قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الخامس

عندما يعشق الرجل الجزء الثاني

رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الخامس

 

دلفت إلى المنزل بخطوات لا تخلو من الانزعاج ما ان رأت حماتها قبالتها تنظر إليها باستنكار وربما يغلفه بعض الاحتقار ...
" هل تعلمين كم الساعة يا مدام ؟! .. زوجك أتى منذ عدة ساعات "
قالتها كوثر بغضب مكتوم لريم
" انه عملى الذى جعلنى أتأخر هكذا "
قالتها ريم بهدوء .. وهى تنهر نفسها على تلك الكذبة .. لكنها لا تريد جدال مع حماتها فى هذا اليوم بالذات فيكفيها ما مرت به لليوم .. رغم أنها تعلم انها أخطأت بتاخرها كل هذا الوقت مع نور .. لكنها لم يكن لديها رغبة فى العودة إلى هذا المنزل ... تشعر وكأنه على وشك ان يقبض على روحها ...

" حتى وإن كان عملك .. عليك ان تتذكرى ان زوجك لديه عندك حقوق أيضا .. و أقلها ان يجد زوجته فى المنزل عند عودته او حتى لا تتاخرى لهذه الساعة "
هتفت بها كوثر وهى ترفع إحدى حاجبيها
فامتعض وجه الاخرى .. وقالت بغيظ وهى تحاول الحفاظ على ما تبقى لديها من تعقل
" وهل اشتكى إليك ابنك؟! .. لكى تتحدثى هكذا ؟!.. لا أعتقد انه سيجد زوجة مثلى .. "
لوت كوثر فمها باستنكار .. وكما يقولون هى من بدأت الحرب .. فهتفت بثقة و إحدى حاجبيها رفع بطريقة مغيظة
" لست بحاجة لأن يشكو إلى ابنى لكى اعرف ان كان بخير او لا .. وخير دليل هو لم نسمع اى خبر عن حملك .. رغم أن من تزوجوا بعدك بطونهم منتفخة الآن "
هتفت حماتها بكلماتها وانصرفت ... وكأنها لم تكن تلقى بقنبلة مؤقوتة أمامها الآن

كتمت ريم غصة فى قلبها .. وهى تشعر بانقباض معدتها بطريقة المتها.. فحماتها المصون اعطتها ضربة فى الصميم ..
دلفت ريم إلى الغرفة وقلبها يبكى ألما .. لقد حاولت طوال يومها نسيان ما مرة به من يوم وفشلها فى حلمها ان تصبح أما .. ها هى حماتها أتت لتخبرها بأنها لن تصبح امرأة كاملة يوما ..
شهقت ريم ما ان شعرت باليد التى حاوطت خصرها بتملك .. تبعها عدد متلاحق من القبلات ..
حاولت إبعاد ذراعيه المحاوطة لخصرها وهى تهتف بتعب
" مالك .. ارجوك انا متعبة .. "
لم يستمع فقد كان شوقه إليها أكبر من اى شئ وهو يقبل كل ما تقابله شفتيه ...

لم تستطع تمالك انزعاجها اكثر وربما بعض من نفورها منه فقامت بابعاده بقوة عنها .. جعله ينظر اليها بحزن واستغراب من تصرفها ..
علمت بفداحة فعلتها من نظراته المتالمة فاخفضت اهدابها إلى أسفل وهى تهمس باختناق وآسف حقيقى
" انا آسفة حقا .. لكنى متعبة .. "
مرر يديه على وجهه و بخطوات بطيئة توجه نحو السرير وجلس عليه بوجه عابس مختنق ..
أسرعت نحو الحمام .. واسندت بظهرها على الباب. .. ما مرت به اليوم يكفيها .. لم تعد تتحمل تريد أن تبقى بمفردها .. حقا تتمنى هذا ..
خرجت من الحمام بعد ان ابدلت ملابسها بقميص طويل باكمام قصيرة ...
انزلقت بجواره على السرير مع حفاظها على مسافة بينهما .. أغلقت عيناها بألم ما ان شعرت بذراعه التى تحاوط خصرها يقربها منه أكثر حتى التصق جسدها بجسده .. وكأنه يرفض ابتعادها عنه .. يرفض ان يعطيها فرصة لتكون مع نفسها لبعض الوقت فقط ..
لم تحاول ابعاده عنها .. وهو ما ان شعر بذلك حتى بدأ بطبع قبلاته المحمومة خلف اذنيها وعلى شعرها .. جعلت غضبها يزداد ويحتقن وجهها ..
وقالت بغضب لم تقصده

" مالك .. ارجوك انا متعبة .. ارجوك "
لكنه لم ينتبه لنبرتها الغاضبة تلك وهمس بهيام
" ريمو .. فلنتحدث فقط لدقائق .. ماذا بك اخبرينى؟! ... "
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته باختناق تحاول كتم دموعها التى تهددها منذ الصباح بالنزول
وقالت بهدوء
" لا شئ .. انا فقط متعبة "
شعرت بقشعريرة فى جسدها ما اقترب أكثر بأنفاسه عند اذنها .. وهو يهمس بالاسم الذى أصبح يدللها به منذ عدة ايام ...

و ذابت كما يذوب الجليد بين يديه .. و استسلمت للمساته .. لكنها لم تستطع أكثر ابعدته عنها بقوة وشعور من النفور وربما من الضيق يخنقها يمنعها من الاستمرار أكثر ...
هى انكمشت فى مكانها بعد ان نزلت اخيرا دموعها .. ارتدى ملابسه وتوجه و كأنه عاصفة هوجاء إلى الشرفة يحاول أن يجمع شتات نفسه المنكسرة .. هل لهذه الدرجة أصبح مفروضا عليها لماذا كلما يشعر ان المسافة بينهما تقل يجدها تزداد أكثر وأكثر؟! .. ما الخطأ الذى فعله؟ .. لكى تصبح علاقتهما فاشلة لهذه الدرجة ..
ظل يضرب بقبضته على سور الشرفة الكبيرة وهو يسب ويلعن بقوة .. يحاول أن يمنع نفسه من الصراخ ..
سيجارة ... ثم ثانية .. فثالثة ... ثم لم يعد يعرف ما هو عدد السيجارة التالية ... وكأنه فى ماراثون لمن يدخن أكثر ..
وبحركة من جسده وجد نفسه يراقب من وراء زجاج الشرفة الكبيرة زوجته المنكمشة فى مكانها تحاوط جسدها بذراعيها وعيناها لا تكف عن البكاء .. وكأن روحها وجسدها قد انتهكا...
ماذا يفعل لكى يشعرها حقا بأنه أكثر شخص لن يؤذيها..كيف يمنحها الأمان وهى تبعده عنها أكثر .. يعلم انه أخطأ بقربه هذا ... لكن هو يحتاج لقربها ضغوطات وعمل و والدة متذمرة وفوق كل هذا ...آخر كذبها عليه .. عدم صدقها معه ... ذهابها إلى نور ومجيءها فى هذا الوقت المتأخر ..

كلها أمور يحاول التغاضى عنها من أجلها .. تقترب منه متى تشاء وتبتعد أيضا ما تشاء .. وهو يقبل ما تقدمه لها بسعة صدر ..
عندما رآها أول مرة وخفق قلبه لها .. رأى بها زوجة ... إمرأة تحبه .. تنتظره بشوق ... تعد له ما يشتهيه.. تستمع له ويستمع لها ..
لم تحاول يوما الاستماع له .. لكى يخبرها بما مر به من يوم متعب ومرهق.. فينتهى تعبه بين يديها وهى تربت عليه كطفل ... نعم فمهما كبر الرجل سيظل طفل بين يدى من تفهمه وتستمع له ..
خرج من الشرفة بعد ان أغلق بابها .. جلس بجسده على السرير مستندا بظهره على ظهر السرير وواضعا ذراعيه خلف رأسه .. ينظر بشرود أمامه ..
كتمت شهقاتها ما ان جلس بجوارها ... وهى تلوم نفسها على ما فعلته .. وفى نفس الوقت تلومه على اقترابه هو أيضا ... فهو لم يحترم خلوتها مع نفسها حتى لو دقائق.. لم يمهلها حتى تصبح بمفردها ...
استدارت بجسدها نحوه وهى تنظر إليه بأعين دامعة
قائلة بهمس و ببحة من أثر بكاءها وباختناق

" انا آسفة "
لم يرمش له جفن بل ظل عيناه ناظرة إلى الفراغ أمامه بشرود ..
فنادته مرة أخرى وبحزن حقيقى وأسف
" مالك ... انا آسفة "
" نامى يا ريم تصبحين على خير "
قالها بنبرة كالسقيع ببرودها .. يخبرها بعدم رغبته للحديث أكثر ...
استدارت مرة أخرى وهى تعطيه ظهرها .. وهو على نفس وضعه لم يتحرك ...
لثوانى .. أو دقائق وربما لساعات بقيا هكذا.. فكل منهما فى ملكوته الخاص .. حتى اخيرا شعر مالك بمدى ألم جسده لجلوسه هذه الجلسة.. فرد جسده واغلق عيناه مدعيا النوم ...
تحركت مبتعدة عن السرير ما ان استمعت لصوت انفاسه المتتظمة .. دلفت إلى الحمام .. تاركة الماء البارد يسقط على جسدها .. و وضعت ذراعيها حول جسدها بحركة خائفة تحاول حماية نفسها من شئ مجهول هى لا تعلمه ...
من يقترب منها .. عليه ان يعلم انها لن تمنحه إلا القليل .. فهى ليس لديها ما تملكه لتعطيه له .. ما ينتظره منها .. هى لا تملكه ..

وقفت بتردد بالقرب من جهة السرير الناءم عليه .. بيد تتقدم نحو الهاتف ثم تتراجع فجاءة الى حيث صدرها من الخجل ..
هل تقوم بايقاظه فى ساعة كهذه من أجل شى تافه .. ظلت تعض على شفتيها وهى تفكر بتمعن فهى لا تعرف ماذا تفعل؟ ..
لثوانى ظلت تنظر لملامح وجهه الساكنة .. جسد يحتل معظم السرير بطوله رغم نحافته .. بشرة سمراء .. وملامح هادئة تشبه وداعة الذئب فى نومه .. واهداب طويلة .. ومن دون أن تقصد نزلت عيناها نحو فمه لكنها سرعان ما اشاحت بنظرها بعيدا عن فمه .. توترت اكثر من انفاسه التى تخرج منتظمة من أنفه بطريقة مريبة ..
استدارت بجسدها وهى تعض اناملها من التوتر والخجل ..

فتح عيناه ما ان وجدها تعطيه ظهرها وشعر بحركتها. . فهو يشعر بحرارة جسدها منذ ان وقفت فوق رأسه هكذا .. يتساءل عن سبب وقوفها .. ولكى لا يحرجها..
تمطى بجسده وتثاءب بقوة وبنبرة قلقة سألها حازم
" ما الذى ايقظك؟! .. هل تحتاجين إلى شئ؟! "
ما ان استمعت إلى صوته حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة اذابت قلبه وهى تنظر إليه
" نعم هل يمكنك .. بما انك استيقظت ان تخبرنى باتجاه القبلة "
تعجب من سؤالها فهو نفسه لا يعلم اتجاهها ..
تنحنح فى جلسته وهو يسعل محاولا أن يجلى حنجرته من نظراتها له ... فكم يؤسفه ان لا يجيب على أول سؤال تسأله إياه ...
وبسرعة أمسك الهاتف .. مستخدما البوصلة التى فى الهاتف لمعرفة الاتجاه ... متعللا بصوت خجل
" آسف .. لكننى لا أعرف الاتجاه فأنا لا أبقى هنا كثيرا "
رفعت إحدى حاجبيها فهى ليست بحاجة للتفسير هى بحاجة فقط لمعرفة اتجاه القبلة ..

أشار بيديه ناحية الاتجاه .. وراقب حركاتها التعثرية باسدالها الطويل .. الذى أخذته من والدته منذ ساعات ...
أبتسم بخفوت فهو حقا سعيد بتحسنها البسيط هذا .. فيبدو حقا أن لتلك الفتاة المدعوة ريم تأثير كبير عليها .. فهو قد حضر معركتهم هم الثلاثة فى المطبخ وهو يراقب كل حركات نور فقط .. ابتسامتها .. ووجهها الذى بدأ يعود إليه الحياة ولو قليلا ...
رغم انه لم يكن يطيق ريم بعد ما فعلته معه فى المشفى .. إلا انه حقا سعيد بقربها من نور .. كان يتمنى لو استطاع أن يشاركهم فى المطبخ لكنه لم يرد ان يحرج نفسه فهو قد هتف سابقا انه لن يقرب ريم من نور .. يحرج نفسه .. انسحب بهدوء حيث مكتبه .. حتى خرجت ريم اخيرا من منزله ...
راقب نظراتها الخجلة إليه فهو يعرف معناها جيدا .. هى لا تريده أن يكون موجودا عندما تكون بين يدى ربها .. لكنه لن يسمح لها .. وجلس فى مكانه ...
يراقبها وهى تصلى بعد ان فشلت نظراتها فى إقناعه بالخروج .. انتهت
" تقبل الله " نطق بصوت دافئ

" شكرا لك " ردت بخفوت وهى تطوى سجادة الصلاة ... خلعت عنها اسدالها ..
وانزلقت على السرير وهى تكاد تشعر بدماءها ستنفجر من الخجل ..
ا .. و دقات قلبها تصم اذنيها من سرعة تحركه ...
بابتسامة عابثة نظر إليها وهو يلاحظ احمرار خديها تحت ضوء المصباح الصغير ..
بلع ريقه فها هو مرة اخرى يقع أسيرا لرغباته.. فهو يتمنى لو يستطيع امتلاكها فى هذه اللحظة .. يقربها منه ويلصقها به .. يمنعها الهرب منه ومن نظراته ...
وبحركة خاطفة .. طبع قبلة على شفتيها تبعها أخرى قرب ثغرها وعلى وجنتيها...
وقال بصوت مبحوح من الرغبة
" تصبحين على خير "
اتسعت عينا نور من الصدمة .. وهى تحاول أخذ أنفاسها بعد ما حدث .. وهى ترى استلقاءه على السرير واغماضه لعيناه ببط ..
وبسرعة .. غطت جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها بالغطاء ... وهى تقشعر من المفاجأة ...
تشدق بابتسامة ماكرة ما ان رأى ردة فعلها من تحت جفونه الشبه مفتوحة ...

ولليوم الثانى والأخير ياتى إلى منزل عمته .. يسحبها فتجلس على السرير وينام هو على ركبتيها .. تتخلل شعره بهدوء... وهى تراقب حركات صدره الذى يعلو و ينخفض بانتظام ..
لا تعلم ماذا به رغم ابتسامته إلا انها تشعر بشئ يؤرق صفو حياته .. هناك ما يزعجه يحاول الهرب منه بالنوم و الاستلقاء هكذا ..
" لماذا لم تخبرينى؟ !"
بلعت ريقها و فتحت عيناها وهى تنظر إليه بتساؤل عن سبب سواله المفاجئ ... هل يسألها لماذا لم تخبره بحملها ؟!... ام سؤال آخر هو يقصده ؟!... فقابل نظراتها بابتسامة صافية ... ارخى فكه ...ثم تابع بهدوء وهو ينظر اليها
" لماذا لم تخبرينى بحملك منذ أن علمتى به ؟.. مما كنتى خائفة "
اسبلت باهدابها.. ويداها توقفتا عن عملهما بين خصلات شعره .. وهى تحاول تجميع كلماتها وربما أفكارها لكى تستطيع ان تبدأ بها حديثها ..
هل تخبره بما سمعت .. انها بحاجة حقا معه لجلسة مصارحة .. يصارح كل منهما الآخر .. ما بينهما لا يمكن أن ينتهى .. حتى لو هى ارادة ذلك.. ما بينهما وثاق أبدى .. اشتد بذلك الطفل الذى بين احشاءها... فهو منه .. قطعة منه زرعت بها ..

" سيف .. ما ساقوله... ارجو أن تجاوبنى عليه بصراحة .. "
رغم أنها تكذب نفسها .. وتبكى خوفا من ان يصدمها بصراحته... لكنها ستتمسك بالأمل الذى لديها .. فيكفى انه الآن بين أحضانها .. ولم يبحث عن غيرها .. رغم جنونها وما فعلته سابقا معه
صمت دليلا على موافقته يستمع لكلماتها بانصات وانتباه ...
" هل زواجى بك مجرد صفقة حقا لكى تحصل على بعض من أسهم الشركة؟.. "
اعتدل فى جلسته وعيناه تضيقان باستغراب..
فقال بنبرة جادة فهى من اختارت المصارحة وهو أيضا بحاجة إليها معها هى بالذات حتى يستطيع ان يهدأ باله ويطمئن ما ان يتركها هنا ويسافر .. فكما يقولون سيضع النقاط على الحروف .
" انا لن أنكر .. لقد تزوجتك من أجل الأسهم ...
صمت وهى شعرت بألم فى صدرها وكأنها طعنت بخنجر او سكين حادة .. رغم علمها بما سيقوله .. إلا انها تألمت من اعترافه ...
لكنه أضاف ..

" اروى .. انا لن أنكر إننى لم أتقبل زواجى منك فى البداية .. لكن مع الوقت أصبحت أشعر وكأنى أعرفك .. أننا تقابلنا من قبل لكن أين ومتى لا أتذكر.. رائحتك .. التى كانت تجعلنى ساهرا وانا أحاول أن أتذكر أين قد شممتها .. ولكن فى كل مرة خانتنى ذاكرتى .. وشاء القدر وعرفت .. متى وأين قد شممتها... المرأة التى انقذتنى بجوارى وانا لا أعرف "
اقترب منها وهو يضع كفه على وجهها يبتسم لها بدف ... اتسعت عيناها ..وحاولت ان تزدرد ريقها ..مما سمعته
" انت تعرف !... من أكون! .. تتذكرنى! !"
تشدق وجهه بابتسامة عذبة قائلا بمكر
" نعم .. يا زوجتى .. كنت اعرف من تكونى .. المرأة التى كانت بجوارى طوال بقاءى فى المشفى ..
اقترب أكثر هامسا قرب اذنيها
والمرأة التى قبلتنى أيضا"
أحمر وجهها وهى ترفرف برموشها لا تصدق ما تسمعه ...
لكنه سألها مرة أخرى غير غافل .. انه لم يحصل حتى الآن على إجابة لسؤاله
"لماذا لم تخبرينى يا اروى "
ضغطت على شفتاها وهى تحاول كبت دموعه

" لقد سمعت ..جدك وهو يخبرك انه لن يعطيك الأسهم إلا عندما يرى طفل لك .. وحينها انا كنت خائفة.. خاءفة من الا تكون تحبنى .. وأنك ربما تتركني ...
كما إننى ... كنت ..
صمتت تحاول أخذ أنفاسها ثم تابعت .. كنت أتألم .. وأنا ارى عدم اهتمامك بى .. لقد احببتك منذ ان كنت صغيرة .. منذ ان رأيتك مع أخى أول مرة ..وانت كنت فارس احلامى "
نزلت دموعها على وجنتيها فمسحها باصبعه وهو يمرره على بشرتها... وضمها إلى صدره بقوة .. وهى ما زالت تبكى بصمت ..
وهمست وهى تتمسك به ..
"هل تحبنى"

تنهد بضعف وهو يقبل أعلى رأسها قائلا بنبرة تملكية
" انا احتاجك .. احتاجك بجوارى .. سأذهب لمدة قصيرة .. وبعدها ساعود .. إياك ان تنسينى. ."
ثم تابع وهو ينظر لعيناها مانعا إياها من التحدث وهو يتابع بمشاكسة
" واطعمى طفلى جيدا فأنا أريده مثل والده قوى"
دفنت وجهها بين احضانه وهى تستنشق رائحته التى أصبحت تعشقها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة