قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 20

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل العشرون

لقد طفح الكيل ...قالتها اروى فى نفسها وهى لا تستطيع ان تقاوم رغبتها أكثر فى التحرك والابتعاد عن السرير للبحث عن اى شئ مالح فى هذا المنزل. ...وبالفعل أبعدت الملاءة عنها ببطء وابتعدت عن السرير بسرعة وهى تكاد تمشى على اطراف أصابعها حتى لا يشعر بابتعادها ...نزلت درجات السلم ودلفت إلى المطبخ وبدأت عملية بحثها عن اى شىء مالح

لم يغمض له جفن منذ ساعات الليل الأولى ...وهو يفكر ...لماذا هى تبعده عنها بهذه الطريقة ...انه حقا يحتاجها وبشدة إلى جواره ...شعر بحركتها وابتعادها عن السرير ...ضيق عيناه بشدة وهو يراها تخرج من الغرفة بهدوء ...أضاء المصباح الصغير الموجود على الكومود بجواره ...وهو يتساءل لماذا استيقظت ...بعد ثوانى قرر التحرك ورؤية ماذا ستفعل فى هذا الوقت ...نزل درجات السلم ولكنه وجد الطابق الأول بأكمله مظلم إلا من بعض الأنوار الخافتة لبعض المصابيح الصغيرة ...فكر وفكر أين يمكن أن تكون ...حتى رأى ضوء خافت ياتى من المطبخ ...تحرك إلى هناك ...حتى وجدها تمسك بأحد الأكياس وهى تأكل البسكويت بنهم شديد ...عقد حاجبيه ...فهذه أول مرة يراها تأكل بهذه الطريقة ...وهذه أيضا أول مرة يراها تأكل فى الليل ...راقبها من مسافة ليست ببعيدة ...وهى لم تلاحظه فهى مشغولة أكثر بما بين يديها ...انتهت من أكل كل البسكويت ...وبدأت فى البحث عن واحد آخر ...فزمت شفتاها بغضب عندما لم تجد شئ وأنه آخر واحد ...يريد ان يذهب إليها او حتى التحدث ولكنه خاءف افزاعها
- ما الذى تفعله سيدى ...هل تحتاج إلى شئ ...قالتها الخادمة من خلفه
تراجع سيف خطوة وكاد أن يطلق صرخة إلا انه تمالك نفسه ...فتلك الخادمة قد ظهرت فجأة له كالشبح فرمقها بغضب ...فنظرت إليهما اروى التى يبدو انها لم تفزع من موجودهما بل تفاجأت فقط ...
- لماذا استيقظت ...سألته اروى
تنحنح قليلا ثم قال بصوت منخفض ...للشرب ...أتيت لاشرب بعض الماء
- حسنا ...قالتها اروى ثم تركته وذهبت بعدم مبالاة ...نظر إلى أثرها وهو يتنهد ببط ...ولم يجد نفسه إلا وهو يمسك غلاف البسكويت ليقراه ...فعقد حاجبيه وقال بشك ...بسكويت مالح
- نعم بسكويت مالح هل هناك مشكلة...اى إمراة تكون هكذا فى هذا الوقت ...قالتها الخادمة
فرمقها بقوة وغضب قائلا وهو يصتك على أسنانه ...وماذا بها ...ولماذا فى هذا الوقت ...
- إلا تعرف ماذا بها حقا
فنظر لها بقوة قائلا ببرود ...ذكرينى ان اطردك
قالها وخرج ...فهتفت الخادمة بامتعاض ...لما جميع الرجال أغبياء عندما يتعلق الأمر بالمرأة
سمعت صوت إغلاق الباب فانكمشت فى مكانها على السرير وغطت نفسها جيدا ...انزلق بجوارها على السرير ووجدت إحدى يديه تحاوط خصرها وتقربها منه حتى اصطدم ظهرها بصدره حاولت التملص منه فاحست بأنفاسه الحارة على بشرة وجهها وهو يقول قرب اذناها بصوت دافئ منخفض "ماذا بك منذ فترة أشعر بأن هناك شئ غريب بك "
بلعت ريقها بخوف هل يمكن ان يكون قد اكتشف حملها لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار عن رأسها وهو يقبل شحمة اذنها قائلا بصوت مغرى جذاب جعل معدتها تتلوى من الألم وتكاد تشعر بأنها تستطيع التنفس وهى تشم رائحة عطره الممزوجة براحته الرجولية ..."اممممم. ..رائحتك ...أشعر بأننى أعرفها هل تقابلنا من قبل ...اخبرينى "
صوته كان به رجاء غريب ...هل يمكن أن يكون قد شعر بها او راءها عندما كانت تراقبه او حتى عندما كانت معه فى المشفى ...تاوهت بألم وهى تتذكر تلك الأيام التى كادت فيها ان تموت وهى تراقبه نائم على السرير بلا حول ولا قوة ...لقد عاشت فى رعب حقيقى فى تلك الأيام وهى تدعو ربها ألا يحدث له شىء وإن يكون سالما لقد كانت تدخل إلى غرفته فى المشفى خلسة وتجلس بجواره للساعات وهى تبكى على صدره لدرجة انها لا تعلم كيف تجرأت وقبلته وهو هكذا لكنها حقا فعلت وفى اليوم التالى علمت باستيقاظه لذلك لم تتجرأ مرة أخرى على الذهاب ورؤيته ...أغمضت عيناها أكثر حتى يعلم انها نائمة إلا انه قال بتنهيدة طويلة "انتى مستيقظة حتى وإن كانت عيناكى مغلقة إلا إننى أشعر بتنفسك ودقات قلبك ...فتابع باغراء. ...انتى تريدينى كما أريدك ...لماذا إذا تبتعدى...اروى ...أنا ...أنا. ..أنا. ..."انتظرت ما سيقوله بلهفة شديدة حتى قال اخيرا بعد ان بلع ريقه فهو لا يريد أن يكون ضعيفا أمامها حتى وإن أرادها وبشدة إلا انه رجل ولديه كبرياء لم يركض يوما وراء إمرأة وهو لن يفعلها الآن ...هو يريدها حتى وإن لم يقل شيئا عليها ان تفهمه ..."اروى انظرى إلى "
التفتت إليه اخيرا حتى رأى تلك العينان الذهبية التى كالشمس بالنسبة له ...انها امرأة جميلة ...دافئة وحنونة وكل ما يريده الآن منها ان يرتمى بين أحضانها بدون اى كلمة ...أمسك وجهها بين يديه وهو يقول بانفاس لاهثة "ماذا بك اخبرينى ...هل انتى بخير "
بلعت ريقها حتى لا تضعف وتخبره انه بالفعل قد حقق ما أراده وهى الآن حقا حامل بطفله فقالت بتأكيد "انا بخير ...لكنى أشعر ببعض التعب وأريد أن أنام " قالتها ثم أبعدت يده عنها ومن ثم أعطته ظهرها ...نظر بألم إلى ظهرها ومن ثم نام على ظهره وهو ينظر بدون تعبير إلى سقف الغرفة ...حتى عزم فى نفسه ان يعلم ماذا بها ...وقبل كل هذا عليه ان يعلم ما الذى يريده هل يريد الاقتراب منها فقط من أجل الحصول على طفل ام لانه حقا يحتاجها ...مشاعره مضطربة وهى تعذبه بابتعادها عنه هكذا ...أغمضت عيناها بقوة وهى تقول فى نفسها هل هذه المرة تستطيع السماح له ...

معذبتي أنتِ
حقاً هل انتِ معذبتي
احترت
هل احبك
ام ارغبك
اتذكر شهد شفتيك
لقد تذوقته قبلا
رائحة عطرك نسمت علي من قبل
لكن متى وأين وكيف
لا اتذكر
هل أصبحت أتوهم عشقك
ام عشقتك
معذبي أنتَ
الا تتذكرني
الا تتذكر قبلة الحياة
التي أهديتها لك
الا تشعر بدقات قلبي
الا تشعر بخيانه جسدي لي
الا تستشعر حبي
ذبحتني مرتين
في الاولي حاولت السماح
فجاءت الثانية
فهل لي من خلاص
(بقلم وسام ممدوح)

استيقظ على حركتها المستمرة على السرير ...ففتح عيناه بنعاس واقترب منها ببط وعيناه ما زالت شبه مغلقة ...اقترب منها أكثر وهو يسمع همهمات منخفضة جعله يفتح عيناه أكثر ويعقد حاجبيه حتى فتح ضوء المصباح الصغير الموجود على الكومود ...فنظر إليها فوجد جبينها يتصبب عرقا وهى تلف يديها حول خصرها وبطنها بألم ...حتى ارتفع صوت انينها أكثر فوضع يديه على جبينها وللمفاجاة كان يتصبب عرقا ...فقال بلهفة و ذعر
"بثينة ماذا بك ...هل..."وقبل ان يكمل كلامه
قاطعته بألم شديد واعين باكية ..."حسام انا أتألم ...انا أتألم ...انه ...انه ألم فظيع ..."
أبعد الغطاء عنه وتحرك بسرعة عن السرير وهو يقول بذعر شديد وارتباك .."ماذا بك ...سأتصل بالطبيب ...لا لا فلنذهب إلى المشفى الآن "
ازداد صوت انينها وبكاءها من الألم ...فاقترب منها بسرعة وحاول أن يجلسها ببط من دون ان يولمها على السرير ...واخرج لها ثوب بسرعة وساعدها فى ارتداهء وخرج بها من الغرفة ...وما ان نزلوا درجات السلم حتى هتفت بخوف ..."ميا. ..ميا"
فقال بارتباك "ميا. ..نعم ميا "
صعد السلم وحمل طفلته النائمة على كتفه وقام بتغطيتها بغطاء صغير وبيده الأخرى أسند بثينة ...حتى خرجوا من المنزل وساعدها حتى صعدت إلى السيارة ووضع صغيرته فى المقعد الخلفى واحكم تثبيتها بحزام الأمان ...وصعد السيارة وانطلق إلى أول مشفى فى طريقه ...حاولت الصمود طوال الطريق لكنها ما ان وصلت إلى المشفى حتى لم تعد تتحمل الآلام ...دلف بها إلى المشفى وهو يحمل ميا النائمة بيد وزوجته باليد الأخرى يقوم باسنادها وقالت له بصوت متعب متالم"جدتى ...جدتى يا حسام اتصل بها "...أخذتها احدى الممرضات لغرفة الفحص وطلبت منه الوقوف خارجا ...أخرج هاتفه واتصل بجدتها الحاجة فيريال وأخبرها بما حدث والتى قالت انها ستاتى حالا ...بعد نصف ساعة او أكثر أتت الحاجة فيريال ومعها الحاج رشاد زوجها والسيدة فريدة عمة بثينة ومعها ماهر ...أخذت السيدة فريدة منه ميا وهى تنظر إليها بحزن عندما رأتها على كتف والدها ...اصتك حسام على أسنانه ما ان شاهد ماهر ...الذى ركض إلى الطبيب ما ان رآه يخرج من الغرفة ...فركض هو الآخر إليه
- اخبرنى ماذا بها أيها الطبيب ...انا طبيب و...نطق بها ماهر بلهفة ...ولكن سرعان ما قاطعه حسام محاولا إخفاء قلقه وانزعاجه من حضور ماهر
- أنا زوجها اخبرنى ماذا بها ...هتف بها حسام
نظر الطبيب إليهما وكلا منهما يرسل إلى الآخر نظرات تحذيرية مشتعلة ...تنحنح الطبيب محاولا جعلهما ينتبهان له ...ستحتاج إلى إجراء عملية بسرعة
- لماذا ...هتف بها الاثنان بقلق
- الزائدة الدودية ...وأيضا مزمنة لذلك يجب إجراء الجراحة بسرعة ...ثم نظر إلى حسام قائلا. ...لذا أرجو أن توقع على الأوراق بسرعة حتى نستطيع أجرا الجراحة
- حسنا كما تآمر. ...لكن هل ستكون بخير ...قالها بلهفة وقلق ظاهر على وجهه
ربت الطبيب على كتفه قائلا. ...بإذن الله ...ساتركك حتى يتم تجهيزها لإجراء الجراحة ...قالها الطبيب ثم تحرك بضع خطوات ...فتبعه ماهر بسرعة وأخرج بطاقته الطبية وهو يقول ...ماهر عادل ...طبيب جراح هل يمكننى أن أحضر الجراحة ...
بعد مناقشات بين الطبيبان لم يوافق الطبيب الآخر إلا بعد أن تحدث ماهر مع رئيس القسم الذى وللمفاجاة هو صديقا لوالده واستطاع الحصول على موافقته لحضور الجراحة ...حضر السيد سليم أيضا بعد اتصال الحاجة فيريال به ...
وقع حسام على الأوراق الأزمة ...وتم تجهيز بثينة للجراحة

 

خرج من الحمام وخطى عدة خطوات ثم توقف فى مكانه عندما راءها تقف أمام المرأة وهى ترتدى حجابها
- ما الذى تفعلينه. ...سألها مالك
أدارت جسدها إليه فقشعر جسدها حتى كادت أن يقف شعر رأسها وهى تراه واقفا أمامها عارى الصدر لأول مرة منذ زواجهما ويحمل فى إحدى يديه تى شيرت ...أجلت حنجرتها وقالت بثبات يخفى تأثرها بمنظره "ذاهبة الى العمل لقد أخذت اجازة مدة طويلة "
رفع حاجبيه قائلا بسخرية "عمل ...فى هذا الوقت عمل وأنا لم اقضى معكى حتى يوما كاملا "
نظر إليها بغضب ولكنه سرعان ما اشاح بوجهه بعيدا عنها فهو لا يريد أن يبدو قاسيا أمامها ...بلعت ريقها عندما لمحت تلك النظرة التى تراها فى عيناه لأول مرة ...
"حسنا...إذا انتهيتى هيا بنا حتى أقوم بايصالك "قالها وهو يرتدى التى شيرت ...
"حسنا "ردت بها ريم بهدوء فهى لا تريد اى شجار معه ...لم تكن يوما خاضعة لأحد ولكنها تفضل فى هذا الوقت بالذات ان تكون هادئة معه
" هل ستخرج معى هكذا "قالتها وهى تشير إلى تى شيرته
رفع حاجبه قائلا بسخرية "وهل هناك مشكلة "
أغلقت عيناها تحاول أن تبلع سخريته "لا ولكن ...انه خفيف ...والجو بالخارج بارد "
ظهرت شبه ابتسامة على وجهه وهو يرى اهتمامها فاقترب منها قائلا"هل يمكن أن يكون هذا اهتماما ...ام انكى تفعلين هذا بموجب انكى طبيبة وأشياء مثل هذه " قالها بمكر
بلعت ريقها من التوتر وقالت وهى تشيح بعيناها بعيدا عنه "بالطبع لأننى طبيبة "
ارتفع صوت ضحكته وقال بهدوء "حسنا ما رأيك ان تختارى شيئا ارتديه "
نظرت إليه بقوة وهى تقول بغضب "وما شانى انا ...إذا لم ترد ان ترتدى شئ ابقى هكذا "
اقترب من الدولاب وهو يدعى انه يبحث عن شى يرتديه فقال بادعاء كاذب وهو يزم شفتاه "يا الله ...لا يوجد شى ثقيل ولا حتى سترة "
رفعت حاجبها واقتربت منه بسرعة وبدأت فى البحث ومن دون ان تشعر حاصرها بجسده بين ضلفتى الدولاب "لا لا لقد رأيت ملابس ثقيلة هنا ..."
بترت عبارتها وهى تدير جسدها إليه قائلة بسعادة وهى تحمل السترة الجلدية ..."ها هى ارتدى هذا"وتابعت بثبات وهى ترى جسده يحاصرها "أريد أن امر"
فظهرت ابتسامة على وجهه تدل على انتصاره اخيرا "لا ...لن تمرى "
"مالك ...اجعلنى أمر والا "قالتها بقوة رغم أن داخلها يرتجف خوفا
"وماذا إن لم أفعل "قالها بمكر وهو يخفض رأسه إليها حتى شعرت بأنفاسه قرب وجهها ولم يعد يفصل بينهم أقل من سنتيمترا واحدا
"مالك ..."
"ماذا.."قالها بابتسامة
"ماكر "قالتها ريم وهى تزم شفتاها
ضحك بصوتا عالى وقال بعد ان خفضت صوت ضحكاته "إلا تعلمين غير الآن ...انا أكثر مكرا مما تعتقدين "
قالها ثم أطبق على شفتاها بحنو للحظة كانت تريد أن تبعده لكنها استجابت له وبدأت فى لف ذراعيها حول رقبته تقربه إليها ...استمرت لمدة حتى لم يبعدها عنه إلا ليأخذ كلا منهما أنفاسه ...احمرت وجنتيها وانفها حتى شعرت بحرارة وجهها ...
"ابتعد "قالتها بخجل وراسها منخفض تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها من الخجل
"ماذا" هتف بها ليتلاعب معها
"ابتعد " قالتها هذه المرة بصوت عالى ودفعته بيديها ثم ألقت عليه السترة التى اخرجتها...ضحك من تصرفاتها ...وركض خلفها ...نزلت درجات السلم وهى تتمتم بكلمات متذمرة ...نزل ورائها وأمسك بيدها رغم اعتراضها وهى تمرقه بغضب فنظر إليها بتفحص وبدأ فى تعديل وتثبيت حجابها وهى تحاول أن تخفى حمرة خجلها
" الى أين أنتما ذاهبان "هتفت بها والدته السيدة كوثر بامتعاض مما جعلهما يلتفتان لها
تنحتح مالك وقال بهدوء "ساوصلها إلى عملها "
ظهر الغضب على ملامح وجه والدته وقالت بسخرية "ستوصلها إلى أين ...أنت حتى لم تتهنى بزفافك بسبب أقارب المعدولة ولا حتى ..."
"أمى "قالها مالك محذرا والدته بهدوء
فنظرت إليهما ريم بغضب وخرجت من المنزل ...راقب خروجها ...ومن ثم اقترب من والدته وطبع قبلة على رأسها ...
"صباح الخير ...هل تحتاجين لشئ لاحضاره لك
"لا ...يا نور عينى "قالتها بحنان ثم تابعت بامتعاض "ألاحظ انك تدللها كثيرا ...إذا استمريت على هذا ...ستتمادى فى تصرفاتها معك "
تغاضى عن كلماتها ...وقال بهدوء "سأذهب الآن "وطبع قبلة أخرى على رأسها ...خرج من المنزل وفغر فاهه عندما لم يجدها ولم يجد سيارتها ...فضرب بقوة بقدمه على عجلات السيارة وهو يشتم بقوة ...
ترجلت من السيارة وهى تلعن بقوة ..."فلتذهب الى جهنم انت ووالدتك "ما ان خرجت من المنزل فكرت ان تتنظره ولكنها ما ان تذكرت تصرفاته وتصرفات والدته حتى صعدت سيارتها وانطلقت غير مهتمة به ...

 

رأته وهو واقفا مع تلك المرأة التى كانت بالصورة يضع يديه حول خصرها وهو يقبلها بشوق كبير يأخذها ويبتعد عنها...نزلت دموعها من عيناها وهى ترجوه الا يتركها "حسام أرجوك لا تتركني ...انا أحبك ...أن لم يكن من أجلى ...أرجوك ..من أجل ميا...هل ستتركها " لكنه كان يبتعد عنها أكثر وهى تركض وراءه ومهما ركضت كانت المسافة بينهما تزداد أكثر وأكثر وابتسامته لا تفارق ثغره ومن بين يديه تبتسم لها بانتصار وهى تضمه إليها أكثر ...
شعرت بيد دافئة تمر على عيناها ووجنتها ...فرفرت بعيناها ببطء حتى فتحتهما لكن ضوء الغرفة جعلها تغلقها بسرعة ...ففتحت عيناها مرة أخرى وراته أمامها يطل بوجهه إليها ...ووجهه شاحب وهو يردد كلمات لم تفهمها ...بلعت ريقها بصعوبة فقد كان حلقها جافا ..."ماء "نطقت بها بصوت منخفض للغاية
تحرك بسرعة وهو يحمل كوبا من الماء بيد واسندها باليد الأخرى شربت القليل ...ووضعها على السرير ...وضع الكوب على الكومود ...ونظر إليها قائلا بلهفة ..."بثينة هل انتى بخير حبيبتى "
رفرفت بعيناها وهى تقول بهدوء وصوت مبحوح "حسام ...أين ميا "
"انها مع عمتك لا تقلقى ...ثم تابع بلهفة ...هل تشعرين باى ألم حبيبتى "
"قليلا ..قليلا فقط "
زفر بارتياح وهو ينظر اليها بتفحص لقد كاد يجن وهى فى غرفة العمليات ...قلق عليها كثيرا ولام نفسه أكثر لانه لم يكن يشعر بالمها...يريد أن يتحدث معها لكن حالتها منعته من التحدث حتى لا تتدهور سينتظر حتى تشفى تماما ...وبعد ذلك سيتحدث معها حديثا مطولا ...دلف والدها السيد سليم وجدتها الحاجة فيريال وجدها الحاج رشاد وعمتها فريدة والتى كانت تحمل ميا والتى ما ان شاهدت والدتها حتى حاولت أن ترتمى إليها فابتسمت لها بثينة بحب ...جلسوا معها وبعد ذلك ذهبوا وبقى معها حسام ...وأخذت السيدة فريدة ميا معها ...سحب كرسيا وجلس بجوار السرير التى تنام عليه وكلا منهما يبادل الآخر نظرات مختلفة بصمت ...هى بحزن وخوف من أن يتركها ...فكرة انه سيكون مع امرأة أخرى تجعل قلبها يتألم بشدة ...وهو ما ان رأى ماهر حتى اشتعلت بصدره نيران الغيرة وأيضا ابتعادها المستمرعنه ... كما يوجد شئ غريب فى نظراتها إليه لا يعرف كيفية تغسيرها ...سينتظر حتى تكون بخير وياخذها ويأخذ طفلته ويبتعدوا عن هنا نعم هذا ما سيفعله لكن أولا يجب ان يطمئن عليها ...خرج كلا منهم من شروده وهما يستمعان لطرقات على باب الغرفة تحرك بسرعة وفتح الباب ...وخرج من الغرفة ثم اقفلها ما ان رأى الطارق ماهر ...
-ماذا هتف بها حسام بغضب مكتوم
- كيف حال بثين. ...قطع حسام كلمته وهو يمسكه من ياقته قائلا بغضب عاصف وعيناه تشتعل ...إياك ان تنطق اسمها مرة أخرى ...هل فهمت
- هل جننت قالها ماهر وهو يحاول التملص من قبضته
-لولا أننا فى مشفى...أقسم لكنت اريتك الجنون بعينه ...وساريك كم أنا همجى تربى على الطرقات ...لذلك ارجو من سيادة الطبيب إلا يحعلنى أرى وجهه مرة أخرى ...هل فهمت ...قالها حسام وهو يضربه باصابعه على كتفه ...وتركه وهو يحاول أن يكبت غضبه ودلف إلى الغرفة ...عدل ماهر من ملابسه وضرب بقبضة يده بغضب مكتوم على الحائط ...
"من الطارق "سألته بثينة
"لا أحد لقد كان شخص أخطاء فى الغرفة "قالها وهو يجلس على الكرسى يحاول ان يكتم غضبه ...وعيناه عازمة على فعل ما يخطط له ...

دلفت إلى الغرفة وجدتها يعومها الظلام ...فشهقت بقوة ما ان أضاءت انوارها. ...ومالك يجلس على السرير والغضب مستعر فى عيناه
"لماذا تاخرتى "قالها مالك بغضب مكتوم
رفعت أحد حاجبيها وقالت بسخرية "فى العمل ...وأظن انك رايتنى صباحا وأنا ذاهبة "
بلع سخريتها وقال بهدوء "وأظن أيضا إننى أخبرتك ...واتفقنا على أن أقوم بايصالك "
"لم اشأ ان أقطع عليك حديثك مع والدتك ..."قالتها وهى تخلع حجابها
"ألم تستطيعى ان تنتظرى " سألها بغضب
فبادلته غضبه وهى تهتف باختناق من أسئلته "لا لم أستطع الإنتظار لدى عمل ويجب أن أصل فى وقتى ...وأنا أيضا لم اعتاد يوما على التأخر "
قالتها ومن ثم سحبت ثوبا من الدولاب و دلفت إلى الحمام ...جلس على السرير وهو يزفر بغضب ...بعد ما يقارب الربع ساعة خرجت من الحمام وهى تضع منشفة على راسها وابعدتها عن رأسها وهى تقف أمام المرآة وتقوم بتمشيط شعرها. ...بلع ريقه وهو يراها أمامه هكذا ...شعرها مبلل يصل إلى ما بعد خصرها وعنقها أبيض تزينه شامة عند المنتصف ...جميلة جدا وشهية جدا ...وهو لم يعد يستطيع أن يتحمل أكثر ...مشطت شعرها ثم نامت على السرير واعطته ظهرها فنام بحوارها ...قائلا قرب اذنها بشوق يحاول ان يتبادل معها الحديث ويتقرب منها "ريم ...إلا تعتقدين انكى مخطئة "
"لا لست مخطئة "هتفت بها بغضب
وتابعت "وارجوك ان كنت تريد الجدال والتحدث كثيرا اخبرنى فأنا أريد النوم ..".قالتها ودثرت نفسها جيدا تحرك مبتعدا عن السرير وأمسك بعلبة سجاءره وتوجه نحو النافذة ينفث من سجارته بشراهة وغضب
في زرقة عينيك
بحر بلا شطآن
بحر متلاطم الامواجِ
ادخله راضيًا
فتأخدني الموجةِ
وترفعني عالياً فأرى جزر خوفكِ الكثيرة
تلقفني الاخرى فأري التيهة والحيرة
وتأخذني غيرها فأرى ضياعك
أري طفلة خائفة مترجفة
فتأخذني الدوامة وأغرق في بحاركِ
انتِ بحر بلا شطآن وانا بحر كله شواطئ
تعالي وادخلي بحري
فبحرك في عينيك
وبحري بقلبي
وإذا دخلتي أغلق القلب عليكِ
وأصبح البحر كالبحيرة كل حوافه شواط علي ايهم رسوتي
علي الحنان ام بالامان رغبتي
ام بالاحتواء ام الرجولة أردتي
فهلا آتيتي
(بقلم وسام ممدوح)

 

لم تستطع أن تمنع عيناها من أن تراقبه وهو يأكل لقد بدا جاءعا للغاية ...فقربت إليه طبق الدجاج بهدوء ...فشهقت الخادمة بقوة وهى تقول وشفتاها مزمومتان ..."كلى انتى والا لن تجدى طعاما تاكليه. ...فانتى لن تاكلى لنفسك فقط "
فنظرت إليها اروى بتحذير أغلقت الأخرى فمها ...نظر إليها سيف بهدوء وقال "لقد شبعت "
"أنت لم تأكل شيئا "قالتها اروى بنبرة ناعمة
فشهقت الخادمة وقالت بخفوت "لم يأكل شيئا لقد اوشك على أكلنا "فنظر إليها سيف إليها بطرف عيناه دليل على سماعه لها ...ابتعد عن طاولة الطعام وهو يرمق الخادمة بضيق ...ما ان خرج حتى انبتها أروى بصبر
"لقد كاد أن يأكل كل ما يوجد من طعام ولم يهتم بك ...وانتى لم تعودى تاكلين لنفسك فقط بل عليكى ان تفكرى فمن تحملينه " دافعت الخادمة بقوة
"أيا كان لا أريدك أن تتحدثى معه هكذا "قالتها اروى بتفهم
فاؤمات الخادمة موافقة
دلفت إلى الغرفة وجدته كعادته يجلس على السرير مستندا بظهره عليه ويتصفح أحد الكتب ...
"ارجو إلا تنزعج منها " قالتها اروى بهدوء
"اجعليها تصون لسانها والا ساطردها المرة القادمة "قالها بغير اهتمام وهو يتفحص كتابه ...نامت بجواره ...وتاوهت بألم وهى تضع يديها على بطنها
"ماذا بك "هتف بها سيف باهتمام
"لا شئ فقط بعض الألم "قالتها بهدوء
"أين "سألها سيف
"هنا "وأشارت إلى بطنها ...نظرت إليه بقوة وهى تراه يضع يده على بطنها يمسدها بهدوء ...حتى نامت على لمساته لها ...حدق بها و هى نائمة يفكر ويفكر عما يجب ان يفعله ...

 

"أما زالت الكونتيسة نائمة ...هل نحضر العشاء ونصعد به لها "هتفت بها زوجة الابن الأكبر للحاج عزيز
" ماذا هناك يا غادة ...وما شأنك بنور ...هل انتى من تقومى بعمل طلباتها ...يكفى ما بها ...اتركيها لحزنها "قالتهاالسيدة هيام بغضب مكتوم تحاول ان تبعدها عن نور
" والدها وقد مات ...هل ستظل هكذا فى غرفتها ...أليست مثلنا ويجب عليها ان تساعدنا ...من المفترض أن هذا المنزل قد ازداد واحدا ...إذا يجب ان نشعر ببعض الراحة ...وليس بالتعب ...وعليها أن تخرج مما هى فيه ...لن تعيش عمرها بأكمله حزينة عليه " هتفت بها غادة غاضبة تعبر عن امتعاضها
"غادة لا شأن لك بنور...وطلبات نور انا من سأقوم بها هل فهمتى "قالتها الحاجة هيام بنبرة تحذيرية لها ولكل من كان واقفا ويشاهد ما يحدث
صعدت الحاجة هيام درجات السلم وهى تفكر بجدية فى كلمات غادة رغم أنها لم تحبها يوما إلا أنها على صواب ...فيجب على نور ان تخرج من أحزانها والا ستصبح انطواءية على نفسها أكثر ...وبدأت تذبل أكثر وأكثر ...وصحتها تتدهور ...دلفت الى غرفتها وجدتها جالسة على السرير تضم قدميها إليها بشدة وعيناها منخفضة بذل وحزن شديد ...رغم انها لم تعد اى مهدات إلا أنها أصبحت صامتة للغاية ... ربما تأكل بعض اللقيمات بشق الأنفس ...واحيانا كانت تستيقظ فى الليل تبكى وتصرخ لولا انها تبقى بجوارها وتهدهدها ولا تتركها حتى تهدأ ...
"مساء الخير صغيرتى...هيا اليوم انا لن اتركك هنا لوحدك بل ستاتين معى ونتناول جميعا العشاء فى الطابق الأسفل ...هيا ...فأنا لن اتركك "
هزت رأسها بصمت رافضة التحرك ...فنظرت لها السيدة هيام بحزن واخذتها بين أحضانها ترب على ظهرها محاولة ان تعطى لابنة أخيها القوة على فراق والدها وسندها. ...

 

"كيف حالك "نطق بها حازم بتعب وهو يضع هاتفه على أذنه يتحدث مع والدته
"بخير ...لكن ..."ترددت نورا فى ان تخبر حازم بما حدث إلا أن حازم حثها على الكلام قائلا
"هل هناك شئ "
" والدك ...ليس بخير "
"لماذا ما الذى حدث "
"لقد مات صديقه وحالته سيئة ولم يذهب إلى الشركة منذ وفاته ..."
"صديقه ...من الذى توفى"سألها حازم
"المستشار ياسين ..."
"ماذا "هتف بها حازم وعيناه تكاد تخرجان من مقلتيه وهو يبتعد عن مقعده "
ثم تابع "متى ...متى توفى "
"لقد قارب على الشهر ووالدك ليس بخير ...خصوصا بعد حديثه مع أخ المستشار الأكبر عزيز ...وإصراره ان تبقى معه نور...ووالدك خائف من ان يفعل عمها لها شئ ...بعد أن وعد ياسين بأن يهتم بابنته إذا حدث له شى ...وعمها يبدو شخصا جشعا للغاية "
من دون ان تشعر نطقت والدته بما جعل الغضب والشوق يستعر فى صدر ابنها ...تخبره ان من حاول نسيانها ...تعانى مع عمها وربما يحدث لها اى شىء ...ضغط بقوة على القلم الذى بين يديه حتى كسر ...
أغلق مع والدته بعد استماعه لكل شئ ...ومن دون ان يشعر امسك بهاتغه الداخلى وضغط بعض الأزرار قائلا بأمر "احجزى لى أول تذكرة عائدة إلى القاهرة "

دلفت ببط وحذر إلى مكتب أخيها مارسيل ...وبدأت عملية بحثها عن اى شئ ...فحاستها تخبرها ان اخاها يخفى ويخطط لشئ خلف ظهرها ...وربما أيضا شئ قد يوذى عائلة الحسينى وهى لن تسمح بذلك ...بحثت أولا فى المكتبة التى على الجدار بين الكتب لكنها لم تجد شيئا. ...ثم بعد ذلك بحثت بين ادراج مكتب أخيها ...لكنها لم تجد شيئا حتى وصلت يدها إلى درج مغلق بأحكام ...حاولت فتحه لكنها فشلت ...تجمدت مكانها وهى تستمع لصوت إدارة مقبض الباب ...اتسعتا حدقتا عيناها وهى تراقب الباب وصوت أخيها فى الخارج ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة