قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل التاسع والعشرون والأخير

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل التاسع والعشرون والأخير

رواية عندما شهدت مقتل أبي الجزء الأول للكاتبة أفنان الفصل التاسع والعشرون والأخير

أنا: خذني وياك قيس اذا هالمكان موجود.
للمرة الأولى يقبل قيس رأسي ويحضنني.
قيس: موجود يا جوهرة، أكيد في مكان موجود لناس ما تبا إلا الحب والسلام.
دمعت عيناي ثم استلقى قيس ليرى النجوم واستلقيت بجانبه ووضعت رأسي على صدره، يمسح قيس رأسي وأنا أفكر في ذلك المكان، الذي أستطيع فيه أن أكون حرة. مكان يحكمه الحب والمشاعر والأمان والسلام. مكان نرى فيه الكون كما نريد ولا يحكمنا أحد.
صوت رجل: حلو حلو حلو.

اعتدل قيس فوراً في جلسته وابتعدت عنه.
الطباخ يقف على بعد وبجانبه عدة رجال.
الطباخ: كنت أبا أنتظر لين ما تنامون، ونموتكم بالسر بس ما حصلناكم في الغرف، طلعتوا مسوين جو رومانسي هنا.
يقف قيس فوراً أمامي ليحميني، وقفت وأنا أشعر بالخوف والارتباك.
قيس: آسف سيدي بس.
الطباخ: سيدي؟ أنا أول ما شفتكم عرفت انكم مب من هني. واللي معاك مطلوبة صح؟
قيس: لا يا سيدي اليوم أول يوم لنا في هالباخرة وأنا.

صوت طلقة نار أجفلني، وفجأة يسقط قيس على ركبتيه، أحد الرجال بجانب الطباخ يحمل بيده سلاحاً. الطباخ: جانا أمر من الحرس نخلص عليكم الاثنين مقابل جايزة مالية.
لم أصدق ما رأيت، قيس سقط على ظهره أمامي والدم يغطي صدره. ينظر إلى قيس وهو يرجف، الدموع تهرب من عينيه.

صرخت بأعلى صوت وجلست بجانبه ووضعت يدي على صدره محاولة إيقاف النزيف ولكن لا جدوى، لم تفارق عينا قيس عيني. نظرت للأعلى نحو الطباخ، يشهر الرجل بجانب الطباخ المسدس نحوي الآن وللمرة الأولى عندما لم أرغب بالموت، عندما تجددت بداخلي الرغبة في الحياة وعندما لم أنادي الموت ليصحبني إلى والدي قدم الموت لي ليمنعني من الحصول على ما رغبت به، ليمنعني من الفرصة الثانية.

خرجت الدموع من عيني وانا أنظر إلى الرجل الذي ارتبك الآن بسبب نظراتي، ربما لم تر هذه العيون عيوناً تحمل مشاعراً كعيناي وعينا قيس، ربما تعجبوا من دموعي ومن دموع قيس، دموع لم تحمل الخوف بل الحزن، الحزن على بشر لا يفهمون لغة الحب، الحزن على بشر يحاولون تحقيق السلام بلغة الدم، الحزن على انسان يظن بأن روح انسان آخر رخيصة فإن أزهقها حقق الأمان والسلام فلا يعلم بأن روحاً واحدة إن أزهقها دون وجه حق فقد حلت اللعنة السوداء على الأرض وستزهق المزيد والمزيد من الأرواح دون وجه حق، الحزن على وهم السلام والاستقرار الذي يظنون أنهم فيه فيعيشون على مبدأ الأولوية للبعض ليقتلوا الآلاف حتى يعيش المئات في أمان ولكن أين الحق في ذلك؟ أين الانسانية في ذلك؟

وبطلقة رصاص لم أشعر بها، لم يستطع جسدي حملي فوقعت وأنا أتشبث بقيس، وقعت وأنا أنظر في عينيه ليصبح آخر ما رأيته هو الكون الذي أرغب أن أكون جزءاً منه، الكون الذي يوجد في عيني قيس، وكأن قيس لم يرغب أن يفارق هذه الدنيا قبلي وكأن قيس لم يرد أن يتركني أموت وحيدة، أغمضت عيني وأنا أشعر بنبضات قلبي المتباطئة قبل أن يغمض هو عينيه.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة