قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

الصدمة ألجمت جميع الموجودين وأولهم زينة..
بينما كانت رنا أول المندفعين حيث قالت بلهجة غاضبة وعيناها تطلقان الشرر نحو زينة:
انت بتقول ايه يا زياد..؟! عايز تتجوز دي..؟!
أجابها زياد بنبرة قوية حاسمة:
ايوه يا رنا، هتجوزها وياريت نقفل الموضوع على كده..
بالبساطة دي، عايزنا نسكت عن جوازك من وحدة زيها..
قالتها رنا بعصبية وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ليحذرها زياد:.

قلنا كفاية يا رنا، الموضوع اتقفل لحد هنا..
التفتت رنا نحو والدتها تسألها بحيرة:
ماما انتِ ساكتة ليه..؟! اتكلمي قولي اي حاجة..
نظرت والدتها إليها للحظات قبل أن تلتفت نحو زياد وتخبره:
زياد ممكن نتكلم شوية لوحدنا..؟!
أومأ زياد برأسه وأجابها بهدوء:
أكيد، بس أودي زينه إوضتي الأول..
قبض زياد على يد زينة وجذبها خلفه لتسير وراءه بلا حول او قوة..

ارتقى بها درجات السلم وطلب منها أن تنتظره داخل غرفته ثم خرج من الغرفة وهبط نحو الطابق السفلي ليخبره منتصر ان والدته تنتظره في غرفة المكتب..
ولج زياد الى داخل المكتب ليجد والدته هناك تجلس على الكرسي الجانبي للمكتب، اتجه نحوها وجلس أمامها بأريحية ليجدها تنظر إليه بتدقيق قبل أن تسأله بهدوء:
عايز تتجوزها ليه..؟!
أطلق زياد تنهيدة صغيرة قبل أن يقول:.

محتاجة حمايتي، والحل الوحيد عشان أحميها إني أتجوزها..
هنا لم تتحمل والدته ادعاء الهدوء اكثر فوجدت نفسها تخبره بعصبية:
وانت عايز تحميها ليه..؟! انت نسيت هي تبقى مين وعملت ايه..؟!
أجابها زياد ببرود غريب:
لا مش ناسي، وده كان أحد الأسباب اللي خلتني أقرر أجيبها هنا وأخطبها..
انا مش فاهمة حاجة..
قالتها والدته بنبرة تائهة حائرة ليزفر زياد نفسا قويا قبل أن يرد عليها منتشلا إياها من حيرتها:.

زينه مش واحدة عادية، زينة سرقت اخويا مني بعدما خدعته، جايز هي فعلا مكانتش قاصدة انوا يحصل كل ده، وجايز هي بريئة، بس ده ميمنعش إنوا فيه نار جوايا من ناحيتها، نار مش هيطفيها إلا إني أخد حق أخويا منها..
لا يا زياد، لا يابني، بلاش كده، انا مش عايزة أخسرك...
أمسك زياد بكف يدها وقال بثقة:
عمرك مهتخسريني، خليكِ واثقة فيا..
نهضت من مكانها واحتضنت وجهه بين كفيها وقالت بتوسل:.

بلاش الانتقام يا زياد، الانتقام بيدمر صاحبه...
نهض من مكانه واحتضنها بقوة وقال:
امال عايزاني اسيبها تعيش حياتها وتتهنى بيها بعدما خلت أخويا يخسر حياته..
تطلعت والدته إليه بعينين دامعتين بينما أكمل هو مطمئنا اياها :
متقلقيش عليا، انا اعرف اتصرف معاها صح..
هتتجوزها فعلا..؟!
سألته الأم بعدم تصديق ليرد بخفوت:.

بصراحة لا، مستحيل اتجوزها، انا قلت ده قدامكوا عشان أبرر موقفي، بس ياريت محدش يعرف بالكلام ده...
صمتت الأم ولم ترد بينما طبع زياد قبلة على جبينها ورحل..

كانت زينة تجلس على سرير زياد بتوتر بالغ، أخذت تنظر الى الغرفة بملامح حزينة، كانت الغرفة ذات أثاث أسود بالكامل، كل شيء بها يتسم بالسواد، أغمضت عينيها للحظات تحاول أن تبعد تلك الأفكار السوداء عن مخيلتها، لطالما كرهت اللون الأسود، كيف لا وهو لون الحزن..؟!
أفاقت زينة من شرودها على صوت زياد يتقدم منها، نهضت من مكانها على الفور واقتربت منه تسأله بقلق:
انا همشي من هنا امتى..؟!

أجابها بإقتضاب وهو يخلع سترته ويرميها أرضا:
مش هتمشي من هنا..
صاحت بلا قصد:
يعني ايه..؟!
رد عليها بحدة:
متعليش صوتك يا زينة، ده اولا..
ثم أردف بنبرة حازمة:
انتِ خلاص هتعيشي هنا...
انت بتتكلم بجد بقى..؟!
قالتها زينة بعدم تصديق ليومأ برأسه دون رد..
ابتلعت ريقها وقالت بلهجة مترددة:
بس الكلام اللي قلته مستحيل يحصل، انا صعب اعيش هنا..
مش بمزاجك..
نظرت إليه وقالت بألم مرير :.

معاك حق، هو فعلا مش بمزاجي...
تعالي معايا..
سارت خلفه بإذعان لتجده يتجه نحو غرفة علي، ارتفعت حرارة جسدها وهي تراه يفتح بابها ويدلف الى داخلها، لم تستطع الدخول، شيء ما منعها من هذا رغم أنها لم تدخلها سوى مرات قليلة من قبل..
وجدته يخرج ويقول:
مش هتدخلي..
انت جايبني هنا ليه..؟!
سألته بصوت متلكأ ليرد بفتور:
ادخلي الاول..

دلفت الى الداخل بخطوات مترددة لتدمع عيناها ما إن رأت صورته المعلقة على حائط الغرفة أمامها..
انتِ هتنامي هنا فإوضة علي الله يرحمه، عشان تفتكري ذنبك فحقه كل لحظة..
التفتت نحوه بعينين حمراوين متسعتين لينظر لها بتحدي..
أشاحت وجهها بضيق تحاول أخفاء دمعة تسللت على خدها قبل أن تعاود الإستداره نحوه وتهتف بنبرة قوية:
انا مش هقعد فالإوضة دي، وهخرج من هنا..

اندفعت بعدها نحو الباب لكنه جذبها من ذراعها وألقاها على السرير قبل أن يقول بحزم:
قلتلك مش بمزاجك..
نهضت من فوق السرير وقالت بعدم تصديق:
افهم من كدة انك حابسني هنا..
اعتبريها كده لو تحبي...
قالها بحسم وأكمل:
انت مش هتخرجي من البيت ده بعد كده إلا معايا...
خرج بعدها من الغرفة تاركا إياها تنهار باكية على السرير..

اتجه زياد نحو الحديقة وبدأ يأخذ نفسا عميقا عدة مرات محاولا أن يصفي ذهنه من كل ما يمر به في الأونة الأخيرة..
أيقظه من شروده رنين هاتفه ليخرج الهاتف من جيبه ويضغط على زر الإجابة ويقول رادا على المتصل:
اهلا، انا بخير الحمد لله، انتِ عاملة ايه..؟!
جاءه صوتها الرقيق:
انا بخير الحمد لله، واحشني اوي يا زياد..
تنهد تنهيدة طويلة وقال بشوق:
وانتِ اكتر، اخبار الشغل ايه..؟!
أجابته بجدية:.

كله تمام، انت هترجع امتى..؟!
مش عارف، لسه قدامي وقت طويل لحد مارجع...
يعني هتغيب عني كتير...
للاسف ايوه..
حل الصمت بينهما للحظات، لحظات قطعتها وهي تقول بحزن:
انا عارفة إنك تعبان وبتعاني، نفسي أوي أكون جمبك، نفسي أخدك فحضني وأطبطب عليك..
ابتسم بمرارة وقال بصدق:
وانا نفسي فده اوي يا دينا...
حاساك متغير، فيه حاجة عايز تقولها..؟!
صمت قليلا قبل أن يقول:.

بصراحة عندي كلام كتير نفسي أقوله، موتة علي دمرتني يا دينا، بقيت حاسس نفسي واحد تاني، نفسي أشوفك واحكيلك عن اللي بمر فيه..
مش عارفة أقولك ايه، انا كمان نفسي أبقى جمبك وأكون معاك فأزمتك دي، هحاول اخد إجازة وانزل مصر..
ياريت، ياريت بجد يا دينا..
خلي بالك من نفسك يا زياد..
وانتِ كمان خلي بالك من نفسك..
باي..
أغلق زياد الهاتف وعاد ينظر ببصره نحو السماء يفكر في أخيه الذي يشتاقه كثير...

فجأة سمع صوت صراخ يأتي من غرفة علي فركض مسرعا عائدا الى الفيلا ..
ارتقى درجات السلم بسرعة قياسية ووصل الى الغرفة ليجد رنا أمامه تهتف ببكاء:
الحقنا يا زياد، ماما هتقتلها...
اقترب زياد منهما ليجد والدته تقف أمام زينة المنزوية في ركن الغرفة تحمل مسدسا موجهة فوهته نحوها...
ماما هاتي المسدس..
قالها زياد بنبرة مرتجفة وهو ينظر الى والدته التي تنظر إلى زينة بعينين زائغتين..
هزت الأم رأسها نفيا وقالت:.

لازم أقتلها وأخلص من شرها...
ماما أرجوك...
قالها زياد بتوسل لتصيح رنا به:
خده منها يا زياد بدل متقتلها...
هاتيه يا ماما..
قالها زياد وهو يرجوها بعينيه لتهز الأم رأسها نفيا وقد قررت أن تضغط على زر المسدس، ركض زياد نحوها وحاول أن يسحب المسدس منها قبل أن تضغط على الزناد بينما زينة ترتجف بالكامل وهي تستند بجسدها على الحائط ليصدح صوت رصاصة عالية في ارجاء المكان..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة