قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

بعد مرور عشرة أشهر على زواج زيدان و ورد، قضتهم ورد في صراعات و مناوشات حادة وخطط محكمة و مدروسة جيدا من تلك الشمطاء المسماه ب فايقة، وكل هذا فقط لتجعل الجميع يراها بصورة مغلوطة وكي تظهر للجميع أنها ليست بالزوجة المناسبة ل زيدان النعماني، ولكن دائما ما كان زيدان يكشف خطتها ويقف لها بالمرصاد، بخلاف ذلك كان داعما وسندا قويا لزوجته الرقيقة.

وقت الظهيرة داخل منزل الحاج عتمان النعماني، تجلس الحاجة رسميه فوق أريكتها بوسط بهو منزلها بكبرياء و غرور، تجاورها تلك الشمطاء المسماه ب فايقة تتناولان الأحاديث المتبادلة بينهما
إستمعا إلى صوت صياح عالي يأتي من أعلي الدرج، إنها حسن، تلك العاملة التي تعمل لديهم بالمنزل منذ الكثير و هي تهرول سريع قائلة: يا ست الحاچة، يا ست الحاچة.

حولت رسمية بصرها لأعلي الدرج و تساءلت بنبرة ساخطة كعادتها: فيه أيه يا مخبولة إنت، خلعتيني
نزلت الفتاه و وقفت أمامها تتنفس عاليا وتحدثت بصوت لاهث: الست ورد تعبانة جوي، وكنها إكدة هتولد، أني سايبة الست نچاة وياها فوچ وچيت أجول لحضرتك لجل ما تتصرفي
وقفت رسمية بقلق و تحدثت على عجالة: طب إطلعي بلغي مرعي يروح طوالي يچيب جليلة الداية و يستعچلها.

هرولت الفتاه إلى الخارج و تحركت رسمية بإتجاهها إلى الدرج، أوقفها صوت فايقة الجهوري التي أردفت بتساؤل: على وين العزم يا عمة؟
توقفت رسمية و التفت إليها لتجيبها: هطلع أشوفها يا بتي
إنتفضت من جلستها و تحركت سريع حتى وقفت قبالتها و أردفت قائلة بنبرة خبيثة كي تجدد إشتعال قلب رسمية بإتجاة ورد: هتجللي من جيمتك و تطلعي لواحدة زي دي؟

و أكملت بنبرة يتغللها الغل والحقد: دي واحدة عجربة وجليلة أصل و بدل ما تحاول تصلح بينك وبين ولدك خلت العداوة تزيد بناتكم أكتر من اللول
واسترسلت بخبث لتذكيرها: نسيتي جوام لما راحت فتنت لزيدان وجالت له إن فايقة إتعاركت معاي و شندلتني وامك وجفت في صفها وشتمتني لجل بت أخوها، و زيدان راح إشتكاكي لعمي عتمان، وكانت السبب في إن أول مرة عمي عتمان يعلي صوته عليكي ويهينك جدامنا كلياتنا.

وما أن نطقت تلك الشمطاء بجملتها حتى إشتعل داخل رسمية وتجدد غضبها من تلك المسكينة التي لا ذنب لها سوي أن زيدانها عشقها وبجنون، ولكنها سرعان ما تغاضت عن غضبها وتحدثت بهدوء وحكمة تليق بمكانتها: ميصحش يا فايقة، البت لحالها فوج والإصول بتجول إن لازمن أجف وياها وهي بتولد، إفرض امها چت دالوك، تجول عليا أية.

تحدثت إليها فايقة وهي تسحبها من يدها وتتحرك بها إلى الأريكة التي تتوسط البهو: إجعدي يا عمة و ريحي حالك، أول هام هي مش لوحديها فوج، نچاة وياها، وأكملت بنبرة ساخطة: وبعدين تلاجيهم هبابة مغص و هيروحوا لحالهم، دي بت كهينة وتلاجيها بتچلع كيف عوايدها ولا هتولد ولا حاچة،
واسترسلت مؤكدة بتفاخر: ودالوك الولية جليلة هتاچي وهتوكد لك على حديتي دي و تجولي فايقة جالت.

أما عن رسمية فكان بداخلها حرب دائرة ما بين ما يجب عليها فعله وما يمليه عليها ضميرها، و ما بين كرامتها و كبريائها اللذان يمنعاها ويقفا بوجهها كالسد المنيع من معاملة ورد بطريقة تليق بكونها كزوجة لنجلها الغالي
وبالأخير إستسلمت لرغبة تلك الشيطانة وهمت بالجلوس بجانبها بإستسلام تام وكأنها مسيرة
بعد مده أتت جليلة وصعدت على الفور إلى ورد وحاولت معها منذ ما يقرب من الساعتان، ولكن كانت الولادة متعثرة للغاية.

نزلت حسن من جديد إلى رسمية و تحدثت بملامح وجة يشوبها القلق: إلحجينا يا ست الحاچة، الست ورد تعبانة چوي و الداية جليلة بتجول لحضرتك لازمن تشيعي وتچيبي لها الحكيم من المركز
ردت عليها رسمية بنبرة ساخرة: حكيم إية اللي عتجولي علية يا مخبولة إنت كمان، من ميتا بنولدو عند حكما إحنا؟
لوت فايقة فاهها و تحدثت بنبرة تهكمية: اللي يلاجي چلع ولا يدچلعش يبجا حرام عليه.

و أكملت كي تزيد من سخط رسمية على ورد: من حجها بت الرچايبة تعمل أكثر من إكده، طالما عارفه إنها مهما تعمل هتنها أغلا الغوالي عند زيدان النعماني، وخصوصي بعد ما فضلها على صبايا النعمانيه كلياتهم
زفرت رسميه بضيق وتحدثت إلى فايقة بنبرة إستهجانية محذرة إياها: إجفلي خاشمك وبكفياكي نواح يا حرمة، معيزاش أسمع نفسك واصل
إرتعبت فايقة من نبرة عمتها الحادة وفضلت الصمت تجنب لغضبتها التي هي أدري الناس بها.

وقفت رسمية متأففة و أتجهت إلى الدرج و صعدت إلى جناح زيدان، تحركت لداخله و هي تتطلع إلى ورد التي تتمدد فوق تختها وهي تتألم وتصرخ من شدة الوجع المصاحب لمخاض جنينها الأول
تجاورها الداية جليلة التي تتحدث بكلمات مشجعه لتلك الورد: إجمدي أومال يبتي، خلاص هانت و إن شاء الله فرجه جريب
صرخت ورد قائلة بصوتها المجهد: مجدراش يا خالة جليلة، مجدرااااش، أحب على يدك ساعديني وخلصيني.

تجاورها في الجهه الأخري نجاة التي تحدثت بنبرة عطوفه حانيه على تلك المسكينة: إتحملي شوي يا خيتي، دالوك الحكيم ياجي و تجومي بالسلامة إنت و عيلك
تحركت رسمية إليهن و وقفت تتطلع عليهن ثم تساءلت بنبرة تهكمية موجه حديثها إلى جليلة: حكيم أية ده اللي عيزانا نشيعوا نچبوة يا ولية إنت؟

نظرت إليها جليلة و تحدثت بإرتباك من لهجة تلك الساخطة الحادة: الرحم مجفول يا ست الحاچة و الولادة صعبة جوي، و البنية لساتها صغيرة و ضعيفه و مش مسعداني و لا مساعدة حالها
نظرت ذات القلب المتيبس لتلك البريئة و حدثتها بنبرة حادة شبه أمرة: متتجدعني أومال يا ورد و تساعدي صغيرك لجل ما تخلصي
أجابتها ورد بتألم: مجدراش يا مرت عمي، أحب على يدك شيعي لزيدان يچيب لي الحكيم و ينده لي أمي.

و أمك هتعمل لك أيه واصل، هتشد لك العيل و لا هتولدة مطرحك، جملة تهكمية تفوهت بها تلك السيدة غليظة القلب معدومة المشاعر
تحدثت جليلة قائلة بنبرة مفسره: يا ستي الحاچة البنية چسمها ضعيف ومجدراش تجاوم معاي أكتر من إكدة، بجالي أكتر من ساعتين على ده الحال و مفيش فايدة، شيعي لسي زيدان يچيب الحكيم جبل ما حاچة تحصل للعيل چوة بعيد الشر.

لوت رسمية فاهه و تحدثت بإستنكار رغم هلعها الذي أصابها على جنين ولدها، و لكنها تخبئ مشاعرها خلف ستار ذاك الوجة القاسي: حاضر يا ست جليلة، هشيع لزيدان يچيب الحكيم أما أشوف أخرتها أية وياكم
تحركت يبطئ شديد و نزلت الدرج ثم نادت بصوتها المرتفع: بت يا نچية، إنت يا بت
أتت نجية من المطبخ مسرعه و هي تجيبها على عجل: نعمين يا ستي الحاچة.

أردفت رسمية قائلة بنبرة أمرة: إطلعي جولي للغفير مرعي يوصل لحد سيدك زيدان عند الطاحونة و يجول له يشيع يچيب الحكيم من المركز لجل ما يولد الست ورد
أوامرك يا ستي الحاچة، جملة تفوهت بها تلك العاملة وهي تهرول مسرعة إلى الخارج
نظرت إليها تلك الفايقة و هتفت باستهجان: إنت بردك هتمشي على كيفهم و تشيعي لزيدان يچيب لها الحكيم يا عمة؟!

أجابتها رسمية وهي تجلس بجانبها ببرود ظاهري: جليلة بتجول الرحم مجفول والولادة صعبة والبت على صرخة واحدة
لوت فايقة فاهها وتحدثت بتهكم: يعني إنت تايهه عن بت الرچايبة وكهنها، تلاجيها بتچلع زي عادتها،.

وأكملت بحقد وسخط إرتسما فوق ملامحها ولم تستطع تخبأته: و ابنك طبعا مهيصدج و يجري يچيب لها الحكيم علشان تكمل چلعها و مساختها عليه و علينا، طبعا مش إتچوزها غصب عنينا كلياتنا ودخلها البيت علينا غصب، من حجها تعمل ما بدالها
و بعدهالك عاد يا بت ثنية، منجصاش حرقة دم أني، جملة تفوهت بها رسمية بنبرة حادة جامدة
أجابتها فايقة بتذمر: خلاص، هسكت ساكت أهو لجل ما ترتاحي.

جلست رسمية بعقل مشتت و تصارع مميت داخل روحها ما بين واجبها الإنساني الذي يطالبها و بشدة إلى الصعود والوقوف بجانب تلك البريئة المتألمة،
وما بين كبريائها وغطرستها التي تمنعها من التنازل عن ما قررته عندما إنتوي ولدها معارضتها والتخلي عن إبنة أخاها والزواج من ورد
وبالأخير إنتصرت غطرستها و ضلت ماكثة بمكانها.

بعد مرور حوالي الساعة والنصف، دلف زيدان لداخل المنزل على عجالة و يبدوا على هيئته الارتباك والتوتر و يجاورة الطبيب
تفاجأ بوالدته و فايقة تجلستان و يبدو على وجهيهما الراحه و الاسترخاء وهما تتناولان مشروب الشاي بكل هدوء
تحدثت والدته بنبرة باردة مصطنعة: إطلع مع الحكيم لفوق يا زيدان.

نظر لها متعجب برودها ثم إستفاق على حاله و صعد سريع بجانب الحكيم وما أن دلف إلى الداخل حتى إستمع لصرخات صغيرته التي أتت إلى الدنيا في التو والحال، وذلك بعد تذوق ورد الأمرين من خلال رحلة ولادتها المتعثرة،
حيث فتح الرحم بأخر لحظاته وخرجت الطفلة من عنق رحم والدتها بصعوبة بالغة، و للأسف فقد تسبب لها هذا بنزيف حاد.

إلتقطت نجاة الطفلة ولفتها سريع داخل كوفرتة كانت معدة من ذي قبل، و وضعتها جانب بإهمال، ثم عادت بنظرها من جديد إلى تلك المتألمة التي تإن بصوت ضعيف مما يدل على مدي تألمها الشديد
تحرك زيدان سريع إلى ورد المتعبه للغايه و تساءل بإهتمام و لهفة وهو يشملها بعيناه: زينة يا ورد؟
أجابته بتألم و دموع: هموت يا زيدان، إلحجني.

وفي تلك اللحظات دلفت والدتها التي كان قد بعث لها زيدان و أخبرها منذ القليل، ودلفت بجانبها رسمية التي إصطحبتها وهي تنظر إلى الطبيب و لنظراته القلقه
جرت سعاد على إبنتها تتفحصها بلهفة وتحدثت إلى زيدان: مشيعتليش من بدري ليه يا زيدان؟

حين تحدث الطبيب الذي أجري الكشف الطبي على تلك المسكينه بنبرة حادة: إنتوا إزاي سيبينها تولد في البيت الوقت ده كله، دي كانت حالة ولادة متعثرة وكانت محتاجة مستشفي و ولادة بعملية قيصرية
ثم نظر إلى زيدان وتحدث بنبرة أمرة: من فضلك جهز لي عربية حالا علشان ننقل المريضة للمستشفي لأن حالتها صعبه
تساءل زيدان بنبرة قلقة: خير يا دكتور، مرتي مالها؟

أجابه الطبيب بوجه عابس: للأسف، المريضه حصل لها نزيف حاد نتيجة الولادة المتعثرة ولازم تروح المستشفي علشان النزيف يتوقف حالا، و إلا حياة المريضة هتكون في خطر
لطمت سعاد وجنتيها و وجهت إتهامها إلى الداية: نزيف، عملتوا في بتي أيه يا ولية إنت، انطجي
إرتبكت جليلة و نظرت إلى رسمية و أردفت قائلة لتنجي بحالها: أني مليش صالح، أني جولت الكلام ده للحاچة رسميه من أول مابدأت في الولادة و هي اللي إستهونت بحديتي.

إرتبكت رسمية و تحدثت لتنفي عنها تلك التهمة: أني إستهونت يا ولية إنت، أني إفتكرتك بتهولي زي عوايدك وجولت تلاجيها بتصرخ علشان بكرية ودالوك ربنا هيكرمها وتولد وتجوم بالسلامة
كان تائه يفرق نظراته على الجميع بتيهه وعدم تصديق، وخاصة والدته لذكرها لتلك المبررات الغير مقنعه بالنسبة له
هتف به الطبيب صارخ بنبرة جامدة كي يستفيق ويعي لحاله: هو حضرتك هتفضل واقف كدة كتير؟

البنت دمها بيتصفي ومحتاجه تدخل العمليات حالا
وكأنه بتلك الكلمات قد فاق على حاله، إقترب عليها و لفها بملاءة التخت و حملها بين ساعدية وتوجه بها للأسفل مباشرة، وجرت خلفه سعاد ونجاة والطبيب،.

أما الدايه فهربت سريع إلى منزلها وهي تندب حظها العثر الذي جعلها تشرف على تلك الولادة المتعثرة بعدما كانت تتأمل أن تحظو بمبلغ كبير من النقود نتيجة إشرافها على ولادة زوجة زيدان النعماني، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركة.

وقفت تنظر في أثر الجميع بشرود وعدم تصديق لما حدث منذ القليل، و أن تلك المسكينه يمكن لها أن تدفع حياتها ثمن غطرستها و عنادها مع ولدها، شعرت بالذنب يتسلل بداخلها و يتأكله و كأنها نارا إشتعلت للتو و بدأت بتأكل الاخضر و اليابس.

وقفت عن التفكير و خرجت من شرودها عندما إستمعت إلى صوت ضعيف لطفلة صغيرها التي بدأت بالأنين والبكاء لتعلن لجدتها عن وجودها، و كأنها إستشعرت وجع وألم والدتها الحنون والتي مكثت برحمها طيلة التسعة أشهر المنصرمة.

حولت بصرها سريع ناحية إتجاة خروج ذاك الأنين وجدته يخرج من طرف التخت، توجهت إليها سريع وجدتها تلتف داخل منشفة بإهمال، تفحصتها جيدا و تأكدت من أنها فتاة و لا تدري ما الذي حدث لها حين رأت وجهها الملائكي، حملتها وأطالت النظر بعيناها المغلقتان،.

وما أن فتحت الصغيرة عيناها اللتان تلونا بلون الزمرد حتى إنشرح صدر رسمية بطريقة عجيبة، وبرغم عدم تقبلها بإنجاب الفتيات إلا أنها وجدت قلبها يتراقص فرح من شدة سعادته بمجرد رؤية تلك الجميلة
جلست بطرف التخت وأمسكت ثياب كانت موضوعه بجانب الفتاه ومعدة من ذي قبل، وألبستها إياها و أدفئتها جيدا،
ثم نظرت لتلك الجميلة ومالت على خدها الناعم و قبلته بحنان و لأول مرة تشعر به طيلة حياتها.

و تحدثت بنبرة حنون: يا مرحب بالزينة بت الغالي، نورتي الدنيي كلياتها يا جلب چدتك
نظرت لها الصغيرة بعيون تسر الناظر لها ثم وضعت إبهامها بفمها و بدأت بمصه وأرتفع أنينها من جديد و كأنها تخبرها بمدي جوعها الشديد
نظرت لها و تحدثت مبتسمة: چعانه يابت الغالي، يلا بينا ننزلوا تحت و أوكلك لحد متشبعي على الاخر و تجولي كفاية يا چدة.

وأخذت الصغيرة وتوجهت بها إلى الأسفل، وما أن رأت فايقة سعادة وجهها حتى سكن الحزن قلبها وتيقنت حينها أنه صبي، فهي أدري الناس بعمتها وكيف تعشق إنجاب الفتيان وكم تكرة حتى مجرد ذكر سيرة الفتيات
تساءلت بقلب حزين: هما سبوة إهني، مخدهوش وياهم مع أمه ليه؟!
كانت رسمية تحتضن حفيدتها برعاية وكأنها وجدت شئ نادرا ترتعب من فكرة فقدانه
تجاهلت رسمية حديثها وصاحت على حسن قائلة: حسن، إنت يا بت.

أتت حسن مهرولة و أردفت متسائلة بإحترام: نعمين يا ست الحاچة
تحدثت رسمية وهي تنظر لوجة الصغيرة بإنبهار وإبتسامة حنون إستغربتها حسن وفايقة: إعملي ينسون و برديه زين وإطلعي لجناح سيدك زيدان هاتي البزازة بتاعة اللصغيرة اللي كان شاريها لها أبوها، و حطي فيها الينسون و هاتيه عشان نوكلوا ست البنته
إنفرجت أسارير فايقة وتهللت ملامح وجهها بسعادة تخطت عنان السماء و تحدثت بتشفي: بت، ورد جابت بت.

صعدت العاملة وهي تهرول ثم نظرت رسمية إلى فايقة وتحدثت بوجة ضاحك: تعالي يا فايقة ملي عينك برؤية الجمر في ليلة تمامة
لوت فايقة فاهها وتحدثت بنبرة ساخرة: جمر وليلة تمامة، من ميتا يا عمة وإنت عتفرحي لخلفة البنته إكدة؟!
أجابتها وهي تنظر لوجه الطفله كالمسحورة وتحدثت بتفاخر: وهي دي أي بت إياك، دي بت زيدان النعماني على سن ورمح، جومي هاتي لي كوبرته من جوة علشان أغطيها لتبرد، جومي يلا.

إشتعل داخل فايقة من حديث عمتها الذي أكمل سخطها على تلك الورد التي إختطفت وفازت بقلب زيدان النعماني وأتت إبنتها لتكمل ذاك السخط.

داخل المشفي المتواجد بالمركز
يقف زيدان داخل الرواق و القلق ينهش داخله، يتخيل ألف سيناريو و سيناريو و عقله يرفضهم جميعا وبشدة
يجاورة قدري و منتصر و التي بعثت لهما والدتهما لتخبرهم بما حدث و أمرتهما أن يذهبا إلى شقيقهما و يقفا بجانبه وبجانب زوجته
و يجاورهما أيضا والد ورد و أشقائها و أبناء عمومتها
و نجاة و سعاد التي كانت تناجي ربها بصوت مسموع و دموع: نچي لي بتي وخد بيدها يا رب.

تحدث حافظ إلى زيدان بنبرة ساخطه: وإنت كت فين لما بتي إتصفي دمها في دارك و إنت مدريانش؟
أجابه زيدان بنبرة خافته خجلة: مكتش أعرف يا عمي، أنا سايبها الصبح زينه و مفيهاش حاچة
تحدث رجب شقيق ورد بتوعد و روعنة شباب: أختي لو چري لها حاچة كل اللي جصر في حجها هيتحاسب و أولهم إنت يا زيدان
نظر له قدري وأردف قائلا بنيرة حادة متعالية: إتكلم على جدك يا واكل ناسك إنت، مين دول اللي هتحاسبهم يا واد الرچايبه؟

صاح حافظ بنبرة جامدة: رجب مغلطش يا قدري، وأني بعيد لك حديته اللي جاله وبأكد عليه، أي حد جصر في حج بتي هيتحاسب حتى لو كانت الحاچة رسمية بذات نفسيها
إنتفض داخل قدري غضب وكاد أن يتحدث ولكن أوقفه صياح زيدان الذي تحدث بنبرة غاضبة موجه حديثه إلى الجميع: أرحموني يرحمكم ربنا، أيه، هتجلبوها عركة وناسيين إن مرتي جوة بين أيادي ربنا، بدل ما أنتم جاعدين تتخانجوا إكدة أدعولها إن ربنا ينجيها ويجومها لي بالسلامة.

خجل الجميع من أنفسهم و قاموا بالدعاء لها
وهنا خرج الطبيب وتوجه إلى زيدان وتحدث بنبرة حذرة: إنت جوزها صح؟
إبتلع لعابه رعب من هيئة الطبيب وهز رأسه بإيجاب فتحدث الطبيب بأسي: للأسف، المريضة حصل لها إنفجار في الرحم وده السبب الرئيسي للنزيف الشديد اللي عندها، وعلشان نوقف النزيف ده مفيش قدامنا غير حل واحد
نظر له الجميع بترقب فأكمل الطبيب بأسي: لازم نعمل عملية إستئصال للرحم علشان نوقف النزيف بأسرع وقت.

تهاوي بوقفته وكاد أن يختل توازنه لولا قوة بنيانه و صلابة جسده،
حين لطمت سعاد وجنتيها وتحدثت بذهول: إنت بتجول أيه يا دكتور، رحم أيه إللي هتشيله لبتي وهي لساتها في أولة عمرها؟
تحدث الطبيب إليها بهدوء: وحدي الله يا حاجه كله مقدر ومكتوب، نصيبها كده، إدعي لها إننا نلحق نوقف النزيف وتقوم بالسلامة
أردف والدها قائلا بترجي: شوف حل تاني غير إنك تشيل لها الرحم يا دكتور، البت لساتها صغيرة.

أجابهم الطبيب بنبرة واثقه وحزينة: لو فيه حل بديل أكيد مكنتش هلجأ لإستئصال الرحم يا حاج،
واسترسل حديثه بنبرة عملية: لازم تقررو حالا وتمضوا على الإقرار بالموافقة علشان كل دقيقة بتمر فيها خطر على حياة المريضة
نظر إليه زيدان وأردف قائلا بنبرة حازمة: فين الإقرار دي يا دكتور علشان أمضية
نظر إليه الجميع بترقب حين وجه الطبيب حديثه إلى الممرضه قائلا بعملية: خديه على المكتب يا أمل و مضيه على الإقرار.

ذهب زيدان مع الممرضة لتوقيعة على الإقرار
وهمس قدري إلى نجاة متساءلا: هي خلفت أيه؟
أجابته نجاة بدموعها الحزينة: چابت بت
تحدث منتصر بصوت خفيض محبط: يادي الورطة، إكدة الحاچ عتمان هيچوز زيدان يعني هيچوزه
رد عليه قدري بنبرة ساخرة: جال يعني لو چابت واد أبوك مكانش هيچوزه، ده زيدان النعماني، كيف يعيش بعيل واحد سوا كان واد و لا بت
أما سعاد فجلست تندب حظ إبنتها العثر و تضرب فخديها بكفي يداها بحسرة ودموع.

داخل منزل عتمان النعماني
دلف للداخل بجانب أبيه بعدما ألتقي به خارج المنزل وقص عليه ما حدث بالتفصيل
وجد والدته تحمل طفلته بعناية و تطعمها، تحرك إليها بحزن و وجع تملك من داخله، نظرت إليه و تساءلت بإهتمام ولهفة: كيفها ورد يا ولدي؟
صاح الحاج عتمان موجه حديثه إليها بنبرة حادة: صح يهمك تعرفي أخبارها يا حاچة؟

صمتت خجلا فأردف هو بنبرة غاضبة لائمة: يا عيب الشوم عليك يابت عمي، كيف طاوعك جلبك تعملي إكدة في مرت ولدك الصغير؟
تساءلت بنبرة خجلة: أني عملت أيه بس يا حاچ، كيفها ورد؟
أجابها زيدان بنبرة ملامة وهو يحمل عنها طفلته و يضمها إلى صدرة بعناية: ورد حصل لها نزيف و شالت الرحم يا أماي
دبت على صدرها بصدمة وهتفت بذهول: يا مصيبتي، كيف يعني شالت الرحم، يعني مهتخلفش تاني؟

نظر لها بعيون حزينة ووجه لها حديثه بنبرة ملامة: هي دي أمانتي اللي كت فايتها لك في دارك يا أماى؟
خجلت من حالها وأنزلت بصرها تنظر أرض
حمل طفلته ونظر إلى وجهها ولأول مرة، إهتز داخلة وشعور غريب إجتاح كيانه وهو ينظر لعيناها ذات اللون العجيب
تحرك بها فتحدثت رسمية بقلب مرتجف من إبتعاد تلك البريئة عن أحضانها: واخد اللصغيرة و رايح بيها على فين يا ولدي؟

أخذ نفس عميق و زفره بقوة كي يهدئ من روعه كي لا ينفجر بها غضب ويغضب الله،
تمالك من حاله إلى أبعد الحدد ثم أردف قائلا بهدوء: واخدها لأمها، وأهو على الأجل لما تفوج تلاجي بتها في حضنها لجل ما تنسيها همها التجيل اللي مستنيها
تحدثت سريع و هي تتحرك بإتجاهه: إستنا يا ولدي لما أغير خلجاتي وأجي أشيل اللصغيرة عنك و أروح معاك أطمن على ورد وأجف وياها
رد زيدان بنبرة جامدة: ملوش لزوم تتعبي حالك يا أم قدري.

حزنت من نبرة صوت ولدها المحملة بالملامة
ثم أردف عتمان أمرا ولده: إسمع الكلام يا زيدان وخد أمك وياك لجل ما تجف مع مرتك و أمها، وتشيل عنك اللصغيرة وتاخد بالها منيها
توقف زيدان مضطرا وأنتظر والدته حتى أنتهت من إرتداء ملابسها وحملت عنه الصغيرة وضمتها لأحضانها بإنتشاء غريب وتحركت بجواره، أستقلت السيارة ووصلا للمشفي.

وما أن رأتها سعاد التي مازالت بالخارج تنتظر خروج إبنتها حتى هبت واقفة وأتجهت إليها وسحبت الصغيرة من بين يداها وتحدثت بنبرة حادة: بدل ما أنت تاعبة حالك وچاية لحد إهني يا حاچة رسمية، كتي كلفتي حالك وشيعتي چبتي الحكيم لبتي، يمكن كان لحجها ومكانش حصل لها اللي حصل؟
تحدثت رسمية بنبرة صامدة مصطنعة: وأني كت هعرف منين إن كل ده هيحصل يا أم رجب، وبعدين ده جدر ربنا ومحدش يقدر يعاند المجسوم.

أجابتها سعاد بنبرة قويه: صح جدر ومجسوم يا حاچة، بس بيحصل بيد البشر وجلوبهم الجاسية اللي كيف الحچر
أردف قدري قائلا بنبرة صوت جامدة: إحفظي كلامك ومتنسيش حالك وإنت بتتحدتي ويا الحاچة رسمية النعماني
وقف رجب شقيق ورد وتحدث بحده وندية: مش لما تحفظ إنت أدبك اللول وإنت بتتحدت ويا أمي.

صرخ بهما زيدان وتحدث بنبرة حادة موجه حديثه إلى كلاهما: أي حد هيعمل مشاكل ويتحدت بكلام ملوش عازة مش عاوز أشوفه إهني، أني مش ناجص مشاكل ووجع دماغ، كفاية عليا همي اللي أني فيه
نظر له قدري وحدث حاله بسخط، يالك من وقح عديم الفائدة والشخصية، أتصرخ بي وتلومني أنا بدلا من أن تنقض على ذاك الوقح وتلقنه درس وتعلمه كيفية الحديث وهو يخاطب أسياده؟
حقا أنك عديم النخوة.

بعد مرور ساعتان كان يقف بجوارها بغرفة المشفي التي نقلت إليها بعد خروجها من غرفة العمليات، وقد بدأت تستفيق وتستعيد وعيها
فتحت عيناها ونظرت إليه بنظرات منكسرة ألمت داخله ومزقته لإربا، فأقترب منها بطوله الفارع حاملا الصغيرة وتحدث إليها بوجه بشوش: جومي يا غالية لجل متكحلي عينك برؤية بتنا
وقربها أمام ناظريها متحدث بإنبهار: بتي كنها حتة منك يا ورد.

نظرت إليه بضعف حين علمت أنها فتاة وبدون سابق إنذار نزلت دموعها وتحدثت بإستسلام و هوان: خلاص يا زيدان، مهعرفش أجيب لك الواد اللي بتحلم بيه
إبتسم لها و أردف قائلا بنبرة هائمة بعيناها: ومين جال لك إني عايز الواد، أني كفاية على إنت يا زينة الصبايا إنت ونوارة حياتي دي
أردفت قائلة بتساءل مميت: يعني مهتروحش تتزوچ على عشان تخلف الواد يا زيدان؟

تحرم على حريم الدنيا كلياتها بعدك يا زينة الصبايا، جملة تفوة بها زيدان بعيون عاشقه مطمئنة لحبيبة عمره
تساءلت بلهفة: صح حديتك ده يا زيدان؟
أجابها بوعد مؤكدا: صح يا روح جلب زيدان
سألته بقلق: واهلك يا زيدان؟
أجابها متلهف بنبرة هائمة: إنت اهلي وكل ما ليا يا ورد.

إبتسمت له، وتحرك هو يقرب تلك الجميلة من ورد التي نظرت إلى وجهها الملائكي وتحدثت بإبتسامة و عيون منبهرة: دي زينة جوي يا زيدان، عيونها كيف السما الصافية بعد الدنيي ما تشتي
إبتسم لها زيدان وتساءل بإهتمام: هنسموها أيه يا ورد؟
صفا، صفا يا زيدان، هكذا تحدثت ورد بعيون منبهرة بجمال طفلتها
إبتسم لها زيدان ومال على وجنة صغيرته يقبلها بتشهي وتحدث بإنبهار: نورتي حياة أبوك يا ست صفا.

ثم نظر إلى ورد ومال على جانب كريزتيها المنتفخه ووضع بها قبله حنون يبث لها بها كم أنها أصبحت غاليته و مبتغاه و يبعث في نفسها الإطمئنان.

و بعد مرور أربعة أيام خرجت ورد من المشفي إلى منزل والدها الذي رفض وبشدة رجوع إبنته إلى منزل عتمان النعماني و المكوث به من جديد وخاصة بعدما صار من إهمال رسمية لصغيرته وتسببت لها فيما حدث، وأصر على بناء منزل خاص بإبنته وهذا ما أزعج عتمان كثيرا وأمر إبنه بعدم موافقته على أوامر حافظ التي أثارت غضبته.

ولكن زيدان قد أصر هو الأخر على بناء منزل خاص به و بزوجته الجميلة ليحميها من همز ولمز الجميع وليضمن عدم جرح مشاعرها من أي شخص كان
غضب عتمان منه كثيرا و تحدث إليه أمام أهل المنزل: ماشي يا زيدان، أني هبني لك البيت إهني في الجنينه جصاد البيت الكبير بس بشرط
نظر له زيدان بتمعن ينتظر تكملة حديثه فأكمل عتمان بتجبر: تتچوز لجل متخلف الواد ويبجا لك عزوة و سند.

نظر له زيدان وتحدث بنبرة صوت هادئة حكيمة، فقد كان يتوقع هذا المطلب ولكن ليس بتلك السرعة: مهينفعش أجرح ورد يا أبوي، هي ملهاش ذنب في إللي حصل، وأني الحمدلله راضي ومكتفي بيها وبتي
هتفت رسمية بنبرة معترضه: كلام أية اللي عتجوله ده يا ولدي، هتعيش على حتت البت إياك؟
وتساءلت بإستفسار: وأسمك وسيطك وعيلتك، من هيورثه عنيك يا زيدان؟
عاوز تعيش مجطوع وبعد عمر طويل ميبجالكش وريث يشيل عنك إسمك؟!

نظر لها بعيون ملامة وأردف قائلا بنبرة قويه حاسمة: ربنا جدر لي إكدة وأني راضي ومسلم بأمر الله، مرتي وبتي كفاية على من الدنيي وأني معايزش غيرهم
نظر له والده بعيون مشتعلة من شدة غضبتها وتحدث بقوة وحزم: تكون تجارتي وحالي ومالي محرمين عليك لو ما أتچوزت على بت حافظ وجبت لي الحفيد اللي مستنيه منيك يا زيدان
تحدث منتصر إلى زيدان مهدء الحال: إعجل وأسمع كلام أبوك يا زيدان.

ومرتي يا منتصر؟!، جملة تساءل بها زيدان متعجب
تحدث عتمان بنبرة حادة: مرتك هبني لها دوار لحالها تجعد فيه هي وبتك معززين مكرمين وإنت أتچوز الجديدة في شجتك اللي فوق، وأبجا تعلالها إن شالله يومين في الاسبوع
تحدثت رسميه: عين العقل يا حاچ، وأظن أهل ورد مهيمنعوش الحديت ده، أصلا محدش هيرضي يتچوز بتهم بعد اللي حصل لها، وهما عارفين إكدة زين، ولجل إكدة مهيطلبوش الطلاج ويميلوا بخت بتهم بيدهم.

نظر إلى والدته وتحدث بتعجب: وعشان أهلها هيستسلموا للامر الواجع ومهيطلبوش الطلاج أدوس أني على مرتي وأدفعها تمن حاجة ملهاش ذنب فيها؟
تحدث قدري ليشعل والده أكثر بإتجاة زيدان وينفخ في النار الشاعلة ليزيدها إشتعالا: إعجل و أشتري خاطر أبوك وكبر حديته يا زيدان
نظر زيدان إلى والده و تحدث بإحترام: كلمة أبوي سيف على رجبتي في أي موضوع غير موضوع غدري بمرتي وإني أوجعها بالطريجة المهينة دي.

نظر والده إليه بحدة وتساءل بقوة: ده أخر كلام عنديك يا زيدان؟
أجابه زيدان بنبرة حاسمة: ومعنديش كلام غيرة يا أبوي.

تحدث عتمان إليه بقوة وصرامة: يبجا من إنهاردة تشوف حالك بعيد عني، وعشان خاطر الناس متاكلش وشي وتجول عتمان طرد ولده وبته لساتها حتة لحمه حمرا، أني هبني لك بيت إهني في الچنينة، بس مليكش عندي لا شغل ولا أرض، تسيب شغل الم حجر والطاحونه من إنهاردة وتسلمه لقدري، و تسعي على رزجك ورزج بتك بعيد عني وعن أملاكي
إنتشي قلب قدري وشعر بروحه تحلق في السماء من شدة سعادتها وذلك بعدما إستمع إلى قرار والده،.

حين حزن قلب منتصر على حال شقيقه و تحدث مترجيا والده: إهدي يا حاچ وخلونا نتفاهموا، الحديت ميبجاش إكدة
تحدثت رسمية هي الأخري بنبرة مترجيه وقلب يرتجف خوف على حال صغيرها: إهدي يا أخوي عشان خاطري وأدي له وجت يفكر فيه
تحدث زيدان بهدوء وانكسار: مفيش حاچه عشان أفكر فيها يا أماي، وكلام الحاج أوامر وسيف على رجبتي، من إنهاردة هسلم قدري دفاتر المحجر و الشغل فيه.

وتحرك إلى الخارج تحت إشتعال عتمان وغضبه من عصيان ولده لأوامرة وعدم إطاعته، ولكنه كان يظن أن زيدان لن يتحمل إبتعاده عن كل مميزاته التي يحصل عليها من العمل مع والده،
ولكن خاب ظن عتمان وفشلت حسبته تلك المرة
فحقا للعشق حسابات أخري
شيد عتمان منزلا كبيرا مقابل لمنزل العائلة وأعطت ورد مجوهراتها لزيدان الذي باعها وبدأ بثمنها في تجارة الحبوب و الخضروات والتي سريع ما نجحت وكبرت تجارته.

ومرت السنوات سريع وأصبح زيدان من أكبر تجار الصعيد في الحبوب والخضروات والفاكهه حيث تعرف على أحد المصدرين بالقاهرة الكبري والذي بدأ يورد له الخضروات والفاكهة الطازجه ويأخذها هذا المصدر ليصدرها خارج البلاد بمبالغ طائلة مما جعل زيدان يجمع ثروة طائلة ويشتري أراض زراعية وأملاك اخري خاصة به ويوسع من تجارته
وعاش مع زوجته الحبيبة وصغيرتهما حياة هادئة مليئة بالحب والإحترام.

وهذا ما جعل قدري و فايقة يحقدان عليه أكثر وأكثر ويتمنا زوال نعمته من بين يديه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة