قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

ظهر اليوم التالي!
كان سليم جالس بغرفته، مستيقظآ من قيلولته ساندآ ظهرة على سريرة، دلفت إليه ليلي ومعها قدحآ من القهوة، التي يحتسيها سليم فور إستيقاظه من نومه، كعادته يوميآ!
أعتطه ليلي قهوته بوجه بشوش مبتسم، قابلها هو بنفس الوجه المبتسم وهو ينظر لها بحب!
ليلي ببشاشه مالك يا سليم، من وجت ماجعدت إتحددت مع ولدك وأني شايفه نظرة الحزن معششه جوه عنيك، ده حتى ولدك يا حبة عيني لاحظ، وجاعد مهموم عشانك!

سليم بنظرة تكسوها خيبة الأمل مكتش رايده يعشج ويدوج مرارة العشج يا ليلي!

ليلي بضحكة أذابت قلب سليم، فبرغم كبر سنها ومرور العمر، إلا أن سليم مازال يراها بعيونه إبنة السابعة عشر، ذات العيون الزرقاء الصافيه كا لون البحر، التي خطفت قلبه من أول طله لوجهها الملائكي، حين رأها بمنزلها وقتما كانا بصحبة أبيه لزيارة والدها صديق والده بالتجارة، أشرقت عليه مثل الشمس فأنارت قلبه وحياته، حينها حدث حاله وأقسم بداخله أن تلك الحورية ستصبح زوجته وأم أولادة، وبالفعل حدث والده ووجد بعض العقبات أمامه، لوجود بعض العادت القديمه حينها لأهل الصعيد، حيث كان الشاب لا يتزوج من غريبه أبدآ، كان من الأولي له إبنة عمه!

لكنه تحدي الصعاب وتزوجها!
ومازال يعشقها للحين!
وذكرته قصة أدهم بحالة، لذا تساهل معه في فك خطبة إبنة أخيه، وعذر قلبه العاشق!
ليلي بضحكة خطفت قلب سليم الواد طالع ل أبوه يا حاج، عشجان من ساسه ل راسه، عايز تحرم عليه إللي حللته لحالك من 37 سنه يا حاج؟ بجا ده إسمة كلام يا راجل!
سليم بضيق مارايدلوش يضعف يا ليلي، عايزه دايمآ جوي، ما فيش حرمه تقدر تملكه ولا تتحكم فيه!

أجابته ليلي بتعقل وتساؤل طب منتا عشجتني يا سليم، ميتي إتحكمت فيك أني ولا كسرتلك كلمة!
نظر لها سليم وتحدث بحب إنتي بت أصول يا ليلي وزي ما عشجتك إنتي كمان عشجتيني وأكتر، وإحترمتيني وعيشتي معاي على الحلوة والمرة يبت الأصول!
وتحدث بوجه مبهم وتكشيرة نعرفوها منين إحنا البت دي، مش يمكن تكون مدلعه وتطلع دلعها ومساختها على الواد وتتعبه وياها، إبنك مسحور وغرجان في عشجها، وده باين جوي من عيونه!

إبنك الدكتور الكبير العاجل أبو هيبة تهز جبال، أسدي وإبن عمري كله، ماخجلش مني وجالي بعيون مسحورة، عشجتها يا بوي وجلبي مش بيدي، كان جلبه اللي بيتحدت مش لسانه!
خايف على ولدي، خايف عشجه يغلبه ويصبح لعبة بين يديها، وخايف البت تكون لعبيه وتستغل عشجه وتلاعبه على الشناكل كيف ما بيجولو!

وتنهد وقال بحرقه أصلك متعرفيش الراجل الجوي منينا لما بيعشج بيبجا كيف حاله يا ليلي، بيسلم حاله وروحه لمعشوجته، بيشوف الدنيي بعيونها، بيشوف الشمس في ضحكتها، بيبجا كل همه كيف يرضيها ويخليها تعشجه أكتر!
نظرت له ليلي وتحدثت بحزن ليه إكده ياسليم؟ محمل حالك فوج طاجتها ليه؟ وليه بتقدر البلا جبل وجوعه يا أخوي!
وبعدين إبنك راجل من ضهر راجل، وعاجل ومخه كبير، مش أدهم اللي حرمة تمشيه ولا تملكه!

تحدث سليم ساخرا وهو يهز رأسه أول الجصيده كفر يا أم أحمد، إبنك البيه الدكتور العاجل، ساب الوكل والسفرة وطلع يجري زي العيل اللصغير، عشان يلحق يرد على السنيورة بسرعة لاجل ماتزعل منيه، ده حتى مستأذنيش جبل ما يجوم ولا عملي حساب إني جاعد!
ليلي بتفهم حرام عليك يا سليم متظلمهوش، ده كان بيرن عليها من جبلها ومرديتش، كان جلجان من عدم ردها عشان إكدة لما رنت جام بسرعه عشان يطمن عليها!

تحدث سليم بسخريه يعني الحرمه تجلت عليه ومرديتش، وهو الدكر ماجدرش يجعد يخلص وكله وبعدين يبجا يكلمها؟ إسكتي يا ليلي وخليني ساكت أحسن!

ليلي ببسمه وهي تضع يدها على يده بحنان إطمن يا حاج، ولدك عاجل، والبت عشجاه وريداه، وبعدين عزت أخوي جالي أبوها راجل زين ومحترم وأكيد مربيها مليح، وبعدين مش لما نروح ونشوفوها نبجي نتكلمو، الله يرضي عنيك يا أخوي ما تجدرش البلا جبل وجوعه، تفائل بالخير تجده، وإن شاء الله ربنا يخلف ظنك!

جوم يا حبيبي أجعد شوي مع ولدك، ده مسافر بالليل، ويا حبة عيني جاعد في الجنينه برة مع خواته وهو حزين عشانك، بيجولي أبوي مفرحليش يا أما، وده جاهرة جوي يا جلبي، ولدك بيحبك جوي يا سليم، ويهمه رضاك عنيه، بالله عليك متزيدهاش عليه يا أخوي!
هز لها رأسه بموافقه على كلامها وخرج معها للحديقه، وجد أولاده جميعآ يجلسون سويآ يتسامرون، إتجه ناحيتهم وقفو جميعآ حين رأوه إحترامآ له!
سليم بوجه بشوش سلام عليكم!

رد جميع أولاده التحيه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أبوي!
سليم ناظرآ إلى أدهم بإبتسامه كيفك يا عريس، مبروك يا ولدي!
وقف أدهم سريعآ بوجه ضاحك، وذهب لوالده إنحني على يده وقبلها بإحترام ونظر لوجهه بعرفان
وتحدث الله يبارك في عمرك يا أبوي ويديمك فوج راسي!
من جانبه سليم ملس على شعر أدهم بحنان وهز له رأسه برضي كامل، رجع أدهم إلى مكانه وبكل رضي وسعاده نظر لوالدة وشكرة بالعيون!

تحدث صلاح وميتي هنروح عشان نتفجو ونحددو الفرح؟
تحدث أدهم لما يوافجو اللول يا صلاح!
سليم بفخر هيوافجو يا ولدي، هيلاجو فين لبتهم راجل زين وأسد زيك يا دكتور!
أدهم بكبرياء هيوافجو عشان أني إبن الحاج سليم رضوان يا حاج!
أجابه سليم بإبتسامه تسلم يا ولدي
أحمد بمرح والله اللي يستاهل المباركة الحجيجيه هي خلاصك من عاليا يا محظوظ، مش أني اللي أتورطت في سلمي لاخر العمر!

رمقه سليم بنظرة ألجمته وتحدث عيب عليك تتحدت إكدة على بت عمك!
ليلي بضحك والله سلمي مليحه وإنت ما تستاهلها، ده كفايه إنها متحمله طولة لسانك دي!
أحمد أنا لساني طويل يا أماي، داني نسمة، داني اللي متحمل كتير والله!
صلاح بضحك والله كتر خيرها سلمي، ده كفايه عليها اللجب اللي وخداه من يوم جوازكم، بلوة حياتي! قالها وهو يشير بيديه بفخر، مما جعلهم يضحكون جميعآ من قلوبهم!

نظر سليم إلى أدهم قائلا لما ربنا يسهل يا دكتور والموافجه توصل، ناوي تدخل على ميتي إن شاء الله؟
أدهم بإحترام أني بعد إذنك ياحاج ناوي على كتب كتاب على طول، يعني شايف إكدة أفضل من الخطوبه!
تحدث سليم عين العجل يا ولدي إكدة أحسن بردك، والدخله ميتي إن شاء الله؟
أدهم لو تسمحلي يا أبوي، آحنا في شهر 4 أني شايف بعد إذنك الفرح يبجا في شهر 7 تكون العروسه خلصت!
سليم تمام، وكمان عشان نلحجو نجهزو حالنا للفرح!

نظرت له ليلي وتحدثت بتساؤل هتدخل في شجتك يا حبيبي ولا هاتغيرها؟
أجابها أدهم وأغيرها ليه يا حبيبتى، الشجه مليحه وفي منطجه زينه، هاغير العفش كلاته، وهاجيب مهندس ديكور وأخلي مها تجوله على اللي حابه تغيره فيها، في اللول والاخر دي شجتها ومن حجها ترتبها على كيفها!
نظر سليم لليلي نظرة عدم رضي!
تحدثت ليلي بحنان وهي تطبطب على يده وماله يا حبيبي حجها، يا مرحبابها في أي طلبات، ربنا يتمملك على خير يا جلب أمك!

وأكملت بتمني ياأما نفسي أشوفلك عيل وأشيله بأديا يا دكتور!
إبتسم سليم قائلا إن شاء الله يا ليلي مرته تبجي بت حلال ويرزجه منيها بالخلف الصالح!
أدهم بوجه ضاحك علي حياة عينك يا أبوي، وان شاء الله ربنا يطولنا بعمرك!

بعد غروب الشمس
كانت تقف في شرفة غرفتها تحادث أدهم، وداخل الغرفه توجد أيه وأريج الجالستان يتسامرتان!
مها هو أنت لسه في البيت ليه يا أدهم، مش المفروض تكون في المطار؟
أدهم لسه بدري يا حبيبي، فاضل ساعتين بحالهم على ميعاد الطيارة، وبعدين ده طيران محلي، وفيه واحد قريبي في المطار بيخلصلي إجرائاتي بسرعه، يعني الموضوع سهل إن شاء الله!
وأكمل المهم يا مها، كان فيه موضوع كده كنت عاوز أتكلم معاكي فيه!

مها خير يا حبيبي، أنا سمعاك!
أدهم بإقتضاب لا يا حبيبي مش هاينفع في التليفون خالص، بكرة إن شاء الله بعد ماتخلصي محاضراتك إطلعيلي مكتبي، نتكلم هناك براحتنا!
تحدثت مها سريعآ وبغصه في صوتها لا يا أدهم، المكتب ده أنا مش هادخله برجلي تاني!
أدهم وقد شعر بها وبغصة صوتها المخنوق وتذكر وعذرها!
أدهم بحذر خلاص يا حبيبي اللي يريحك بلاش المكتب خالص، تمام نتقابل في أي مكان برة!

مها برفض ولا برة يا أدهم، إنت مش ملاحظ إنك بقيت تطلب مني نتقابل برة كتير!
إنفعل أدهم بنفاذ صبر والمطلوب مني أيه دالوقت يا مها، يعني المكتب ومش عاوزه تطلعيه، وخروج برة ومش عاوزه تخرحي، ثم تعالي هنا، فين اللي كل شوية أطلب منك نخرج دي، دأنا من أول ما عرفتك هما مرتين مافيش غيرهم اللي خرجناهم، أول مرة وقت ما روحنا الأرض بتاعتي لما فاتحتك في موضوع جوازنا، والمرة التانيه من كام يوم وكان بردو ليها ظروفها!

مها وهي تحاول إمتصاص غضبه خلاص يا حبيبي إهدي، نتكلم في الكافيتريا، نقعد وقول اللي إنت عاوزة!
أدهم بغضب للأسف يا أستاذه مش هاينفع، الكلام اللي عاوز أقوله ماينفعش في الكليه خالص!
مها أدهم، كلامك ده قلقني، كلام أيه ده اللي ماينفعش في الكلية؟ أرجوك ما تخبيش عليا هو فيه مشاكل في موضوع خطوبتنا؟

رد عليها سريعآ وبلهفة عاشق يريد طمئنة صغيرته لا يا حبيبي إطمني، مافيش حاجه صدقيني، وبعدين مش أنا قلتلك إوعي تخافي من أي حاجة طول ما أنا معاكي، أنا كفيل إني أحمي حبنا وأحافظ عليه من أي حاجه، وطول ما أنتي جنبي وفي حضني أي حاجه تهون يا مها!
إطمأنت بعد سماع كلماته تلك فهي وبرغم كل ماحدث، مازالت تثق به وبعهده وكلمته!

تحدثت بإرتياح خلاص يا حبيبي، بكرة بعد الجامعة هاستناك ونخرج في المكان اللي تحدده ونتكلم!
ودالوقت مضطره أقفل علشان أريح وأيه، بس أدهم، أول ما توصل لازم تكلمني علشان أطمن عليك، مش هنام غير لما أسمع صوتك وقلبي يطمن إنك وصلت!
رد بهيام يسلملي اللي خايف على حبيبه، مش عاوزك تقلقي، كلها نص ساعة بالطيارة وأكون في القاهرة إن شاء الله!
مها قالها بصوت حنون عاشق!
مها بعشق نعم!
أدهم بهيام بحبك، بحبك، بحبك.

وأغلق هاتفه بدون كلام، وتركها هائمة في بحر عشقه من سحر كلماته تلك أخرجت تنهيدة شقت صدرها
ثم إحتضنت هاتفها بحب، ونظرت للسماء داعية الله أن يتم عليها فرحتها معه، ويجمعها بحبيبها الغالي على خير!
دلفت لغرفتها وجدت أيه وأريج جالستا على سريرها ألقت بنفسها بمرح جانبهم وتنهدت!
ضحكت أريج وتحدثت بذلة لسان يا سلااام على الحب
نظرت لها مها وهي تبتلع ريقها!

فنظرت أيه بإستغراب وقالت بإستفسار حب امممم يلا إعترفي حبيتي تاني أمتي، ومن ورايا؟
مها بكل برائه وعشق وأحب تاني ليه؟ وحبيبي الأول والأخير والوحيد معايا وساكن قلبي وروحي وعمرة ما خرج مني
نظرت أريج بهيام وهي تشير بيدها بوضع الكامنجا وتحدثت تيرااررراراا، يبختك يا دكتور أدهم، مين أدك يا سيدي، مها القمر دايبه فيك!

أيه بصدمة دكتور أدهم، نظرت لمها وقالت تاني يا مها، يعني سامحتيه ورجعتيله بعد كل اللي عمله فيكي ده؟
مها بهيام بحبه يا يويو، وليس على العاشق حرج
وقالت بدلع وهي تتملل في السرير وبعدين دومي صالحني ورضاني وقالي إنه مش هايزعلني تاني أبدآ خالص!

كانت أيه تنظر لها بإستغراب وإستنكار أنا بجد مش مصدقاكي، سامحتيه بعد ما هانك وكسر كبريائك بعد دموعك وألمك طول الفترة اللي فاتت دي تسامحيه عادي كده، وبعدين إزاي تديله الامان وتثقي فيه تاني؟
أريج بمرح الراجل رجع ندمان يا أيه وإتأسف
وتحدثت بمزاح وباس القدم وأبدي الندم على غلتطه في حق
وكادت أن تكمل لكزتها مها في يدها بمرح وتحدثت إخرسي يا ريجا!

ضحكت أريج ثم تحدثت بجديه بصي يا أيه، دكتور أدهم أه غلط، محدش يقدر ينكر وغلطه كبير كمان، لكن ندم وعرف غلطته، وعمل المستحيل علشان مها تسامحه وترجعله، لدرجة إنه وصل لمامي وطلب منها تساعده
وفعلا مامي ساعدته وإتدخلت وخلتهم يتكلمو ويتصالحو!
وقريب أوي هتسمعي خبر حلو، وكانت تشير إلى دبلة خطوبتها!
كانت أيه تستمع لهما والغل والحقد يأكل في قلبها.

حدثت حالها أيتها الحقيرة، من أنتي حتى تجعلين من أدهم سليم تلك المغرور لعبة بيدك وتحركيه كيفما شئتي؟
من أنتي كي يعتذر منكي ويلهث خلفك ليطلب ودك وقربك؟
حقآ رجال رعاع، لا يلهثون إلا خلف من تركلهم بقدميها، أما التي تطلب ودهم ورضاهم لا يعيروها أي إهتمام!
اللعنة عليك أدهم سليم، اللعنة عليكي أيتها الساحرة اللعينة!

لا تفرطي في سعادتك هكذا أيتها البلهاء، فحتما سايترككي كالسابق لاي سببآ كان، وستعودين لدموعك ووجع روحك من جديد، وسأقف أنظر إليكي دون شفقتآ أو رحمة مني، حسنآ الصبر أيه!

في اليوم التالي
أتي أدهم إلى الجامعه، كانت مها تشتاق رؤياه بجنون، هو أيضآ كان يتشوق لرؤية ساحرته الجميلة، دخل المحاضره التي كانت عبارة عن نظرات مشتاقه، وقد فضحتهم عيونهم أمام الجميع، كانت عيناهم تتحدث عشقآ، ولم يستطيع هو مداراة نظراته الملهوفه عليها، فحقآ كان يشتاق رؤياها بجنون.

بعد إنتهاء اليوم، ذهبت إلى الكافيتريا وجدت أدهم كان بإنتظارها، ذهب إليها
وتحدث بعيون ملهوفه وحشتيني أوي يا نور عيوني
مها بنظرة كلها هيام إنت كمان وحشتني أوي يا حبيبي
أدهم بإبتسامه يلا بينا يا حبيبي!
مها ببسمه ووجه يشع سعادة أخرج وإستناني عند شارع
وأنا جايه على طول!
أدهم بوجه سعيد طب بسرعه علشان بجد وحشاني أوي!
ولم يكمل كلمته حتى أتي عليهم عماد بوجه غاضب، وجه حديثه ل مها!

عماد إنتي أيه اللي موقفك مع البني آدم ده تاني؟
كادت أن تتحدث ولكن صمتت بإشارة من أدهم وتحدث هو بدلآ عنها!
أدهم ببرود وإنت مالك بيها، وتوجهلها كلام ليه أصلآ؟
عماد بغضب أنا بكلمها هي ماوجهتش كلام ليك، ومدام ماوجهتش كلام ليك، يبقي تقف زيك زي الكرسي ده وماأسمعش صوتك نهائي!

أدهم متجاهلآ إياه وبحركة أشعلت عماد، مد يده ل مها التي بدورها مدت يدها له وتشابكت الأيدي وتقابلت العيون ببسمه، وكل هذا تحت أنظار هذا الغاضب!
تحدث عماد بغضب إنتي أيه اللي بتعمليه ده يا مها؟ إزاي تقبلي ترخصي نفسك بالشكل ده، ومع مين، مع ده، اللي هانك وقلل منك وإنتي ملكه؟

كان أدهم ينظر له ويكتم غيظه، وخصوصآ أن جميع من بالكافيتريا كانو يسلطون أنظارهم عليهم، وأدهم من النوع العاقل الذي يتحكم بغضبه حتى لا يظهر أمام الناس بمظهر غير لائق!
نظر لها أدهم بحب يلا بينا يا حبيبي!
هزت له مها رأسها بموافقه!
كادت أن تذهب حتى أوقفها عماد بسؤال، عماد ياتري يا مها الدكتور قايلك إنه خاطب بنت عمه وهيتجوزها في أجازت الصيف؟

تسمرت مكانها ولم تستطع أن تنقل أرجلها من مكانها، عاودت النظر له من جديد وتحدثت والقلق يتسلل لقلبها!
مها بصوت يكسوة الهلع أيه التخاريف اللي بتقولها دي؟
علي فكرة بقا، أنا وأدهم خلاص هنكون لبعض قريب أوي، فياريت ماتحاولش تألف قصص لأني بثق في أدهم ومش هاصدق ولا كلمة من اللي قولتها دي!
نظر لها عماد بتحدي طب ما تسألي البيه كده، خليه ينكر ويكدبني لو يقدر!

هنا فاقت وحولت بنظرها ل أدهم التي لم تستمع لصوته منذ كلام عماد، وجدته ينظر بغل لعماد وعيونه تزرف شررآ!
هزت يده الممسكه بيدها بشده، فاق على هزت يدها له!
نظر لها بثبات وتحدث يلا بينا يا مها وأنا هاحكيلك على كل حاجه!
نظرت له بعيون تائهه غير مصدقه لما تري
تحدثت أدهم، الكلام اللي الباشمهندس بيقوله ده حقيقي؟
وأكملت بعيون مغيمه بالدموع إنت فعلا خاطب بنت عمك؟

كنت قالها أدهم بثبات وهو ينظر بعيون عماد بتحدي ومازال ممسك بيد مها، وعيون جميع الطلبه عليهم
وأيه الناظرة عليهم بحقد وهي تستمع كلامهم لقربها منهم!
أدهم كنت يا مها، وخلاص فركشت الخطوبه من مده!
عماد ناظرآ بعيونه بثقه كدااب، ثم نظر لمها وأكمل مروه أختي لسه مكلمه سميه أخت البيه من خمس أيام بس، وقالتلها إن البيه فرحه على عاليا بنت عمه في أجازة الصيف!

أدهم بثبات لا برافو يا عماد، عاملي فيها شغل مخابرات إنت ومروة، لا راجل بجد!
ثم نظر لمها التي تسمرت مكانها وتسمر كل شيئ بها، حتى دموعها التي أبت النزول إمتثالآ لكرامتها!
أدهم بجديه يلا بينا يا مها!
نظرت له بحقد وتيهه وهي تهز رأسها بخيبة أمل وتتحدث بصوت منخفض إنت مين؟ أنا ماأعرفكش، إنت مجرد واحد كداب وغشاش، كل يوم تفاجئني بحكاية جديدة ماعنديش أي علم بيها، ونظرت في عينه وقالت إنت مين قولي؟

نظر لها بغضب وتحدث مها الطلبه بيتفرجو علينا، يلا نمشي من هنا وأنا هافهمك كل حاجه بهدوء!
كان يسحبها من يدها ولكنها شدت يدها منه بقوة ونظرت له بكرة، وخرجت مسرعة تحت أنظارهم جميعآ!

كاد أن يذهب خلفها ولكن يد عماد سبقته، شده من ياقه قميصه ولكمه في وجهه، إنصدم أدهم من تصرف عماد الهمجي والغير مسؤل، وجري الدم بعروقه فرد له اللكمه بأقوي منها ثم تلاها بأخري، ردها له عماد، وتشابكو بالأيدي مع نطق بعض الألفاظ، مما إستدعي إسراع بعض الشباب إليهم لفض تلك الاشتباك، وفي لحظات كان عميد الكليه واقفآ أمامهم في الكافيتري، وتحدث بحزم!
العميد دكتور أدهم، باشمهندس عماد، مستنيكم فوق في مكتبي حالآ!

وخرج، كانت حالتهم مزريه للغايه، وجوههم حمراء كالدم من شدة الغضب وأثار اللكمات، أمسكو بهم بعض الأساتذه وفرقوهم، وذهبو للعميد الذي بدورة عنفهم وبشده، فهما أساتذة وقدوة أمام طلابهم، فما هي الرساله التي أوصلوها لطلابهم من هذا المشهد المزري الغير حضاري بالمرة!
وسألهم عن السبب، ولكن كلاهما صمت ولم يذكرو مها إطلاقآ لعدم المساس بها وزجها بالمشكلة!

خرجت تسرع من خطوتها، أخرجت نظارتها الشمسيه لتخبأة دموعها الحبيسه، وأسرعت إلى مسكنها، كانت تحتاج لوجود أريج بشدة، ولكن للأسف لم تكن موجوده بالجامعه لخروجها في نزهه مع سيف!

أما أيه، التي وقفت لتشاهد هذه المسرحيه حتى أخرها، وبعد إنتهاء العرض وإنصراف الأبطال والجماهير، إتضرت للمغادرة إلى تلك المكسورة من جديد، دخلت أيه إلى غرفتها كالإعصار، صفقت الباب خلفها بشدة مما جعل جدران الغرفه تهتز، كانت تجلس القرفصاء على سريرها تنتحب بشدة، ودموعها تنهمر على خديها كشلال غزير!

سمعت صوت الباب رفعت وجهها وجدتها أيه، نظرت لها بكسرة خاطر، إعتقدت للحظه أنها ستأتي مهروله إليها وتأخذها بين أحضانها، فهي حقآ تحتاج من يضمد لها جراحها ويساندها في مصيبتها تلك!
إنفجرت أيه بحقد كالبركان بتعيطي؟ عيطي يا مها يمكن تغسلي ذنوبك، مرتاحه دالوقتي لما أتنين دكاترة محترمين يتخانقو ويضربو بعض علشانك!
نظرت له مها بصدمه وتحدثت إنتي بتقولي أيه يا أيه، مين ضرب مين؟

أجابتها أيه بغل وهي تحادثها دكتور أدهم ودكتور عماد ضربو بعض علشانك يا هانم، الدكاترة ولاد الناس المحترمين ضربو بعض، والجامعه كلها إتفرجت عليهم، والعميد خرج وشافهم وأخدهم على مكتبه!
يارب تكوني مرتاحه قالتها أيه وهي تنظر لها بنظرات لوم وعتاب!
مها بدموع وهي تغلق أذنيها كفايه يا أيه أرجوكي، مش عاوزه أسمع حاجه!

أيه بغل ليه؟ إسمعي وإنبسطي، مش ده اللي كنتي عاوزاة، عارفه يا مها وأنا جايه الطلبه بيقولوا عليكي أيه؟
مها رأفت تخصص دكاترة، باصه دايمآ للعالي!
بس سبحان الله، الإتنين طلعو بيلعبو بيكي وبيتسلو، وخاطبين اللي تليق بيهم وتناسبهم!
كانت تنظر لها بعيون متسعه من الذهول وتهز رأسها يمينآ ويسارآ!

وتحدثت وأيه كمان يا أيه، وأيه كمان يا أختي يا صاحبتي يا عشرة عمري، خرجي السواد اللي جواكي من ناحيتي واللي حساه ليا فترة ومش عاوزة أصدقه!
وتحركت من جلستها وأتجهت لها ونظرت داخل عيناها
وقالت أيوه يا أيه كنت عارفه، مانا مش غبيه، بس كنت بغمض عيوني علشان ماأخسركيش، أنا خفت من خسارتي ليكي بس إنتي للأسف، ماخفتيش تخسريني!
أيه بصراخ ماتفوقي بقا من كلام الإنشا والمثليات اللي عيشالي فيه ده!

ونظرت لها بكرة وتحدثت إنتي فاكرة نفسك كويسه أوي، إنتي أكتر حد أناني شفته في حياتي، إنتي مابتفكريش في حد غير نفسك وبس!
طول عمرك بتغيري مني وتشوفي أنا عايزة أيه، وبحب أيه، وتجري عليه علشان تخطفيه مني وتقهريني!
الأول عماد، وبعديه أدهم، لفيتي عليهم بوش البرائه اللي رسماهولنا كلنا، وهما زي الهبل صدقو وجريو وراكي!
ونظرت بغل إنتي شيطان يا مها، إنتي مجرد شيطان!

كانت تستمع لها بعيون متسعه ودموع تنهمر بغزارة، وتهز رأسها بعدم تصديق لما تسمعه أذنيها من صديقة عمرها ورفيقة الأربع سنوات، أختها التي لم تلدها أمها!
صرخت مها كفايه يا أيه، كفايه مش عاوزة أسمع أكتر من كده، مش عاوزه أنصدم فيكي أكتر!

تحدثت أيه بكرة لا إسمعي علشان تعرفي حقيقتك القذرة، إنتي واحدة مغرورة وغبيه يا مها، بتقولي عليا صاحبتك، لمانا حوالكي كلنا علشان تثبتي للكل إنك حد هايل، وشوفو أصحابي إزاي بيحبوني!

وتحدثت بشماته عارفه، إنتي تستاهلي كل اللي عملوة فيكي أدهم وعماد، ولسه يا محترمه، الجامعه كلها دالوقتي ملهاش كلام، غير على الصايعه اللي ماشيه مع إتنين دكاترة في نفس الوقت، وكانت السبب ف إنهم ضربو بعض، ولسه اللي هايحصلك من العميد، إن شاء الله توصل للرفد يارخيصه!
هنا صرخت بها مها، لم تعد تستطيع أن تتحمل أكثر
مها إخرصي، أنا أنضف منك ألف مرة، مش أنا اللي رخيصه يا أيه!

وأشارت بيدها إليها الرخيصه هي اللي تجري وتحاول تاخد حبيب صاحبتها منها، الرخيصه هي اللي راحت إفترت عليا ل أدهم، وقالتله إن عماد كان بيحجزلي في أفخم الأماكن ويعملي فيها أعياد ميلاد ويجبلي هدايا غاليه!
ثم نظرت بعينيها بحقد وقالت بقوة الرخيصه هي اللي راحت قالت ل عماد على حكايتي مع أدهم علشان تأذيني وتدمرني!
هنا جحظت عيون أيه بإتساع
فتحدثت مها بحزن أيوه يا صاحبتي، أيه فكراني غبيه وما أعرفش؟

لا غلطانه، أنا عارفه ومن أول أسبوع كمان، سألت عماد وعرفت منه، ومع ذلك سامحتك وأديتك عذرك تصدقي، قولت معلش يا مها، وقت غضب، الشيطان أوحالها إن لما تعمل كده أدهم هايسيبني ويحبها، عذرتك وسامحتك، قولت كفايه وقفتها جنبي لما تعبت وشوفت خوفها عليا في عيونها، غفرتلك مع إن غلتطك دمرتني ووجعت قلبي أيام وليالي، بس للأسف أنا كنت غلطانه، وده واضح أوي من اللي أنا شيفاه دالوقت قدامي!

أجابتها أيه ببجاحه أيوه أنا اللي قولت لعماد مش هانكر عارفه ليه؟ علشان أدهم ده بتاعي أنا، من حقي أنا، أنا اللي حبيته قبلك!
صرخت مها وهو حبني أنا، وده مش ذنبي، مش ذنبي إنك حبيتي واحد مش حاسس بيكي، بتحمليني ليه سوء إختياراتك!
وهنا جرت مها على الباب وفتحته وصرخت بأعلي صوتها مدام نوووور، يامدام نوووور
أتت إليها نور برعب وتحدثت فيه أيه يا مها؟ مالك يا روحي؟ وأيه شكلك ده بتعيطي ليه؟

مها بكل قوة من إنهاردة أنا والأستاذة مش ها هينفع نقعد مع بعض في أوضه واحدة، فا من فضلك تشوفيلها أوضه تانيه، وأنا هادفع تمن الأوضه دي لوحدي!
نور بصدمه أيه اللي حصل يا بنات؟
إهدو كده وأستعيذو بالله من الشيطان!
نظرت لها أيه وتحدثت بحقد لو أنتي مش طيقاني قيراط، أنا مش طيقاكي أربعه وعشرين، بس إنتي اللي هاتخرجي من الأوضه مش أنا!
نظرت لها مها بقوة إنتي اللي هاتخرجي وحالآ!

ونظرت إلى نور لو سمحتي مدام نور يا ريت تتصرفي وبسرعه، أنا تعبانه وعاوزه أنام!
نور بتفهم لحالة مها خلاص يا بنات، إتفضلي يا أيه لمي حاجتك وتعالي معايا، هاتقعدي إنهارده مع سارة رفيقتها في أجازة، وبكرة إن شاء الله نشوف حل للموضوع ده!
ردت أيه بعناد بس أنا مش هاسيب الأوضه بتاعتي!
نظرت لها نور وتحدثت بصرامه أيه لو سمحتي إتفضلي معايا أنا مش عاوزه مشاكل!

خرجت مها للشرفه حتى أقنعت نور أيه بمغادرة الغرفه، إنتهت أيه من لملمت أشيائها مع نور وخرجت، ذهبت نور إلى مها التي أسرعت بإشارة قائله!
مها بحزن لو سمحتي سيبيني لوحدي مش عاوزه أتكلم!
عذرتها نور، وتركتهاوأغلقت الباب خلفها!
ذهبت إلى سريرها وجلست ونظرت بشرود، ودون إنذار إنفجرت دموعها من جديد!
رن هاتفها وجدته أدهم، أمسكت هاتفها وألقت به عرض الحائط!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة