رواية غوى بعصيانه قلبي الجزء الأول للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس عشر
علي سبيل التمني، عندما قال درويش: - يَوماً مَا سَنلتَقي ونَحكِي، كَيْف سَارت بِنا السُّبُل حَتى اللّقِاء.
ويردد قلبي خلفه ب آمين ويعترف: -لا زلت أَرسِمُ بالخيالِ عوالِمي، لعل عالم فيهم يطاوع قلبي ويكتب لنا التلاقي، فلا يوجد حيلةُ للمضطر والعاشق غيرُ خيالِهِ؟
كان عليها الانسحاب من البداية في كل لحظة أحست فيها ب أنها ليست بالمكان المناسب عندما تحول الهواء الذي تتنفسه إلى خوف وقلق. فارقت حياة مبنى الفندق العملاق مُتجهة ناحية الملاهي وأماكن ترفيه الأشخاص بالفندق وهي تتلفت حولها كطفل تائه ضل طريقه للعثور على أمه.
أثناء سيرها العشوائي غير محدد الجهة أو المقصد اصطدمت برجل في أواخر الأربعين من عمره ذو ملامح جذابة يخالط لحيته وشعره اللون الأبيض، شهقت بفزعٍ وهي تتراجع خطوة للوراء، وتفوهت معتذرة: -أسفة!
طالعها الرجُل بأعين قليلة الحياء: -اسفة على أيه بس!
ثم مد يده ليُصافحها: -أنا هاشم مدكور، الحلوة اسمها أيه؟
تفقدت يده الممدودة بعيون حائرة يغمرها الذُعر، ف رفعت جفونها إلى أنظاره بتصغير متأهبة للرحيل بعد ما أعلنت بوضوح تجاهلها لترحيبه وسؤاله الفضولي. انطلقت من جانبه بسرعة ويتراقص شعرها ورائها كذيل فرس عربي أصيل لديها من الإمكانيات المُغرية لدفع كل ما يملك الرجل من كنوز كي ينال نظرة قُرب من عيونها التي صُبغت بلون السماء.
نظرات خلفها ل تختلس منه آخر نظرة وكانت بمثابة رصاصة الخوف عندما رأت سوء النية بعينه خاصة لما اشار لأحد من رجاله كي يتبع خُطاها.
أسرعت حياة كي تتخفى من تلك الأعين التي تترصدها وهي تتخبط بالمارة تارة وتتعرقل خطواتها طورًا، تكدست الحيرة في رأسها، إلى أين ستذهب بعد مغادرتها؟ ومن أين خرج ذلك الرجل الذي يراقبها بخبثٍ! ظلت تتحدث لنفسها بصوتٍ مسموع: -طيب لو روحت حكيت للشرطة هيقولولي سيبي عنوانك! يا ترى أنا هعمل أيه! هرجع للبني آدم دا تاني! وهو هيعديها كدا؟
تشبثت برأسها التي أوشكت على الانفجار وهي تائهة بدون ملجأ او دليل يشرهدها، التقطت نظرة خاطفة من ذاك الرجل الذي يتبعها، فتمدد الرعب إلى أصولها، وبدون أدراك شرعت في الركض ك قطة خائفة من الوقوع بين أنياب صيادها، ما لبثت أن خرجت من بوابة الفندق، وأخذت تعبر الطريق بسرعة لا توصف، فوجئت بسيارة أمامها تصدر صوتًا لا يقل عن صرخة صوتها، من شدة الخضة سقطت مغشيًا عليها وإذًا بالسيارة يهبط منها عاصي دويدار.
قد تأتي فترة مُؤلمة جدًا وقاسية لا تعلم ما سبب تلِك الضيقة التي تشتد على روحك دومًا، والحُزن الذي سكن صدرك، يلازمك الألم كُل يوم، وشعورٌ بأن لا شيء ينتهي لم يفارق رأسك أبدًا!
ثنت عالية سجادة الصلاة بعد وقت طويل قضته بالدعاء والتوسل لرب العالمين أن يفك ضيقتها، نهضت بتوجع وهي تستند على أحد المقاعد بجوارها مصدرة أنين الألم حتى جلست لتستريح من الجهد المبذول لمقاومة ما يصدح بداخلها.
تناولت الأدوية وأخذت تطلع على مواعيدها، نوع وراء الآخر، عزلت ما ستتناوله صباحًا ثم وثبت قائمة ببطء وفارقت الغرفة متجهة نحو المطبخ لتُحضر زجاجة ماء، أحضرت ما تريد ثم تأهبت عائدة إلى غرفتها وما لبثت أن تُغادر المكان ف هلَّ هلاله أمامها في كامل أناقته ورائحة عطره التي ملئت جيوبها. تبادل الثنائي النظرات حتى خطت خطوة لتفارقه بدون كلام فأوقفها بنبرته الأجشة: -استني.
تحملت على بار المطبخ بدون التفاتة منها بل رجع مراد خطوتين للوراء كي يصبح مقابلًا لعيونها وقال: -أنا سبتك للصُبح يمكن ترجعي في كلامك، وتفكري فيه بعقلك.
تأففت ممتعضة: -معنديش كلام تاني غير اللي قُلته!
ألقى نظرة سريعة على ساعة يده ثم قال محذرًا: -أنتِ لسه ما شوفتيش وشي التاني، لو كُنتي مخدوعة في سكوتي على أنك ممكن تصعبي عليا واطلقك كده، تبقي غلطانة، أنا لما بخسر حاجة ببقى وحش أوي يا عالية!
يشعُر المرء احيانًا بضرورة المغادرة من كُل شيء ولكن إلى أين سيهرب وأن كان ما يرعبه بجوفه! بلعت مرارة تهديده وقالت بهدوءٍ: -اللي عندي قُلته.
بمجرد ما أردفت جُملتها أخفضت وجهها أرضًا و تأهبت بالرحيل ولكنه أوقفها ممسكًا بمرفقها بقوة وقال: -لما أكون بكلمك تقفي وتسمعي لحد ما أنا انهي الكلام!
زفرت بضيق مبررة: -مش مستحملة ريحة البرفيوم بتاعك وكمان الجرح بيتعبني!
تجاهل تملصها من قبضته القوية وأصر قائلًا: -بلاش تتحديني يا عالية.
العَيش تحت الضغط يُكلِف الإنسان طِباعًا لا تُشبهه. رفعت رأسها بشموخ ثم قالت: -أوسع ما عندك أعمله!
رأى سِهام التحدي واقفه على قوس عينيها، للحظة تراخى شيء ما بداخله ولكن سرعان ما تجاهله وقال بنبرة ارعبتها: -تمام، مادام دا قرارك، اسمعي قراري بقى، بما أنك قررتي تكملي في اللعبة دي، جوازنا كمان مش هيبقى لعبة.
-مش فاهمة تُقصد أيه؟
شدها إليه حتى ارتطمت بسياج صدرته متأوهة وأكمل تهديده له بنبرة أقوى: -يعني من اللحظة دي أنا جوزك، وملزمة تقدم لي كل حقوقي، وأولهم ارجع القاكِ في أوضتي و مستنياني.
تبادل الثنائي النظرات الطاهرة التي تتجرد من قبحة ما تنطق به الألسن! رغم الرُعب الذي كسا جسدها إلا انها بادلته بابتسامة خفيفة وأجابت بصوت هدر مبطن بالخوف الذي نجحت أن تُخفيه عنه وقالت بثبات في أوج الألم: -طبعًا حاجة زي دي مش هقدر أمنعك منها بس مفيش في أيدي حاجة اعملها، يلا هتبقى بجُملة الكوارث ال في حياتي.
ألقت جملتها ك جمر حارق على مسامعه، أحس بإهانة شديدة لذكوريته، قال جملته باحثًا عن نظرة الخوف التي تُرد له اعتباره، ولكن بذكائها انتصرت عليه واثبتت له أنها ورقة غير رابحة ليستثمرها محققًا مطامعه الدنيوية. شدت ذراعها بقوة وهي ترمقه بنظرات الخسة ثم رحلت من أمامه بسلام كأنها لم يمر في حياتها صراع معاكس من قبل!
وضعت الحاجة فادية القهوة أمام تميم ورحبت به مهللة: -يالف أهلًا وسهلًا يابني!
تبسم تميم بخفوت ثم شكرها قائلًا: -تسلم أيدك، مكنش له لزوم والله!
-لا ازاي يا بني! دانت نورتنا.
نطقت شمس مشيرة لجدتها: -اتفضلي يا تيتا اقعدي معانا اعرفك على تميم أكتر.
-لا يا حبيبتي، هسيبكم على راحتكم، وأنا في المطبخ لو احتجتوا حاجة.
انصرفت الحاجة فادية تحت نظرات إعجاب تميم بها الذي افتتح حواره مع شمس قائلًا بشرودٍ: -جدتك باين عليها ست طيبة وجميلة، فكرتني ب أمي الله يرحمه. كان ليها طلة تحسسك بالأمان في ظل كل الخوف اللي محاصرك.
تأملته بعيون دامعة يبدو أن الحديث خدش ضماد جروحها ف نزفت بقطرات الدمع قائلة: -الله يرحمها، كلامك فكرنى بماما، من وقت ما مشيت وأنا حاسة بالخوف، ناقصني حاجة مهمة بس مش عارفة ألقاها فين، حضنها كان له ريحة دافية، كنت احضنها وانسى الدنيا.
كان يستمع إليها باهتمام شديدٍ حتى أنهت كلامها، ف تنهد مُشفقًا على حالتهم: -واضح أننا بنعاني من نفس الوجع كمان!
مسحت عبراتها المُترقرقة وتبسمت مُجاملة: -مفيش إنسان خالي من الوجع يا تميم، كُلنا بلا استثناء بنعاني!
هز رأسه مؤيدًا كلامها ثم غير مجرى الحديث و ممازحًا: -لينا نص ساعة بنحكي، ومسألتيش أنا هنا ليه!
أحست بالخجل من صراحة سؤاله الذي يطاردها منذ رؤيتها ولكنها أحرجت أن تفصح عنه، تبسمت بهدوء ثم أجابته: -بصراحة...
قاطعها بجدية: -أيوه بصراحة، بصراحة كده يا شمس أنا جاي هنا اطلب ايدك.
-نعم! أنا سمعت صح! أنت قُلت أيه!
كانت كلماتها مُتقطعة، بين كل كلمة والآخرى صمت للحظات ثم ضحكة يتبعها شرود حتى أغلقت جفونها مكذبة مسامعها، مُتمنية بداخلها أن يكن ما سمعته مجرد وهمًا، ولكن جملته حسمت الأمر عندما أجابها باتزانٍ: -سمعتي صح يا شمس، تقبلي تتجوزيني على سُنة الله ورسوله!
سرت رجفة مُباغتة بجسدها، واغتالت الصدمة الكلمات فوق شفتها وأخذت تفرك كفيها بتوتر متسائلة: -أنا! طيب اشمعنا أنا؟ مش غريبة شوية دي! قصدي يعني ليه!
استغرق وقتًا طويلًا يُفكر في قائمة الأسئلة التي ألقتها على مسامعه ثم قال بهدوء: -بصي يا شمس أنا مش هنكر إعجابي بيكِ من أول يوم شوفتك فيه، وفعلا ليكي حق تستغربي! وليه أنتِ بالذات عشان أنت الشخص اللي بنلاقيه في العمر مرة واحدة، أنتِ الدافع الوحيد اللي عايز أخف عشانه...
فكر قليلًا ولكن لا زالت عيناه تقتنصها ببراعة: -طبعًا حقك تُرفضي، وحقك تتجوزي شخص مُعافى واقف على رجله، بس أنا عندي أمل أنك توافقي.
مسحت على وجهها من شدة الارتباك ثم حانت منها التفاتة سريعة إلى ساعة الحائط، لم يمهلها فرصة للتحدث بل أكمل: -وكمان عارف اللي عملتيه مع عبلة وعاصي، مش عايزك تقلقي محدش هيقدر يقرب لك و أنتِ معايا، عايزك تعرفي حاجة كمان، أنت أملي الأخير في الحياة دي بعد ما كُنت فقدته مع غياب أمي.
اهتزت ساقيها ولُطخت وجهها بحُمرة الحياء وهي تقول باندفاع: -بعيدًا عن كل دا، تميم انا رافضه الحب والجواز والارتباط.
-وأنا كُنت زيك يا شمس، لحد ما قابلتك.
وقد تَعتزل طرق الهوى بإرادتك وقد تَعتزل رغماً عنك! قد تغلق قلبك امام الحُب لأنك لم تعد تحتاجه وقد تغلقه خوفاً من حطام آخر يصيبه. تنهدت شمس بزفير التوتر وقلة الحيلة ونبرتها المُغلفة بالحيرة أردفت: -بس،!
قاطعها بحدة: -مش جاي اسمع ردك دلوقتي، فكري وخدي وقتك!
ثم أخرج هاتف من جيب سترته الفخمة ووضعه على الطاولة أمامها وأكمل: -خليه معاكي عشان نعرف نتكلم واعرف واوصل لك بسهولة. هتلاقي رقمي متسجل، هستنى ردك ياريت متتأخريش عليا.
عاد الرجُل إلى سيده الذي كان يُراقب حياة وأخبره قائلًا: -البنت طلعت تبع عاصي بيه دويدار!
وضع السيجارة البنية في فمه ثم قال هاشم متعجبًا: -يعني كدا بقيت خط أحمر!
-بس واضح معاليك أنها تهمه بزيادة، ولما سألت ف الرسيبشن عرفت أنه معين عليها حراسة جامدة!
أخذ يُقلب الآخر الافكار برأسه ثم قال لمساعده: -اسمعني، عايزك تجيب لي تفاصيل البنت دي وأيه علاقتها بعاصي، يمكن نلاقي له أيد توجعه ويبقى ضربنا عصفورين بحجر.
أما بالجناح العلوي الخاص ب عاصي دويدار.
بعد ما حملها لشدة ما كانت ساقها تؤلمها ووضعها برفق على الفراش، وطلب لها أحد الأطباء ليفحصوها، ف كانت الإصابة مجرد جزع بساقها اليمنى.
أخذ يتجول بالغرفة صامتًا مُتجاهلًا وجودها تمامًا حتى كسر سكوته بحمامٍ دافئ أخذه وخرج مرتديًا شُرطًا يصل لرُكبته باللون الابيض، وقميص خفيف بنفس الألون و شرع أن يمشط شعره أمام المرآة ثم ألقى نظرة خاطفة إليها: -فطرتي قبل ما تهربي!
عصفت بها سلسلة احاسيس متتابعة، و أنكرت: -هروب أيه! أنا بس زهقت قلت انزل اتمشى شوية!
مط شفته السفلية بعدم تصديق و توجه نحو الشُرفة وأخذ يزيح الستائر كي ينير الغُرفة ثم قال ساخرًا: -تعرفي أن الهروب أخو الكذب!
اقتضب حاجبيها بغرابة حتى شد مقعده الخشبي وجلس بجوارها وأكمل موضحًا: -اللي بيهرب دا مش بيقدر يواجه، ولا يغير واقع مش عاجبه، أحنا بنكذب لما نخاف من الحقيقة، والاتنين مش بيعملهم غير الشخص الجبان!
رددت بتلقائية وتحدي: -أنا مش جبانة، و أيوه كنت عايزة أهرب، عارف ليه لاني حاسة بالخوف، مش مطمنه وانا حتى تحت حمايتك، واظن دي أكبر إهانة في حق أي راجل أنه ميعرفش يحمي ست استأمنته على نفسها! يعني المشكلة عندك مش عندي!
صمت مُفكرًا في كلامها حتى تفوه مُجادلًا: -تفتكري الهروب حل؟
ساد الصمت بينهم للحظات حتى أوضح المغزى من سؤاله قائلًا: -يعني لو كان هو الحل، كُنت أنا كمان هربت! هربت من خسارتي لأكبر مشروع بخطط له أكتر من 7 سنين! خسارتي للست ال حبيتها! خسارتي لنفسي برغم كل الجيش ال بيشتغل معايا ألا أني لوحدي!
شرد للحظات في عيونها التي كانت تتأمله بيهم بفضول ساطع، مما أثرت على نبرة صوته التي أصبحت شاردة كشرود خاطره: -كُنت هربت من ساحة القتال اللي واقف فيها بطولي ومش عارف سهم الغدر ممكن يجي لي منين!
ختم جملته الأخيرة بضحكة ساخرة: -متستغربيش! حقيقة الشخص مش هي اللي بنشوفها بعيوننا! الحقيقة هي اللي بتعريها القلوب! قولتي لي كُنت هتهربي على فين! يمكن أفكر اهرب معاكِ!
انتعلت خف الاتهام وارتدت الاستجواب: -أحنا بنهرب لما نفشل في تغيير واقع اتفرض علينا! لكن شخص زيك مين ممكن يجبره!
هز رأسه متفهمًا لحديثها ثم قال: -قطر الأيام مش بيقف لحد، والحياة زي السمكة في المية، لا انت هتعرف تمسكها ولا ليها ماسكة! عشان كدا بنلجأ للحيل والخدعة عشان نكسبها!
أخذت تقلب الكلام برأسها، أحست أنها أمام رجل آخر غير الذي عرفته من قبل، هدوئه وفلسفته كانت مثيرة للفضول للدرجة أغرت فيها عقلها بأن ينبش في أعماقه أكثر، تبسمت مراوغة ثم سألته: -عشان كدا سَمتني حياة!
أحس بأن مجده سينهزم أمام فطنة امرأة استخف بذكائها، تبدلت ملامحه فجأة ثم قال بفظاظة: -أنا عملت اتصالاتي في الغردقة، والأقسام وغيره، فكرت انزلك إعلان ف الصُحف والجرايد بس مينفعش وآكيد عارفة ليه!
رمقته بطرف عينيها ثم قالت مُداعبة: -تفتكر الهروب حل!
فهم ما تُشير إليه ولكنه تحمحم و تعمد إظهار الغباوة: -مش فاهم! قصدك أيه!
تنهدت بشرود وعيون ثابتة في مراقبته: -مجاوبتش على سؤالي، وغيرت الموضوع!
أحس انه في مأزق لسؤال لم يملك إجابته، ولكن لحُسن حظه رن هاتفه وانقذه من براثن أمرأة تتلاعب على أوتار دواخله، تحمحم بفخامة ثم قال: -هرد على التليفون.
طالعته من فوق عويناتها وهزت رأسها بالموافقة، ثم أخذت تدلك ساقها برفق وتحاول أن تضمها ثم تعد بسطها مرة آخرى، انهى عاصي مكالماته ثم عاد إليها قائلًا: -مضطر امشي، لو حبيتي تهربي ابقي عرفيني!
كانت جملته تحوي الكثير من التخابث، المكر، هتفت حياة بتلقائية: -آكيد مش ههرب برجلي دي!
وضع هاتفه بجيبه ثم قال باتزان: -عايزك تفهمي أنك هنا مش محبوسة، ومش مجبرة تكملي في اللعبة دي، أنا خلاص أخدت اللي عايزه، يعني مختصر الكلام الاختيار ليكي!
أجابته بصوت متهدج: -انا هنا بعمل أيه!
رأت منه نظرة عدم فهم لمعنى سؤالها، فصلحته سريعًا: -قصدي يعني ليه مرجعتش على القصر، جينا هنا ليه!
أخذ مفاتيح سيارته وحافظة نقوده من فوق الكمود ثم أجابها قائلًا: -عشان أنت مش أد انتقام عبلة المحلاوي، يعني أنت هنا عشان احميكي، مش عشان خاطفك!
-يعني مش هرجع على هناك؟
أسبل عيونه متسائلًا: -عايزة ترجعي!
اخفضت نبرة صوتها موضحة: -هنا قاعدة لوحدي، وبصراحة حبيت البنات، كنت بقضي معاهم وقت حلو وو.
هز رأسه متفهمًا: -مادام دي رغبتك هخلي السواق يوصل لك، وهبلغهم بالتعليمات.