قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

ماتت الحروف صريعة الرؤية، وتهالك الشعور مريض الصدمة!
إبتلعت ريقها بازدراء وهي تُيقن أن حمزة تقريبا، إنتهى!
نظرت لتلك التي تقف ببرود خلفه، لتقول وهي تنظر ارضًا: -ماما بتقولك تعالى كُل معانا
وسرعان ما أكملت بنبرة مزدردة: -بس خلاص هقولها مش فاضي
ألقت نظرة ساخرة عليهم شملتهم في مغطس الخطأ الجاذر!
لتكمل بتهكم: -روح كمل اللي كنت بتعمله، يا خالو!

جذبها من ذراعها بقوا يزمجر فيها: -حنين اتعدلي وإنتِ بتكلميني، إنتِ فهمتي إية!
نظرت في عيناه بقوة غريبة، لأول مرة يلحظ قطرات التحدي التي إرتكزت بين امطار نظراتها وخاصةً وهي تخبره: -واحد قالع التيشرت ومع واحدة لوحدهم في بيته، هكون فهمت اية، بتلعبوا استغماية اكيد!
كاد يبرر مسرعًا، ولكن لا، يكفيه ضعفًا إلى الان، لن يبرر، لن يسقط ويترك كرامته تتساقط في الوحل اكثر!

إن خسرها هي، فلن يخسر قوته كرجل، وسيُعيدها له بأرادتها!
تنهد بقوة قبل أن يخبرها بجمود: -حنين، اعرفي لكلامك، إنتِ بلغتيني خلاص روحي وانا نازل
اومأت موافقة لتغادر دون كلمة اخرى، بينما اغلق حمزة الباب..
وقفت حنين تنظر للباب لدقيقة، تكاد تشعر أنها بين رحاب حُلم سيئ، سيئ للغاية!
أن حمزة شيئ ما بدله لكائن اخر لم تعتاده، وإن كانت هي هذا الشيئ ولا تعلم...

سمعت صوته يصدح مزمجرًا: -إنتِ غبية، ما إنتِ مرزوعة في الصالون من ساعة ما جيتي، جاية تخرجي دلوقتي؟ لامتى هتحاولي تشوهي صورتي!
اكتفت بتبرير القدر، فهبطت مسرعة والابتسامة الصغيرة على وجهها، على الأقل لم يُندس بالخطيئة!
دلفت تعد الغذاء مع والدتها، ومرت دقائق معدودة ووجدت حمزة يدلف مرتديًا حلته الرسمية...
وشذى خلفه ولكن كانت متجهة للأسفل، وفجأة سمعت صوت والدتها تقول ل شذى: -إية ده إنتِ رايحة فين يا شذى؟

نظرت لها الاخرى بصمت لدقيقة، وسرعان ما كانت تستغل الموقف وهي تخبرها: -هستنى حمزة تحت لحد ما يخلص غداه يا مدام كاميليا
هزت رأسها نافية بحزم: -وده يصح بردو؟ طالما إنتِ هنا يبقى تعالي كُلي معانا بالمرة
نظرت لحمزة الذي كان يكز على اسنانه غيظًا، وتصنعت التفكير وهي تغمغم: -آآ مهو...
قاطعتها كاميليا: -يلا الاكل هيبرد ماهواش!

دلفوا جميعهم يجلسوا امام مائدة الطعام، وحنين ترمي شذى بنظرات مغتاظة ما بين اللحظة والثانية...
إنتبهت لطعامها لدقائق، وفجأة شعرت بقدم شذى تُحرك اسفل المنضدة..
نظرت بطرف عينيها لتجد شذى تضع قدمها على قدم حمزة تتحسسها ببطئ!
شعرت بالتقزز من تلك التي تُسمى بالخطأ فتاة..
فنهضت متأففة تهتف في حنق: -الحمدلله، شبعت
رفع حمزة عينيه يسألها متعجبًا: -إنتِ لحقتي يا حنين؟ اقعدي كُلي زي الناس احسن تقعي مننا.

هزت رأسها نافية ببرود: -لأ شكرا، كلوا انتوا بس
اعترضت والدتها بحزم جاد: -حنين، اقعدي كملي اكلك بلاش دلع
هزت رأسها نافية وهي تغادر نحو المطبخ، تقف لتُعد لها القهوة وهي تشرد في تغيرات حمزة رغمًا عنها..
مرت الدقائق فوجدت حمزة يقف لجوارها، تجاهلته وهي تنظر للجهة المقابلة...
لتجده يديرها له بكلتا يداه، كادت تعلي صوتها وهي تخبره بحدة: -شيل ايدك من عليا! وإلا والله هطلع اقول لماما حالاً
-بجد؟

سألها باستهانة ساخرة، وكأنه يخشاها؟!
هو يحب كاميليا يعزها ويحترمها، ولكنه لا يخشى سوى فراق تلك المعشوقة!
اقترب منها اكثر ليجدها تعود للخلف، فاقترب لأذنيها يهمس بما صلبها مكانها: -عادي يلا اطلعي قوليلها حالا، وأنا هعتذرلها كتير وابوس ايدها واقولها انا اسف ممكن اصلح غلطتي واتجوزها انا!
شهقت حنين وهي تعود للخلف مصدومة!
لتجده يراقبها ببرود وابتسامة خبيثة تتراقص على حبال ثغره..

بينما همست هي ببلاهه: -أنت اتجننت يا حمزة؟ أنا حنين، شكلك شارب حاجة!
هز رأسه نافيًا ببساطة، ليقترب اكثر هذه المرة حتى بات على بُعد خطوة واحدة منها، ليميل بوجهه منها ف دنت وجهها بعيدًا، لتجده يقترب اكثر..
حتى بات تنفسها المضطرب يصله بوضوح، وفجأة سحب التفاحة من خلفها، قبل أن يلامس وجهه بوجهها عن قصد وهو يخبرها هامسًا: -أنا مش خالك، إنتِ تجوزيلي، وتجوزي لي اوي كمان! أنا ف مقام خالك بس..

ثم استدار يغادر ببرود لتقف هي مصدومة في مكانها...!
وما إن خرج من المطبخ حتى اشار لنفسه يهمس بصوت يكاد يسمع: -اول خطوة، أنا مش خالك!

كان أسر يحدق في لارا مصعوقًا، هو تقريبًا كان في قائمة احتمالاته أنه لم يكن الاول في حياتها..
ولكن لمَ توقع الافضل منها؟!
توقع أن تحافظ الراقصة على نفسها لزوجها فقط!
يا للسخرية، نطلب المبادئ ممن هم صُك ختم الدناءة على جبينهم...!
نظر لها بحدة مخيفة وهو يسألها: -مين؟
ابتلعت ريقها بخوف حقيقي وهي تحاول تغطية جسدها بغطاء الفراش، لتهمس بصوت واهن: -اسر اسمعني، مش بمزاجي والله!

صفعها بقوة يزمجر بحنق: -لية كان مشربك حاجة اصفرة ولا اية؟ إنتِ هتستعبطيني يا روح امك
لم يعطيها الفرصة لتبرر فهجم عليها يجذبها من خصلاتها صارخًا بشراسة: -وأنا كنت متوقع إية من رقاصه، طبيعي تكون حياتها كلها شمال، حياتها كلها وساخة عشان إنتِ اصلاً!
بدأت دموعها تهطل بغزارة وهي تتأوه من قبضتها، ليهزها بقوة وهو يصيح فيها: -وماتجوزكيش لية بعد ما اخد اللي هو عاوزه؟ ولا انتوا ملكوش غير ف الحرام!

هزت رأسها نفيًا بقهر حقيقي وهي تحاول اخباره: -لانه حيوان، أنا بكرهه وبلعن اليوم اللي شوفته فيه!
صفعها مرة اخرى ولكن هذه المرة اقوى، وصوته يصدح ساخرًا: -وإنتِ اية؟ ما إنت حيوانة، ده الحيوان عنده شرف اكتر منك!
واخيرًا استطاعت الصراخ فيه بحدة حارقة: -اسكت بقا أنت ماتعرفش حاجة، ماتعرفش اي حاجة!
لم يشعر بيداه وهي تهبط على كل جزء منها تضربانها بعنف، بقوة صدرت لها صرخات لارا المذبوحة!

ربما من قهرته كونه خُدع في من تدعي البراءة وهي هكذا..
ترتدي الحجاب لتُداري من دنسته وانتهى الامر!
وكأن جسدها تخدر من كثرة ضرباته فلم تعد تدري بشيئ...
تتكرر المعاناة وتبقى هي الضحية، المذبوحة، المظلومة دائمًا وابدًا!

بعد مرور أسبوع...
اسبوع لم يعترض فيه حمزة طريق حنين اطلاقًا، وكأنه يترك لها الفرصة لتُفتت صدمتها مما اخبرها به رغم انها تعلم، ولكن وكأن العقل لا يقبل تلك الحقيقة!
اسبوع كان يطمئن عليها من كاميليا دون ان تدري...
كان في منزله يدور ذهابًا وايابًا بشرود..
لا يدري هل الطريق الذي يسير فيه هو الصواب ام هو سراب مُتنكر!؟
وعلى أي حال..
هو سار وانتهى الامر..!

انتفض بهلع على طرقات قوية وسريعا على باب المنزل، اتجه مسرعا يفتح الباب، وما إن فتحه حتى صُدم بحنين ترتمي بين احضانه بملابس المنزل وشعرها المشعث، يشكلان لوحة ذابلة بوجهها الشاحب!
لتهمس بين احضانه بضياع: -حمزة الحقني!
قبل أن تفقد الوعي بين ذراعيه، ليصرخ مناديًا بأسمها في ارتعاد حقيقي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة