قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 9

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل التاسع

كفا صمتا" فبعض الصمت يقتلني ...
والبعض اﻵخر يجول في صدري كالسيف ..
تعال وأعزف لحن الحب واسمعني شيئا"من الهوى والترنيم ...
يا من هجرت فؤادي وأنا على ذكرى حبك أعيش وأشتاق للحنين ...
احتاج للمسة تمر على جبيني وتمسح الدمع من العيون وتسامرني ...
وترتب على كتفي وكأنني طفلة لا تتجاوز عمر الزهور وتحمل عبق الربيع ...
افتح قلبك لتلك الحسناء التي ملت انتظارك طوال السنين ...
وتتمتم بشفاهها لحن الحب والعشق المتيم بالقلب والشرياني ...
بالليل أسود كشعرها ونجوم تلمع كماسة فوق الشعر المنثور على الأكتاف ...

إياك ان تكسر امراة فالمرأة مثل المرآة إذا كسرت ستتكسر إلى مائة قطعة وإذا حاولت جمع بقاياها ستكون انت اول من يجرح منها ...
بعد ثلاثة ايام من الزفاف ...جلست فى غرفتها فهى قد اصبحت هذه الغرفة لها منذ يوم الزفاف ...رجعت بذاكرتها إلى ذلك اليوم ...
ظهر على وجهها الشحوب والصدمة ما ان نطق كلمته الأخيرة وخرج ...آسف ...اى أسف هذا ...تركنى وذهب هكذا من دون كلمة أخرى ...انه لم يرك لا يعرفك حدثت أروى نفسها بذلك ...فصرخت بألم عاصف فى صدرها ...لاااااااااااا هذا ليس مبررا لقد تركنى ...كان يمكنه أن يوضح الأمور بيننا ولكن ليس ان يتركنى...لاااااااااااااااا هتفت بها بصراخ وهى تضع يديها على اذنيها ...وهى تلعن حبها وقلبها الذى جعلها توافق على هذا الزواج الذى كسرها ...جلست على الأريكة بجسدها بأكمله تبكى حتى غفت. ...استيقظت وهى لا تعلم ما هى مدة بقاءها ناءمة تحركت فى المنزل وصعدت السلالم ...تبحث عن غرفة تستيطع ان تغير فيهافيها ملابسها وتقضى بها مدة بقاءها فى هذا المنزل ...فتحت عدد من الغرف لكن ولا واحدة كانت بها ملابسها ...

دخلت غرفةو من دون ان تبحث عن ملابسها كانت الغرفة تبدو كأنها معدة لعروسين. ...ظهرت ابتسامة تهكمية على وجهها وهى تقول بسخرية ...نعم عروسين ...والدليل ان من المفترض من يجب أن يكون زوجها تركها فى ليلة زفافهم ...كانت الغرفة كبيرة مطلية باللون الأبيض واللون البنفسجى الغامق وبها سرير كبير بالون الأبيض وعليها ملاءة باللون الابيض ...ويوجد على جانب الغرفة من ناحية اليمين شرفة كبيرة ويوجد من ناحيتها أريكة كبيرة باللون الكريمى وكرسيان مماثلان له فى اللون ...وفى الناحية الاخرى باب صغير بابه مطلى باللون الأبيض ...ابيض اى ابيض هذا ...كان يوجد أمام السرير بمسافة كبيرة طاولة كبيرة للزينة ... توجهت حيث الباب الموجود داخل الغرفة ...دخلت وجدتها غرفة ملابس كبيرة بها ملابسها التى أرسلتها قبل الزفاف والتى قامت بوضعها بنفسها الحاجة زينب وايضا كانت ملابس سيف تحتل جزء كبير من الغرفة ...فهى تعلم انه بطبعه شخص محب للأناقة ولارتداء الملابس ...يوجد العديد من البذلات السوداء ...وملابس رياضية...وملابس أخرى تحتل ماركات عالمية تعرفها من مجرد النظر إليها ...مررت عيناها فى الغرفة لقد كانت ملابسه يغلب عليها اللون الأبيض فهى تعلم انه محب لهذا اللون ...والعديد من الاحذية ...وفى زاوية توجد إدراج فتحت واحدة فوجدت ...

ساعات تحمل أسماء ماركات عالمية ...واخر به عطوره الخاصة امسكت زجاجة منها ورشت القليل منها على مصمها واستنشقتها بهيام ... انه عطره المفضل لكنه ينقصه شئ ...رائحة جسده الرجولى فعندما سيمتزج مع هذه الرائحة سيخلق عطرا راءعا. ...نهرت نفسها بقوة أما زلتى تفكرين به وهو تركك وحدك فى هكذا يوم تبا لك ولقلبك ...رأت مرآة كبيرة فى الغرفة اقتربت منها ...وهالها ما رأته وجهها شاحب عيناها منتفخة بل تكاد تكون متورمة وحمراء وينزل على طول وجهها خط اسود من كحل عيناها من كثرة البكاء ...ارادت البكاء مرة اخرى تمنت الهرب والخروج من هذا المنزل من هذا المكان انها تختنق ارادت الركض وأن تذهب وترتمى فى أحضان والدتها وتبكى. ...لكن ماذا سيقول الناس ...لماذا تركها فى ليلة زفافها ...نعم لماذا تركها ...عليها أن تكون قوية ...توجهت حيث الحمام الذى يوجد فى غرفة الملابس لم يقل حجمه أيضا كان كبيرا وساحرا رخامه من الأبيض والأسود ...

أبعدت عن جسدها الفستان وتركت جسدها تحت الماء البارد لعله يطفئ غضبها ...ومن دون ان تشعر وجدت نفسها تبكى حتى كادت تسقط مرة اخرى لولا انها ماسكت نفسها ...أنهت حمامها وسحبت روب قطنى وردى وارتدته وخرجت ...سحبت منامة طويلة ومحتشمة ودلفت إلى غرفة النوم ارتدتها. ...ونظرت مرة اخرى للغرفة بحزن ملئ صدرها وقلبها ...يبدو أن من قام بتجهيز الغرفة جهزهاباهتمام شديد حتى تكون مناسبة لهذه الليلة ...لكنه لم يعلم ما سيحدث ...جلست على طرف السرير ومن ثم رفعت قدميها ومددتها وهى مستندة على ظهر السرير وضامة كلتا يديها إلى صدرها ...نظرت إلى الساعة الصغيرة التى توجد على الكومود وجدتها الرابعة صباحا وهو لم ياتى حتى الآن ...
فقالت وهى تشتعل عيناها الذهبية غضبا ...اقسم ان اريه ...نعم ساريه من هى اروى ليست اروى من تترك هكذا ...أما جعلتك تأتى إلى تتمنى فقط قربى حينها لن أكون اروى ...فنهرت نفسها بقوة وهى تقول ...هى انتى ...من سيف ...الذى سياتى اليكى بل خافى على نفسك منه فانتى قد وقعتى صريعة فى حبه منذ زمن وفوق هذا يوجد الكثير من النساء الآتى يتمنين قربه فقط ...حسنا سأبقى هنا قليلا وبعد ذلك ساطلب الطلاق ...فأنا لن أبقى مع شخص لم يحبنى يوما ...تعبت من التفكير وغفت فجسدها كان منهكا...
عادت بذاكرتها إلى وقت الحالى منذ ليلة الزفاف لم تره وجها لوجه لم يحدثها ...فى ليلة الزفاف عاد فى ساعة مبكرة من الصباح ومن يومها وهو قد بقى فى غرفة بعيدة عن غرفتها ...

 

جلس خلف كرسى مكتبه فى غرفة المكتب بعد ان وضع سماعة الهاتف بعد حديثه مع جده يخبره فيها ان جدته وجده وعمته سياتون اليوم ...إذا فهو عليه ان يخبر زوجته العتيد بمجى والدتها ...خرج من الغرفة وصعد درجات السلم ثم وقف مترددا أمام غرفتها ...ثم طرق على الباب ...فتحت الباب وتفاجات به يقف أمامه لا تكاد تشعر بقلبها الذى دق بعنف ما ان راءه ...فقال وهو يشيح بنظره عنها ...والدتك ستاتى اليوم
فردت بصوت ناعم رغم أنها أردته أن يخرج قويا ...فى اى ساعة
من دون ان يشعر وجد عيناه ترتفع لرؤيتها عندما سمع صوتها رقيقا نظر إليها ...ليست سيئة تبدو جميلة حدث سيف نفسه بذلك فقال ...حسنا ...سأتصل بخدمة التوصيل لكى تجلب طعاما ماذا تريدين أن اطلب
فردت عليه ...لا داعى يمكننى أن أعد انا الطعام ...قالت كلماتها وأغلقت الباب
تسمر مكانه من فعلتها ...كيف تتجرأ على غلق الباب هكذا ...حقا تبا
نزل درجات السلم وجلس على أحد الاراءك أمام شاشة التلفزيون الكبيرة يشاهد مباراة للاسكواش ...نزلت درجات السلم وراته جالسا ...فتوجهت حيث المطبخ مباشرة ...من حسن حظها ان المطبخ كان به كل شئ ستحتاجه... وبعد ساعتان كانت هى قد أنهت إعداد الطعام ...وخرجت من المطبخ متوجهة حيث غرفتها ستأخذ حماما باردا يبعد عنها العرق ورائحة الطعام ...دخلت وجدته فى الغرفة واقفا أمام المرآة يغلق ازرار قميصه الأبيض
فقالت بخجل وغضب ...ما الذى تفعله هنا
فرفع حاجبيه وقال...ماذا فتابع...هل كانت هذه الغرفة باسمك وانا لا أعلم ...انها غرفتى أيضا
فقالت بارتباك وهى تخفض عيناها ناظرة إلى الأرض ...نعم أعلم ...لكن كان يجب على الأقل ان تخبرنى انك تغير ملابسك او حتى ترتديها فى مكان مغلق ...
فابتسم لخجلها وقال بحدة ...لست بحاجة لكى استأذن منك لكى أدخل غرفتى
فقالت بتافف...حسنا هل أنهيت ارتداء ملابسك
فرد ببرود ...لا

فجلست على السرير ...وهو وقف أمام المرآة يكمل ارتداء ملابسه فاغلق باقى الازرار وارتد سترة البذلة ووضع ساعته ومن دون ان يشعر وجد نفسه ينظر إليها من خلال المرآة وهى تتململ وهو يبتسم لتصرفها. ...فرش عطره وخرج
كانت رائحته تنتشر فى المكان جعلت الفراشات تطير فى معدتها وتشعر بخفقات قلبها ...ارتدت ملابسها ...كانت مرتدية فستان أخضر يصل إلى ما بعد الركبة وجامعة شعرها فى ضفيرة فرنسية ...ووضعت أحمر شفاه خفيف...نزلت درجات السلم ...فراته واقفا وواضعا يديه فى جيبى بنطاله فالتف بجسده ونظر إليها ...فجحظت عيناه من منظرها ...لقد كانت جميلة وجميلة للغاية أيضا ...ياالله هل الملائكة تسير على الأرض ...نظرت إليه بقوة وسارت أمامه بثبات ...وهى تقول فى نفسها ساريك ...
أتت والدتها والحاج رشاد والحاجة فيريال ...وايضا الحاج سليمان تحدثوا قليلا ثم تناولوا الطعام وذهبوا
لقد كان يراقبها طوال فترة جلوسهم على سفرة الطعام لقد كانت جميلة ومرحة وابتسامتها رائعة فهى عندما تبتسم تظهر غمازتيها فيزيدها جمالا ...وفوق كل هذا راءحتها ...هذه الرائحة يعرفها


كانت تجلس على الأريكة فى منزلها فهى لم تخرج منذ أكثر من ثلاثة ايام ...وهى تنظر إلى الدمية التى أمامها ...دمية ذات شعر اشقر وترتدى ثوب باللون الأصفر ...فقد تمت إرسالها مع باقة الزهور فى ذلك اليوم ...منذ أن وجدتها أمام منزلها وهى تفكر من ممكن ان يكون قد أرسل هذه الدمية من ...

وقف بسيارته تحت المبنى فهو قد قرر ان يراقبها عن قرب حتى يستطيع رؤيتها دائما. ...فالآن هو أصبح كل همه دينا فقط ...ولا أحد غيرها ...كل يوم ياتى إلى هنا منذ ان أرسل هديته إليها ...وهى لم تنزل من شقتها ...حتى عندما كانت تحتاج الى شى كانت ترسل حارس المبنى ...اه يا دينا لو تعلمى كم اشتقت اليكى ...لذلك مثلما تركتك ساعيدك إلى ...نعم ساعيدك ...ولن تكونى لغيرى ابدا قالها أسامة فى نفسه بإصرار وتنهيدة طويلة خرجت من صدره ...

أخذ الغرفة جيءة وذهبا كالاسد الحبيس فى القفص ...وهو يفكر أين يمكن أن تكون قد ذهبت هى والطفلة ...أغلقت الباب بهدوء رأته واقفا ارتعبت من شكله ومن غضبه
فقال محاولا تهدئة نفسه ...أين كنتى يا بثينة
فقالت بتلعتم. ...لق...لقد كانت ميا مريضة وذهبت بها إلى المشفى
فرد ...لماذا لم تخبرينى بأنك ذاهبة ...وفوق كل هذا هاتفك مغلق
فردت بقوة ...لقد أخبرتك إننى ذاهبة إلى الطبيب قبل يومان لكن يبدو انك لم تفكر يوما بابنتك
فقال بصوت عاصف ...هل تتهميننى بأننى لا أهتم بابنتى. ...صوته العالى جعل الطفلة تنتفض وبدأت فى البكاء ...فهدهدات ابنتها
وقالت بهدوء ...هذا ليس وقت الحديث معك ...لكن فقط ما ساقوله لك حاول أن تهتم بابنتك تشعرها بأنك والدها
فابعد وجهه عنها وقال ...فى اى مشفى كنتى
استغربت من سواله وقالت ...لماذا فشعرت بنظرته الحارقة وقالت مشفى (...)
مجرد سماعه انها ذهبت إلى المشفى التى يعمل بها ماهر جعله يشعر بالغيرة تنهش قلبه وعقله ...فهو قد لاحظ نظرات ماهر لها العاشقة التى لا يمكن أن تخفى على اى رجل
فقال بغضب عاصف ...أقسم انكى لن تخرجى من هذا المنزل إلا على جثتي ...وإذا خرجتى من هنا سيكون قدمى على قدمك ...هل فهمتى
فهزت رأسها بخوف ...بنعم

 

جلست أمامه بارتباك وهى تضم قدميها من الخوف فهى قد أتت كما طلب منها لمناقشة القضية التى طلب منها ان تتولها...وهو كان يجلس أمامها ينظر باهتمام إلى أوراق الملف ...كانت تشعر بصمت هائل وكالعادة الهالة السوداء التى تحيط به ...فقطع هو ذلك الصمت وقال ...جيد ما فعلتيه. ...لكن هناك شئ ... فنظرت إليه باهتمام منتظرة منه الكلام ...بحسب ما أمامى الآن فانتى قد ذهبتى للطب الشرعى واحضرتى ورق ان الطفلة حقا قد تعرضت للاغتصاب ...ام الطفلة قالت فى محاضر الشرطة انها تشك بشخص بعينه ...والطفلة أصيبت بصدمة ولا تتكلم ...فهز راسه ...إذا لا يوجد دليل نحو الشخص الذى تقصده الام كيف إذا ستتوصلى إلى الفاعل ولا يوجد اى روابط او حتى دليل يقربنا منه ...وأيضا مهمة البحث هذه فهى للشرطة
فقالت بحماس فى عينيها واردة ...نعم أعلم أن هذا كله من عمل الشرطة ...لكن يجب علينا نحن أيضا ان نتحرك وبسرعة لكى نتوصل إلى الأدلة لكن إذا بقينا ...الطفلة حقها سيضيع. ...ولن نستطيع الوصول إلى الفاعل ...
فقال بعد ان لمس الإصرار فى عيناها ...حسنا ما هى اول خطوة ستقومين بها
فقالت وقد ابتعدت عن مكان جلوسها وتمسك بحقيبتها ... اول خطوة هو أن اذهب إلى منزل الطفلة واعرف ما حدث تماما منها
فنظر إليها ...وهل تعرفى اى تسكن بالتحديد

فردت بتلقائية ...لا معى العنوان ...لذا ساسال حتى أصل إلى المنزل
رفع أحد حاجبيه وقال ...ستسالى ...فنهض من مكانه وقال وهو يلتقط مفاتيحه...تعالى ساوصلك انا
فوقفت وعلى وجهها ألف علامة استفهام ...فقال وهو يلتف بجسده إليه ووجه خالى من التعبير ...هيا
فسارت خلفه مسلوبة الإرادة وكأنه ترك لديها خيار لكى ترفض ...خرجا من مبنى الشركة واتجهت حيث سيارتها لكى تصعدها... فقال محاولا كتم غضبه ...إلى أين انتى ذاهبة ...فاشارت إلى سيارتها ...فقال وهو يغمض عيناه محاولا تهدئة نفسه ...قلت ساوصلك لذلك اصعدى إلى سيارتى هيا ...قالها بنبرة هادئة لكن غاضبة وقاطعة. ...فتحركت حيث السيارة ...ولكى يتلاشى اى حماقة منها مرة أخرى فتح لها باب السيارة بجوار السائق ...فجلست ...وركب هو أيضا وانطلق بالسيارة ...وقفت السيارة أمام حارة ضيقة فى مكان شعبى فلم تسمح بدخول السيارة فاطرا إلى النزول وترك السيارة ...وتكملت باقى الطريق سيرا حتى يصلا الى منزل الطفلة ...كانت تسير بجواره برهبة وخوف وتلعن نفسها ما الذى جعلها توافق على طلبه بالتوصيل ...وهل ترك لها خيار ...خرجت من شرودها ويديه تمسك بمعصمها تقربها إليه ...نظرت إلى يديه باستغراب ...ولم تنتبه إلا وقد وجدت مجموعة من الأطفال يلعبون الكرة فى الشارع...وهى بسبب حظها العاثر كانت الكرة ستتجه نحو رأسها وكانت ستسقط ...لولا انه ابعدها عن مرمة الكرة فى الوقت المناسب ...وصلا إلى المنزل وصعدت إليه كانت جدرانه وسلالمه متهالكة ...بالكاد استطاعت الصعود والوصول إلى الشقة ...
وقف لمدة أكثر من ساعة ونصف ينتظرها أسفل البناية الصغيرة المتهالكة ...فهو لم يستطع تركها تعود بمفردها ...فلم يشعر بالاطمئنان بتركها هنا ...لذلك قرر البقاء ...
راءها تخرج واضعة يديها على فمها تحاول كتم شهقاتها العالية وعيناها الرمادية يحيطها الاحمرار ...ارتعب من منظرها هذا هل يمكن ان يكون حدث لها شى تبا ما كان يجب عليه تركها تصعد بمفردها ...اوقفها أمامه وهو يمسك بيديها ويقول بأعين غاضبة هل حدث لكى شئ فوق ...فهزت رأسها بلا وقالت برجاء ...أرجوك ابعدنى عن هنا ...ما نطقت كلمتها شعر بالقليل من الراحة وتوجهاحيث السيارة ...ركباها وانطلقا... كانت تجلس بجواره صامتة وتنظر من شباك السيارة وعيناها حزينة ...شعرت بالغثيان فى معدتها حاولت المقاومة لكنها لم تستطع حتى قالت له بسرعة ...أرجوك ...أوقف السيارة هنا ...أوقف السيارة بجانب الطريق ...وهى ترجلت من السيارة بسرعة ...ومالت بجسدها وأخرجت كل ما كان بمعدتها. ...وهى تبكى ...ترجل هو الآخر من السيارة واقترب منها راءها تتقيا. ...فربت على ظهرها وناولها منديل ما ان انتهت ...فمسحت فمها وناولها آخر فمسحت العرق على وجهها ودموعها ...فقال بهدوء محاولا تهداءتها ...تعالى نمر هذا الطريق يبدو أن هناك مقهى للمشروبات هناك ...فلنذهب ونتناول شى ...فهزت رأسها بلا...لم يجادلها. ...فتابع حسنا ابقى هنا سأذهب لجلب شى نشربه. ...لم يصدر منها اى رد فتركها ومر الطريق ...وعاد وهو يحمل بين يديه كوبان من العصير وزجاجة ماء ...وجدها واقفة ضامة كلتا يديها إلى صدرها ...فقرب كوب العصير ليديها . ...لم تأخذه فوضعه هو بين يديها وقال بأمر ...اشربى ...رشفت القليل وقالت ببكاء وقد رجعت شهقاتها ...لم يرحمها ...لم يرحم طفولتها ...لم أستطع سماع المزيد ...الطفلة كانت صامتة ومريضة لم...لم تبلغ حتى
الثامنة هل يوجد بشر هكذا فى هذا العالم ...انه ...انه مسخ ...تبا له
يعلم أن الأمر قاسى عليها وليس سهل ...حتى انه تراجع فى لحظة ما وقرر انه سيسحب من يديها هذه القضية ...لولا انه وجد الإصرار فى عينيها
اقترب منها وربت على ظهرها ...كم تمنى أن يأخذها بين احضانه لكى يشعرها بالأمان لكنه لم يجرؤ على ذلك ...فما زال ذلك ال مازن حاجز بينهما ...
لم يتركها حتى اوصلها إلى منزلها وتأكد من انها أصبحت بخير ...

 

دخلا إلى الشقة المعتادة التى يذهبان إليها لقضاء أحد سهراتهم المحرمة ...وهو يمرر يديه فى أنحاء جسدها ك ذئب جاءع. ...ويمرر شفتاه على وجهها فابتعدت عنه بدلال وقالت ...متى سنتزوج ...يامازن
فقال وهو يقربها إليه مرة أخرى ...قريبا ...قريبا لا تقلقى
فابتعدت عنه مرة أخرى وقالت ...لا يجب ان نحدد موعد الزواج والآن ...وأيضا لم تخبر حبيبة القلب بعلاقتك بى. ...صحيح
فرد بارتباك ...تعلمين إننى لم أحب نور يوما
فاقتربت منه أكثر وهى تلف يديها حول عنقه كالافعى ...أثبت
فرد عليها بنفس مقطوع ...وهل يوجد إثبات أكثر من هذا والتقط شفتاها مرة اخرى فى عناق طويل ...فابتعدت عنه وهى تقول ...حسنا ما رأيك فى نهاية هذا الشهر نقيم الزفاف
فرد عليها وهو يقربها إليه ...حسنا ...اعدى كل شئ من أجل الزفاف


وقف أمام باب المنزل الكبير وهو يحمل بين يديه باقة من زهور الياسمين الجميلة ...فبعد ذلك اليوم اللعين الذى كاد فيه ان يفقدها لولا مجيئه فى الوقت المناسب مجرد التفكير بهذا جعله يشعر بالاختناق ...هل تحبها حقا يا وليد أما انها مثل اى فتاة قابلتها فى حياتك ستتسلى بعض الوقت وبعد ذلك تتركها ...نعم فأنت لست من النوع الجاد الذى يتزوج وينشأ منزلا وأسرة ...نعم وهى تعلم طبيعتى جيدا ...حدث نفسه بذلك قبل ان تفتح له الباب امراة فى منتصف العمر وتسمح له بالدخول ...فبعد أن علم والدى ايملى بما فعله وموقفه معها اصرا على التعرف عليه وشكره بنفسهما...دلف إلى المنزل فراها أمامه بوجه مبتسم فرح ...وفوق كل هذا غاية فى الاناقة والجمال والإثارة ...نعم لقد كانت فعلا جميلة واقفة تحتضن يديها أمامها ترتدى فستان بلون الخوخ واسع وقصير اقتربت منه ببط. ...فمدت يديها نحوه ورحبت به ...تعرف على والديها وجلس معهم وتناول العشاء معهما وتبادل معهم الكثير من الأحاديث المختلفة ...حتى استأذن منهم وانصرف ...سارت معه حتى خرج من المنزل ...وقفا الاثنان أمام الباب قبل ان يتجه نحو سيارته ...
فقالت بابتسامة وارتباك ...اولا شكرا لك على مساعدتك لى ...ثانيا شكرا لك على قبول دعوة والدى
ظل ينظر إليها يتفحص كل انش بها بداية من عيناها الخضراء يديها وهى تهتز بارتباك قدميها الطويلة المثيرة وبشرتها البيضاء ...شفتاها الوردية ...اه من شفتاها هل أستطيع تقبيلها مرة اخرى ...اعادته من تاملاته بها وهى تنظر إليه بعينى قطة مستفهمة. ...فعاد إلى رشده وقال ...أولا ...لاداعى للشكر. ...ثانيا انا السعيد بدعوة والديك أنهما راءعان ...ثالثا وهذا المهم انتى اجمل مما اعتقدت...فخفضت رأسها بخجل حتى تمنت الاختفاء ...فنظرت إليه باستفهام. ...فتابع وهو يقترب منها ووضع يديه على خديها وقال وهو يرفع رأسها نحوه ...لما انتى فى غاية الجمال هكذا ...وتابع بتنهيدة ...أكاد لا أشعر بقلبى عندما أكون قريبا منك ...فنظرت إليه كالبلهاة... فضحك بقوة...ماذا بكى ... فقال بجدية وهيام هل يمكننى تقبيلك...وجهها ووجنتيها تحاولتا للون الوردى من الخجل ومن طلبه ...فتوقف منتظرا منها الرد وهو ينظر إليها باهتمام لم يجد إجابة ...فأنزل وجهه نحوها والتقط فمها بشفتيه بقبلة جائعة ومتطلبة استجابت معه ووضعت يديها حول عنقه فقربها هو إليه أكثر لقد كانت تشعر بانقباض معدتها كلما كان يتعمق فى تقبيلها ...فتحت عيناها بصدمة وهو يقبلها وهى تشعر بفداحة ما تفعله ...لا ليس هذا لا ليس وليد نهرت نفسها بقوة ...فابعدته عنها بيديها لكنه رفض الابتعاد والتقط شفتاها مرة اخرى وعندما شعر بيديها التى تبعده عنها بقوة ابتعد ...وهى عندما افلتت منه ركضت إلى منزلها هاربة ...دلفت إلى غرفتها مباشرة تحمد ربها لعدم رؤيت والديها لها...وقفت مستندة خلف باب غرفتها واضعة يديها على قلبها الذى يرفض ان يتحرك بطبيعته وهو يكاد يخرج من مكانه بسبب قبلته الجامحة ...فقالت بغضب واعين ملئ بالدموع ...لا ايملى ليس وليد ...لا ليس وليد من يجب أن يخفق له هذا القلب ...سيخدعك ويتركك... لا تكونى صيدا سهلا له انه يتلاعب بك ...وسيتركك وحينها انتى من ستبكين ...

ظل يضرب المقود بيديه وهو يركب سيارته ويسب ويلعن نفسه من فعلته تلك ...تبا ...تبا ...ماذا ستقول عنك الآن ...ما كان يجب ان تقبلها الآن ...ستعلم أنك تخدعها او أنك لا تريد منها إلا هذا ...ماذا أليس هذه الحقيقة انت فعلا تخدعها وتتلاعب بها ألم تقترب لكى تأخذ كل شى وبعد ذلك ستتركها وتبتعد ...انها مثل اى فتاة قابلتها ...لا انها ليست مثلهن انها مختلفة قلبى ...قلبى يشعر بشئ غريب عندما يكون قريبا منها ...أريد أن اخذها بين احضانى والا ابعدها عنى ابدا ...إذا هل ستتزوجها. ...لا اتزوج من وهل يجب لكى اتقرب منها وتكون بين يدى ان اتزوجها. ...نعم اى فتاة ستتمنى الاستقرار والزواج طالما الطرف الاخر يحبها ...وهى كانت تصدك من البداية لأنها تعلم حقيقتك ...تبا يكاد عقلى ينفجر ...


استيقظت على صوت رنين الهاتف فرات اسم مالك ظاهرا عليه ...فابتعدت عن السرير وأخذت حماما باردا وارتدت ملابسها وضغطت الأزرار حتى أتاها الصوت
-أروى ...لماذا لم تردى. ...لقد كنت اتصل بك منذ وقت طويل
-لم أستيقظ سوى الآن ماذا هناك
-تعلمين إننى اعتبرك مثل أختى ...لذلك أريد التحدث معك
-حسنا ...انا استمع


وقف فى غرفته وهو قد قرر الذهاب إلى الشركة فيكفى بقاء فى المنزل ...لكنه يريد ملابس... والملابس فى الغرفة التى توجد بها أروى ...وهى من الممكن أن تكون ناءمة حسنا سيذهب ويويقظها...خرج من غرفته ووقف أمام غرفتها وما كاد يدق بديه على الباب حتى سمع صوت ضحكاتها العالية
وهى تقول ...حقا ...تستحق كل ما يفعل بك. ...وتعالت ضحكاتها أكثر وكان من على الهاتف يقول لها النكات ...ومن دون ان يشعر أدار مقبض الباب بقوة وغضب عاصف ...سمعت صوت الباب فادارت ظهرها ونظرت إليه ...فقال بحدة وهو يصتك على اسنانه ...
من هذا الذى تتحدثين معه ...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة