قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والثلاثون

في حين تحدث قاسم وهو ينظر إلى عمه بنظرات يملؤها الندم والإعتذار: لو على الأسف أني مستعد أتأسف لعمي ومرتي وأجضي اللي باجي من عمري كلياتة وأني بحب على يدهم ورچليهم لجل ما يسامحوني على اللي حصل مني
نظر له الجميع بإستحسان وترقبوا لباقي حديثة الذي أصابهم جميعا بالصدمة والذهول والخزلان
أكمل قائلا بنبرة ضعيفة منكسرة: بس أني معينفعش أطلج زميلتي إلا بعد ما يعدي على چوازنا سنة كاملة.

نظر جميعهم إلية بذهول فأكمل هو بنبرة خافتة: ده شرط بيني وبين أبوها ومهينفعش أرچع في وعدي اللي قطعتة على حالي معاه
جحظت عيناي زيدان وهتف بصياح عالي وبنبرة غاضبة: لا والله أصيل يا واد، معينفعش ترچع في كلمتك اللي إديتها للغريب لكن ترچع في وعدك لعمك وتغ. در بية وتط. عنة في ظهرة عادي!

أجابة مفسرا بنبرة يكسوها الحزن والألم والندم: الحكاية ليها أصل يا عمي، وعشان تجدر تفهمني وتجدر موجفي لازمن تسمعها، وأني هحكي لكم الحكاية من أولها ومعخبيش عنكم حاچة واصل، لأن خلاص معادش لية لزوم،
وأكمل بمرارة وغصة مرة تقف بحلقه: اللي كنت عخاف عليها وأخبي عشانها عرفت، وبأسوء طريجة، طريجة عمري ما أتخيلتها حتى في أسوء كوابيسي.

هب زيدان واقف بغضب من جلسته وتحدث بنبرة حادة: وأني معايزش أسمع منيك غير يمين الطلاج اللي عترمية على بتي يا بايع ناسك لجل ماتشتري الغريب.

وأكمل وهو ينظر إلى والده بإحترام: أظن بإكدة أني عملت اللي عليا وعداني العيب وأزح يا أبوي، دوست على حالي ورضيت بحكمك رغم إنه ضد رغبتي ورغبة بتي اللي راجدة على فرشتها جتة بلا روح كيف الأموات من اللي عملة فيها حفيدك، وافجت بس لچل ما أرضيك ولأنك أمرت بإكدة، بس إكدة الموضوع دخل في لعب عيال إصغيرة، وأني معنديش وجت أضيعة وأني جاعد أسمع هلفطت عيال.

وقف قاسم وصاح بنبرة غاضبة تنم عن وصولة لقمة غضبتة: حاسب على كلامك و مفيش داعي للغلط يا عمي، أني راچل ليا وزني ومهجبلش بحد يغلط فيا مهما كان هو مين
إنفعل زيدان بحدة وكاد أن يرد لولا صوت عثمان الذي صدح بحدة: خلاص إنت وهو، عتتعاركوا جدامي إياك.

ثم نظر إلى زيدان وتحدث برجاء: وإنت يا زيدان يا ولدي، إجعد وخلينا نسمع حكاوي إبن قدري ونشوف أخرتها إية اللحكاية المغفلجة دي، وبعدها عنشوف عنعملوا إية، وصدجني يا ولدي، كل اللي صفا عيزاة أني عنفذهولها، بس إلا الطلاج
وأكمل بتهكم وإسلوب ساخرا وهو يشير بإشمئزاز إلى قاسم: إتفضل يا سي قاسم، إمسك ربابتك وغني علينا وسمعنا.

إبتلع قاسم إهانتة المرة من حديث جدة المتهكم على شخصة، لكنة تحمل لأجل إستعادة صغيرتة إلى أحضانة من جديد، بدأ بقص حكايتة على مسمع ومرأي من الجميع، من بداية تمرده على حياة الإجبار مرارا بتوهمة لإصابة قلبه بعشق زميلة دراستة، حتى خطتهما المحكمة بموافقتة الشكلية على خطبتة من صفا، وبرر ذلك بخوفه المبرر من أن يصبح النسخة المكررة من زيدان ويفقد كل المميزات التي يحصل عليها بكونه الحفيد الاكبر والاقرب لقلب عثمان،.

وأيضا أخبرهم أنة مثلما خشي على حالة وضع أيضا صفا صوب عيناه وحرص على حصولها لأكبر قدر من المكتسبات التي ستحصل عليها من وضعة لتلك الخطة، وهي دخولها للكلية التي طالما حلمت بها وتمنتها وكانت ستحرم من دخولها لولاة.

ثار زيدان بعدما إستمع إلى إعترافات قاسم المهينة لكرامة إبنتة الأبية التي طالما عاملها بإحترام لكيانها منذ نعومة أظافرها، ودائما ما كان يزرع بداخلها أن الأنثي بلا كرامة كنهر جفت مياهة وأصبح بلا حياة بلا فائدة،
وما جعل الن. ار تش. تعل بصدره أكثر هو شعوره المخجل عند إكتشافة كم كان أحمق وتم التلاعب به وبصغيرتة من ذلك الحقير الذي طالما إعتبرة ولده، لكنه بالمقابل أصابه بالخزلان وخان وعدة.

جن جنونه ولم يعد في إستطاعتة السيطرة على غضبة، فهرول إلى قاسم وأحكم من قبضتاة على تلابيب جلبابة الصعيدي وتحدث بنبرة غاضبة وهو يهز جسده بعنف: للدرچة دي كنت شايفني مغفل ومليش جيمة يا واد، عملت لك إية لجل ما تعمل في بتي إكدة يا واكل ناسك، ده أني إعتبرتك ولدي اللي مخلفتوش من صلبي، أمنتك على وحيدتي اللي معنديش أغلي منيها، وبيدي اللي عايزة جطعها دي سلمتهالك.

وأكمل بجنون وهو يهزة بعنف أكثر تحت صمت قاسم وإنزال بصره للأسفل من شدة خجلة، وعدم مقاومته واضع كفاي يداه جانب بإستسلام: لية يا واكل ناسك، ليه
هرول قدري ومنتصر وفارس إلى زيدان، محاولون تخليص قاسم من قبضة يداه الحديدية، تركة زيدان بصعوبة بالغة.

حالة من الصمت إقتحمت المكان وأصابت الجميع بعد صوت عثمان الذي صاح به محذرا الجميع وإلزامهم بالصمت التام، تحدث قدري بنبرة ضعيفة مؤنب حالة: اللي حصل كلة كان غصب عن ولدي يا زيدان، إعتبرة ولدك وغلط وإديله فرصة تانية يا أخوي
إنتبة زيدان إلى قدري ونظر له قاطب بين حاجبية وتحدث متسائلا بنبرة ت كيكية: إلا جولي يا أخوي، إنت كنت خابر بالعملة المجندلة اللي عملة ولدك ببتي دي؟

تنهد قدري وظهر على ملامح وجهه الأسي وكاد أن يتحدث بالإنكار لولا صوت قاسم القوي الذي تحدث نافي ليعفو والده من حرج اللحظة ويبعده عن مرمي غضب الجميع ولعنتهم: أبوي ملوش علاجة بالموضوع يا عمي، أبوي عرف إمبارح زيه زييكم بالظبط.

رفع بصره سريع ونظر بقلب مفطور يإن ألم ويريد الصراخ على نجله الذي وبرغم كم مصائبة التي أتته على عجالة، مازال يحاول جاهدا أن يخفي أمر معرفتة بالأمر كي لا يجعل الجميع ينظرون إلية بإشمئزاز وإنتقاص لرجولتة
صاح قدري قائلا بعيون شبة دامعة بعدما قرر ولأول مرة المواجهه كرجل وأن يتحمل نتائج بعض أخطائة ليرفع عن صغيره كاهل الظلم الذي يقع على عاتقة: لساتك عتداري على أبوك يا قاسم حتى بعد كل اللي حصل لك بسببي؟

أني خابر زين ومتوكد إن أني السبب في توهتك دي يا ولدي، وإنت بنفسك جولتها لي جبل سابج، حجك عليا يا ولدي
ثم نظر إلى زيدان وتحدث بنبرة صادقة: أني عرفت جبل دخلة قاسم على صفا بأسبوع واحد يا زيدان، وأكمل وهو ينظر أرض من شدة الخجل: أني اللي أجنعتة يتمم فرحة على بتك لچل ما يتفادي غضب چدة علية بعد ما كان چاي ومصمم يعترف لكم باللي حصل ويفض خطوبتة على صفا ويتچوز من البت زميلتة.

وأكمل تحت تعجب قاسم وفارس اللذان ينظران له والذهول سيد موقفهما، بعد إستماعهما لأبيهما الذي طالما عاش حياتة لنفسه ولتحقيق أغراضه الشخصية وفقط، ولطالما كان المثال السئ للأب الذي لا يحتذي به ولا يدعوا أنجاله إلى التشرف به، بل وكان هو السبب الرئيسي لتشتت روحيهما وضياعهما وتوهتهما بالحياة.

قدري بنبرة نادمة وإستسلام: لو عاوز تحاسب حد على اللي حصل لك إنت وبتك، حاسبني أني يا زيدان، لأن أني اللي عملت إكدة في ولدي، أني اللي بطمعي وخوفي عليه من غضب چدة وطرده من نعيم چنته، چبرته وخيرته بين إنه يتچوز بت عمه وينول رضا چدة ويحفظ نصيبه من تركة العيلة، يا إما عغضب عليه وهتبرا منيه، وهددته إني عوصي الكل إني لو مت ميحضرش دفنتي ولا يجف ياخد عزاي.

نظر بعيون متأسفة نادمة إلى لقاسم الواقف بقلب يأن ألم من شدة حزنه على موقف أبيه المخجل الذي وضع بداخله والخزي الذي يشعر به الان، كان يريد أن يهرول إليه ويحتضنه ويطلب منه الصمت ليعفيه حرج وصعوبة الموقف
نظر لوالده وأمال برأسه جهة اليمين مترجي إياه بعيناه وتحدث بصوت متألم لأجل غاليه: بكفياك الله يرضي عليك يا أبوي.

أجابه بنبرة صوت محتقنة بفضل دموعه التي ولأول مره تحضر وتريد من يفسح لها المجال لتنطلق للخارخ معلنة عن حالة الفوضي والعصيان والتمرد التي أصابت داخله: لازمن أتحدت وابرئك من تهمة الخيانة يا ولدي، لازمن أطهر حالي من ذنوبي الكتير اللي إنت شيلتها بدالي
وأكمل وهو ينظر للجميع بجرأة جديدة عليه: إبني ملوش ذنب يا أبوي، ملوش ذنب يا زيدان، ملوش ذنب يا خلج، بلاش تحاكموه وتاخدوه بذنبي،.

رمقه زيدان بنظرات متهكمة وتحدث بإلقاء تهمة الكذب للأبن وأبيه: إوعاك تكون فاكرني مخبول لجل ما أصدج التمثلية الخيبانة اللي عتضحك بيها إنت وولدك علينا لجل ما تستغفلني من چديد؟
هتف عثمان قائلا بنبرة صوت ضعيف نتيجة خجلة الشديد: أخوك عيجول الصدج يا زيدان،.

وجه الجميع أبصارهم إلى كبيرهم، حين أكمل عثمان بقلب محمل بثقل بفضل الهموم التي تراكمت بقلبه جراء ما فعلته يداه بحق حفيده الأكبر وجوهرته الثمينة وأوصلهما بعناده إلى تلك الحالة المزرية.

وبدأ بقص تفاصيل تلك الليلة المشؤومة على مسامع الحاضرين: أكيد كلياتكم فاكرين زين الليلة اللي صفا دخلت لي اوضتي وبعدها قاسم حصلها، في الليلة دي صفا طلبت مني أحلها من وعدة چوازها من قاسم، جالت لي إنها إتفجت وياه على إنهم يحلوا روحهم من الچوازة دي وميكملوهاش، وجتها قاسم جالي نفس اللي جالة دلوك، إنه مجابلش على حاله يتچوز واحدة أعلي منيه،.

وأكمل بأسي وهو يهز رأسه عدة مرات متتالية بنظرا منخفض لأسفل قدماه: أني كمان مرحمتوش كيف أبوه ما عمل بالمظبوط، جولت له إني عحرمه من الميراث، جالي موافج ومعايزش منيك حاچة وأني كفيل بحالي،
وأبتسم ساخرا وأسترسل: فكركم رحمته على إكدة؟

جولت له هاخد منيك الشجة والمكتب والعربية اللي چيبتهم لك بمالي، أكمل بنبرة إنهزامية: وافج، لما لجيته لساته مصمم هددته وجولت له هسحب منيك كل ميلم في الحساب المشترك اللي بيناتنا في البنك، وياريتني إكتفيت على إكدة، ده أني كمان هددت صفا إني عسحب منيها المستشفي وعچوزها لحسن ولد منتصر وعجعدها في البيت لو موافجتش على چوازها منيه.

ثم أكمل بمرارة ظهرت بصوته: بس ميتا كان الخير في الچبر، ربنا يعلم باللي كان في نيتي وجتها ناحية أغلي تنين على جلبي،
واسترسل بمرارة تملئ قلبه: مكتش خابر إني بإكدة بأذية وبچبره على إنه يخطي برچليه أول خطوة ناحية بير الخيانة ويرمي حاله چواته بإرادته المچبورة
رفع بصره ونظر لداخل أعين قاسم وهتف بنبرة رجل منهزم: أني اللي فشلت يا قاسم مش إنت.

أردف زيدان بتعابير وجه مصدومة: يا أبووووووي، يعني كلياتكم كنتم خابرين وشاركتوا في دب. ح بتي وم. وت جلبها بالبطئ، كيف رضيتوا لها بال. ذل والم، هانة، كيف؟
وأكمل لائم لوالده ومتعجب: وإنت يا أبوي، جبلتها كيف على حفيدتك اللي عتجول إنك عتحبها!
تچوزها لواحد كارهها ومچبور عليها ليه يا أبو قدري؟
أنزل عثمان بصره هارب من عيناي زيدان المملوئة بالمعاتبة وإلقاء اللوم.

هتف قدري برجاء: خليك رحيم كيف ما أتعودنا دايما منيك يا زيدان، ولدي رايد بتك وبيتمني لها الرضا، رچعها له وخليه يعيش فرحته بحبلها وإبنه يتولد على إديه.

أما زيدان الذي خالف جميع التوقعات كباقي أشخاص الجلسة الإستثنائية التي ستكتب بتاريخ العائلة لغرابتها، فتحدث بشموخ ورأس مرفوع بكبرياء ضارب كل ما قيل من تبريرات بعرض الحائط وكأنه لم يستمع إليها من الأساس: بتي مهياش ملزمة لجل ماتصلح وتدفع من كرامتها وكبريائها تمن أغلاطك إنت وولدك يا قدري، من إنهاردة كل واحد عيحاسب على غلطه لحاله، وبتي مغلطتش وياكم في شئ.

وأكمل وهو ينظر لداخل عيناي قاسم بلوم: غلطها الوحيد إنها أمنت وسلمت للي ميستاهالش، يبجا الحج بيجول إنها تطلج منية وتكملوا حياتها مع واحد إبن حلال يعرف جيمتها ويستحجها بچد.
إتسعت أعين الجميع وكادت أعصاب قاسم أن تنفلت منه لولا فارس الذي تحرك إلية وأمسك ذراعه وهمس له وطالبه بالصمت كي لا يزيد من حدة وضخامة الوضع.

تحدث الجد متوسلا إلى زيدان: إهدي يا زيدان وخلينا نتحدتتوا بالعجل، ولد أخوك غلط وإنچبر وعطي وعد لراچل غريب عنينا، وكان لازمن يطلع راچل جدامة بعد ما إترچاه لچل مايستر عرض بته اللي كانت عتتفضح بعد ما ولد أخوك جعد خاطبها سبع إسنين بحالهم، وأكمل وهو ينظر إلى قاسم بإحتكار: اوعاك تكون فاكر إن بحديتي دي ببرر للخاين عملته السودا في حجنا وحج مرتة، أني بس حطيت حالي مطرح أبوها الدلدول اللي جبل بوضع مهين ليه ولبيتة، واللي منجبلوش على بناتنا منجبلوش على بنات الناس يا زيدان، واسترسل بإقناع زيدان: أجولك، خدها من باب الستر للبت يا ولدي وربنا بإذن الله هيچازيك خير النية.

وأكمل بترجي: ودالوك أني اللي عترچاك يا ولدي، رچع الدكتورة لشجتها وسبها منيها لچوزها واني واثج من عجلها زين، إعمل إكدة لچل خاطري يا زيدان
نظر لأبيه وتحدث بنبرة صارمة رافضة ذكرت الجميع بنفس موقفة بالماضي بقصة زواجة على ورد: خاطرك غالي على يا أبوي وفوج دماغي، بس متأخذنيش، أني سمعت كلامك ونفذتة جبل إكدة، وادي النتيچة جدامكم كلياتكم.

تحدث منتصر بتعقل: طب مش تسأل بتك اللول يا زيدان، مش چايز صفا حابة ترچع لچوزها وتربي ولدها في حضن أبوه؟
اجاب شقيقه متشبث برأيه: وإنت فكرك إني عتكلم من حالي إكدة من غير ما أكون متفج مع بتي وعارف رأيها زين يا منتصر؟

وأكمل بنبرة حادة ناظرا إلى قاسم: إسمعني زين يا ولد أبوك، أني دلوك اللي عحلك وهفك جيدك من الچوازة اللي مكناتش على كيفك ولا من مجامك يا حضرة الافوكاتوا، وأكمل بنبرة قاطعة تدل على مدي حسمة لقرارة: طلج بتي يا قاسم ودلوك.

نظر له وتحدث بنبرة ضعيفة نتيجة تأثره بما يدور من حوله من إعترافات المذنبين بحقه: أني يمكن في اللول عنادي ورفضي لفكرة إني أنچبر على حاچة صورت لي إني رافض ومطايجش الموضوع، بس ربنا يعلم إن من اليوم اللي كتبت فيه كتابي على صفا، وهي بجت كل دنيتي وبجت عنيا اللي عشوف بيها ونبض جلبي اللي ععيش ليه، أني مجدرش أبعد عن صفا لاني من غيرها كيف السمك لما يخرچوه من الماية.

ورفع كتفاه وأنزلهما وأردف بإستسلام: معتفهمنيش لية يا عمي، معجدرش على بعادها أني
أجابه بعناد: عطلجها يا قاسم لاني مهأمنش عليها وياك بعد إكدة
هتف قاسم بنبرة أكثر عنادا: جولت لك معطلجهاش ولو على موتي يا عمي، وعاوزك بس تعرف، إن محدش في الدنيي دي كلياتها عيحب صفا ويخاف عليها ويحميها كدي
تحدث فارس مترجي عمه بإستعطاف: سامح قاسم لجل خاطري عنديك يا عمي.

هتف عثمان بنبرة حادة بعدما رأي العناد والرفض القاطع بعين ولده: وبعدهالك عاد يا زيدان، أني ساكت ومراضيش أتحدت وسايبك تخرچ كل اللي چواتك لچل مترتاح، لازمتها إية كلمة الطلاج اللي عمال تعيد وتزيد فيها دي وإنت خابر زين إنه معيحصلش،
إتسعت عيناي زيدان وتحدث إلى والدة بطريقة حادة غير لائقة: يعني إنت يا أبوي عاوز ترخص بتي من چديد وترچعها للي چبل عليها الكسره والمذلة؟

وبعد جدال طال من الجميع إقترح منتصر بذهاب الجميع إلى صفا وعرض الموضوع عليها من جميع الجوانب كي تفهم المغزي من تصرف قاسم، وإقناعها بالرجوع، وبالفعل ذهب الجميع إليها حتى قاسم الذي سمح له زيدان بمقابلتها في حضور الجميع وذلك بعد إلحاح عثمان عليه.

ذهب الجميع عدا عثمان الذي نكس رأسه وبات يؤنب حاله ويجلدها، فمهما بين قوتة وصمودة أمام الجميع، إلا أنه كسر عندما شعر بالفشل الزريع لقيادتة لعائلتة والوصول بأحفادة لبر الأمان الذي كان يراه صوب عيناه، وأكتشف انه كان سراب، مجرد سراب لا أثر له، حتى زيدان الذي يعلم علم اليقين أنه على حق، ويبرر له كل الأحقية في الدفاع المستميت عن غاليتة، لكنة يضغط علية ويدعوة للتنازل والتسامح فقط من أجل تماسك العائلة وعدم إعطاء الفرصة لشماتة المترقبين للعائلة.

دلف من باب الغرفة التي تقطنها صغيرته، إنتفض قلبه وثار علية عندما رأها أمامه تجلس فوق فراشها والإجهاد والتعب يظهران بشدة على ملامحها، ود الإسراع إلى أحضانها وسحبها إلية ليضمها إلى صدره الملتاع بالإشتياق، ويطيب جرحها النازف بفضله،.

تمني لو أن له الأحقية بأن يخرج الجميع ويبقيا بمفرديهما، كي ينزل لمستوي قدميها ويقبلهما بندم ليطهر حالة من الذنب العظيم الذي إقترفه بحقها، أراد أن يريها بعيناها كم أصبحت قيمتها عندة للحد الذي يجعله يتنازل عن عزة نفسه وكرامته ويقوم بإذلال حاله عند الرضوخ تحت قدميها وتقبيلهما طلب للعفو والسماح
تحدث وهو ينظر إليها بوله وبصوت متألم لأجلها: كيفك يا صفا.

لم تعر لسؤاله ولا لوجوده من الأساس أية إهتمام، وكأنه أصبح هواء أو مجرد سراب ليس له وجود، عذرها وكظم أهاته وألامه بداخل صدره المهموم
تحدث منتصر إليها قائلا: چدك باعتنا ليك لچل ما تاچي ويانا وترچعي لشجة چوزك يا دكتورة، عيجولك إنه واثج في عجلك اللكبير وإنك عتحطي مصلحة العيلة وتحلي الموضوع بالراحة بينك وبين چوزك من غير محد يدري من النچع ونشمتوا فينا الخلج.

إبتسمت بخفوت حين تحدثت رسمية بنبرة أكثر تعقلا قائلة: وهي ست البنات عتجول إية غير إنها موافجة ترچع وتعيش ويا چوزها لچل ما يربوا ولدهم اللي چاي بيناتهم، بس طبعا مش دلوك يا منتصر، هي عتجعد في دوار أبوها كد إسبوع إكدة لچل ما أمها تغذيها وتغذي ولدها زين، وبعدها قاسم هياچي ياخدها على شجتها كيف الملكة
وأكملت متسائلة بإبتسامة: مش إكدة يا زينة البنتة؟

ضحكت بخفة وتحدثت بنبرة ساخرة: لا يا چدة مش إكدة، أني بنفسي اللي هاچي لحد السرايا وأحب على رچل حفيدك اللكبير واتأسف له وأطلب منيه السماح والمغفرة، بيتهئ لي دي يرضيكم أكتر
ثم نظرت إليهم بغضب وتحدثت: إنتوا عتتكلموا چد ولا عتهزروا، أصلكم لو عتتكلموا چد تبجا مصيبة وعيبة كبيرة جوي في حجكم يا نعمانية.

تحدث منتصر بنبرة حنون مقدرا وضع إبنة اخيه النفسي: أني عارف إنك غضبانة ومحدش يجدر يلومك على إكدة يا بتي، بس فيه حاچات كتير حصلت قاسم عيحكي لك عليها ويتأسف لك جدام الكل ويحب على راسك ويدك كمان
أجابت عمها بنبرة صارمة: هو كان داس على رچلي من غير مايجصد إياك يا عمي لچل مايعتذر لي ويحب على راسي؟

وأكملت بشموخ: اللي عيعتذر وينجبل إعتذاره، هو اللي بيعمل الغلط من غير مايجصد يهين أو يچرح بيه غيره، وأكملت بنبرة صارمة: لكن إبن أخوك خطط وجرر ونفذ في سبع سنين بحالهم، يعني چريمة كاملة مكتملة الأركان ومع سبج الإصرار والترصد، كيف مابيجول الأفوكاتوا اللكبير وهو بيترافع في المحكمة جدام الجاضي.

هتف بنبرة هادئة قاصدا بها إمتصاص موجة الغضب التي تتملك منها: إهدي يا صفا علشان خاطر ماتتعبيش تاني، وخلينا نجعدوا لحالنا وأني عفهمك على كل حاچة، فيه تفاصيل إنت متعرفيهاش ولازمن أجولها لك لوحدينا
إبتسمت ساخرة وتحدثت بنبرة تهكمية: معايزاش أتعبك وياي يا متر، وفر مبرراتك وجهدك اللي عتضيعه في كلام فاضي مهيفرجش معاي، وأكملت وهي ترمقه بنظرة إشمئزاز: ولا هيخليني أرچع أشوفك في عيني راچل من تاني.

إشتعلت النار بصدره من إهانتها له وما شعر بحاله إلا وهو يهتف بنبرة غاضبة: صفاااا، ما تستغليش وضعك وغلاوتك چوة جلبي وتجولي كلام تتحاسبي عليه بعد إكدة يا دكتورة.

ضحكت ساخرة مما زاد من إشتعاله وتحدثت هي بتهكم: هو إنت لساتك عتحاسبني يا متر، ده انت يا راچل حاسبتني على اللي حتى معملتوش، وأكملت بنبرة حادة وملامح وجة صارمة: روح لحالك ويلا كلياتكم برة عشان عاوزة ارتاح، وجولوا لچدي لو السما إنطبجت على الأرض أني مهرچعش للي خان وغدر وأدي له من تاني الأمان، جولو له كمان صفا عتجولك مش عترچع مش بس لو سحبت منيها المستشفي، لااا، أني مهرچعش حتى لو جطع من چسمي حتت ورماها للكلاب،.

ثم رمقت قاسم بنظرة غاضبة وهتفت بنبرة حادة: وإنت، لو لساتك راچل وعنديك نخوة تطلجني دلوك
إتسعت عيناة من هول ما أستمع وتحدث بنبرة حادة وهو يجز فوق اسنانة: ماشي يا صفا، حسابنا بعدين على كل الغلط دي، مش وجتة
حين هتفت رسمية بنبرة حادة: عيب الحديت اللي عتجوليه لچوزك ده يا صفا
أجابتها بنبرة صوت حادة: العيب للي يعرفوا العيب ويخشوه يا چدة، ودلوك يلا فارجوني، معيزاش أشوف حد منيكم إهنيه.

وأكملت بنبرة حادة وصريخ يدل على عدم إتزانها ووصولها لمدي غضبها: إطلعوا برة كلياتكم، جايين بوش مكشوف وعين بجحة جوية تچبروني لچل ما أرچع للي غدر بي واتچوز على وأني لساتني عروسة مفرحتش حتى بهدوم چوازي؟

ثم نظرت إلى منتصر الواقف بخزي وهتفت بنبرة غاضبة: لو كانت مريم اللي چوزها غدر بيها ورخصها كيف ماعمل وياي ولد أخوك؟، كنت هتجولها بردك ترچع لچوزها يا عمي؟، كت هترضي بالذل والمهانة على بتك، ولا كنت عتخرب الدنيي وتطربجها على دماغ الكل كليلة عشانها.

وأكملت وهي تفرق نظراتها الكارهة للجميع بإشمئزاز: يا عيب الشوم عليكم وإنتوا چايين وهزين طولكم لچل ما تاخدوني وترموني كيف الچارية تحت رچلين سي قاسم النعماني، لجل ما يكمل ذل ومهانة فيا أكتر.

تحدث زيدان الذي كان واقف عند مدخل باب الحجرة كي لا يقال أنه كان يؤثر على قرارها: معرفتيش لسه الچديد يا بتي، قاسم بيه اللي چايين اهلك لچل ميرچعوكي ليه، معيطلجش مرته المصراوية، عيجول إنه ميجدرش يطلجها جبل سنة عشان مدي وعد لأبوها.
نظرت إليه وهتفت بعيون تطلق شزرا: طلجني يا قاسم وخلي عنديك كرامة.

أجابها بهدوء في محاولة منه لإمتصاص غضبها العارم: جولتها لعمي وهجولها لك تاني يا صفا، معطلجكيش لو على موتي لأني مهعرفش أعيش من غيرك، هصبر عليكي لحد ما تهدي وترضي، مش هزهج من إني أچي لك كل يوم وأطلب منيكي السماح والرضا لحد مترضي يا غالية، وعاوزك تتوكدي إن أنا وإنت مهينفعش نبعد عن بعض، لأني مصدجت لجيتك ولجيت روحي الضايعة وياك
وأكمل بنبرة صوت مختنقة بفضل رغبته في البكاء: خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.

قال كلماتة وهرول سريع إلى الخارج متجه إلى الإسطبل، حيث إمطتي حصانة العربي الأصيل وتحرك به منطلق إلى الخارج
أما هي فكانت تنظر بصمود أمامها في نقطة معينة على الجدران، تركها الجميع وتحركوا للخارج تاركين لها المجال كي تختلي بحالها، حتى ورد
زفرت بضيق وشعرت بنار شاعلة تقتحم صدرها حين علمت صحة ما أخبرتها به تلك الشمطاء المسماة بليلي، وتذكرت حديثها المسموم التي أخبرتها به قبل الساعتان من الان.

عودة إلى قبل ساعتان من الوقت الحالي
كانت ليلي تقف بداخل شرفتها تحتسي مشروب باردا وتنظر على منزل زيدان بتشفي بعدما عادت إلية صفا مثلما خرجت، إشتعل صدرها عندما وجدت مريم تحمل صغيرتها وتدلف إلى منزل عمها، تجهزت سريع وهبطت الدرج بعدما إنتوت الذهاب إليهما كي تفسد عليهما جلستهما.

دلفت إلى الغرفة الجانبية التي سكنتها صفا مؤقت كي لا تصعد الدرج حتى لا يتأذي جنينها مثلما أخبرتها أمل وحذرتها الحركة وتجنبها لصعود الدرج، وجدت ورد ومريم يجاورا صفا التي تجلس بملامح وجه حزينة مهمومة
وقفت ورد وتحدثت إلى ليلي بوجة مقتضب: خطوة عزيزة يا ليلي، أني هدخل المطبخ أكمل العشا
وأكملت وهي تنظر إلى مريم بحديث ذات مغزي: وإنت يا مريم، خلي بالك على بت عمك ومتتعبيهاش بالحديت.

تفهمت مريم حديثها وأومات لها، في حين جلست ليلي وتحدثت غير مبالية بحديث ورد التي تعلم أنها المقصودة بمغزاه: عاملة اية دلوك يا صفا، الله يكون في عونك يا بت عمي في المصيبة اللي حطت على دماغك، أني لو مكانك كنت روحت فيها.

وأكملت بنبرة شامتة ووجه مبتسم: أصلها واعرة جوي على الواحدة منينا إنها تعرف إن چوزها اللي إتمنته من صغرها وحلمت يكون راچلها، وفكرت بغبائها إنها ملكتة لما إتچوزته، يطلع عشجان لغيرها وواجع فيها لشوشته، وكمان إتچوزها عليها وهي لساتها في شهر العسل، ومش بس إكدة، ده كمان بيموت في التراب اللي عتمشي عليه التانية وبيتمني لها الرضا ترضي.

كانت تستمع لها بقلب يتمزق ألما، نهرتها مريم قائلة بنبرة حادة: إجفلي خاشمك وبطلي حديتك السم دي يا ليلي، إنت شايفة إن دي وجت الحديت دي؟
إدعت الحزن وتحدثت بنبرة خبيثة: مش بوعي بت عمي وأرسيها على الموضوع بدل ماتفضل على عماها إكدة،
ثم نظرت إلى صفا وهتفت بخبث: اسكتي يا صفا، ده الموضوع طلع من ياچي تمن سنين وإحنا مدريانينش، أتاري قاسم أخوي كان خاطب زميلته المحامية دي من سبع سنين وواقع لشوشتة فيها.

جحظت عيناها بذهول حين صاحت مريم قائلة: بكفياك عاد يا ليلي، يلا جومي من إهنية، الدكتورة جالت إن صفا لازمن ترتاح
تحدثت صفا بنبرة جادة وملامح وجه صارمة: سبيها تكمل يا مريم، اني عاوزة أسمع.

إبتسمت ليلي وبدأت بقص ما أخبرته عنه والدتها بشأن قصة غرام قاسم لإيناس بل وزادت عليه، ضاربة بتنبيه والدتها لها عرض الحائط، فقط كي تشفي غليلها وهي تنظر بشماتة لتعابير وجه صفا التي تتألم عند إستماعها لكل كلمة من حديث تلك الحية الرقطاء
بعدما إنتهت تحدثت مريم: خلاص يا ليلي، إرتاحتي إكدة لما بخيتي سمك وسممتي بية بدن المسكينة
تحدثت بتاثر مفتعل قائلة: يعني بردك طلع الحج عليا يا مريم؟

وتنفست براحة وتحدثت إلى مريم كي تسمم علاقتها بزوجها هي الاخري: حجك تحمدي ربنا كل يوم يا مريم وتشكرية على چواز أشجان بت خالتي، لولا إكدة كان زمان فارس أخوي سابج قاسم وواخد حبيبة اللي عاش عمرة كلة يتمني تراب رجليها جواة حضنة ومخلف منيها كمان.

نزلت تلك الكلمات المسممة على قلب مريم البرئ احرقتة، حيت هتفت ليلي إلى صفا بنبرة شامتة: كنت هنسي يا صفا، مبروك عليك الحبل اللي ملحجتيش تفرحي بية، أكيد العروسة الچديدة هي كمان حامل وهتچيب لقاسم أخوي الواد، وأكملت بنبرة حاقدة: وإنت أكيد مهتچبيش غير بت وتجطعي على إكدية كيفك كيف أمك بالمظبوط، ما هو المثل عيجول، إكفي الجدرة على فمها، تطلع البت لأمها.

نظرت لها صفا وتحدثت بنبرة حادة: كان نفسي أرد عليك الرد اللي يليج بعجربة زيك، بس حظك إني متربية وبخاف ربي ومعشمتش في عطاياة ومنحة اللي عيدهالنا على شكل محن، روحي لحالك الله يسهلك بعيد عنينا، وياريت ماتكرريش الزيارة دي تاني، لاني مبجتش أطيج أشوفك جدامي
ضحكت بشدة وتحدثت ساخرة: متخافيش، الزيارة مهتتكررش يا دلوعة أبوك، وإن كنت إنت معطجيش تشوفيني جدامك جيراط، أني معطيجش ابوص في خلجتك أربعة وعشرين،.

وأكملت بشماتة تدل على شخصيتها المريضة الغير سوية: أني بس حبيت أجي وأعرف كل واحدة فيكم مصيبتها وخيبتها التجيلة، فرحانين بالحبل والولادة وإنتوا رچالتكم مچبورين على عشرتكم السودا، كل واحد فيهم عندية عشيجة مالية جلبه وعجلة وهيجبر حاله لجل ما يبص في خلجتكم العكرة
وأطلقت ضحكة شريرة وخرجت تاركة قلبي كلاهما ينزف ألم
عودة إلى الحاضر.

سقطت دمعة هاربة من عيناها مسحتها سريع، وذلك لإمتثالها لوعدها التي قطعتة لحالها على عدم ضعفها لمن دهس كرامتها حتى أصبحت هي والارض سواء.

دلف إلى المنزل عند بزوغ الفجر بعدما قضي ليلة وهو يمطتي حصانة العربي ويجوب به كالمجنون في الأراضي الواسعة المملوكة لچدة، وذلك بعد رفض زيدان القاطع لرجوع صفا إليه وإخبارة لوالده انه قرر هو وصفا بقائها في منزلة حتى نهاية العمر لو لم يتم الطلاق.

تحرك إلى غرفة إجتماع العائلة بعدما رأي نورها مشتعل وتأكد من وجود جدة بها، فهو دائما يقضي صلاة الفجر ويتحرك إليها ليجلس فوق مقعدة المخصص له ويمسك مسبحتة ويقوم بذكر الله حتى بزوغ الشمس وظهور أول خيط ذهبيا لها.

أمسك مقود الباب وتنفس عاليا ليستعد لحديثة ثم أداره وفتح الباب بعد طرقة بخفة، ونظر على ذلك الجالس ورأسه منكس يبصر لأسفل قدمية والحزن والأسي والخزلان يتملكوا من ملامح وجهة المجعدة بفضل ما فعلت به السنوات.

تحرك بخطوات بطيئة وساقان يجرهما حتى وقف أمامة، لم يكلف عتمان حالة عناء النظر لوجهة وضل ثابت على وضعة، وبلحظة خر بساقية راميا جسدة بإستسلام تحت ساقاي عثمان كملك مهزوم أرهقتة كثرة المعارك الخاسرة، رفع رأسة وهو ينظر لعيناي چده الذي يحيل بهما عن ناظرية وكأنة يعاقبة بتلك الطريقة.

إقشعر جسد عثمان وانتفض عندما رمي قاسم رأسه فوق ساقاي جدة وتنهد بألم وأستسلام، شعر بتيهة روح حفيدة وعلم أنه وأخيرا رفع راية الإستسلام من حالة العند والمكابرة
رغبة ملحة كانت تطالبه أن يضع كف يده الأصيل على رأس حفيده ويطمأن روحة التائهة، لكنة ضل على وضعة كي يشعرة بقبح ما أقترفت يداه بإبنة أبيها الغالية وأثمن جواهر عثمان.

همس قاسم بترجي وهو مازال ملقي برأسه فوق ساقاي جده يتمسح بهما كقطة سيامي: أني عاوز مرتي يا چدي، أحب على يدك ترچعها لي
أخذ عثمان نفس عميق ثم أخرجة بهدوء وتحدث بصوت مهزوم حزين: ماكانت وياك، إختارت لك أغلي چواهري وأندرهم، حطيتهالك چوة حضنك بالغصب وأني عارف إنها هي اللي عتمسك بيدك وعترچعك من أرض التيهة اللي رميت حالك فيها وبجالك ياما عتلف فيها من غير ما تمل ولا تكل،.

وأكمل بنبرة ضعيفة: جولت لحالي بنت أبوها الزينة هي اللي عتردك لأصلك وأرضك، عملت إية، بدل ما تمسك يدها وتتبت فيها وترچع لي، مسكت خنچر مسموم ودبيتة في جلبها البرئ وكسرت بيها ضهر أبوها اللي أمنك عليها، وكسرتني في شيبتي
رفع رأسه له ينظر إلية بتيهة وهتف بصوت يإن ألم: معجدرش أعيش من غيرها ولا هي هتعرف تعيش بعيد عن حضني، أني عاوز مرتي لجل ما أضمها جوة حضني وأطيب چراحها.

رد علية عثمان بنبرة قاسية: ميتا كان الجاتل هو الطبيب يا أبن قدري
سأل جده بنفس النبرة الضعيفة: أول مرة تجولي يا أبن قدري؟
أجابه جده قائلا بتفسير: عشان لأول مرة أحس إن كل اللي عملتة معاك راح مع أول ريح عاتية، وكأني كنت ببني بيت على الرملة وجت الريح هدت ومسحت معاها كل تعب السنين.

تنفس عتمان وأكمل بتذكر: زمان لما أبوك چابك إهنية ورماك تحت رچليا كيف جعدتك دي بالظبط، جالي خد قاسم يا أبوي وحطة تحت چناحك وعلمة لجل ما يكون راچل زين شبهك.

فرحت ببك لأنك كنت چاي لي في أشد إيامي وأصعبها، كنت لساتني خالع ولدي الخلوج أبو جلب كيف الذهب ورامية برة أرضة بيدي، كانت روحي مدبوحة وچيت إنت طيبتها بنظرتك البريئة اللي تشفي العليل، شفت جوات عنيك نفس بصة عمك الحنينة، طيبت چراحي بضحكتك اللي كانت عتهون عليا كتير، خدتك تحت چناحي وكبرتك على المبادئ والأخلاج والخشي من الله، شفت فيك خلفي وجهزتك لجل ما تكون كبير عيلتك الحكيم وأسلمك زمام عيلتي من بعدي،.

واسترسل حديثه قائلا: إتمردت وشردت عن أصلك، جولت سيبة يا عثمان ومتخافش علية، ده تربية يدك ومهيشردش كتير، عيرچع،.

لما كبرت وبجيت أفوكاتوا جد الدنيي واختارت تعيش لحالك في مصر، جولت سيبة يا عثمان، عيرجعة أصلة وترببتك الزينة لية، واكمل بنظرة رجل زادتة تجاعيد وجهه خبرة ومعرفة يصعب على غيرة إكتشافها: كنت عشوف عشج بت عمك ساكن چواك وإنت بتدوس علية وتخنجة بكل جوتك عشان تدفنة، مكنتش عشوف ضحكتك ووشك اللي عينور غير لما تاچي ست البنات وتجعد جصادك وتاكل، مكنتش تبص إلا للي في صحنها لجل ما تجسم وياها لجمتها وتاكل منيها وتحس بطعم وحلاوة اللجمة في حنكك. ، كنت بشوفك وإنت عتهرب بعيونك وتجفلها لجل ما تمنعها إنها تبص عليها وتتملي في صنع ربنا اللي أبدع في چمال روحها جبل وشها.

كان ينظر إلية بعيون متسعة من شدة ذهولها، يستمع إلية ويسترجع ذاكرتة ومواقفة التي تمر أمام عيناة كشريط سينمائي، ذهل من حقيقة مشاعرة التي كانت تائهة عنة كروحة، الأن وفقط فهم مغزي شعورة الهائل وهو ينظر لبحر عيناها العميق ليلة دخلتة عليها، الان فهم معني إستكانة روحه وسلامة الداخلي الذي شعر به عندما إمتلك روحها ووضع صك ملكيتة الذي شهد على عفتها وطهارتها ونقاء روحها الطاهرة.

حين أكمل عثمان حديثه: تمردك وعصيانك عليا وعلى عيلتك، منعك حتى تعترف بعشجها بينك وببن حالك، ولما لجيتك سايج في العوج، جبتهالك بيدي ودخلتها جوة حضنك
ثم نظر له وتحدث بإنهزام: بس إنت طلعت كيف أبوك بالظبط، أبوك هو كمان راح رمي حالة في حضن حرمة مهشكة، بس أبوك لية عذرة، كان عيدور على راحتة اللي ملجهاش عند بت سنية اللي مفضياش غير لرسم الخطط، كان عيدور على هيبتة اللي إتهرست تحت رچلين عشج أمك الملعون.

كان يستمع لجده بذهول، والأن عرف بسر والده ولم يستغرب كونه خائن، فقد علم بأنها چينات قد ورثها عن أبية
أكمل عثمان بنبرة لائمة: لكن إنت ليه قاسم، ده أني إختارت لك فرسة أصيلة لجل ما تطاوعك وتكون وياك على الحلوة والمرة، ولما تشرد بيها تچمح وتعصي عليك لجل ما ترچعك لعجلك تاني ولأصلك.

تحدث مترجي بإستعطاف: طب رچعها لي وأني أوعدك مهخليش النسمة تعدي من چارها، هشج صدري وأحطها چواتة لجل ما أخبيها من العيون وأحافظ عليها
إبتسم عثمان واجابه بخفوت: فرستك جمحت وأعلنت عصيانها عليك، روح رچعها وخدها من حضن أبوها لو تجدر
نظر له مستعطف وهتف بنبرة مترجية: إنت هتساعدني وترچعها لحضني من تاني، عمي زيدان معيجدرش يرفض لك طلب، زمانة هدي وعيفكر بعجل ويسمع كلامك.

أجابه بنفي: تبجا متعرفوش، عمك زيدان دلوك كيف الأسد المجروح، اللي هيجرب من بتة عيجطعة بسنانة مهما كان هو مين، واكمل متسائلا: فكرك زيدان سلمني زمام بتة لية؟
نظر له ينتظر تكملة حديثة فتحدث عثمان: عشان كان متوكد إني مهفرطش في أغلي جواهري، وعارف إني عسلمها لراچل زين عيصونها ويحطها چوة عنية.

ثم هز رأسه مرارا وتحدث بنبرة إنهزامية: لكن إنت مطلعتش جد الوعد، خنت وغدرت وطعنت في الضهر يا ولد أبوك، طلعت كيف أبوك بالظبط.

إنتفض من جلستة ووقف سريع ودار بالغرفة مثل الأسد الجريح وصاح بنبرة غاضبة: أني مش كيف أبوي ولا عمري هكون زيية، أني قاسم النعماني، شبية حالي وبس، ومهسمحش لحالي أكون نسخة مكررة من حد، سامعني يا چدي، أني مش زي حد، وبلاها كمان من مساعدتك دي، وأكمل بنبرة أكثر حدة: ومرتي أني هعرف أراضيها وأرچعها لحضني من تاني، وهاخدها هي وولدي ونبعد من إهنية، هعيش وياها بجانون قاسم النعماني وبس، جانون الرحمة وعدم الإچبار، هربي عيالي منيها على الحرية وإن كل واحد منيهم يعمل اللي يشوفة صح من وجهة نظرة هو وبس.

كان يستمع إلية ويبتسم بخفة ثم تحدث بنبرة مهمومة: لساتك مشبعتش تيهة وشرود يا قاسم، لساتك عتكابر وعاوز تهرب من أصلك يا ولدي
ثم تنهد وتحدث بنبرة تعقلية: مفيش دنيا بتمشي من غير جوانين وكل واحد يعمل اللي على كيفة يا ولدي، إكدة نبجا عايشين في غابة.

ثم تنفس عاليا وتحدث: إنت الوحيد اللي جادر تعرفنا كلياتنا إنك مش كيف أبوك، مستني أشوف حفيدي اللي رببتة على العجل والحكمة والاخلاق عيخرچ حالة كيف من الورطة اللي وجع حالة فيها بيدة، ورينا عترچع بت أبوها العالية كيف
نظر إلى جده بغضب وخرج كالإعصار وصعد إلى الأعلى سريع.

بعد مرور إسبوع
داخل قاعة المرافعات الخاصة بمحكمة النقض
وبالتحديد داخل إحدي الجلسات المنعقدة لبحث قضية رجل الأعمال الشهير أمجد التهامي والذي لفقت إلية تلك القضية من قبل أعدائة عادمي الضمير داخل سوق العمل المشترك بيهم.

كان يقف أمام هيئة المحلفين المكونة من قاضي جليل وهيئة إستشارية متخصصة، يتحدث إليهم بكل طلاقة وجسارة كعادتة، فدائما كانت المرافعات تمثل له الحياة واللذة والنجاح الحقيقي والوحيد الذي إستطاع تحقيقة، فدائما ما يشعر وهو يترافع أمام هيئة المحلفين بأنه داخل إحدي ساحات المعارك العظمي التي طالما خرج منها كملك منتصر.

أنهي قاسم حديثه الصارم والذي كشف به لهيئة المحكمة برائة موكلة وأن القضية ملفقة ويوجد ورائها دافع الحقد والغيرة وقصد الإضرار بالمدعو أمجد التهامي.

هتف قاسم بثقة وجسارة وهو يرفع قامتة منتصب الظهر واثق بحالة كعادتة: وبعد إطلاع هيئة المحكمة الموقرة على المستندات والأدلة التي لا تقبل الشك والتأكد من صحتها، أرجو من سيادتكم الحكم ببرائة موكلي من التهمة المنسوبة إلية وفورا، وذلك لثبوت برائتة من تلك التهم التي لفقت إلية من خلال منافسية عديم الشرف والمروئة، حيث قاموا بها بدافع الإيقاع بموكلي والإضرار بسمعتة الطيبة التي دائما ما أتسمت بالنزاهة والشرف، وأكمل بثقة عالية: لذا أرجو من عدالتكم تنفيذ القانون وفورا لتأخذ العدالة مجراها الصحيح من خلال حكم عدالتكم الحق، وشكرا لسعة صدركم لمرافعتي.

كان أمجد يجلس وهو ينظر علية بإعجاب لطلاقتة بالحديث وثقته العالية رغم صغر سنة الذي لم يتعدي الرابعة والثلاثون
جلس بجانب إيناس الحاضرة لكونها شريكتة بالقضية والتي تحدثت بنبرة حماسية: هايل يا دكتور، مرافعة تاريخية تنضم لتاريخ مرافعاتك المميزة، أكيد هيئة المستشارين هيحكموا بالبرائة.

وأكملت بنبرة أكثر حماسة برغم إشاحة قاسم ناظرية عنها وعدم تكليف حاله عناء النظر إلى وجهها البغيض بالنسبة له: عندي إحساس قوي، إن القضية دي هتكون نقلة كبيرة لمكتبنا في دخولة الحقيقي من أوسع الأبواب لعالم قضايا كريمة المجتمع وصفوتة
إبتسم بخفوت وأجابها بحديث ذات مغزي: هي فعلا هتكون نقلة كبيرة وليك أكتر يا أستاذة.

إبتسمت بغباء غير مدركة لما يتم تخطيطه لها من قبل ذلك الغامض الذي يجاورها ويبدوا على ملامح وجهة الهدوء
قاطعهم صوت حاجب المحكمة الذي نطق بصرامة جملتة الشهيرة: محكمة
وقف الجميع وخرج القاضي وبجانبة المستشارين المصاحبان له وبعد الجلوس تحدث القاضي: بعد الإطلاع على المستندات والأدلة وصحة ثبوتها، قررنا نحن ببرائة المدعي علية أمجد أحمد حسين التهامي، الشهير ب أمجد التهامي من التهم المنسوبة إلية، رفعت الجلسة.

حالة من الهرج والتصفيق الحاد ملئت القاعة من قبل أنصار أمجد، أما قاسم فقد إنتابتة حالة من السعادة وتنفس بإنتشاء يدل على مدي راحتة
وقف أمجد وبسط ذراعة موجهة نحو قاسم وتحدث بإبتسامة خافتة وثبات إنفعالي رهيب يحسد علية، فمن يراه الأن لم يصدق أن ذاك الرجل ذو الملامح الحادة الباردة قد حصل للتو على حكم بالبرائة من قضية كادت ان تزج به داخل السجن ويقضي به عدة أعوام ليست بالقليلة.

تحدث أمجد بنبرة واثقة: مبروك عليك شهرتك وقضايا شركتي اللي هنقلها كلها لمكتبك يا متر
إبتسم قاسم ببرود مماثل له وتحدث بلباقة: شرف كبير لمكتبي نقل قضايا شركة سعادتك أمجد باشا، وألف مبروك على البرائة.

وشكر أمجد ايضا إيناس بإمتنان وتحرك ثلاثتهم خارج القاعة وتحركوا داخل رواق المحكمة ليتفاجاوا بوجود الكثير من الكاميرات التي تلتقط لهم الصور ووجود بعض مذيعي بعض القنوات التلفزيونية الذين حضروا لينقلوا تبعيات اخر مستجدات المحاكمة الخاصة برجل الأعمال الشهير بالعاصمة وايضا بعض رجال الصحافة.

تحدثوا إلى أمجد الذي تحدث عن نزاهتة وأشاد بثقتة المطلقة بنزاهة القضاء المصري، وأشاد أيضا بقاسم ولم يخلو الأمر من التفاخر وكسب إحترام المشاهدين له حيث تحدث بنفاق: انا لما أختارت قاسم النعماني علشان يمسك لي القضية، إختارتة من باب تشجيعي للوجوة الشابة وإعطائهم فرصة النجاح والظهور، وأكمل: قولت لنفسي، أظن كفاية كدة على الحيتان الكبار اللي ليهم سنين محتكرين المهنة، وواخدين كل قضايا البلد لحساب مكاتبهم الكبيرة، جه الوقت علشان الشباب تثبت جدارتها وتاخد فرصتها.

كان يستمع له ويبتسم من داخلة على نفاق ذلك المدعي الذي لم يفلت تلك الفرصة كي يستغلها لصالحة حتى لو بالكذب والتلفيق،.

أما قاسم الذي نقل إليه الحديث حيث وجة له وسأله أحد المذيعين عن الإجراءات التي سيتبعها بعد، فتحدث بثقة نالت إستحسان أمجد بجدارة: خطوتي الجاية إني هقدم بلاغ للنائب العام أتهم فية كل من له يد وثبت تأمرة على تشوية سمعة موكلي عن عمد، وهنطالب بمحاكمتهم أمام المجتمع لكي يكونوا عبرة لمن تسول لهم انفسهم بتشوية سمعة الناس بالباطل، وبعدها هنطالب بتعويضات مالية ضخمة تعويض عن ما سببتة القضية من أضرار نفسية واجتماعية وقعت على موكلي.

قامت إحدي المذيعات بسؤال قاسم قائله: إحنا عرفنا إن فية محامية من مكتبك ساعدتك في القضية دي، وسمعنا كمان إنها مش أول قضية تشتغلوا عليها مع بعض، وأكملت: نقدر نفهم من كده إن حضرتك بتؤمن بنجاح المرأة وبعقلها الواعي وإستحقاق إعطائها الفرص الكاملة لإثبات ذاتها داخل سوق العمل؟
نظر إلى إيناس وابتسم بخفوت واشار لها وتحدث: أكيد طبعا بأمن بدور المرأة الفعال في نجاح أي عمل بتشترك فيه.

إبتسمت إيناس ورفعت رأسها بشموخ، أعادت المذيعة توجية السؤال مرة أخري إلى قاسم قائلة: يا تري هنشوفكم مع بعض مرة تانية في قضايا تشغل الرأي العام وتكون حديثة زي قضية رجل الأعمال أمجد التهامي؟

إبتسم بخفة وشد جسده لأعلي بصلابة وتحدث بما جعل إيناس توشك على إصابتها بسكتة دماغية من شدة فورانها: للأسف الشديد، ده كان اخر تعامل بيني وبين الأستاذة إيناس، بس فيه مفاجأة حلوة تخصها مستنياها بكرة، وهو إفتتاح مكتبها الجديد هي والأستاذ عدنان أخوها، وده هيكون جزء بسيط كتقدير مني وتعبيرا على تعبهم معايا طول السنين اللي فاتت في المكتب بتاعي،.

وأكمل مفسرا أمام الكاميرات: ماحبتش أكون أناني وأفضل محتكر موهبتهم الفزة، وحابس ذكائهم جوة إسم مكتب قاسم النعماني
ونظر لتلك المذهولة التي تنظر إلية بعيون متسعة بشدة أثر هبوط ذلك الخبر على عقلها كصاعقة كهربائية كادت أن تودي بحياتها، وهي تتنفس بصدر يعلو ويهبط من شدة إشتعالة، وتحدث هو ببرود وأبتسامة سمجة: مبروك المكتب الجديد يا أستاذة.

ف. جر قنبل. تة وارتدي نظارتة الشمسية وأنسحب بلباقة قاصدا الخارج تحت قهقهة أمجد التي لم يستطع كظمها بعد إعجابه الشديد بذلك الذي فعل ما برأسه، ضارب بكل شئ عرض الحائط، رغم تخطيط إيناس بجعله مكبلا بقيدها.

صاحت بإسمة بعد أن إستوعبت صدمتها، وأنسحبت بإبتسامة مزيفة أجادت صنعها بصعوبة بالغة حفظا لماء وجهها، هرولت خلفة بخطوات واسعة لتلتحق به وتجاوره الحركة، وهتفت متسائلة بنبرة غاضبة: الكلام الفارغ اللي قولتة للمذيعة جوة ده حقيقي؟
أجابها ببرود وهي يتحرك للأمام بخطوات واثقة: من إمتي وأنا بهزر في شغلي أو في حياتي عموما علشان أقول خبر مهم زي ده من غير ما يكون فعلا حقيقي!

وأكمل معللا: المفروض إنك حافظة شخصيتي بحكم السنين الكتير اللي قضيناها مع بعض في الشغل يا أستاذة.
أجابتة بجنون: مش من حقك تمشيني بالشكل المهين ده بعد كل اللي عملته علشانك، وعلشان المكتب يوصل لمكانته اللي أصبح عليها بفضل مجهودي
توقف عن الحركة ونظر إليها ثم أجابها بمراوغة وبرود أشعل روحها: وهو أنا لاسمح الله كنت طردتك من المكتب! ده أنا كافأتك على تعب السنين ومجهودك زي ما بتقولي.

ونظر لها وابتسم ساخرا وأردف قائلا بما جعلها تشتعل: هي دي كلمة شكرا على المفاجأة اللي ليا أكتر من إسبوعين بجهز لك فيها؟!
نظرت له وتحدثت بلغة التهديد وثقة زائدة عن الحد: مش هتقدر تنفيني من المكتب بالطريقة المهينة دي يا قاسم، أمجد التهامي اللي أنا تعبت لحد ما وصلت له وأديتك الخيط اللي إنت مشيت علية علشان تكسب القضية اللي خلت المذيعين والصحفيين يتسابقوا علشان يسجلوا معاك ويشيدوا بنجاحك المبهر ده،.

وأكملت بتهديد: هو اللي هيأمرك بإنك تلغي كل الترتيبات اللي تعبت نفسك في تجهيزها دي وترجعني تاني لمكتبك وإلا، هخلية يسحب كل قضايا شركتة اللي أنا كنت السبب فيها، وساعتها هيبقي شكلك وحش أوي قدامي يا قاسم، وإنت بتترجاني علشان اخلية يرجع التعاون بينة وببن مكتبك تاني.

قهقه عاليا بطريقة إستفزازية وتحدث بما أحرق كيانها واشعل غضبها: إنت مش واخدة بالك من كلامي ولا إية، أنا قولت لك إني بجهز لك في المكتب ده بقالي أكتر من إسبوعين، يعني من قبل ما جنابك تتحفيني وتتفضلي عليا بقضية التهامي، وأكمل بما زاد من إشتعالها: اللي بالمناسبة مبقاش فارق لي خلاص وجود التعاون ما بينا، لأني ببساطة أخدت منها كل اللي أنا عاززة، وأشار إلى الصحافة: وأظن إنت شفتي ده بعنيك من شوية، ولو على تهديدك بإنك هتروحي له وتخلية يسحب التعاون.

أشار لها على أمجد الذي مازال واقف منغمس داخل حديثه إلى الصحافة وتحدث متهكم: فهو عندك أهو، يلا بسرعة روحي وقولي له واشتكي له من الراجل الغدار اللي غدر بيك وشوفي هيرد عليك بإية.

قال كلماتة بباطنها المقلل والمهين لشخصها وتحرك لخارج مبني المحكمة واستقل سيارتة وقادها تحت ذهول إيناس وسبها له ونعته بأقذر الألفاظ، ولعنها أيضا لحالها ولغبائها الذي صور لها رضوخ قاسم ومضيه بإكمال الطريق الذي اجبرتة هي بالمضي به.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة