قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

تأملها زياد مليا قبل أن يهتف بحسم:
نخرج من المستشفى عالمأذون على طول...
أومأت برأسها قبل أن تتجه نحو السرير وتتمدد عليه ليجذب زياد كرسيه ويجلس بجانبها متسائلا بهدوء غريب:
انتي كويسة..؟! حاسة بوجع..
نظرت إليه قليلا وقالت:
لا، مفيش وجع..
حل الصمت المطبق بينهما، صمت قطعته وهي تسأله بوداعة:
انت كويس..؟!
اومأ برأسه وهو يجيبها:
ايوه كويس، ليه بتسألي..؟!
أجابته بجدية:.

اصلي حاسة إنك متغير شوية..
نظر إليها بشك وقال:
انتي سمعتي حاجة من كلامي مع ماما..؟
سألته بحيرة:
لا، هو المفروض اسمع حاجة..
قال بإختصار:
لا مفيش حاجة مهمة...
تنهدت بصمت وإتكأت بمرفقها على السرير تنظر إليه وتتأمله عن قرب فإرتبك كليا وهو يلاحظ تأملها الواضح له..
سألها بفضول:
بتبصيلي كده ليه..؟!
أجابته وهي تبتسم:
أصل دي المرة الأولى اللي بدقق شكلك فيها..

ابتسم بخفوت ولم يرد بينما أغمضت هي عينيها للحظات وصدى صوت والدته يتردد داخل عقلها..
هي لن تنجب بعد الأن، لقد حرمتها تلك السيدة من أن تصبح أما، عاقبتها بطريقتها الخاصة..
من الأن فصاعدا لم بعد لحياتها معنى..
فتحت عينيها لتجده يتأملها بدوره فتنحنحت محاولة أن تخفي دموعها التي تشكلت داخل عينيها..
اعتدلت في جلستها وقالت بنبرة متشنجة:
هاخرج امتى من المستشفى..؟!

أجابها وقد شعر بحزنها الواضح في نبرة صوتها:
بكره ان شاءالله..
أومأت برأسها متفهمة ثم تمددت على السرير وأغمضت عينيها ليصلها صوته المتسائل:
هتنامي..؟!
أجابته بخفوت:
ايوه..
تصبحي على خير..
وانتي من أهله..
قالها وهو ينهض من مكانه ملقيا نظرة أخيرة عليها قبل أن يخرج من غرفتها بخطوات هادئة ويغلق الباب خلفه لتفتح عينيها أخيرا سامحة لدموعها بالجريان على وجنتيها...

في صباح اليوم التالي...
انتهت زينة من ارتداء ملابسها وتجهيز أغراضها، خرجت من غرفتها في المشفى لتجد زياد ينتظرها خارج الغرفة، منحته ابتسامة عذبة وهي تقول:
خلصت..
أخذ زياد الحقيبة متوسطة الحجم منها وقال بجدية:
يلا بينا..
سارت زينة خلفه وهي تحاول أن تتماسك أمامه وألا تظهر أيا من حزنها له على الأقل اليوم...
خرجت الاثنان من المشفى متجهين الى الكراج حيث توجد سيارة زياد...

ركبا سويا السيارة ليلتفت زياد نحوها ويسألها بهدوء:
جاهزة نروح المأذون ونكتب الكتاب..؟!
أومأت برأسها وهي تتنفس بعمق قبل أن تجيبه:
جاهزة...
شغل زياد سيارته وأدار مقود السيارة متجها الى أقرب مأذون وأجرى في الطريق اتصالا بمنتصر وصديق أخر يطلب منهما أن يلحقاه الى مكتب المأذون كي يشهدا على عقد القران..

وصلا الى مكتب المأذون بعد ربع ساعة ليجدا منتصر وصديقه في انتظارهما، تم عقد القران وانتهى المأذون من إجرائاته وبارك كلا من منتصر وصديقه لهما قبل أن يخرجا من المكان تاركين زياد وزينة لوحديهما...
خرج زياد وزينة التي كانت تحمل عقد الزواج معها من عند المأذون ليقف زياد بجانبها ويقول لها بنبرة عميقة:
مبروك...
نظرت إليه بإمتنان وقالت بإبتسامة خلابة:
الله يبارك فيك..
أشار زياد الى السيارة قائلا:.

يلا نروح عشان أوزبكي شقتنا..
سألته زينة بعدم تصديق:
شقتنا ازاي يعني..؟!
أجابها زياد بجدية:
انا اشتريت شقة عشان نعيش فيها، اكيد مش هنفضل قاعدين بالفندق..
معاك حق..
قالتها زينة مثنية على ما فعله وسارت خلفه نحو السيارة ليتجه بها زياد الى الشقة التي تقع في إحدى المناطق الراقية الشهيرة في البلاد..
ورغما عنها أخذت زينة تفكر في حالها وما آل إليه وما هو قادم...

دلفت زينة الى الشقة بعد أن فتح زياد الباب لها، تقدمت الى الداخل بخطوات خجول منذهلة من مدى رقي الشقة وتصميمها الدافئ..
عجبتك..؟!
أفاقت زينة من شرودها على صوته لتستدير نحوه وتهتف بإعجاب:
اووي، بجد جميلة اوووي..
ضحك وقال:
اخترتها شبهك..
عقدت حاجبيها متسائلة بحيرة:
ازاي..؟!
أجابها موضحا:
دافية زيك..
احمرت وجنتاها خجلا من إطراءه عليها ثم تحركت داخل أرجاء الشقة تنظر الى غرفها ومطبخها..

انتهت زينة من تفحص الشقة لتجد زياد
يقترب منها ويسألها:
هتعملي ايه دلوقتي..؟!
أجابته بجدية:
هنام..
أشار زياد الى أحد الغرف قائلا:
دي إوضتك واللي جمبها أوضتي..
بهتت ملامح زينة وهي تستمع الى ما قاله، لم تتوقع منه أن يبيت في غرفة منفصلة عنها..
لكنها شعرت بالإمتنان نحوه فهو على الأقل يراعي وضعها..
دخلت زينة الى غرفتها وألقت بجسدها على السرير قبل أن تغط في نوم عميق دون أن تغير ملابسها..

استيقظت بعد عدة ساعات لتجد الظلام حل على المكان، سارعت لفتح ضوء الغرفة قبل أن تفتح الباب وتخرج مسرعة من الغرفة متجهة الى الخارج لتجد زياد جالسا في صالة الجلوس ينظر أمامه بشرود..
اقتربت منه فشعر بوجودها لينظر إليها ويهمس:
صحيتي امتى..؟!
أجابته بإرتباك:
من شوية..
اتجهت نحوه وجلست بجانبه بصمت..
نظر إليها زياد وسألها مستفهما:
شكلك بيقول إنك مدايقة، حصل حاجة..؟!
زفرت نفسا عميقا وقالت بجدية:.

لما صحيت الدنيا كانت ظلمة وأنا بخاف من الظلمة..
ثم أكملت وهي تنظر نحوه بشحوب:
مكنتش بخاف منها قبل كده بس بعد اللي حصل بقيت بترعب منها،
تطلع إليها زياد بصمت بينما أشاحت وجهها بعيدا عنه وقد عادت الذكريات السيئة إليها من جديد، ذكريات لا تنفك أن تتركها ولو قليلا..

حل الصباح مجددا بعد ليلة طويلة قضاها كلا من زياد وزينة مستيقظين فلم يستطع النوم أن يغلب ذكرياتهما السيئة..
خرج زياد من غرفته بعدما انتهى من ارتداء ملابسه وتصفيف شعره ليتفاجئ بزينة في المطبخ ترتدي بيجامة زهرية اللون وتجهز طعام الإفطار...
ألقى زياد تحية الصباح عليها:
صباح الخير..
صباح النور..
قالتها زينة وهي تطفئ الطباخ قبل أن تكمل:
الفطار جاهز..

اتجه زياد ببصره نحو طاولة الطعام المزينة بأشهى أنواع الطعام بينما سألته زينة:
مش هتفطر..؟!
هفطر اكيد..
قالها زياد وهو يجلس على طاولة الطعام ويشرع في تناول طعامه إلا أن رنين جرس الباب أوقفه عن تناوله الطعام...
اتجه زياد نحو باب الشقة وفتحها متعجبا من الزائر الذي يأتي في وقت مبكر كهذا..
فوجئ برنا تقتحم الشقة وهي تهتف بصوت عالي:
هي فين..؟!
جذبها زياد من ذراعها هاتفا بها:
انتي بتعملي ايه..؟!

أجابته وهي تضحك بسخرية:
جاية أبارك للعروسة..
ثم أكملت وهي تصيح بصوت عالي:
يا عروسة، انتي فين..؟!
خرجت زينة إليها وهي ترسم على شفتيها ابتسامة كبيرة وترتدي غلالة نوم قصيرة فوقها روب من الستان الأبيض..
اهلا يا رنا،
توجهت رنا نحوها وقالت بتهكم:
ولابسة قميص نوم كمان وبتحتفلي..
وقف زياد حائلا بينهما وقال بحزم:
مش وقت الكلام ده يا رنا، روحي حالا...
عقدت رنا ذراعيها أمام صدرها وقالت بعناد:.

مش هروح، انا جايز أبارك للعروسة وأديها هديتها..
أبعدت زينة زياد من أمامها واقتربت من رنا تقول:
ميرسي يا رنا ربنا يخليكي..
مش عايزة تعرفي إيه هديتك يا عروسة..؟!
نظرت إليها زينة بصمت بينما قالت رنا بجدية وهي تخرج ورقة بيضاء من حقيبتها وترميها عليها:
دي نسخة من شهادة وفاة عالي، قلت تخليها عندك للذكرى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة