قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والثلاثون والأخير

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والثلاثون والأخير

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والثلاثون والأخير

قالت(رجاء)بوجل:
-انت ازاي جيت هنا؟
ألقى (اكرم)نظرة على طفله الذى بدا شاحبا ولكن عيناه أُغرقتا بدموع السعادة قبل أن يعود بنظراته إلى تلك الأفعى قائلا بسخرية:.

-مش مهم جيت إزاي. المهم انك إنكشفتي وطلعتى انتِ اللى خطفاه. سمعتينا مش كدة؟ وعرفتى إنه مش حفيدك فقلتى تطلعى من الموضوع بفلوس حلوة، دى ممكن اعديهالك لإنى طول عمرى عارف إنك إنسانة مادية وكل همك المظاهر والفلوس، لكن تطلعى من غير قلب كمان وعايزة تقتلى طفل صغير بريئ أهى دى اللى بجد فاجئتينى بيها.
طغى الغضب على ملامحها قائلة:.

-كنتوا عايزين تخدعونى وتخدعوا ابنى الله يرحمه طول السنين اللى فاتت دى وتفلتوا من العقاب؟! مستحيل طبعا.
قال (أكرم)بصرامة:
-مين اللى خدع مين يارجاء هانم؟أنا خلاص ربط خيوط اللعبة اللى لعبتيها زمان وكشفتك على حقيقتك.
قطبت جبينها قائلة بتوجس:
-لعبة إيه دى؟
قال بغضب:.

-اللعبة اللى قدرتى بيها تفرقى بينى وبين قمر زمان. انتِ اللى حرضتى والد قمر علية وخلتيه خطفنى وحبسنى وعذبنى عشان أبعد عنها مش كدة؟ فهمتيه انى طمعان فى فلوسها ولما ملقيتوش من اللى بتعملوه أي فايدة اقترحتى عليه الجواب اللى بإمضة قمر واللى صدمنى فيها وخلانى سافرت وبعدين فهمتوها انى إتخليت عنها ومشيت بعد ماخدت قرشين. مظبوط كلامى؟
قالت(رجاء)بحقد:.

-يعنى كنت عايزنى أسيبك تتجوزها وتكوش على البنت والمزرعة واطلع انا وابنى من كل ده من غير حاجة. انت متعرفش أنا عملت إيه عشان أوصل للى كنت فيه؟
قال بغضب ساخر:
-مع الأسف عرفت. لقيت جواب بخط ايد منير الجمال كان مستخبى تحت درج من أدراج مكتبه وفيه كتب أسراره كلها.
شحب وجهها وهي تقول:
-أسرار إيه دى؟
قال بعيون تلمع غضبا:.

-الجواب بيقول فيه انه حاسس بوجع غريب فى بطنه زي اللى كانت بتعانى منه مراته الأولانية حنان والدة قمر قبل ماتموت وانه خايف تطلع ظنونه بمحلها ويتأكد انك انتِ اللى ورا موتها وبتحاولى تقتليه هو كمان.
كانت ملامح (رجاء)تزداد شحوبا كلما إستطرد (أكرم):
-وعشان كدة هيروح للدكتور يتأكد. بس للأسف ملحقش ومات تانى يوم مش كدة؟
قالت(رجاء)بتوتر:.

-الراجل كان مش طبيعى فى أواخر ايامه. واكيد ده كلام واحد مجنون مش ههتم بيه.
قال (اكرم):
-انتى آه لكن الشرطة لو شمّت خبر بالموضوع وطالبناهم بإستخراج الجثث وتشريحهم وقتها أكيد هتهتمى انتِ كمان لان حبل المشنقة هيتلف حوالين رقابتك.
طالعته (رجاء)بحقد للحظات قبل أن تتمالك نفسها وهي تقول:
-هي قمر تعرف حاجة من الكلام ده؟
ظهر الحزن على الفور بعينيه وهو يقول:.

-وتفتكرى قمر ممكن تستحمل حقيقة ان خالتها اللى حبيتها واحترمتها طول عمرها تطلع بالقذارة دى؟مقدرتش اقولها طبعا.
طالعته بسخرية قائلة:
-أولا أنا مش خالتها لإن حنان مكنتش بتخلف.
عقد(أكرم)حاجبيه بينما تردف (رجاء)بصوت كالفحيح:
-قمر تبقى بنت الخدامة اللى اتجوزها منير عشان تجيبله طفل يتربى بينه وبين حبيبته حنان اللى محبش فى الدنيا دى غيرها.
اتسعت عينا (أكرم)لتبتسم (رجاء)بسخرية قائلة:.

-أيوة. قمر تبقى بنت الخدامة فاطمة عمتك ياابن بياعة الخضار.
ظهرت الصدمة على ملامح الصغير وهو يستمع صامتاً لكل تلك المفاجآت بينما عقد (اكرم)حاجبيه قائلاً:
-انتِ بتقولى إيه؟!
اطلقت ضحكة ساخرة مقيتة ثم قالت:.

-اتفاجإت مش كدة؟زيى تمام لما عرفت. ماهم خبوا علية أنا كمان ولما عرفت كان الوقت اتأخر قوى وابنى كان متجوزها ومخلف منها زي ماكنت فاكرة، صبرت على أمل المزرعة والفلوس تبقى لينا ولما حصل ضيعها ابنى وضاع معاها.
تهدج صوتها فى تلك اللحظة ولكنها تمالكت نفسها مجددا وهي تردف بغل:.

-حقدت على الكل وخصوصا حتة الخدامة اللى خلاها منير فى يوم ضرة لأختي وضرة لية أنا. رجاء هانم. ما هو المغفل ماطلقهاش وفضلت على ذمته لحد ما مات ولما مات منير وجت عايزة تفضح السر وتقول لقمر إنها أمها مقدرتش أتحمل تجيبها قمر وتخليها تعيش معايا تحت سقف واحد ماهى غبية وتعملها. وراثة بقى هنعمل إيه؟هستنى إيه بس من بنت الخدامة؟
انتفخت أوداج (أكرم)غضبا وكاد أن يتحدث ولكنها قاطعته بإشارة من يدها قائلة:.

- مش عايز تعرف عملت إيه؟
عقد حاجبيه فظهرت لمعة تشفى فى عيونها وهى تقول:
-خبطها بالعربية.
اتسعت عينا (أكرم)ذهولا بينما أطلقت هى ضحكة منتصرة ساخرة فبدت كالمجانين. مال (مجدى)على (ناجى)قائلا:
-آل واحنا بنقول على نفسنا مجرمين. ده احنا طلعنا تلاميذ جنب الشيطانة دى.
أفاق( أكرم)من ذهوله قائلا بغضب:
-لما انتِ اللى قتلتيها. ليه شافو قمر سايقة العربية وقت الحادثة؟
اتسعت ابتسامتها الساخرة وهي تقول:.

-انا كنت قاصدة تكون قمر معايا يوم الحادثة اخترت يوم زكرى وفاة ابنى وقلتلها انى مخنوقة وعايزة اخرج. حاولت تمنعنى بس انا صممت. مهانش عليها تسيبنى اخرج لوحدى وخرجت معايا سكرت قدامها حاولت تمنعنى برضه بس معرفتش وصممت أسوق بنفسى رغم اعتراضها. كان لازم تكون معايا وتشوف انى كنت سكرانة ومش واعية ومكنتش اقصد لان الوحيدة اللى كانت هتقلب الدنيا عشان تعرف مين السبب فى موت فاطمة هي قمر وساعتها محدش هيصدقنى لو قلت انى مش قاصدة اخبطها. حبكت التمثيلية ووقت ماقربت من فاطمة وقت رجوعها من عند صاحبتها فى مزرعة فاضل زي كل يوم، قمر صرخت تحذرنى بس كان فات الأوان وفاطمة اتخبطت وماتت وزى الهابلة وقفتنى ونزلت جري تتطمن عليها ولما لقيتها ماتت انهارت وساعتها شفت جابر مدير مزرعة فاضل وهو جاي علينا. قلت هيشوفنا فجريت عليها وقلتلها انى خايفة اتسجن وانى مش هقدر استحمل يوم واحد فى السجن فهموت نفسى. فاقت من انهيارها وطالبتنى بالتماسك ووعدتنى محدش يعرف باللى حصل. وطبعا مخليتنيش أسوق العربية وأنا فى الحالة دى وساقتها هى فشافها وافتكر ان هى اللى عملت الحادثة. مش قلتلك غبية.

قال(أكرم)بغضب:
-ماهو الطيب فى الزمن ده لازم يتقال عليه غبي من شيطانة زيك، حرام عليكى ياشيخة ايه الشر اللى جواكى ده كله واللى دفع التمن ناس بريئة ملهاش ذنب. بس ربك كبير وعقابه شديد وجه وقت عقابك أكيد.
طالعته بإبتسامة متشفية وهى تقول:
-عقاب إيه بس؟انت مسألتش نفسك أنا اعترفت قدامك بكل جرايمي ليه؟
طالعها صامتا بينما أردفت:.

-عشان النهاردة هيكون آخر يوم فى حياتك. هتموت هنا ولحد ماآخد الفلوس من قمر هقتل تيام وهيندفن سري معاكم انتوا الاتنين.
مال (ناجى)على (مجدى)قائلا:
-الخوف بقى لتكمل سلسال الدم وتقتلنا احنا كمان.
لينتفضا على صوتها وهي تقول بحنق:
-واقف كدة ليه ياحيوان منك ليه؟ماتقتلوه وتخلصونا.
تأهب الرجلان ولكنهما مالبثا أن تجمدا وهما يران رجل آخر يدلف إلى المكان يقول بسخرية:.

-ياترى هتقتلى أكرم بس ولا هتقتلينى أنا كمان بعد ماعرفت وسجلتلك كل حاجة؟
طالعت(رجاء)(صادق)بغضب قائلة:
-اتنين قصاد اتنين وانت اللى جلبت لنفسك ياصادق لما اتدخلت فى اللى ملكش فيه. اقتلووووهم.
تقدم المجرمان من (أكرم)و(صادق)يتعاركون بكل قواهم. وبعد أن كانت الغلبة للصديقان، أشهر المجرمان سلاحيهما الأبيضان فى وجه كل من (اكرم)و(صادق). تبادل الصديقان النظرات قبل ان يهزا رأسيهما وهما يتأهبان لمعركة من نوع آخر.

عنّكوا انتوا يارجالة، سيبولنا الطلعة دى.
صدح صوت الحاج (فاضل)بتلك العبارة بينما يدلف مع مجموعة من رجاله مدججين بالسلاح ليُصعق الجميع ويُلقى المجرمان بأسلحتهما أرضا وهما يرفعان أيديهم إستسلاما، بينما إتسعت عينا (رجاء)بقوة رعبا وهي تدرك أنها النهاية.
نثرت القبلات على وجهه قبل أن تحتضنه بقوة قائلة:
-الحمد لله. رجعت لحضنى ياحبيبي، انا مش مصدقة نفسى.
قالت(أمنية)بعيون دامعة:.

-لأ صدقى ياقمر تيمو رجعلنا ومش هيفارقنا تانى أبدا.
أخرجته من حضنها تطالع وجهه الحبيب قائلة:
-إيه اللى حصل ياتيام؟مين اللى خطفك وعمك أكرم وعمك صادق رجعوك إزاي؟
قال(تيام)بحزن:
-مش هقدر أقولك اي حاجة قبل مابابا ييجى؟
شحب وجه (قمر)وتبادلت نظرة سريعة مع (أمنية)التى هزت كتفيها قبل ان تعود بناظريها لطفلها تقول بصوت مهتز:
-با. بابا!
طالعها قائلا:.

-أنا عرفت إن بابا الحقيقى يبقى أكرم وعرفت حاجات كتير قوى هتصدمك ياماما بس بابا محلفنى ماأقولش أي حاجة قبل مايرجع من القسم عشان يقولك هو على اللى حصل.

شعرت (أمنية)بأن هناك شيء فيما حدث قد يصدم (قمر)والدليل هذا الحزن فى صوت وملامح (تيام )رغم عودته لحضن عائلته وربما فضّل( أكرم )ان يكون هو من يخبرها بتفاصيل ماحدث ليهون عليها الأمر. بدت (قمر)شاردة تفكر على الاغلب فيما فكرت فيه (أمنية)لتحاول الأخيرة ان تشغل بالها قائلة بحماس:
-الولاد من يوم ماغبت ياتيمو وهم قاعدين فى أوضتك زعلانين. ايه رأيكم نطلع نفاجإهم ونفرحهم برجوعك. انت وحشتهم قوى ياحبيبي.

هز (تيام)رأسه قائلا:
-وهم كمان وحشونى قوى. يلا بينا.
هرول بإتجاه غرفته بينما نهضت (قمر)ببطئ وهي تتبعه بجوار (أمنية)تقول بحيرة:
-ياترى ايه اللى حصل؟ ومخبى عنى إيه ياأكرم؟
قالت(امنية)بارتباك:
-هيخبى إيه يعنى؟وبعدين ياخبر بفلوس. قوليلى هى خالتك فين؟اندهيلها وفرحيها بخبر رجوع تيام. إياكش ترتاح وتبطل الكلام السم اللى بتقوله فى الراحة والجاية ده.
وصلا إلى الغرفة فتوقفت (قمر)امام الباب قائلة:.

-خرجت من الصبح وبكلمها تليفونها مقفول، اكيد مش طايقانى ومحملانى الذنب.
قالت (امنية):
-وانتِ كان ذنبك ايه بس؟الست دى جاية عليكى قوى ياقمر وانتِ ساكتالها وده غلط.
قالت(قمر):
-خالتى ومربيانى وغصب عنى لازم أتحملها، انا مليش فى الدنيا بعد اكرم وتيام وانتِ غيرها.

طيبون نحن يا(قمر )ولكن فى هذا الزمن هناك أُناس يستغلون تلك الطيبة لنصحو ذات يوم على صدمة كبيرة تترك أثرا لا يُمحى. تعلمنا أنه لا بأس بأن نكون طيبين ولكن الخطأ كل الخطأ فى أن نضع ثقتنا فيمن لا يستحق.
ظهر الحزن على وجه (قمر)لتقول (أمنية)بحنان:
-روقى ياقمر ومتفكريش فى أي حاجة تزعلك وكفاية ان تيمو رجعلك وبقى فى حضنك. أي حاجة تانية مش مهمة ولا إيه؟
هزت (قمر)راسها قبل ان ترتسم على شفتيها إبتسامة راضية.

في خاتمة بكرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة