قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 12

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الثاني عشر

دلفت إلى قاعة الحفل كاميرة متوجة بكل ثقة ...فكيف لا وهى بهذه الفتنة والجمال ...كانت جميع الأعين عليها بفستانها الأسود الطويل وحذاءها الأحمر ...شفتاها ازدادتا إثارة من أحمر الشفاه الجرى وابتسامتها الخجولة ...والكحل الأسود الذى يبرز لون عيناها الرمادية بمهارة فرغم أن عيناها رمادية إلا انها كانت تلمع بالحياة ...وقفت بثقة تبحث بعيناها عنه بلهفة ...حتى اقتربت منها هايدى وهى تتمختر بفستانها الأبيض الذى كان على نقيض تماما من فستانها الأسود ...أظهر صدرها العارى بمهارة ومفاتن جسدها الممتلئ فى الأماكن المناسبة ...فكانت هايدى مثالا للاغراء لأى رجل ...فهى تعرف كيف تجذب إليها اى شخص إرادته بكل سهولة ...وقفت أمامها هايدى وهى تقول بغرور وتكبر وابتسامة صفراء ...أوه حقا نور انا سعيدة انكى اتيتى إلى الحفل عزيزتى.

فقالت نور بابتسامة مجاملة ...مبارك هايدى
فقالت هايدى بابتسامة تكاد تصل إلى اذنيها ...أوه نور شكرا لك ...ثم تابعت بمكر ...هل تعرفين من هو العريس المحظوظ الذى سيتزوجنى

فضحكت نور بخفوت وهى تقول بصوت منخفض لم تسمعه هايدى...بل تقصدين منحوس
فقالت هايدى باهتمام ...نور هل قلتى شئ
فقالت نور بابتسامة صفراء ...لا ...انا اقول فقط اننى لم أتشرف برؤية الرجل المحظوظ قالتها بسخرية
فرفعت هايدى حاجبيها وهى تقول بدهاء...حالا سترينه. ...مع اننى متأكدة انكى تعرفينه
فصمتت نور بتفكير ...من ممكن ان يكون

ثوانى وذهبت هايدى وعندما عادت ...عادت وهى تمسك بيدى مازن بتملك وهى تقترب من نور ...لا لا يمكن أن يكون ...قالتها نور فى نفسها وهى تنظر إليهما وعيناها تزداد اتساعا ...وقفا الاثنان أمامها ومازن يضع عيناه أرضا كشخص مذلول مهان ...ثم قالت هايدى بابتسامة ...أعرفك مازن ...زوجى ... شعرت وكأنها ضربتها أحد الصواعق القوية ...
لو كان قام أحدهم بإسقاطها من مكان شاهق الارتفاع ...كان سيكون أقل إيلاما مما تشعر هى به الآن ...شعرت وكان عظامها قد كسرت إلى قطع مبعثرة

قطعت هايدى صمتها وهى تقول بغرور وهى تعلم جيدا بشعور نور الآن ...ماذا يا نور ...ألن تقومى بتهناتى وتقولي لى مبارك انا ومازن
ضغطت نور بقوة على يديها واصتكت على أسنانها محاولة تهدئة نفسها وقالت بقوة كاذبة ...مبارك قالتها بوجع ...ماان خرجت من القاعة حتى وضعت يديها على فمها تحاول منع شهقاتها من الخروج ...ودموعها التى على وشك السقوط ...هل لهذه الدرجة كان يتلاعب بها ... لا لن تبكى هنا ...لا عليكى ان تكونى اقوى من هذا ...قالتها تحاول أن تماسك نفسها ... كيف يفعل هذا بها ركضت و إحدى يديها على فمها والأخرى تمسك بها فستانها الطويل ...تعثرت بضع خطوات إلا انها ثبتت مرة اخرى ...ركض ورائها مهرولا. ...تاركا عروسه الغاضبة التى تصرخ ما ان رأته يركض وراء نور ...يعلم انه جرحها لكن يجب ان يوقفها ...استطاع اللحاق بها أخيرا قبل أن تخرج من المبنى تماما ...أمسك بكوعها لكى يمنع هروبها. ...نور... نور انا آسف قالها باسف لم تتوقعه منه ابدا بعد الإهانة التى شعرت بها بعد أن حطم كل أحلامها معه ...ثم تابع ...نور هل ستكونين بخير
فقالت وعيناها تلمع بالدموع التى تترقرق بهما وبختناق فى حنجرتها ...لا يجب عليك ان تقلق إذا كنت سأكون بخير ...لا يحب عليك سوالى إذا ماكنت سأكون بخير ...سأكون بخير قالتها بصراخ وهى تبعد يديه عنها ...ابعدته بيديها وهى ركضت وتقول بألم ووجع ...سأكون بخير ...سأكون بخير ...يجب أن أخرج من هنا ...يجب أن أخرج من هنا ...
ركضت حتى خرجت من مبنى القاعة تماما ...وقفت قليلا وعيناها تتحرك بالمكان بغير هدى وخوف ...وبعد ذلك واصلت ركضها إلى ان وصلت للطريق العام للسيارات ...وسقطت على الارض صامتة ...تندب سوء حظها العاثر ...تحطمت إلى اشلاء ...أرادت البكاء أرادت الصراخ لكن دموعها أبت النزول لكى تريحها من آلامها ومما تشعر به من وجع ...

عاد إلى قاعة الحفل مطاطا الرأس هل اخطاء عندما ترك نور واختار هايدى ...ياالله لماذا يشعر بتأنيب الضمير هذا تجاه نور ...لقد جرحها نعم جرحها بعد أن اوهمها بحبه وعشقه لها ...
ما ان دخل حتى رأى وجه هايدى يكاد يشتعل غضبا ...فقالت وهى تصتك على أسنانها مقتربة منه ...حسابك معى لما فعلته الآن وتركك لى ...
فارتدت هايدى بسرعة قناع السرور والمحبة وعادت للترحيب بالضيوف بصدر واسع ...فهى لن تسمح لأحد بأن يفسد ليلتها السعيدة تلك ...لكن كما يقولون هل تأتى الرياح بما تشتهى السفن ...
أغلقت باب سيارتها بعنف وركضت حيث القاعة وهى تقسم ...بأنها ستقوم باقتلاع رأسى العروسين السعيدين ...وستجعل ليلتهم السعيدة تلك سوداء عليهم وعلى كل من سيقف أمامها ...رغم أن مالك أخبرها وأكد لها بأنه لن يعود من دون نور ...إلا انها لم تتحمل البقاء والانتظار وصديقتها طعنت وغدرت من ذلك الوغد مازن ...وتلك الشمطاء هايدى...حتى ان جدتها صرخت بها عند خروجها فى ذلك الوقت ...فهى تعلم حفيدتها جيدا لن تجعل الأمر يمر بسهولة هكذا ...
دلفت إلى القاعة بأعين تكاد تخرج لهيبا. ...تبحث عن صديقتها وقبل كل هذا عن العروسان المنحوسان ...رأت هايدى تبتسم بكل غرور وارياحية بعد ما فعلته بصديقتها. ...وهى تقسم بأنه من الاكيد أن ريم خرجت او اخذها مالك منكسرة ...لكن قبل أن تذهب للبحث عن صديقتها عليها ان تقوم بإنهاء شيئا ما اولا ...
فاقتربت ريم من هايدى بهدوء ...فالتفت إليها الأخرى مبتسمة وهى تقول ...أوه ريم ...انا لم أقم بدعوتك ما الذى أتى بك ...لكن لا مشكلة ...سعيدة بانكى اتيتى لتهناتى بزواجى

فقالت ريم باستهزاء. ...بالطبع يجب على تهناتك. ...وأشارت إلى النادل بيديها الذى يقوم بتوزيع المشروبات ...فأتى إليها ملبيا نداءها بسرعة ...فامسكت أحد الكاسات الممتلئ بالشربات. ...وقامت برشفه على وجه هايدى بسرعة محولا معظم فستانها ناصع البياض إلى اللون الأحمر وشعرها المصفوف بعناية أصبح مبلالا ...فشهقت الأخرى بقوة مذهولة ...وخرجت ريم غير مهتمة لا بشهقات المدعوين العالية ولا بصراخ العروس وضربها للأرض بقدميها وبكاءها ...فكل هذا تستحقه ...وها هى ليلة هايدى التى تمنتها دائما حولتها ريم إلى كارثة ...باغراق العروس بكوب الشربات الأحمر ...

بعد ان رأى حزنها والمها...وخروجها منكسرة تبعها بسرعة ...وما كاد يقترب منها عندما سقطت على الطريق حتى وجد سيارة تصطف أمامها ويترجل منها رجلا ...يساعدها على دخول السيارة ...تبعنه بآلية وكأنها تعرفه ...فقام هو بسرعة ...بركوب سيارته وتتبعهما ...

قاد سيارته بهدوء وهو يسرق النظرات إليها وهى تضع رأسها على زجاج السيارة وعيناها تخلو من اى تعبير ...توقع عندما يجدها كما طلبت منه ريم ...انه سيجدها تبكى اوتصرخ او حتى تقوم بضرب العروسان لكنه لم يتوقع ابدا صمتها ذلك ...خرجت منها شهقة ضعيفة استطاع سماعها ...فطلبت منه بخفوت وصوت ضعيف وهى تضع يديها على وجهها تحاول كبت دموعها ...أرجوك اوقف السيارة
فاوقفها مالك بسرعة ملبيا طلبها ...ترجلت منها ما ان توقف على جانب الطريق ...وتبعها هو الآخر ...ما ان خرجت حتى سقطت بجسدها واضعة يديها على قدميها ...قرب يديه منها يحاول أن يربت على كتفها ...لكنها ما ان شعرت بيديه على وشك الاقتراب منها ...حتى قالت برجاء وبكاء ...أرجوك ابتعد ...أريد أن أبكى
لبى طلبها وابتعد بضع خطوات عنها مفسحا المجال لها للبكاء وما ان ابتعدت حتى اجهشت فى البكاء تبعتها اه طويلة من صدرها ...جعله يشعر بمدى حزنها ...صرخت بكل قوة لديها علها تخرج الألم من صدرها ...ظلت تبكى كما لم تبكى من قبل ...
وضعت يديها على قلبها وهى تقول بوجع وألم وبكاء مرير يقطع نياط القلب ...الألم فى صدرى ...احساسه كاننى أفقد انفاسى فقالت ببكاء ...لكننى لم أكن أريد البكاء ...فصرخت بقوة ...لا أريد ان أبكى ...
كان يراقبها من بعيد بعد أن توقفت السيارة ...سمع صراخها وبكاءها العالى ...لو يستطيع ان يركض إليها الآن وياخذها بين احضانه ...لكى يقسم بأنه لم يستحقها ...وأنها أغلى من ان يمتلكها شخص كذلك المعتوه مازن ...كانت كلمتها التى قالتها لتعبر عن ألمها كالسهم المشتعل الذى استطاع اختراق قلبه بسهولة ...تاركا إياه بندبة لن يستطع الزمن تضميدها ...قبض على يديه بقوة حتى ظهرت عروقها وعيناه ازدادتا ضيقا من غضبه ...يقسم بأنه لن يمر الأمر بسهولة على ذلك ال مازن فحتى كسر عنقه لن يكون كافيا ليشفى غليله ...ومازاده غضبا أكثر تبينه لملامح من اخذها...تبا مالك من دون الجميع هو من يكون معها اليوم بالذات ...لم يره منذ وقت طويل منذ ان سافر لم يقابله لكن اليوم بالذات راءه..ومع من مع آخر شخص يتمنى أن تبقى معه نور ...عدوه الدود مع من عشقها يواسيها لفقدانها
حبيبها السابق الذى تركها ...لكى يستطيع هو أن يحل محله ...اشتدت قبضته أكثر وهو يلعن بغضب مكتوم ...تبا ...تبا لماذا يا حازم دائما ماتاتى متأخرا ...

صعد سيارته ما ان راءهما يركبان السيارة بعد أن رأى نور قد هدأت قليلا ...تبعهما مرة أخرى ...حتى وصل مالك إلى أحد المنازل ...ترجلت نور منها بعد ان شكرته ...وبعدها دلفت إلى المنزل...
اشتدت انعقاد حاجبيه بتساول . ...ما هذا هذا ليس عنوان منزلها ...إذا ماذا يكون هذا المنزل ...حسنا لن أتحرك من هنا إلا عندما أعلم كل شئ ...قالها حازم فى نفسه وهو يشتد بقبضته على المقود ...فهو سواء بقى او ذهب ...فهو لن يستطيع النوم بعد ما حدث أمامه اليوم ...ظل يراقب بعيناه السوداوان كسواد الليل وقوف مالك إمام سيارته وكأنه ينتظر أحدا ...حتى رأى سيارة صغيرة تدخل إلى المنزل إلا أن مالك اوقفها مانعا دخولها .

اوقف السيارة أمامه ...ومن ثم اتجه إلى باب السيارة فتحها بغضب مكتوم ...ثم أمسك بذراعها بعنف وهو يخرجها من السيارة ...وهو يقول بأعين حادة غاضبة...ألم أقل لك إلا تخرجى واننى ساحضر نور اليكى ...ثم شدد من قبضته أكثر وتابع بصراخ ...لماذا خرجتى وما الذى فعلتيه ريم اتقى شرى. ..انا حتى الآن لا أريد ان اريكى وجهى الآخر الغاضب ...هل فهمتى قالها بصوت عالى جعل صوته يترنن فى ارجاء الشارع الخالى من اى أحد
للحظة ارتعبت ريم من صوته الغاضب وشعرت بالخوف الذى بدء يدب فى اوصالها. ...حتى انها تألمت من قبضته تلك على ذراعها وهى تقسم انها ستتركك أثرا لن يختفى بسهولة ...فنظرت إلى يديه التى تمسك بذراعها بألم ...انتبه إلى قبضته فتركها وهو يضع يديه على عيناه يحاول تهدءة نفسه ...فهى من أخرجت الجانب السى منه وهى من تحملت. ...فنظر إليها بأسى وقال بهدوء ...ريم ... ارجوكى استمعى إلى ما أقوله لك ...فأنا لا أريدك أن ترى غضبى فانتى لن تتحمليه ...لذلك كل ما اطلبه منك افعليه
فقالت بصوت غاضب ...من أنت لتتحدث معى هكذا ...هل تهددني ...أفعل ما تريده ...ثم أشارت باصبعها أمام وجهه وقالت بأعين ازدادت غضبا حتى أصبحت عيناها الزرقاء إلى لون بنفسجى من الغضب وهى تقول بتحذير. ...إياك ان تمسكنى بهذه الطريقة مرة أخرى والا لن ترى ما سافعله بك ...هل فهمت
فرد عليها بصوت كالجليد يحاول اغاظتها رغم غضبه لطريقتها تلك فى التعامل معه ...يعلم انه اخطى فى غضبه عليها ...لكن هى أنثى عليها ان تكون رقيقة وهادئة ...لماذا حبيبتى ...لا تخجلين منى ...فأنا وانتى سنكون زوجين خلال مدة قصيرة ...حبيبتى ...رددها بمحبة ...
فسبت ولعنت هى بصوت منخفض سمعه هو جعل حاجبيه ينعقدان بشدة فهو يكره ان تلفظ هى مثل تلك الألفاظ النابية وأمسك يديها برفق وحنو يقربها منه حتى أصبحت قريبة منه شعرت بدقات قلبه العالية وقال بحب ... حبيبتى ...لا تفسدى انوثتك بالشتاءم ...والسلوك الرخيص ...فانتى أرقى من ان تقولى مثل تلك الألفاظ ...فمهما فعلتى ستظلين إمرأة طاغية الأنوثة ...كلماته تلك جعلت قلبها يخفق بشدة وبلعت ريقها بصعوبة وهى مذهولة وصادمة حتى وجهها تحول إلى اللون الأحمر ...ظلا ينظران إلى بعضهما البعض لثوانى وعيناه الخضراء تحتضن عيناها الزرقاء بتملك ...لم تخرج من تاملها به إلا وهى تلمح ابتسامته المنتصرة تلك التى ظهرت على ثغره عندما لاحظ حمرة خجلها ...فابعدته بيديها بقوة ...ومن ثم فرت هاربة إلى داخل المنزل ...أخرج منه ضحكة عالية تبعتها ابتسامة جعلت عيناه تلمعان بحب ...ابتسم لهروبها ...وهو متأكد ان وراء تلك النمرة الشرسة امراة أقل ما يقال عليها حنون دافئة ... صعد سيارته منطلقا بها وهو تكاد ابتسامته تصل لأذنيه لما حدث.

انعقد حاجبيه فى عقدة متسائلة ...قبض على مقود السيارة وهو يقول مفكرا ...ما قصة ذلك ال مالك أيضا ...هل يتلاعب على كلا الفتاتان هو الآخر . ...لكن انا اعرف مالك جيدا ليس من ذلك النوع ممن يتلاعبون بالفتيات فحتى عندما كنا فى المرحلة الثانوية حاولن الكثير من الفتيات التقرب منه ولكنه كان يرفضهن جميعا ...إذا كيف عرف نور ...ولماذا أتى إليها فى ذلك الوقت تماما وكأنه كان ينتظر لكى ياتى إليها ...تبا أكاد اجن من التفكير ...ثم زفر بقوة واخرجها فى تنهيدة طويلة وهو يقول ...ياالله
...
مالك وحازم الاثنان يعرفان بعضهما بحكم أن والديهما أبناء عمومة. ...وأيضا كان مالك دائما الند الذى يقف أمام حازم فى كل شى فى الدراسة فى ممارسة الرياضة حتى فى المسابقات التى كانت تقام بين المدارس وكانت النتيجة تحسم أحيانا لصالح مالك ...فمنذ أن كانا صغيران وكل منهما يرغب ان يكون أفضل من الآخر ...رغم ان مالك لم يكن يهتم بتلك المنافسة كثيرا ...ورؤيته لمالك قريب هكذا ل نور سيجعل الصراع يعود بين هذان الاثنان
...
دلفت إلى المنزل ثم إلى غرفتها مباشرة وهى تحمد الله لعدم مقابلتها لجدتها التى ستلاحظ كل شئ تحاول تهدئة نفسها من تلك المشاعر التى بدأت تشعر بها ...دخلت إلى الغرفة وجدت جدتها تحتضن نور بقوة إليها وتمسد على ظهرها بحنو وهى تقراء الفاتحة والمعوذتين وأية الكرسى تحاول تهدءتها ...اقتربت منهما وهى تنظر إلى جسد نور الذى تحتضنه الحاجة زينب إليها والأخرى تشهق بقوة ...اقتربت أكثر ثم جلست بجوارهما على السرير وهى تقول بحزن ...نور ...لا تبكى عليه انه لم يكن يستحقك...ثم سحبتها من جدتها واخذتها بين أحضانها وهى تقول بحزن وبكاء بعدما شعرت ببكاء نور الذى يزداد...لا تحزنى ...لا تبكى يا نور ...لم يكن يستحقك

 

نظرت إلى النجوم التى تتلألأ فى السماء والقمر الذى يتوسط تلك اللوحة الجميلة التى من صنع الله ...ضمت جسدها اليها بقوة تحاول تدفئة نفسها من نسمات الهواء الباردة ...فالشتاء على وشك القدوم ...اغلقت النافذة الكبيرة ...وذهبت الى المطبخ اعدت لها كوبا من القهوة الساخنة لعله يدخل الدف إلى جسدها وقلبها الباردان...وجلست على الأريكة التى تتوسط غرفة نومها ...ومن دون ان تشعر وضعت أصابع يديها على شفتيها وهى تتحسس مكان قبلته ...ضمت جسدها اليها وقالت بدموع ...ما الذى أتى به بعد كل هذه السنين لماذا أتى الآن ...لماذا عدت يا أسامة ...بعد ان تركتني ...ماالذى اتى بك ...اخرجتها باختناق من فمها وهى تغلق عيناها بشدة ...فتحت عيناها فجأة وهى تقول يجب أن اذهب ...يجب أن افهم ...يجب أن أتحدث معه ...تحركت مبتعدة عن الأريكة ثم توجهت نحو الدولاب الذى أخرجت منه فستان بلون الأحمر القانى...جمعت شعرها القصير على شكل ذيل حصان وارتدت حذاء منخفض الكعب ...ثم خرجت من الشقة ثم من البناية متوجهة إليه ...وهى مصممة على معرفة سبب مجيئه بعد كل هذه السنين ...

-ها هى الأوراق التى تثبت ملكية دينا للشقة ويوجد أيضا أوراق أخرى تثبت نقل ملكية المبنى السكنى إليك ...قالها سيف وهو يقرب مجموعة من الأوراق إلى أسامة الذى يجلس أمامه فى مكتبه الموجود بالشركة الكبيرة
-حسنا ...قالها أسامة وهو يتناول الأوراق ...ثم تابع وهو ينظر إلى سيف ...جيد ...ولكن كنت أريد أن اجعلك تقوم بنقل الملكية إلى دينا وليس إلى عندما أعود
فشبك سيف يديه أمامه وهو يقول ...تستطيع أن تفعل انت هذا ...لقد ابتعدت تماما عن دينا عندما علمت أنك على وشك القدوم لكى افسح لك المجال معها ...ثم قال وهو يتحرك مبتعدا عن كرسى مكتبه ...أسامة ...دينا تستحق شخص يحميهاحقا ...لا أريدك ان تجرحها يا أسامة ...هل فهمت هذه المرة لن ينفع الهروب والابتعاد عنها ...وخصوصا أنك تريد حقا العودة إليها ...لقد اهتممت بدينا طوال فترة غيابك ليس لأنك طلبت منى ذلك فقط ...لا بل أيضا لأننى اتخذت دينا أختى التى لم تلدهاأمى ...هذه المرة حقا أن جرحتها انا من ساقف أمامك ...قالها بتاكيد
ظهرت شبه ابتسامة على وجه أسامة ...وهو يعلم جيدا ان سيف اعتبر دينا صديقة وأخت له ...لكن عندما سافر فى الوقت التى احتاجت دينا فيه إلى شخص بجوارها ...لم يكن يستطيع العودة لذلك طلب من سيف الوقوف بجانبها والاطمئنان عليها ...لكن كانت نتيجة ابتعاده هذا ارتباط وتعلق دينا أكثر بسيف ...ربما صديقه لم يلاحظ ذلك ...لكن هو نفسه لاحظ ذلك ...لكنه لن يسمح لها بأن تبتعد ولا حتى بأن تكون لغيره ...سيف الآن أصبح متزوجا لذا عليها ان تنسى أمره تماما وهو كفيل بأن يفعل ذلك ...
نظر سيف إلى أسامة باهتمام وصمت ...فضحك أسامة شبه ابتسامة وقال ...ماذا ...لماذا تنظر إلى هكذا
فقال سيف وهو يرفع أحد حاجبيه بشدة ...منذ أتيت وانا أريد ان أسألك سؤالا او بالأحرى عدة أسئلة
فقال أسامة بخفوت...اسأل
فقال سيف بصوت خشن...ما سبب عودتك الآن بالذات ؟...ولماذا عدت بعد تلك المدة الطويلة؟ ...ولطالما أنت كنت بعيد عن دينا طوال تلك الفترة لماذا اخترت الآن بالذات لكى تعود .؟ ...لماذا كنت تهتم بها هكذا رغم أنك تركتها .؟...هل حقا تحب دينا ...؟.ام ...انها مجرد تسلية بالنسبة إليك ؟
أبتسم أسامة لاسءلة صديقه الكثيرة تلك فهو حتى لا يستطيع الإجابة عنها ...فقال بتاكيد ...ساجيبك على سوال واحد فقط وهو ...انا لا حب دينا فقط بل انا عاشق لها ...وعدت لكى تكون زوجتى واعيدها إلى كما السابق ...انا من خسرت حبها وانا القادر على ارجاعها إلى ...أما عن سبب غيابى كل هذه المدة فأنا لا أستطيع ان اجيب عليه ...لكن ما أستطيع أن أقوله هو دع الأمور للأيام ستكشف كل شئ


كاد سيف أن يتكلم لكن رنين الهاتف الموجود على المكتب قطعه ...فامسك السماعة بيديه وقال بتركيز ...مرحبا ...حسنا ...
أغلق السماعة وهو يرفع أحد حاجبيه ناظرا إلى أسامة بتركيز
فقال أسامة مستغربا ...هل هناك شئ
فأكد سيف برأسه وهو يقول ...دينا بالأسفل وتريد مقابلتى
للحظة صمت أسامةثم قال ...حسنا سأذهب قالها وهو يتوجه نحو الباب
فقال سيف ...لن ينفع خروجك الآن ... فهى دقائق وستكون أمام مكتبى لقد ركبت المصعد ...إلا تريد ان تقابلها يا أسامة
فقال أسامة بحزن وارتباك ...لا أريد ان اقابلها هنا وبالذات الآن
فقال سيف بسرعة ...حسنا ...يوجد غرفة هناك تستطيع البقاء بها لحين خروجها ...ويوجد بها باب ثانى للخروج اذا اردت الذهاب
توجه أسامة حيث أشار سيف مغلقا الباب حتى شعر بدخولها ...فوقف منتبها لكل ما يحدث بينهما وما تقوله حتى عقد حاجبيه بخشونة لما سمعه ...

بعد لحظات سمع دقات خفيفة على الباب تبعها دخول دينا ...اقتربت منه بارتباك وهى تمد يديها لتحيته. ...فحياها باحترام ...وارشدها حيث طقم الاراءك الجلدية الموجود فى أحد جوانب المكتب قرب الباب الذى دخل إليه أسامة ...
جلست بهدوء ثم نظرت إليه بحزن لكن سريعا ماقامت بتغير نظرتها تلك ثم قالت فى نفسها بحزن تحاول كبته هل حقا هى حزينة لزواج سيف لأنها تمنته زوجا لها بسبب انها احيانا حقا شعرت بانه ربما يتاخذها زوجة له ...فهى كانت تريد الامان وهو اراد الاطمئنان وأم تمسد على شعره فى اوقات حزنه ام انها حزينة لأنها خسرت شخصا كان الأمان والسكن بالنسبة إليها ...ام هل أتت لكى ترى سيف فقط ...ام من أجل فقط السوال على أسامة الذى أتى بعد غياب سبعة أعوام ...ينفث بقوة لكى يشعل نار المشاعر التى خمدت فى جسدها منذ زمن ...حقا لم تعد تعرف شئ الكثير والكثير من الأسئلة تدور فى رأسها بغير هدى ...حتى عندما جلست لم تعرف كيف تبدأ الكلام او ماذا تقول ...لكن كل ما هى متأكدة منه انها حقا شاكرة وممتنة لسيف لوقوفه بجانبها وأنه كان درعها الواقى ضد اى صعاب واجهتها منذ ان توفى والدها وخسروا كل أموالهم وقف بجوارها فى الوقت الذى تخلى عنها الجميع فحتى أقاربها عندما علموا بأن كل ما كان يمتلكه والدها خسره وأنه قد افلس حتى ابتعد عنها الجميع كل شى خسرته شركة والدها الذى اسسها بمجهوده الخاص حتى الفيلا التى كانت تعيش بها ولم يتبقى لها غير شقة قديمة فى احد الاحياء الشعبية كانت ملكا لوالدتها ...ولكنها لم تكن تملك ما يجعلها تستطيع الاستمرار واطعام نفسها ...بعد موت والدها جراء أزمة قلبية إصابته عندما علم بخسارة كل شى ...لكنه انقذها بحث عنها ووقف بجوارها فحتى المحل الصغير الذى تملكه هو من ساعدها فى إنشاءه بماله الخاص وبعد أن أصبح عملها بالمحل يتحسن وحصلت على الأموال حتى عرضت عليه ان تعيد إليه ما دفعه لكنه رفض وحتى انه قام بكتابته باسمها ومن يومها وهو ملكا لها وبعد ذلك قام بنقلها إلى الشقة التى تعيش بها حاليا حقا انها أكثر من شاكرة له لو تستطيع ان تقدم حياتها له فهى لن تبخل يوما ...

رفعت رأسها إليه بابتسامة صغيرة حزينة وممتنة فى نفس الوقت فقالت هى بسرعة بدون مقدمات بصوت منخفض بنبرتها الدافئة ...شكرا لك

اعتدل فى جلسته ناظرا اليها مستفهما
ثم تابعت بنفس الابتسامة ...أعلم انها ربما قد أتت متأخرة ...لكن حقا شكرا لك سيف ...لولاك لما عرفت ما الذى كان سيحدث لى ...لقد كنت الأمان الذى لم أحظى به يوما منذ وفاة والدى ...ثم قالت بدموع تتلألأ فى عيناها ...حقا شكرا لك ...وأيضا مبارك على زواجك رغم أنها أيضا جاءت متأخرة لكن اتمنى لك السعادة دائما...متأكدة أنك ستكون زوجا راءعا محبا ودافءا ...أنت الرجل الذى تمنيته زوجا لى حقا ...أنت الرجل الذى تستطيع اى امرأة ان تشعر بين احضانك بالأمان والاحتواء وعدم الخوف من اى شئ ...ثم همت واقفة وهى تقول ...أعلم إننى لو عشت عمرى بأكمله أقول لك به شكرا ...لن يكون كافيا لما فعلته معى ...اعلم إن منزلى سيكون دوما مفتوحا لك فى اى وقت تحتاجنى إليه به ...فكان يكفينى سابقا اننى اول شخص تلجأ إليه حتى لو كنت حزينا ...
قالت كلماتها المتاججة بالمشاعر وخرجت وهى تشعر بأنها أخيرا استطاعت أن تبوح بما كانت تشعر به نحوه ...فهذا على الأقل سيريحها عليها ان تنسى وحتما ستنسى...عليها ان تخرج تماما من حياة سيف والا تسمح لأسامة بالاقتراب منها ابدا عليها ان تنساه تماما ...
بهتت ملامحه لما سمعه الآن من بوحها لمشاعرها بجرأة له ...جلس فى مكانه كالصنم لا يستطيع الحراك ...ياالله ...كل مافعله معها وبناء على طلب أسامة وقربه منها جعلها تحبه ...حتى انها قالت ذلك الآن. ...تحرك من مكانه بسرعة متوجها إلى الباب لعله يلحق بها ليخبرها ان كل مافعله كان باموال اسامة وهو من ارشده لمكانها. ...هو السبب فى كل هذا ...هو نفسه لم يكن يفعل شى الا بأوامر أسامة ... لكنها كانت اختفت تماما
عاد إلى مكتبه يضرب كفا بكف لم سمعه ...فتذكر بسرعة أمرا جعله يشعر بالحزن والاختناق أكثر ...هل من الممكن أن يكون سمع كل هذا ...توجه نحو الغرفة التى بها أسامة ...لكنه وجد الغرفة فارغة دليل على انه خرج من هنا لكن متى وهل يمكن أن يكون قد سمع كل شى ...ياالله ماذا أفعل ...حتى هو قد اخطاء لتقربه الشديد منها حتى أصبحت متعلقة به ...نعم لقد كان يذهب إليها لكى يريح نفسه من ما مر به فى يومه ...لقد كان يذهب حقا عندما كان يحتاج إلى ام تحنو وتمسد على ظهره فى ظل المتاعب والمصائب التى كان يواجهها ...لكنه لم يحسب عواقب كل هذا ...

وقف بسيارته فى أحد المناطق النائية بعد خروجه من مكتب سيف ...غاضب لما سمعه منها اليوم وكلماتها تتردد فى رأسه بجنون ...
((أنت الرجل الذى تمنيته زوجا لى حقا ...أنت الرجل الذى تستطيع اى امرأة ان تشعر بين احضانك بالأمان والاحتواء وعدم الخوف من اى شئ ))
((أعلم إننى لو عشت عمرى بأكمله أقول لك به شكرا ...لن يكون كافيا لما فعلته معى ...اعلم إن منزلى سيكون دوما مفتوحا لك فى اى وقت تحتاجنى إليه به ...فكان يكفينى سابقا اننى اول شخص كنت تلجأ إليه حتى لو كنت حزينا ))
تبا... صرخ بها بقوة جعلت الكلاب تبتعد راكضة...وضع يديه على رأسه محاولا منع الألم الذى بدء يشتد فى رأسه ...هل يصرخ ام يبكى ...ام يذهب يضرب صديقه بسبب ما قالته ...ام يلوم نفسه هو لأنه تركها ...سقط بجسده بوهن على الأرض ...وقال بألم ...لم يكن بيدى تركها ...هل ستبتعدين عنى بعدما أتيت اليكى ...هل حقا أصبحت ماضى بالنسبة اليكى
سقطت دمعة حزينة من عيناه ...لا يعرف ماذا يفعل ...هل حقا فات الأوان ...رغم كل ما فعله ...نعم لقد كان بعيدا عنها لكن قلبه كان معها هى دون غيرها ...رغم بعده إلا أنه كان يتابع أخبارها ...

 

كانت تجلس على كرسى طاولة الزينة تمشط شعرها ...فقالت بفرحة فى عيناها ...ابنة ياسين حقا جميلة ...سعدت عندما رأيتها ...لم أرها منذ ان اتيتم بها من لندن وهى رضيعة منذ ان توفيت روز ... ثم تابعت باسى ...حقا انه شى محزن ان تموت روز وتترك رضيعتها. ...لا تعلم كم السعادة التى كانت تشعر به روز عندما علمت انها حامل وأيضا بفتاة ...لكن لم تكتمل تلك الفرحة بالنسبة لها ولياسين
ظل يستمع إليه بتجهم وصمت لما تقوله كله وهو ينظر إلى صفحات الكتاب الذى يمسكه بين يديه وهو جالس على السرير يراقبها ويراقب تعابير وجهها ...ويقول فى نفسه ...ماذا ستكون ردة فعلك يا نورا ...إذا علمتى ان روز لم تمت وأنها ما زالت على قيد الحياة وأننا أخذنا الطفلة عندما انجبتها فى نفس اليوم دون علمها ...دعا ربه فى صمت ...إلا ياتى هذا اليوم ابدا ...فهو يعلم جيدا كيف ستثور نورا عليهم جميعا ...
حتى قالت بعفوية وهى تبتعد عن المقعد وتنظر إلى ساعة الحائط ...حقا لا أعلم لماذا تأخر حازم هكذا ... هل هناك الكثير من القضاياة لهذه الدرجة يا مراد
فرفع وجهه إليها بدون تعبير وابعد نظارته عن عيناه وهو يقول ...لا تقلقى يا نورا ابنك لم يعد صغيرا لكى تقلقى عليه ...
زمت شفتاها بشدة وهى تجلس بجواره على السرير وتمسك يديه بدف وحنان ...مراد أرجوك لا تقسو على حازم ...انا لا أريده ان يبتعد عنى مرة أخرى
فقربها إليه يحتضنها بشدة وقال وهو يقبل فروة رأسها ويستنشق عبيرها الذى سحره منذ ان قابلها ...لا تقلقى ابنك شخص قادر على تحمل المسؤولية لذا لا تقلقى
ثم قال بشوق قاتل وابتسامة ...نورا لقد اشتقت اليكى
فضحكت بشدة وهى تبعده عنها ...مراد ألن تكبر ...ابنك اطول منك ...أيها العجوز
فاكفهر وجهه بشدة وهو يقول بغضب ...لا انا لم اكبر ...وما شانى انا بابنى الآن ...فاعتدل فى جلسته وقال ...نورا ليس لأن حازم عاد هذا معناه ان تهملينى. ...انا زوجك ولدى متطلبات ...هل فهمتى...ثم اشتدت عيناه أكثر وهو يامرها مشيرا إلى إصبعه ...تعالى اقتربى واجلسى هنا ...
فنظرت إليه بتكبر وهى تقول ...لا ...سأنتظر حازم فى غرفته حتى ياتى ...وخرجت غير أبية بزمجرته وغضبه ...فقال ...حقا تلك المرأة تحتاج إلى تهذيب رغم كبر سنها ...ثم أبتسم ...لكنها ستظل مدللتى دائما مهما كبرت
فعادت إليه تحاول كبت ضحكاتها وهى تقول ببراءة ...حسنا سأنتظر حازم هنا ...ثم نظرت إليه بخجل رغم سنها الذى يزيد عن الأربعون ...حسنا ما الذى كنت تريده
فضحك بشدة لخجلها الذى لن يختفى يوما عنها ...وقال بدلال ...قلت أن تأتى إلى هنا ...إلى أحضان العجوز الذى سيريكى ...من هو العجوز ...

 

وقف أمام نافذة مكتبه الكبير يحاول استنشاق الهواء لعله يخفف من ضيق أنفاسه ...لمدة أسبوع هى لم تأتى إلى العمل وحتى لم تخرج من ذلك المنزل منذ ان دخلت اليه ...بطريقته الخاصة استطاع معرفة لمن هذا المنزل وايضا سبب بقاءها به فعرف انها صديقة لريم قريبة سيف ...لكنه قلق للغاية عليها لا يعرف كيف أصبح حالها الآن هل يمكن ان يكون أصابها شى ...حقا لقد جن لم يعد ينام جيدا منذ تلك الليلة اللعينة بسبب ذلك المعتوه مازن ...حتى هو الآخر لم ياتى إلى العمل ...فيبدو انه مازال يستمتع مع تلك الافعى ...لكن عندما فقط يعود سيفصل رأسه عن جسده حتى لا يفكر مرة أخرى بتلاعب باى فتاة على هذه الأرض ...فقط يعود وحينها هو سيتصرف لكى يجعله يندم على اليوم الذى فكر فيه فقط على النظر إلى نور
دلفت إلى الغرفة مهرولة وهى تلقى بحقيبتها بإهمال على أحد الكراسى الموجودة فى الغرفة ...ومن ثم اندفعت حيث السرير الذى تجلسا عليه كلا من ريم ونور ...فقالت بحزن ...نور هل انتى بخير ...ما الذى فعله معك ذلك الحقير
فنظرت إلى ريم بلوم وهى تعاتبها. ...وماذا عنك انتى أيضا ...لماذا لم تخبرينى ...غير اليوم بما حدث
فقالت ريم بهدوء ...لا تقلقى ...نور بخير ...هل تعتقدين انها منزعجة من أجل ذلك الحقير لا ...لقد أصبح صفحة قذرة وقمنا بتمزيقها
ثم نظرت أروى إلى نور مرة أخرى تبحث عن اى شئ فى وجهها على انها أصبحت بخير
حتى قالت نور بابتسامة صغيرة رغم شحوب وجهها ...لا تقلقى على انا بخير ...انا حقا لست منزعجة عليه او غاضبة ...انا حزينة فقط اننى لم أكن أشعر بخداعه لى ...
فنظرت أروى بهدوء وحنان ...حسنا ما الذى فعلتيه عندما رايتهما
فقالت ريم بأسى ...لم تفعل شئ تلك الحمقاء ثم تابعت بتفاخر لكن انا فعلت
فضيقت أروى عيناها إليها بشدة ونظرت إليها بتسأل
ضحكن ثلاثتهم بشدة حتى ان أروى كادت أن تختنق ودمعت عيناها ...عندما قامت ريم بوصف كل ما فعلته داخل القاعة ورشفها الشربات على وجه وفستان العروس ...حتى انها وصفت شكلها وشهقاتها العالية عندما فعلت ذلك ...وذهول المدعوين من فعلتها تلك
ظلا الثلاثة يتجاذبن أطراف الحديث المختلفة ...حتى لم يعدن يشعرن بالوقت ...

دخلت إلى المنزل بهدوء ونظرت فى ارجاءه وهى ترى الظلام يحيطه. ...حتى تيقنت انه لم يعد بعد إلى المنزل ...جلوسها مع ريم ونور جعلها لم تشعر بالوقت ...حتى نظرت الى الساعة التى بيدها وجدتها الحادية عشر فشهقت بقوة وودعتهما ورحلت ...ليس لانهما ليسا كاى زوجين فهذا يعطيها الحق بأن تتأخر هكذا ...لكنها حقا كانت تحتاج لتلك الجلسة مع صديقتيها ...كل ما كانت تحلم به مع سيف لم تجده ...يبدو انه لن يشعر بحبها له ابدا وسيظلان هكذا ...لكن هل تتحمل ام تطلب منه الانفصال لكى لا تجرح أكثر ...وهى ترى عدم المبالاة فى عيناه ...دارت عيناها فى أرجاء المنزل حتى اقتربت من الاباجورة الموجودة بجوار الكرسى فى الصالة ...مدت يديها تبحث عن مفتاح الإضاءة حتى شعرت بيد على يديها ساخنة ...فابعدتها بسرعة ووضعتها بتلقائية على فمها خوفا وجحظتا عيناها ...فاضيءة الأنوار ...ونظرت بذعر إلى سيف الجالس على ذلك الكرسى بتهجم واضح على وجهه...
ظلا الاثنان ينظران إلى بعضهما البعض لثوانى...هو بقسوة وحدة وهى بخوف وذعر ...وهى تقسم فى نفسها لو كانت النظرات تقتل لكانت سقطت صريعة فى الحال جراء نظراته التى تكاد ترسل قطع من الحمم البركانية إليها ...فقطع هو ذلك الصمت وهو يقول ببرود وبغضب مكتوم ...أين كنتى
بلعت ريقها بصعوبة من نظرته التى ازدادت قسوة رغم البرود المحيط بها ...فقالت بخوف ونبرة ضعيفة ...لقد كنت ...لقد كنت ...عند ريم
فرفع احد حاجبيه وهو مازال على جلسته المسيطرة المرعبة تلك ...فقال بتهجم و وجهه مكفهر غضبا ...عند ريم حتى هذا الوقت ...وقد قاربت الساعة على منتصف الليل ...ثم تابع بنبرة ساخرة ...الاتعتقدى انه كان يجب عليكى ان تستاذنى من زوجك ...يا زوجتى العزيزة
رعبها وخوفها اختفيا وحل محلهما الغضب والنفور ...عندما نطق بتلك الكلمة الساخرة المستفزة...فقالت وعيناها تلمعان غضبا ...لماذا استأذن...؟ ...ثم تابعت بنفس نبرته الساخرة ...ومن من ؟
فرفع أحد حاجبيه وقد ازداد غضبه أكثر حتى ظهرت ملامح هذا الغضب أكثر على وجهه وخطوطه تشتد انعقادا ...وبرز عروق عنقه النافرة بقوة ...
فنظرت إليه بتحدى أكثر ...رغم أن قلبها يكاد يخرج من مكانه بسبب دقاته ...لو تستطيع الهرب الآن تقسم انها لكانت فعلت ...وقالت بنبرة متحدية مستفزة ...كما تعلم انا وانت لسنا كاى زوجين لكى نلعب انا وانت ...لعبة الزوج والزوجة تلك ...لذلك فلتريح نفسك ...وتريحنى انا أيضا ... من ذلك الإدعاء الكاذب ...لذلك مابينى وبينك سينتهى
نهرت نفسها بقوة على غباها لنطق تلك الكلمات الحمقاء...وهى ترى تعابير وجهه تلك
هب واقفا من على كرسيه ...وهو يظهر سيطرته وقوته ...ونظرته تحمل غضبا وقسوة ...مثل الأسد الذى خرج أخيرا من مخباه ...وهو على وشك الانقضاض على فريسته التى انتظرها طويلا ...أمسك بكتفيها بيديه ...وهو يقربها منه حتى اقترب من اذناها. ...وقال وهو يصتك على أسنانه يقوم بتهجاءة كل كلمة يقولها بغضب ...فل تكررى ما قلتيه مرة أخرى
تألمت من قبضته الفولاذية تلك حتى انها لا تستطيع ابعاده ابدا عنها ولا حتى تخفيف قبضته التى تكاد تكسر عظام كتفيها بين يديه ...حاولت حتى نجحت فى ابعاده عنها وقالت بشدة بعينى متحدية لا تستطيع التخلى عن تعبيرها ابدا وصوت عالى ...لقد قلت انا لست زوجتك ...لذلك لا تقترب منى مرة أخرى

 

فوضع إحدى يديه على جبهته مفكرا ...حتى ظهرت ابتسامة شيطانية على وجهه ...حسنا ساثبت لكى انكى زوجتى والآن ...قالها مؤكدا ...وهو يضع إحدى يديه على ظهرها والأخرى أسفل قدميها حاملا إياها ...وكأنها لا تزن شيئا ثم صعد بسرعة درجات السلم ...لدقيقة الصدمة الجمتها ...جعلتها لا تستطيع أن تفكر ماذا تفعل ...وبقوة دفاعية وآلية ...ضربته على صدره بقوة ...لكن لم ينفع وكأنها تحاول إسقاط او تحريك حائط متينا...وقف أمام الغرفة دافعا بابها بقدمه بعنف ...ودلف الى الغرفة ثم ألقى جسدها على السرير بعنف ...تألمت من شدة القاءه لها ثم حاولت تحريك جسدها مبتعدة تحاول النهوض ...إلا انه قبض على جسدها بجسده بأكمله يمسك يديها بين يديه ...ثم أخفض رأسه ملتقطا شفتاها بشفتيه بتملك وشدة وغضب ...
حاولت تحريك قدميها ويديها وأبعاده عنها ...ولكنها لم تفلح ...كأنها تحاول تحريك جبل حتى خارت
.فشعرت بقبلته التى أصبحت أكثر رقة وأصبحت تستجيب له
...تبا لذلك القلب الخائن الذى لن يرحمها يوما ..فحتى جسدها أصبح يستجيب له ويطلب المزيد ...فقالت لا لا ...ساجعله يكتفى بهذا ...لا لن يحصل على بتلك الطريقة ...فابتعد بفمه عنها طالبا للهواء وهو ينظر إلى عيناها الذهبية كأنه فى صحراء ولم يرتوى بعد ...فقالت بانفاس لاهثة وحزن وصوت مكتوم ...هل تريد الحصول على هكذا بدون ارادتى
صعق من كلمتها حتى ان قبضتا يديه اشتدتا على معصمها...

أبعد يديه وجسده عنها بفتور. ...تاركا لها السرير والغرفة ...صافقا بابها بقوة ...فجلست على السرير تضم قدميها الى احضانها وهى تقول ببكاء شديد ...انا أحبك نعم أحبك ...لكن ليست هذه هى الطريقة التى تمنيتها لكى تحصل على ...لو كنت فعلت هذا كنت ساكرهك ...فتابعت بصوت مبحوح...أريدك أن تثبت لى أولا أنك تحبنى ...أنك حقا تستحق انتظارى وحبى لك يا سيف ... لا اريد ان اكون مجرد امراة لاشباع رغباتك فقط ...اريد ان اكون لك كل شى مثلما انتى بالنسبة الى كل شى

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة