قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

إعتراف مُمثل في حياة كالورود تفتحت مُرحبة برحيق يرويها..
بجسدًا إنتعش عند إسترداد الحياة لها!
وكلوحة تفنن راسمها في أختيار ألوانها الزاهية...
كان ينظر لها مصدومًا، كالأرض التي رويتها فجأة وتمهلها فرصة إستيعاب السكون!
إلى أن امسك بوجهها بين يديه يسألها بلهفة اتضحت كالشمس اوساط النهار: -إنتِ قولتي أية يا حنين؟ قوليها تاني، أكديلي إني مش متهيألي!

أبتسمت هي برقة، ثم أعادت همسها الذي سقط على أذنيه كطرب موسيقى لا يتمتع بها الكثير: -بحبك، بحبك، بحبك، بحبك أووي يا حمزة
وماذا يريد أكثر من ذلك حتى لا يطير كالفراشة وسط أفق السعادة مرفرفًا بجناحا الاكتفاء؟!
أحتضنها بقوة وكأنه يدفنها بين أحضانه فيتحللهم العشق سويًا وهو يقول بسعادة حقيقية: -وأنا بعشقك يا عيون حمزة!

أبتعد بعد دقائق ليهبط بشفتاه ملتهمًا شفتاها في قبلة عميقة تنم عن كم المشاعر الملتهبة التي تحوم داخل كلاهما..!
كان يقترب أكثر وهي تعود للخلف أكثر حتى اصطدمت بالحائط خلفها وهو لا يترك شفتاها ولا تحرر يداه خصرها النحيف..
أغمضت عيناها مستمتعة بذلك الشعور الذي يُحيي المبعوث من إرهاقها النفسي...
شعرت بشفتاه على رقبتها ببطئ مثير وكأنه يتفنن في لمساته تلك!

إرتعشت بقوة وهي تستشعر اصابعه تُشكل دوائر على خصرها العاري، ابتعدت عنه ببطئ ثم همست: -حمزة، ماتنساش إن شذى بره مش هاينفع!
ابتعد هو الاخر وكأنه أدرك المصيبة التي أنتشلها من بين براثن الظروف، ليتأفف وهو يمسح على شعره عدة مرات، فسألته حنين مستفسرة وهي تهندم ملابسها: -هتعمل معاها أية يا حمزة؟
رفع عيناه لها يرد لها السؤال بهدوء بارد: -هعمل أية يعني، ولا حاجة.

صرخت متعجبة: -نعم! يعني أية ولا حاجة، أنت هتكمل في الخطوبة دي فعلاً؟
تنهد بقوة وباتزان يليق برجل يزحف له نساء الأرض أخبرها: -مش معنى إنك قولتيلي كدة إني هاجيب البت او هامشيها حسب مزاجك ومزاجي، هي مش عبده عندنا!
رفعت حاجبها الأيسر متمتمة بغل: -والله
ثم اومأت موافقة عدة مرات، وعقدت ذراعيها وهي تقول بصوت خبيث: -ماشي يا حمزة، بس أنسى إنك تمس مني شعره طول ما انت بتشوف البت العقربة دي.

نظر لها حمزة نظرة غامضة شملتها بتوهة، ثم تخطاها بهدوء تام ليتجه للخارج..
خرج ليجد شذى غادرت!
من المؤكد أنها سمعت حديثهم الان وتوقعت طلب تلك المعتوهه..!
تأفف اكثر من مرة ثم عاد لتلك المشتعلة بالداخل..
ما إن اصبح امامها حتى جذبها من خصلاتها ممسكًا برأسها لتصطدم بجبهته وصرخت فيه متأوهه: -الله يخربيتك جبتلي صداع!

وضع إصبعه على شفتاها ثم قال بحزم عابث: -أسكتي خالص، أوعى تفكري إن موضوع أقرب منك ولا لا دا لوي دراع، إنتِ في أي وقت وكل وقت متاحة ليا، ودا مش اختياري دا اجباري على فكرة!
ابتعدت عنه بعنف، ثم أمسكت برأسها تدعكها ببطئ وهمست: -ما أنت مش هتكون محتاجلي اصلاً، كفاية عليك شذى دي خلاص
جذبها لأحضانه بلمح البصر ليقرص وجنتاها برفق متساءلاً بصوت مشاكس: -بتغيري عليا يا بطتي.

اومأت مؤكدة، وزمت شفتاها بشكل طفولي ورددت بتنهيدة وكأنها استسلمت اخيراً لذاك العشق: -طبعًا بغير، انا من قبل ما اتأكد إني بحبك اصلاً كنت بغير عليك اوي، وخصوصا شذى دي مابتنزليش من الزور
ضحك حمزة على ملامح وجهها التي تشنجت وهي تتحدث عن شذى...
ليسحبها له مطوقًا خصرها ويرفعها للأعلى حتى تصبح امامه مباشرة، وشفتاه تلتقط شفتاها بتلقائية...

بينما في الأسفل كادت شذى تسقط عند أخر درجة سلم ولكن وجدت من يمد يده لها مغمغمًا بهدوء عميق: -تؤتؤ، مش تاخدي بالك يا شوشو، ولا دايمًا واقعة كدة؟
لا تدري لم رأت منحنى اخر لمعنى كلامه العادي، ولكنها ابتعدت بهدوء قائلة: -معلش، ميرسي بس أنت تعرفني منين؟
رفع حاجبه الأيسر يخبرها بثقة: -إلا اعرفك، دا أنا اعرفك عز المعرفة.

نظرت له بعدم فهم، لتجده يمد يده ليصافحها مرددًا بجدية خبيثة دُست وسط ابتسامته الصغيرة: -أنا شريف منصور، ابن عم حمزة، اللي إنتِ كنتي عنده أكيد!

بعد مرور يومان...
نهضت سيلين متململة تتأوه بصوت مكتوم من الألم الذي لم يفارقها منذ تلك الليلة..
لفت الروب حول جسدها الصغير وسارت ببطئ شديد نحو المرحاض، كادت تفتح الباب وتدلف إلا أنها وجدت مُهاب يضع يده أمامها يمنعها، فنظرت له ولكنه سبقها وهو يسألها بجدية: -إنتِ كويسة؟

اومأت موافقة بصمت، لتجده يرفع خصلاتها عن وجهها فعادت للخلف بتلقائية، تنهد هو بقوة وأخبرها: -أكيد خدتي بالك إني مكنتش في وعيي ساعتها، بس مكنتش قادر اتكلم، اسف، بس ياريت تنسي أي حاجة حكيتهالك كمان
نظرت له مباشرة بصمت دقيق، لتجده يكمل مشددًا على حروفه: -تنسي خالص يا سيلين
سألته برفق: -مين اللي، ال قتل باباك؟ ولية! أنا مفهمتش حاجة!

نظر للجهة المقابلة يردد بخشونة: -ماتدخليش في حاجة ملكيش فيها أحسن يا سيلين
اقتربت منه ببطئ ثم همست بصوت صادق: -أنت لية مش عايزني أكون جمبك يا مُهاب، أكون معاك! لية عايز تبعدني عنك؟
عاد للخلف وصوت زفيره يعلو، إلى أن قال بصوت مبحوح: -عشان أنا بكره الشفقة، وماتنسيش إن جوازنا دا مؤقت يا سيلين
صرخت متعجبة: -نعم! مؤقت بعد اللي حصل بينا؟

رفع كتفيه يردد ببساطة ملس قسوته على روحه قبل أن تكون عليها: -وهو أية اللي حصل، ولا حاجة، مجرد ساعات لطيفة هنضحك لما نفتكرها
كررت سؤالها مرة اخرى بأصرار: -مين قتل باباك يا مهاب؟ ولية!
هنا لم يشعر بنفسه سوى وهو ينفعل والغضب يحرق المتبقي من كتمانه القاسي، ليدفعها بعنف مزمجرًا: -بسببك إنتِ، بسببك إنتِ بس قتلوه، قتلوه عشان ماطلقتكيش قبل ما اليومين يخلصوا! ادوني مهلة وماستنوش اكتر...!

شهقت مصدومة وكلامه يرن بأذنيها
إنتِ السبب في كل حاجة
إنتِ سبب المصايب في حياتي
إنتِ السبب غوري بقا !
ابتلعت ريقها وقد عاودها ذلك الألم في منتصف القلب...
أستندت على مُهاب الذي لم ينتبه لها فجأة عندما شعرت بالدوار..
ولم يدري هو كيف إنزلقت قدماه في المياه من أسفله حتى سقط مصطدمًا بالمنضدة على الجوار من دفعتها المفاجئة...
فصرخت هي بفزع وهي ترى الدماء التي بدأت تتدفق من رأسه وهو فاقد الوعي!
-مُهااااب!

مر كل شيئ كحلم، او ربما كابوس يُهاجمك فجأة ويعود ينسحب بنفس السرعة والمفاجأة..
لم تشعر بنفسها عندما اتصلت بعمها وبوالدتها وهي تبكي بهيسترية، إلى أن ادركت وجوبها بطلب الاسعاف..
وبالفعل أتت الاسعاف ليتم نقله على اقرب مستشفى...
كانت سيلين أكثر من منهارة، تشعر أنها بالفعل كما قال
سبب المصائب في حياته !
كانت منتظرة خروج الطبيب الذي ركضت له مع والدتها ما إن خرج وسألته: -أية اللي حصل لو سمحت؟

تنهد بقوة وهو يهدئ روعها: -خير ان شاء الله، اهدوا بس..
تدخل عمها يسأله بجدية اكثر: -طب هو أية اخباره يعني يا دكتور؟ الخبطة اثرت على حاجة؟!
صمت الطبيب برهه، ثم أخبرهم بأسف واضح: -اسف اني بقولكم كدة لكن المريض فقد ذاكرته بسبب الخبطة، لانها جت في المخ جامد!
شهقت سيلين باكية وهي تعود للخلف وتهز رأسها نافية بهيسترية..!
تأكيدها يزداد يقين داخلها أن الألام مرتبطة بها في حياة ذاك المسكين...!

ظلت تبكي في أحضان والدتها التي حاولت تهدأتها: -اهدي يا سيلين، هايفتكر ان شاء الله بس بطلي عياط بقا! ويلا عشان تدخلي له واكيد مع الوقت والادوية هايفتكر كل حاجة
لم تشعر بنفسها سوى وهي تهز رأسها نافية بسرعة: -لالالا، مهاب مش هيعرف إننا متجوزين ابدا! أنا ومهاب مينفعش نكمل مع بعض يا ماما...!

كان أسر يجلس في مكتبه في شركته، رغمًا عنه يفكر في تلك لارا التي غادرت المكان الذي يتواجد فيه، ولكنها لم تغادر تفكير ابدًا!
شيئ غامض يزج له حجة تافهه الطفل والعقل يُلقي بمشهد إهانته امام عينيه..
طُرق الباب ودلفت السكرتارية لتقول بصوت هادئ: -تمام يا فندم، بلغتها امبارح
سألها أسر مؤكدًا: -زي ما قولتلك يا عايدة؟

اومأت مسرعة: -زي ما حضرتك قولتلي بالظبط، في شرط جزائي ولاازم تدفعي الفلوس لو هاتسيبي الشغل والا تيجي من بكره
اومأ اسر موافقا ثم اشار لها أن تنصرف، وضع رأسه بين يداه يهمس بصوت محتار وتائه: -ياترى أنا صح ولا غلط..
تنهد بقوة وأكمل: -مش عارف، بس إلى اعرفه إني لازم احط حد ليها في حياتي!

مر الوقت ووجد عايدة تدلف مرة اخرى، فاعتدل في جلسته مغمغمًا لها: -تمام يلا دخليها
اومأت موافقة وبالفعل أشارت ل لارا التي دلفت ببطئ تنظر للأرضية من خلفها..
أنصرفت عايدة ببطئ وسحبت الباب خلفها..
ليتجلى صوت أسر الساخر وهو يقول: -عُدنا من جديد..!
رفعت عيناها له ببطئ لتهمس بصوت مبحوح تدرج ضعفه اوساطه: -أسر!

نهض مقتربًا منها، ثم زمجر فيها بحدة مُخيفة: -أسمي أسر بيه، سامعة يابت! إنسي إن بيني وبينك أي حاجة، أنتِ هنا مجرد واحدة بتشتغل عندي، عشان إلى ف بطنك بس!
صمتت برهه ثم اومأت موافقة بهدوء: -تمام يا أسر بيه، حضرتك عايز حاجة تاني مني؟
نظر لها بازدراد متمتمًا: -وأنا هعوز منك أية! إنتِ مابقاش فيكِ أي حاجة اعوزها اصلاً.

هنا صرخت فيه بحدة وكأنه ايقظ الشراسة التي تغطت داخلها بتلك الاهانة: -أنا مقدرة إنك ممكن مش طايقني عشان إلى حصل في المستشفى، لكن إلا الاهانة، انسى اني اسكت عليها تاني
أمسك فكها فجأة بعنف يضغط عليه حتى تأوهت، ليردد بقسوة: -إنتِ زيك زي أي حد هنا، تسمعي أي حاجة حتى لو إهانة، وتخرسي وتقولي تحت امرك يا بيه، والا السجن مستنيكي ياختي!
هزها بقوة يسألها صارخًا: -سامعة؟

اومأت موافقة بصمت يحبس بكاء ضخم يود الهرب من خلفه...
فعاد للخلف ببطئ، وببساطة مد يده ليرمي كوب المياه على الأرض حتى تناثر لشظايا ماثلت شظايا الالم المتصدعة داخلها..
ثم أشار لها بحدة يأمرها: -لميها! دا شغلك هنا، عشان تعرفي إن إهانة الراجل مش بالساهل، وأنا مش اي راجل!
وبالفعل هبطت تلملمها من امام قدميه ببطئ مرتعش، ورغمًا عنها إنخرطت في البكاء الذي لفحها بقوة..

وبدأ الغثيان يعاودها كما يلاحقها تلك الفترة كل حينٍ ومين، لتتقيئ رغمًا عنها وسط بكاؤوها، وقد تناثر وطال حذاء أسر الذي تغيرت ملامحه برعب...!

كانت حنين تسير مع حمزة الذي أصر على اصطحابها للطبيب بعد الدوار الذي كان يصيبها مع ألم بطنها المتزايد...
أمسكت بذراعه قبل أن يصعدا للطبيب تهمس له: -بلاش يا حمزة، أنا كويسة صدقني
هز رأسه نافيًا بهدوء جاد: -ابدا، لازم نتأكد هي الصحة ببلاش!
تأففت أكثر من مرة ثم صمتت...
وبالفعل دلفا للطبيب الذي رحب بهم، ولم تدري حنين ما تلك القبضة التي كانت تعتصرها بقلق..

كشف عليها الطبيب ثم عاد يجلس على مكتبه بهدوء، ليسأله حمزة مستفسرًا: -ها يا دكتور مالها؟
ابتسم الطبيب ثم قال ببساطة هادئة: -مفيش اي حاجة، دلوقتي التحاليل تيجي ونعرف، متقلقش يا استاذ
اومأ حمزة موافقًا: -تمام ماشي
وبالفعل انتظرا وقتًا معدودًا...
وبعد أن حصلا على التحاليل المطلوبة جلس الطبيب مرة اخرى
لينظر له الطبيب قائلاً بابتسامة مُبشرة: -متقلقش يا استاذ حمزة، كل الحكاية إن المدام حامل ودا شيئ طبيعي.

صُعق كلاهما وإتضح هذا كعين الشمس، ليردف الطبيب ضاحكًا بلطف: -أنتوا متعرفوش بجد، بس ازاي دا المدام حامل ف شهرين حتى!
عند تلك النقطة سكن العالم من حوله..
كيف شهران!؟
كيف حدث هذا، زواجهم لم يمر عليه حتى شهر كامل!
انقبض قلبه بعنف وسأل الطبيب بتوتر صادم: -ازاي يا دكتور، اكيد في حاجة غلط! انت لازم تتأكد يا دكتور، اصل مش صح
هز رأسه نافيًا ثم اخبره بجدية: -لا صح، مش المدام حنين جابر غريب؟
نعم نعم...

صحيح، ولكنه خطأ!
كيف حدث هذا من الاساس، كان وكأنه في مارد سحري قلب حياته بدقائق..
نهض مسرعًا يسحب حنين خلفه التي كانت ترتعش وعلى وشك البكاء...
وبعد الوقت وما إن وصلا المنزل واغلق الباب ناظرًا لها وجدها تبكي وهي تقول بحروف متقطعة: -أنا كنت هقولك يا حمزة
إتسعت عينا صدمة وقد شعر بكيانه يستكين بضياع وكأن جملتها خدرته...

بعد دقيقة تقريبا اهتاج منفعلاً عليها يصرخ وهو يقترب منها: -كنتي هتقوليلي أية..! كنتي هتقوليلي أية يا حنين
عادت للخلف بخوف تهمس: -والله كنت هقولك صدقني
لم يعطيها فرصة التبريرات الواهية فاهتاج يضربها بعنف وسط زمجرته المنكسرة: -كنتي هتقوليلي أية، كنتي هتقوليلي إنك واحدة حامل من قبل ما ألمسك!
اقتربت منه تأن بضعف ليدفعها بقوة حتى اصطدمت بالحائط بعنف صارخة بألم..

فأمسكها من خصلاتها ينظر لها بازدراد ليجذبها بعنف اكثر متمتمًا: -إنتِ ازبل واحدة شفتها في حياتي، إنتِ طالق يا حنين...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة