قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخمسون

صعد آسر ثم توجه لغرفة العناية، وجد أحمد وزوجته يراقباها، ظلا دقائق ثم غادرا، بينما هو تقدم لهها ظل متأملا اياها، لائما نفسه، داعيا الله ان يحفظها، كانت
الساعة قد قاربت على الرابعة صباحا، وجد خليل قادما نحو الغرفة، راقبه، دخل فحصها ثم خرج، وجد آسر، دنى منه،
خليل: ادخللها، كلمها يمكن يا بنى...
آسر: خايف اتعبها...
خليل يربت على كتفه: هتتعبها وهتتعبك، هو ده الحب، هي بتحبك يا آسر...

آسر: هي حالتها لسة على حالها بردو؟
خليل: على حالها، لسة مفيش تحسن. بس على الاقل فيه استقرار، ادخللها...
آسر بامتنان: شكرا...

رد عليه بايمائة بسيطة من وجهه ثم انصرف، بينما دخل آسر عليها، مسك يدها، قبلها، ثم جلس، مرت عدة ايام والفراق يقترب منهما لكنه لا يستسلم له، كان الجميع منقسم بين البيت والمشفى، وأحمد يتابع اعماله بصعوبة حيث مى ببيتها لاقتراب موعد ولادتها، بينما عمرو كان يذهب لعمله ويقضى اجازته الاسبوعية بجوار خالته، اما آسر فلم يذهب لمنزله، اخبر والدته ان سمية اصيبت بوعكة صحية وعليها ان تاتى لزيارتها وطلب منها عدم اخبار مى، لم تخبر مى ولم تلبى طلبه بالزيارة، كان يجلس بجوارها في يوم، اشتاق لعينيها لصوتها،.

آسر: عارفة يا سمية لما شوفتك اول مرةة، قولت مين البنت دى، مش شبه صحاب مى ولا شبه اهل العروسة، لما ايدك اتجرحت وقتها قولت هتبهدلنى، بس انتى متكلمتيش ومشيتى، افتكرتك خرسا، لما شوفتك في فرح مى كمان، استغربت اكتر، بس حسيت فيكى حاجة مختلفة، مختلفة، اوى. يو خطوبتنا اكيد فكرراه صح، بصراحة مكدبش عليكى اتخضيت لما شوفتك، لما طلعتى تصلى فو ق ودخلت عليكى، وقتها كنت اول مرة اشوف عينك، واسمع صوتك بجد، عينك كان فيها حزن يا سمية. تمنيت لو اشيله واحط مكانة فرح وسعادة، مش عارف حبيتك من امتى، يوم النادى، قولت لا يمكن دى تكون سمية، كنتى واحدة تانية، جرحتك يومها بكلامى، وانتى قابلتى كده بتضحيتك ليا، انا معرفش حبيتك امتى بجد، بس اللى اعرفه انى بحبك من زمان اوى. اوى، انا اتغيرت يا سمية، غيرتينى يا ملاك، انا كنت خايف منك. كنت بقول لا يمكن النقاء ده يكون في حد، بس للاسف كنت غلطان وانانى، فوقى يا سمية اسمع منك كلمة واحدة بس، سامحينى، عايز اسمع صوتك تانى.

بكى آسر على يدها ث اسند رأسه عليها، كانت تستمع له، لا تقوى على فعل شئ، اذن الفجر.
آسر: انا هقوم اصللى وجاى تانى...
خرج آسر ثم صللى الجر. وتوجه اليها مرة اخرى، امسك بيدها كالعادة.
آسر بهمس: انا صليت الحمد لله، وهقرا الورد دلوقتى ان شاء الله بس صححيلى زى ما اتعودنا. ماشى...
كانت تستمع له ولقراته وهو يمسك المصحف بيد واليد الاخرى يمسك بيدها، انهى ورده ثم نظر لها،
آسر بتنهيدة: بردو مش هتردى عليا...

وجدها تحاول ان تفتح عينيها،
آسر بلهفة: انتى فتحتى عنيكى انتى كويسة،؟
لم تجبه سمية. فتحت عينيها ثم اغلقتها مرة أخرى، ارادت سحب يديها لكنها لم تستطع،
آسر: سمية، ادينى اى اشارة. حتى لو مش قارة تتكلمى، طمنينى عليكى...
لم تستجب سمية يأس آسر ثم توجه لمكتب خليل. الذي كان نائما على كرسى مكتبه،
آسر: دكنتور خخليل. >كتور خليل...
خليل مفزوعا: خير، حصل حاجة...
آسر بتوتر: فتحت عينها، ونامت تانى...

خليل: طيب طيب، ا=تعالى ورايا...
خرج خليل مسرعا من غرفة المكتب ثم توجه لها واستدعى طاقمه الطبى، ثم خرج خليل،
آسر: ها.؟
خليل بابتسامة: الحمد لله، تعدت مرحلة الخطر...
آسر بفرحة: بجد. الحمد لله، طيب ادخلها؟
خليل: ماشى، انا هروح اطمن الباقى...
دخل آسر لها، قبل جبينها، ثم جلس على الكرسى،
آسر: ياااااااااااااه حمد لله على سلامتك، اتكلمى يا سمية، وحشنى صوتك الهادى، وحشتنى برائته ورقته، وحشتينى...

كانت تستمع له، فتحت عينيها، ثم قالت بصوت متقطع يكاد يسمع،
سمية: ، اطلع، ماما، بابا. ماما...
آسر بدموع بسيطة: الحمد لله اتكلمتى خير الحمد لله، هندهلك عمو وطنط حاضر.
قبل رأسها، دون ان يستشف رغبتها في غيابه وبعده عنها. ثم خرج مسرعا نحو غرفتهم، طرقها بسرعة، ففتح له عمرو،
عمرو بضيق: خير...
آسر بجدية: سمية فاقت، ياريت تقول لطنط وعمو هي عايزة تشوفهم...
ما ان اكمل جملته حتى دخل عمرو مسرعا الغرفة...

عمرو: خالتو عمو، سمية فاقت ملك قومى، سمية فاقت.
بينما هو توجه لسمية ليجد خليل بجوارها، انتظره خارجا، خرج خليل.
آسر: هتتنقل اوضة عادية امتى؟
خليل: مش دلوقتى مكن بكرة وممكن آخر اليوم النهاردة ان شاء الله، متقلقش.
آسر: الحمد لله، هي اتكلمت مع حضرتك صح...
خليل: لا هي فتحت عينيها وشافتنى ابتسمت، وبس، مش هتقددر تتكلم دلوقتى...
آسر: اممم. ماشى.

قدم الجميع دخلت لها مها، جلست بجوارها وامسكت يدها وبكت بكاءا كثيرا، ضغطت سمية قليلا على يد امها، لتنظر لها امها فتجدها مبتسمة.
مها: حمد لله على السللامة وحشتينى...
اومأت لها بعينيها،
مها: بابا برة عايز يشوفك، هخليه يدخل، الف حمد لله عل السلامة...
دخل أحمد ليكون بجانب ابنته مسك يدها، نظر لها بفرحة مصاحبة لشعور بالذنب،
أحمد: حمد لله على السلامة، سامحينى يا سمية. انا.

اشارت له بعينيها الا يكمل جملته، ثم ضغطت على يديه، فهمها أحمد، فلم يتكلم، دخل عمرو وملك، كل على حدة وكذلك رهف ومالك ونغم وأميرة، ولكن ظل هناك شخص يراقب من بعيد، يشعر بانه يعيش حلم ولكن سينتهى قريبا بمجرد طلب سمية للانفصال عنه، خرج له عمرو مبتسماثم توجه نحوه،
عمرو: حمد لله على سلامتها.
آسر باستغراب: الله يسلمك...
عمرو: معلش لو كنت شديت معاك في الكلام انا بعتذر.

آسر بجدية: مفيش مشكلة، كلنا اعصابنا كانت تعبانة...
عمرو: انت مدخلتش تانى ليه.؟
آسر: سيبتها تريح شوية...
عمرو بابتسامة: طيب، بس لازم تكون جمبها حتى وهو نايمة، هتحس بيك، حتى لو كانت تعبانة ومش عايزة حد. هتحتاجك انت، صدقنى
آسر بتهكم: انت اللى بتقول الكلام ده، اعتقد انك لو طولت تطلقنى منها هتطلقنى منها.

عمرو: مش وقته حساب يا آسر. لسة، بس انا عارف حاجة مهمة جدا، انها بتحبك، ومتقوليش ازاى انا اعرفها من نظرة عينيها، وانت بتحبها بجد عشان كده لازم تحس بوجودك جمبها، انا هروحهم عشان يرتاحوا شوية، بقالنا كتير على اعصابنا. وهييجوا ان شاء الله بعد العصر، خليك جمبها.

انصرف عمرو دون ان ينتظر منه ردا، بينما هو كان مترددا في دخوله لها، كانت نائمة، دخل عليها جلس، بهدوووء. اسند رأسه على طرف سريرها رافعا اياها قليلا بيده، ثم نام، استيقظت بعد قلليل لتجد جالسا على الكرسى يميل بجسده على طرف سريرها لينام، رفعت يدها قليلا. ارادت ان تمسح على شعره، فقد اشتاقت له كثيرا، تكرت انه آسر، انزلت يدها خائبة مرة أخرى ثم ادارت وجهها الناحية الاخرى، اتطلق العنان لدموعها الحائرة، استيقظ آسر، رفع رأسه قليلا، ليجد وجهها الناحية الاخرى، علم بانها لا تريد رؤيته، مسك يدها، لتسحبها منه بهدوء،.

آسر: انا بحبك يا سمية، بحبك، انا غلطت في حقك كتير، سامحينى، انتى قلبك كبير انا عارف...
اشارت له بيدها ان يصمت ثم، جاء خليل، لتنتبه لسلامه، ثم تنظر له،
خليل: ايه اخبارك النهاردة، اظن كده ان الاوضة التانية هتكون احسن من هنا، ولا ايه؟
سمية: امممم
خليل: لا لازم تشدى حيلك كده. مش هنفضل نتكلم بالاشارة عايزين نسمع قطرات الندى ولا ايه يا آسر.
آسر ينظر بعينيها بعمق: اكيد...

خليل: طيب، هتتنقلى الاوضة بكرة الصبح ان شاءالله، يارب مشوفك تانى هنا، الف سلامة يا حبيبتى، آسر ياريت متطولش
آسر: حاضر...
خرج خليل. بينما بلعت سمية ريقها بصعوبة، لاحظ آسر.
آسر بقلق: انتى تعبانة، حاسة بوجع...
سمية: تؤ.
آسر بحنان: الحمد لله، حمد لله على سلامتك، وحشتينى...

لم تنظر له لم تجبه سمعت كلاما بما فيه الكفاية لا تريد سماع صوته الذي كان يحرق قلبها كالنار في الهشيم، تحاملت على نفسها ثم قالت بصوت يخرج من تحت الانقاض،
سمية: . انا، تعبانة، و. وعايزة اانام...
آسر بحنان: حاضر، نامى...
تركها آسر وخرج، ثم اتاه اتصال،
آسر: السلام عليكم
مى ببكاء: وعليكم السلام، كده يا آسر متقوليش، كده...
آسر: اهدى بس يا مى، اقولك ايه؟
مى: سمية تعبانة، وانت متقولش...

آسر: يا حبيبتى انتى على وش ولادة عيزانى اعمل ايه، خفت عليكى...
مى: خلاص انا ولدت اساسا...
آسر متفاجئا: امتى؟
مى: النهاردة الفجر، يوسف وانا بولدد قاللى ادعى لسمية، ولسة عارفة من ماما دلوقتى
آسر: ويارتر جتى محمود بيه ولا ميرفت ههانم؟
مى: لا محمود، بسشبه يوسف خالص
آسر: يا عبيطة، هو لسة بان
مى: طمنى بس يا آسر، سمية مالها، ماما قالتلى انها كانت في المستشفى...
آسر: انتكاسة وعدت، المهم انتى فين؟

مى: انا في المستشفى، ان شاء الله هروح بكرة
آسر: طيب يا حبيبتى حمد لله على سلامتك، لو نفع هجيلك ان شاء الله النهاردة
مى: لا يا آسر، خليك جمبها، ينفع اكلمها؟
آسر: هي نايمة دلوقتى، لما تفوق ان شاء الله هاتصل بيكى، سلميلى على حبيب خالو، محمود بيه الصغير...
مى: الله يسلمك يا حبيبى، عقبالك انت وسمية، مع السلامة...
آسر بتنهيدة: مع السلامة...

فكر آسر بحديث اخته ودعائها، ترى استعود له سمية مرة اخرى، ترى سينعم معها بحياة زوجية مطمئنة، ترى هل سيرزقا بالذرية الصالحة، ماذا سيفعل لو لم تقبل به مرة اخرى، نفض رأسه طاردا تلك الافكار، توجه لمنزله وابدل ثيابه واغتسل، ثم اخذ شيئا بيده وغادر، بينما هي نامت قليلا. واستيقظت لتشاهد خليل يجلس بجوارها،
سمية بتعب شديد: تعبت، حضرتك.
خليل: شدى حيلك انتى بس، مش قولتلك خللى بالك من صحتك...

سمية تغمض عينيها: مبأتش فارقة.
خليل: لا تفرق، لو مش عشا خاطرى عشلن خاطر بابا وماما، عشان خاطر اهلك، عشان خاطر، آسر...
ابتسمت سمية ابتسامة جانبية بسخرية، ثم فرت من عينيها دمعة،
خليل: آسر بيحبك، بجد، كان هيتجنن عليكى...
سمية: عمو، هتنقل اوضة تانية امتى؟
خليل بتنهيدة: طيب، بكرة ان شاء الله، حمد لله على سلامتك...
سمية: الله يسلم حضرتك...

خرج خليل من غرفة سمية وعلم انها قد دخلت صومعتها ولن تخرج، اما هي تذكرت كلامه، وقارنته باتهامه لها وطعنه بشرفها، نزل الدمع من مقلتيها كحبات الؤلؤ المبعثرة، لا تدرى كم مر من الوقت وهي هائمة بخيالها، ولكن انتبهت ليد تمسح دمعها، يد تعرف ملمسها جيدا انه آسر، لم تنظر له بل اغمضت عينيها، بينما هو تنهد،
آسر: طيب فتحى عينك بس، والله سوادهم وحشنى...
سمية: ...

آسر بتنهيدة: طيب، انا عارف غلطت في حقك، وغلطت فيكى و...
سمية بصوت مختنق: ، من فضلك، عايزة اقعد لوحدى.
آسر: مش هطلع غير لما اديكى ده...
وامسك يدها تحت مقاومة منها والبسها خاتمها،
آسر محاولا ان يقنعها: اوعى تقلعيه تانى، لو ده مش خاتم خطوبتك وجوازك على الاقل هدية بابا الله يرحمه ليكى قبل ميموت، عن اذنك...

خرج آسر بينما هي نظرت لاصبعها قليلا، متذكرة عمها وابنه وماذا فعلا بها. لم تره لم تجرؤ ان ترى عينيه، هما سرر ضعفها، نظرته، حمدت ربها واستغفرته، خرج وهو في حيرة من أمره ماذا يفعل معها كى تسامحه. قابل خليل في طريقه للخارج،
خليل: ايه رايح فين؟
آ سر بسأم: هروح اشوف مى اصلها ولدت...
خليل بفرحة: ماشاء الله الف مبروك، ربنا يباركلهم، يوسف معاها مش كده...
آسر: ايوة. ووالدته وماما عن اذنك يا عمو...

خليل: طيب سلملى عليهم كتير وباركلهم، هترجع تانى؟
آسر بملل: معتقدش مش عايزة تشوفنى ولا تتكلم معايا حتى...
خليل: زهقت؟
آسر: تعبت...
خليل: طيب هتتنقل اوضتها الصبح ان شاء الله.
آسر باهتمام: طيب هي حالتها كويسة يعنى...
خليل يزم شفتيه: الحمد لله، المهم روح لاختك دلوقتى، الوقت هيتأخر...
آسر: طيب ماشى يا عمو عن اذنك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة