قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

اتسعت عينا زينه ما إن رأت الشخص الواقف أمامها، عرفته على الفور رغم أنها لم تلتق به إلا مرتين إحداهما يوم زفافها على علي والأخرى يوم الجنازة..
عادت ببصرها نحو والدها وقالت بترجي:
بابا ارجوك متعملش فيا كده..
إلا أن الأب رمقها بنظرة يائسة قبل أن يغلق الباب بقوة في وجهها...
واضح إني جيت فوقت مش مناسب...

قالها زياد بتهكم بارد جعلها تستدير نحوه غير منتبهة لنبرته الساخرة، قالت بلهجة حاولت جعلها هادئة غير باكية:
انا اسفة بس بابا...
قاطعها بجمود:
ملوش لزوم تبرري، أبوكِ طردك ومش عايزك...
أغمضت عينيها بألم ثم فتحتهما وقالت بلهجة عادية:
اتفضل يا...
ثم صمتت تحاول تذكر إسمه ليذكرها به بحنق واضح:
زياد، اسمي زياد، وأكيد مش هنتكلم هنا عالسلم وانتِ بالبيجامة..

نظرت إلى ملابسها بعجز ثم ما لبثت ان قالت بهدوءاستغربه هو:
بابا اكيد هيفتحلي الباب، هو لا يمكن يسيبني كده..
ثم أخذت تطرق على الباب وهي ترجوه بنبرتها الرقيقة:
بابا افتحلي من فضلك، متعملش فيا كده..
جذبها زياد من كف يدها وقال بلهجة حازمة:
كفاية بقى، واضح انوا مش عايز يفتحلك...
ازاي..؟! هروح فين..؟!
قالتها كأنما تحدث نفسها ليرفع زياد عينيه نحو الأعلى بنفاذ صبر ثم عاد وفتحها وهو يبتسم ببرود:.

متقلقيش، من الناحية دي أنا هحل ليكي الموضوع ده...
نظرت إليه بحيرة وقالت:
تحل ايه..؟!
صمت لوهلة قبل أن يردف وهو يخرج بعض الأوراق من حقيبة سوداء مستطيلة كان يحملها معه:
المهم توقعيلي عالأوواق دي..
انتبهت زينة لما يقوله وشعرت بأن هناك مصيبة جديدة تنتظرها فسألته بتوجس:
أوراق ايه دي..؟!
أجابها وهو يمد الأوراق نحوها:
أوراق تنازل عن حصتك فثروة علي الله يرحمه...

تطلعت إليه بصدمة، كيف يفكرون بشيء كهذا وفي وقت مبكر فلم يمر سوى ثلاثة أيام على وفاته وهم يتحدثون بالميراث والأموال...
وجدت نفسها تصيح به:
انت اكيد اتجننت، ازاي تطلب مني حاجة زي كده..؟! أخوك لسه يادوب مدفون من يومين وانت جاي تطالب بفلوسه..
أخويا اللي اندفن بسببك مش كده..
قالها بلهجة حادة ثم أردف بهدوء خطر:
لو فاكرة اني هسيبك تاخدي مليم واحد من ثروته تبقي غلطانه، انتِ ملكيش أي حقوق عندنا..

نظرت إليه بعدم تصديق وقالت:
حقوق ايه اللي بتتكلم عنها..؟! انت فاكرني زيكوا بفكر بالفلوس وبس..؟!
منحها ابتسامة قاسية لم تصل إلى عينيه ثم قال بسخرية واضحة:
لا انت بتفكري فحاجات تانية أهم، بتفكري ازاي تكدبي، تخدعي، تخوني..
ابتلعت ريقها وقالت وهي تهم بصفعه:
انت واحد سافل وحقير..
إلا أنه كان أسرع منها حيث أمسك بكف يدها ومنعها من صفعه ثم قال بلهجة صارمة:.

أحسنلك توافقي وإلا هنضطر نروح للطب الشرعي، وساعتها هتتوورطي اكتر خاصة لما الجيران يشهدوا عاللي حصل...
انت بتعمل كده ليه..؟! حرام عليك..
قالتها ببكاء لم تستطع إيقافه ليزفر أنفاسه وهو يقول بضيق:
انا مش بطلب منك حاجة صعبة يا مدام، الموضوع أبسط من كده بكتير...
وجدت نفسها تقول بعصبية ونفاذ صبر فقد اكتفت من سماع كلامه المسموم:
هات قلم عشان أوقع وأخلص..

أعطاها قلما أخرجه من جيبه لتحمل الأوراق وتبدأ بتوقيعها واحدة الى الأخرى..
انتهت من توقيع الأوراق لتجده يهتف بها:
لو تحبي تروحي مكان معين أنا ممكن أوصلك عادي..
نظرت إليه بدهشة، هل يحاول مساعدتها..؟!
شعر هو بحيرتها فقال بضيق ظهر واضحا في صوته:
انا مش بساعدك حبا فيكي، بس انا مش متعود أشوف بنت فوضع زي ده وأسيبها كده..

ابتلعت غصة داخل حلقها وهي تفكر بأن والدها تركها هكذا وكأنها ليست ابنته وقطعة منه...
وقبل أن ترد عليه سمع الاثنان صوت صراخ يأتي من داخل الشقة، اتجهت زينة نحو الباب وأخذت تحاول فتحه وهي تصرخ بتوسل:
افتحوا الباب أرجوكم، حصل ايه..؟!
ثم حاولت دفعه عدة مرات دون فائدة بينما بدأ صوت تحطيم بعض الإشياء يصل إلى مسامعهما وصوت بكاء والدتها وأختها ظهر بوضوح لتهتف بهما زينه بصوت باكي:.

حد يفتحلي الباب، افتحوا الباب...
تقدم زياد نحوها وجذبها بعيدا عن الباب وبدأ يضربه بقدمه ليفتح الباب بعد عدة محاولات..
دلف الاثنان الى الداخل ليجدا والدة زينه تحتضن ابنتها في أحد أركان الصالة وهي تبكي وترتجف رعبا أما والدها فكان يدمر كل شيء يراه أمامه حتى أصبح المكان مدمرا بالكامل..
اقترب والدها منها وملامح وجهه لا تبشر بالخير ثم صرخ بها وهو يجذبها من شعرها:.

انت ايه اللي جابك هنا..؟! مش قلتلك مش عايز أشوف وشك تاني..
صاحت زينه بألم بينما أخذ زياد يحاول تحريرها من قبضة والدها وما زاد الطين بلة تجمع بعض الجيران أمام الباب وهم يحاولون أن يروا ما حدث...
حررها زياد أخيرا من قبضته وهو يصيح به:
كفاية بقى، مش كده..
والله انا مظلومة، والله معملتش حاجة...
بدأت الهمهمات تعلو بين الجيران ليقول الأب بوهن:
انت فضحتيني، وطيتي راسي، هتعملي ايه اكتر من كده..؟!

والله مكانش ذنبي، بابا انا اغتصبوني، والله اغتصبوني وخفت احكي..
حاول والدها جذبها من خلف زياد الواقف في وجهه كسد منيع وهو يصيح بها بقهر:
اخرسي يا فاجرة يا حقيرة...
قلتلك سيبها...
قالها زياد بنفاذ صبر ليرد الأب بحدة:
انا ملكش دعوة، متدخلش بيني وبين بنتي...
في نفس الوقت تقدم مجموعة رجال بعضهم يرتدي جلابيب طويلة والأخرون يرتدون ملابس عادية ليهتف الأب بوهن:.

عمامك جم من البلد وهم هيتصرفوا معاكِ، هيغسلوا عارك...
تجمدت الكلمات على شفتي زينه وأخذت تنظر الى والدها بعينين متسعتين، لا تصدق أن والدها فعلها واتصل بإخوته في البلد...
كيف هانت عليه هي ليفعل بها هذا..؟! ألا يعرف أخوته وطريقة تفكيرهم..؟! سيقتلونها دون أدنى تردد..
التفت زياد نحوهم يناظرهم من الأعلى للأسفل فوجد الشر واضح على وجوههم...

عاد ونظر إليها لتنظر إليه بنظرات تحمل فيها الرجاء الخالص، لقد بات الأن هو منقذها الوحيد..
تقدم أحد الرجال والذي يرتدي بنطال اسود فوقه قميص أسود أيضا ليجذب زينه من شعرها من الخلف بقوة جعلتها تصرخ ألما قبل أن يهتف بجانب اذنها:
وطيتي راسنا يا فأجرة، لازم أقتلك وأغسل عارنا..
رغما عنه لم يتحمل زياد ما يراه فتقدم منه وهتف به بصوت عالي غاضب:
انت مجنون ولا ايه..؟! تغسل عارك يعني ايه...؟!

ثم حاول تحرير زينه من يده لكن دون فائدة ليرد عليه الشاب بتحذير:
ملكش دعوة انت، تطلع مين انا عشان تكلمني بالشكل ده..؟!
وعندما لم بجد ردا أكمل:
لتكون انت الشاب اللي غلطت معاه قبل الجواز..
لم يتحمل زياد ما سمعه فهم بضربه لكن رجلين ضخمين تقدما منه ومنعاه مما يفعله ليهتف زياد بعصبية كبيرة:
انا اخو جوزها اللي مات يا متخلف..
اخو جوزها على عيني وراسي، بس متتحشرش فشيء ميخصكش..

يعني عايزني اسيبك تقتلها..
قالها زياد بذهول ليرد الأخير ببرود:
عاري ولازم أغسله..
وقبل أن يتحدث زياد كان الشاب يرميها للرجال خلفه وهو يأمرهم:
ودوها عالعربية، خدوها عالطريق البري وخلصوا عليها..
تقدمت منه والدة زينه وانحنت نحوه تهتف به بتوسل:
أبوس ايدك بلاش تموتها، دي بنتي اللي مليش غيرها، عشان خاطري..

إلا أنه لم يهتم بها وبتوسلاتها بل أشار الى الرجال لينفذوا ما قاله بينما أخذ زياد يتطلع إليها وهي تساق معهم بملامح متشنجة غير مصدقة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة