) لا ما انا مش ناويه اطول فى القاعده هنا .. انتى عارفه ان المدرسة بتاعتى بعيده عن هنا ولازم الاقى سكن قريب من المدرسة ...
( ليلى ) عموما انا مش هجبرك على حاجة بس على الاقل مجدى يوصلك بكره على ما تعرفى اسكندرية وتعرفى تروحى وتيجى لوحدك ...
( امل ) خلاص .. ماشى ..
( ليلى ) طب غيرى هدومك وتعالى يالا علشان نتعشى ...
( امل ) شكرا ياليلى مليش نفس ...
( ليلى ) ملكيش نفس .. انتى عاوزة تزعلينى من اولها .. انا مش هسيبك تنامى من غير ما تتعشى .. انا هخرج احضر العشا على ما تغيرى هدومك وتحصلينى ..
( امل بإبتسامة ) ماشى حاضر ...

ثانى يوم الصبح:
خرجت امل من غرفتها وجدت مجدى فى انتظارها ...
( مجدى ) صباح الخير
( امل ) صباح النور .. اسفه هتعبك معايا
( مجدى ) تعبك راحه .. يالا بينا

فى السيارة:
( مجدى ) إلا قوليلى يا آنسة امل .. انتى متجوزتيش ليه لحد دلوقتى
( امل متفاجئة ) إيه ... وحضرتك بتسأل ليه يعنى؟!
( مجدى ) ابدا ادينا بندردش لحد مانوصل للمدرسة
( امل ) آآآه ... عادى يعنى .. مفيش حد مناسب
( مجدى بضحكة عاليه ) يااااااااااااه يعنى القاهرة كلها مفيهاش راجل مناسب ليكى
( امل بغيظ ) انا مقلتش كده .. بس مفيش حد مناسب من اللى اتقدمولى ..
( مجدى ) انتى زعلتى ولا إيه .. انا مقصدش ازعلك .. بس اصلك حلوة وموظفه وجسمك رشيق فده اللى خلانى اسأل .. يمكن يكون فى حد معين فى بالك ولا حاجة ...
( امل وقد إحمر وجهها ) لأ مفيش حد وكمان مفيش داعى للكلام ده يااستاذ مجدى .. هو لسه كثير على المدرسة ..ولا قربنا
( مجدى ) لأ هانت اهو ..قربنا اوى .. وان شاء الله نصيبك يكون فى اسكندرية..

امل مردتش عليه وفضلت تبص من شباك العربية ...لحد ما وصلت للمدرسة ونزلت وقفلت الباب وراها وبعدين سمعت مجدى بينادى عليها..
( مجدى ) امل .. آجى اخدك الساعة كام
( امل ) لأ مفيش داعى يااستاذ مجدى .. انا هروح لوحدى ...
( مجدى ) مش هتعرفى تروحى لوحدك ...
( امل ) لأ هعرف .. انا مش صغيرة ... بعد إذنك وإتجهت لداخل المدرسة ..
( مجدى بيكلم نفسه ..) انما إيه ... موزة بصحيح .. انا مش عارف ليلى مش حلوة زى صاحبتها ليه ... جتنا نيله فى حظنا الهباب ...
فى القاهرة:-

فى منزل الحاج رجب /
( الحاج رجب ) اومال فين امك ياخالد
( خالد ) فى اوضة امل ..
( الحاج رجب ) هى مش هتفطر ولا ايه .. ماتروح تندهلها
( خالد ) هى جهزت الفطار ودخلت الاوضه وقالت انها مش هتفطر ..
( الحاج رجب ) ليه .. هى لسه زعلانه على المحروسه بنتها
( خالد ) ايوه ...
( الحاج ) تتفلق ... واللى مش عاجبه يشرب من البحر
( خالد ) يابابا مينفعش كده ..
( الحاج رجب ) هو إيه اللى مينفعش ..! اللى مينفعش صحيح ان امل بعد ماصرفت عليها وكبرتها وخلتها مدرسة تقف ضدى وضد مصلحتى .. ومتسمعش كلامى
( خالد ) يابابا .. مااللى انت طلبته منها بردوا .. حاجة صعبه .. هى مش عاوزة تتجوز عصام .. وانت مصمم على رأيك ..يعنى يابابا لو عصام كان اتقدم لهند انت كنت هتوافق عليه ؟!

( الحاج رجب ) هند حاجة وامل حاجة ثانية .. هند لسه صغيرة انما امل كبرت وفاتها قطر الجواز ..ورفضت كل اللى اتقدم لها لحد ماكبرت .. فيها إيه بقا لما توافق على عصام وتتجوزه وفى نفس الوقت نسدد الديون اللى على الورشه .. ونكبرها..
( خالد ) يعنى لو امل بنتك فعلا .. وهى بنفس ظروفها دى .. كنت بردوا هتوافق تجوزها عصام ..
( الحاج رجب ) بقولك ايه انتى هتقلبلى دماغى بأسئلتك اللى ملهاش لازمه دى .. انا قايم .. داهيه تسد نفسك إنت وامك واختك ..
- خرج الحاج رجب وراح على ورشته ودخل خالد لمامته .. وبيخبط على الباب

( خالد ) ماما ممكن ادخل
( سناء ) ادخل ياخالد ...
دخل خالد وقعد جانب مامته على السرير ..
( سناء ) هند راحت المدرسة ؟!
( خالد بتنهيده ) ايوه ...
( سناء ) ابوك راح الورشه
( خالد ) ايوه .. وبعدين ياماما ..هنفضل كده .. انتى وبابا كل واحد فى حته مش عارفين تتفاهموا ولاتتفقوا على رأى وكل حاجة خناق وزعيق
( سناء بحزن ) ابوك كده ومش هيتغير ياخالد ..
( خالد ) طب انتى زعلانه ليه بقا .. مادام هو كده وهيفضل كده ومش هيتغير ..

( سناء ببكاء ) انا مش زعلانه من ابوك على قد ما انا زعلانه من نفسى.. انى مقدرتش انصف امل واقف معاها قصاد ابوك .. سكت على ظلمه ليها ...وسكت على إهانته ليها ..لأ وكمان ظلمتها اكثر لما ضغطت عليها علشان توافق على جوازه هى مش عاوزاها على جوازه مكتوب عليها الفشل .. انت عارف ياخالد ان لو عصام ده انسان كويس كانت امل وافقت ومكنتش اعترضت ابدا .. بس انت عارف وانا عارفه وابوك كمان عارف ان عصام ده مش كويس .. ولو كان عصام اتقدم لهند ابوك مكنش هيوافق حتى لو كان هيبيع هدومه مش بس علشان الورشه عليها ديون .. إنت عارف هو وافق على عصام ليه ياخالد ... علشان امل مش بنته .امل دى بنتى انا ..بس للأسف حتى انا امها ظلمتها ..
( خالد ) إهدى ياماما علشان خاطرى .. انا بجد مش مستحمل دموعك دى ...انا هقوم اتصل على امل علشان اطمن عليها واطمنك عليها ..
( سناء ) خالد .. خليها تكلمنى ..
( خالد ) حاضر ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة