قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والسبعون

نظر له آسر وهو يحاول ان يستوعب ما القاه الطبيب بوجههما، اما سمية، فقد وقع ما تخشاه وتتمناه، ولكنهما بصوت واحد، اطلقا كلمة، مستحيييل؟!
الطبيب باستغراب: نعم؟
آسر بترقب: انت متاكد؟
الطبيب: ايوة يا فندم، وبعدين المدام هتروح للدكتور ان شاء الله وتتاكدوا، الف مبروك...
خرج الطبيب، وبات هو على حالته مصدوما. متفاجئا، انفاسه الهائجة المضطربة، بينما هي مسكت رأسها واسندته، نظر لها بضيق وعصبية بسيطة،.

آسر بتهكم وضيق: مبروك، عملتى اللى في دماغك صح؟
نظرت له سمية بالم. وعتاب، نظرة اعادته لصوابه، ثم ردت،
سمية بصوت خافت: مش انا اللى اعمل اللى في دماغى، مش انا...
آسر ينهض بسرعة: قومى يللا، يلاا هنروح المستشفى...
نهضت سمية معه وهي ما زالت تشعر بدوخة بسيطة، وقفت سمية وامسكت رأسها. وجلست مرة اخرى، توجه لها آسر مسرعا،
آسر: سمية. مالك.؟
سمية بصوت ضعيف: دايخة شوية بس...

آسر: ده اكيد من قلة الاكل، اكيد مش حاجة تانية...
نظرت له سمية بالم، لماذا يمانع حملها اذا كانت فعلا حامل، لماذا يرفضه هكذا بينما يقبل ويرحب بفكرة الزواج بثانية، لتكون اما لاولاده،
آسر: خير. مالك؟
طرق هنا يوسف الباب واستأذن للدخول،
يوسف: الف سلامة عليكى يا سمية خضيتينا عليكى.
سمية بابتسامة باهتة: الله يسلم حضرتك. انا آسفة.
يوسف: هههه لا يا ستى متتاسفيش...
آسر باقتضاب: يلا عشان نلحق معاد المستشفى.

يوسف: مستشفى؟ خير؟
آسر: معاد متابعتها مع دكتور خليل، بعد اذنك يا يوسف...
يوسف بتعجب: اتفضل. وسلملى على دكتور خليل.

مشت سمية بجواره وامسكها من يدها فهى مازات تشعر بالدوار، ركبا سيارته، وانطلق آسر مسرعا يقبض على مقود السيارة، [شدة. وتفكيره ياتى به ويذهب، اهى كانت تخطط لذلك، تريد ان تبعد، تريد ان تحقق امنيتها، ولم تفكر به، اتخذت قرارها وحدها، زاد من سرعته لا اراديا، كانت سمية تخاف من السرعة الزائدة، وضعت يد على قلبها والاخرى على كتف آسر،
سمية بخوف: آسر، هدى شوية، عشان خاطرى...

انتبه آسر لها، افاق من شردوه ثم بدأ يخفف سرعته، وهو يدعو الله ان يكون الطبيب مخطئا، وصلا الى مشفى خليل. ترجلا من السيارة. مشى بخطوات سريعة. بينما سمية لا، طرق باب حجرة خليل، اذن خليل.
خليل: اهلا اهلا، تعالوا تفضلوا ا...
آسر: لو حضرتك مشغول نستنى...
خليل: لاااا ابدا، حد ينشغل عن بنته بردو، ها يا سمية ايه الاخبار...
سمية: الحمد لله...
آسر بتهكم: ككدابة، اغمى عليها قبل ما نيجى.

خليل ينهض متجها لسرير الكشف: ليه كده بس، طب يلا كده نطمن...
فحص خليل سمية. لاحظ سكوتها سكونها، عينيها الذابلتين، وآسر ايضا كان يبدو عليه الضيق. الوجوم، كان مقطبا جبينه يراقبهما، اثنا فحص سمية، اظلم جه خليل، ونظر لها وله، واكمل فحصه، انتهى خليل. م عاد مرة اخرى. كانت سمية ترتب ملابسها.
آسر بلهفة: ها يا دكتور خليل، احسن من الاول صح.

لم يرد عليه خليل، اكتفى بنظرة سريعة له، قم عاد ليكتب شيئا، اتت اليهم سمية ثم جلست،
خليل بضيق: التحاليل دى تعمليها النهاردة، دلوقتى كمان.
سمية بهدوو: خير يا عمو، فيه حاجة؟
خليل بعصبية بسيطة: يا ستى اسمعى الكلام وخلاص...
سكتت سمية واستشفت ان خليل قد اكد حملها. بعد دقائق اتت ممرضة استدعاها خليل.

خليل يمد يده وبها الورقة: خليكى مع دكتورة سمية وهي بتعمل التحاليل دى. وشوفيلى دكتورة امانى موجودة ولا لا، اتفضلى يا سمية روحى...
خرجت سمية مع الممرضة. ولم تنطق ببنت شفة، بينما كان آسر متوترا، ساله.
آسر: في ايه يا دكتور خليل.؟
خليل: مفسش، تعمل التحاليل وكل شئ يبان.
آسر: كنت عايز اكلم حضرتك في موضوع؟
خليل بترقب: خير؟
حكى آسر له عما اخبره به باسل. وعن مواافقة سمية للعملية،
آسر: حضرتك رأيك ايه؟

خليل يبتسم بسخرية: ولا حاجة، لما مراتك تيجى هتعرف رايى.
سكت آسر وكذلك خليل دامت فترة من الصمت تجاوزت ساعة زمنية، دخلت سمية برفقى الممرضة. تلقاها آسر باعين متلهفة مترقبة، وخليل بنظرات متوعدة لائمة، غضت الطرف عن كليهما، وجلست، اعطت الممرضة لخاليل التحاليل، اخذها وهو ينظر الى سمية. اخبرته ان الطبيبة امانى موجودة بمكتبها، فتحها وقرأها لتتجمد عيناه، ثم مد لتحليل لها،
خليل بجمود: اقريه...

التقطتت سمية منه التحليل وآسر يراقبها. قرأته بعينيها لتبتسم ابتسامة جانبية حزينة، طوته مرة اخرى ثم وضعته على المكتب.
آسر بعصبية بسيطة: حد يفهمنى في ايه؟
خليل: مراتك تفهمك، لقيتى ايه في التحليل يا سمية.؟ قولى.
سمية تنظر لآسر: انا حامل يا آسر...

آسر ينهض بعصبية وبصوت عالى: بتقولى ايه؟ وده من امتى ان شاء الله، احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وقدام دكتور خليل كمان، ولا انتى اللى في دماغك بتنفذيه، انتى انانية ليه كده، ليه؟
خليل محاولا تهدئته: اهدى يا آسر، انت في مستشفى.
آسر يمسح وجه بيده بقوة: استغفر الله العظظيم يارب، طيب اعمل ايه؟ رد عليا يا دكتور، ردى يا دكتورة...

لم ترد عليه اكتفت بنظرة له، متألمة باكية معاتبة، مجروحة، ولكنها لم تسكته، كان سيكمل كلامه لولا،
خليل ينهض: معدش يفيد الكلام دلوقتى، يلا بس نروح ل د/امانى ونشوف، خليك انت هنا...
آسر بغضب: لا، انا هاجى معاكم...
توجهوا لغرفة امانى، رحبت بتلميذتها. ثم توجهها للكشف، كشفت عليها أمانى. ,,انتهيا ثم توججهت امانى للمكتب وعلى وجهها ابتسامة بسيطة،
أمانى: الف مبروك يا سمية. كبرتى وهتكونى ام...

سمية بالم فانها لم تسمعها من غيرها: الله يبارك فيكى.
خليل: هي سمية في الشهر الكام؟
امانى وهى تكتب الروشتة: في آخر التانى ان شاء الله...
آسر بسرعة: ازاى وسمية بتاخد مانع حمل؟
امانى بتساؤل: انتى بتاخدى ايه يا سمية...
سمية بحرج: انا مباخدش حبوب. ده iud عمو خليل قاللى الحبوب غلط...
امانى: اممم، عادى اساسا iud مش اامن حاجة، المهم دلوقتى خللى بالك من صحتك كويس والاكل، انتى دلوقتى بتاكلى لاتنين...

خليل: طيب اخبار الجنين ايه؟ وضعه؟
امانى: هو وضعه كويس جدا الحمدلله، كمان مش هنحتاج حقن تثبيت ان شاء الله.
سمية بارتياح: الحمد لله.
امانى: المتابعة ان شا الله كل اسبوع. زعشان نطمن بس اول فترة، وببلاش زعل او نرفزة لان ده كله هيأثر على الجنين، انتى دكتورة وعارفة...
سمية: حاضر.
خليل: طيب اتفضل يا آسر خد سمية واسبقونى انا عايز اتكلم مع الدكتورة.
آسر: حاضر، عن اذنكم.

خرجت سمية بصحبة آسر الذي تعمد ان يبتعد عنها لم تتحدث ولم تعاتب ولكن تألمت، لماذا اتعد عنها لماذا لم يؤازرهاا. اين احتوائه وحنانه، هل كان حقا شفقة؟ لا. انه حب لم يكن شفقة. فهى تثق بحبه اكثر من نفسها، اذن لمماذا، دخلا الحجرة، توجه آسر للنافذة، وضع يديه جيبى بنطاله ثم وقف متاملا شاردا، لماذا لم يفرح بهذا الخبر، لماذا لا يستطيع النظر بعينيها، لماذا،؟ كان خليل بغرفة امانى.
خليل: مينفعش اجهاض؟

امانى: لا طبعا، حضرتك عارف ان الاجهاض تعبه اكترر من الولادة احيانا، وبعدين سمية الاسبوع الجاى هيكون اول التالت ان شا الله...
خليل: والحل؟ سمية حالتها حرجة جدا، قلبها ضعيف ميستحملش تعب الحمل ازاى هيتحمل تعب الولادة؟
امانى بحيرة: يعنى هي لو مشيت على التعليمات اللى هنديهالها ودواها ان شاء الله هتكون كويسة
خليل بعصبية: يا امانى سمية. هتموت لو كملت الحمل ده، هتموت، انتى مش مستوعبة ليه.

امانى باسى: احنا هنعمل اللى علينا والباقى على ربنا، زشوف راي سمية طيب وبلغنى، بس خلال الاسبوع ده، بعد كده مش هينفع...
خليل بحيرة: تفتكرى هتوافق ولا هتعاند، اوووف. لا حول ولا قوة الا بالله، طيب ان هقوم دلوقتى زمان جوزها هيفرقع هو كمان
امانى بحرج: بمناسبة زوجها، ياريت تقوله يبعد عنها الايام اللى جاية دى.
خليل: فاهم فاهم. هقوله، متشكر جدا تعبتك معايا ,,,
امانى: ولا يهمك يا دكتور، ده واجبى...

خرج خليل ثم توجه لغرفته، وجد سمية تجلس على الكرسى مستندة بيدها على المكتب وشاردة، و آسر على حالته،
خليل: السلاام عليكم...
آسر يلتفت اليه بسرعة: وعليكم السلام، ها طمنى...
خليل يجلس على مكتبه ثم يوجه نظره لسمية: انا مش هقولك مكنش ينفع وكان ينفع، كل ده فات وقته وخلاص، المهم اننا نتعامل مع الوضع الحالى على ماهو عليه، وياريت تسمعى كلامى المرةدى، يا اما تشوفيلك حد تانى تتابعى معاه. انا مبأتش قادر.

آسر: طيب يا دككتور خليل، ينفع تنزله؟
خليل: هتتعب شوية، لكن القرار في ايدك، خلال الاسبوع ده، بعد كده مش هينفع، ها قولتوا ايه؟
آسر بسرعة: خلاص واحنا موافقين...
كانت تراقب كلامتهم باعينها الضائعة، بنظراتها المتالمة المجروحة، كاننت تريدطفلا ولكنها لم تسع لذلك ابدا، حملها للم يكن بيدها كانت تاخذ احتياطتها، ولكن هذه ارادة الله، ولكن مهلا. ايتحدثون عن اجهاضها جنينها.؟، لا. لا، لن تقتله،.

خليل: ها يا سمية رأيك ايه ابلغ امانى؟
سمية [تأثر: لا، مش هنزله
آسر بغضب: انتى بتستهبلى...
سمية بالم: لو سمحت يا آسر، انا مش هموت ابنى بايدى، ابدا
آسر بسرعة: أنتى كده بتموتى نفسك، ده انتحار...
خليل: قدامكم الاسبوع كله، بلغونى برأيكم...
آسر: طيب، يلا.

اوصلها الى المنزل، لم يحادثها طوال الطريق، صعدت سمية مسرعة الى غرفتها، لا تريد ان ترى احدا، دخلت غرفتها واغلقت بابها. نظرت لنفسها بالمرآة، وضعت يدها على بطنها، هنا يستقر ابنها، هنا، لن تتخلى عنه ابدا مهما كلفها الامر، ستحميه،
سمية تنظر لبطنها: متقلقش، محدش هيمسك بسوء ابدا، هتكون كويس حتى لو دفعت حياتى تمن ليك، متقلقش...

ابدلت سمية ثيابها لملابس نوم مريحة وتوضأت وصلت، ثم فتحت اللاب توب واخذت تبحث عن كتب في مجال تربية الاطفال والتعامل مع الجنين، في فترة الحمل. وكيف تتعامل مع زوجها، حملت ما وجدته متوفرا والاخر كتبت اسمائه لتشتريه، بينا كان هو بعمله كل من يصعد له يأخذ طريحته ويخرج، كان متوترا قلقا، غاضبا، اتى المساء كان يوم خميس، غادر آسر الى منزله مبكرا قبل حلول ظلمة الليل. وجد اناسا بمنزله، تفاجأ قليلا، لم يكن بالمزاج الذي يسمح بالجلوس معهم ولكنه افضل من ان يخرج حرته بسمية، اخبرها زوجها بما حدث اليوم فاصرت زيارة سمية للاطمئنان عليها، ذهبت مى لسمية، سالت عنها سوزان اخبرتها بانها في غرفتها. سلمت على والدتها وجلست.

ميرفت: اطلعى قولى لسمية تنزل.
مى: سيبيها نايمة...
ميرفت: هههه لا هي مش نايمة بس هي مبتنزلش من فوق، هاتى حبيب انّا ده...
مى تقبل ابنها: روح لانا ميرفت...
حملت ميرفت حفيدها. الذي ضحك ببرائة بدره، قبلت جبهته
ميرفت: عقبال ما افرح بعيال اخوكى يارب...
مى: ان شاء الله، هو آسر هييجى امتى؟
ميرفت: زمانه جاى. النهاردة مبيتأخرش، امال يوسف فين؟
مى: قاللى عنده مشواروهييجى على هنا.

اخبرت سوزان سمية، ابدلت ثيابها. وتوجهت اليهما، سلمت عليهما ثم جلست.
مى: خير يا بنتى يوسف قاللى انك تعبتى الصبح.
سمية بابتسامة: كنت نازلة من غير فطار فدخت شوية. بس ايه المفاجأة الجميلة دى؟
مى: قولنا نشوفك مدام محدش بيسال...
ميرفت: انا هقوم، عندى معاد معلش يا مى
مى باستغراب: معاد فين يا ماما؟
ميرفت: الجمعية عاملة حفلة بمناسبة الذكرى السنوية هتكون في بيت ثريا، سلميلى على يوسف لما ييجى.

مى: الله يسلم حضرتك...
غادرت ميرفت المنزل. وظلت مى تتحدث مع سمية عن امور شتى، اتى احدهم الىالمنزل فتحت سوزان لتدخل هي وابنها وزوجها،
ملك: ازيك يا سوزان...
سوزان: اهلا وسهلا يا مدام ملك، اتفضلوا.
عمرو: آسراو سمية هنا؟
سوزان: ايوة دكتورة سمية جوه مع مدام مى، بس آسر بيه لسة مجاش.
عمرو: طيب. روحى يا ملك وانا هستنى آسر في الجنينة
ملك: يب تعالى اقعد جوه. مينفعش تقعد في الجنينة.

سوزان: تعالى اتفضل اقعد في الصالون. هما قاعدين في الليفينج
عمرو يقبل جبين طفله: خلاص ادخلى جوه، سلميلى عليها.
توجه عمرو الى الصالون بينما توجهت ملك لاختها، اطلت براسها من الباب بعد ان طرقته بخفة،
ملك: بتستقبلوا ضيوف ولا اتكل على الله.
سمية بدهشة: ملك؟ جيتى امتى...
مى: والله بنت حلال.
ملك: ما انا بقول بردو، عمرو خلص شغل وجينا على طول، وحشتونى اوى...
سلمت ملك عليهما،.

ملك تخبط جبهتها: اوبس، عمرو برة وعايز يسلم عليكى.
سمية: وحشنى جدا والله. عن اذنك يا مى
مى تغمز لها: اخويا بيغير، دمه ناااااار...
ملك: وجوزى طيب وعلى نياته هههههه
سمية: وبعدين باى منك ليها، مش هخلص منكم...
ذهبت سمية لتسلم على عمرو سلمت عليه. ولكنها لاحظت سيارة زوجها من خلال النافذة، تعقبها مباشرة سيارة يوسف،
سمية: اهه الثنائى جه، هههه
عمرو: مين، آسر ويوسف صح.
سمية: امممم
عمرو: سمية، انتى كويسة؟

سمية: ايوة، خير...
عمرو بشك: وشك مش طبيعى...
سمية: لا عشان مشفتينيش من زمان، تعالى نروحلهم...
ذهبت سمية اتجاه الباب، لتجده يدخل يعقبه صديقه، وجدها بوجهه، معها عمرو، ابتسمت له.
سمية: حمد لله على السلامة...
آسر باقتضاب ولم ينظر اليها. : الله يسلمك، ثم وجه حديثه لعمرو ازيك يا عمرو واحشنى يا راجل...
عمرو: والله وانت كمان ايه اخبارك. ازيك يا يوسف.

يوسف يسلم عليه: الله يسلمك يا باشا، انت لسة جاي من اليكس ولا ايه
عمرو: اه والله ملك زنت عايزة اشوف سمية وماما...
يوسف: هههههههه كلنا لها يا حبيبى...
سمية: احنا هنفضل واقفين على الباب كده. يا ندخل
آسر: انا استئذن اغير هدومى بس، البيت بيتكم يا جماعة...
يوسف بصوت منخفض: احسن والله على الله تفك تكشيرة وشك دى
آسر بنصف عين: بتقول ايه يا يوسف؟

يوسف: بقول انا ووعمرو هندخل نلعب جيم بلاى ستيشن لحد ما تيجى، توجه لعمرو بحديثه ليك فيه يا عم؟
عمرو يكتم ضحكته: ليا فيه
يوسف يمسك يد عمرو ويتوجه للغرفة: قشطة، يلا...

ابتسمت سمية ثم نظرت بجوارها لتجد ان آسر يصعد الدرجج متوجها لغرفتهما، اختفت ابتسامتها سريعا، صعدت ورائه، دخل الحجرة زاغلقها ثم شرع في تبديل ملابسه، طرقت الباب ثم دخلت، كان يحضر ملابسه من خزانته، توجهت اليه ثم مدت يدها للخزانة لتخرج ملابسه. هى.
سمية: ادخل غير وانا هطلعهم
آسر مسك ملابسه وادار وجهه عنها: انا طلعتهم خلاص، اتفضلى اقعدى مع اللى تحت...
سمية: انا استئذنت منهم. المهم، احضرلك العشا...

آسر باقتضاب: لا...
سمية بحنان: بس انا مكلتش مستنياك، مش عايزة آكل لوحدى.
آسر بتهكم: جت على دى يعنى...
سمية: ماشى يا آسر، عن اذنك.
غادرت سمية الغرفة اغلقت الباب ورائها بهدوء، التفت الى الباب نظر له بضيق، كيف يعاملها بهذا الجفا، توجه الى الحمام، بينما هي وقفت على الدرج ودموعها تتساقط دون ارادتها، مسحت دموعها سرريعا، ثم نزلت سريعا لتصطدم بمى.
مى: يا شيخة حاسبى، مالك نازلة تجرى كده ليه.

سمية بارتباك: هه، ولا حاجة، نادى ملك وتعالو نحضر العشا.
مى بامعان: ، سمية انتى كويسةة،؟ كنتى بتعيطى ولا ايه؟
سمية بسرعة: لالالا، بس عينى تقريبا دخل فيها حاجة، المهم نيموا ولادكم وتعالو المطبخ، بسرعة. انا هسبقكم...
مى: حاضر...

توجهت سمية الى المطبخ. اخبرت سوزان ان تتوجه الى غرفتها. فانهن سيقمن باعداد الطعام بانفسهن، جلست تحضر ما تحتاجه، جائتها الفتاتان، وساعدتاها. كانت تحاول ان تلهى نفسها بتحضير الطعام والحديث معهن، لكن عقلها في جانب آخر، انتهين سريعا، رتبن طاولة الطعام،
سمية: روحى ناديهم يا مى بعد اذنك...
مى: حاضر.
ذهبت اليهم مى. كانوا يتحدثون عن العمل واحوال البلاد بعد الثورة، طرقت مى الباب ثم دخلت،.

مى: العشا جاهز. يلا...
يوسف: بنت حلال والله عصافير بطنى بتصوصو.
مى: هههه طيب يلا
توجهوا الى غرفة الطعام، جلس آسر على مضض، شرعوا بتناول الطعام،
يوسف: مى هاتى الملح...
مى تنهض: حاضر.
سمية: رايحة فين؟
مى: اجيب الملح ليوسف...
سمية نهضت هي الاخرى: لا خليكى انا هقوم...
توجهت سمية الى المطبخ فقد كانت فرصة لتهدئ نفسها، وقفت قليلا من الوقت. لم ينر لها آسر ولم يحادثها، بل تجاهلا، اخذت الملح ثم خرجت اليهم،.

يوسف: شكرا يا سمية بس نتى بتجيبيه من البحر ولا ايه هههه
عمرو: اخبار رسالتك ايه يا سمية.؟
سمية بابتسامة: مؤجلة لفترة، بس معتقدش ان انا هقدر.
عمرو: ليه يا بنتى، حرام عليكى تقديرك وتعبك تضيعيه، ولا انت اي رأيك يا آسر.
آسر بعدم اهتمام: هي حرة. كل واحد عقله في راسه يعرف خلاصه...
تفاجأ الجميع من برودة رده، وايضا سمية، اراد يوسف ان يلطف الجو،.

يوسف: بصى يا سمية اناهجيبلك مى كل يوم تعلميها طريقة الحمام دى. اصلها مبتعرفش تعمللى كوباية الشاى.
عمرو: وانا اكمان يا سمية. على الاقل ترحمينى من فتافيت بتاعتها اللى بتخربلى الميزانية
مى / ملك بتوعد: بأى كده،؟!
عمرو: روحنا في شربة ماية ههههه
يوسف: البس يا معلم ههههه.

انقضت السهرة سريعا وكل عاد الى بيته، صعدا الى غرفتهما. دلفت الى الحمام اولا وابدلت ملابسها. وتوضأت. ثم خرجت. كان يجلس يقرأ كتابا، متعمدا تجاهلها، نظرت له بحسرة، ثم شرعت في اداء الصلاة، ما ن بدأت صلاتها حتى نهض من مجلسه ارتدى ملابس نومه ثم بدأ في ترتيب اوراق العمل، انتهت سمية وهي مقررة شئ ما بداخلها، اتجهت نحوه،
سمية: آسر بصللى...
آسر: عايزة ايه؟

سمية تمسكه من يده وتلفه نحوها ليصبح مقابلا لها: عايزة نتكلم.
آسر: نتكلم في ايه يا دكتورة...
سمية بترقب: انت عايزنى انزل البيبى صح؟
آسر بتحدى: ده اللى لازم يحصل
سمية: ليه؟ ليه يا آسر،؟..

آٍر امسكها من كتفها بعصبية: انتى مبتفهميش، ايه اللى ليه، انا اتنيلت واتكلمت معاكى وقولتلك لا، مش عايزين اطفال، لا، وانتى عارفة موتى اللى ميسمعش كلامى. روحتى حضرتك ونفذتى اللى في دماغك. لأا وايه من زمان اوى يا هانم، انتى كنتى عارفة من امتى بأى، ومتقنعنيش انك متعرفيش مفيش ست متحسش بحملها شهرين...
سمية بدموع بسيطة والم: سيب ايدى يا آسر...
ترك آسر يدها، متدراكا المها،.

سمية: اولا انا لسة عارفة النهاردة زيى زيك، انا لما البريود اتاخرت قولت يمكن من عللاجى اللى انا باخده. يمكن من IUD، مهتمتش، اناعمرى ما اعمل حاجة من وراك اواحطك قدام امر واقع، عايز تصدقنى براحتك مش عايز براحتك بردو...
آسر: خلاص يبأى تنزليه، بكرة كمان.
سمية ببكا اكثر: لا. مش هنزله مش هموت ابنك وابنى بايدى...
آسر بضيق: انتى كدتموتى ننفسك بايدك، ليه مش عايزة تفهمى، ليه...

سمية بانكسار: لكل اجل كتاب، اللى ربنا رايده هيكون...
آسر يمسك وجهها بيديه: ليه عايزة تسيبينى.؟ ليه؟ ليه عايزة تبعدى عنى يا سمية؟ عشان خاطرى نزليه، وبعدين مش حرام لانه فيه خطورة مباشرة على حياتك.

سمية تمسك يده وتقبلها وبتأثر شديد: ، عايزة احس باحساس الامومة ان شا الله لو كانآخر حاجة في حياتى، عايزة اكون حامل، وابنى جوايا عمال يكبر، عايزة، احس بحركته، عايزة احس بيه، عايزة اكون ام، كتير عليا اكون ام...
آسر: كتير عليا تكونى جمبى.؟
سمية: عمرى ما هسيبك...
آسر برجاء: يا سمية افهمى، اعقلى، عشان خاطرى...

سمية: بص يا آسر. انا متاكدة ان دى ارادة ربنا. ومتاكدة ان ده قدرى كمان، انا عمرى ماخدت حاجة في حياتى بسهولة، حب اهلى ليا، تعليمى، اى حاجة في حياتى كنت بتعب اوى لحد ما اخدها، حتى انت، حبك ليا مجاش بسهولة. تعبت عشانه اوى، خلاص هي دى حياتى، بس عيزاك دلوقتى تكون جمبى، ان شا الله خير هتابع مع عمو خليل ودكتورة امانى، وانا متاكدة ان ربنا هيقدرلى الخير، انسى اى الم ممكن يحصل لنسى كل حاجة وحشة، فكر كده لو باى عندنا اطفال. هيكونوا عاملين ازاى، هنربيهم ازاى، هنسميهم ايه، وصدقنى عمرى ما هسيبك، حتى لو ربنا اخد امانته.

آسر يحتضنها مقاطعا اياها: متكمليش، ربنا يخليكى ليا ويقومك بالسلامة...
سمية تنظر له بحب: يعنى مش هتخلينى انزله...
آسر يبتسم بالم: . عايزك تكونى مرتاحة ومبسوطة، بس.
سمية تحتضنه: بوجودك جمبى، خليك جمبى يا آسر. اوعى تسيبنى.
آسر يمسح على شعرها: يا ستى والله مهسافر، اى نعم جايلى عقد في الخليج، لكن مش هسيبك متقلقيش
سمية تنظر لعينيه: ههههه، عارف النهاردة كان اطول يوم في حياتى
آسر: فعلا احداثه كتيرةاوى.

سمية: انت بعدت عنى اوى النهاردة، سيبتنى لوحدى.
آسر يقبل رأسها: متزعليش، ممن حبى ليكى والله...
سمية: بشرط؟
آسر: ايه؟
سمية بعتاب: تقولى مبروك، ينفع كده مسمعهاش منك لحد دلوقتى؟
آسر ينظر لعينيها بحب شديد: مبروك، مبروك يا الى زوجة في الدنيا، ربنا ميحرمنيش منك ويقومك بالسلامة...
سمية بخجل: ولا منك...
آسر: هنقولل للعيلة امتى بأى؟
سمية بخجل: مش عارفة...
آسر: هههه. مكسوفة ولا ايه...

سمية تضربه بخفة على يده: يووه بأى خلاص...
آسر: تخيلى بأى لما نقول لعمو احمد ياااه وكمان الباقى...
سمية تضع يدها على وجهها: انا مش قايلة لبابا حاجة...
آسر يحملها: انا هقوله...
سمية بسعادة: حاسب، انا دلوقتى حامل ايها الزوج المحترم.
آسر بغيظ: عارفة والله لولا الحمل ده، : ان ليا تصرف تانى خاااااااااااااااااااااالص.
سمية بعدم فهم: ليه هترمينى منالبلكونة يعنى...
آسر يغمز لها: لا يا جميل هرميك في حضنى...

سمية احمرت وجنتاها بشده: طيب، نزلنى.
آسر انزلها على السرير: يا ختى قطة ههههه، ماشى كلها بس فترة كده واوريكى
دثرت نفسها بغطا السرير واعطته ظهرها،
آسر: بأى كده؟ ماشى...
اتلتفتت له.
سمية بنصف عين: الا قولى، انت مفرحتش ليه بالحمل مع انك بتحب الاطفال جدا...
آسر: خوفى عليكى كان اكتر من فرحتى. مين قالك انى مفرحتش؟
سمية: معرفش، حتى لما عرفت ان ميرنا حامل مكنتش فرحان بردو...

آسر بضيق: مساء العكننة اللى قبل النوم...
سمية: متزعلش انا آسفة...
آسر: انا اللى آسف يا سمية، مجرد ذكر اسمها قدامى بيخلينىاحس بالذنب اكتر، بحس ان انا وجعتك
سمية محاولة تغيير مسار الموضوع: على فكرة يا استاذ، ابنك لازم ينام بدرى ويصحى بدرى عايزين نربيه صح من لوقتى، ومش عايز زعيق ولا تكشيرة ولا صوت عالى ولا تاخير ولا اى حاجة خاااالص
آسر: هههههه، عينى ليه ولمامته...
وضع آسر يده على بطن سمية ثم نظر لعينيها،.

آسر بحنان: هو هنا صح.
سمية وضع يدها على يده: ايوة...
آسر: بيحس بينا دلوقتى.
سمية: اكييد.
آسر: اسمع كلام ماما ومتتعبهاش، عشان مطلعوش عليك لما تشرف سيادتك.
سمية: هههههه يا سيدى على قلبى زى العسل...
آسر: طيب يلا ننام بأى لان عندان بكرة يوم حاااافل.
سمية باستغراب: ليه؟
آسر بتثاؤب: نامى بس، يلا على مكانك.
سمية: عايزة اسالك سؤال...
آسر: خير؟
سمية: كنت بتاخد راىيوسف في ايه النهاردة
آسر باستغراب: امتى؟

سمية: في الشركة.
آسر: ايوة. زكنت بقوله ييجى يشتغل معانا، لكن ليه؟
سمية: بس؟
آسر: اية، لكن ليه السؤال ده...
سمية: امممم ولا حاجة بس كنت فاكرة فيه مشكلة او حاجة طمن عليك بس
آسر قيقبل رأسها: طول ما انتى بخير انا كويس. يلا نامى.

فرد آٍر ذرراعه لتنام بمكانها المخصص لها، وهي قلبه، تقبل آسر أمر حملها كان يشعر بالفرح الشديد والخوف الاشد عليها. نام الزوجان بسلااااام احلامهما تداعبها الفرحة. البهجة ا، يرافقها الامل وحسن الظن بالله. ولكن هل سيحقق القدر ماكانا يحلمان به؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة