قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الثالث والأخير

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الثالث والأخير

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الثالث والأخير

يقف ماهر أسفل الدرج وجسده كله متحفز، يكبح شوقه بشدة كي لا يصعد إلى غرفتها ويبثها عشقه قطرة قطرة، استمع إلى نبرة وقاص وهو يربت على ذراعه
- اثبت كده واهدى
رفع ماهر عيناه نحو وقاص وهمس بحرارة
- انت عارف معنى انك تفقد الأمل في حد، تصحي تاني يوم تلاقيه قدامك لأ ويقولك قد ايه انت مهم في حياته
هز وقاص رأسه ليغمغم
- مفهوم.

شرد قليلا وهو لا يصدق أن تلك الليلة ليست حلمًا، حلم جميل ويستيقظ في الصباح الباكر كي يذهب للعمل، رفع عيناه نحو الدرج مترقبًا هبوطها بفارغ الصبر، ليهتف لعقله، إهدأ، لقد تحملت لسنوات وليالي كئيبة قضيتها وحدك في الفراش، دقائق وتكون كلها ملكك، استرسل في الحديث قائلاً.

- فترة حياتي السابقة قبل ما اشوف مارية، مكنتش متخيل حاجه اسمها حب من أول نظرة، بالعكس كنت من أوائل المعارضين للموضوع ده، ازاي من نظرة واحدة كيانك كله يتشقلب بحاله.

ابتسم وقاص بحنين وهو يرفع عينيه هو الآخر، منتظرًا ساحرته، الساحرة التي ألقت بسحرها عليه هو الآخر، المرأة التي حفزت له حس الحماية بقوة، أصبحت من ضمن نطاق الاشخاص المهمة في حياته حتى وإن لم تكن إمرأته وقتها، استمع إلى زفرة ماهر الحارة وهو يتمتم
- حالي اتشقلب يا ابن الغانم، نظرة من عينها وأنا أعلنت الاستسلام ليها، رفعت الراية البيضا قدامها.

اختصر ماهر الكثير من الأحاديث وهو يسمع أنه يتحدث بالنيابة عن نفسه وعنه وعن كل رجل إستسلم لراية العشق في أرضه، ثقلت انفاس ماهر وهو يتمتم لنفسه
- سنين عذاب استحملتها، والعوض جالي، اجمل عوض في حياتي
ماذا يرد وقاص؟، ماذا يقول بعد الذي قاله؟!، اكتفي فقط بأن يهمس بهدوء
- حياتك مش هتكون سهلة زي ما انت متخيل يا كابتن
هز ماهر رأسه موافقًا
- عارف، عارف يا ابن الغانم.

ثم لا إراديا ارتفعت أنظاره نحو مالكة قلبه التي تهبط من الدرج بفستانها الأبيض الملوكي، عيناه تحتضن كل تفصيلة ويحفرها في ذاكرته، يوم كهذا يوم لا ينسي، يجب على المؤرخين أن يحفروا تاريخ اجتماعه بإمرأته.
ابتسمت مارية بخجل شديد وعيناها لم تزح عن عيناه ابدًا، كلما تقترب خطوة منه يعطيها وعدًا..
الأول هو الحب
الثاني هو العشق
الثالث هو الأمان
والرابع والخامس و إلخ هو الحب، الكثير منه.

ابتسامتها اتسعت تدريجيا وكل من حولهما اختفي ولم يبقى سواهما، حتى أصوات الموسيقي خفتت تعظيمًا لنبضات القلوب العاشقة، ووعدها هي كانت
الأول هو أن تذوب عشقا به
الثاني هو أنها لن تتركه ابدًا
الثالث أن تتشبث به بيديها وأسنانها
سجلوا ذلك، هي لن تتركه، تقسم انها لن تفعل.

راقبت حلته السوداء الوسيمة وملامح وجهه التي ازدادت وسامة وهو يختصها بنظرة لها وحدها فقط، يختصها بنظرة ثم إبتسامه وأخيرًا عناق حينما أصبحت أمامه لا يفصلهما سوى نفس يتردد من كلاهما و عناق، غمغم ماهر بنبرة اجشة
- كلك بقي ملكي
أغمضت جفنيها للحظة وتيار انفاسه الحارة دمرتها، قضت على أعصابها التي تلملمها بصعوبة، ردت بهدوء
- انا ملكك من اول ما قلبي اعلن انك المالك الوحيد ليه.

احتضن كفها بقوة لتهبط بعينها نحو يده، لتهمس بعدها
- حياتنا هتبقى كويسة، هتبقي كويسة واحنا مع بعض
وثق ميثاق عهدها وعهده وهو يحتضنها بلهفة لتبادل عناقه بقوة اكثر وهي تستند برأسها على صدره، حان وقت إستراحة المحارب.

- اخر حد اتوقعه يجي حفلات زي ديه
تمتم بها وقاص وهو يرى سراج مصطحب أسرار التي تبدو متألقة اليوم، الإبتسامة من الأذن للأذن، العشق غمر كيان تلك المرأة الجامدة، زاد سراج من ضم جسد أسرار نحوه وقال بنبرة ذات مغزى
- المدام أصرت.

وكلمة أصرت تحوي الكثير، تتذكر طلبه الوقح حتى يأتي معها بقميص أبيض وبنطال أسود ووضع سترته السوداء على كتفيها لكي يداري ظهرها المكشوف، لإنها تعلمه لم تعترض كثيرًا وخصوصا أنها جعلت فستانها الأحمر يتلائم مع سترته السوداء، مطت شفتيها بحنق واقتربت منه هامسة
- ليا اسم
التفت برأسه نحوها وأعاد خصلة شاردة إلى شقيقاتها ليهمس بخشونة
- مراتي اللي أصرت، تمام كدا.

وجدت أنامله الخبيثة تلمس ظهرها العاري، اتسعت عيناها جحوظا وهي تتملل في وقفتها تحاول أن تنتزع منه لتقول بهدوء
- هي فين رهف؟
ابتسمت فريال بهدوء قائلة وهي تقترب من رهف التي ضرج الخجل وجنتيها
- اهي جت
القي وقاص نظرة محذرة ليمسك معصمها بحدة أجفلتها جعل تهمس فريال ببرود
- متبرقش بعينك، انا معملتش حاجه
توعد لها قائلا بصوت خفيض
- حسابنا في البيت.

لم تعبأ وهي تدس بجسدها اسفل ذراعه، بينما رهف اقتربت من أسرار وسراج تلقي التحية بخجل
- م، مساء الخير
- مساء النور
رفرفت أسرار بأهدابها وهي تعض على شفتها السفلى وتتوعد لذلك الوقح، العابث، شدت بأناملها على قميصه بقوة لتتسع ابتسامته الماكرة وهو يوجه بحديثه نحو وقاص
- واضح ان فيه جلسة نسائية، احنا مش مرحبين بيها.

تلكأت أنامل سراج على ظهرها العاري، ثم إبتعد مرغما ليبتعد عن حديث النساء الذي سيبدأ، رأي نظرة الخيبة على وجه حلوته ليعود قائلا بصوت أجش
- أسرار
مال مقبلا وجنتها بعمق ليهمس بحرارة
- بحبك
يحاول أن يكبح جيوشه كي لا يسحبها إلى ذراعيه ويعود للمنزل، ابتعد مرغمًا وهو يتحدث مع وقاص في بعض الأعمال، بينما فريال انفجرت ضاحكة باستمتاع وهي تري ملامح اليأس التي حفرت معالم وجه أسرار، صاحت بمكر.

- البت ساحت منينا من كلمة
همست رهف بتساؤل
-الحب مش كده؟
هزت فريال رأسها وهي تتنهد بعمق
- هو الحب يا رهف.

ابتسمت رهف بهدور، بينما أسرار في عالم آخر بعيد عنهما، احتضنت جذعها لتدحر البرد الذي نخر روحها بعد رحيله، بحثت عنه بعينها لتجد عيناه مستقرة بلهفة عليها، وما إن رآها تنظر إليه حتى ابتسم بجاذبيه وهو يحاورها بعينيه، اشاحت برأسها بعيدة عنه وهي تنتبه إلى حديث الفتاتين وحاولت أن تتجاهله لبعض الوقت وتنسى حديثه الوقح، رجل الكهف الشهواني ستؤدب عيناه ويداه الوقحتين، لكن تعترف انها تحبه بكل ما فيه، هو روحها ومالك القلب، وهي استسلمت لتيارات الغرام.

- جيهاااااان
صاح وسيم بها وهو يجذب ذراعها صارخًا بعنف، لا يصدق تلك المتبجحة، يراسلها على الهاتف ليجدها تضعه على القائمة السوداء، حاولت جيهان أن تفلت بيدها بعيدة عن قبضته إلا ان ذلك لم يزده سوى شراسة، صاحت بتأفف
- اوووف، خير
للحظة هبطت عيناه تتأمل انحناءات جسدها السخية بفستانها الملتصق بجسدها كجلد ثاني لها، لما إرتدت ثيابًا إذا؟!
غامت عيناه وصاح بحدة
- ايه المسخرة دي.

رفرفت بأهدابها واصطنعت البراءة لتقول
- فستاني مسخرة، مكنش رأي أيهم
براكين من النار متأججة في صدره، أنامله تترك أثرا على جلدها الطري ليقول بنفاذ صبر
- متتبجحيش في وشي يا جيهان، اتقي غضبي، اتقي غضبي وروحي اقلعي القرف ده قبل ما اشيلك على كتفي وفضيحتنا انا وانتي تبقي على سيرة كل لسان
استدارت نحوه تواجهه بشراسة.

- نفسي اعرف مين انت يا وسيم في حياتي، ولا حاجه، صفر على الشمال ملهوش قيمة في حياتي، حساب الجيرة ده انا رفضاه، الأسلوب الهمجي ده تاني يا وسيم بطريقتك الهمجية دي اقسم بالله ل..
- جيجي
قاطعت شادية شجارهما ليلتفتا كلاهما نحوها، اضطر وسيم ترك يدها وحدج جيهان بشرر قبل أن يغادر، شيعته جيهان بنظراتها القاتلة لتنفجر قائلة
- كلامنا لسه مخلصش يا وسيم.

لم يعبأ وسيم ولم يمن عليها بنظرة واحدة لتستمع إلى صوت شادية الحانق
- تعالي عايزاكِ
كادت أن تغادر إلا ان شادية صاحت بصرامة
- دلوقتي
اقتربت منها وهي تصيح بفظاظة
- خير
تمتمت شادية ببرود
- انتِ مش قد الراجل، مهما بلغت قوتك
رفعت جيهان حاجبها بتهكم لتتابع شادية بجمود
- ايوا، وخصوصا لو هو بيفوقك ذكاء وقوة بدنية
لوت شفتيها بإمتعاض وهي تسخر منها، أليست تلك من تتشاجر مع الضخم عاصي أم انها تتخيل؟!

اقتربت فريال منهما، لا ترغب أن تتذكر مشاجرة الديوك الذي عرض منذ قليل أمام مرآي الجميع، قالت بهدوء
- خير يا بنات
زفرت شادية حانقة
- لمى المصيبة دي، خلي الليلة تعدي على خير
اقتربت فريال من جيهان تسحبها لمكان منزوي عن الجميع، وضعت الشال على ذراعيها قائلة
- البسي الشال ده
تجهمت ملامحها قائلة باعتراض
- لكن
صاحت فريال بصلابة
- متقاوحيش
تأففت بحنق وهي ترتديه، لتسأل فريال باهتمام
- ايه حصل.

جزت على أسنانها وصاحت بإنفجار
- واحد بكل برود بيعلن سلطته عليا
رمشت فريال بأهدابها عدة مرات لتقول ببرود
- وده مش كنتي اللي عايزاه؟!، تجذبي اهتمامه
هزت رأسها بنفي، ذلك الأحمق يظنها فتاة مراهقة تحاول أن تصبح إمرأة، ألا يراها حقًا إمرأة؟!، لقد تشاجر معها في الهاتف لأنه أعلن بصفاقة انتِ أختي الصغيرة وأنا خايف عليكي ، الحقير، يراها أخته، صاحت بضيق
- لأ، مش بالطريقة دي.

وضعت فريال يديها على راسها تحاول أن لا تفقد تهورها، تمتمت بيأس
- انا ليه دايما محاطة بشلة متخلفة، اجيبها منك ولا من الانسة البسكوتة اللي هناك دي
زجرتها جيهان بعينها لتصيح
- فريااااال، بصي مش معنى انى بحكيلك اسرارى انك تسيحيلى
ابتسمت فريال ساخرة وقالت
- هو انا لسه عملت حاجه، مين أيهم ده اللي سمعته بالصدفة؟
-خطيبى المستقبلي
اتسعت عيناها بجحوظ لتمتم
- نهارك اسود، انتى عارفة انك طلعتي غبيه زي التانية.

أجابت جيهان ببرود وهي تعقد ذراعيها على صدرها
- بيقولك خد اللي بيحبك ومتخدش اللى بتحبه
تنهدت بيأس لتغادر المكان قبل أن ترتكب جناية بها، صاحت بتحذير
- مترجعيش تندمي يا جيجي
ضحكت جيهان بسخرية شديدة، ألا يحق لها أن يركض رجل خلفها ويتمنى وصالها؟!، ألا يحق أن تستمتع بتعذيب رجل يحبها حتى ترضي عنه، بلى يحق لها، يحق لها كثيرًا.

بين ذراعيه تنعم بدفء جسده، تغمر جسدها به كليًا وهي تشم رائحته الرجولية، تنهدت مارية براحة شديدة وذراعيها لفتها حول عنقه، هذا الرجل زوجها، زوجها هي لها فقط، هذا الرجل العاشق لها، إستمعت إلى صوته الأجش وهو يكبل جسدها بقوة
- مش مصدق انك بين ايديا
تحشرج صوتها لتمرر أناملها على وجهه قائلة
- صدق يا ماهر
هطلت الدموع من مقلتيها ليهمس ماهر بحرارة وهو يزيل دموعها بأنامله
- بتبكي ليه.

عضت على شفتها السفلى بخجل لتهمس
- آسيا
تحشرجت أنفاس ماهر ليطلق شتيمة بذيئة ليتمتم بعدها
- صدقيني مش هسكتلها باللي عملته
ثم عاد يتحدث بمرح
- او اقولك اتخانقي مع جيجي، دايما بتتخانق مع دبان وشها
انفجرت مارية ضاحكة بصوت مرتفع جعل ماهر يتمتم بنبرة هادئة وهو يراقصها بين ذراعيه بسلاسة
- ايوا اضحكي، مش عايزاسمع كلمة كدا أو كدا من المعازيم.

أدارها حول نفسها عدة مرات قبل أن يسحب ذراعها لتقبع بين ذراعيه، تنهدت مارية بحرارة لتهمس بجوار أذنه
- انا بحبك
أغمض ماهر جفنيه وهو يزفر بحرارة ليتمتم
- بتجريني للرذيلة يا مارية، وانا مقدرش ارفض دعوة زي دي
لكزته بخفة لتهمس
- قليل الأدب
شهقت فجأة حينما وجدته يدور بها في حلقات متتالية، تشبثت بقوة بعنقه ليستمعا إلى تصاعد أصوات الصفقات وصفير حار من بعض الشباب.

كانت شادية تراقب تصاعد الألعاب النارية في حلقة الرأس وسقوط الورود الحمراء على رأسي العروسين بعد العناق الشهير، وما إن هدأ حماس العروسين اقترب كل الازواج ليشاركوا الرقصة مع العروسين، اتسعت ابتسامة رزينة وهي ترى المرأة الجدية أسرار ترقص مع زوجها، التفت برأسها للناحية الاخرى لترى فريال تتفنن في الدلال مع زوجها، هزت رأسها يائسة وهي تبتعد عن الجميع للاختلاء بنفسها قليلا.

دمعت عينا فرح بتأثر شديد، لا تريد إفساد زينتها بدموعها، ماذا سيقول الجميع عنها، تحسدها، بل على العكس تمامًا، تتمني أن تعيش بسلام كما رأت من حولها يعيش مع زوجها بحب، لماذا نضال يرى ذلك كثيرًا عليها؟، لما؟
انتبهت على صوت فريال التي رأتها وحيدة ومنزوية عن الجميع
- قاعدة لوحدك ليه
تنهدت بعمق وهي تلتفت إليها قائلة بمرارة
- مفيش ببص عليهم، مين يصدق بعد كل المعاناة دي رابط الحب يكون اقوي من اي حاجه.

اقتربت فريال تربت على كتفها قائلة
-لان الاتنين بيضحوا، الاتنين رغم كل حاجه بيفنوا بسعادتهم للتاني، المعاملة بين الاخد والعطا
طبقة رقيقة من الدموع شوشت بصرها، غمغمت بألم
-وهل انا عشان بطلب أمنية الحب صعب تتحقق؟
هزت فريال رأسها نافية وهي تؤازرها بقوة
- لا مش صعب تتحقق، مش صعب تتحقق يا فرح، ايمانك لازم يكون قوي
انهارت فرح على المقعد باكية بمرارة
- بس انا تعبت
رمشت فريال بعينيها وهي تقترب منها قائلة بدهشة.

- تعبتي؟
انفجرت فرح في البكاء الحار وهي تغطي وجهها بكف يديها، تمتمت بمرارة
- خططنا كل حاجة، كل حركة بحساب وكل رد فعل بحساب، بقيت مش انا يا فريال، لو هيحبني، هيحب فرح الجديدة اللي شكلتوها بأيديكم مش القديمة
هزتها فريال بعنف وقالت
- مين قالك، مين قالك يا فرح
نكست رأسها ارضًا وهمست
- انا خايفة في يوم مقدرش اكمل حربه.

لم تجد فريال سوى أن تضمها بين ذراعيها لتبكي فرح بانهيار وهي تمتم بكلمات متهورة حمقاء، أجلت فريال حلقها، فرح لا تبدو ندًا لنضال إطلاقًا، الفتاة غير قادرة على الصمود أمامه، تخشب جسديهما حينما إستمعا الى صوت أجش ساخر
- انتي فعلا مش هتقدري تكملي
جحظت عينا فرح وهي تنسل بعيدة عن فريال لتنظر إليه، واقفًا أمامها بشموخ ونظرة سوداوية تنبئها بأن القادم هو الهلاك لا محالة
- ن، نضال؟!

ونضال إبتسم بشراسة وهو يكشف عن أسنانه، يبدو كحيوان بري ضاري ينظر إليها بجوع، وهي تبدو كصيد ثمين، لقد أخرجت الوحش من وجاره وسيقوم بإفتراسها إن لم تجد مقارعته!

خرجت شادية من الاستراحة النسائية لتعود إلى القاعة، يبدو الوضع كما هو، مارية وماهر كعصافير الحب ويشاركهما أسرار وسراج، يبدو الجميع في حالة حب وعشق لا يوجد شيء ينغص حياتهما، انتبهت على صوت عاصي الذي قال بخشونته المعهودة
- نهاية سعيدة مش كدا؟
للحظات جالت بعينيها نحو الجميع، يبدو الجميع مستمتع حتى جيهان ترقص بمرح مع والدها، كادت أن تجيبه بنعم، إلا أنها وجدت رجلا يجر إمرأة خارج القاعة، تمتمت بسخرية.

- مين قالك
عبس عاصي وهو ينظر إلى عينيها الجامدتين وصوتها الخاوي ليقول
- لسه القصة مخلصتش يا عاصي
استطاع الإمبراطور القبض على سبيته بامتلاك، لكن ماذا عن السبايا الهاربات من العشق؟، سؤال طرحته لحالها وحال جيهان ثم حال تلك التي تم سحبها للخارج، اتسعت ابتسامتها وظهر تألق في عينيها السوداويين، هناك سبايا لم يخضعن لسلطان العشق، وسبايا تترصد العشق.

تغضنت ملامحها برفض للفظ كلمة سبايا لتعيد تصحيح الكلمة قائلة لسن سبايا بل نساء حرة، آبية، لم يستسلمن لتيارات الهوي أو لم تجرفهم تلك الرياح العاتية بعد؟!
التفتت بجسدها نحو وقالت بنبرة ذات مغزى
- لسه بداية جديدة يا عاصي، مفيش حكاية بتنتهي بسهولة
ومن على بعد..

تنهدت آسيا بحرارة وهي تزيل دمعة سقطت رغمًا عنها وهي تراقب شقيقتها الصغيرة، زفت إلى عريسها، جمعت شتات نفسها سريعًا وهي تخرج من القاعة تغمز بنظرة ذات مغزى نحو حراس القاعة، شقيقتها استسلمت وسلمت جسدها كقربان للعشق، أما عنها فهي ستقف لمن يقترب منها بالمرصاد.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة