رواية فتاة القاضي للكاتبة رهف سيد الفصل الخامس والعشرون
ساعة، ساعتين، ثلاث ساعات. كل هذه المدة كان الجميع ينتظر امام غرفة العمليات على احر من الجمر
فاطمة، طب إيه اللي حصلها ي اسلام طمن قلبي ي ابني
اسلام، مفيش حاجة ي خالتو مشكلة في الشغل
هشام باندفاع، مشكلة في الشغل تعمل كل ده وتروح المستشفى
اسلام، يوووه بقى خلاص مفيش حاجة تالا لما تصحى هتقولكم
انتظر الجميع وقت اخر حتى وجدو الطبيب يخرج وهو ينزع الكمام للعملية
حسن، طمني ي دكتور بنتي عاملة إيه.
الدكتور، واضح انها لما جت هنا كانت فاقدة الرغبة بالحياة ولحد نص العملية كان مفيش امل لحد ما حسينا انها اتمسكت بالحياة هي كويسة اووي دلوقتي بكرة هتفوق من البنج وكمان اسبوعين هتقبي طبيعية خالص ومفيش اي مشاكل في القلب وتقدر تعمل اللي هي عيزاه حمد لله على سلامتها
خرجت تالا من غرفة العمليات وتوجهت نحو احد الغرف المجهزه
هشام، ممكن كلكم تمشو مفيش داعي لوجودكم هنا
حسن، انا مستحيل امشي واسيب تالا.
هشام، علشان خاطري ي بابا انا هفضل مع تالا
فاطمة، بس
هشام، مفيش بس لو سمحتو كلكم روحو
خضع الجميع لامره ذهب هشام بجانب تالا الاسلاك المحيطة والاجهزه وشعرها المنثور بجانبها تقدم ليجلس بجانبها وبدا في ابعاد خصلات شعرها وظل يمسد على شعرها طبع قبلة على راسها خلخل اصابعة بين يديها وطبع قبله على يديها.
هشام، عمري ما شفتك ضعيفة ي تالا ومش عايز اشوفك ضعيفة انا انا بحبك ي تالا ومش بحبك وبس انا بعشقك تالا كان نفسي تكوني
صاحية وسمعاني.
لم يكن يعلم ان تالا تعي لكل ما حولها ولكن اثر التخدير والالم الذي احتل صدرها لا يجعلها تقوى الكلام اراحت تالا جسدها بين يديه ظل هشام بجانبها ولم يتوقف عن كلامه وعن قبلاتة مرت خمس ساعات حتى شعر بها تتحرك بين يديه نظر لها وجدها تحاول فتح عينيها رموشها تتحرك حتى انفتحت عينيها
هشام، تالا انتي كويسة سمعاني
اغلقت عينيها بتعب واومات له
هشام، طب استني ي حبيبتي هندة الدكتور.
احضر هشام الطبيب وبدا يفحصها تحت نظرات هشام
الدكتور، لا الحمد لله القلب نبضو طبيعي و خرجت برة دائرة الخطر حمد لله على السلامة
خرج الطبيب بينما نقل هشام نظرة إلى تالا التي تنظر إلى الفراغ تقدم وطبع قبلة على راسها وجلس بجانبها محتضنها
هشام، عاملة إيه دلوقتي ي حبيبتي كده تخضينا عليكي
دفنت تالا وجهها في صدرة العريض استغرب هشام كثيرا من حركتها ولكنه ضمها الية اكثر.
هشام. في إيه ي تالا احكيلي ي حبيبتي متخافيش حد دايقك
زادت تالا في دفن وجهه علم وقتها انها لا تريد الحديث
هشام، خلاص ي حبيبتي متتكلميش دلوقتي لما تحبي تتكلمي اتكلمي وانا هسمعك
وطبع قبلة على راسها ظلو على هذا الوضع فتره حتى حس بها نائمة عدلها في جلستها واخذ هاتفه وخرج
حسن، تالا عاملة إيه
هشام، الحمد لله فاقت
حسن، طب إيه الاخبار
هشام، كويسة الحمد لله والقلب كويس ونبضو تمام
حسن، احنا شوية وهنيجي.
هشام، بلاش ي بابا تالا مش عايزة تشوف حد
حسن، ازاي ده البيت كلو قلقان عليها
هشام، معلش بس هي مش عايزة تشوف حد
حسن، خلاص بكرة نيجي
هشام. احسن شوية تكون ارتاحت شوية
حسن، ماشي سلام
هشام، سلام
فاطمة، تالا عاملة إيه
حسن، فاقت بس مش عايزة حد يشوفها
تالين، يعني ي بابا مش هنروح
حسن، بكرة ي حبيبتي هنروح نطمن عليها
امل، ربنا يقومها بالسلامة
ريماس، والله البيت تحسو فضي علينا
خالد. معاكي حق.
رامي، انا بردو معرفتش إيه اللي حصل خلاها كده
رفع اسلام نظرة وقال بنبرة ثابتة، محصلش حاجة بس هيحصل حاجات كتير وتالا مش هتسكت
يزيد، تسكت على إيه احنا مش فاهمين حاجة
اسلام، ولا انا انا مش فاهم حاجة
تنهد الجميع بضيق اغلق الخط ليرتسم على الجهه الاخرة ابتسامة خبيثة
بلال. ي حرام ي تالا
حسان، ديه حاجة وحشة لو كان الجماعة ماجلوش كان زمانا عدينا ومن غير ما يتقبض علينا
بلال، زي ما بيقولو كل تاخيرا وفيها خيرا.
عاد هشام مرة اخرى إلى غرفة تالا وجدها مستيقظة
هشام، صباح الخير ي حبيبتي عاملة إيه دلوقتي
تالا، الحمد لله عايزة ماية لو سمحت
اوما لها سريعا واحضر كوب ماء مد يده خلف ظهرها ساندها على الاعتدال شربت تالا القليل من المياة اخذ الكوب و وضعها بجانبها واحتضنها ارتسمت ابتسامة على وجه تالا ومدت يدها بارتجاف لتحتضن خصرها
هشام، قلقتيني عليكي ي حبيبتي
مد اناملة اسفل ذقنها ورفع وجهها ليقابل عيونها الممتلئة بالدموع.
هشام. تؤتؤ متعودتش اشوف الضعف والخوف ده في عنيكي ي تالا دايما كنت عارفك جامدة ليه بقيتي ضعيفة كده
تالا بصوت منهك ومتعب، الدنيا مش عيزاني افرح ي هشام الدنيا جت عليا بزيادة
شدد هشام في احتضانة وطبع قبلة على جفنها
هشام، ربنا مش بيرزق حد حاجة غير وهو عارف انو هيستحمل ومتخافيش ي تالا ربنا هيريحك صدقيني هيريحك
تالا، الراحة في الموت صدقني.
هشام، اوعي تقولي كده انتي لازم تبقى عايشة ي تالا انتي مش عارفة وجودك بقى مهم قد إيه في حياتي تالا انا مش بحبك وبس لا انا بعشقك ي تالا
ابتسمت تالا بحب اقترب هشام منها حتى التهم شفتيها في قبلة عابرة كانت هذه اول مرة تبادلة تالا قبلاتة فرح هشام كثيرا ولكنة ابتعد عنها اخفضت تالا راسها بخجل
هشام، احم انا بقول اسكت قبل ما اتهور واعمل حاجات كتير
ابتسمت تالا بخجل، بس ي هشام.
هشام، يالهوي قلب هشام وعقل هشام و روح هشام وحياة هشام وكل هشام.
ضحكت تالا بخفة وتمددت مرة اخرى ولكن كانت هذه المرة على رجل هشام
تالا. هشام انا عايزة اخرج
هشام، انتي بتهزري انتي لسة خارجة من العمليات امبارح
تالا، انا مش متعودة علي المستشفيات
هشام. اسبوع بس ي حبيبتي وتخرجي من هنا
دخل الجميع
فاطمة، حمد لله على السلامة ي توتا كده تخضينا
تالا. انا كويسة ي ماما
حسن، حمد لله على السلامة ي توتو انا كنت خايف عليكي اووي
تالا، شكرا.
ابتسم حسن لم تتغير معاملة تالا معه ولم تنده في يوم كلمتة التي طالما اشتاق لسماعها بابا لكنة لم يفقد الامل هو يعرف انها سوف تلين في يوم وتنده بالاسم الذي طالما حلم به مر اسبوعان كانت تالا تخرج من الحمام
هشام. إيه اللي مقومك من السرير وانتي تعبانة
تالا، تعبانة إيه ي هشام انا خارجة من المستشفى من اسبوعين
هشام، طب انتي كويسة يعني مش حاسة نفسك تعبانة
تالا، لا متخافش مفيش حاجة
هشام، ماشي هدخل استحمى.
اومات له تالا وامسكت هاتفها وجدت رسالة على البرنامج المشهور واتس آب كانت رساله من حسام
حسام، حمد لله على السلامة ي تالا جاتلي اخبارية من المخبرين ان العملية بكرة والكل جاهز حبيت اقولك بس
انتهت تالا من قرائة الرسالة واخذت هاتفها إلى البالكون
حسام، ازيك ي تالا عاملة إيه
تالا، الحمد لله وانت عامل إيه
حسام، كويس
تالا، العملية امتى
حسام، انتي هتحضري
تالا، اكيد
حسام، بس
تالا، متشغلش بالك
حسام. انهرده بعد الفجر.
تالا، خلاص على الساعة 2 بليل هكون عندك عقبال اللي عندي ما ينامو
حسام، مش هتقوليلهم
تالا، الله وحدو اعلم هنرجع ولا لا خليني كده
حسام، ان شاء الله هنرجع مع السلام
تالا، سلام.