قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

اُصيبت اذناها بالصم حرفيًا!
اهي بحلم ام علم، هي مصدومة، مصعوقة من بركان إنفجر فجأة بأعترافًا كان كوشم وُضع بعد صراع طويل!
نظرت له بعينيها المتسعتين على وسعهما، لتهمس ببلاهه: -حمزة أنا حنين!؟
نظر في غابات عيناها الزيتونية، هناك هو عالق بين تلك الجذور، أسير حرب العشق التي خرج منها منهزم...
ليتحسس وجنتها بأصابعه مكملاً بهمس خشن رجولي وعميق: -إنتِ حبيبتي أنا، ملكي أنا، إنتِ روحي!

إبتلعت ريقها بشيئ من القلق، والعقل يردد داخلها
يبدو أنه يحلُم بأخرى حتى بات يراها في كل الوجوه!
وبالفعل إقتنعت بما املاه عليها عقلها المصدوم، لتومئ موافقة قبل أن تحاول إزاحته عنها: -تمام، ممكن أنزل بقا يا حمزة؟
وجدته يسحبها بقوة مُعاكسة لرغبتها في المغادرة لتصطدم بصدره شاهقة، رفعت عيناها له لتُلاقي حتفها الأكيد!

نظرة عيناه في تلك اللحظات كانت كفيل بأرعابها حرفيا، لتجده يستطرد بشيئ من الحدة: -عايزة تروحيله صح؟ وحشك اوي كدة، مش عايزة تقعدي معايا عشانه!
هزت رأسها نافية بسرعة متوجسة: -لا مش كدة بس آآ، الناس هتقول إية لو شافتنا كدة!؟
عاد يحتضنها مرة اخرى، يكبلها من خصرها، وشفتاه تبحث عن سبيلها لأرتواء عطشًا طال كثيرا على الروح حتى اُرهقت!

يقول بصوت مهزوز وسط قبلاته المتلاحقة: -بحبك، بحبك بجنون، هموت لو راجل غيري لمسك!
حاولت ابعاد يداه عنها، ولكنها فشلت، تفوق هو هذه المرة، حُسبت لها جولة إنتصار بعد هزيمة ساحقة!
واخيرًا مس شفتاها، لا بل إلتهمها، يأكلها بنهم مشتاق، مشتاق بجنون!
ألف شعور وشعور تضاربوا داخل كلاهما!
كادت حنين تصرخ وهي تشعر بيداه تتسلل لجسدها اسفل التيشرت..
ظلت تُعافر بقوة، وهو كالملهوف ل إقترابًا لم يَحل له يوما!

إلى أن استطاعت دفعه اخيرا بقوة حتى ترنج للخلف، حبست دموعها بصعوبة لتركض مسرعة مستغلة فرصة ترنجه في مكانه..
وكأنه في حالة الوعي واللاوعي!
ظل ينظر حول والدوار اختلط بيه فمسح على شعره بوهن وهو يهمس بصوت يكاد يكون مسموع: -حنين!

ليلة زفاف مهاب و سيلين ...
ليلة تقريبًا كانت خط بداية أحمر ومُخيف بالنسبة ل سيلين، فكانت ترجوه ألا يقترب!
كان كشبحًا يُلاحقها منذ اخر فترة، وخاصةً أنها لم ترى مُهاب منذ تلك الليلة!
وصراحةً هي حمدت الله أنه لم يتعرض لرؤيتها اساسًا...
كان الجميع في حديقة منزلهم الواسعة، الجميع يقف هنا وهناك في إنتظار العروس..
ومُهاب يتأفف كل ثانية والاخرى لجواره حمزة و اسر ..

كلاً منهم بئر من الاساس اوشك على الاكتمال وما بعده من مرحلة انفجار!
اقترب منهم والد مُهاب، ليلقي التحية على اسر وحمزة: -منورين يا ولاد، كتر خيركم جيتوا المسافة دي
رُسمت ابتسامة باهتة على وجه كلاهما ليردوا في صوت واحد: -احنا اخوات يا عمي!
ضحكوا ثلاثتهم على الجملة الصادقة التي إندفعت منهم..
بينما كان مُهاب في موال اخر، يرى اولى خطواته تخطها حروف الجدية لتلك الحياة البائسة...

سمع صوت عم سيلين وهو يقول مقتربا منه: -يلا يا مهاب اطلع هات مراتك
اومأ موافقا: -حاضر يا عمي
وما كاد أن يسير متجهًا للأعلى، حتى وجد والدتها تهرول ناحيتهم راكضة تضرب خديها وهي تردد بهيسترية: -سيلين مش موجودة، سيلين مش موجودة يا كامل عم سيلين
إتسعت حدقتا عيناهم جميعًا في ذهول!
بينما شعر مُهاب أنه يتلقى صفعة جديدة من تلك الطفلة التي تُدعى زوجته!

هتف عمها مسرعا بغضب خروج في كلمات حانقة بصوت خفيض: -يعني اية اتنيلت غارت!؟ وإنت كنتي فين لما اتزفتت؟ والبنات؟ عرفت تغفل كل دول بسهولة كدة!
هزت رأسها نافية تحاول كتمان إنفعالها خوفاً من الفضائح التي ستحل على رؤوسهم جميعا: -معرفش والله معرفش، أنا طلعت البنات قالولي إنها في اوضتها، وملاقتهاش خالص!
كاد عمها ينطق منفعلًا، إلا أن مُهاب قاطعه يشير له بأصبعه: -أنا هجيبها يا عمي، هي هربت مني وانا هجيبها.

وبالفعل كان ينطلق متجهًا لسيارته دون ينظر خلفه ولو للحظة، دون أن يأبه ل حمزة واسر الذين يركضون خلفه!
ركب سيارته سريعا وطار بها يبحث في كل الاماكن القريبة...

مر الوقت بطيئ على الجميع، تكفل كامل ووالد مُهاب بإنهاء كل شيئ، بحجة أن العروس اصابها مرض فجأة...
بينما مُهاب يحلق بين افق الضياع والغضب، كتلة ثقيلة وعميقة تحتل ثنايا روحه حتى كاد يصرخ بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى آهٍ
آهٍ وألف آهٍ من ذاك الضغط النفسي الذي يُرهق اوتار قلبه، بل روحه بشكل عام!
واخيرًا وجدها، وجدها تسير بلا هوادة بين الشوارع متلطمة الشعور
متحطمة الكيان!

ترجل سريعًا من سيارته، ليقترب منها فجأة يمسكها من ذراعها صارخًا بجنون: -كنتي مفكرة إنك هتعرفي تهربي مني؟ للدرجة دي عيارك فلت خلاص بتهربي من بيت اهلك؟
ذهلت في البداية ولكن سرعان ما قالت بشراسة: -وأنت مالك أنت؟ أنت ليك عين تيجي جمبي بعد اللي عملته يا حيوان!
إحتدت عيناه بشرارة مشتعلة، بل حارقة لأبعد حد..
لم يتردد وهو يصفعها بكل قوته، بكل ذرة كيان رجل كاد يُهدم تحت الاقوال..

بينما وضعت هي يدها على وجهها شاهقة بعنف خرج بصوت عالي: -أنت مين عشان تمد ايدك عليا يا حيوان، غور انا بكرهك مش عايزاك
صفعها مرة اخرى ولكن تلك المرة اقوى حتى ترنجت لتسقط على الارض باكية، انحنى نحوها يجذبها من شعرها الاسود بقوة ألمتها وهو يجرها نحو السيارة مغمغمًا: -ورحمة امي لاربيكِ من اول وجديد، انا حتة عيلة تعمل فيا كدة وتفرج عليا الناس!؟ انا هخليكِ تتمني إنك ماعملتيش كدة يا سيلين.

حاولت إفلات شعرها من بين يديه وهي تصرخ بهيسترية: -سبني، سبني ابعد عني ملكش دعوة بيا بقااا
ولكن كان كالوحش الكاسر، وحش هي اخرجته من كوكب الواجب والحنان الذي كان يتمرغ داخله!
اجلسها على الكرسي عنوة ولكنها لم تستسلم، فظل يصفعها صفعات متتالية حتى فقدت الوعي على الكرسي..
ليزفر هو بقوا لاهثا وهو ينظر لها من فرط الإنفعال!

كانت حنين تخرج من باب منزلها متجهة ل ذاك الذي يدعى شريف..
ولكن فجأة وجدت حمزة امامها، طل بهيئته الرجولية المعتادة التي لم تلون نظرات عينيها منذ ايام...
منذ ذاك اليوم لم تره وهو اساساً كان يتهرب من ذاك اللقاء حتى الان!
حتى الان وهو يراها تتهندم بأبهى شكل وقد علم من كاميليا
محدش في البيت اصلًا، حنين زمانها راحت تقابل شريف زي ما اتفقوا من امبارح، وانا في الشغل زي ما أنت عارف.

جن جنونه وهو يتخيلها مع ذاك!
يقترب منها مرة اخرى كما اقترب هو..
كادت حنين تهبط درجات السلم دون ان تهتف بحرف، لتجده يضع يداه امامها، نظرت له بعينيها الزيتونية التي اشتاقها حد الجنون..
ليقول بصوت اجش: -انا اسف على اللي حصل، أكيد إنتِ فهمتي إنك ماكونتيش المقصودة!
اومأت دون ان تتحدث وهي تعود للخلف بتلقائية اسقطت قلبه صريعًا بتلك الحركة!
لم يتوقع ان يُخيفها منه يومًا ولو من دون قصد، ولو كان بيد العشق...!

حاول الخروج عن افكاره وهو يسألها بخشونة صلبة يحاول اخفاء الغضب بين جوارحها: -رايحة فين؟
صمت برهه قبل ان تقول بثبات: -رايحة اشوف شريف
-فين؟
سألها مباشرةً دون تردد وهو يحدق بها، ليجدها ترد بهدوء كُسرت له جميع قواعد الصمت داخله: -في شقته، عشان هيسافر
صرخ فيها بحدة غاضبة ومفاجأة بالنسبة لها ؛
-إنتِ مجنونة ولا متخلفة ولا خلاص مابقتيش تلزمي حدودك وتحترمي نفسك؟! عايزة تروحي لراجل بيته ولوحدك!

قالت باندفاع: -ده جوزي!
كم قتلته تلك الكلمة، كم قتلت روابط كادت تنمو متعلقة بأمل كاذب!
كم تمنى أن يُمحى من سجل الاحياء الان لكان افضل من تلك الكلمة...
وجد نفسه يسحبها معه من يدها بقوة ألمتها الى حدًا ما، يزجها للداخل بعنف حتى كادت تسقط وهي تصرخ فيه: -أنت مجنون! انا عايزة اخرج
اغلق الباب وهو يردد بصوت هادر: -لو إنتِ مابقتيش تعرفي التربية الصح يبقى انا هربيكِ من اول وجديد.

سمع صوتها تتابع شبه متوسلة بصوت زحف البكاء لاوائله: -افتح لي يا حمزة بالله عليك، سبني اروح عشان خاطري!
زمجر بعنف حاد وهو يستدير: -اخررررسي، انا سبتك كتير، لكن خلاص بقا كفاية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة