قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

هو فين..؟!
سأله أمير بعصبية مكتومة ليرد فراس بجدية:
تمام هديهولك، بس احكيلي، انت عايزه فإيه..؟!
زفر أمير نفسه بضيق وقال ببرود:
هبقى احكيلك بعدين، المهم اديني العنوان..
أعطاه فراس العنوان فأغلق أمير الهاتف في وجهه واتجه عائدا الى شقته..
دلف أمير مسرعا إلى شقته وإتجه نحو غرفة نومه تحت أنظار تالا المتعجبة...

أخرج مسدسه من الخزانة ووضعه داخل جيب بنطاله ثم أجرى إتصالًا سريعا بمجموعة من الرجال الذين إتفق معهم مسبقا على أن يجهزوا أنفسهم للهجوم عليه...
طلب منهم أن ينتظروه عند منزله ثم خرج مسرعا من الشقة غير أبه بنظرات تالا الحائرة وقلقها مما يحدث..
ركب أمير سيارته وقادها متجها الى المكان المنشود...
وصل إلى هناك ليجد رجاله ينتظرونه على بعد مسافة من المنزل...

أشار برأسه لهم طالبا منهم أن ينتظروه هنا ثم إتجه نحو المنزل الصغير للغاية وطرق على الباب لتفتح له والدة حسن الباب بعد لحظات...
شهقت بقوة وهي تحاول غلق الباب في وجهه لكنه دفعها بقوة ودلف الى الداخل صارخا بصوته الجهوري المخيف:
ابنك فين..؟! حسن فين..؟!
خرج حسن من غرفته ليتفاجئ بأمير أمامه فقال على الفور:
لو عملتلي اي حاجة انا هنشرلك الفيديوهات بكل حتة..
جذبه أمير من قميصه ولكمه بقوة قبل أن يصرخ به:.

بتهددني يا حيوان، فاكرني هخاف من تهديداتك..
سقط حسن أرضا ليعاود أمير جذبه نحوه ولكمه عدة مرات وسط صراخ والدة حسن وأخواته..
أخرج أمير المسدس من جيبه بعدما هلك حسن تماما ثم صوبه نحوه لتقترب منه والدة حسن وتتوسله:
ارجوك متقتلوش، ده ابني الوحيد ومليش غيره...
التفت نحوها هاتفا بصوت كاره حاقد:
وتالا مراتي اللي اغتصبها..
كانت غلطه، والله غلطه..
صاح بها أمير حتى كادت أوتاره الصوتيه أن تتمزق:.

غلطة..؟! بتسمي عملة ابنك السودة دي غلطه...؟!
ثم أكمل بقرف وإشمئزاز:
انتوا ايه..؟! ازاي تعملوا كده..؟! دي وحدة يتيمه، ازاي جالكم قلب..؟! ازاي..؟!
قالت والدة حسن بسرعة:
انا هديك كل حاجة، الفيديوهات وكل حاجة بس سيبه..
هاتي الفيديوهات حالا..
اومأت برأسها عدة مرات وهي تتجه نحو غرفتها لتخرج الفيديوهات من المكان الذي خبأتها فيه...
أعطته الفيديوهات بأنامل مرتجفة ليأخذها منها ويحطمها داعسا عليها بقدميه...

قبض على حسن مرة اخرى وجره خلفه متجها به الى سيارة رجاله حيث أمرهم غير أبها بصراخ والدته وتوجيها:
خدوه المكان اللي اتفقنا عليه، وخليكم معاه لحد ما أشوف هعمل فيه ايه..
نفذ الرجال أوامره على الفور بينما عاد أمير وركب سيارته وقادها متجها الى شقته فهو بحاجة لأن يفكر كثيرا بما حدث...
هناك وصل أمير الى الشقة ليجد تالا نائمة اقترب منها بعدما خلع سترته وتمدد بجانبها محتضنا إياها...

أخذ يفكر بحسن وكيف سيأخذ حق تالا منه..
هو لا يتسطيع الابلاغ عنه لأنه سيفضح تالا بهذه اللحظة...
وهو لن يجرح تالا ابدا..
هي لن تتحمل جرحا او صدمة كهذه..
وجد نفسه في حيرة كبيرة، بين المطرقة والسندان..
والمشكلة الأكبر أنه لا يوجد احد قادر أن يساعده في إتخاذ القرار المناسب..
أغمض عينيه محاولا أن ينام ولو قليلا حتى لكنه لم يستطع..
يريد الثأرلرجولته وتالا بأي طريقة...

اعتدل في جلسته واضعا رأسه بين كفيه يفكر بهدوء لا يصل إليه مهما حدث...
رفع وجهه نحو الأعلى متأملًا السقف بملامح مضطربة قبل أن تتشنج ملامحه كليا وهو يتذكر تلك الفيديوهات اللعينة..
تشنج سرعان ما جعله ينهض من مكانه ويتجه الى ذلك الحقير كي يفرغ غضبه به...

في صباح اليوم التالي..
استيقظت تالا من نومها لتجد الفراش مبعثرا قليلا ففهمت على الفور أن أمير كان نائم هنا، ابتسمت بسعادة وهي تتمطى من فوق سريرها وتتجه خارج الغرفة ظنا منها أنه في صالة الجلوس او ربما في المطبخ..
بحثت عنه في ارجاء الشقة لكنها لم تجده، اتجهت نحو غرفتها مرة أخرى وبحثت عن هاتفها قبل أن تجده وتقرر إجراء اتصال به تسأله عن سبب غيابه لكنه لم يرد عليها...

ازداد القلق في داخلها أضعافا فجلست على الكنبة تحاول الإتصال به مرار لكن دون رد..
سمعت صوت جرس الباب يرن فنهضت مسرعة نحو الباب ظنا منها أنه هو الطارق..
فتحت الباب لتجحظ عيناها بصدمة فوالدة حسن أمامها وبجانبها إبنتها الكبرى...
ابتلعت ريقها بتوتر بينما قالت زوجة عمها بحزن:
مش هتقوليلنا اتفضلوا..؟!
فسحت تالا لهما المجال رغم توترها وهتفت بإضطراب:
اتفضلوا..

دلفت والدة حسن إلى الداخل تتبعها إبنتها التي أخذت تتأمل الشقة بملامح مندهشة فيبدو أن زوج تالا شديد الثراء بشكل لم تتوقعه..
وقفت والدة حسن أمام تالا تنظر إليها برجاء خالص وتقول:
خلي جوزك يسيب ابني يا تالا، انا عارفة انوا غلط وغلطه كبير كمان، بس أرجوكِ انا مليش غيره..
انتِ بتقولي ايه..؟! أمير ماله ومال حسن..؟!
سألتها بصوت مرتجف والقلق بدأ يدب داخل أعماقها فأجابتها الإبنة نيابة عن والدتها:.

جوزك عرف انوا حسن هو اللي اغتصبك،
اتسعت عينا تالا بصدمة وأخذت تهز رأسها يمينا وشمالا بعدم تصديق قبل أن تقول بصوت متقطع:
انتِ بتقولي ايه..؟ حسن اغتصبني ازاي..؟!
أجابتها الإبنة بخبث:
اغتصبك بعد ما كان بيحطلك المخدر فالأكل وصورك كمان وبعت الفيديوهات لجوزك..
شهقت تالا باكية غير مصدقة لما تسمعه بينما هتفت والدة حسن برجاء وتوسل شديدين:
أرجوكِ خليه جوزك يسيبه، حسن ابني الوحيد وجوزك عايز بموته..

ورغم بكائها وإنهيارها وعت تالا لكلمات والدة حسن فأمير في خطر وقد يفعل شيئا يهدد حياته..
هو عمله ايه..؟!
سألتها بسرعة برغم نبرتها الباكية لتجيبها والدة حسن:
خده لمكان معرفش عنه حاجة، الكلام ده امبارح وانا خايفة يكون موته...
بس انا معرفش حاجة عن أمير من إمبارح..
قالتها تالا بنبرة تائهة مضطربة وهي تفكر في المكان الذي قد يذهب أمير إليه..

لم تعرف ماذا يجب أن تفعل ومن تسأل قبل أن يخطر على بالها شخص تسأله عن مكان وجوده...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة