قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر والأخير

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر والأخير

رواية عيناك ملاذي للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر والأخير

دلف أمير الى الشقة بخطوات مرهقة، جذب أنظاره جلوس تالا على الكنبة تحتضن جسدها بذراعيها ويبدو أنها تبكي بصمت..
رفعت عينيها بعد لحظات لتظهر أمامه منتفختين حمراوتين بشكل جعل قلبه ينبض بألم..
اقتربت منها مسرعا وأحاط وجهها بكفيه وهتف بنبرة جزعة:
مالك يا تالا..؟! بتعيطي ليه..؟!
أجابته من وسط شهقاتها المتتالية:
ليه مقولتليش..؟! ليه كذبت عليا..؟!
فهم على الفور ما ترمي إليه فمسح وجهها بأنامله وهتف بجدية:.

مكنتش حابب أجرحك، مكنتش حابب أشوف دموعك دي..
سألته بصوت متحشرج:
ليه مطلقتنيش بعد اللي عرفته..؟!
قاطعها بقوة:
هش متقوليش كده، انا عمري مفكرت اطلقك ولا هفكر..
ليه..؟!
سألته بصوت باكي مرتجف ليرد بصدق:
لإنك كل حياتي ولإنوا اللي حصل ده أخر همي..
عادت تبكي بصوت عالي فجذبها نحوه مشددا من إحتضانها هاتفا بها:
اهدي يا تالا، اهدي يا حبيبتي..

كان يشعر بها، بتمزقها، هو يشعر بكل شيء تمر به لهذا لم يرد إخبارها بالحقيقة كي لا يجرح مشاعرها ويؤلم إحساسها..
إبتعدت تالا عنه بعد لحظات وأخذت تنظر إلى عينيه السوداوين بملامح مرهقة حزينة قبل أن تسأله بهلع وقد تذكرت أمر إختطافه لحسن:
انت قتلته..؟!
هز رأسه نفيا بسرعة وقال محاولا طمأنتها:
مقتلتوش، متقلقيش..
أمال عملتله ايه..؟!
سألته بخوف ليرد بهدوء خطير:
سبته..
تنهدت بإرتياح ليكمل بعدم تصديق:.

انتِ فرحانه عشان سبته..؟!
أجابته بمرارة:
لا مش فرحانه بس ارتحت واطمنت عليك...
إحتضن وجهها مرة اخرى بين يديه وقال:
خليكِ دايما متطمنه عليا، انا هكون دايما كويس عشانك..
ابتسمت رغما عن أذنها وقالت وقد ترقرت الدموع داخل عينيها مرة أخرى:
شكرا يا أمير، شكرا لإنك جمبي...
إحتضنها بقوة وهو يفكر بإنها رقيقة للغاية، ناعمة، وحنونة...
أبعدها عنه بعد لحظات وقال:.

انا عايزك تنسي كل اللي حصل، تمحيه من دماغك، احنه هنبتدي بداية جديدة والماضي ده هننساه..
سألته بصوتها المتشرج:
وانت هتقدر تنسى الفيديو اللي شفته..؟!
خلل أنامله داخل خصلات شعرها وهتف بتأكيد:
مفكرتش فيه عشان أنساه..
وهاهي تسأل نفسها للمرة الألف، مالذي فعلته كي تنال رجلا مثله...؟!

في صباح اليوم التالي...
استيقظ أمير من نومه على صوت تالا وهي تحاول إيقاظه..
إبتسم لها لا إراديا وجذبها نحوه مقبلا إياها من شفتيها لتستجيب له على الفور..
ابتعد عنها بعد لحظات وهو يهتف بحب خالص:
صباح الخير...
إبتسمت بخجل لطالما تحلت به وأجابته:
صباح النور..
ثم أكملت وهي تنهض من مكانها وتقول:
يلا عشان تفطر، انا جهزتلك الفطار..

نهض من فوق فراشه بتكاسل واتجه نحو الحمام ليأخذ حماما سريعا قبل أن يخرج وهو يرتدي روب الإستحمام...
دلفت تالا الى الغرفة لتأخذ هاتفها فوجدته يقف أمام المرأة يجفف شعره..
إلتفت لها ما إن وجدها تنظر إليه بخجل ليبتسم بعذوبة قبل أن تتجه أنظاره نحو البيجامة خاصتها التي لا تتركها ابدا...
اقترب منها وهو يقول مازحا:
هي البيجامة دي مش ناوية تتغير..؟!
أجابته بدلال أخذ عقله بالكامل:
قلتلك إني بحبها اووي..

جذبها من خصرها نحوه لترتطم في صدره العاري ليهتف بقوة وتركيز شديد على عينيها الخضراوين:
بتحبيها أكتر مني..؟!
هزت رأسها نفيا بسرعة ليبتسم بإنتصار سرعان ما إختفى وهي تجيبه:
بحبكم إنتوا الإتنين قد بعض..
كده..؟!
قالها بنصف عين لتحرك وجهها أعلى وأسفل لتجده يحاول ان يخلع الجزء العلوي من البيجامة بالقوة وهو يهتف بضحكات عالية:
طب وريني هتلبسيها تاني ازاي...؟!
أمير متعملش كده ارجوك..

قالتها وهي تضحك عاليا بينما تحاول التحرر منه ليدفعها نحو السرير فتسقط عليه ويسقط هو بجسدها فوقها..
احمرت وجنتاها بسرعة بسبب وضعيتهما تلك فقال وهو يقترب من ثغرها ليقبله:
تعرفي إنك وحشتيني...
وإنت كمان..؟!
قالتها بسرعة وهي تقبله بشغف لا تملكه لسواه ليتعجب من الجرأة التي باتت تتحلى بها لكنه لم يعلق بل عاد يقبلها بشغف وجنون لا يشعر به سوى معها..

وقد أسعدته فكرة أن تستجيب له بالكامل وتبادله ذلك الجنون بأخر مثله..
بعد فترة كانت تالا ممددة بين أحضانه وهو يقبل جبينها بشوق جارف قبل أن يهمس لها:
تالا..؟!
نعم..؟!
تأمل وجهها الذي أصبح أحمرا كالطماطم برغبة دفينه وقال:
فيه بكره حفلة مهمة تخص الشغل ولازم تحضريها...
توترت ملامحها كليا وهي تقول:
لازم يعني..؟!
قال وهو يعتدل في جلسته:
انتِ مراتي وطبيعي تكوني معايا...
نظرت إليه تالا بتوتر وقالت بترجي:.

بس انا مش حابة أحضرها، مبحبش الحفلات اصلا..
مسك بإبهامه خصلة من خصلات شعرها وقال بجدية:
بس انا عاوزك تكوني معايا وانتِ لازم تتعلميي تحضري الحفلات دي وتتعرفي عالعالم اللي بره..
زمت شفتيها بعبوس ليقبل جبينها ويقول:
انا كنت اشتريتلك فستان، تحبي تلبسيه..؟! ولا نشتري غيره..؟!
أجابته بجدية:
لا هو عاجبني، هلبسه..

شدد من أحتضانها بعدما طبع قبلة خفيفة على ثغرها وأخذ يفكر رغما عنه في الخطة التي اتفق عليها مع فارس للإيقاع بحسن..

في أحد المطاعم الراقية..
جلس أمير الى والدته ينظر إليها بتساؤل لتهتف والدته بحرج:
انا كنت عايزة اشوفك واقولك اني عرفت كل حاجة...
تقصدي ايه..؟!
أجابته بجدية:
كرم شاف ربى وعرف منها انك طلقتها بعد مهي طلبت الطلاق عشان لقتك بتحب مراتك...
وفين المشكلة فده..؟!
سألها أمير ببرود لترد الأم بجدية:
امير انت مش صغير، وعارف انت بتعمل ايه، انت ازاي تقبل على نفسك تتجوز واحدة كانت بتشتغل خدامة عندك..

قاطعها بقوة وحدة:
الوحدة دي اسمها تالا وتبقى مراتي وانا مش هسمح لأي حد إنوا يجيب سيرتها ابدا..
تنحنحت الأم قائلة بنبرة جادة محاولة إقناعه من خلالها:
طب مفكرتش فمنظرك قدام الناس او فمنظر ولادك لما يكبروا..
منظري هيبقى احلى لما اعيش مع الست اللي بحبها ومرتاح معاها، مع الست اللي تصوني، ولادي هيفتكروا فأمهم لما يعرفوا هي عانت قد ايه وعملت ايه وازاي حافظت على نفسها..

نظرت الأم إليه بإستياء ليرد أمير بنبرة ذات مغزى:
قوليلي بقى يا توليب هانم، منظري أنا إيه لما أمي بعتت واحد يغتصب حبيبتي، منظري إيه وأخويا المحترم حاول يعتدي عالخدامة بتاعتي..
ابتلعت الأم ريقها وقالت بتوتر:
انا عملت ده عشان احميك..
قاطعها أمير بحدة:
كفاية بقى، مش كل حاجة بتعمليها تبقى صح،
ثم أردف وهو يأخذ نفسا عميقا:.

انا مش عايز اعلي صوتي عليكِ لإنوا فالنهاية انتِ أمي، بس بجد كفاية لحد كده، سيبيني أعيش حياتي مرتاح وأنا أوعدك إني مش هاجي جمبكم ولا أقرب منكم...
حمل بعدها أمير هاتفه وخرج من المطعم تاركا توليب تتابع أثره بضيق..

وقفت تالا أمام المرأة تتأمل فستانها بملامح متوترة، اليوم ستذهب الى الحفلة مع أمير ولا تعرف كيف ستتعامل مع المدعوين هناك...؟! بل وكيف ستتصرف..؟!
كم تمنت لو يسمح لها أمير بعدم الذهاب لكنه كان مصرا على ذهابها، هي تفهم رغبته في جعلها تتعرف على لعالم الخارجي أكثر والإندماج معهم عن قرب، لكنها خجولة بطبعها ومترددة كثيرا..

أفاقت من أفكارها على صوت أمير يقترب منها وهو يحمل معه علبة مجوهرات كبيره، إلتفتت نحوه ترمق العلبة بنظرات فضوليه ليقول وهو يفتحها أمامها:
شبكتك يا عروسة..
لمعت عيناها بسعادة جلية وهي تنظر إلى الشبكة الماسية بإعجاب كبير...
وضع أمير العلبة على الطاولة وحمل العقد الماسي ووضعه خلف رقبتها...
ثم ألبسها الأقراط والإسوارة وكذلك الخاتم..

قبل يدها وجعلها تلتف نحو المرأة تنظر إلى نفسها جيدا ليسألها وهو يلمح نظرات السعادة داخل عينيها:
عجبتك..؟!
اومات برأسه و هي تجيبه:
اووي يا أمير، بجد ميرسي ليك..
طبع قبلة على جبينها وقال:
مش يلا بينا...
أخذت نفسا عميقا قبل أن تمسك بيده الممدودة إليها وتتحرك معه إلى خارج الشقة...
وصلا الى الحفل أخيرا ليتلقى كلا من تالا وأمير الترحيبات الحارة من الموجودين..

لم يخفَ على تالا نظرات الإنبهار في عيون البعض نحوها والحسد والغيرة في عيون البعض الأخر..
لم يتركها أمير لحظة واحدة بل ظل معها طوال الوقت يدعمها بشدة ويمنحها نظرات حب خالصة...
انتهى الحفل وعادت الى المنزل وشعور بالراحة سيطرة على تالا فهذه اولى خطواتها للخروج من قوقعتها بفضل منقذها على الدوام، أمير..

جلست على السرير بتعب وخلعت حذاء كعبها العالي ورمته أرضا لتجد أمير يقترب منها وهو يحمل فيه يده قميص نوم أسود اللون شفاف...
جحظت عينا تالا وهي تنهض من مكانها وتقترب منه هاتفة بعدم تصديق:
ايه ده..؟!
أجابها وعينيه تتراقصان بخبث:
قميص نوم، انتِ فاكرة الليلة خلصت، لا يا حبيبتي دي لسه ابتدت..
انا مش هلبس ده..
قالتها وهي تكاد تبكي من فرط الخجل ليحتضنها من كتفيها بذراعيه ويهتف وهو يسير بها نحو الحمام:.

هتلبسيه يا حبيبتي، هتلبسيه عشان خاطري..
أمير أرجوك...
الليلة بس يا تالا، الليلة بس..
وبالفعل خضعت في نهاية المطاف وارتدته له ليقضيا سويا ليلة من أجمل ليالي عمريهما..

بعد مرور شهرين..
دلفت الى لشقة وهي تحمل اوراق التحليل خاصتها...
وجدت أمير بالفعل هناك وهو ينظر إليها بضيق قبل أن يهتف بغضب مكتوم:
كنتِ فين..؟!
أجابته بإبتسامة واسعة:
كنت فالمستشفى..
تبخر غضبه في ثواني وهو يقترب منها ويسألها بقلق متفحصا جسدها ورأسها بعينيه:
انتِ كويسة..؟!
هزت رأسها دون رد ليهتف بها متسائلا:
كنتِ بتعملي إيه فالمستشفى..؟!

مدت يدها له بأوراق التحليل ليأخذه أمير منها ويفتحه قبل أن يقرأ ما في داخله...
لمعت عيناه بسعادة جلية وهو يرى نظرات الفرحة داخل عينيها قبل أن تهتف به:
انا حاول، فتوأم...
ابتلع ريقه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة غير مصدقة:
حامل..؟! بجد يا تالا..؟!
اومأت برأسه وأكملت:
حامل بتوأم كمان، لسه الدكتورة مبلغاني..
جذبها نحوه وإحتضنها بصمت وهو بالكاد يسيطر على فرحته الكبيره...
أجلسها على الكنبه وقال:.

من النهاردة مش هتتحركي، انتِ حامل فتوأم ولازم تاخدي بالك من نفسك..
ضحكت بخفوت وقالت:
متقلقش يا أمير، كل حاجة هتبقى تمام..
ضحك وهو يقبل كف يدها قبل أن يرن هاتفه ليجد فراس يتصل به فيجيبه بسرعة ليأتيه صوت فراس:
كله تمام يا أمير، الخطة اتنفذت صح وحسن دلوقتي مقبوض عليه فقضية مخدرات مش هياخد اقل من عشرين سنة سجن فيها...
ابتسم أمير بإنتصار قبل أن يقول بإمتنان لصديق عمره الذي لولاه ما كانت لتتم هذه العملية:.

شكرا يا فراس، شكرا بجد..
اغلق الهاتف بعدها واتجه بأنظاره نحوه تالا قبل أن يحتضنها وهو يهتف بحب:
بحبك...
ردت عليه بحب صادق:
وانا بحبك اووي..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة