قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والثلاثون

كانت في حالة حزن شديدة طوال هذه الايام الثلاث. ملت من اتصالها الدائم به وهو هاتفه مغلق، اترى ذهب لها، لا يمكن لا يمكن. كانت تقضى لياليها مع كريستين صديقتها،
كريستين: هذا يكفى ميرنا. ربما صار مكروه لوالده
ميرنا: لا بل ذهب لتلك الدعوة سمية.
سيف متفاجئا: وما صلته بها؟
ميرنا: هي خطيبته. والده اجبره على الزواج منها فقام بخطبتها قبل زواجنا، الان ربما يكون قد تزوج منها، يا الهى انا لا احتمل...

كريستين: هيا ميرنا دعكى من هذا انه يحبكى، هيا خذى ذاك الكأس.
ميرنا: لا استطيع لقد قطعت وعدا لآسر بانى ساقلع عنها منذ ان تقابلنا.
كريستين: هذا كان وعدك لستيفن عندما مرضتى بسببها، لا تنسى ذلك، لا دخل لآسر...
ميرنا بارتباك: ولكن آسر ايضا قطعت له ذاك الوعد
كريستين: وقطعتى له ايضا بعدم تدخينك. وها انتى الان هذه العلبة الثانية لك.

سيف: هيا ميرنا. انه الان غارق مع سمية بشهر عسلهما ونسيكى وانتى الان تفكرين بوعدك له، انه لم يتصل حتى للاطمئنان عليكى، يبدو ان تلك المدعوة سمية قد انسته اياكى. بحق السماء. هيا كاس واحد سينسيكى المك ولن يحنث بعهدك معه
ميرنا بتردد: واحد فقط، واحد...
هنا قرر سيف كيف ينتقم من سمية بطريقته الخاصة، , كانت مازالت اثا الصدمة والقلق والتوتر بادية على ملامحهم،
أحمد بعصبية: انا سالت. محمود فين حد يرد...

مها: اعصابك يا حبيبى. صحتك يا أحمد مش كده
أحمد: بصوت عالى: مها. اسكتى انتى، وانتوا ردوا عليا...
آسر ناظرا بالارض بالم: بابا تعيش انت ياعمو...
أحمد بصوت عالى: انتوا بتقولوا ايه، امتى وازاى، وازاى انا معرفش...
سمية: بابا اهدى عشان خاطر صحتك عشانن خاطرى.

أحمد بعصبية شديدة وصوت عال: اهدى ايه وزفت ايه، اخويا يموت وانامحضرش عزاه، طيب تعاملتوا معايا على انى مشلول ماشى لغيتونى من حياتكم ماشى، لكن من حياة محمود ومن محمود لا. لالا، ليه محدش قاللى ليه...
آسر بتوتر: يا عمو بابا عمل حادثة وكان لازم يدفن، مكنش ينفع نستنى، غير كده حضرتك مكنش ينفع تيجى...
أحمد: اه، ومين قال كده...
هنا جاء خليل على صوت أحمد،
خليل: انا يا احمد اللى قولتلهم كده.

أحمد: وانت خلاص يا دكتور خليل. بقيت كبير العيلة وانا معرفش...
خليل: الله يسامحك. انا مش هحاسبك على كلامك دلوقت، حمد لله على سلامتك.
مها باحراج: الله يسلمك يا دكتور خليل، البقاء لله يا آسر
آسر: البقاء والدوام لله...
أحمد متوجها بكلامه لسمية بطريقة جافة: حضرتولى الاوضى اللى تحت...
سمية بابتسامه باهتة: ايوة يا بابا. تعالى انا هوديك.
أحمد بلهجة آمرة: لا، انا هدخل لوحدى. عن اذنكم.

نظرت سمية لامها بنظرة متسائلة، ماذنبى، تخفض مها بصرها لاسفل، انصرف آسر دون ان ينطق ببنت شفه، لاحظ خليل،
خليل: معلش طبيعى تكون كده ردة فعله، وكمان معلش استحملوه، اللى فيه مش شوية...
مها: عارفة والله يادكتور خليل. الحمد لله، تعباناك معانا.
خليل: متقوليش كده، ع فكرة اميرة فوق، بس نايمة
مها: كويس والله وميرفت ها صح؟
سمية: ايوة يا ماما، حضرتك روحى بس ارتاحى. انا وسامية نقلنا كل حااجة هنا...

مها: ماشى يا حبيبتى، عن اذنكم
خليل /سمية: اتفضلى
خليل بنبرة حانية: ع فكرة مفاجئتك كده هتبوظ
سمية باستغراب شديد: مفاجأة ايه؟
خليل: بتاعة الجامعة، تراكم الست سنين. امتحاناتك هتبدأ خلاص
سمية: ااااااااااااه ايوة ايوة. لا والله يا عمو شكل كل حاجة باظت
خليل: عيب عليكى. هاتى كتبك وتعالى برة في الجنينة. في الركن البعيد الهادى ده، وتعالى بس الاول خللى حد يعملنا الفطار دى الرشوة بتاعتى...

سمية: بس كده، ثوانى وهاجى، عن اذن حضرتك
خليل: اتفضلى بس دقيقة وتكونى قدامى.

قضت سمية عدة ساعات مع خليل منهمكين في مذاكرتها وتدريبها على الاختبارات حيث انها اخر سنة لها بالكلية. كان آسر بغرفته ممسكا بهاتفه فقد فتحه لتوه، وجد عدة اتصالات من ميرنا. زقام بالاتصال بها لكنها لم ترد. فعلا لها ذلك فالوقت متاخرا جدا، طل من شرفة غرفته. ليجد سمية بجوارها خليل يستذكران دروسها، ابتسم بسخرية. ماهذه المدللة التي لا تقوى على المذاكرة بمفردها، انها فعلا طفلة، والان سيفتك من هذا الموثق، فقد توفى والده وجاء أحمد وصحته جيدة، دون ذلك لا يقوى ان ياخذ فتاة كتلك المسماة سمية، , كان جالسة بجوارها على الطاولة. منبهر بمستواها رغم ما حدث ولكم لم يؤثر ذلك في دراستها، حاول ان يجعلها تخطئ ولكنها ابت ذلك بل كانت ترد عل اسئلته بسلاسة، حتما ستحصد المركز الاول بكل سهولة،.

سمية: ها ايه راى حضرتك، انفع...
خليل: الا تنفعى، ده انتى بعد شوية هتطيرينى من رئاسة القسم
سمية بخجل: مش للدرجة يعنى يا عمو. ده انا على ادى
خليل: يا بنتى ادك مين، ده انتى ماشاء الله عليكى. بجد الله اكبر، ربنا يحرسك. انا اديتك كام تركاية في نص الاسئلة، لكن ولا حسيتى بيها خالص واديتينى انا تركاية احترت فيها، الله اكبر.

سمية: ايه يا عمو لا مش كل ده والله. ده بس يعنى. المهم. هو حضرتك كنت بتقول ان المحامى بتاع عمو الله يرحمه هييجى النهاردة. معلش لو كنت بتدخل...
خليل: ايوة هو طلب ييجى، وطلب انك تكونى موجودة
سمية متفاجئة: انا.؟! ليه؟
خليل: معرفش، انا كمان مستغرب، بس يمكن عشان انتى خطيبة ابنه
سمية: بس مش وريثة...

خليل وهو ينهض: يا خبر النهاردة بفلوس بكرا يبأى ببلاش، لا ده بعد كام ساعة هيكون ببلاش، اروح اقول لاحمد، زمانه صحى. وانتى قومى ريحى شوية
سمية: ماشى.

صعدت سمية متجهة لغرفتها استوقفتها غرفة مغلقة طالما التجات اليها وهي غرفة ابيها. ابت دمعة سميةة الا ان تستقر على وجنتيها. لم كان ابوها قاسيا عليها هكذا. لماذا. كل مرة. يصير هكذا. منذ الصغر. يغضب ابوها من شئ ما. لتجده يقف بوجهها معلنا ومنفسا عن ذلك الغضب بها، لا ترى احظها العثر ام ماذا. توجهت لغرفتها. اخذت دوائها. استعدت للخلود للنوم، ولكن فاجئها صوت عدة طرقات على الباب،
سمية: مين.؟

يوسف بقلق: انا يوسف يا سمية. معلش بس مى عيزاكى وتعبانة ومرضيتش انادى عمو خليل بس...
سمية فتحت له الباب وقاطعته: خير انا جاية، مالها،؟
يوسف بارتباك: معرفش. صحيت من النوم عمالة تعيط و عمالة ترتعش وعرقانة، معرفش مالها. ادخليلها واقفة ليه
سمية وتوجهت نحو سرير مى: بسم الله، مى يا حبيبتى. انا جمبك...
مى بصوت متقطع باكى: سمية، سمية. ارقينى، ارقينى، انا تعبانة...

سمية: معلش يا باشمهندس. زخليك هنا وانا هنزل اجيب شوية حاجات من تحت
مى: لا، خليكى. خليكى. اقر قرآن مبتقريش ليه. ه هه، اقرى...
سمية: معلش يا باشمهندس. انا اسفة، بس قول لسامية تحت تجيب مياه ساقعة. وخل. وخليها تجيب دواانا حطاه تحت في الاجزخانة.
يوسف بقلق: ليه هيا مالها؟
سمية بابتسامة مطمئنة: متقلقش، بس هي حرارتها مرتفعة بس
يوسف: طيب.

جلست سمية بالقرب من مى. تتلو عليها الرقية الشرعية. وبعضا من ايات القرىن الكريم، حتى جاء يوسف بالاغراض. قامت فتحت له سمية الباب
سمية: ايه ده طيب سامية مجبتهمش ليه، معلش تعبتك
يوسف: مش مشكلة.

وشرعت سمية في وضع الكمادات على جسم مى لتقلل من حرارتها، وكان يوسف يجلس بالقرب من مى ممسكا بيدها. يطمئنها بين الحين والآخر. كانت سمية تنظر اليهما بكل حب وود. تدعو الله ان يحفظ هاذين العاشقين لبعضهما، جلست سمية بجوار مى. لكن يوسف ابى ان يتركهما جلس على كرسى بعيد نوعا ما، ظلا هكذا حوالى ساعتين، حتى اطمئنت سمية على مى.

سمية بصوتت منخفض: هي الحمد لله حرارتها الحمد لله بات كويسة. وكمان الدوا هيخليها كوييسة لما تصحى ان شاء الله. انا هستأذن
يوسف بامتنان: بجد متشكر جدا، مش عارف من غيرك كانت مى عملت ايه.
سمية: العفو ياباشمهندس. مى اختى وربنا عالم، عن اذنك
يوسف: بلاش باشمهندس دى بجد عاملة زى الطربوش. وبجد تقيلة اوى
سمية بخجل: انا معرفش اقول غير كده بجد انا اسفة.

يوسف: يا بنتى انتى بتتاسفى كتير ع فكرة وده غلط على الصحة. بصى حاولى ماشى؟
سمية: ان شاء الله. عن اذنكم ولو حصل حاجة انا في اوضتى.
يوسف: ماشى اتفضلى...
توجهت سمية لغرفتها علها تنال قسطا من الراحة، بالفعل توجهت لغرفتها وما ان رات الفراش حتى استلقت عليه وغرقت بنومها، , كان يجلس بالصالون هو وزوجته ومها،
خليل: يعنى هو عصبى من يومها كده.

مها: لا مش للدرجة ى بس بردو. باى عصبى شوية واحنا هناك. المهم. ميرفت لسة نايمة ده كله يعنى هي بتتاخر في النوم للدرجة دى؟
أميرة: هي مبتنزلش من الاوضة فوق خالص. دخلت ليها اكتر من مرة بس بردو. ربنا يكون في عونها...
مها: يارب
خليل: معلش يا ام سمية، صحى احمد وقوليله ان المحامى جاى ولازم يكون عند خبر بما انه كبير العيلة انا مهمتى لحد هنا خلاص.

مها بعتاب: لسة بردو زعلان يا دكتور خليل، والله أحمد بيعزك زى محمود الله يرحمه ويمكن اكتر، هو بس من عصبيته. يعنى انت مشوفتش عمل ايه في سمية
أميرة: هو عمل ايه معاها؟
مها: زعقلها وكلمها بطريقة جافة جدا واحرجها قدام دكتور خليل وآسر
أميرة: نعم باشمهندس احمد يعمل كده؟

مها: من ضيقه وزعله والله، انتوا عا رفين ده معندوش معزة سمية. بس هو دايما كده لما يكون متدايق يطلع ديقه فيها وبعد كده يصالحها، وهي بأت متعودة على كده...
خليل بغموض: كفاية. معدش ينفع
أميرة: بتقول حاجة يا حبيبى؟
خليل: ها، سلامتك يا أميرة، بس بقول صحوا أحمد عشان منتاخرش، عن اذنكم انا خارج برة. هتحتاجوا حاجة
أميرة: منتحرمش يا حبيبى...

خرج خليل من المنزل متوجها نحو الاراضى الزراعية الت يعشق المرور بينها، امامها فتوجهت لغرفتها لتوقظ زوجها، دخلت بهدوء، وجلست على الفراش. تمسح على رأس زوجها ثم قبلت كتفه، هزته بهدوء شديد.
مها بصوت منخفض: أحمد. أحمد. اصحى. يا حبيبى
أحمد: خير يا مها،؟
مها: خير ان شاء الله، المحامى جاى دلوقتى ولازم تكون موجود...
أحمد وقد اعتدل ليصبح في وضعية الجلوس: جا ليه.؟

مها: عشان وصية محمود الله يرحمه، ولازم تكون موجود.
أحمد بتأثر: محمود الله يرحمه. جه اليوم اللى احضر فيه وصيته...
مها: يا حبيبى ربنا يرحمه كل نفس ذائقة الموت، متعكلش في نفسك كده صحتك يا أحمد.

أحمد بعصبية خفيفة: انتواليه مش عايزين تفهموا، محمود كان كل اللى باقيلى من اهلى. كنت بعتبره اخويا الصغير وابنى وابويا واهلى، هو اللى كان باقى من عيلة الفيومى ليا يا مها. كنت مطمن لوجوده جمبى حت لو كام نقصر معايا مش مشكلة، المهم انه كان عندى اخ وسند وضهر، انا اتكسرت بعد موته، حتى عزاه محضرتهوش. محمود راح منى من غير مقوله انت اخويا وحبيبى، راحوا اهلى وعزوتى مع محمود يا مها.

مها بعتاب: اخص عليك، يعنى انا والولاد مش اهلك يا احمد. ده انت ليهم كل حاجة في الدنيا وميقدروش يعيشوا من غيرك يوم، دول كانوا هيتجننوا عليك. عارف سمية كانت يوميا مرات تتصل بيا بالعشرمرات عشان تتطمن عليك بس، ومالك ورهف وملك، عيالنا سندنا واهلنا يا احمد، وهم فاكرين انهم ليك كده، انا عارفة انك كنت بتحب محمود الله يرحمه، بره في عياله، خللى بالك منهم، وحوط عليهم، نفذ وصيته ليك يهم، ادعيله، انا عارفة انك اقوى من كده.

أحمد يطبع قبلة خفيف على رأسها: ربنا يخليكى ليا. طيب يلا ساعدينى عشان اقوم...
مها بنظرة حانية: بشرط...
أحمد: انتى زهقتى من اولها ولا ايه،؟
مها: ابدا. ده انت نور عينى. بس اعتبر اللى انا هقوله طلب مش شرط.
أحمد: اعتبريه أمر يا ستى، خير؟
مها بابتسامة: الامر لله، سمية يا أحمد.
أحمد باستغراب: مالها،؟
مها بنظرة ذات معنى: يعنى متعرفش مالها، عينى في عينك كده،؟
أحمد بنفاذ صبر: طيب خلاص هراضيها، روحى ناديهالى.

مها: لا. راضيها ادام خطيبها وخليل.
أحمد: انا مش شايف ان اللى حصل يستدعى ده.
مها: لا مع سمية يستدعى، عشان خاطرى، والله البنت من وقتها وهي نايمة. انت عارفها اكتر منى. عشان خاطرى.
أحمد: طيب يا مها، ربنا يسهل
مها بابتسامة: ربنا يخليك لينا، وكمان حاجة.
أحمد: خليل صح.؟ حاضر يا مها والله هراضيهم...
مها بخجل: ربنا يخليلى قلبك الكبير ده ويخليك ليا.

اتى اتصال لخليل من المحامى، فاخبره ان احمد يوجد بالمنزل، وانه ينتظره. قضى خليل بعضا من الوقت خارجاثم عاد الى المنزل. , خرج ليجد يوسف يحتسى فنجانا من القهوة. ويقرا الجرائد، توجه اليه بكرسيه المتحرك، تفاجأ يوسف به وبوضعه الجديد
أحمد: اهلا اهلا يا يوسف، ازيك.
يوسف مندهشا: عمو احمد؟ حضرتك مبتمشيش،؟ اقصد حمدلله على السلامةيعنى...
أحمد بابتسامة: هون على نفسك هون يا بنى. اقعد بس.

يوسف: الف سلام على حضرتك والله انا معرفش. ان حضرتك تعبان، البقاء لله
أحمد: البقاء والوام لله مفيش مشكلة محدش يعرف اساسا. المهم ايه اخبار مى هي كويسة،؟
يوسف اومأ برأسه بحزن: لا والله يا عمو من يوم الوفاة وه كل يوم بحال حتى سمية ايتها دوا الصبح. واهى نايمة من وقتها. ربنا يكون في عونها.
أجمد: ان شاء الله هتكون كويسة متقلقش.
يوسف باحراج: معلش تقلنا عليك يا عمو بس...

أحمد مقاطعا: عيب تقول كده، ده بيتك وبيت مراتك يا يوسف. مفيش حد بيتقل في بيته ولا انا غلطان، متقولش الكلام ده تانى. المهم. آسر فين، سايبك قاعد لوحدك كده.
آسر: السلام عليكم
أحمد: وعليك السلام، خير كنت فين
آسر: كنت قاعد مع ماما شوية. حالتها صعبة من يوم الوفاة
أحمد: خليك جمبها. ربنا يخليهالك ويطلعها من الازمة دى على خير. المهم المحامى جاى عشان الوصية جاهز؟

آسر: انا معرفش ايه لازمتها مدام كل حاجة هتمشى بالشرع والقانون.
أحمد: لا الوصية مهمة جدا. حتى اننا مطالبين بيها شرعا.
كانت سميةنائمة بعمق حتى اتتها رؤيا عجيبة، نهضت سمية مخضوضة من نومها، تلت المعوذتين. ثم قامت وتوضات ثم صلت العصر. وجلست بغرفتها تقرأ، حتى اتتها والدتها. طرقت عدة طرقات ثم فتحت الباب
مها بابتسامة: ممكن ادخل...
سمية: اكيد تعالى اتفضلى.

مها وجلست بجوار ابنتها على السرير: ايه اللى انتى بتقريه ده...
سمية: ده كتاب رسائل فان جوخ
مها: الرسام التشكيلى؟
سمية: ايوة الفنان الكئيب، هههههه
مها: وايه اللى مخليكى تقريها. احنا ناقصين كآبة...
سمية: انتى عارفة يا ماما. فان جوخ ده طفولته كانت كئيبة لرجة انهم قالوا عليه مريض نفسى قطع حته من ودنه وبعد كده انتحر...

مها: احنا ناقصين يا بنتى كآبة، مالها يعنى الوسادة الخالية. لاحسان عبد القدوس، طيب احكيلى محتوى الكتاب يمكن اعذرك هههههههه.

سمية: يا ستى هقولك قصة من الكتاب، فان جوخ بعت لاخوه في يوم رسالة يقوله انه بيحي واحدة اسمها جيت وهي مش حاسة بيه. فضل حا ايده على الشمع يمكن تحس بيه وتحبه لكن ايده اتحرقت وهي زى ماهى كملت حياتها مع واحد تانى. فضل عايش حياته في اطار مأساوى بس ابدع لوح غاية في الجمال والمشاعر، مات وهو عنده 7 سنة بس. يعنى الابداع والمشاعر دى كلها طلعت من واحد عنده اقل من 37 سنة. محدش عرف قيمة لوحه وفنه غير بعد ممات بسنين كتيرة يعنى...

مها: بس مش شرط الانسان يكون كئيب عان يكون ناجح. ولا يدفن نفسه...
سمية: بس لازم الانسان يضحى بحاجات عشان يلاقى حاجات تانية مهمة
مها: بس يا ترى الحاجات اللى ضحى بيها دى تستاهل انه يضحى بيها...
سمية: اوقات يا ماما قدام اختبار معين كل حاجة بتتساوى بعدها الانسان يُجبر على حاجة. فمتفرقش بعد كده...
مها: مالك يا سمية،؟ فيكى ايه، فضفضى...

سمية بتنهيدة: ولا حاجة يا ماما بس اليومين اللى فاتوا كانوا صعبين اوى. الحمد لله...
مها: اعذرى بابا يا سمسمة، انتى عارف اعصابه وكمان موضوع رجله.
سمية مقاطعة: مفيش مشكلة، المهم كنت عايزة اكلم حضرتك في موضوع
مها باهتمام: خيييير،؟
سمية: خطوبتى يا ماما...
مها: مالها، آسر دايقك في حاجة؟
سمية: لا، بس...
مها مقاطعة: بس ايه؟
سمية: انا مش مرتاحة للموضووع يا ماما.

مها: نعم؟ ازاى يعنى، الولد كويس ومحترم. وراكز، ودكتور في الجامعة عايزة ايه تانى
سمية: يا ماما مش عايزة حاجة، انا عايزة اكون مرتاحة. انا حاسة اننا مش مناسبين لبعض. هو من عالم وانا من عالم تانى. هو له طريقة وانا ليا طريقة...
مها: ماهو طريقتك والعالم بتاعك ده لا يمكن تلاقى حد زيك فيه، سمية بابا بجد تعبان متفتحيش الموضوع ده قدامه دلوقتى، نتكلم في الموضوع ده بعدين مش وقته يا حبيبتى، ماشى؟

سمية بخيبة أمل: مااشى.
طرق الباب عدة طرقات لتدخل سامية،
مها: خير يا سامية،؟
سامية: باشمهندس أحمد في المكتب ومعاه دكتور آسر وميرفت هانم والمحامى. وطلب دكتورة سمية تنزلهم
مها: سمية؟ ليه، طيب طيب روحى يا سامية ثوانى وسمية هتنزل...
سمية: طيب انا هنزل عن اذنك يا ماما.
مها: تنزلى بلبسك ده،؟
سمية: ماله لبسى، احنا في ميت
مها: سمية البسى حاجة غير عباية ست الحاجة دى. البسى اى حاجة غامفة.

سمية بتململ: يا ماما مش وقته.
مها بعند: لا وقته. اتفضلى البسى الطقم ده...
سمية: يا ماما مينفعش.
مها: لا ينفع. مفيش نزول غير لما تغيرى اتفضلى.
ابدلت سمية ثيابها على مضض ولكن ارتدت طرحة ذات لون كحلى اعلى تلك المنقوشة. غضبت امها قليل ,,ولكن دعتها تنزل، كانت سمية رقيقة جدا وراقية في ملابسها تلك. طرقت باب المكتب عدة طرقات اذن لها أحمد بالدخول. دخلت سمية ناظرة في الارض ثم امرها ابوها بالجلوس بجواره،.

أحمد: تعالى هنا جمبى يا سمسمة، ها يا استاذا حامد هتبدى الوصية ولا لا...
ميرفت: بس اللى اعرفه ان الورثة بس هم اللى بيحضروا الوصية مش القرايب والحبايب
آسر قبض على يد أمه: بس عمو أحمد مش غريب يا ماما وبابا طلب كده
ميرفت بتعجب: طلب احمد وسمية يحضروا.؟ يعنى كمان هيظلم ولادى في حقوقهم ونصيبهم وهو عايش وهو ميت بسببكم
أحمد بلهجة صارمة: ميرفت كفاية الاسلوب ده، انا خارج.

سمية باحراج شديد: انا اسفة يا استاذ حامد. بس مقدرش احضر الوصية، عن اذننكم...
حامد المحامى: استاذ احمد حضرتك براحتك لو مش عايز تحضر لكن دكتورة سمية لازم تحضر الوصية مش هتتفتح غير بوجودها...
آسر: اتفضلوا يا عمو رايحين فين بس معلش ماما اعصابها تعبانة. اتفضل يااستاذ حامد...

اخذ حامد يتلو نص الوصية وكان فيها عبارات اعتذار لاحمد وعبارات عتاب وحب لابنه وبنته وزوجته. اعطى محمود كل ذى حق حقه حتى جاء موعد حصة آسر، وكانت الصدمة.
[
COLOR= DarkRe ]
آسر بصدمة: يعنى بابا كتب نص نصيبى نقدا لسمية كمهر ليها...
حامد: ايوة وده ظرف ليك. اتفضل اقراه...
آسر: طيب
أحمد: بس انا مش عايز المهر ده لبنتى
ميرفت: مش انا قولت هيظلم ولادى عشانكم.

سمية بدموع بسيطة: انا مش عايزة حاجة منكم ولا مهر ولا حاجة. واتفضلوا الدبلة اهه، [/color]
وركضت سمية مسرعة للخارج توجهت لمزرعة الخيول، ذهبت لصديقتها التي تحكى لها المها، ,اما آسر كان في حالة من الصدمة والتعجب والضيق والغضب. لا يدرى،
أحمد: انا هخرج عن اذنكم كملوا الوصية. وانا مش هظلم ولادك يا ميرفت هانم متقلقيش.
حامد: الظرف ده لسمية يا باشمهندس ياريت هي اللى تاخده وتقراه. محمود وصانى بكده.

أحمد: طيب يا حامد. عن اذنك يا آسر
آسر: اتفضل يا عمى، ياترى يا استاذ حامد في مفاجآت تانية ولا لا،؟
حامد: افتح الظرف يا دكتور واقراه وهتعرف كل حاجة...

فتح آسر الظرف ليجد المفاجأة الكبرى. نصيبه كله باسم سمية. حتى انه يوجد منزل بامريكا نفس الولاية. وهذا ايضا باسمها. وارصدة البنك وكل شئ، حتى يمر على زواجهم سنة كاملة وتعيش معه في امريكا. وتكون مرافقة له اينما ذهب خلال هذه السنة. فيتحول نصيبه اليه كاملا وكل شئ يرجع الى وضعه. وهذا لا يعرفه سمية او اى احد سوى المحامى، وان الذي كتب مهرا لسمية. هذا هو مهرها دون تدخل في نصيب آسر، ولا احد يدرى عن ذلك.

آسر بعصبية شديدة: ايه اللى مكتوب ده،؟ بابا لا يمكن يعمل كده اكيد في حاجةة غلط
حامد: لا مفيش حاجة غلط ودى وصية متوثقة وغير كده دى امضته لو كنتش غلطان
مى: في ايه يا آسر؟
آسر بغضب شديد: ولا حاجة. مستقبلى راح خلاص للاسف، ربنا يسامحك يابابا. ليه تعمل كده ليه
ميرفت بقلق: في ايه يا آسر
سر: ولا حاجة، المهم كمل يا استاذ حامد...
حامد: لا. مفيش انا كده خلصت مهمتى. عن اذنكم.

خرج المحامى ليجد أحمد ,,سلم عليه واستاذن ليذهب ولكن احمد اصر عليه ليتناول واجب الضيافة، خرج آسر من غرفته مسرعا نحو غرفته وهو في قمة غضبه. اتصل بيوسف، كان يوسف في مزرعة الخيل مصاحبا لخليل. لكنهم لا يعلمون بوجود سمية، فجأة اتاهاتصال من آسر
آسر بعصبية انت فين؟
يوسف: اعوذ بالله. انا مع دكتور في مزرعة الخيل خير...
آسر: ابعد عنه شوية...
يوسف: حاضر...

استأذن يوسف من خليل و ترجل قليلا حتى كان بجوار الاسطبل حيث توجد سمية بجوار مهرتها، دون ان يدرى
يوسف: خير يا بنى مالك
آسر: الحقنى يا يوسف، بابا كتب نصيبى كله لسمية وشرط انه يرجعلى انى اتجوزها لمدة سنة، وكمان ايه كل حاجة ملكى بأت ليها. بيت امريكا والرصيد في البنك وكل حاجة وكمان محدش يعرف، وكمان ايه اوهمهم بانه كتب نص نصيبى ليها كمهر وفي الواقع هو مهر مش نصيبى، حلاص انا مستقبلى ضاع.

يوسف متفاجئا: ثوانى. انا مش فاهم حاجة، يعنى دلوقتى كل حاجة ليك مكتوبة باسم سمية. وهي تعرف ان نص نصيبك مهر لكن هو كله. ولازم تتجوزها لمدة سنة عشان تاخد حقك، مش فااااااااااااااااااهم
آسر: ايوة بالضبط كده. عشان اخد ميراثى واكمل مستقبلى لازم اتنيل اتجوزها وكمان ايه خدها معايا امريكا اعيش معايا. زليه بابا يغصبها عليا حتى بعد ميموت ليه يدفننى بالحياة، ليه مضطر انه يعاقبنى بيها ليه.

يوسف: استعيذ بالله من الشيطان يا آسر. وبعدين والله سمية كويسة وجميلة جدا من جواها، صدقنى ممكن تكون فرصة كويسة انك تلاقى زوجة كويسة ليك
آسر: يا سيدى انا مبحبهاش الحب مش بالعافية ولا الجواز. انا كنت ناوى انهى الموضوع. لكن للاسف
يوسف: تنهى موضوع ايه بس. اهدى كده وبطل العند بتاعك ده. ياسيدى على اسوأ الظروف اتجوزها وهي سنة والل تفاهمتوا كملوا حياتكم. متفاهمتوش كل واحد يروح لحاله، سايس امورك.

آسر: طيب انا هقفل لان عمو احمد باعتلى عن اذنك...
يوسف: طيب ماشى انا دقايق وجاى. سلام.

كانت جالسة تمسح علستها على رأس فرستها فلة، كانت رقيقة وهادئة مثل صديقتها. كان لونها ابيض كالثلج. من سلالة مميزة في الخيل العربى الاصيل، كانت تحكى لها عما حدث معها. ولكن استوقفها حديث يوسف. فاجئها، ظلت تستمع له. مع كل كلمة تنهمر شلالات الؤلؤ على وجنتيها، انهى يوسف حديثه ومشى. جلست سمية. تفكر ماذا تفعل، الهذا الحد يبغضها آسر، هل جمالها المتواضع هو السبب ونظام حياتها، ام ماذا، الهذه الدرجة يفكر الناس بالجمال الخارجى والملابس، ربما لم يحبها خطيبها الاول لذلك السبب. ربما لم تقابل حبا لها السبب ترى ماشكل التي يحبها تلك، ما مواصفتها التي جعلت قلبه أسيرا لهذه الدرجة، جلست سمية تبكى، حتى ملت البكاء. ملت ان تكون مفعول به، تعبت، متى ستقول لا، متى ستقول انا اريد، متى، اذن المغرب، انتبهت سمية لتأخر الوقت، قامت ودعت صديقتها التي اطلقت حمحمات مودعة لها لتواسيها. ابتسمت سمية لها وخرجت، , نزل ليلبى نداء عمه. وفي قرارة نفسه شيئا،.

آسر: خير يا عمو
أحمد: خير با بنى. بص يا آسر ربنا ميرضاش بالظلم ولو قبلت مهر سمية ده ابقى ظالم. بص يابنى نصيبك هتاخده كامل متدايقش. ومتزعلش من رد فعل سمية، انا اسف
آسر: متقولش كده يا عمو. حضرتك ملكش ذنب. انا اللى مفروض اعتذر عن كلام ماما. بالنسبة لسمية ياريت بس حضرتك تحاول تهديها انا اسف على اللى حصل.
أحمد: مفيش مشكلة، انا عارف بنتى شوية وهتروق، بس راضيها انت كمان بكلمتين.
آسر مبتسما: حاضر...

فى هذه الاثناء دخل خليل بصحبته يوسف، رحببهما أحمد،
أحمد: ايه يا عم خليل مليت من الراجب العجوز ورحت تتسامر مع الشباب ولا ايه
خليل: لا والله بس حبيت اريح ناس واخليهم براحتهم
أحمد: اخص عليك يا راجل ده انت الدوا بتاعنا، بس بنحبه. تعالى. اقعد معانا، الله امال فين سمية هي مكنتش معاك.
خليل: لا. انا برة من الصبح. يوسف قابلنى واتمشينا شوية. لكن مشوفتش سمية. مش كانت المفروض معاكم ومع المحامى...

أحمد بقلق: بس هي خرجت قبلنا بشوية وطلعت. سالت عليها ملقتهاش قالولى انها خرجت. افتكرتها خرجت معاك. ز
خليل: متتقلقش. هتكون في الجنينة برة، اتصل بيها طيب
أحمد: الموبايل بتاعها هنا، وبعدين العشا قربت تدن. انا خايف عليها عمرها متاخرت برة
خليل: هي في بلد غريبة. دى بلدها، الناس كلها عارفاها هنا. متقلقش
أحمد بقلق: صليتوا المغرب.؟
خليل: ايوة انا ويوسف صلينا في المسجداللى جمبكم.

آسر محسسنى انها طفلة، ياربى انا هتجوز واحدة ملهاش في اى حاجة. هتجوز واحدة فلاحة. دى اخرة آسر الفيومى، : يوسف تعالى معايا عايزك، عن اذنكم
ماهى الا دقائق حتى قدمت سمية لتجد خليل بجوار ابيها وعلى وجههم علامات القلق. دخلت عليهم ةالقت التحية.
أحمد بقلق: كنتى فين لحد دلوقتى؟
سمية بارتباك: كنت في مزرعة الخيل. مع فلة في الاسطبل.

أحمد بعصبية خفيفة: يعنى يتحرق دمنا من القلق عليكى وانتى مع الخيل مبسوطة ولا على بالك، في حاجة اسمها موبايل مخدتيهوش ليه
خليل: اهدى يا احمد.
سمية: انا اسفة انى قلقتكم عليا وتانى مرة هاخد الموبايل. عن اذنكم
أحمد: سمية استنى.
سمية: نعم يا بابا. عملت حاجة تانية.
أحمد بنبرة هادئة قليلا: تعالى قربى.

سمية جالسة بجوار والدها: ده ظرف من عمك محمود ليكى. انااسف يا سمية. زعارف شديت عليكى النهاردة. اعرينى والله اللى بيحصل ده مش قادر استوعبه. لحد دلوقتى. استحملينى يابنتى
سمية وهى تقبل رأس والدها ويده: متتاسفش ابدا يا بابا ولا يهمك. انا قولت لحضرتك قبل كده انا ملك ليك يابابا. اعمل اللى انت عايزه، ربنا يقويك يا بابا عن اذنك.
خرجت سمية توجهت لغرفتها اثناء صعودها اصطدمت بعمرو. دون انتباه،.

عمرو: واو ايه الشياكة دى، بس حاطة برفيوم من عند فلة ولا ايه ههههه
سمية: ايوة كنت عندها، قلقت انت كمان
عمرو باهتمام: سمية. مالك. انتى بتعيطى؟
سمية تمسح دموعها: لا لا بس عينى انطرفت. ملك كويسة؟
عمرو: نايمة 24 ساعة في الاوض. قال ايه انا حامل، وخلاص كلها شهرين وهولد سيبنى في حالى.
سمية: هههه معلش هي متدلعة شوية. عرفتوا بنت ولا ولد.

عمرو: لا طبعا. البيبى طالع دماغة ناشفة ودلوع لمامته مش الدكتور معرفش يشوف حاجة
سمية: خليها مفاجئة ليكم احسن، ربنا يرزقكم بذرية صالحة وسليمة. عن اذنك يا عمرو
عمرو: مش هتتفرجى على سرى للغاية. انا جبت حلقات الجمرة الخبيثة انتى كنتى عيزاها. تعالى نتفرج عليها مع بعض
سمية: لا مش وقته معلش. بجد مصعة وعايزة انام
عمرو وهو يربت هلى كتفها: افتكرى كلمتى لو احتجتى حاجة انا موجود
سمية بابتسامة: اكيد. عن اذنك.

صعدت سمية لغرفتها، ابدلت ثيابها. ثم صلت المغرب، جلست امام المرآة، خلعت نظارتها. جلست تتامل بوجهها، انها ليست قبيحة. انها جميلة ولكن بسيطة. اسدلت شعرها على ظهرها، وجلست تمشطه، انتهت سمية ثم توجهت لسريرها. قرأت ظرف محمود لتجد به يوصيها بزواجها من آسر وان تتحمله معها وتظل بجانبه. فهو شخص جميل بداخله يريد من يعينه فقط. جلست قليلاتفكر في كلام عمها حتى نامت، , بينما في غرفته جلس هو وصديقه والقى بقذيفة هاون من انوع المدمر بوجهه،.

يوسف متفاجئا: نعم يا اخويا.؟ انت بتقول ايه...
آسر: وطى صوتك هتودينا في داهية...
يوسف: ما انت روحت خلاص واللى كان كان، يادى وقعتك السودا. انت ازاى تتهبب على عينك تعمل كده
آسر: متحترم نفسك ايه اتهبب دى
يوسف بعصبية خفيفة: هو انت لسة شوفت حاجة دول لما يعرفوا هيودوك ورا الشمس انت بجد اتهبلت لما عملت كده
آسر: ولا. قولى اعمل ايه.

يوسف: يعن تروح تتجوزمن بنت الدكتور بتاعك وتحط مستقبلك في ايده. وده نتيجة عندك طبعا، وكمان تيجى يجبرك ابوك انك تتجوز بنت عمك وكمان تاخدها هناك، يعنى تكون زوج الاثنين معا. يعنى، الحاج متولى على 2، قصة تتعمل فيلم. حلها انت يا بابا انا انسااانى
آسر: هو الواحد لما يطلبك ميلاقيش حاجة ابدا. ياشيخ اوووووووف.

يوسف: آسر. انت اللى حطيت نفسك في المعادلة دى. حلها انت. بس هقولك حاجة، متظلمش بنت عمك معاك، على الاقل عشان خاطر عمك
آسر: انا مش عارف دى هتكون مراتى ادام الناس ازاى. هيقولى عليا ساحب عيلة في ايدى ولا جايب واحدة فلاحة معايا.
يوسف: بص انا مش هرد عليك. لانك باين متعرفهاش، لكن من طريقتك دى والله متستاهلها والله يا آسر. وبكرة تعرف.
آسر يحرك يدة لا مباليا: ياشيخ.

يوسف: ولا شيخ ولا بتاع. انا رايح لمى اططمن عليها، سلام
آسر: سلام
مرت ايام عليهم على هذا الوضع، حتى جاء يوم. كانوا يجلسون جميعا في الحديقة،
أحمد: هو الشغل مين ماسكه هناك يا آسر
آسر: مدير الادارة استاذ شكرى تقريبا.
أحمد: طيب انت مش هتمسكه ولا مش ناوى
آسر: لا انا ناوى اسافر عشان الرسالة يا عمو. مش عارفلها ملامح كل ماييجى معاهدا تتاجل. يلا خير
مالك: يعنى هتسافر قريب على كده.

آسر: ايوة ان شاء الله اطمن على ماما ومى وامشى على طول، لانى مستعجل.
أحمد: طيب يا بنى ربنا يعينك، وانتى امتحاناتك امتى يا سمية...
سمية: كمان اسبوع يا بابا ان شاء الله
أحمد: شدى حيلك، عايزين تقدير
خليل: متقلقش يا ابوحميد.
أحمد: طيب ماشى ربنا يستر
آسر: عمو أحمد كنت عايز اطلب من حضرتك طلب بس ياريت تتفهمه
أحمد: اؤمر يا ابن الغالى...

آسر: كنت عايز نكتب الكتاب يعنى ونسافر على طول حضرتك عارف الظروف اللى احنا فيها. مينفعش نعمل فرح.
أحمد متفاجئا: يعنى ايه مش فاهم...
آسر: يعنى نتجوز خلال الايام الجاية ونسافر. انا هتاخر في امريكا. ومش ضامن ارجع بعد سنة او سنتين حتى، ومينفعش. نفضل مخطوبين سنين. انا جاهز الحمد لله مش لسة بكون نفسى عشان نفضل سنين...
أحمد: طيب خلينى افكر. واقولك.

كانت سمية تتابع الحديث بتعجب شديد وقلق ايضا، نظرت لامها. التي بادلتها نفس النظرة. ثم نظرت لميرفت لتجدها غاضبة. استئذنت سمية بحجة المذاكرة، ثثم صعدت. جلست دقائق حتى اتتها والدتها صحبة أميرة
أميرة: خير مال العروسة متدايقة ليه؟
سمية: والله يا طنط مش حمل تريقة
مها: تريقة ايه. دى انتى هتخلصى امتحاناتك من هنا وتتجوزى من هنا كلها شهر او شهر ونص بالكتير.
سمية: انتى ليه مش عايزة تفهمينى يا ماما.

مها: افهمك في يا حبيبتى بس.
سمية: ولا حاجة...
أميرة: اضحكى بأى دول العرايس بيكون وشهم ولا القمر من فرحتهم
سمية: دول البنات القمر فعلا...
مها: يا سلام وانا بنتى ست البنات، دى تقول للقمر قوم وانا اقعد مطرحك
سمية بنظرة سخرية: صح وكمان تروح تسلم ع الشمس.
أميرة: انت عارفة لو كان عندى ولد والله مكنت هسيبك. بس يا خسارة حظ آسر. للاسف ميرفت دعت له ههههههههه.

سمية: ليه متقوليش دعت عليه، كان يستحق واحدة احسن منى واجمل منى تليق بيه
مها: ليه يا حبيبتى بتقولى كده. ده انتى الف من يتمناكى يا سمية
سمية: ماما عايزة انام بعد اذنكم. سيبونى لو سمحتم...
خرجت مها بصحبة أميرة ثم توجهت لغرفة الصالون.
مها: معرفش مالها يا أميرة البنت ليه بتقول كده.

أميرة: يا مها ده طبيعى مع سمية انتى مش شايفة البناتاللى في عيلتها عاملين ازاى. يعنى ماشاء الله كل واحدة مه زوجها اللى بيحبها بجد والكل بيحس بكده وكمان كل واحدة فيهم عرفت تخليه يحبها ازاى. اما آسر للاسف متحسيش انه بيحبها ولا هيموت عليها زى عمرو او يوسف مع زوجاتهم.
مها: طيب اعمل معاها ايه يا أميرة، احيانا بلوم نفسى انى ربتها كده.

أميرة: هي فعلا غلتطتك، من يومك وانتى بتقوليها البنت المحترمة تعمل كده. متعمليش كده يا سمية. ملكيش دعوة بالبنات يا سمية. عملتيها في قالب معررفتش تطلع منه.

مها: انا كنت فاكرة انى بحافظظ عليها. كنت فاكرة انها لما تكبر هتتغير زى البنات لما بيتغيروا ويجارواالحياة. بس هي فضلت زى ماهى، والله يا اميرة كان نفسى تجيلى في يوم تقولى يا ماما فلان قاللى انا بحبك. اوا انا حبيت حد، تصدقى. ملك من وهي صغيرة كانت معاكسات من ولاد الجيران والمدرسة لحد مفتحت عينها على عمرو. وعمرو حبها، بس سمية. ابددا. كانت تيجى تفضلل تضحك على وااحد دايقها في الشارع بسبب شكل نضارتها. وتقولى ناس جاهلة متعرفش انى بعد كده هكون دكتورة، كنت بفرح انها مبتخدش في بالها، ولا كانت بتنبها لما حد يقارن بينها وبين ملك في الشل. كنت بحاول اعوض كده، لكن للاسف اللى بشوفه في عيون سمية الايام دى اكدلى ان انا كنت غلطانة لما عرفت انهامبتهتمش.

أميرة: آسر خلاها تهتم يا مها...
مها: اعمل ايه طيب.
أميرة: متقليش خليها بس لما تروح القاهرة تعالى معاها واحنا هنظبطها خللى الموضوع ده عليا، ماشى
مها بامتنان: ماشى.

وافق أحمد على طلب آسر. ومرت الايام وكانت العلاقة متوترة بين آسر وميرنا. نادرا ما ترد على هاتفه فقد ادمنت الكحول مرة اخرى. اما جورج فتقاعد ونقل موضوع رسالة آسر لدكتور آخر، صدم اسر من هذا الخبر. حيث انه من المحتمل ان يعيد جهد السنين هذا مرة أخرى، اما سمية فبدأت اختباراتها ,,كانت تجتاز كل اختبار بنجاح كان خليل يسعد بها كثيرا، كانت هذه الايام لا تخلو من مضايقات ميريهان المتكررة لها، قدمت اليها مها في نهاية الاسبوع الاول من امتحاناتها، واتفقت هي واميرة على شئ،.

مها: يلا يا سمية، اتاخرنا
سمية: اناعندى مذاكرة هتودونى فين؟
أميرة: عندك امتحان يا عينى يا حرام، كلها كام ساعة ونرجع بس في قوانين، مفيش اعتراض على اللى نقوله
سمية: ليه هتعملوا فيا ايه، انا زهقت
مها: ههههههههههه ولا حاجة يلا بس
اخذت أميرة مها وسمية ثم توجهن الى مركز تجميل معروف. ابت سمية الدخول الى انها دخلت رغما عنها باخر الامر، قضت عدة ساعات تحت ايادى تعبث بها. كانت توشك على الصراخ.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة