قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والثلاثون

إنتفض من نومته وجلس يتطلع إليها بفزع وعينان جاحظتان من شدة هلعهما وصاح بنبرة حادة: وجعتك سودة ومجندلة على نفوخك ونفوخ اللي چابوك، عتخرفي وتجولي إيه يا بت المركوب إنت؟!
إرتعبت أوصالها وأرتجف جس. دها من هيأته ونظراته التي تطلق شزرا ولا توحي بخير أبدا، لكنها إدعت الثبات وتحدثت بلامبالاة وتعجب مصطنع: فيه إيه يا أخويا، مالك قلبت وشك كده ليه وكأني قولت لك على خبر وحش!

قفز من فوق تخته وتحرك إليها وأمسك ساعدها وقام بلويه وضغط عليه بشدة وتحدث بنبرة حادة: بلاش تعملي عليا الشويتين بتوع الرجاصين دول يا واكلة ناسك، حبلة كيف يا بت وإحنا متفجين من جبل ما نكتب الورجة إن چوازي منيك للمتعة وبس؟
وأكمل حديثه متسائلا وهو ينظر إليها بتشكيك: وبعدين حبلة كيف واني جبل ما أدخل عليك بيومين شيعتك عند الحكيمة وركبت لك اللي إسمية اللولب دي، عتستغفليني يا م. رة إياك؟

كانت تتلوي ببن يداه متألم. ة، هتفت وهي تحاول الفكاك من بين براثينه: سيب إيدي يا سي قدري حرام عليك، دراعي هيتكسر
لم يعر لتوسلاتها إية إهتمام بل زاد من لي ذراعها أكثر وقبض باليد الاخري على شعر رأسها مما جعلها تص. رخ م. تالمة، وأكمل متسائلا من بين أسنانه: بطلي رط يا م. رة وإنطجي لأجطع خبرك
أجابته بنبرة مرتجفة: حاضر حاضر، هتكلم.

وأكملت شارحة بتوتر وزيف: من ييجي أربع شهور كده جالي مغص شديد، ولما روحت كشفت عند الدكتورة قالت لي إن اللولب عمل لي مشاكل ولازم يتبدل بواحد جديد، ونصحتني إني لازم أخد راحة علشان القديم متركب بقا ليه أربع سنين وعملي لي مشاكل لازم تتعالج،
وأكملت بنبرة زائفة: إدتني حبوب منع الحمل، وشكلي كده نسيت أخدها في يوم وحصل اللي حصل
صاح مكذب إياها بنبرة حادة: كدابة يا ماچدة وممصدجش ولا كلمة من اللي عتجوليه.

زرفت دموع التماسيح وسالت فوق وجنتيها وهتفت: وهي دي حاجة ينفع فيها كذب بردوا يا سيد الناس
وأكملت بثقة عالية: وعلى العموم يا أخويا لو مش مصدقني، تعال بكرة معايا للدكتور اللي إنت تختاره بنفسك وخليه يكشف عليا، ولو طلعت مش حامل بجد إبقا إعمل فيا ما بدا لك.

نظر لها بقوة بعد أن إستشف صدق حديثها من قوة عيناها وثباتها الإنفعالي، فك قبضته من فوق ذراعها ودفعها بقوة فوق التخت لتسقط عليه، إعتدلت سريع تنظر عليه بريبة وهي تتحسس ذراعها بت. ألم
نظر عليها وتحدث أمرا وهو يشير بسبابته إليها بنبرة تهديدية: إسمعيني زين يا بت المركوب إنت، من بكرة تروحي للدكتورة اللي عتابعي وياها، وتتفجي معاها إنها تسجطك وتاخد الفلوس اللي عوزاها.

شهقت ودبت على صدرها وهتفت بإعتراض: يا مصيبتي، إنت عاوزني اعمل عملية إجهاض علشان أموت فيها؟
دقق النظر لعيناها وأردف قائلا بنبرة تهديدية لا تحتمل الشك: صح ممكن تموتي وإنت عتعملي العملية، بس دي إحتمال ضعيف
وأكمل مهددا وهو يتوعد لها بشر أرعبها: لكن لو معملتهاش السبوع ده، موتك عيبجي مؤكد يا حزينة.

إنكمشت على حالها وضمت ساقيها بساعديها، وأكمل هو محذرا بعيون تطلق شزرا: حطي عجلك في راسك وإعرفي إنت عتلعبي ويا مين يا ماچدة
ثم ضيق عيناه ونظر لها وهتف بفطانة وذكاء: أني واعي لك زين، وألاعيبك الخيبانه دي معتفوتش على مخي، وأكمل بتفاخر: ده أني قدري النعماني يا بت إمبارح، قدري اللي السنين علمته وخلته يجدر يشوف في اللعيون اللي عتخبيه النفوس الخبيثة چواها.

وأكمل كاشف ما بداخلها: إنت جولتي في عجل بالك أما أحبل من قدري وأدبسه في عيل وألوي له دراعة وأحطه جدام الأمر الواجع، وشيطانك جال لك إنك لما تعملي إكده، معيكونش فيه حل غير إنه يكتب علي عند مأذون
واسترسل ساخرا: وتلاجي كمان شيطانك وشوش لك وجال لك إن ممكن قدري المغفل ياخدك على السرايا تعيشي فيها كيفك كيف الهوانم اللي ساكنينها. ،.

وأكمل بإهانة لشخصها: غلبانه جوي إنت يا ماچدة، إيش جاب واحده مهشكة زيك لهوانم النعمانية يا بت
نظرت إليه ودمعه سقطت من عيناها وتحدثت: ولما أنت شايفني مش قد المقام أوي كده، إتجوزتني ليه؟
أجابها بصوت صارم: إتچوزتك لچل مزاچي يا بت وإنت خابرة إكده زين، وأوعاك تعيشي في دور المسكينة عشان ملايجكش عليك.

تحرك إلى عليقة الثياب وأخرج حافظة نقوده من جيب جلبابه المعلق، وأخرج منها نقودا عديدة وتحدث وهو يلقيها بوجهها بإشمئزاز: خدي الفلوس دي وروحي للدكتورة وخليها تخلصك من المصيبة دي بالذوج، بدل ما أخلصك أني منيها ومن حياتك كلياتها، أني مبهزرش يا ماچدة وعجولهالك للمرة العاشرة، خافي على نفسك مني يا بت الناس عشان إنت مش كد جلبتي يا حزينة.

إلتقط ثيابه وتحدث إليها أمرا بطريقة فظة: تعالي إغسلي لي ضهري من الهباب اللي دهنتهولي دي
إستشاط داخلها من ذلك الفظ الذي وبرغم جبروته إلا أنه يرتعب من أن تلاحظ عليه فايقة أية تغيرات، ولذلك دائم الحرص على إزالة جميع الأدلة والشواهد قبل مغادرته وكر ماجدة الذي يأتي إليه لأخذ متعته الحلال ويرحل.

بعد مدة كان مرتديا ثيابه بالكامل ويتحرك إلى الخارج، تتبعه تلك الحاقدة التي ترمقه بنظرات كارهه، توقف عن الحركة وأستدار إليها وتحدث أمرا: معايزش أعيد حديتي اللي جولته تاني، تروحي بكرة للحكيمة وتخلصي حالك من البلوة دي
وأكمل بهدوء لطمأنتها: وأني إن كان عليا، هنسي عملتك المهببة دي وأرچع وياك كيف اللول تاني
قال كلماته وتحرك إلى الخارج دون إنتظار الرد، تحت نظرات ماجدة المتوعدة له.

ضلت ساكنه بمقعدها إلى أن تأكدت وصوله إلى منزله وأمسكت هاتفها وضغطت زر الإتصال، كان قد وصل للتو بسيارته إلى حديقة المنزل وصفها وتحرك بطريقه إلى داخل السرايا، أوقفه رنين هاتفه فأخرجه من جيب جلبابه، ضيق عيناه عندما وجدها ماجدة، ضغط زر الإجابة وهتف قائلا بضيق: عايزة إيه تاني في ليلتك اللي مفيتاش دي.

وقفت وتحدثت بنبرة حاده صارمة: عوزاك تسمعني كويس أوي وتوزن كلامي يا قدري، علشان مش ماجدة اللي يتعمل معاها كده يا حبيبي، مش أنا اللي تاخدني لحم وعاوز ترميني عظم واقف أتفرج عليك يا عنيا، ده أنا ماجدة والاجر على الله.

وأكملت بنبرة قوية واثقة: العيل اللي في بطني ده إبنك ومن لحمك ودمك، ومش هنزله حتى لو وقفت على شعر راسك، وتهديدك ده يا عنيا تبله وتشرب ميته، أنا مش تلميذة علشان أخاف من تهديدك الأهبل ده، ده أنا ماجدة اللي لفيتها كعب داير، مش على أخر الزمن هتيجي إنت وتخوفني يا إبن النعماني،
واسترسلت حديثها بقوة: الواد هخليه وهتكتب عليا رسمي الاسبوع ده.

وأكملت حديثها بتهديد صريح: ماذا وإلا هاجي النجع وهقابل أبوك وهقوله على حكايتي معاك، وبالمرة أبلغه عن تخطيتك لما رحت للراجل بتاع مصر وأتفقت معاه علشان تجوز إبنك على بنت اخوك اللي مكانتش كملت شهر جواز، وكمان هبلغ الحرباية مراتك على جوازنا وإنك مستغفلها ليك أربع سنين بحالهم
كان يستمع إليها بذهول، ثم هتف بغضب عارم: إنت واعية للي عتجوليه ده وعارفة عتجوليه لمين يا حزينة؟

إبتسمت ساخرة وتحدثت بجبروت وقوة: ايوة يا قدري، أنا عارفة كويس أوي بتكلم مع مين، بس يظهر إن إنت اللي ما تعرفش إنت متجوز مين
وأكملت بقوة وتهديد صريح: إسمع اخر الكلام ونهايته يا قدري، قدامك بالكتير إسبوع مفيش غيره وتكون كاتب عليا رسمي، بعد الإسبوع ما يعدي بيوم متبقاش تلوم غير نفسك.

وأغلقت الهاتف دون إنتظار الإستماع للرد مما جعل قدري يصيب بالجنون وكاد أن يفقد سيطرته، كاد أن يهاتفها أوقفه صوت تلك الواقفة بشرفتها تتطلع عليه بإستغراب: واجف عنديك عتعمل إيه وعتكلم مين في التلفون يا قدري؟
إرتبك بوقفته حين إستمع إلى صوتها، رفع بصره يتطلع إليها وتحدث: ده واحد كان عيكلمني وعاوز تلفون قاسم، لچل مايكلمه على جضية واعرة عندية
أومأت له وتحدثت: طب يلا إطلع عشان تنام، الوجت إتأخر
- -.

في اليوم التالي
داخل غرفة الضيافة الموجودة بحديقة السرايا والتي إتخذها يزن كي يجعلها مسكن له بعيدا عن تلك اللزجة التي تقتحم حياته ولا تجعله يتنعم بالخصوصية والراحة اللتان حصل عليهما منذ أن من الله عليه ورزقه خير الإبتعاد عنها.

كان يقف أمام المرأه يصفف شعر رأسه ويهندم ذقنه بعنايه بعد أخذه حمام دافئ، إستمع إلى خبطات فوق بابه الذي يوصده عليه كي يقطع عن ليلي فرص أقتحام. ها للغرفة كعادتها، تحرك إلى الباب وفتحه، وجد نجاة التي تحمل بين يديها حاملا موضوع عليه بعض من المعجنات وكأس من المشروب البارد
حمله عنها وتحرك به إلى الداخل وهتف قائلا بإعتراض وهو يضع ذلك الحامل فوق الكومود: لحد ميتا عتفضلي تاعبة حالك إكده يا أم يزن؟

أجابته بنبرة حادة لائمة: لحد ما ربنا يهديك وتتچوز وأطمن إن بجا لك واحدة تراعيك وتاخد بالها منيك، وتچيب لي منيها الحفيد اللي عموت عليه
وأكملت بنبرة حزينة وهي تتحرك إلى التخت لتجلس عليه: لحد ميتا عتفضل حارمني من إني امني عيني بشوفة عوضك يا يزن، العمر بيچري يا ولدي وعيالك إكده عيموتوا في ضهرك يا حزين
قهقه بشدة وهتف قائلا بتفاخر مصطنع: متخافيش على أحفادك يا أم يزن، العيال في ضهري كتير بس الصبر.

أجابته بنبرة يائسة: الصبر مل من كتر صبري يا ولدي
وأكملت وهي تنظر إليه بترقب: أجطع دراعي إن ماكانت الحرباية اللي إسميها فايقة عملالك عمل، وعشان إكده معتفكرش في الچواز على العجربة بتها
أبتسم لها وأقترب وجاورها الجلوس وتحدث بإبتسامة حانية: وإن جولت لك إني لجيت بت الحلال اللي كنت عدور عليها ونويت خلاص، عتجولي إيه.

إتسعت عيناها من شدة سعادتها وتساءلت متلهفة: عتكلم چد يا جلب أمك، وأكملت بتلهف: بت مين في النچع
إشتدت سعادته عندما لاحظ لهفة وسعادة والدته، فأخبرها بعيون تنطق فرح: الدكتورة أمل اللي عتشتغل في المستشفي ويا صفا
إبتسمت بسعادة وتحدثت مبتهجة: الله الوكيل أني حبيتها أمل دي من أول مرة شوفتها فيها، ده غير الكلام اللي عتجوله عنيها أختك مريم، عتجول فيها شعر.

إبتسم بسعاده لحديث والدته المبهج الذي أدخل السرور على قلبه، أما نجاة فقد إختفت إبتسامتها بلحظة وكأنها تذكرت شئ، فتساءلت بترقب قلق: بس تفتكر إن الدكتورة أمل عتوافج عليك يا ولدي؟
ضيق عيناه قائلا بتعجب: وأني عيبي إيه يا أما لچل ما ترفضني!
هتفت سريع بحنان وفخر: إنت سيد الناس كلياتهم ومليكش زي يا ضنايا
وأكملت مفسرة: بس متأخذنيش يا ولدي، دي لساتها بت بنوت ومدخلتش دنيي جبل سابج، وإنت يعني، راچل متچوز.

تنهد بإرتياح وتحدث بهدوء: من الناحية دي إطمني يا أم يزن، أني فاتحت أمل في الموضوع وهي وافجت، بس ليها شرط
ضيقت نجاة عيناها وسألته بإستغراب: ويطلع إيه الشرط دي كمان يا ولدي
تنفس عاليا وأجابها: عوزاني أطلج ليلي
زفرت بضيق وتحدثت بإستسلام: أهو إكده هي بتحط العجدة في المنشار، لأن چدك مستحيل يوافج على طلاج الملعونة ليلي.

تنفس بضيق ونظر أمامه بشرود يفكر فيما هو قادم عليه، فأكملت نجاة بنبرة تشجيعية لتبث داخله الحماس وذلك بعدما لاحظت الأحباط الذي أصابه جراء حديثها الواقعي بحكم معرفتها بتفكير عثمان: عتكلم چدك ميتا؟
أجابها بنبرة هادئة: أني كنت مستني لما عمي زيدان يشد حيله شوي، بس بصراحة خجلان أكلمه عشان اللي خصل مع قاسم وصفا.

زفرت نجاة وتحدثت بإمتعاض: ودي ماله ومال موضوع چوازك، ولا هي فايقة وعيالها عيفضلوا موجفين لك حياتك طول عمرهم
تنهد بضيق وأقنعته والدته بأن يذهب إلى جده مساء اليوم ويفاتحه في طلبه
بعد قليل، خرج من غرفته لإنتوائه الذهاب إلى المشفي ليري وجه فاتنته التي لم يعد بإستطاعته عدم رؤياها طيلة الوقت.

نظر للأعلي وجد فارس ومريم يجلسون في شرفتهم يتسامرون ويبدو على ملامح وجهيهما الإنسجام، تحدث إلى فارس بعدما ألقي التحية عليه وعلى شقيقته الغالية: عاوزك في موضوع مهم يا فارس
أومأ له وتدلي، وبعد قليل كانا يجلسان في الحديقة الخلفية في صمت تام وترقب من يزن بعدما أبلغ فارس بأنتوائه الزواج وإبلاغ جده طلاق ليلي.

تحدث يزن على إستحياء خشية حزن صديقه: أني جولت أجول لك اللول جبل ما أفاتح چدك في الموضوع لأنك صاحبي ومش عايزك تزعل مني
أومأ له فارس الذي ينظر أرض حزن على شقيقته وأردف قائلا بتفهم: أني عارف إن من حجك تتچوز وتخلف زي بجيت الخلج، بس مكانش ليه لزوم تطلج ليلي يا يزن.

تحدث يزن مفسرا قراره على إستحياء: إكده أحسن ل ليلي يا فارس، أني معينفعش أكون معاها زي الأول تاني وإنت خابر السبب زين، معاوزش أظلمها بهجراني ليها وأشيل ذنبها في رجبتي
أومأ فارس بتفهم ثم سأله متعجب: ميتا حصل العشج اللي بيناتكم إنت و أمل ده!
قطب جبينه وسأله بإستغراب: ومين جال لك إننا عنعشج بعض!

نظر له فارس وتحدث بإبتسامة خافتة: عشان أني عارفك زين يا يزن، معتاخدش خطوة الچواز مرة تانية إلا إذا كنت عشجان على حج
إبتسم على إستحياء وفضل الصمت لعدم أذية مشاعر صديقه، ف ربت فارس على ساق يزن بإخوة وتحدث بنبرة هادئة: إنت راچل زين وتستاهل كل خير يا يزن، مبارك يا أخوي
قال كلماته وتحرك إلى الخارج تحت ضيق يزن وحزن قلبه على اذية قلب صديقه الحنون
- -
ليلا.

جلس يزن بصحبة جده وأخبره أنه إنتوي الزواج من أمل، وأنه يريد الخلاص من تلك الزيجة التي تضغط على عاتقه ولا تدعه وشأنه، إستمع الجد له ووافق على الزواج لكنه إعترض وبشدة متعللا بقانون العيلة،
جن جنون يزن وهتف بنبرة غاضبة: ملعون أبو الجوانيين اللي دمرتنا وخلتنا نلعن حياتنا ونكرهها.

أردف الجد قائلا بصرامة: إختشي يا يزن واسمع الحديت، مش كفاية إني وافجت على چوازك من واحدة منعرفلهاش أهل وكمان عتجولي إن أمها وأختها معيحضروش فرحها عشان بيناتهم مشاكل!
إعترض يزن بشدة فتحدث الجد مترجي: إعملها لوجه الله يا ولدي، بت عمك بجت كيف الأرض البور، محدش عيرضي يتچوز واحدة معتخلفش إلا إذا كان طمعان في مالنا وأراضينا،.

هتف يزن معترض: حرام عليك يا چدي، بكفياك ظلم فيا لحد إكده، ظلمتني زمان لما أختارت لي ليلي وحطيتها چوة حضني بالغصب،.

وأكمل شارح: وكانت النتيچة إيه؟ عيشت وياها سنتين ونص چسد بلا روح، كت بصبر حالي كل يوم وأجول إرضا بنصيبك يا واد لجل ربنا ما يراضيك، وحتى بعد اللي عملته فيا هي وامها وجتلت رچ. ولتي وطعنت. ني في ضهري جدامكم كلياتكم وحبيت أخلص منيها، بردك وجفت في طريجي وجولت لي بت عمك وجانون عيلتي مفهوش طلاج، سكت وجولت سمعا وطاعا كيف العادة.

وأكمل صارخ بإعتراض: بس دلوك ربنا فتح لي طريج چديد لجل ما أبدأ حياة چديدة وأخلف عيال ويبجالي بيت زي خلج الله،
وسأله بعيون متألمة: مرايدش لحفيدك الراحة ليه يا چدي؟
تنهد عثمان بثقل، فحقا كان الامر ليس بالهين عليه وتحدث بنبرة حنون: كيف تجول إكده يا يزن، ربنا يعلم غلاوتك في جلبي كد إيه، ده كفاية إن إنت الوحيد اللي عمرك ما عملت حاچة تكدرني، طول عمرك طوع وراچل محترم وسداد.

وأكمل شارح: بس غصب عني يا ولدي، لو سمحت لك تطلج ليلي عمك زيدان عيطلب مني إني أخلي قاسم يطلج صفا، وعجد العيلة عينفرط من يدي زي السبحة ومهعرفش ألملمها تاني
نظر لجده وتحدث بتألم: يعني حضرتك لتاني مرة عتضحي بيا وبسعادتي لچل راحة قاسم؟
تنهد الجد بحيرة وتحدث: متجولش إكده يا يزن، واطمن يا ولدي، أني بنفسي عروح لحد الدكتورة في المستشفي وأطلب يدها لحفيدي الغالي.

إنتفض من جلسته وتحدث بنبرة صارمة: متتعبش حالك يا چدي، أني كفيل بإني أظبط أموري بحالي وممحتاجش لحد وياي
وأكمل بقوة أدمت قلب عثمان وشطرته لنصفين: بس لازمن تعرف إني ممسامحش في حجي ليوم الدين
وخرج غاضب من الحجرة تارك عثمان لعذاب ضميره وألام روحه التي أصبحت لم تنتهي
- -
داخل القاهرة في الساعة الثامنة مساء.

فاق من غفوته على صوت قرع جرس الباب، إعتدل وجلس يتطلع أمامه، وتحرك إلى الباب وفتحه، قطب جبينه وتحدث مستغرب وهو يتطلع إلى تلك الزائرة الغير مرغوب فيها: إيناس، إيه اللي جابك هنا!
أظهرت حزنها بعيناها وتحدثت بنبرة زائفة: هي دي بردوا مقابلة تقابلني بيها يا قاسم بعد كل الفترة اللي بعدنا فيها عن بعض دي.

زفر بضيق وهتف قائلا بنبرة صارمة: إمشي من فضلك يا إيناس، أنا اصلا تعبان لوحدي ومش متحمل أي مناهدة أو مناقشة من أي حد
تحدثت بنبرة جادة: أرجوك يا قاسم، فيه حاجات كتير محتاجين نتكلم فيها علشان نحط النقط على الحروف
وأكملت بترجي: أرجوك.

زفر بضيق ثم وضع يده فوق شعره وسحبه للخلف بطريقة تدل على كم الضيق الذي أصابه، أشار لها بيده لتدلف وتحرك خلفها فتوقفت هي وتحدثت وهي تنظر إلى الباب قائلة: نسيت تقفل الباب يا قاسم
أشار بكف يده سريع وتحدث بنبرة حازمة: أنا قاصد إني أسيبه مفتوح، إتفضلي قولي اللي عندك بسرعة علشان عندي مقابلة برة بعد ساعة بالظبط، ولازم أكون مستعد لها قبل الميعاد.

إشت. عل داخلها من إنتقاصه الدائم لشخصها وعدم تقديره لكونها زوجته، لكنها خفت مشاعر الغضب وأظهرت حزنها المصطنع وتحدثت بحزن: للدرجة دي يا قاسم؟
أجابها بملامح وجه مقتضبة وتحدث بنبرة تدل على وصوله للمنتهي: ياريت تقولي اللي عندك من غير تضييع وقت، لأن زي ما قولت لك معنديش وقت كافي أقضية في عتاب وكلام لا هيقدم ولا هيأخر.

أخذت نفس عميق لتهدئ به من روعها وغضبها من طريقته الفظة وتحدثت بإستفسار: ممكن أعرف إنت ليه رفضت القضية اللي بعتها لك الإسبوع اللي فات، الموكل رجع لي تاني وقالي إنك رفضتها
قضب جبينه ونظر لها بإستغراب وتحدث بنبرة حادة: رفضتها لسببين، أهمهم إننا خلاص إنفصلنا عمليا ومش حابب إن يكون فيه بينا أي إرتباط تاني.

وأكمل بنبرة حادة: وتاني سبب إن القضية دي مشبوهة يا أستاذة، وإنت عارفة إن طول عمري وأنا شغلي نضيف ومليش في القضايا الشمال والطرق الملتوية بتاعة بعض المحامين
وأكمل برفع سبابته بوجهها: وياريت الموضوع ده ما يتكررش تاني وإلا رد فعلي هيبقي غبي ومش هيعجبك ولا هتتحمليه.

إتسعت عيناها بإفتعال وتحدثت بنبرة زائفة: مشبوهة إزاي؟ ده الموكل شكله كان محترم جدا، وكمان كان باين أوي الصدق من كلامه، وبعدين أنا بعتها لك علشان حسيت إنها قضية مهمة ومن المؤكد إنها هتضيف لك وتعلي من رصيد أسمك ومكتبك في الوسط
قوس فمه وأبتسم ساخرا وتحدث بنبرة تهكمية: ولما هي قضية جبارة كده وليها فوايد عظيمة ما أخدتيهاش إنت ليه على الأقل علشان تضيف لإسمك إنت ومكتبك زي ما بتدعي.

أجابته بمراوغة وعيون تدعي العشق: ده الفرق اللي بيني وبينك يا قاسم، أنا حبيتك لدرجة إني بقيت أفضلك على نفسي، لكن إنت ماحبتنيش بالشكل الكافي اللي يخليك تغفر لي موقفي وغضبي لما كنت حابب تفض خطوبتنا وتسيبني بعد ما علقت قلبي وروحي بيك
وأكملت بنبرة حنون واشتياق: إنت وحشتني أوي يا قاسم، أنا بعدت عنك وأحترمت رغبتك، جيت على قلبي واتحملت وجعه المميت على أمل إن حبك وشوقك ليا هيرجعوك لحضن. ي من تاني،.

وأكملت بأسي مصطنع: بس للأسف قلبك بقا قاس. ي أوي عليا، وبدل ما حبك يرجعك زدت في قسوتك ونسيت أنا كنت إيه بالنسبة لك
تنفس بعمق ثم زفر بضيق وبمنتهي البرود واللامبالاة تحدث قائلا شبه طاردا لها: لو خلصتي كلامك اللي جاية علشانة ياريت تتفضلي علشان لازم أقوم أجهز نفسي علشان أنزل للمقابلة.

نزلت دموعها التي إستدعتها بمهارة وتحدثت بإعتراض: أرجوك كفاية إهانات لحد كده يا قاسم، أنا إن كنت متحملة طريقتك دي فأنا متحملاها علشان خاطر بحبك، بس لازم تفهم إن أنا إنسانة وعندي كرامة وشعور وبحس
زفر بضيق وسألها بإستفسار: إنت عاوزة إيه من الاخر كده يا إيناس؟
عوزاك يا حبيبي، جملة متلهفة قالتها إيناس بعيون راغبه.

وأكملت بخجل مصطنع: يا قاسم أنا مراتك وبحبك، وليا عليك حقوق شرعية من حقي عليك تديها لي، ده شرع ربنا يا حبيبي، من حقي استمتع معاك بحياتنا الزوجية وأعيش معاك كأي زوجة طبيعية بتحب زوجها، من حقي أحصل على حقوقي الشرعية كاملة
أجابها بملامح وجه صامدة: الكلام ده كان ممكن اتقبله منك لو كان جوازنا حقيقي وجائز شرع، وأظن إن إحنا إتكلمنا قبل كده في الموضوع ده وشرحت لك الوضع،.

وأكمل شارح من جديد: إحنا جوازنا صوري وغير مكتمل للأركان اللي تخليه شرعي يا أستاذة القانون
سألته بدموعها: إنت إزاي إتغيرت كده، نسيت إزاي حبنا وأحلامنا اللي ياما حلمنا نحققها مع بعض، فين حبك ليا يا قاسم؟
أجابها بنبرة نادمة: مكانتش أحلام، طلعت كوابيس خرجت منها مكسور ومتحطم،
وأكمل شارح: إسمعي يا بنت الناس، وفري محاولاتك دي لأن أنا راجل بحب مراتي ومستحيل أخونها تحت أي مسمي.

أجابته بنبرة غاضبة واعتراض شديد: حاسب على كلامك يا قاسم، أنا كمان مراتك زيي زيها وليا نفس الحقوق اللي ليها، وحتى لو مكنتش مقتنع بصحة العقد فده مايديلكش الحق في إنك تجرحني وتوصف علاقتي بيك بإنها خيانة لمراتك التانية
إحتدت ملامحه عند إستماعه للقب (مراتك التانية) وتحدث بنبرة صارمة غاضبة: قصدك مراتي الأولي والاخيرة، أنا مليش زوجة غير صفا ومش هيكون لي.

وأكمل وهو يقف لينهي هذا اللقاء الغير مرغوب فيه قائلا بإقتضاب. : ولو مش عاجبك الوضع ومحتاجة تحسي إنك زوجة، ممكن تحليني من الوعد اللي رابطني من رقبتي وخانقني، وأطلقك وتروحي تتجوزي وتعيشي حياة طبيعيه
وأكمل بنبرة جادة: وتبقي عملتي فيا جميل عمري ما هنساهولك،
وأكمل بإغراء لعلمه مدي جشعها: وصدقيني هعوضك ماليا بمبلغ محترم يأمن لك حياتك.

وقفت وتحدثت بنبرة زائفة مليئة بالحزن: إنت كده بتقضي عليا وبتظلمني يا قاسم
وأكملت متسائلة: تقدر تقولي بعد ما تطلقني وأتجوز من راج. ل تاني،
وأكملت بحزن مصطنع: ده لو فعلا قدرت أعملها أصلا وأكون مع راج. ل غيرك، هقول للراجل اللي هيتجوزني إيه لما يلاقيني لسه virgin؟
نظر لها وتحدث بنبرة هادئة: بسيطة، قولي له الحقيقة، وأنا كمان مستعد أروح له وقتها وأشرح له اللي حصل.

وأكمل بتضييق بين عيناه: وأظن إن ده شئ يسعد أي راج. ل لما يكتشف إن مراته لسه بكر وأنه هيكون أول راجل في حياتها، ولا أيه يا أستاذة
وأكمل بضيق شبه طاردا لها وهو يتجه إلى الباب المفتوح على مصرعيه ويقف بجوارة: إتفضلي يا أستاذة.

إستشاط داخلها من ذلك العنيد التي ستخرج كعادتها بيد خاوية وهي التي أتت ومنت حالها بإستسلامه وخضوعه لها، خاصة بعدما هاتفتها ليلي وأخبرتها بما حدث وكيف ترك النجع وهو غاضب ويتوعد لزوجته التي أهانته أمام جميع العائلة.

تحركت ثم وقفت قبالته وتحدثت بنبرة حنون زائفة وعيون عاشقة: أنا ماشية يا قاسم، بس عوزاك تعرف إني هفضل قاعدة في بيتنا ومستنياك، لحد ما قلبك يحن ويعرف مين هي اللي بتحبك بجد ومستعدة تضحي بعمرها كله علشانك
وأكملت بتمني: هستناك لأخر العمر يا حبيبي.

كان واقف بشموخ، يستمع لها كصنم لم يتحرك له رمش ولم ينطق بحرف واحد، وما أن خطت بساقيها متجهه إلى الخارخ حتى إستمعت إلى صفق الباب بحدة إهتز لها بدنها وأنتفض على أثرها
قبضت على يدها بشدة وتحركت بن. ارها متوعدة بعدم الإستسلام نهائيا حتى الحصول على ما حلمت به وتمنت، وهو التنعم بالعيش داخل ثروة النعماني وجلب حفيدا ترث به وتضمن به بقائها على ذمة ذلك العنيد
- -.

داخل المشفي
قص يزن على مسامع أمل ما أقره جده بشأن عدم موافقته على تطليقه ل ليلي وطلب منها الموافقة على الزواج منه على هذا الوضع وبأنه بدأ بتشييد منزلا خاص به بجانب منزل عمه زيدان، وءلك كي يحميها من غدر ليلي وفايقة
أجابتة بقوة ردا على حديثه: إنت عارف رأيي كويس بخصوص الموضوع ده يا يزن، أنا لا يمكن أكون زوجة تانية تحت أي ظرف أو أي مسمي،
واسترسلت بنبرة قاطعة: ده مبدأي ولا يمكن هغيرة.

إنصدم من ردة فعلها الحادة وسألها مستفسرا: أفهم من إكدة إنك معيزانيش؟
أجابته بثقة وهدوء: بالعكس يا يزن، أنا عوزاك ومحتاجة لك في حياتي أكتر ما أنت محتاجني بكتير
سألها بإستغراب حاد: فزورة دي إياك، كيف عوزاني ومجدراش على بعدي، وفي نفس الوجت بتستغني عني وترفضي چوازنا؟

تنهدت بأسي وأردفت شارحة له وجهة نظرها: بس أنا مرفضتش عرض جوازنا يا يزن، أنا فعلا عوزاك ومتمسكة جدا بيك، وحقيقي وصلت معاك لدرجة إني مش هقدر أستغني عن وجودك في حياتي
مفهمكيش أني يا بت الناس، وضحي حديتك لجل ما أفهمك زين، جملة نطق بها يزن بتشتت واضح
زفرت بضيق وأجابتة بصرامة: طلقها يا يزن، لو فعلا بتحبني طلقها
أجابها بنبرة حادة: معينفعش يا أمل، چدي مراضيش.

نظرت له بضيق وتحدثت بنبرة قوية: بس أنا هتجوزك إنت يا باشمهندس مش هتجوز جدك.
أردف قائلا بنبرة مترجية وعيناي متوسلتان: خلينا نتچوز ونطفي لهي. ب جلوبنا اللي عم تتحرج في بعادنا وبعدها يحلها الحلال
تحدثت بإهانة بالغة: للأسف يا باشمهندس، إنت ضعيف قدام تحكمات جدك، وأنا أسفة، مش أنا اللي أتجوز راجل ضعيف.

إشت. عل داخلة ورمقها بنظرة غاضبة بعد أن أهانت رجولتة وتفوهت بما لا يقبلة رجل صعيدي على كرامته وتفوه بنبرة حادة: لحد إكده وتلزمي حدك يا دكتورة،
وأكمل شارح لها: أني لا ضعيف ولا جليل، أني راچل إبن عيلة ومتربي على الأصول والتجاليد صح، والأصول بتجول إن العيلة ليها كبير ولازمن يتسمع كلامة، ده غير إن مفيش في عيلتنا حاچة إسميها طلاج.

تنفست عاليا وتحدثت: دي مشكلتك مش مشكلتي، وأنا ولا يفرق معايا كل تقاليدكم وعادتكم دي، أنا قولت لك شرطي للموافقة ولسه مصممة عليه
صاح بنبرة حادة غاضبة: ملعون أبوة شرطك على أبو جلبي اللي عشج واحدة جلبها كيف الحچر زيك، مش أني الراچل اللي على أخر الزمن حرمة عتتشرط عليه وتمشيه على كيفها
وأكمل بقوة: أنا ماشي، بس جبل ما أمشي أحب اعرفك إني سحبت طلبي الملعون، ومن إنهاردة يا بت الناس أني في طريج وإنت في طريج.

قال كلماتة وتحرك مسرع إلى الخارج، وتركها بقلب يرتجف ويش. تعل حزن على ما أوصت له ذلك البرئ، لكنها مازالت مصممه على رأيها وعدم تغيير مبدأها حتى ولو كان لأجل قلبها، فليست هي من تقبل بلقب الزوجة الثانية مهما كان الثمن.

قبل يوم واحد من إنتهاء مرور المهلة التي أعطاها قدري إلى ماجدة
كانت السرايا تإج بالزائرين من جميع المحافظة للإحتفال الضخم الذي أعد له عثمان للإحتفال بفوز زيدان في الإنتخابات البرلمانية وحصوله على مقعد البرلمان بإكتساح، حيث أقام إحتفالا ضخم وقام بذبح الذبائح ومد الولائم الفاخرة أمام الحضور لأجل غاليه زيدان.

كان قدري يقف جانب بهيأة متوترة ويتحدث بالهاتف ويبدوا عليه الإضطراب، ذهب إليه فارس وتسائل مستفسرا: مالك يا أبوي، فيه حاچة جلجاك إياك؟
أجاب ولده بنبرة زائفة: مفيش يا ولدي، ده أني كت بتصل على أخوك أطمن وأشوفه وصل لفين.

بعد قليل أتي قاسم إلى الإحتفال حيث كان أول حضور له منذ تلك المواجهه الحادة، دلف بسيارته عصرا ودلف لإحتفال الرجال داخل الحديقة تحت إحتفاء بحضوره من جميع العائلة، وذلك بعد المجهود الذي بذله لإنجاح عملية وتنظيم الإنتخابات،.

أما تلك التي أصحبت حزينة جراء إنقطاع حبيبها عن النجع فكانت داخل سرايا النعماني، حيث إحتفال النساء الذي لا يقل إهتمام عن إحتفال الرجال، حيث تقديم الاطعمة الشهية والحلوي والمشروبات بكل أنواعها
إقترب من جلسة جده ومال بجذعه وقام بتقبيل كف يده وتحدث بإحترام: كيفك يا چدي وكيف صحتك
ربت الجد على ظهر حفيده بحنان وتحدث بتفاخر وسعادة: أني بخير طول ما أنت وباجي رچالتي بخير يا سبعي.

أومأ له قاسم وتحرك إلى أبيه الذي إحتضنه بشدة وربت على ظهرة بحنان مرورا بعمه منتصر حتى وقف أمام عمه زيدان ونظر له بهدوء وتحدث بإحترام: ألف مبروك يا حضرة النايب، وعجبال ما تاخد الدورة الجاية بإكتساح بردك إن شاء الله
وقف زيدان وتحدث بإحترام وتقدير لدور قاسم قائلا: الفضل لله ثم ليك يا قاسم.

وأكمل بإمتنان وأستحسان: لولا الرچالة اللي بعتهم لي من مصر لجل ما يساعدوني وينظموا لي التحركات والدعاية الكبيرة اللي عملوها لي في المحافظة كلياتها، ما كنتش عاخد الكرسي بالعدد الكبير جوي دي
إبتسم بخفوت لعمه وتحدث بنبرة جادة: دخولك البرلمان شرف للعيلة وللنچع كلاته يا عمي، وحجيجي تستحجها، ألف مبروك.

تركه وذهب لشقيقه الذي إحتضنه بحفاوة، أما يزن الذي تحرك إليه ووقف يقابله ثم نظر إليه وتحدث بنبرة مترقبة: حمدالله على السلامه يا قاسم
أجابه قاسم بصمود: الله يسلمك يا يزن
شعر بخجله وتردده في إظهار مشاعر الاخوة والاشتياق، فبادر قاسم بجذبه إلى داخل أحض. انه وربت على ظهرة بحماية وأخوة وتحدث بنبرة أخوية حنون: إتوحشتك يا أخوي.

إنتفض ص. در يزن وشعر بحزن عميق تملك من قلبه، ولام حاله على تلك السنوات التي أضاعاها أبناء العم في عداوة واهية
تحدث يزن الذي مازال قابض من إحتضانه إلى قاسم: وأني كمان إتوحشتك جوي يا قاسم، حجك عليا يا أخوي
أخرجه قاسم من داخل احضانه ونظر له وتحدث وهو يربت على كتفه: حجك إنت علي يا يزن.

كاد فارس أن يبكي جراء تأثره بتلك المصالحة التي تأخرت كثيرا، لكنها بالنهاية أتت، فأن تأتي متأخرا، خيرا من أن لا تأتي من الأساس
جلس شباب العائلة يتسامرون لحين إنتهاء الإحتفال
ودلف الرجال لداخل السرايا، كانت لاتزال بالداخل تجلس بجانب جدتها لحتي تري أسر عيناها الذي إبتعد وكأنه يريد إرسال رسالة إليها ويخبرها أنه ما عاد يهتم لرضاها أو الإبتعاد.

دلف للداخل وألقي السلام على الجميع، أسرعت فايقة إليه وقامت بإحتضان صغيرها التي إشتاقته حقا، بادلها حضنها برعاية وأهتمام
ثم أقترب من جلسة جدته ومال بجذعه على مقدمة رأسها وقبلها ثم أمسك كف يدها بإحترام ووضع به قبلة إحترام وتقدير.

كانت تجلس بجانب جدتها بإلتص. اق، تسللت إلى أنفها رائحة عطره الممزوجة برائحة ج. سده التي تعشقها، وذلك لقربه المهلك لقلبها العاشق حتى النخاع فجعلتها ترتجف بجلستها، دق قلبها بوتيرة عالية تطالبها بالكف عما تفعله والرجوع والتنازل عن عنادها المميت، ولولا كبريائها وكرامتها لانتفضت واقفة لتلقي بحالها داخل أحضانه الحانية التي إشتاقتها حد الجنون.

نظر على ورد التي تجاور رسمية الجلوس بالجهه الأخري، ثم. ألقي عليها السلام بإحترام وقام بتهنأتها بحفاوة تحت إشت. عال ص. در فايقة وغيرتها من أن غريمتها أصبحت زوجة النائب وهذا ما سيعزز من مكانتها أمام المركز بأكملة.

ثم حول بصره إليها ينظر عليها بجمود، وجدها تجلس كشمس صيف ساطعة فرضت أشعتها على كل ما حولها فانارتة وجملتة وأعطت له رونق خاص، طالبه قلبه بالتنازل عن كبريائه وأن يقوم بسحبها لداخل أحض. انه كي يشبع روحه وروحها ويرحمهما من لوعة الإشتياق
نظر لها بجمود وتحدث بنبرة حادة عكس ما يدور بداخله: ألف مبروك لسيادة النايب يا دكتورة.

أما هي، فقد دق قلبها بوتيرة عالية حين رأته يقف أمامها بوسامته الطاغية وطوله الفارع، فبرغم كل ما حدث منه وما فعلة بها وأشعرها كم هي عديمة الفائدة ولا تعني له بشئ، إلا أن ذلك الملعون المسمي بقلبها مازال نابض بعشقة، بل متيم بغرامة المشؤوم
وكعادتها إستعادت توازنها على الفور وتحدثت بنبرة قوية وهي تنظر له بجمود مماثل: الله يبارك فيك يا متر.

تحدث إلى الجميع وهو يتحرك بلامبالاة نحو الدرج للصعود إلى الأعلي: تصبحوا على خير
هتفت الجدة كي تستقطبه ليجلس بجانب صفا لعل يحدث في الأمر شئ ويلينا قلبيهما وتصعد معه: لسه بدري يا ولدي، تعال إجعد وياي شوي واتعشي معاي
أجابها وهو يصعد للأعلي: إتعشيت برة يا چدة، عطلع أخد حمام وأعمل كام تلفون للشغل.

شعرت بن. ارا ش. اعلة داخل قلبها من إهانته لها وعدم تقديره الواضح وضوح الشمس إلى الجميع، إنتفضت بجلستها وتحدثت وهي تتحرك إلى الخارج: أني ماشية، تصبحوا على خير
وقبل خروجها من باب السرايا قابلتها تلك الحقود التي وشت لها وهمست بكلمات كالس. هام القات. لة قائلة كي تجعل الشك يتسلل داخل ص. درها: فكرك قاسم طالع لجل ما يعمل مكالمات شغل بچد.

وأطلقت ضحكة شريرة وتحدثت: تلاجية إتوحش مرت. ه المصراوية اللي راح رمي حاله چوات أحض. انها اليومين اللي فاتوا، وتلاجية كمان عايز يرچع أمجاده وياها ومكالماته كيف زمان
نظرت لها بص. در يعلو ويهبط من شدة إش. تعاله بفضل ن. ار الغيرة التي أصابتها جراء حديثها المسموم، سرعان ما تمالكت من حالها ونظرت لها بقوة وهتفت بعدما إنتوت بقلب الأدوار: تجصدي كيف يزن مع الدكتورة أمل إكده؟

جحظت عيناها ونظرت لها بعدم إستيعاب
فأكملت صفا بقوة وعينان سعيدتان وهي تري إحت. راق روح ليلي: معرفاش إياك!
وأكملت شارحه بتشفي: مش يزن طلب يد الدكتورة أمل وهي وافجت، بس شرطها الوحيد إنه يطلجك ويرميك برة حياته لجل ما ينضف ويليج بيها
وأكملت ضاغطة على كرامة تلك الليلي: وهو وافج على شرطها لجل ما ينول رضاها عليه ويتنعم چوة حض. نها بالحلال، وطلب من چدك إكده.

وأكملت بنبرة حزينة مصطنعة: بس يا خسارة، چدك مرضاش، مش علشان خاطرك، لا،
واسترسلت بمكايدة: چدك مرضاش لجل ما يجطع عليا طريج إن أني كمان أتشجع وأطلب الطلاج من أخوك، يعني چدك موافجش لچل خاطري أني وقاسم.

نظرت لها بإش. تعال وتحدثت: كدابة.
أجابتها بقوة وثبات: يزن عندك، وأبوك وأخواتك اللي چدك بلغهم بالامر، روحي إسأليهم، حتى أمك فايقة، تلاجيها عارفة ومستغفلاكي
قالت كلماتها وتحركت إلى الخارج تحت إشت. عال قلبها وقلب ليلي أيضا
بعد مرور حوالي ساعة، كانت تقف بشرفتها تراقب شرفته وتنتظر خروجه كي تري ماذا يفعل بعدما إش. تعل ص. درها ب. نار الغيرة من حديث تلك الحقودة.

خرج إلى الشرفة ممسك بيده قدح من القهوة التي صنعها لحاله مع إحاطة الذكريات التي لم تتركه وهو يتذكرها عندما كانت تصنعها له بحب.

نظر أمامه وجدها تتطلع عليه بغي. رة ون. ار ش. اعله، لم يعر لوجودها إهتمام، وبات ينظر للأعلي إلى السماء بترقب واستنشاق الهواء مع إحتساء قهوته بلامبالاة، كانت تنظر عليه والغل ينهش ص. درها منه، كان يشعر بها ومستمتع بحالتها تلك إلى أن قطع حبل تفكيرهما دخول سيارة الشرطة إلى الحديقة وأزعجهما صوت سرينتها العالي مما جعل قاسم ينتفض ويتحرك سريع إلى الأسفل.

وصل إلى الحديقة وجد جميع العائلة بدأت بالخروج لمعرفة ما يجري، فتحرك هو إلى ضابط الشرطة وسأله بإستفهام: خير يا أفندم
أجابه ضابط الشرطة قائلا بقوة: معايا أمر بالقبض على السيد قدري عثمان بتهمة قتله لزوجتة، السيدة ماجدة سمير عبداللطيف
جحظت أعين فايقة ونظرت إلى قدري الذي تفوه بنبرة مرتعبه: ماچدة إتجتلت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة