قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل السابع

يعني ايه مكانش قصدك، انتي بجد معندكيش احساس، ليكي نفس تاكلي وتهزري يا شيخة..
انت عايز توصل لإيه..؟! عايزني أنتحر عشان ترتاح..؟!
لم يجبها بل ظل ينظر إليها بصمت لتكمل بإنهيار:
انا هريحكوا كلكوا..
واتجهت مسرعة نحو السكينة الموضوعة على الطاولة وسحبتها موجهة رأس السكينة نحو صدرها ليقف في وجهها هاتفا بتوتر ملحوظ:
انتي اتجننتي، سيبي السكينة من ايدك..

هزت رأسها نفيا والدموع اللاذعة غطت وجنتيها لتهتف بصوت باكي:
لا يا زياد، انا تعبت بجد وده الحل الوحيد اللي هيريحني...
زينة بلاش جنان..
قالها بتوسل وهو يحاول الاقتراب منها لتتجه بالسكينة نحو صدرها لكنه كان أسرع منها وجذب السكينة نحوه محاولا سحبها من يدها...
ظل زياد يحاول سحب السكينة وهي تقاومه بقوة حتى جرحت السكينة كف يده فتراجعت زينه الى الخلف ناظرة إلى زياد بصدمة وقد سقطت السكينة من يدها..

تطلع زياد الى الجرح العميق بملامح متألمة وقد بدات الدماء تسيل من يده..
اتجهت زينة مسرعة الى الحمام وأخرجت حقيبة الإسعافات الأولية، تقدمت نحوه زياد وقالت بنبرة مرتجفة وهي تشير نحو الكنبة:
ممكن تقعد..
جلس زياد على الكنبة بينما بدأت زينة تمسح كف يده بالمناديل الورقية بخفة قبل أن تعقم الجرح برقة بالغة بينما أخذ زياد يتأملها بملامح واجمة لا توحي بشيء...

انتهت زينه من تعقيم الجرح وتطهيره لتربطه جيدا قبل أن تنهض من مكانها وتقول بإعتذار:
انا اسفة يا زياد، بجد مكانش قصدي..
زفر نفسا قويا وقال بلا مبالاة:
حصل خير...
ثم نهض من مكانه وهم بالوجه خارج الجناح لكنه شعر بدوار شديد يسيطر عليه..
سارعت زينة للإمساك به وأجلسته على الكنبة وسألته بقلق:
انت كويس..؟!

أومأ برأسه دون أن ينظر إليها أو يجيبها، نهض بعد لحظات من مكانه وقد استعاد توازنه أخيرا ليخرج من الجناح متجها الى جناحه ثم يتصل بدينا التي نساها في الأسفل..

مرت عدة أيام لم يحدث بها شيئا جديدا..
عادت دينا الى أمريكا وعاد زياد يمارس عمله في شركة والده وبقيت زينة وحيدة في الفندق...
استيقظ زياد من نومه في احد الأيام على صوت طرقات على باب جناحه..
هبط من فوق سريره واتجه الى الباب لفتحه، فتح باب الجناح ليتفاجئ بزينة أمامه تنظر إليه بخجل..
نعم..؟!
سألها بجمود لترد بنبرة متشنجة:
ينفع نتكلم شوية..
اتفضلي..

قالها زياد وهو يفسح لها المجال للدخول ثم أغلق الباب خلفها واتجه نحوها لتهتف به بأسف:
اسفة اني صحيتك من النوم..
رد زياد ببرود:
حصل خير..
ثم سألها:
عايزة ايه..؟!
كان الإرتباك يظهر بوضوح عليها، لم تستطع زينه أن تفتح الموضوع معه مباشرة فأخذت خصلة من شعرها وضعتها خلف أذنها ثم قالت أخيرا بتوتر ملحوظ:
انا عايزة اشتغل، وحبيت أستأذنك إني هدور على شغل من النهاردة..
تشتغلي..؟! .

قالها زياد متعجبا لتومأ برأسها فإقترب زياد منها وسألها:
انتي محتاجة فلوس...؟!
هزت رأسها نفيا وقالت:
مش حكاية إني محتاجة فلوس، بس حكاية إني متعودة اشتغل من زمان ومش هعرف أقعد من غير شغل..
وبالنسبة لعمامك اللي عاوزين أي فرصة عشان يقتلوكي..؟
أطلقت تنهيدة صغيرة وقالت:
معدش يهمني، اللي يحصل يحصل...
نظر إليها بصمت بينما أكملت بجدية:.

انا مش هفضل حياتي كلها خايفة منهم، يعملوا اللي هما عاوزينه، معدش يفرق معايا..
طيب ايه رأيك تشتغلي معايا فالشركة زي ما كنتي بتشتغلي زمان..
اعترضت بسرعة:
لا مش هقدر..
ليه..؟!
سألها بحيرة لترد بجدية:
مش هقدر وخلاص، انا هدور شغل فمكان تاني..
للاسف مش هينفع تشتغلي فمكان تاني لانك مسؤولة مني ولازم تفضلي تحت عيني طول الوقت..
زفرت أنفاسها وقالت بملل:.

قلتلك انا مش مهتمة للي هيحصل يعني تقدر تخلي مسؤوليتك من عليا...
رد عليها بعناد:
وقلتلك انا مسؤول منك ولا يمكن اسيبك كده...
شعرت زينة فجأة بدوار يسيطر عليها وهي تهم بالرد عليه ليقترب زياد منها ويهتف بقلق:
مالك يا زينة...؟!
وقبل أن تفقد وعيها كان يتلقفها بين احضانه..
...
داخل غرفة الطبيب كان زياد يتابع الطبيب الذي يفحص زينة بقلق...

انتهى الطبيب من فحصها لتعتدل زينة في جلستها بينما اتجه زياد خلف الطبيب وسأله:
خير يا دكتور..؟
ابتسم الطبيب وقال:
خير ان شاءالله، انا شاكك إنها حامل..
تصنمت زينة في مكانها ما ان إستمعت لما قاله الطبيب ولم تكن صدمة زياد أقل منها..
خرجت زينة من خلف غرفة الفحص وتقدمت نحو زياد المصدوم وقالت بعدم تصديق:
حضرتك متأكد..؟!
هز الطببب رأسه نفيا وقال بجدية:
لا طبعا، تحليل الدم هو اللي هيأكد لينا الحمل..

ثم أخرج ورقة وكتب عليها اسم التحليل وطلب منهما أن يذهبا الى المختبر ليجريا التحليل ويتأكدان..
ذهب كلا من زياد وزينة الى المختبر لتجري زينة تحليل الدم، التزم كلاهما الصمت التام ولم يقولا شيئا فالصدمة كانت أقوى من أي حديث...
وصلا الى المختبر وأجرت زينة التحليل وجلسا ينتظران خروج النتيجة والتي ظهرت بعد فترة طويلة..

أعطت الموظفة الظرف الذي يحوي نتيجة التحليل لزينة التي تلقته منها بأصابع مرتجفة قبل ان تبدأ في فتحه ثم قراءة التقرير...
نظر زياد إليها بتردد ليجد الدموع تشق طريقها على وجنتيها ففهم على الفور النتيجة..
إنها حامل...
سحب زياد الورقة منها وأخذ يقرأ ما بها حيث تظهر النتيجة موجبة...
زفر أنفاسه بإحباط وهو يفكر بأن المشاكل لا تنفك ان تلحق به من كل اتجاه..

في طريق العودة الى الفندق كان كلاهما ملتزما الصمت وشارد بأفكاره..
زينه تفكر في هذا الطفل الذي فاجئها بظهوره هكذا وزياد يفكر بأشياء مختلفة...
أوقف زياد سيارته على جانب الطريق وقد شعر بالإختناق، هبط من السيارة ووقف على الرصيف الجانبي وأخذ نفسا عميقا لعدة مرات..
هبطت زينة من السيارة واقتربت منه تسأله بتردد:
انت كويس...؟!

اوما برأسه دون رد لتقف بجانبه تتأمل الطريق بملامح ساكنة وقد شعرت بالراحة الكبيرة فهي كانت بحاجة الى تنفس القليل من الهواء...
وضعت زينة يدها على بطنها بحركة لا ارادية لينتبه زياد لها فيضطرب كليا قبل ان يجد نفسها يسألها بملامح متشنجة:
ابنه..؟
التفتت نحوه محاولة استيعاب ما يتفوه به فقالت بصوت شاحب:
تقصد ايه..؟!
رد ببرود قتلها:
الولد ده ابن علي..؟!

أدمعت عيناها لا إراديا، شعور المرارة سيطر عليها قبل أن تجيبه بسرعة مبتلعة تلك الإهانة:
طبعا ابنه...
وايه اللي يثبتلي ده..؟!
انت اكيد اتجننت..
قالتها بعدم تصديق لما تسمعه ليرد ببرود:
انا متجننتش ولا حاجة بس مفيش حاجة مضمونة وانتي بالذات مش محل ثقة بالنسبة ليا...
وجدها تصيح بقوة وبكاء:
الولد ده ابن علي، انت فاهم، انا محدش لمسني غيره..

تطلع إليها بنظرات تائهة لتلعق شفتيها وتهتف ببكاء وهي تحتضن جنينها بذراعيها:
ده ابنه، اخر ذكرى ليا منه، واللي هيشكك فده يبقى مجنون..
خلينا نروح..
قالها بإقتضاب لتمسح دموعها بأناملها وتسير خلفه...
ركبت السيارة بجانبه ليتجه بها عائدا الى الفندق...
ما إن وصلا الى هناك حتى جرت زينه نحو جناحها يتبعها زياد والذي ما ان وصل الى جناحه اجرى اتصالا سريعا بدينا يخبرها:
دينا انا محتاجلك اووي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة