قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السابع والعشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السابع والعشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السابع والعشرون

بعد مدة قصيرة، خرجت مها وأريج بعد مهاتفة محمد لها، لقلقة عليها لتأخرها بالداخل!
جلست بمقعدها تنظر بتوتر على ذلك المبتسم لها، بعيونه العاشقه الساحرة!
أشاحت ببصرها سريعآ، خوفآ من ضعف عيونها أمام سحرة وطلتة المهلكة
أو من أن يشك أخيها بحالتها تلك!
محمد أيه يا بنات التأخير ده كله؟
سيف إحنا قلقنا عليكم جدآ، إنتو ليه إتأخرتو كده؟

أريج بتتويه في الحديث بنات بقا، وبنعدل ميك أب، وطرحة مها، أيه هو أنتو فاكرينا زيكم، هانغسل إدينا ونخرج؟
كان الإرتباك وعدم الراحة قد تملكا من مها، وقد لاحظه محمد!
نظر لها محمد بقلق وتحدث مالك يا مها؟ إنتي تعبانه ولا حاجه؟
مها بألم لم تستطع تخبأته إيدي وجعاني أوي يا محمد!
تحدث محمد بقلق وجعاكي إزاي؟ وريني كده، وأمسك يدها، إرتبكت وشعرت بالزعر، نظرت ل أدهم الذي رمقها بنظرت غضب وتوعد!

ولكنها قررت أن تشعل نارة أكثر، وتركت محمد يمسك يدها براحة!
تحدثت مها إلى محمد بكذب مفيش، إتخبطت في الحوض!
محمد ممسك بيدها ويتفحصها بتشكيك إتخبطت، إنتي متأكده إن دي خبطه؟
دي شكلها ماسكة إيد في خناقه، أو باب قفل عليها، ونظر ل مها بتسائل إوعي تكوني إتخانقتي مع حد جوه؟ إنطقي يا مها وأنا أجيبلك حقك، ما تخافيش!

أجابته أريج بتوتر خناقة أيه بس يا دكتور، صدقني إيدها إتخبطت في الحوض، ما أنت عارف أختك غشيمه، غسلت إيديها وبتنفض الميا منها بعنف، إتخبطت، بس، هو ده كل حصل صدقني!
تحدث محمد ناظرآ إلى مها طب يلا بينا إحنا علشان نروح أي صيدلية، أجيبلك منها مسكن، وكريم مساج ورباط ضاغط!
تحدثت مها بمرح لتخفيف حدة التوتر ليه ده كله، هو أنت هتعمل عليا دكتور بجد!
ثم نظرت إلى سيف وتحدثت أنا أسفه يا سيف، قلقتكم معايا!

سيف بأسي عليها إوعي تقولي كده يا مها، أنا والله زعلان علشانك، إيدك شكلها بتألمك وبدأت تورم!
أريج بقلق طب يلا نروح مستشفي نشوفها!
تحدث محمد مطمئنآ إياها لا مش مستاهله مستشفي، هي خبطه شديده بس الحمد لله مش كسر، ولا حتى شرخ، دي مجرد مزقه بسيطه!
ثم نظر ل مها مداعبآ إياها بس علشان أختي بنوته رقيقه، ماتحملتش!
وبعدين لو سمحتو كملو سهرتكم وإحنا هانمشي، ماتحسسوناش بالذنب!

وبعد إلحاح من مها ومحمد أخيرآ اقنعو سيف وأريج بالبقاء لإكمال سهرتهم وعدم نزعها!
إعتذر محمد وذهب ليطمئن على يد أخته، ويوصلها لمسكنها لترتاح!

بعد مرور بعض الوقت
عاد أدهم إلى مسكنه تغمرة السعادة، بعد إتخاذة خطوة جديه في التقرب ل مها من جديد!
وقف في شرفته، يتأمل الليل الساحر ويتذكرها، ويسترجع ليالي عشقهما السابقة! حقآ كانت رائعه تلك الأيام
كيف أضعتها بيدك يا رجل؟ أيوجد في هذه الدنيا هكذا غباء؟
قرر الإتصال ليطمئن عليها، بعد أن رأها تتألم وهي ذاهبه مع أخيها!
ومنه يسترجعا لياليهم الدافئه النابضه بعشقهم سويآ.

أيخيل لك عقلك، أنك سترجعها لعشق قلبك بتلك السهولة؟
يالك من مسكين أدهم
يبدو عليك أنك لم تتعرف جيدآ إلى تلك ال مها، أيها الأبله
أمسك هاتفه وضغط على رقمها، لكن وجده مغلق، إستغرب؟ مها لا تغلق هاتفها أبدآ!
طمئن حاله بأن يكون ضعف شبكه فقط، عاود الإتصال مرة أخري، لكن لاتغيير، فهذه المرة أيضآ مغلق!
بعد تفكير قرر الإتصال على أيه عمر!
فهي رفيقتها بالغرفه، ورقمها موجود لديه في مجموعة الواتساب الخاصه بالفرقه!

ضغط زر الإتصال وأنتظر
كانت مها قد عادت باكرآ إلى حد ما، وأيه مازالت مستيقظه، كانتا تجلسان معآ على سرير مها!
بعد ما قصت لها واقعة يدها كما قصتها لأخيها وسيف!
فا مها قد إتخذت قرار بأن لا تخبر أيه بأي شيئ متعلق بها بعد الآن!
رن هاتف أيه، ذهبت لتتفحص من المتصل، وقد لمع بريق عينيها عندما رأت إسمة على شاشة هاتفها
حادثت حالها أيعقل أن يكون أدهم اخيرآ شعر بي؟ بعد كل محاولاتي للتقرب له!

نظرت ل مها بسعادة وفخر ده دكتور أدهم!
إرتبكت مها على ذكر إسمه، ولكن سرعان ما أشاحت ببصرها عن أيه!
أيه بلؤم وبصوت كله إنوثه ألو دكتور أدهم، أنا مش مصدقة إن حضرتك بتتصل بيا!
أدهم محمحمآ بحرج إزيك يا أيه، أخبارك أيه؟
أيه ناظرة على مها بكبرياء الحمد لله يا دكتور، أنا كويسه جدآ!
واكملت بدلع وحضرتك أخبارك أيه، طمني عليك!
أدهم بعمليه الحمد لله، أيه ممكن أطلب منك طلب؟
أيه بإنوثه من عيوني يا دكتور، حضرتك تؤمرني؟

أدهم وقد بدأ صبره ينفذ، لأنه يعلم بما تحيكه تلك الآيه، والتقرب المفاجئ منه، ومحاولة لفت نظرة!
وفي الحقيقة قد إحتقرها، على عدم وفائها لصديقتها وعشرة عمرها، ولكنه متضرآ لمحادثتها للوصل لحبيبته الغاليه!
أدهم ممكن لو سمحتي تدي تليفونك ل مها علشان عايزها ضروري في حاجه مهمه!
وقع الكلام على أيه كالصاعقة، ونظرت بغل ل مها التي كانت تدعي عدم الإهتمام، وتنظر في جهاز الاب توب الخاص بها!

أيه بحزن هو حضرتك متصل بيا علشان كده؟
أدهم بجديه وتوضيح مقصود معلش يا أيه، أصل فون مها مقفول، ومالقيتش طريقه أوصلها بيها غير كده!
أيه بحرج حاضر يا دكتور، وذهبت ل مها بكبرياء مصطنع، مها لاحظت مجيئها لعندها، وقد فهمت المقصود، نظرت لها بزعر وهي تشير بيدها وتهز رأسها برفض، بما يوحي ل أيه أنها لا تريد محادثته!
أيه ناظره لها وبصوت هامس وقد اغلقت الصوت كي لا يسمعهما يعني أقوله أيه أنا دالوقتي!

مها بهمس وإشاره قوليله نايمه!
أيه بسعادة داخليه معلش يا دكتور، أصلي كنت برة الأوضه، ودخلت لاقيتها نايمة!
أدهم وقد فهم عدم رغبة مها في محادثته، شعر بالغضب، فا لأول مرة يوضع في موقف هكذا، فهو يحب حاله بجنون ويكرمها، ولا يتقبل إهانتها أو التقليل منها إطلاقآ!
وهذه هي مأساته مع من حوله، فالجميع يعتقد أنه مغرور ولا يطاق!

تمالك غضبه حتى لا يظهرة أمام تلك ال آيه، وبصوت رجولي قال قوليها دكتور أدهم بيتمنالك أحلام سعيده!
تصبحي على خير يا أيه، وأسف على الإزعاج!
أيه بخيبة أمل العفو يا دكتور إزعاج أيه بس، أنا تحت أمر حضرتك في أي وقت!
وأغلقت ونظرت للجالسه يبرود وكأن لم يحدث شيئ!
أيه بغضب ممكن بقا أفهم البيه ده بيتصل تاني ليه بعد كل اللي عمله فيكي؟
وأكملت بغل إوعي يكون بيحاول يرجعلك تاني؟

وهزت رأسها بنفي لا يا مها، إنتي اكيد مش هاترخصي نفسك وتذليها وترجعيله تاني، صح!
لا، إنتي تبقي غبية أوي لو فكرتي ترجعيله، بعد الذل والإهانه اللي شفتيهم على إيديه!
مها ناظرة لها، تتفحص تعابير وجهها بتمعن وهي تري بهما الكرة تارة، والحقد والغل تارة أخري!
وتحدث حالها بحزن ماذا فعلت لكي صديقتي حتى تكني لي كل هذا الكرة والعداء؟
أعلم أيه، نعم أنا على دراية بكل شيئ يحدث من حولي، أنا لست بغبية!

ولكن لا تفسري صمتي وصبري على أذيتك لي، على أنها ضعف!
بالعكس صديقتي، هي قوة تحمل، نعم أتحمل أذيتك، علكي تفيقي من غفلتك تلك، وتعودي أيه النقيه من جديد!
أتحملكي لأجل نقاء روحك السابق، أغفر لكي لأجل قطعة خبز أكلناها سويآ، لأجل أيامآ حلوة عايشناها وأخري مرة تقاسمنا مرارتها معآ!
أنا لست بناكرة جميل أيه، فأنتي لكي كثيرآ من الجمائل في عنقي، لا يحلني منها إلا الموت!

عودي أيه، عودي أرجوكي قبل فوات الأوان، أحبك صديقتي ولا أريد خسارتك! وأدمعت عيناها!
كل هذا تحت أنظار تلك الثائره الغاضبه، التي تجوب الغرفه ذهابآ وإيابآ وهي تحادثها بغل!
أيه إنتي ساكته ليه يا مها، ما تردي عليا وفهميني؟
مها بقلة حيله وحزن ودموع تتلائلئ في عيونها أرد أقولك أيه يا أيه، هو فيه أكثر من إني رفضت أرد عليه قدامك؟
بيتهيألي الموضوع مش محتاج أسئله!

ووقفت أنا هانزل أتمشي شويه في الجنينه، وأخذت شالأ لفته على جسدها وتحركت!
كانت تجوب في الحديقة ذهابآ وإيابآ بغضب وهي تحادث حالها!
أحقآ أدهم؟
أبتلك البساطة تريد إسترجاعي إليك، كاجارية يشير إليها سيدها فاتجري عليه وترتمي تحت قدمية، تطلب وده وعشقه!
لا أدهم، فهذه المرة قد طرقت الباب الخطأ!

يالك من مغرورآ حقير، أبعد كسرك لي وإهانتي ورفضك لي، وأنا أتذلل لك بغباء لترحمني وترحم قلبي العاشق، وأنت بكل غرور وكبرياء طردتني من مكتبك، كاسلة مهملات تريد التخلص منها!
أبعد تلك إهاناتك لي يا رجل، تريد رجوعي لك بتلك السهوله؟
ألهذه الدرجة تراني غبيه، لأصدق كذبك هذا وأنجرف وراء مشاعري الحمقاء، التي زلتني لك في السابق؟
لا أدهم، لم أعطي لك تلك الفرصه!

إبتعد عني أيها الحقير، فقد سئمت من غرورك ولعبك دور السيد الأمر الناهي، في تلك اللعبة الغبيه!
وإبتسمت بمرارة عندي حل، ما رأيك بأن أقود أنا اللعبة تلك المرة أدهم!
أريد تقمص شخصية الجلاد، ولكن لا تخف يا فتي، فجلدي لك سيكون ممتعآ للغايه، وسأقف أشاهد بإستمتاع وأنت تتجرع من نفس كأس ذلي!
فاأخيرآ، آتي بك قلبك الأحمق تحت قدمي، وستبدأ اللعبه من جديد، ولكن هذه المرة سنلعبها بأماكن معكوسه!

ما رأيك أدهم، فلنتسلي معآ، سيكون اللعب معك مسلي للغايه، فأنا أتشوق لروئيتك مزلولآ أدهمي!
فا وربي لأخذ منك حقي كاملآ، سأجعلك تدفع ثمن ذلي ومهانتي، وسأجنب قلبي الغبي الذي مازال نابضآ بعشك، وإسكته حتى أستمتع بأخذ إنتقامي!

صباح اليوم التالي
كانت تتوسط صديقتيها بإنتظار محاضرة دكتور أدهم!
وكانت تلف يدها برباط الضاغط!
دخل بإبتسامة ناظرآ لها، فبرغم غضبه منها ليلة أمس لرفضها مهاتفته، لكنه عذرها، فاصغيرته غاضبتآ منه وتريد الدلال، فلها كل ما تطلب، سيدللها حتى ترضي وتعود لأحضانه!
ولما لا، فهي غاليته وجوهرته الثمينة، وهو قرر إسعادها!
أدهم بإبتسامة مستفزة لمداعبتها سلامتك يا مها، مال إيدك، أيه اللي حصلها؟

مها بإبتسامة صفراء ونظرة كالرصاص الله يسلمك يا دكتور!
وأكملت بسخريه مفيش، إيدي إتخبطت في حيطه، بس بعيد عنك كانت حيطة رزله، خبطتها جت جامدة شويه!
أيه بإستغراب حيطه، إنتي يا بنتي مش بتقولي إتخبطت في الحوض؟
نظرت لها وقالت إسكتي انتي!
كادت أريج أن تختنق من شدة ضحكها!
نظر لها وقد فهم مقصدها
وقال بإسفزاز وتهديد لا ألف سلامه، طب مش تبقي تخلي بالك يا مها، علشان ماتعرضيش نفسك للأذية؟

ياريت بقا بعد كده تخلي بالك على إديكي كويس!
أه وعلى فكرة، ياريت متدخليش غرفة الموسيقي تاني!
ونظر بإستخفاف وقال إنتي عارفه، الألات هناك كتير، إيدك تتخبط في بيانو، ولا إتشلو، ونظر بتوعد بس المرادي الخبطة هاتبقي أعنف يا مها، فاعلشان كده ياريت تخلي بالك، إنتي مش حمل كسرة الأيد!
ونظر لها بتوعد ولا أيه؟

كانت تنظر له وكادت أن تنفجر من شدة غيظها، ولكن ماذا عساها تفعل، فلا شيء بيدها لتفعله، فهو في الأخير أستاذها ويجب أن لا تتخطي حدودها معه!
ففضلت الصمت بغيظ، والنظر في أوراقها التي أمامها!

ضحك هو برجوله وإنتصار، وأكمل شرح درسه بسعادة وهو ينظر لها بحب وود، كان حقآ يحاول مراضاتها بكل الطرق، فكان يعاملها بإهتمام واضح للجميع، أما هي، تارة تضعف من نظرته بسهام عشقه الموجهه لعيونها، وتارة أخري تريد الإنتقام، عجيبآ قلبها لا يعرف ماذا يريد!

بعد مدة إنتهت محاضرته وخرج، خرجت هي مع صديقتيها كان ينتظرها فناداها!
أدهم مها، ثواني لو سمحتي!
ذهبت مها بملل خير يا دكتور، أؤمر!
حدثها أدهم بإبتسامة طب تصدقي حتى وإنتي كدة زي القمر!
إبتلعت لعابها وتحدثت أفندم، حضرتك عاوزني في أيه؟
أدهم بصوت حنون أيه قالتلك إني كلمتها على فونها إمبارح علشان أكلمك!
مها بلا مبالاة أه قالتلي، وياريت حضرتك ماتقررهاش تاني، حضرتك حطيتني في موقف وحش جدآ قدامها!

تحدث أدهم بحب أنا أسف يا مها، بس كنت محتاج أطمن عليكي وعلى إيدك، وفونك كان مقفول
مالقيتش طريقه تانيه غير كدة!
نظرت له مها بتعجب تطمن على إيدي؟ طب ومين اللي كان السبب في وجع إيدي يا دكتور؟ مش تهور حضرتك؟
ونظرت له بكبرياء آه وعلى فكرة، أنا عمري ما بقفل موبايلي!
نظر لها وتذكر كلماتها له، حين أعطته هاتفها ليسجل إسمة، فقد قالت حينها أن هاتفها لا يستقبل غير الأسماء المسجله به!

نظر بحزن وجعها قليلآ حذفتي إسمي يا مها، وقال بحنان، هونت عليكي؟
ثم تحدث بثقه علي العموم أنا متأكد إنك حافظه رقمي، سيفيه تاني يا قلبي، إحنا لازم نتكلم يا مها!
كانت تستمع له وتقوي حالها، فقد كانت حالته وطلته الرجوليه مهلكه لقلبها العاشق المسكين، كان ساحرآ بكل نظره من عيناه أو حركة من شفتاه، ظل ينظر لها بهيام وعشق وشوق، ذكروها بأسعد أيام حياتها التي عاشتها معه سابقآ!

كان يلاحظ شرودها وصراعها الداخلي، ويشعر بألام قلبها، ومن غيرة يشعر إذا لم يشعر هو بها!
كان يريد أن يشق صدرة ويخبأها بين ضلوعه، ليحميها ويطمئنها على حالها!
إستجمعت حالها وقالت بكل قوة من فضلك يا دكتور، وعلشان نبقي واضحين، رجوع تاني أنا مش هارجع، مش أنا اللي أرجع لراجل ذلني وهان كرامتي، حتى لو كانت روحي فيه!
وأظن حضرتك، مش الراجل اللي تقبل على نفسك تدايقني كل شويه، علشان ترجعني ليك غصب عني!

وأكملت بكبرياء من الأفضل إنك تتقبل إني خلاص، قدرت أنساك، وحاول أنت كمان تنساني!
كان ينظر لها بإبتسمامه ساحرة وهو يخرج لسانه بتسليه ويحركه بخفه على شفتيه، في حركة ملعونه أذابتها، وكادت أن ترمي بحالها داخل أحضانه!
أجابها أدهم بثقه بصي بقا يا حبيبي، كلامك اللي عماله تعيدي فيه بقالك كام يوم ده، ولا يهز شعرة واحده مني، لأني ببساطة شايف في عيونك اللي ما بتقولهوش شفايفك، وحاسس بيه وأوي!

ثم قال مذكرآ إياها إنتي نسيتي إن بداية كلامنا وحبنا كان بالعيون
تذكرت، وسرحت بعشق تتذكر تلك الأيام!
وأكمل هو بإثارة وعيونك بتقولي إنك لسه بتعشقيني، وبتعشقي كل تفاصيلي!
وده بشوفه في إرتباكك لما بتبصي في عيوني، اللي ما بتقدريش تبصي فيهم ثانيتين على بعض، من خوفك لتضعفي وتجري على حضني، وإبتسم وأكمل بحب اللي بدوره هيضمك بإشتياق ويحميكي من الدنيا كلها، صدقيني.

وأكمل برجاء فابلاش تعندي معايا يا مها، كفايه علينا الوقت اللي عدي، إعقلي كده وإرجعي لمكانك الطبيعي، ولحبيبك اللي راجعلك بإشتياق، وماددلك إيديه بحب!
مش مطلوب منك غير إنك تمسكي في إيدي من تاني علشان نبتدي مشوارنا مع بعض، والباقي سبيه على حبيبك!
ونظر بندم يا مها أنا تعبت من بعدي عنك، خلينا نرجع علشان ترتاحي وأرتاح، وزي ما قولتلك إمبارح، أنا بحبك ولسه عاوزك، ومش هاقبل بغيرك تبقي مراتي!

كانت تستمع له بقلب مدمر من كلماته، كادت تضعف وتوافقه رأيه لترتاح وتنهي صراعها الداخلي بيدها،
ولكن حدثت حالها هو عاد لي حين إشتاقني، جلبه شوقه، وبعد مرور الوقت سيراجع نفسه ويتركني مجددآ!
أنا لا أثق بك أدهم إتركني بحالي أرجوك، إتركني حبآ في الله قلبي يؤلمني ولا أريد أن أعلقه بأوهام يفيق منها على ألم أكبر!
هذه المرة ستكون فيها نهايته ونهايتي!
نظرت له بعيون بها دمعه أبيه للسقوط!

مها خلاص يا دكتور، صدقني ما بقاش ينفع، أنا مبقتش مها اللي كنت تعرفها، إنت مش بس كسرتني، إنت دمرت روحي!
للأسف مش هاينفع، مش هاقدر أنسالك اللي عملته فيا!
أدهم بترجي هانسيكي يا مها، والله هانسيكي كل الألم اللي عيشتيه بسببي!
ونظر بعيونها وتحدث أوعدك، صدقيني!
هزت راسها بنفي وقالت ما أنت وعدتني قبل كده، ولا أنت نسيت؟
للأسف يا أدهم أنا مابقتش بثق في كلامك!
وقعت كلماتها عليه كالصاعقة التي شلت كيانه!

ماذا فعلت للفتاه أيها الأحمق، ماذا فعلت بحالك أدهم، ألأجل أوهام ليس لها وجود إلا داخل رأسك العنيد، كسرت كلمتك ووعدك، ووضعت حالك في هذا الموقف الحرج أمام حبيبتك!
أين كان عقلك أدهم؟ ماذا فعلت بحالك يا فتي؟
نظر لها بحرج وندم أنا أسف، أنا عارف إني غلطت غلطة كبيرة أوي، بس هاعوضك صدقيني!

مها بقوة مش مصدقاك يا أدهم، وياريت بقا تسيبني في حالي، أنا تعبت منك ومن حبك، وما عنديش إستعداد إني أكرر التجربه المريرة دي تاني!
وذهبت دون أن تعطية حق الرد
قال في نفسه هاصبر يا مها، هاصبر بس في الآخر هاترجعيلي، علشان مش هاينفع تكوني لغيري، زي إن ما ينفعش أكون مع غيرك يا نور عيني.

بعد يومان كانت ماجدة تحادثها في الهاتف بجديه!
ماجده بصي بقا يا مها، أنا سايباكي براحتك طول الفترة اللي فاتت دي، ومش راضيه أضغط عليكي، بس يا بنتي الجواز ده فرص، وأنا خايفه من كتر الفرص اللي بتضيعيها، فرصك تقل أو ترجعي تندمي!
مها بإستسلام خلاص يا ماما، هاجي آخر الاسبوع أشوفه، بس بشرط، لو ما أرتاحتلوش هانهي الموضوع، تمام!

ماجده صدقيني هايعجبك، أنا شفته قبل كده، زي ما قولتلك ده جار خالتك ودكتور صيدلي أد الدنيا، وماشاء الله من عيلة كويسه جدآ!
مها ماما أرجوكي إوعديني، لو محصلش قبول مني، الموضوع هايتقفل!
ماجده بإستسلام خلاص بقا يا بنتي متوجعيش قلبي معاكي، اللي إنتي عاوزاه هايحصل يا ستي!

أغلقت مها مع والدتها بعد مكالمة مرهقه تحاول فيها ماجده بإقناع مها بقبولها التعرف على العريس الجديد المتقدم لها، وافقت مها أن تراه لإرضاء والدتها!

جاء يوم الحفل الذي إنتظرته مها كثيرآ لسببين، الأول أنها تعشق الغناء، والثاني أنها تريد الإنتهاء من تلك التدريبات، علها لا تري وجه عماد مرة أخري، فهي مازالت غاضبه منه وبشدة!
جاء محمد أخيها ليحضر معها الحفل وتسافر معه بعد الحفل مباشرتآ لرؤية العريس المنتظر، وأحضر معه علا أختها الصغري، التي أصرت على الحضور لتري مها وهي تغني!

جعل العميد الجامعة بأكملها تقف على قدم وساق، لتجهيزات الحفل الذي سيحضرة المحافظ شخصيآ!
كانت مها قد إرتدت فستانآ أنيق من اللون الأسود، مناسب لتلك الحفله وأرتدت حجابآ من اللون الذهبي، كانت متألقه كعادتها!
إبتدي الحفل وصعد الشباب للغناء
كانت تجلس في الإستراحه لإنتظار دورها، وكان القلق مسيطر عليها!
جاء إليها عماد، جلس بجانها لم تنظر له.

عماد بحزن وخجل أنا عارف إنك مش طايقه تبصي في وشي، وطبعآ معاكي حق، بس أنا مش جاي علشان أتكلم في كده!
وأكمل بحماس أنا مش عايزك تقلقي، إنتي كويسه جدآ، ومهما كان السباق فيه أعداد أكتر بردو أنا واثق فيكي، ومتأكد إنك هاتفوزي بالجايزه الأولي زي كل سنه، ونظر لها بحماس إنتي قويه وتستحقيها يا مها!
نظرت له بشكر، فهي حقآ كانت تحتاج لتلك الدعم!

جاء دورها، صعدت على المسرح وغنت بكل ثقه، كان صوتها قوي وتميزت بإختيار غنوة قويه أيضآ وتعبر عن حالها
أنا صاحبة رأي وعايشه حياتي في وجهة نظري
ما بقولش كلام من ورا قلبي مش مؤمنه بيه
وأبويا علمني ما أخافش ودايما أواجه قدري
وما دام على حق ما أخافش ده مبدأ عاشه عليييه
أنا واضحه وضوح الشمس ف عز الضهر ف عز الصيف
أيامي ساعات من فصل ربيع تقلب على فصل خريف
لكن لوني واحد مش بمشي بألوااااان الطيف.

وفي ناس بتشوفني أويه وناس بتشوفني حد ضعييف
أنا حاجه من كل حاجه أنا حاله برا التصنيييف
وأهم نقط قوتي، لسه محافظه على قلب نضيف.

في مواقفي الصعبه أنا أتحديت اليأس بأملي
مابحبش أسقف للغلطان ولسااااني صريح
ومحدش كاسر عيني الناس تشهدلي بعملي
من صغري بكافح ما اتهزيتش قصااااد الريح
أنا واضحه وضوح الشمس ف عز الضهر ف عز الصيف
أيامي ساعات من فصل ربيع تقلب ع فصل خريف
لكن لوني واحد مش بمشي بالوااااان الطيف
وفي ناس بتشوفني قويه وناس بتشوفني حد ضعيف
أنا حاجه من كل حاجه أنا حاله برا التصنيييف
واهم نقط قوتي، لسه محافظه على قللللب نضيف.

كان الجميع يستمع لها بإتقان، فامها بجانب صوتها الجميل، إلا أنها أثبتت أنها ذكية، لإختيارها لتلك الغنوة، فهي غنوة فيها إسرار وتحدي، وتعطي دفعة قويه للفتاه!
أعجب المحافظ جدآ بحماسها وأغنيتها الهادفة!
فبرغم أنه يوجد أصوات أفضل منها، إلا أن غنوتها كانت مميزة، ولها هدف وهذا ما أعجب فريق التصويت!
وأعلنو عن فوز مها بالمركز الأول!
كانت حقآ سعيدة، والعميد سعد كثيرآ لذكائها لإختيارها غنوة كتلك!

إحتفلت هي وأصدقائها!
وبعد مرور الوقت ذهب المحافظ وصعد العميد إلى مكتبه، وبعث ل مها ليهنئها شخصيآ!
كانت تقف مع أريج وأيه جاء إليها دكتور أدهم ودكتور كريم ودكتور غادة ليهنئوها!
هنأها وتلمس يدها بنعومه وصوت حنون وقال ألف مبروك يا مها، بجد تستحقيها!
أريج بلؤم علي فكرة، المفروض حضراتكم تباركو ل مها مرتين، مرة لفوزها في الحفله، والمرة التانيه لخطوبتها!
وقعت عليه الكلمة صعقته، نظر لمها بغضب!

دكتور غادة بفرحه ألف مبروك يا مها، وياتري مين سعيد الحظ ده، حد نعرفه؟
مها ميرسي يا دكتور، لا حضرتك هو حد ماتعرفهوش!
نظر لها وكأنه يترجاها!
كانت أيه تتابع نظراته وتلعن أريج وغبائها أيتها الغبية لما تحدثتي الآن؟ لما لا تنتظري حتى إكتمال تلك الخطبة!
اللعنة عليكي وعلى غبائكي أريج!
إعتذرت مها منهم للصعود لمكتب العميد
وذهبت ل محمد وعلا الجالسان مع دكتور عماد.

وتحدثت محمد، العميد طالبني في مكتبه هاطلع أشوف عاوز أيه وجايه على طول مش هتأخر!
وذهبت!
كانت تتمشي في الممر المؤدي إلى مكتب العميد، واذ بيد تسحبها بشدة إلى مكتب فارغ وأغلق الباب، كادت أن تصرخ، ولكنها نظرت عليه وجدته ذلك الغاضب!
أدهم بغضب وعيون مشتعلة الكلام اللي أريج قالته ده مظبوط، فعلأ جاتلك الجرأة تفكري في حد غيري؟
مها ساحبتآ يدها منه بغضب وقوة إنت أكيد مجنون، إنت إيه اللي عملته ده؟

إزاي تسمح لنفسك تدخلني هنا وغصب عني، ده أنا هاشتكيك للعميد وهوديك في ستين داهيه!
نطق بغضب أرعبها ردي عليااااااا الكلام ده حقيقي؟
مها بتأكيد وإستفزاز أه حقيقي، وقريب أوي هاتجوز وهاعيش حياتي مع الإنسان اللي يستاهلني وأستاهله!
إنسان محترم، شاريني وشايفني ملكة، مش فياضة غيرة، ونظرت له بكرة!
تحدث أدهم بنااار تخرج من عيناه طب جربي تعمليها كدة، وشوفي أنا هاعمل فيكي أيه؟
وأكمل بغل قسمآ بالله أقتلك يا مها!

وأكمل بتملك إنتي ملك ل أدهم سليم وبس، مش ماسموحلك تتجوزي غيري يا هانم، هاتكوني مراتي أنا، إنتي فااااهمه!
نظرت له بحقد وإنت لو آخر راجل في الكون، مايشرفنيش إني أكون مراتك!
وقالت ساخرة وبعدين يا دكتور، أنا ما أرضالكش تتجوز فياضة غيرك!
أمسك يدها بترجي وقال إنتي ست البنات كلهم يا مها، إنتي ملكة عرشي!

أرجوكي ما تحاسبنيش على غلطة لسان، مها إعقلي ما تعمليش فيا كدة، إحنا لازم نقعد ونحل كل الخلافات اللي بينا، مها أنا بموت في بعدك مش قادر!
مها بغل ما تموت يا دكتور، ما أنا موت في بعدك عني وإنتهيت، وماصعبتش عليك، أظن جه دورك علشان تتألم وتتعذب، وتدوق من المر اللي دوقتهولي!

أمسك يدها وقبلها بلهفة أنا أسف يا مها، حقك عليا، أنا كنت غبي ومش شايف قدامي، غضبي وغيرتي عليكي جننوني وخلوني ماكنتش عارف بقول أيه، عقلي كان عاجز عن التفكير وقتها!
مها شدت يدها بعنف تعرف يا أدهم، أنا مبسوطه أوي، علشان ربنا جابلي حقي وشفتك وإنت مذلول، زي ماذلتني ومسحت بكرامتي مكتبك، فاكر يا أدهم، فاكر لما إترجيتك تسمعني وإنت ذلتني وطردتني من غير حتى ما تديني الحق في إني أدافع عن نفسي!

أمسكها من ذراعيها وهزها بقوة فوقي يا مها، فوقي وماتدمريش حبنا بسبب عندك وإنتقامك مني، فوقي قبل فوات الأوان!
أنا دمرت نفسي وخسرتك وبعدت عنك، جرحتك ودبحت قلبي بعندي وغبائي!
أرجوكي ماتكرريش غلتطتي!
ثم أمسك وجهها بيده ونظر لعيونها بحنان حطم حصونها يا مها أنا بحبك ومش هاقدر أبعد عنك، إبتلعت ريقها من تقاربه المهلك!
وأكمل هو أرفضي العريس يا مها والإسبوع ده مش هايعدي إلا وتكون دبلتي منورة في صباعك!

وصدقيني، هاخليكي أسعد واحدة في الدنيا كلها، اللي هانعيشه مع بعض محدش عاشه قبلنا، ولا حتى سمع عنه!
نظرت لعيونه وبدأ قلبها يلين، وسقط عنها قناع القوة أمام سحر عيناه!
حدثت حالها اللعنه علي، لما أنا ضعيفه أمامه هكذا؟

كان يقترب منها وينظر لشفاها بلهفه وشوق، إقترب وبدأت أنفاسه الحارة تلفح خديها، كاد أن يلتهم شفاها لكنها وضعت يدها عليها في اللحظه الأخيرة، أغمض عيناه براحه، وقبل يدها الموضوعه على شفتاها بهيام،
وألتقت العيون في نظرة طويله، نظرة شوق، لوم، عتاب، عشق، عيونهم تحدثت وإحتضنت القلوب بعضهما!
جاهدت نفسها وأبعدته عنها، نظر لها بحب وهز رأسه بموافقه وقال إتفقنا يا مها!

نظرت له وكأنها فاقت من سحرة عليها، دفعته بقوة وخرجت مسرعة صافقتآ الباب خلفها، دون أن يأخذ منها جواب!
فتح الباب ونظر عليها، وجدها تدخل مكتب العميد، زفر بضيق وأمسك شعرة في حركة عصبية، وتذكر أريج، نزل الدرج مسرعآ ليتحدث معها!
تري ما الذي سيحدث فيه أريج؟
وهل مها ستسامحه أم مازالت على عنادها؟
وهل ستقبل بالعريس المتقدم لها؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة