قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والستون

انقض ايامهم سريعا كانت كل يوم تتفنن في اعداد عشاء مميز لزوجها وامسية تليق به، تشعر بالتقصير في حقه، تريد ان تعوضه ما تحرمه اياه، ظلا في سعادة هكذا، جاء يوم الانتقال الى منزل آسر الاساسى، ليسكنا برفقة ميرفت، كانت على باب الغرفة تنظر اليها بحب وحنين،
آسر: متزعليش كده كل فترة هنيجى نريح اعصابنا ههههه.

سمية بحب: عارف، انا بحب البيت ده اوى، احسن عندى من بيتنا اللى في البلد او بيت بابا اللى هنا او بيتكم. بحس ان ده حياتى، بحبه اوى.
آسر يحتضن كتفها: وانا كمان، بتحسى فيه انه مملكتنا لوحدنا. اجمل ايام قضيناها هنا.
سمية تكتف يدها وتنظر له: ليه؟ هو انت ناوى على نية تانية لما نروح عندكم...
آسر يقبل جبهتها: هههههه لا تانية ولا تالتة، هي نية واحدة ربنا يعينى عليها. يلا نمشى؟

سمية بقلق: امم يلا، بالمناسبة طنط ميرفت عارفة...
آسر يمسك كفيها وينظر لعينيها بعمق: ايوة قولتلها الصبح متقلقيش، انا هفضل على طول جمبك، ماشى
سمية بابتسامة: متأكدة.

بينما كانت ميرفت تنتظر ولدها وزوجته، وصلا الى منزلهم، استقبلتهما ميرفت، او بالاصح استقبلت ابنها، نزل اولا ثم نزلت بعده، ظلت واقفة بجوار السيارة ا تزال لديها رهبة من حماتها. تخشى اى احتكاك بينهما، خاصة ان الوضع سيستمر الى انتهاء حياتها، كانت لبينما و توجه لوادته وسلم عليها ثم قبل يدها.
ميرفت: وحشتنى اوى يا ابنى البيت مكنش له طعم من غيرك...
آسر: ادينا رجعنا اه يا ست الكل، ربنا ميحرمناش منك.

نظر آسر الى سمية بنظرة تعنى، تعالى، واقفة عندك ليه، أقبلت سمية نحوها. ثم سلمت عليها. انحنت لتقبل يدها مثل زوجها، ولكنها. سحبت يدها فورا،
ميرفت: حمد لله على السلامة، الغدا جاهز جوه.
ودخلت مىرفت المنزل دون ان تنتظر ردامن ايهما تاركة سمية تشعر بالخجل الشديد. والضيق ايضا شعرت بالاهانة الشديدة، بينما آسر، توجه نحوها احتضنها ومسح على ظهرها،
آسر باسف: معلش، متدايقيش نفسك.

سمية بابتسامة باهتة: لا، ولا يهمك، محصلش حاجة.
آسر بابتسامة: طيب يلا ندخل ناكل...
دخلا الاثنان المنزل. توقفت سمية عند السلم،
سمية: هتزعل لو طلعت...
آسر: مش هتتغدى؟
سمية بابتسامة باهتة: انا مبتغداش دلوقتى. وبعدين لسة فاطرة، عايزة اطلع اشوف الاوضة وارتب حاجاتنا.
آسر: خللى سوزان تعملها. وبعدين يلا عشان تاخدى دواكى...
سمية باذعان: حاضر...

جلست بجواره على مائدة الطعام وعلى رأس المائدة كانت ميرفت، تحدث مع والدته وكان يحاول ان يشرك سمية في الحوارولكنها كانت ترد ايوة، صح، عندك حق، طبعا. فقط، لم تأكل كانت فقط تقلب طعامها في صحنها.
ميرفت: الاكل مش عاجبك ولا ايه؟
سمية: ابدا، تسلم ايد حضرتك، انا الحمد لله شبعت، سفرة دايمة، عنن اذنكم
همت سمية بالنهوض، ولكنها اوقفتها بكلمة.

ميرفت وهى تأكل: لما بنقعد على السفرة ميصحش حد يقوم. لما نخلص احنا الكل تقدر تستأذنى.
آسر بحزم: انا شبعت الحمد لله، يلا يا سمية...

صعدت سمية لغرفتها مباشرة دون ان تنتظره، دخلت الى الحمام. فتحت الماء، نظرت لتفسها بالمرآة. هل ستحتمل الاهانات تلك، هل ستحتمل؟ ترقرق دمع سمية، ولكنه افاقت على صوت طرقات آسر ليطمئن عليها، أخبررته انها ستأخذ حماما دافئا فقط وانها بخير، خرجت سمية لم تجده في الغرفة، بينما هو توجه الى والدته بغرفتها، طرق الباب بعصبية. اذنت له بالدخول،
ميرفت: خير.؟

آسر يضغط على يده: يا ماما لو سمحتى احترمى سمي اكتر من كده. دى مراتى، ارجوكى احترميها.
ميرفت: لما هي تحترم عادتناالاول...
آسر انفجر غاضبا: يعنى لما وطت تبوس على ايد حضرتك وحضرتك سحبتى ايدك واحرجتيها ده من عادتنا ولما تقوم من ع السفرة قبلنا ده اللى مخالف لنواميس الككون اللى احنا عايشين فيه، حضرتك مبتحبيهاش براحتك، لكن احترامها فرض على كل واحد هنا في البيت...

ميرفت بعصبية: والله عال يا دكتور يا جامعى يا محترم، بتعلى صوتك عليا عشان مراتك، وبتفرضها عليا كمان
آسر يزفر بضيق: استغفر الله العظيم يارب، يا ماما دى مراتى، والله لو سمية قصرت مع حضرتك في حاجة كان بأى ليا تصرف تانى معاها، لكن هي العكس، انا آسف انى عليت صوتى على حضرتك، بس بجد يا مامام انا م هسمح لحد يهينهها في بيتى، طول ما انا عايش...
ميرفت: والله؟ وده اتعلمته فين؟

آسر بغصة: تعلمته من بابا الله يرحمه، فاكرة يا ماما كان بيكرمك ويحسن معاملتك ازاى، مع انه جه على اهله. ومكنش بيزورهم بسبب حضرتك، لكن انا بقولك مش عايزها تتهان، وانا هفضل معاكى على طول مش هسيبك عشانن خاطرها. ولازم تحترميها يا امى. عن اذنك...

الجمت كلماته ميرفت، التي تذكرت زوجها، تذكرت حبه الشديد لها وتعلقه بها. تذكرت عندما تزوجا. كان كلاهما صغيرا في السن ولكنه لم يقوى على بعدها جلست ميرفت على كرسيها وبدات في استرجاع ذكرياتها مع زوجها وبيدها البوم الصور لتقلب به، بينما سمية. وضعها مختلف. تناولت دوائها وابدلت ثيابها ثم صلت العصر. وجلست تتلوا اذكار المساء. ثم توجهت لسريرها علها بداية يومها، ذهب للمسجد ليصلى. ثم رجع. توجه لغرفته. وجدها متدثرة بغطائها في وضعية الجنين كعاتها. يطى ملامح وجهها شعرها، جلس بجوارها، ازاحا خصلات خبأت وجها طفولىبرئ. بان عليه علامات الحزن مرة اخرى، فقد كان وجه سمية معبرا عما بداخلها مهما اخفت، قبل جبهتها، ثم ابدل ملابسه. وفرد جسده بجوارها، فرد ذراعه، ثم حاول ان يقربها اليه، لم يبذل جهدا فما ان شعرت بها حتى استسلمت لاحضانه الدافئة سريعا، تمسكت به ثم نامت، استيقظا عند اذان المغرب صلا فرضهما،.

آسر: قومى غيرى يلا عشان ننزل
سمية: لا خلينى هنا. مش عايزة انزل...
آسر يملس بانامله على وجنتها: متقلقيش هنقعد في الليفينج
سمية: ان عايزة اقعد احفظ الورد بتاعى النهاردة
آسر: طب انا محفظتوش، هنحفظه لما نطلع
سمية بجدية مصطنعة: على فكرة بقالك ييجى يومين مسمعتش خللى بالك...
آسر: مفكرتينيش ليه.؟
سمية بعفوية: هو انا بلحق اشوفك عشان افكرك يعنى، تروح الركة الصبح وتيجى بالليل. حتى الغدا باكله لوحدى...

آسر يقبل جبهتها: عارف انى مقصر معاكى بس ادعيلى بس ربنا يعينى، والله الحمل تقيل...
سمية: يا حبيبى عارفة، بهزر معاك بلاش يعنى.؟
آسر: يا حبيبتى خدى راحتك...
سمية: بالمناسبة يا آسر بكرة 25 يعنى اجازة، هتعمل ايه؟
آسر: فيه مظاهرات بكرة هنزلها ان شاء الله، اعتقد ان انا قولتلك
سمية بتعجب: مكنتش فاكرة انك آخدها جد.

آسر: بصى يا سمسمة. هي يا صابت يا خابت وفي الاغلب هتخيب ههههه. الناس تعبانة اوى يا سمية، على الله يكون حد عنده دم ويستجيب لمطالب الناس.
سمية: يعنى رغيف عيش كويس ومرتب يضمن حياة كويسة. دى مطالب تعجيزية، حسبى الله ونعم الوكيل، بجد حكامنا دول هيكون عقابهم عسير عند ربنا بحق الناس اللى ظلومة ومتبهدلة دى
آسر: فعلا والله. كلكم راع، ومسئول عن رعيته.
سمية: اطلب منك طلب؟
آسر: اؤمر يا جميل.

سمية بابتسامة: مايؤمرش عليك ظالم، عايزة آجى معاك بكرة ان شاء الله
آسر بعدم فهم: فين؟
سمية: االمظاهرات...
آسر: بتستهبلى، قومى قومى، ننزل
سمية بعند: انا بتكلم بجد...
آسر: انتى بتستهبلى والله، تيجى مظاهرات بأى وبنات وولاد في بعض، وكمان منعرفش ايه اللى هيحصل، اسكتى يا سمية احسن
سمية: طيب ليه انت هتروح وانا لا؟ ما هو هيكون بردو في هناك بنات وولاد ف بعض.

آسر: يا بابا. انا راجل، الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض
سمية بزعل: يعنى انت مش هتخلينى انزل المظاهرات معاك
آسر: يا بنتى خايف عليكى والله
سمية: يا آسر عشان خاطرى، هكون معاك ومش هسيب ايدك ابدا
آسر بقلق: يا سمية، افرض جرينا روحنا جينا يا حبيتى هتتعبى...
سمية مازحة: عشان خاطرى و لو كان فيه جرى شيلنى هو انا تقيلة يعنى، ولا حملى هيتقل عليك من دلوقتى.

آسر: ايه الهبل اللى انتى تقوليه ده. زانا خايف عليكى بس والله
سمية بثقة: متقلقش، يا آسر والله احسن ما اقعد هنا لوحدى وانت مش معايا. حتى يوم الاجازة...
لوحدى وانت مش معايا. حتى يوم الاجازة...
آسر: خلاص ماشى ان شاء الله، ربنا يسهل بكرة
سمية تقبله بوجنته بتلقائية: ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبى يارب
آسر: الله اكبر، اعملك مظاهرة كل يوم يعنى
سمية برقة: ههههه...
آسر: ربنا يخليلى الضحكة وصاحبتها...

انقضى يومهم واتى صباح يوم جديد، صباح 25 يناير لعام 2011، كان اليوم هادئا جدا، نزلا سويا المظاهرات، لم يكن آسر يتوقع ان الاستجابة الشعبية لها كبيرة كذلك، انضم لها كثير من الناس وتحولت الى مظاهرة كبرى، توالت الايام والمظاهرا تكبر وتنتشر في ارجاء الجمهوري حتى جاء يوم الجمعة، 28يناير، نزل آسر ليصلى الجمعة في التحرير. ز. لم يأخذ سمية معه رغم الحاحها الشديد، جلست تتابع الاخبار بغرفتها، رأت الغاز والضرب قلقت كثيرا اتصلت به،.

آسر بغضب: تيجى فين،؟ لا طبعا متستهبليش الوضع هنا ولا واحد على عشرة من التلفزيون خليكى عندك
سمية: يا آسر مينفعش، انتو عندكم المستشفى الميدانى هيحتاج دكاترة. ده واجبى يا آسر، حرام اقعد في البيت كده
آسر: لا يا هانم ده مش واجبك. انتى معاكى عذرك...
سمية: خلينى اعمل حاجة في الدنيا دى مفيدة، عشان خاطرى. ومتقلقش هخللى السواق يجيبنى. ووالله مهخرج من اللمسجد، متقلقش.

وافق آسر بعد الحاح شديد من سمية، وصلت سمية الميدان قابلت آسر ودخلت المشفى الميدانى مباشرة، كان خليل هناك، توالى عليهم المصابون والشهداء، كانت حالات الاصابة بطلقات الخرطوش كثيرة جدا ومنها ما تسبب في فقد البصر واحيانا فقد الحياة، وحالات اختناق، وتالت الايام ولم يغادر آسر وزوجه الميدان بل انضم اليهما يوسف ومالك، كانت طوال وقتها في المستشفى الميدانى بجوار خليل، اما آسر فقد كان يطمئن عليها بين الحين والآخر ياتى لها باحتياجاتها ودوائها، وخليل لم تمنعه الظرروف من مراقبة سمية، انقضت ايام الثورة الثمانية عشر، واتى يوم الجمعة 11/2، قرب المغرب، كانت تجلس في المسجد متعبة ومرهقة للغاية. ذهب اليها،.

آسر: سمية يلا عشان تاكلى، المغرب هيأدن.
سمية بتعب: حاضر...
آسر: عمو خليل فينن
سمية: معرفش. : ان هنا من خمس دقايق...
آسر بقلق: انتى تعبانة ولا ايه؟
سمية بابتسامة جاهدت ان تبدو طبيعية: لااا، ابدا شوية ارهاق.
آسر: اخدتى دواكى؟
سمية بابتسامة: يا حبيبى متقلقش كويسة والله. ها مش هناكل؟
آسر: يلا...
انهيا طعامهما ثم جلس آسر على السور بجواره سمية التي شعرت بالبرد، فارتكنت على كتفه وكتفت ذراعيها، حوطها آسر بذراعه.

آسر: بردانة؟
سمية: شوية.
خلع آسر سترته الجلدية والبسها اياها ثم احتضنها.
سمية: انت كده هتبرد...
آسر: لاا، انا متعود الجو في امريكا كان أمر.
سمية بهم: تفتكر هيمشى يا آسر.؟
آسر بثقة: متأكد، هيمشى ان شاء الله
سمية: يا بختك، بتجيب التفاؤل ده منين؟
آسر: يا بنتى خليكى متفائلة واحسنى الظن بالله، ديته يومين كمان وهيغور متقلققيش.
سمية: والبلد اللى اتدمرت دى؟

آسر: كل حاجة وليها تمن. بس الناس دى ربنا لا يكن يخذلها ابدا...
سمية: يارب. يارب...
آسر: مش كنتى قعدتى في البيت احسن بدل القلق ده
سمية: لا. انا قضيت هنا اجمل ايام حياتى، عارف يا آسر انا حاسة بايه دلوقتى. حاسة انى مش عايزة حاجة من الدنيا تانى. كل حاجة حلمت بيها اتحققت واحسن كمان، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مبارك فيه
آسر: بس انا طمعان في كرم ربنا ولسة في حاجات اجمل مستنيانا انا وانتى، ان شاء الله.

سمية: ان شاء الله يا حبيبى
آسر: قومى يلاا المغرب ادن.

صلا فرضهما وسط لالملايين. كان دعاء واحد فقط يوحدهم، يا الله خلصنا من هذا الكرب، يارب احمى بلدنا شر الفتن. يارب احقن دمائنا، يارب وحد صفوفنا، ما ان سلم المصلون من صلاتهم. حتى تعالى هتاف واااااااااحد فقط، الله وحده اسقط النظام، ورفرف حمام الحرية والسلام على ارض مصر من جديد. واتت اطياف الامل تزيم سماء مصر. احتضن آسر سمية وحملها واخذ يدور بها وصوت ضحكته يتعالى. ويتعالى.

آسر بفرحة عارمة: شوفتى اخر التفاؤل يا متشائمة هانم
سمية: هههههن شايفة بس نزلنى احنا وسط الناس...
آسر يقبل خدها وينزلها: كله هايص اساسا، ياااااااااااااه الحمد لله
سمية تتنهد بارتياح: الحمد لله، ربنا يتمم فرحتنا بخير يارب
آسر بصدق شديد: يارب يا حبيبى يارب...
سمية بابتسامة باهتة: يلا نروح بأى.
آسر [باستنكار: دلوقتى؟! دى الناس كلها هتنزل دلوقتى، خلينا نحضر الاحتفالات، ليس من الحكمة الوقار في البستان ههههه.

سمية: لازم اروح. خللى السواق يجي ياخدنى طيب
آسر: يا بنتى ساعتين وهنروح، متضيعيش الفرصة من ايدك، مش كل يوم في ثورة.
سمية تمسك يده وتشد عليها: انا تعبانة، ولازم اروح، امخدتش الدوا.
آسر بدهشة: ليه؟، انا جايبهولك.
سمية بصوت مضعيف: كان فيه مصاب تعبان ومحتاجه اديتهوله، كنت كويسة، خفت اقولك، تروح تجيبه، وكان فيه قناصة ع العمارات، اللى حوالينا...
آسر بقلق: طيب، يلا، اتصل بدكتور خليل؟

سمية بتعب: ملوش لازمة، انا هاخد الدوا وهكون كويسة، متقلقش، يلا لان الدنيا زحمة اوى.
آسر: حاضر حاضر.
كانت سمية منقطعة عن دوائها منذ ايام ولا تاكل جيدا وهي بين المصابين والشهداء، ومجهود وقلة نوم وشد عصبى، كل ذلك أثر عليها، استقلا سيارة أجرة، جلسا في المقعد الخلفففى، اتكأت على كتفه ثم نامت، احتضنها آسر بيده، ثم اتصل بدكتور خليل،
خليل: الف مبروك يا عم، انا عمال ادور عليكم وشبكتك واقعة.

آسر: احنا مروحيين في الطريق.
خليل: ليه؟ مش هتحضروا الاحتفالات،؟
آسر بحزن: لا يا دكتور. سمية تعبانة ز
خليل بقلق: مالها؟
آسر: معرفش، تقريبا دواها ماخدتوش. وطبعا حضرتك عارف الظروف اللى كانت فيها.
خليل بعصبية: انتوا فين؟
آسر: احنا قربنا نوصل البيت.

خليل: طيب انا هحصلكم على هناك، بس بسرعة يا آسر. ولو هي فايقة اديها حباية من دواها. وخليها تنام في وضعية الجلس ومتتكلمش خالص، ولا تبذل مجهود ودفيها كويس الجو برد، وانا مش هتاخر ان شاء اله
آسر: تمام، انا متشكر جدا لحضرتك
خليل: دى بنتى متشكر على ايه بس، يلا مع السلامة...

وصلا الى المنزل، دفع اجرة السائق ثم حمل سمية وصعد بها الى اعلى بخطواته السريعة. طانت ميرفت بحجرة المعيشة تتابع الاخبار هي الاخرى لم تنتبه لهما. جاءت لها سوزان مهرولة يدبو على وجهها الارتباك الشديد.
ميرفت باستغراب: مالك يا سوزان في ايه؟
سوزان بارتباك: اصل آسر بيه جه، و...
ميرفت بعصية بسيطة: و ايه؟ اتكلمى ,,,
سوزان: وكان شايل الدكتورة، وجرى بها على الاوضة، تقريبا حصلها حاجة.

نهضت ميرفت بسرعة ثم توجهت الى غرفة آسر، كان آسر يجلس على السرير بجوار سمية ممسكا بيدها،
ميرفت: حمد لله على سلامتكم
آسر: الله يسلمك يا امى.
ميرفت بترقب: خير؟ سمية مالها؟
آسر: تعبت شوية، شوية وهتكون كويسة ان شاء الله
ميرفت تنظر لسمية بتمعن: الف سلامة.
لم ترد عليها سمي لكنها اكتفت بايمائه بسيطة وابتسامة. اتت سوزان لتخبرهم.
سوزان: دكتور خليل برة وبيستأذن يدخل.
آسر بسرعة: اتفضل يا دكتور...

دخل خليل كان على محياه القلق والضيق، توجه مباشرة الى سمية
خليل: ممكن تتفضلوا كلكم برة.
/يرفت: تشرب ايه يا دكتور
خليل: فنجان قهوة.
ميرفت: حاضر. ثوانى وسوزان تجيبه، عن اذنكم.

خرجت ميرفت وهي في حيرة من امرها، كان يبدو على ابنها الاسى والحزن الشديدن وخليل كانت العصبية والضيق. ونظراته الى سمية ل تكن طبيعية. سمية، سمية كان يبدوو عليها الاعياء والتعب. فهى لم ترد عليها وهذا ليس من عادتها، ترى ماذا يحدث، تعالى صوت خليل من الداخل،.

خليل: انتى بتستهبلى ولا بتستعبطى، فهمينى لانى مش فاهم ازاى يا دكتورة مريض قلب حالتة مش مستقرة يكون في ثورة ومستشفى ميدانى وقلق وتعب اعصاب وكمان مياخدش دواه بالايام، قال ايه مصاب صعب عليا ادديتهوله، ده اسمه تهريج...
لم ترد عليه سمية ولكنها اكتفتت بدموع مسحتها بسرعة لاحظ آسر،
آسر بنظرة ذات معنى: معلش يا دكتور خليل، طمنى بس على سمية...
خليل وقد فهم ما يرمى اليه: اطمن. هديها حقنة دلوقتى وهتكون كويسة.

سمية بصوت ضعيف: الحقنة دى بتوجع. مش هاخدها.
خليل: والله العظيم اكسر دماغك لو مبطلتيش عندك ده، هتاخديها هتاخديها، على الاقل عشان تعرفى تنامى...
سمية بصوت اقرب للبكاء: انا اخدت الحقنة دى قبل كده وبتوجع اوى...
خليل وهو يجهز الابرة: عشان كل ما تهملى في صحتك تفتكرى الالم ده، وتفتكرى التعب اللى انتى مسبباه للراجل اللى واقف ده كمان...

اعطاهاالابرة وظل بجوارها حتى اطمئن عليها ونامت، استأذن خليل، خرج معه آسر ليوصله، تحدثا وهما ينزلان الدرج.
خليل: زى ما بقولك، وخللى بالك منها
آسر: طيب الوضع ده هيستمر كتير؟
خليل: هههههه معلش استحمل. زكلها اسبوع بالكتير والوضع يتلغى، بس عشان صحتها
آسر بحرج: احم. مقصدش لكن بطمن عليها والله.
خليل: صادق صادق، المهم لو حصل اى حاجة كلمنى على ططول
آسر بامتنان شديد: متشكر جدا يا دكتور خليل...

خليل: مراتك بنتى. افهم، يلا في رعاية الله
غادر خليل المنزل ثم دخل آسرر وهم ليصعد الدرج، اوقفه صوت ميرفت،
ميرفت: سمية عندها القلب؟!
آسر باسنكار: ايه الكلام ده يا امى؟
ميرفت: سؤال جاوبنى عليه، سمية عندها القلب؟
آسر: هيفيد بايه حضرتك تعرفى؟
ميرفت: مراتك تعبانة من امتى يا آسر
آسر: مراتى، سواء كانت تعبانة او لا. فحالتها الصحية تهمنى انا بس، مش حد تانى.

ميرفت: وتهمنى انا كمان. مراتك تعبانة من امتى؟ انا عارفة كل حاجة. سمعت دكتور خليل صوته كان جايب الفيلا كلها، من امتى يا آسر
آسر يزفر بهمم: مش ممهم من امتى يا أمى، المهم ان حضرتك تخفى عليها شوية، ارحميها يا ماما، لو مى كانت مكانها لا قدر الله. يا ترى كنتى هتعملى ايه؟ عن اذنك...

ترك آسر ميرفت في صدمة. دهشة. تعجب، تفكير، هل سمية فعلا مريضة منذ زمن، كانت تتحمل غضب ميرفت عليها. وكلامها دون ان ترد او تحرك ساكنا، احست ميرفت ببعض الشفقة على سمية، فتح آسر باب غرفته وجدها نائمة مازالت، اغتسل وابدل ثيابه ثم صللى ركعتى شكر وقضاء حاجة، جلس بجوارها يقرأ قرآنا، انقضت الايام سريعا. زصحة سمية تحسنت عن السابق. فهذا حالها كالمنحنى، صعودا وهبوطا، تحسنت معاملة ميرفت لها نوعا، لم تعد تتعمد احراجها او مضايقتها على الاقل. ولكنهاما زالت جافة، تعلق آسر وسمية كثيرا بمحمود وخالد الطفلين الصغيرين، كانت زيارتهما لهما متكررة، حيث انشغال آسر الشديد بعمل فيذهب صباحا ثم يأتى متأخرا ليلا، كانت سمية تقضى وقتها في المنزل او عند والدتها او تحضر الندوات الدينية والعلمية، كانت تحاول ان تشغل نفسها، مرت اسابيع تلتها شهور، كانت ميرفت تفكر في شئ واحد. فقط. لا غيره، في احدى الايام كانت سمية تجلس بغرفتها تقرأ كعادتها، طرقت سوزان باب غرفتهها.

سمية: ادخل.
سوزان: ميرفت هانم طالبة حضرتك.
سمية طوت كتابها. ثم اردفت بتعجب: طنط ميرفت؟ عيزانى انا؟! خير؟
سوزان: معنديش فكرة والله يا دكتور. هي منتظرة حضرتك في اوضتها...
سمية: طيب اتفضلى يا مدام سوزان انا جاية...
كانت ميرفت تجلس بغرفتها، تقلب بين البوم الصور العائلى لها، صورها بصحبة زوجها الفقيد وابنائها، في مختلف مراحل حياتهم وفي مختلف المناسبات، طرقت سمية الباب. اذنت لها ميرفت بالدخول.

سممية: مدام سوزان قالت ان حضرتك عيزانى...
ميرفت بهدوء: اقعدى يا سمية...
جلست سمية في الكرسى المقابل لها، تسائلة مترقبة. ما سيحدث،
ميرفت تمد لها البوم الصور: شوفتى الالبوم ده قبل كده؟
سمية تلتقطه منها: لا، معتقدش.
ميرفت: طيب شوفيه...

اخذت سمية تقلب الصور، وتشاهد مراحل حياة آسر. كان يحمله والده. هنا وهناك. كانت والدته حولهما. هنا كان يحمل مى ويلعب معها. كم كانت تبدو الاسرة سعيدة، وصور أخرى لآسر مع محمود الصغير، كم كان ينظر له بحب، توقفت سمية عند هذه الصورة مررت اناملها بعفوية عليها. كانت ميرفت تراقبها، احست انها اصابت هدفها،
ميرفت: عجبتك الصور؟
سمية: جدا...
ميرفت: شوفتى محمود كان مبسوط بالاولاد ازى.

سمية: ربنا يرحمه. كان بيحبكم اوى يا طنط...
ميرفت بتنهيدة: ربنا يرحمه، اللى عوض عليا غياب محمود عنى، اولادى يا سمية. مى وآسر، كل ما بشوفهم بحس ان محمود لسة عايش معايا...
سمية: ربنا يخليهم لحضرتك يا طنط وميحرمكمش من بعض...

ميرفت: آآمين، انا عايشة حياتى ليهم هما بس. امنية حياتى سعادتهم وراحتهم، وخصوصا آسر ده سندى في الدنيا، وابنى الكبير والراجل بتاعى بعد محمود الله يرحمه، عايزة اطمن عليه يا بنتى قبل ما يموت
سمية: ربنا يخللى حضرتك ليهم
ميرفت: امنية حياتى اشوف ذريته حواليا يا بنتى. اطمن عليه انه مش هيكون وحيد في الدنيا، انا ست وانتى ست ومحدش يفهمنا غيرنا. انا هكلمك في موضوع بس وعد اوعى يطلع برة. فهمانى؟

سمية تبلع ريقها بترقب: اتفضلى يا طنط
ميرفت: بصى يا بنتى انا عارفة انك تعبانة ومش هتقدرى تخلفى دوقتى او بعد كده...
سمية بصدمة مقاطعة اياها: آسر قالك؟!
ميرفت: لا والله يا بنتى، انا اللى عرفت، الست يا بنتى لازم تضحى عشان سعادة الراجل، انتى شايفة آسر بيحب الاطفال ازاى ومتعلق بيهم. وشايفة فرحة ويوسف ولا عمرو باطفالهم، متحرميش ابنى من الفرحة دى يا سمية.
سمية بغصة: المطلوب منى ايه يا طنط،؟

ميرفت: انا كلمت آسر في الموضوع ده اكتر من مرة لكن هو رافض، انا عارفة انه بيبك ومش عايز يجرحك بس يا بنتى هو زيه زى باقى الرجالة عايز يشوف ولاده حواليه.
سمية بصوت مختنق: مفهمتش بردو انا مطلوب منى ايه؟

ميرفت: قوليله يتجوز يا سمية، هو مش هيتجوز غير لو انتى قولتيله، يا بنتى ربنا مبيرضاش بالظلم وحاله ده ظلم ليه، هو بيحبك وعمر اللى هو هيتجوزها دى مهتاخد مكانك في قلبه، لكن على الاقل يشوف ذريته حواليه. ابنى مش صغير الى اده عندهم طفل واتنين
سمية بهمس: يتجوز؟!

ميرفت باسترسال: انا عارفة انه صعب على اى واحدة، بس انا عارفة انك بتحبيه وتتمنى له السعادة، والست بتضحى عشان سعادة جوزها، وانا عارفة انك مش انانية، ها قولتى ايه؟
سمية بضياع: اقول ايه في ايه يا طنط؟ حضرتك عيزانى اقوله روح اتجوز واحدة تانية؟
ميرفت: عشان سعادته. انا عارفة انه طلب صعب على اى واحدة...
سمية بتهكم: ويا ترى هدورله على عروسة كمان واروح اخطبهاله؟

ميرفت بسرعة: لا، العروسة موجودة، نادين بنت ثريا، كانت متجوزة قبل كده بس انفصلت عن زوجها كان مبيخلفش ومحبش يظلمها معاه هي كمان، ها قولتى ايه؟
سمية بتجهم: قولت اللى فيه الخير يقدمهه ربنا...
ميرفت بامل: فكرى كويس. عارفة انك مش هتظلمى ابنى، وصدقينى لما تشوفى فرحته هتنسى اى حاجة تانية، فكرى يا بنتى وقوليلى هتعملى ايه. بس ياريت تفكرى بعقلك مش بقلبك...

خرجت سمية ودموعها معها، تجر اذيال المها وحسرتها على فرحتها التي اقسم الجميع عليها انها لن تكتمل يوما، دخلت رفتها. ارتمت على سريرها بسرعة. تبكى وتشهق. تبكى حظها وتبكى قلبها تبكى حبها، تبكى كل شئ، ها قد عاودت غيوم الاحزان سمائها من جديد لتعربد فيه، يبدو ان سحابة الصيف الهادئة كانت مجرد معجزة لن تتكرر ابدا، لم عليها التضحية كل مرة، لم عليها ان تضحى باعز ما تملك الآن. هل ستحتمل زواج آسر من اخرى، هل ستحتمل وجوده بين احضان امرأة اخرى. يعيش معها. ينام معها، يدللها، يسمعها كلامه، يشكيها همه، تكون اما لاولاده، هل ستحتمل،؟! بدأت النيران تخترق قلبها وعقلها لتأكله، هل هذا اشد الما ام رؤيته تعيسا وحيدا في حياته، ترى ما الحل،؟ ما الحل، كعادتها سمية نهضت وتوضأت ثم صلت ركعتين. ظلت تشكو الى ربها وتبكى لم تدر كم من الوقت مر وهي على هذه الحالة، اذن المغرب صلت سمية، ثم خلدت الى الفراش، تصارعها احلامها واحزانها. ها قد أًسرت بالحزن مرة أخرى ولكن هذه المرة تختلف، فالحب قد عرف طريقه الى قلبها وكذلك هى، نامت سمية، اتى آسر نتأخرا، دخل البيت لم يجد احد. كانت ميرفت مع صديقاتها في الحديقة، ولكن لا وجود لسمية. تعجب كثيرا. حيث ان من عادتها انتظاره، تسمع صوت سيارته فتنزل تننتظره او تفتح له الباب،.

آسر ينادى: سمية. زسوزان، سمية...
قدمت له سوزان.
سوزان: حمد لله على السلامة يا آسر بيه، اجهز لحضرتك العشا؟
آسر: سمية فين؟
سوزان: تقريبا هي نايمة في اوضتها...
آسر بتعجب: من امتى؟
سوزان: تقريبا المغرب. انا طلعت اصحيها للغدا. قالتلى انها مصدعة وملهاش نفس، احضر لحضرتك العشا
آسر بقلق: ماشى، انا هطلع اشوفها، سوزان. ؛ضريلها هي كمان اكلها
سوزان: امرك ي آسر بيه. عن اذنك.

صعد لها آسر بسرعة بسيطة، دخل الغرفة ليجدها مظلمة ينيرها اضاءة بسيطة من الحديقة تتخلل زجاج الغرفة، وصوت المنشاوى المنخفض يرتل القرآن، اشعل مصابيح الغرفة، ثم خلع سترته، واقترب منها بهدوء. كانت نائمة كعادتها متكورة على نفسها تحتضن وسادته، ازاح خصل شعرها، ثم رأى وجهها. قبل جبهتها، وتحسس حرارتها، وجدها طبيبعية، دثرها جيدا، ثم اخذ ملابسه ودخل الحمامليغتسل. ما ان سمعت صوت الباب يغلق. حتى بكت وانسابت دموعها، كيف ستخبره. كيف ستتقبل هي الامر، انتهى آر ثمم خرج، مسحت وجهها بسرعة وتظاهرت بالنوم مرة أخرى، مشط شعره وتعطر بعطره الجذاب. ثم توجه اليها، اخذ يمرر انامله على وجنتيها الناعمتين، ويتأمل وجهها تفاصيلها قسماتها، قبل رأسها بشوق.

آسر بهمس: سمية، قومى، سمية
سمية تفتحعينيها وبصوت خافت: حمد لله على السلام ة \
آسر: الله يسلمك يا حبيبتى، قومى يلا عشان نتعشا.
سمية تعتدل: مليش نفس والله...
آسر يمسك وجهها: انتى كنتى بتعيطى ولا ايه؟ انتى وشك عامل كده ليه؟
سمية تمسك يده وتقبلها: لا يا حبيبى. بس عشان نايمة من زمان بس...
آسر: اممم وكمان متغديتيش...
سمية بابتسامة باهتة: بصراحة النوم اغرانى جدا...
آسر بابتسامة مشرقة: طيب يلا. قومى ناكل...

سمية: مليش نفس والله.
آسر يمسك يدها: لا، يلا قومى...
نهضت سمية، شعرت بدوخة بسيطة،
آسر: ما انتى من الصبح مكلتيش لازم تدوخى. يلا
سمية: حاضر هغير واصللى العشا وآجى.
آسر يجلس على الكرسى: ماشى بس بسرعة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة