قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

دلف زياد الى منزل عائلته ليجد والديه ورنا يجلسون في صالة الجلوس، ألقى التحية لتنهض والدته من مكانها وتتجه نحوه هاتفة بلهفة:
زياد، أخيرا جيت..
احتضنها زياد وقال بحنو:
ايوه جيت...
حمد لله على السلامة يا زياد..
قالها الأب بنبرة معاتبة ليقترب زياد منه وينحني نحوه ويحتضنه قائلا بإعتذار:
انا اسف..
كده يا زياد، تسيبنا طول المدة دي...
ابتسم زياد بحزن وقال بأسف:
غصبا عني...

ربت الأب على كتفه وقال:
متكررهاش تاني...
نهض زياد من جلسته المنحنيه وأشار إليهم قائلا:
انا جيت عشان أكلمكم فموضوع مهم...
نظر الثلاثة إليه بترقب ليكمل زياد بجدية:
زينة حامل...
الصدمة كانت واضحة على وجوه ثلاثتهم بينما أفاق الأب أولا من صدمته ليقول بعدم تصديق:
حامل..؟! انت متأكد...؟!
أومأ زياد برأسه لتسأله الأم بنبرة مستنكره:
حامل من مين...؟!
أجابها زياد ببديهية:
حامل من علي طبعا..

قاطعته رنا بإعتراض:
ايه اللي بتقوله ده..؟! لا طبعا، الكلام ده مش صحيح..
أطلق زياد زفيرا قويا قبل أن يكمل بهدوء وثبات:
لا صحيح، زينة حامل من علي، انا اتأكدت من ده بنفسي...
اتأكدت ازاي..؟!
سألته رنا وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها قبل أن تكمل حينما لم تجد منه ردا:
توقعات بس، مش كدة..
لا انا متأكد من كلامي..
قالها زياد بإصرار لتكمل رنا بضيق:
عملت تحليل دي ان اي..؟!

صمت زياد ولم يرد لتقول الأم هذه المرة:
لو هي حامل فعلا لازم نعمل تحليل دي ان اي...
انتوا تجننتوا..؟! معقول مش واثقين فكلامي...
صاح زياد بها غاضبا لتصرخ رنا به:
عشان انت مش واعي لكلامك وتصرفاتك، بقيت بتجري وراها وبتصدقها بسهولة...
يا رنا افهمي، زينة مش سيئة للدرجة دي..
صرخت الأم بوجع:
متقولش كده، متدافعش عنها...

انا بقول الحقيقة يا ماما، زينة بريئة، هي تعرضت للاغتصاب وكانت فاكرة انوا علي لما هيعرف الحقيقة منها هيسامحها...
هزت رنا رأسها نفيا وقالت:
انا مش مصدقة، دي غسلت دماغك..
طب ادوها فرصة تحكيلكوا، فرصة واحدة بس..
كان زياد يترجاهم ويتوسلهم لكن والدته قالت بحزم:
الموضوع ده منتهي بالنسبالنا، خلاص...
تحرك زياد من مكانه متجها الى الطابق العلوي كي يأخذ بعض الأغراض من غرفته بينما لحقته والدته...

دلف زياد الى داخل غرفته ليتفاجئ بوالدته تلج الى الغرفة بعده وتغلق الباب خلفها...
التفت زياد نحوها متعجبا من دخولها الى الغرفة ليهتف بحيرة:
خير يا ماما، فيه حاجة..؟!
اقتربت والدته منه وقالت:
عايزة اتكلم معاك شوية...
اتفضلي..
قالها زياد وهو يجلس على السرير لتجلس بجانبه وتهتف بتردد:
بتحبها...؟!
ابتلع زياد ريقه وقد فهم على الفور ما تقصده والدته، شعرت والدته بتوتره الغريب وشعر هو بالحيرة..

ماذا سيفعل..؟! هل سينكر عشقه الذي بات واضحا لها..؟! هل سيتخلى عنها كما تخلى الجميع...؟!
وجد نفسه ينطق لا اراديا وبثقة متجاهلا كل ما سيؤول اليه اعترافه:
ايوه بحبها..
وضعت كف يدها على صدرها بعدم تصديق ثم قالت بصدمة:
مستحيل، امتى وازاي..؟!
زفر زياد نفسا عميقا وقال بهدوء وتردد:
من زمان، من قبل متتجوز علي...
اتسعت عينا الأم وشعرت بعدم قدرتها على الحديث بينما أكمل زياد بتوسل:.

انا والله بعدت فورا لما عرفت بحب علي ليها، عشان كده سافرت، ولما قررت اساعدها مش بسبب حبي ليها..
تطلعت الأم إليه بنظرات منكسرة بينما أكمل زياد:
متبصليش كده ارجوك...
نهضت الأم من مكانها وسارت خارج الغرفة وهي تكاد تنهار من فرط الألم..

دلف ماجد الى غرفة نومه وألقى بجسده فوق السرير، كان يشعر بالكثير من المشاعر المختلطة ما بين الحزن والخوف والترقب..
حزنا على حاله وما فعله ووصل إليه والخوف مما هو قادم وترقب ما سينتظره..
اعتدل في جلسته وهو يتذكر الماضي ورفاقه السيئين والذي قطع علاقته بهم منذ فترة طويلة...
والغريب وأكثر ما يخيفه أن أحدهما مات بعد ذلك في حادثة سيارة والأخر بات مشلولا..

هو الوحيد من نجا من أفعاله وربما هناك ما ينتظره..
اكثر ما يرعبه ان تكون نهايته بفقدان أحد المقربين منه، منذ يوم أعلن توبته وهو يجاهد لتخفيف ذنبه، أثار الماضي ما زالت تؤلمه وتخيفه الأمر الذي جعله يخاف على لينا كثيرا ويخنقها بتحكماته الزائدة عن حدها...
زفر نفسا قويا وهو يفكر بأن ريم لا تستحقه، هو يعلم هذا ولكنه يعشقها وبحاجة لها...

أغمض عينيه وهو يتذكر ماضيه الأسود وما به من علاقات محرمة وأفعال منكرة..
عند هذا الحد هطلت الدموع من عينيه بغزارة بينما رفع بصره نحو الأعلى وهو يهتف الى ربه بتوسل:
سامحني يا ربي، سامحني ارجوك، اغفرلي ذنوبي، اجعل ريم من نصيبي، وحافظ على لينا اختي، انا مش هستحمل إنوا أي حاجة تجرالها، مش هستحمل ابدا..
عند هذا الحد أجهش باكيا بينما ظل لسانه يردد نفس الدعاء لوقت طويل دون ملل..

مرت ثلاثة أيام تحسنت فيها أوضاع زينة بينما كان زياد يزورها يوميا للاطمئنان عليها..
خرجت زينة من المستشفى بعدما أوصاها الطبيب أن تعتني بنفسها فحملها معرض للإجهاض بأي لحظة...
أوقف زياد سيارته في كراج الفندق وأشار لها قائلا:
لو احتجتي اي حاجة اتصلي بيا..
نظرت إليه وقالت بجدية:
انا هفضل هنا كام يوم لحد ما ألاقي شغل وساعتها هأجر شقة اقعد فيها..

لم يجبها زياد لتمط شفتيها بضيق قبل أن تخرج من السيارة وتتجه نحو الفندق حيث جناحها...
دلفت زينة الى جناحها وأغلقت الباب خلفها...
جلست على السرير. بعدما خلعت حذائها وألقته على ارضية الغرفة...
سمعت صوت على طرقات الباب فهتفت بضيق:
هو لحق..؟
نهضت زينة من مكانها وفتحت الباب لتنصدم بوالدة زياد أمامها...

ارتجف جسدها كليا وهي ترى المرأة أمامها متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها ترميها بنظرات سوداء مظلمة...
عادت ذاكرتها الى الخلف حينما قررت أن تقتلها وكيف صوبت سلاحها نحوها..
تنحنت زينة قائلة بتردد بعدما أفاقت من شرودها:
اتفضلي...
دلفت والدة زياد الى الداخل لتترك زينة الباب مفتوح قليلا ثم اتجهت خلفها لتلتفت والدة زياد نحوها وتشير إليها قائلة دون مقدمات:
انتي فعلا حامل..؟!

احتضنت زينه بطنها بكفيها بحركة لا ارادية بينما أومأت براسها دون رد لتقول الأم بنبرة قوية حازمة:
انتي لازم تجي معايا حالا..
انتي عايزة مني ايه..؟!
لازم نعمل تحليل دي أن أي ونتأكد إنوا اللي فبطنك ده حفيدي...
عارضتها زينة بسرعة:
مستحيل، مستحيل اللي بتقوليه ده..
يبقى بتكدبي وعايزة تبلينا فطفل مش مننا..
قالتها والدة زياد بقسوة لترمش زينة عينيها بعدم تصديق ثم تقول برجاء:.

والله ده ابن علي، صدقيني..
يبقى تثبتيلي ده، وإلا مش هنعترف بيه..
ثم أكملت بجدية:
أنا اتفقت مع الدكتور وجهزت كل حاجة عشان تعملي التحليل على طول وأوعدك انوا لو الطفل ده طلع ابن علي حياتك كلها هتتغير..
صمتت زينة ولم ترد عليها بينما أخذت تفكر في حديثها وهي تتخيل عائلة زياد سندا لها ولطفلها...
بينما قالت والدة زياد بحسم:
يلا بينا عشان معادنا كمان ساعة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة