قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

خطت بساقيها وتحرك هو خلفها وتحركت ورد إلى الداخل لتترك لهما المجال للحديث، إبتلع لعابه وهتف بنبرة متلهفة وهو ينظر لعيناها بإشتياق جارف: وحشتيني يا نور عيني.

وتحرك إليها مهرولا وكاد أن يسحبها لداخل أحضانه الدافئة كي يطمئن روحها ويطفئ لهيب إشتياقة إليها الذي أذاب قلبه، توقف مكانه حين وجدها وضعت كف يدها بوجهه في إشارة منها لتحذيرة من الإقتراب وتحدثت بنبرة صارمة: خليك مكانك وخلصني وجول الكلمتين اللي چاي علشانهم.

توقف ناظرا إليها والألم يمزق داخله وبنبرة متألمة تحدث: بلاش تبجي إنت والدنيي عليا يا صفا، ده أني طول المدة اللي فاتت وأني جاعد أصبر حالي وأوسيها وأجول لها إصبري، چراحك النازفة هتطيب من أول ضمة من حضن صفا، صبرت عليك وبعدت عنيك واني جلبي بيتجطع عليك وعموت وأخدك في حضني لچل ما أطيب چراحك، بعدت لچل ما تهدي وبعدها أچي لك وأفهمك.

وأشار إليها قائلا بنبرة تشع حنان وعشق: خليني أخدك چوة حضني وأنسيك كل اللي حصل يا حبيبتي
وقفت أمامه بشموخ وسألته بإستنكار: حبيبتك؟
إنت مين أصلا لچل ما تطيب چراحي چوة حضنك؟
أني معرفاكش، حاسه حالي بشوفك لأول مرة، ملامحك غريبة عليا ومعارفهاش، عنيك كنها صحرا فاضية مفهاش غير الخراب والموت المحتم للي يدخل في طريجها.

إتسعت عيناه من حديثها المؤلم فهتف بنبرة حنون: أني قاسم يا صفا، قاسم البني أدم اللي إتولد من چديد على أديك، قاسم اللي أول حكايته بدأت وياك، قاسم اللي شاف الدنيي وعرفها وداج حلاوتها چوة عنيك، بين أديك لجيت راحتي وروحي التايهة اللي عيشت عمري كلياته وأني بدور عليها، أني قاسم يا صفا.

تحاملت على حالها كي تظهر أمامه بكل هذا الثبات وتحدثت بمرارة: وأني صفا، صفا الهبلة اللي صدجت عيونك الكدابة، صفا اللي شافت توهتك وحيرة نفسك التايهة وضمتك لحضنها وطمنت روحك الغدارة، صفا اللي أمنت لك وضمتك لصدرها لچل ما تشربك من حنانها وتدوجك من العشج اللي عاشت عمرها كلياته شيلاهولك إنت مخصوص، صفا اللي رمت حالها چوة حضنك وغمضت عنيها وأدتك الأمان،.

وأكملت بنبرة حادة: صفا اللي دفعت تمن ثجتها العامية غالي، مجنيتش من وراك إلا كل غدر وحزن وشجي، مشفتش من وراك خير يا قاسم، محسيتش منيك غير بسكينة غدرك اللي كنت مداريها طول الوجت ورا ضهرك ومستني الوجت المناسب لجل ما تطعني بيها في نص جلبي بكل جبروت.

نظرت إليه بجمود وهتفت بنبرة جاحدة: ملعون أبو عشجك الكداب اللي دبحني وشج جلبي لنصين في عز فرحتي، واكملت وهي تضع يدها فوق أحشائها: ده أني ملحجتش أفرح بخبر حملي من الراچل اللي عشت عمري كلياته أحلم بيه
نظر لها بعيون متوسلة وتحدث بنبرة رجل منكسر: إرحميني يا صفا، كلامك عينزل على جلبي كيف النار بيكوي ويحرج كل اللي بيجابلة في طريجه
نظرت إليه وسألته بنبرة تهكمية: صح عنديك جلب وبيحس كيف الناس يا قاسم؟

أجابها بتأكيد وثقة: عندي يا صفا، وإنت ساكناه ومالكة الروح يا بت جلبي، وأكمل بأمل ونبرة حماسية مشجعة: خليني اللول أحكي لك اللي حصل وبعدها أحب على راسك وأخدك في حضني ونفرح بإبننا ولا ببتنا اللي چاية، متخليش العند يضيع فرحتنا يا صفا
ضحكت ساخرة وتحدثت: عتحب على راسي؟
كت دوست على رچلي من غير متجصد لجل ما تحب على راسي وأسامحك إياك؟
للدرچة دي شايفني مغفلة وهبلة؟

أغمض عيناه بتألم وأردف قائلا برجاء: إرحميني يا صفا، أني تعبت ومجادرش أعيش من غيرك يا حبيبتي، من يوم مافوتيني وأني ملاجيش روحي چواتي، عدور على قاسم ملاجيهوش، إرچعي لي يا بت جلبي ورچعي لي حياتي
وأكمل بنبرة جادة: فيه تفاصيل كتير غايبة عنيك ولازمن تعرفيها لچل ما يكون حكمك علي عادل.

إبتسمت ساخرة وأجابته بنبرة منكسرة: وفر دفاعك ومرافعتك لجضية تكون كسبانة يا متر، جضيتك وياي خسرانة، لأن أي حاچة عتجولها معتغيرش إحساس الكسرة والمذلة والشعور بالمرارة اللي ملازمني ومالي جوفي ومفارجنيش من يوم اللي حصل
ثم دققت النظر لداخل عيناه النامة وسألته بضعف ألم قلبه وأحرقه: أذيتك في إيه أني يا ولد عمي لجل ما تأذيني في جلبي وتدهس كرامتي تحت رچليك؟

وبرغم كم الوجع الذي أصابه جراء حديثها المؤلم إلا أن ما لفت إنتباهه وجعله يعترض هو وصفها له ومناداته بإبن عمها، فتحدث بإعتراض بنبرة حادة: أني مش ولد عمك يا صفا، أني حبيبك اللي ساكن روحك وعشجي عيچري چوات دمك
قوست فمها وتحدثت ساخرة: حبيبي، حلوة الثجة اللي لساتك عتتكلم بيها دي رغم كل اللي حصل.

تنفست بضيق وتحدثت وهي تتأهل للرحيل: بيتهئ لي كفاية تضييع وجت لحد إكده يا متر، أني إتأخرت على شغلي وإنت كمان أكيد عنديك حاچات أهم من كلامنا اللي لا عيودي ولا عيچيب دي
أسرع عليها وأمسك ذراعها ليحثها على عدم التحرك، نفضت يدها رافضة لمسة يده التي أصبحت ك نار تحرقها فتحدث هو بإعتراض: معتمشيش جبل متسمعيني وتعرفي الظروف اللي خلتني أتچوز يا صفا.

نفضت يدها وباتت تمسح مكان مسكته وكأنه يحمل جراثيم ستلوثها وتحدثت بفحيح: بعد يدك عني، وجولت لك ملوش لزوم حديتك، لأنه لا هيجدم ولا هيأخر، اللي عرفته كان كفاية جوي يا متر
أجابها بثقة: لزمن تسمعيني يا صفا، صدجيني الكلام اللي عجوله عيرضيك ويعرفك إن غضبك ده كلياته مش في محله
تغاضت عن حديثه وسألته بقوة: لو صح عاوزني أجعد وأسمعك يبجا تطلجها اللول، وده شرطي الوحيد لجل ما أسمعك.

إبتلع غصة مرة من عدم إستطاعته لتنفيذ رغبتها المشروعة، أخذ نفس عميق وزفره بضيق وأردف قائلا بنبرة بائسة حزينة: مينفعش يا صفا، معجدرش أطلجها دلوك
إبتسمت بجانب فمها ونظرت إليه وتحدثت: وأني كمان معجدرش أسمعك دلوك
هتف مترجي: بلاش عند يا صفا
ردت بقوة: أني مبعندش، أني بجولك شرطي وإنت حر في إختيارك
أجابها بيأس: مهعرفش أطلجها جبل سنه؟

عقدت ذراعيها فوق صدرها وتحدثت بنبرة صارمة: بسيطة ومحلولة يا متر، يبجا نتجابل ونتحدتوا بعد سنه من دلوك
جحظت عيناه وأشتعلت روحه المتشوقة لضمتها وتسائل بذهول: كنك إتچنيتي يا صفا، إنت عيزانا نجعدوا بعيد عن حضن بعض سنة بحالها؟!
قوست فمها وأبتسمت ساخرة وتحدثت متعجبة مما جعل الدماء تغلي بعرقه: ومين جال لك إن بعد السنة ماتعدي هرچع لحضنك تاني!

واسترسلت حديثها بقوة وشموخ أنثي أبية: أني كلامي واضح، جولت بعد ماتطلجها هجبل أجعد وياك وأسمع مبرراتك اللي عتجول عليها دي، ووجتها هجرر وهشوف هعمل إيه، وأني وكيفي وجتها يا متر
صاح بنبرة غاضبة: إعجلي حديتك يا بت الناس وشوفي حالك عتجولي إيه، أني صابر عليك لجل غلاوتك اللي في جلبي واللي إنت بتستغليها بحديتك دي، بس لازمن تعرفي إن صبري ليه أخر
إقتربت عليه وتحدثت بنديه وعناد: أهو أني بجا عاوزه أشوف أخرك دي.

امسك ذراعيها ونظر لداخل عيناها وتحدث بقوة: إوعي تفكري إن صبري عليك إنت وأبوك ضعف مني ولا جلة حيلة، أني ممكن أشيلك دلوك وأخدك غصب ونطلع على شجتنا وأجولك كل اللي معيزاش تسمعيه، بس أني عاوزها تاچي منك بالرضا والعجل.

نفضت يداها منه بعنف وهتفت بنبرة صارمة حادة: أنهي عجل وأنهي رضا اللي چاي تطالبني بيه يا متر، هو اللي إنت عملته فيا كان فيه ريحة العجل، تطلع خاطب واحدة من سبع سنين في نفس الوجت اللي كنت خاطبني فيه وتجول لي عجل؟
وصاحت بكل صوتها وبنبرة غاضبة مشتعلة: تتچوزها على وأني لساتني عروسة مكملتش شهر وتجولي عجل، أجول لك طلجها تجولي مينفعش جبل سنة وتجولي عجل؟
إنت خليت فيها عجل ولا منطج لجل ما أفكر وأچيك بيه!

وأكملت بنبرة حادة: إسمع يا ولد الناس أخر الحديت علشان متوجعش دماغك ودماغي معاك أكتر من إكده، لو السما إنطبجت على الأرض مهجعدش معاك ولا عيچمعني بيك مكان واحد من جبل متطلج اللي إتچوزتها على وكسرتني جدام الكل،.

وأكملت بنبرة حازمة: جبل إكده معيزاش أشوف وشك جدامي، إحنا كان بيناتنا عجد ووعد وإنت أخليت بيه، ورتبت حياتك وأمورك بالشكل اللي يريحك ويناسب ظروفك، وأكملت بندية: أظن أني كمان من حجي أرتب حياتي كيف ميحلالي وبالشكل اللي يناسبني ويريحني.

وأردفت قائلة بنبرة صارمة وهي تنهي الحديث: ومن إهنيه لحد ما السنة اللي جولت عليها تعدي ياريت مشوفش طلعتك البهيه جدامي تاني، واكملت بنبرة تهديدية: وإلا قسما بالله، عتشوف وش تاني لصفا وعتصرف بطريجة معتحبهاش لا أنت ولا حامي الحمي چدك
قالت كلماتها وأسرعت منسحبة إلى الباب وفتحته، أسرع إليها وأمسك ذراعها بقوة وهتف بنبرة حادة: وجفي عنديك رايحة فين، لساتني مخلصتش كلامي.

نفضت يده بقوة وتحدثت بنبرة صوت حاسمة: بس أني خلصت كلامي وجولت لك اللي عندي، لما تنفذ لي شرطي أبجي تعالي، وساعتها هبجا أسمع مبرراتك اللي أني متوكدة إنها معتفرجش وياي، ولا عتغير وجهة نظري في اللي عملته معاي
جن جنونه من حديثها الذي أشعله عندما شعر بإبتعادها عن عالمه، أمسك ذراعها وجذبها إليه مقرب إياها بالإجبار وتحدث: وبعدهالك في دماغك الناشفة، مش كنا خلصنا منيه العند ونشفان الدماغ دي؟

خرجت ورد على صوت صياحهما على عجالة من داخل المطبخ، هرولت إلى إبنتها سريع وأمسكت قبضة قاسم محاولة فكاكها عن ذراع إبنتها التي تقف بصمود وشجاعة وهي تنظر إليه بنظرات ثابتة برغم الألم التي تشعر به جراء قبضتة القوية التي لم يشعر هو بقوتها من شدة غليانة
صاحت ورد به بنبرة غاضبة: إتخبلت إياك يا قاسم، بعد يدك عنها لأتصل بعمك ياچي لك.

نظر لها بقوة وتحدث بنبرة رجل فاقد العقل: إعملي اللي على كيفك يا مرت عمي، فاكراني خايف منيه إياك؟
ثم نظر إلى صفا وتحدث وهو يصك على أسنانه من شدة غيظه: تعالي معاي نطلعوا على شجتنا عشان نعرف نتفاهم صح، وأكمل ليطمأنها: وصدجيني هراضيك يا صفا، عفهمك وعخليكي تصفي
هتفت بنبرة قاطعة: وأني جولت أخر كلام عندي، ولو جطعت من چسمي معتحركش معاك خطوة ولا عسمع منيك كلمة واحدة جبل ما شرطي يتنفذ.

سألها بغضب: عتتشرطي على چوزك يا صفا، إعجلي يا بت الناس وإوعي لحالك
تحدثت ورد بقوة ومازالت تحاول فكاك قبضة ذاك القاسم الذي يقبض عليها وكأنها فريسة تحت يد أسد چائع: سيبها يا قاسم، ناسي إنها حبلة إياك، ولا عاوز تأذي عيلك كيف ما أذيتها يا حزين؟

نزلت جملة ورد على قلبه أشعرته بدونيته وجعلته يستفيق من حالة الغضب التي تملكت منه، فك وثاق يده وتحدث بنبرة صارمة: أني هصبر عليك بس لجل غلاوتك عندي، بس زي ماجولت لك يا صفا، صبري عليك ليه حدود
قال كلماته وخرج كالإعصار المدمر
أما ورد فتحدثت بنبرة غاضبة: اللي حصل ده معيتسكتش عليه واصل، أني لازمن أجول لأبوك ويروح لچدك لجل ما يوجفوه عند حده المخبول ده.

أجابتها صفا بقوة: ملوش داعي تكبري المواضيع يا أم صفا، هو معيجيش إهنيه تاني بعد اللي سمعه مني
رمقتها والدتها بنظرة حارقة وتحدثت بنبرة غاضبة: كنك إتخبلتي يا صفا، عاوزاني أسكت كيف بعد ما چات له الجرأة إنه ياچي لحد إهنيه ويهدد بتي في جلب بيتها، وكمان كان عاوز يمد يده عليك ويجرك وياه بالغصب.

تنهدت صفا وتحدثت بنبرة بها بعض التعاطف: مكانش عيعمل حاچة يا أما، هو دلوك عامل كيف الفرخة المدبوحة وبيفرفر، بس هو معيأذنيش واصل، أني متوكده
قالت كلماتها وانسحبت بإتجاه الجراچ، إستقلت سيارتها وتحركت إلى المشفي، وجدت إستقبال حار من جميع موظفي المشفي وأصدقائها الذين إفتقدوا روحها التي تشعرهم بروح الجماعة وروعة العمل المشترك.

تحرك إليها ياسر ورحب بها بحفاوة عالية، وأعتذر لها على عدم زيارته لها طيلة الفترة المنصرمة، وفسر ذلك بالحفاظ على مشاعر فارس وعدم إثارة غضبة وغيرته بخصوص مريم، عذرته صفا بل وأحترمت تصرفه الأخلاقي، وشكرته وأثنت على إحترامة الكبير لشخصه ولغيرة.

بعد مدة داخل مكتبها، دلف إليها طفل في الخامسة من عمره يدعي مروان، إبتسمت له حين رأت برائة ملامحه الطفولية، وكعادتها مع الصغار أخرجت إحدي حبات الشيكولاته ومدت يدهها بها إليه وتحدثت بنبرة حنون: البطل بتاعي كيفه.

إبتسم لها الصغير ومد يده سريع يلتقط حبة الحلوي وشكرها بلطف، وبدأت هي بمعاينته وفحصه وتحدثت والدته بنبرة مهمومة: معرفاش الانيميا مرضياش تسيب جسده ليه يا دكتورة، عملت معاه اللي مايتعمل وبردك مافيش فايدة
أجابتها صفا بهدوء: معلش، هي الأنيميا علاچها بياخد وجت مع الأطفال، بس إنت شكلك مكتيش بتابعي مع الدكاترة المدة اللي فاتت.

أجابتها المرأة: مروان مكانش راضي ياچي لما عرف إنك مش إهنيه يا دكتورة، وأكملت بإبتسامة: ألف بركة على الحبل يا دكتورة وربنا يتمم لك على خير، وأكملت بتفسير: لما غيبتي الوجت ده كلياته روحنا وسألنا الغفير سالم اللي على بوابة السرايا، وهو اللي جال لنا إنك حبله ومعتطلعيش بأمر من الدكتورة أمل، كان نفسي ادخل أطمن عليك أني والحريم، بس خفنا للحاچ عثمان يتضايج، عارفينه معيحبش الزيطة.

إبتسمت لها صفا وشكرتها بحفاوة، بالفعل لم يدري أحدا من أهل النجع بما دار داخل السرايا من حرب وقذائف متبادلة بين أطراف جميع العائلة، فهذا هو حال عائلة عثمان المصغرة، ما يدور داخل المنزل من المستحيل أن يخرج خارج أسوار السرايا، والكل يعلم قانون عثمان الصارم فيمن يتهاون بإفشاء أسرار عائلتة، فجزائه بالتأكيد سيكون أكبر مما يتخيله عقل حتى ولو كانت رسمية بذاتها، وهذا ما يخشاه الجميع ويهابون الدخول داخل تلك النقطة المحرمة.

خرجت المرأة ودلف يزن بوجهه الصابح وأبتسامته المشرقة التي تشفي العليل من جراحه
هتف بنبرة سعيدة مرحب بشقيقته: وأني أجول المستشفي منورة بزيادة ليه إنهاردة، أتاري الدكتورة صفا خطت برچلها فيها من چديد، حمدالله على السلامه يا خيتي
إبتسمت بخفوت وأجابته: الله يسلمك يا أخوي.

أردف قائلا بإستحسان: لما لجيت المستشفي زحمة والناس ملجياش مكان تجعد فيه، عرفت وجتها إنك چيتي، الناس عتحبك جوي يا صفا، وخصوصي العيال اللصغيرة، كانوا بياچوا يلاجوا ياسر في وشهم يصرخوا ويرچعوا تاني
ضحكت صفا بشدة وأكمل يزن مفسرا: مش تجليل من ياسر لاسمح الله، بس العيال عتحب الدكتور اللين اللي عيضحك في وشهم ويطمن خوف جلوبهم.

وضحك وأكمل حديثه وهو يشير إلى علبة الشيكولاتة الموضوعة فوق مكتبها: ده غير الشيكولاتة الفاخرة اللي عتفرجيها عليهم.

كانت تستمع إلى حديثه وتبتسم بخفوت وقلب يابس يشبه الأموات، شعر بها فتحدث إليها ناصح إياها بأخويه: عجولك على نصيحة بس معايزكيش تفهميني غلط يا صفا،
أومأت له وأجابته بنبرة واثقة قوية: عمري ما أفهمك غلط يا يزن، إتكلم براحتك وإطمن.

تنفس براحة وأردف قائلا بتأكيد: إوعي تتهاوني في السماح يا صفا، مش معني إكده إني بحرضك على قاسم ولا بطلب منيك تسيبيه، بس أني عاوزك جوية وشامخة كيف ما أتعودنا عليك، لو سامحتي بسهولة اللي جدامك معيتعلمش من أغلاطه وعيرچع يدوس عليك ويچرحك من تاني،
وأكمل مفسرا: مهو ملجاش منيك العجاب الرادع اللي يخليه يفكر بدل المرة ألف جبل ما يرچع يعيدها.

لكن لو داج الويل والمر وأتعاجب في بعدك عنيه، مستحيل يفكر يعيدها ولا حتى يمس كرامتك من بعيد
واسترسل حديثه بصدق خالص لوجه الله: ربنا يعلم إني عجولك نصيحتي خالصة لوچه الله ولأنك أختي اللي عخاف عليها ويهمني شكلك جدام نفسك جبل الناس.

أومأت له بإبتسامة خافتة وتحدثت بنبرة صارمة: عارفة وفاهمة كلامك زين، متخافش على يا يزن، أني بت زيدان النعماني وتربيته، وهعرف أخد حجي زين من اللي ظلموني وأستباحوا حرمتي، وحجي هاخده بالإصول وبالأدب كيف ما رباني زيدان النعماني.

تحرك يزن من غرفة صفا متجه إلى مكتب التي خطفت أنفاسه عن جديد وحرمت على عيناه النوم، سأل السكرتيرة الجالسة أمام مكتبها والمسؤلة عن تنظم ودخول المرضي إليها، سألها عن وجود مرضي بالداخل فأجابته بلا، دق بابها ودلف بعدما سمحت إليه هي
نظر إليها وكعادته مؤخرا رفرف قلبه وكاد أن يترك صدره ويجري عليها ليحتضنها ويتنعم داخل قلبها الحنون، يكاد يجزم بأنها تمتلك فيض من الحنان لو تفرق على بلدة سيفيض،.

تمالك من حالة الوله والهيام اللتان تصيبه خلال حضرتها وتحدث بنبرة هادئة أخرجها بصعوبة: كيفك يا دكتورة؟
كانت تنظر إلى طلته البهية التي تنعش قلبها وتعطيه دفعة لإكمال يومها بتفاؤل وسعادة وتحدثت: أنا تمام جدا، إنت كويس؟
لم يستطع التحكم بحاله فأجابها بنبرة حنون وعينان راغبة للمزيد من النظر والتشبع لسحر مقلتيها: ببجي كويس لما بشوفك يا أمل.

إهتز داخلها وشعرت بعشقه البرئ يغزو قلبها المغدور، لكنها وكعادتها كظمت وضغطت على ذلك العشق كي يختنق قبل ان يولد بداخلها ولكن هل حقا هو لم يولد بعد أيتها الجميلة؟
وإلي متي ستستطيعين خنق عشق ذلك الخلوق داخلك أيتها المسكينة.

كانت تخنق عشقه داخلها لسببين، أهمهما أنه رجل متزوج وليست هي بالمرأة السيئة التي تسمح لحالها بأن تأخذ رجل غيرها من النساء، حتى ولو كان زواج صوري مثلما أعلمها يزن، والسبب الاخر هو تجربتها المريرة التي قررت عدم الخوض بإعادتها مرة اخري مهما كلفها الامر من تحمل أوجاع
تحدثت بنبرة جادة وملامح صارمة كي تلهيه عن إكمال حديثه المعسول الذي يمس قلبها مباشرة: كويس إنك جيت، انا كنت لسه هطلبك في التليفون.

أمسك ياقة قميصه العلوي وتحدث بمفاخرة مصطنعة ممزوجة بنبرة عاشقة: ما أني عارف إنك مبجتيش تعرفي تستغني عن شوفتي يوم واحد، وعشان إكده سيبت كل اللي وراي وچيت لك طوالي
إبتسمت بجانب فمها وتحدثت: هو أنت ماتعرفش تتكلم كلمتين جد على بعض،.

وأكملت بنبرة جادة: كنت محتاچة منك تضيف بند حضانة جديدة في موازنة المستشفي، حضانة واحدة مش كفاية خالص وخصوصا إن الميتشفي قدرت في وقت بسيط تسمع وتثبت جدارتها، واصبح بييجي لنا مرضي من كل أنحاء المركز
رمقها بنظرة تعجب من قلبها المتيبس وأردف قائلا بدعابة: يا أباااااي عليك يا أمل، مفيش مرة ادخل عليك من غير ما تطلبي مني حاچة، عاملة كيف الحرمة الرطاطة اللي أول ما تشوف چوزها داخل عليها تفتح في لستة الطلبات.

إبتسمت برقة على تشبيهاته العجيبة وحديثه المضحك
نظر لها وتحدث بنبرة حنون وحديث ذات معني: حاضر يا أمل، إنت تؤمري ويزن عليه التنفيذ.
إبتلعت لعابها وتحول وجهها إلى وردي من شدة خجلها، بات كلاهما ينظر داخل عيناي الاخر بإنجذاب شديد وجسد يلتهب من شدة شرارة العشق الذي أصاب كليهما، ذاب قلبها من نظرته وإنسجمت معه لأبعد حد متناسيين الزمان وحتى المكان،.

إنتوي الأن في قرار نفسه أن يعترف لها بعشقها الذي إستحوذ على قلبه الذي يشبه الأطفال في برائته، أخرجهما مما هما عليه رنين هاتفها،
تحمحمت وسحبت بصرها بعيدا عنه بخجل وهي تلعن ضعفها، سحبت هاتفها ورفعته إلى وجهها كي تري من المتصل، إتسعت عيناها بذهول وتجهمت ملامح وجهها وتحولت لغاضبة حين ظهر لها رقم المتصل على تطبيق التريكولور، ولم يكن غير ذاك الندل بائع قلبها ومحطم كبريائها.

إستغرب حالتها وتغييرها المفاجئ وسألها بإهتمام حين وجدها تنظر بشاشة الهاتف دون ان تجيب: فيه حاچة يا أمل؟
فاقت من شرودها ونظرت إليه وتحدثت بملامج جامدة: مافيش حاجة يا باشمهندس
سألها بتوجس وغيرة غزت قلبه: طب مين اللي إتصل عليك وجلب ملامح وشك إكده؟
صدح صوت الهاتف مرة اخري بإسم وائل بعدما إنتهي، نظرت إليه بنفس الملامح، وبتصرف جديدا وغريب عليه تحرك إليها وجذب الهاتف من يدها ونظر به، وجد إسم دكتور وائل،.

إشتعل جسده من شدة الغيرة وسألها بنبرة حادة وعيون تطلق شزرا: يطلع مين وائل اللي عيتصل عليك دي؟
واكمل بصياح عال: ردي على يا أمل
إنتفضت من جلستها بغضب وتحركت إليه سريع وأختطفت هاتفها من بين كف يده وصاحت بنبرة غاضبه وملامح وجه حادة: إيه التصرف الهمجي ده يا باشمهندس، إنت إزاي تسمح لنفسك تقتحم خصوصياتي وتاخد فوني بالطريقة السوقية دي، ثم بأي صفه واقف قدامي وبتسألني عن تفاصيل حياتي الشخصية؟

وأكملت بعيون مشتعلة وكأنها تخرج به كل غضبها وحزنها وإنكسارها الذي أصاب روحها عندما نظرت بشاشة الهاتف ووجدت إسم خائن عهدها: يا ريت يا باشمهندس تراعي حدود الزمالة اللي بينا وماتتخطهاش، لأني مش هسمح لك بعد كده بتكرار السخافة اللي حصلت من حضرتك دي
شعر بعالمه الوردي الذي بات يبنية ويشيد صرحه العالي ويتخيله بصحبتها، شعر وكأنه إنهار بلحظة فوق رأسه وأصبح ركام وحطام.

إبتلع غصة مريرة داخل حلقه جراء حديثها المهين لشخصه ورجولته، لعن حاله وغبائه الذي صور له بأنها أصبحت الأقرب لروحه وبأنها تبادله نفس مشاعره الجياشة
رفع قامته لأعلي بعدما إستعاد توازنه وتحدث بنبرة قوية شامخة: حجك عليا يا دكتورة، وسامحيني على غبائي اللي معيتكررش تاني واصل، وأوعدك إن دي أخر مرة عدخل عنديك المكتب أو عنتكلموا فيها من الأساس.

وأكمل بملامح وجه صارمة: من إنهاردة أي حاچة تعوزيها بخصوص شغلك تطلبيها من الدكتور ياسر
وأكمل وهو يعطيها ظهره منسحب إلى الباب: وتمسحي رقمي من عنديك لأن من إنهاردة معيبجاش فيه تعامل ببناتنا نهائي
خرج وصفق خلفه الباب، أما هي فكانت مصدومة من رد فعله ومن حديثها المهين إليه، لا تعرف لما فعلت وقالت ما قالته وذبحت به روح ذلك الخلوق
إرتمت فوق مقعدها بإنهيار.

خرج يزن من مكتبها كالبركان الثائر، وتحرك إلى باب المشفي، وجد صفا تتحدث بصياح مع رجال كمال أبو الحسن المرشح الحر أمام والدها بنفس الدائرة الإنتخابية.

صفا بنبرة عاليه للرجال الذين يقومون بتعليق اللافتات الإنتخابيه التي تحمل إسم كمال داخل حديقة المشفي واخرون يقومون بلصق صور الدعاية على جدران المشفي الخارجية والداخلية بإستفزاز: شيل يا چدع إنت وهو الصور اللي عتعلجوها دي، وإطلعوا بره المستشفي بدل ما اطلب لكم الأمن ياجوا ياخدوكم.

حدثها أحدهم بفظاظة: عتطلبي لنا الأمن بتهمة إيه إن شاء الله، إحنا بنعملوا دعاية لنائب الدايرة اللي هينچح بإكتساح جدام أي حد يجف جدامه.

لم يدري بحاله إلا وهو يهجم عليه كالأسد الغاضب ويسدد له عدة لكمات متتالية شوهت وجه الرجل، أمسكه من تلابيب جلبابه وهتف بنبرة غاضبة: تاخد شوية النسوان اللي ساحبهم وياك دول وتخرچوا من النچع حالا، وإلا يمين بالله عربطكم في النخل اللي المستشفي إهنيه، ولو في بلدكم راچل يبجا ياچي يوريني حاله ويفرچني عيفككم كيف
جرت عليه صفا وجميع رجال المشفي ليقوموا بتخليص ذلك الأبله الذي وقف بوجه الأسد وهو جريح،.

وأكمل يزن بنبرة مشتعلة: وبلغ النايب الخيبان بتاعك وجول له يزن النعماني عيجول لك، لو راچل تدلي برچلك النجع إهنيه وشوف اللي عيچري لك على إديه
ثم قام بتنزيل الرجل الذي يصعد السلم لتعليق اللافتة وسدد له هو الاخر بعض اللكمات، وقام بحمل السلم ورماه بعيدا بطريقة مرعبة للجميع، مما جعل الرجال يفرون هاربون بسياراتهم كالجرذان من أمام ذلك الثائر.

تحرك كالمجنون وقام بتقطيع جميع اللافتات وإزالة الصور الدعائية الملصقة
كانت تشاهد ما يحدث من ذلك الغاضب بقلب حزين متألم، تعلم أنها وبتصرفها الغير مقصود هي من وصلته لتلك الحالة
تحدثت صفا إليه بهدوء: إهدي يا يزن، مالك يا أخوي، الموضوع مكانش يستاهل غضبك ده كلياته وضربك للناس
كان يستمع إليها ومازال جسده مشتعل نارا وهو يقوم بإزالة الصور بطريقة غاضپة دعت إستغراب كل من حولة.

إقتربت أمل عليه وتحدثت بحذر وهي تمسك يده التي تزيل الصور والتي كانت تنزف الدماء: إيدك مجروحة، خليني أطهرها لك
جذب يده منها بطريقة عنيفة وهتف بها بحدة وهو يرمقها بنظرات كارهه لحاله قبلها: بعدي يدك
إرتعبت من صرخته بها وتراجعت للخلف برعب وألم، رمقها بإشمئزاز وتحرك سريع إلى سيارته وأستقلها وخرج بسرعة عاليه.

نظرت صفا على أثره بإستغراب لحالته ثم حولت بصرها إلى أمل الباكية وجسدها ينتفض، تحركت إليها وسحبتها من يدها ودلفتا للداخل
حين هتف ياسر بصياح عال في الواقفون يلتفون حول المكان ويشاهدون ما حدث: يلا يا جماعة لو سمحتم كل واحد على مكانه
إنفض الجمع، الموظفون للداخل وعامة الناس خرجوا لمتابعة أعمالهم وانتهي الأمر.

أما أمل التي بدأت بقص ما دار بينها وببن يزن بعد إلحاح من صفا التي أصرت على أمل كي تخرج ما في صدرها وتريحه.

عند كمال ابوالحسن
وقف يتحدث بإستشاطة: واللا عال، مبجاش إلا العيال اللصغيرة كمان اللي عيطوحوا رچالتي ويبعتولي تهديد على لسانهم، دي البسه كلت عيالها يا رچاله
إنتفض شقيقه من جلسته وتحدث بنبرة حقودة: كله من المحامي الملعون اللي إسميه قاسم، لولاه ولا كان حد هيدري إن الحزب إتخلي عنيك وعتترشح فردي، ولا كان كلب في المركز كلياته جدر يترشح جصادك.

هز كمال رأسه لشقيقه وتحدث بنبرة ذات مغزي: يظهر إني لازمن أتصرف مع العيلة دي بطريجة تانية، لو فضلنا ماشيين على إكده لحد الإنتخابات، زيدان عياخد كرسي المجلس مني بإكتساح.

وأكمل بحقد دفين: زيدان داير هو وعيلته في النچوع اللي حوالينا يزورو كبراتها والكل مرحب بيه، إمبارح إدليت نچع أبو على وروحت دوار العمدة لچل ما أوصيه يديني أصوات بلده، جالي مزعلش منيه بس الحاچ عثمان خيره كتير على أهل النچع والكل عيدوا أصواتهم لولده زيدان
- -
داخل مسكن فارس.

خرجت مريم من غرفتها وجدت فارس يتوسط الاريكة وينظر إلى شاشة التلفاز بملامح شارده، تحركت إليه وجلست بجانبه وبدون مقدمات رمت حالها داخل أحضانه قائلة: حجك على يا حبيبي، متزعلش مني
إستغرب تصرفها وهو الذي بات يراضيها عدة مرات وكانت ترفض مراضاته بشدة، حزن وأعتراض على صمته المخزي أمام ظلم أخيه البين لإبنة عمها
تحدث متعجب وهو يضع يده على جبهتها: إنت عيانه يا مريم ولا إيه.

تنهدت براحة وتحدثت بنبرة حنون: يزن أخوي كلمني إمبارح ولامني، جالي إن مليكش ذنب في اللي حصل، جالي كمان إن مكانش جدامك حل غير السكوت وإنك تداري على أخوك عشان خايف عليه من غضب چدك
خرجت من داخل أحضانه ثم وضعت كف يدها على وجنته وتحدثت بإستعطاف: أني بس ليا عندك طلب يا فارس
نظر لداخل عيناها ورفع كف يدها ووضع عليه قبلة إشتياق وتحدث بنبرة حنون: أؤمريني يا حبيبتي.

إبتلعت لعابها وتحول وجهها إلى وردي من شدة خجلها من نظراته الراغبة وتحدثت بدلال: عوزاك متخبيش على حاچة بعد إكده، عاوزه أحس إننا واحد
واكملت بدلال أنهي على ما تبقي من صبره: مش أني بردك مرتك اللي عتحبها يا فارس
أجابها بعيون مشتعلة بالرغبة: إنت مرتي اللي عشجها بيچري في دمي يا مريم
وقف سريع وقام بحملها وتحرك إلى داخل غرفتهما تحت سعادتها التي وصلت عنان السماء
- -
بعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع اخري.

في وقت متأخر من الليل
دلفت إلى حديقة المنزل بعدما فتح لها الغفير البوابة وهي تصرخ بكل صوتها قائلة: يا أخووووووي، مكانش يومك يا حبيبي، يا حرقة جلبي عليك يا جلب أختك
فزع جميع من بالمنزل وفاقوا على صريخ علية التي أتت لتخبرهم بالخبر الذي نزل على قلبها فزلزلة، بلمح البصر كان جميع من بالمنزل يحاوطون تلك الصارخة ويتسائلون بهلع عن ما حدث.

تحدث عثمان بقلب يرتجف خشية إستماعة لتأكيدها لما يخبرة به حدسة منذ الصباح: إجفلي خاشمك وبطلي عويل وجولي لي إية اللي حصل يا بت؟
أجابتة بصراخ وانهيار: زيدان أخوي إنجتل يا أبووووي
إستمع الجميع لإرتطام شئ قوي بالأرض مما أحدث صوت عاليا، حول الجميع بصرهم بإتجاة خروج الصوت وجدوها فايقة التي وقعت مغشي عليها من واقع صدمتها من ذلك الخبر المشؤوم
صرخت ورد وصفا بإسم غاليهم وانضمت رسمية إلى فايقة لتجاورها السقوط.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة