قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

الصدمة أخرست كليهما وجعلت الزمن يتوقف من حوليهما...
كلاهما يتطلع إلى الأخر بملامح غير مصدقة..
تالا لا تصدق أنها هربت من أمير لتجده أمامها..
وأمير لا يصدق أن تالا هنا في منزل عائلته..
أما توليب فجلست على الكنبة المقابلة لهما واضعة قدما فوق الأخرى تتابع ما يحدث بإنتصار شديد..
قطع أمير أخيرا الصمت الذي طغى على أرجاء المكان وهتف مشيرا الى تالا الواقفة أمامه كالتمثال:
انتِ بتعملي ايه هنا..؟!

ابتلعت تالا ريقها وقالت بعدما أخفضت عينيها أرضا:
انا...
ولم تستطع التكملة ليهدر بها بقوة:
انا بسألك ردي...؟!
جفلت تالا من صوته الغاضب بينما قاطعته توليب بقوة:
بتشتغل هنا،
التفت نحو والدته يرمقها بنظراته المندهشة يسألها بنبرة غير مصدقة:
انتِ بتقولي ايه..؟!
أجابتها وهي تشير بيدها إلى تالا التي ودت لو تنشق الأرض وتبتلعها:
اسألها لو مش مصدقني، مراتك بتشتغل عندي، خدامة..

وضغطت على حروف الكلمة الأخيرة لينقل بصره نحو تالا ويسألها بصرامة:
الكلام ده صحيح يا تالا..؟!
اومأت برأسها وهي ما زالت مخفضة عينيها أرضا ليعاود النظر الى والدته ويسألها بنفور:
دي خطتك الجديدة، صح..؟!
نهضت توليب من مكانها وتقدمت نحوه تخبره بثقة:
انا مليش دعوة بكل ده، مراتك هي اللي هربت منك وعاوزة تتطلق كمان..
نظر إلى تالا وسألها بصوت متردد:
الكلام ده صحيح يا تالا..؟! انتِ هربتي مني..؟!

اومأت تالا برأسها دون أن ترفع بصرها إليه ليكمل بصوت محتقن:
وعايزة تطلقي..؟!
رفعت تالا بصرها في وجهه وتأملت نظرات الحزن والصدمة داخل عينيه لتهتف بصوت ضعيف:
ايوه انا عايزة اتطلق..
ليه..؟!
سألها والدهشة ما زالت تسيطر عليه بكل قوتها لتهتف أخيرا بعد صمت استمر للحظات:
انا عرفت إنك إتجوزت ربى عليا..
اتسعت عيناه بعدم تصديق، هل علمت بزواجه من ربى..؟! ولكن كيف..؟!
التفت نحو والدته يهتف بها بعصبية شديدة:.

0 انتِ اللي قلتيلها، مش كدة..؟!
قبل ان ترد توليب تحدثت ربى قائلة بهدوء يناقض الموقف:
ربى هي اللي جتلي وبلغتني بده، بعد ما جابتلك الفون اللي كسرته فشقتها
هزت توليب كتفيها وهتفت بثقة:
شفت انوا مليش دخل فأي حاجة وإنك بتظلمني على طول..
لم يجبها أمير بل مسك تالا من كفها وهم بتحريكها خلفه لكنها لم تتحرك وراءه..
نظر إليها وقال بحزم:
احنا لازم نمشي من هنا، ولازم تسمعيني..
جذبت كفها بعيدا عن يده وهتفت بضيق:.

انا مش عايزة اسمع حاجة، انا سمعت كل اللي لازم اسمعه وخلاص،
ثم إلتفت نحو توليب تسألها بحيرة:
هو حضرتك تعرفي أمير منين..؟!
أجابها أمير نيابة عن توليب:
توليب هانم تبقى أمي..
التفتت تالا نحو أمير تنظر إليه بذهول قبل أن تنطق بنبرة متقطعة:
أمك أنت يا أمير..
اومأ برأسه وقال:
خلينا نمشي يا تالا، نمشي وأنا هفهمك كل حاجة..
نظرت تالا الى توليب التي تتابعها بملامح باردة ثم هتفت مشيرة إلى أمير:.

مش عايزة افهم حاجة يا امير، وارجوك سيبني ارجع لشغلي..
بقولك ده بيت أهلي وإنتِ مراتي، شغل ايه اللي ترجعيله..؟!
قالها أمير بنفاذ صبر وعصبية ارتجف جسد تالا على أثرها..
ثم أكمل بصوت صارم حاد:
قدامي...
اضطرت تالا لأن تستمع الى حديثه فسارت بخطوات متخاذلة أمامه واتجهت معه خارج الفيلا...
جلست بجانب أمير في سيارته الذي قادها بسرعة عالية وصمت تام بينما عقله يفكر بما حدث وكيف علمت تالا بزواجه...

اضافة الى ربى التي كشفت كل شيء دون على او اذن منه...

دلفت تالا الى الشقة يتبعها أمير الذي أغلق الباب خلفه بعنف جعل جسد تالا يهتز لا اراديا..
اقترب منها وأدارها نحوه يهتف بها بنبرة معاتبة:
ازاي تعملي كده يا تالا..؟! ازاي تفكري تسيبيني وتهربي مني..؟!
أجابته وهي تخفض عينيها أرضا:
مكنش قدامي حل غير ده، انت اتجوزت عليا،
ثم رفعت بصرها نحوه وأكملت بينما الدموع ترقرقت داخل عينيها:.

انت وعدتني انك هتفضل جمبي ومش هتأذيني وفالأخر طلعت متجوز عليا، انت وجعتني اووي...
شعر بمدى فداحة الخطأ الذي إرتكبه في حقها، كان عليه أن يخبرها بكل شيء منذ اليوم الأول ويشرح لها ما حدث..
انا اسف يا تالا، انا عمري ما كنت حابب أوجعك، كل حاجة حصلت غصب عني وإضطريت أخبي عنك عشان مجرحكيش..
هطلت الدموع من مقلتيها على وجنتيها بغزارة ليقول بصوت مشحون بالعاطفة التي لا يهديها لسواها:.

تالا انا بحبك وعمري ما كنت هعمل حاجة تأذيكي، جوازي من ربى ليه اسباب مهمة، مش مجرد جواز وخلاص..
سألته بصوت خافت مرتجف:
أسباب زي إيه..؟!
أجابها بنفس الخفوت:
مش هقدر أقولك...
رمقته بنظرات معاتبة ليجذبها نحو جسده ويحتضنها بقوة يردد على مسامعها ما تتمنى سماعه:.

انا بحبك يا تالا، بحبك جدا ومش عايز حاجة من الدنيا غيرك، جوازي من ربى سببه مختلف وخاص بيهه هي، مش هينفع اقولهولك بس خليكي متأكدة إني مش بحب حد غيرك...
ثم طبع قبلة على جبينها لترمقه بنظرات يائسة وهي تفكر إنها تحبه رغم كل شيء ولا تريد خسارته...
ولكن كيف ستتصرف وماذا ستفعل الأن..؟!
طب دلوقتي هيحصل ايه..؟!
سألته بنبرة تائهة ليجيبها بجدية:
انا مقدرش اقولك اني هطلقها، لاني مش حابب اظلمها، بس.

صمت لوهلة قبل أن يكمل:
بس لازم تعرفي اني هعمل المستحيل عشان تكوني راضية وسعيدة، انا اليومين دول بمر بفترة صعبة، حاولي تستحمليني لغاية ما احل المشاكل اللي حواليا...
اومأت تالا برأسها رغم عدم إقتنعاها بما قاله...
انا هضطر اقفل الباب قبل ما اخرج..
انتَ هتحبسني..؟!
سألته بملامح شاحبة وصوت متحشرج ليجيبها بسرعة:
مش حكاية كده، بس انا هطمن اكتر لما اقفلها..

أشاحت تالا وجهها بعيدا عنه بينما اتجه امير خارج الشقة وأغلق الباب بالمفتاح جيدا عليها فهم رغم كل شيء يخاف من أن تفعلها وتهرب مرة اخرى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة