قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السادس

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السادس

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السادس

مرت الأيام على أبطالنا في هدوء!
بدأ أدهم يتعرف أكثر على مها!
وإكتشف أنها متفوقه وملتزمه، ومتميزه فعلا كما كان يوصفها أصدقاءها!
وفي يوم من الأيام كان أدهم في فناء الجامعه يتجول، تقابل مع زميل له يدعي دكتور خالد!
دكتور خالد بترحاب دكتور أدهم إزيك، أخبارك أيه يا باشا!
أدهم الحمد لله تمام دكتور خالد، أخبارك حضرتك إنت أيه؟
خالد ببشاشه في نعمه يا باشا والله، أيه رايح فين كده؟

أدهم بلامبالاه مفيش، ماعنديش محاضره دالوقتي قلت أتمشي شويه في الجنينه!
خالد طب بقولك أيه يا دكتور؟ أنا كنت رايح غرفة الموسيقي، في تدريبات لحفله قريب هنا في الجامعه، وفيه شوية أصوات لشباب هناك لكن أيه، أصواتهم تجنن، تعالي معايا، صدقني هاتنبسط!
أدهم بإبتسامه يا دكتور خالد بقولك بتمشي، يعني بصفي ذهني، تقولي حضرتك تدريب؟
وأكمل بإستخفاف ناقص أنا بقا خبط ورزع وأصوات نشاذ!

لاء يا سيدي متشكرين، أنا كده تماااام!
خالد بإصرار صدقني يا دكتور مش هتندم وهاتشوف، يلا بقا ماتصدرش دماغك!
بعد إلحاح شديد من دكتور خالد، أضطر مرغمآ دكتور أدهم على الذهاب معه!
ذهبا سويآ إلى الغرفه فوجد فيها لفيفآ من الأساتذة، إستغرب أدهم في نفسه قليلآ حتى إستمع إلى الصوت الذي يغني،
كان الصوت لشابآ يمتلك صوتآ عذبآ، مثل الكروان،.

ولما لا، فكم من مطربينا المشهورين حاليآ، كانو مشتركون في فرق الغناء والتمثيل بالجامعات!
جلس أدهم بجوار خالد بعد تحية أصدقائه الجالسون ومن بينهم عماد الجالس بإرتياح وأستمتاع ظاهرين على وجهه!
إنتهي الطالب من الغناء وصفق له كل الحضور!
صعدت بعده مها، وأمسكت بالميكرفون الخاص بالغناء،
إندهش أدهم في نفسه وقال بإستهزاء وأنتي أيضآ فيلسوفة عصرك ستغني؟

أوه أدهم، يبدو أنك ستستمتع هنا كثيرآ يافتي، وضحك ساخرآ بداخل نفسه!
أمسكت مها الميكرفون، ونظرت للحضور بإبتسامتها الساحره، وبدأت بالغناء!
لكنه أندهش وإنبهر في نفس الوقت، كانت تغني بإستمتاع وطرب، كان صوتها عذبآ وممتعآ للغايه، وتغني بمهنيه وكأنها تمارس الغناء منذ نعومة أظافرها
كانت أغنيه المرايا لشيرين
هاتعمل أيه لو نمت يوم وصحيت، بصيت
وشفت نفسك في المرايا بكيت
جواك سؤال تصرخ تقول أنا مين، أنااا مين.

أناا زي مانا ولا إتقسمت إتنين، وبعدين بعديييين
قول يلي ف المرايا، فهمني أيه الحكاااايه
فرحان، تعبان مرتااح ندمااااان
حاجات كتير ف حياتنا اتسببت ف حيرتنا وادينا عايشين راضييين جايين ورايحييييين
هتعمل أيه لو نمت يوم وصحيت ولقيت أقرب ما ليك ف الدنيا مش حواليك؟
هو أنت مين اللي عمل كده فيك؟ كده فييك؟
مش أنت ولا فيه حد غما عنيك؟ وبعدين بعدييييين.

قول يلي ف المرايا فهمني أيه الحكايه فرحان تعبان مرتاااااح ندماااان
إنتهت مها من غنوتها وإذ بتصفيق منهم جميعآ بإنبهار!
ما عدا عماد الشارد بحزن، لإدراجه أن مها قد إختارت تلك الغنوه خصيصآ له!
لتلومه، لتقول له لا تلم غير نفسك!
أنت من فعل كل هذا بنفسك عماد!
فلا تلم غير نفسك أنت، أنت فقط!
نظرت مها ل أدهم تلقائيآ، لا تدري لما فعلت هذا؟

فوجدته مبتسمآ لها برضي، هز لها رأسه بإبتسامه خفيفه، كاتحيه منه لها وإعجابه بصوتها!
بدورها، ردت له التحيه بضحكه أنثويه ساحره أربكته!
إبتسم داخليآ وتحدث بداخله كم أنتي شريرتآ أيتها الفتاه!
كانت مها سعيده للغايه لتصفيق الحاضرين
من أساتذتها وأصدقائها بحفاوه، وأيضآ وجود أدهم أسعدها كثيرآ، مما أثار دهشتها!

إنتهي اليوم على خير، وتوالت الأيام على أبطالنا، بدأ أدهم يحترم مها كثيرآ ويعاملها بإحترام!
ولكن الوضع إختلف كليآ مع مها، فبدأت تعجب جدآ با أدهم
أسلوبه، رجولته، إحترامه لذاته ولغيره الواضح جدآ للجميع، وإحترام الآخرين له، ثقافته، بخلاف وسامته وطلته التي تشبه نجوم السينما، وسحر عيناه التي بدأ يجذبها نحوه بشده وكأنه مغنطيسآ!
وبعد مده، بدأ الإعجاب يأخذ طريق آخر إلى قلبها.

كانت تجلس في قاعة المحاضرات، تتوسط أريج وأيه وتنظر بهيام لتلك الواقف والمندمج بشرح درسه لطلابه بمهنيه، ولكنها كانت بعالم أخر سارحه بعيناه وسحرهما وحركة شفاه وطريقة تحركه بالقاعه!
كانت تحادث نفسها قائله كفي يا مها، كفي!
ألم يكفيكي ما تذوقته من العذاب على يد عماد يا فتاه؟
عماد الذي عشقه قلبك عشق الجنون، وبعدها تذوقتي المر على يده ويد هذا العشق!

دعي قلبك المسكين جانبآ، لا تحمليه أكثر من طاقته وأرحمي ضعفه، إتركيه بحاله أيتها البلهاء!
فاردت على حالها ولما لا مها؟
ف أدهم مختلف كل الإختلاف عن عماد يا صغيرتي!
فهو رجل بمعني الكلمة، سيحافظ عليكي وعلى قلبك الغالي؟ نعم إنه قوي وسيحمي قلبك وحبك أمام أي أعاصير ستقابل حبكما!
هيا فتاتي، إطلقي قلبك وأتركيه يعشق ويذوب من جديد، فاقلبك يستحق عشق يليق به، كعشق أدهم!

ضحكت داخل نفسها وقالت تتحدثين عنه وكأنه عشقك ويبادلك شعورك هذا أيتها الحمقاء!
يالك من مسكينة أنتي يا مها، لقد فقدتي عقلك أيتها البلهاء!
كل هذا وأدهم يسترسل شرحه للمحاضره، وعيناه على تلك الغائبه عن الحاضر!
الناظره لعيونه وتاركة العنان لخيالها يسرح ويمرح بسلام
أدهم بحديث مع نفسه تري بما تفكر تلك الماكره؟
ولما تنظر هكذا لعيوني؟
أيعقل أدهم؟ أيعقل أن تكون تلك الساحره الفاتنه تحبك؟

ثم حدث حاله بكل غرور وليكن، ما ذنبي أنا من حبها لي، حتى وإن أحبتني فهذا شيئ طبيعي!
فكل الفتيات تحبني، ولكن الأهم، من أحب أنا؟
هنا قرر أدهم أن يحرجها ويخرجها من شرودها ويسخر منها من جديد، فقد إفتقد شعور السخريه منها موخرآ!
أدهم بلؤم خبيث موجهآ حديثه لها أيه يا مطربتنا العظيمه، شكلك مركزه جدآ في الشرح؟
وأشار لها بيده قائلآ!

يلا بقا إشرحيلنا إللي قلته ده بأسلوبك، وأكمل بلؤم وهو يتظاهر بالتفاخر أنااا بصراحه بيعجبني إسلوبك ف الشرح والإلقاء جدااا!
فاقت من شرودها على صوته، فقالت في نفسها، أااه يا مها، لقد هلكتي يا فتاه، ماذا عساي أن أفعل إذآ؟ يا إلهي أعيني أرجوك!
مها بتيهه هاااا، حضرتك كنت بتقول حاجه يا دكتور؟
أدهم ضاحكآ ضحكه عاليه وساخره بقوووول حاجه، كل ده، وبقووول حاجه!
ثم أكمل بجديه بقول إشرحي اللي قلته من شويه يا أنسه!

معلش يا دكتور أنا أسفه، أصلي ماكنتش مركزه قالتها مها بخيبة أمل وخجل!
إنفعل أدهم بغضب وجن جنونه وتحدث عاليآ يعني أيه يا هانم مش مركزه؟
بقا أنا تاعب نفسي وعمال أشرح وأعيد وأذيد، علشان سيادتكم تقدرو تفهمو وتستفادو، وفي الاخر الأستاذه مش مركزه!
وأكمل بسخريه والهانم بقا إن شاء الله، أيه اللي شاغل بالها للدرجة دي؟

وأكمل بغضب وصوت عالي مش مركزه يبقا ماتحضريش من الأساس يا أستاذه، مش تضيعيلي وقتي ومجهودي وسيادتك قاعده سرحانه!
ما كان من مها رد فعل أمام تلك الكلمات إلا شلالآ من الدموع، هبط من عيناها الساحره أغرق وجهها الحزين!
أحمر أنفها وأنهارت بدموع ودخلت في نوبة بكاء شديده، مما جعله ينهر نفسه على حديثه وشعر بالذنب تجاهها!
رق قلبه عليها وألمه لا يعلم لما؟

وفي لحظه تمني لو يضمها لصدره العريض ليخفف عنها ما أصابها بسببه!
بدون تردد وبكل تلقائيه تحدث قائلآ أنا آسف يا مها، صدقيني أنا ماكنتش أقصد أبدآ إني أجرحك، إتفضلي أقعدي!
وبدون شعور منه وكأنه مسحور، تحركه قوه خفيه لايعلم عنها شيئ، جلب قنينة مياهه ومنديلآ من حقيبته وتحرك إليها سريعآ!
كل هذا على مسمع ومرئ الحاضرين جميعآ من طلابه،.

فهم يشاهدون بفاه مفتوح غير مصدقين، مثلما يشاهدون فيلم درامي غير متوقع، وغير مصدقين ما يحدث أمام أعينهم
ويحدثون حالهم أيعقل هذا، دكتور أدهم يتأسف؟
تقدم نحوها على عجل ووقف بجانبها ينظر على وجهها بأسف وأسي، مد يده لها بقنينة المياه والمنديل
وقال متأثرآ خدي يا مها الميه دي وإشربي، وحاولي تهدي!
وتأسف من جديد بوجه عابث بجد أنا آسف!
في تلك اللحظات شعر أدهم بشيء غريب يقتحم قلبه بعنف وشده إنه.

إنه كيوبيد الحب يا سااااده
دخلت مها في نوبة من البكاء الشديد، مما جعل أريج تضمها لأحضانها وتهدهدها علها تهديء وتستكين!
وأيضآ أيه التي كانت تمسك بيدها وتشدد عليها كادعم لها!
كانت روحها تتألم وهو يشعر بها وبروحها وألمها، وكأن روحيهما إندمجتا وألتحمت ببعضهما عن جديد
لكن مها كالبركان الذي إنفجر، ولم يتوقف
قالت بدموع ساخنه ووجه ناظر للأسفل بحرج
بعد إذن حضرتك، ممكن أخرج للتواليت!

هز رأسه سريعآ معلنآ موافقته بترحاب
ثم قال موجهآ حديثه لأريج روحي معاها يا أريج، ماتسبيهاش لوحدها من فضلك!
هزت أريج رأسها معلنتآ موافقتها!
خرجت مها وأريج من باب القاعه تحت أنظار أدهم وعيونه التي فضحته رغمآ عنه أمام طلابه!
نظر أدهم لطلابه وجدهم ينظرون له بإستغراب، حمحم وحاول أن يستجمع حاله، قال بصوت متحشرج يلا بينا يا شباب علشان نكمل درسنا لو سمحتو!

أما عند مها و أريج، فكانت مها تغتسل وتجفف وجهها بتأثر، فسألتها أريح مستفسرتآ!
أريج بحزن مالك يا قلبي، أول مره أشوفك كده؟
فيه أيه يا مها، أحكيلي يا حبيبتي؟
مها وهي باعده بناظريها تهربآ من نظرات صديقتها!
مها بعيون متهربه أحكيلك أيه بس يا أريج، ماأنتي شوفتي بنفسك الطريقه اللي بهدلني وهاني بيها قدامكم كلكم؟

أريج بشك وغير مصدقه مش عارفه ليه مش مصدقاكي يا مها، الكلام ده تقوليه لحد تاني غيري، مش أريج يا ماهي!
وبعدين يااما حصلك مواقف مشابهه معاه ومع غيره، وأكتر من كده بكتير كمان وعمرك ما وصلتي للحاله اللي شفتك عليها دي؟
فيه أيه يا ماهي، صارحيني؟
نظرت مها بدموع وأرتمت داخل أحضان أريج وأطلقت العنان لدموعها من جديد!
أخرجتها أريج من حضنها ونظرت لها بحب وبسمه وتحدثت بتحبيه؟
أحكيلي يا مها!

تنفست مها الصعداء وقالت بدموع غزيره!
بعشقه بحبه بجنون عمري ماحسيت الإحساس إللي بحسه وهو جنبي قبل كده
لما بشوفه بحس إني بتنفس وطايره طايره في السما وأول ما يبعد عن عيوني بحس إني مش قادره أتنفس
وأكملت بدموع مش عارفه أنام ولا أذاكر ولا أعمل أي حاجه
بحبه ومحتجاله عاوزاه في حياتي أوي يا ريجا
بفكر فيه وأنا صاحيه بحلم بيه وأنا نايمه
بشوفه في كل حاجه ببصلها بحبه يا أريح بحبه أوووي.

إبتسمت لها صديقتها وأخذتها داخل أحضانها مرة أخري ثم وضعت يدها على خدها و قالت
أخيرآ أخيرآ يا مها هاتسمحي لقلبك يعيش ويحب تاني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة