رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والأربعون
نظر آمر ابن عم الشيطان بحيره إلى قدر وأخته شهد عندما خرجتا من المنزل يتلفتتان حولهما بحذر...
الي اين تتجه هاتان يا تري.!
قرر آمر أن يتبعهما ليعرف إلى اين يتجهان وما اللذي يحدث...
بالفعل توجهت قدر وعلى وجهها كل علامات حزن العالم فهي تعلم أنها ستترك الشيطان وستترك كل شيئ وستعود إلى عائلتها وحياتها الرتيبة المملة مثل السابق وكذلك ستواجهه تميم بمفردها وهي تعلم أنها في موضع خسارة لا محالة...
شردت قدر قليلا وتذكرت الشيطان وحياتها معه وحياتها في الصعيد عند عائلته مع أن قدر لم تبق مع الشيطان الا فترة قصيرة للغاية إلا أنها شعرت بشعور لم تشعر به من قبل، لسعة كهرباء صغيرة أصابتها في قلبها لتبتسم وهي تتذكر عندما كانت في الغابة في المانيا معه بمفردهما وكانت تتحرش بعضلات صدره العريض بمرح في الماضي، لا تدري قدر أهذا ما يسمي الحُب الذي تشعر به الآن أم أنه شعور عادي تشعر به في سن يعتبر سن مراهقة فهي في الثامنة عشر من العمر...
لم تخرج قدر من شرودها الا على صوت شهد تحدثها بغضب.
انا بكلمك علفكرة، بسسسس بسسس انتي...
التفتت قدر إلى شهد بإنتباه...
ايوة، خير،؟
شهد بعجرفة...
كنت بقولك نورتينا الشوية دول ويا ريت متتكررش زيارتك لينا تاني...
حبيبتي دا من زوقك واكيد طبعاً مش هحب اشوفك تاني...
شهد بإبتسامة خبيثة...
وآه يا ريت لو شوفتي ابن العم ايهاب حتى لو صدفة ابقي اعملي نفسك مش شايفاه لأنه خلاص يعتبر چوزي بإعتبار ما سيكون يعني، وانا بغير عليه...
قدر وهي تضحك بسخرية عليها...
يا زين ما اخترتي لايقين على بعض والله اكتر من حسن شاكوش وخطيبته، بس ابقي خلي بالك بقي عشان لو زهق منك هتترحلي على ألمانيا في تابوت وهتتحشي تماثيل ومخدرات...
لم تفهم شهد ما تقصده قدر، بينما قدر كانت تضحك بسخرية ممزوجة بالألم وكأنها تُذكر نفسها أيضاً أنها وقعت في حب قاتل مجرم عاشق لسفك الدماء وتهريب الممنوعات...
وصلت كلتاهما إلى محطه القطار في سوهاج حتى تتجها إلى القاهرة، وبالطبع كان يتبعهما آمر اللذي كان مذهولاً ومصدوماً من انهما سيسافران بمفردهما...
لاحظ آمر الخوف على وجه أخته التي كانت تقول شيئاً ل قدر وكأنها تسأذنها لتفعل شيئاً ما واتجهت شهد بعيداً عنها بعض الشيئ...
شهد على الناحية الأخري بقلق وهي تنظر إلى قدر...
انا هروح الحمام دقيقتين مش عتأخر...
اومأت قدر بلا مبالاه وهي تنظر إلى القطار القادم من بعيد وكأنها تترقب مصيرها...
اتجهت شهد بعيداً وتبعها آمر ليعرف ما اللذي يحدث وما اللذي تخططان له...
كاد آمر أن يقترب منها ليعنفها ويسألها ما اللذي يحدث ولما هي هنا، ولكنه تفاجأ حينما رآها تخرج هاتفاً محمولاً من جيبها، ليُصدم آمر فهو يعلم أن جميع نساء المنزل ورجاله لا يحملن أي هاتف نقال، من اين أحضرت شهد هذا الهاتف ومع من تتحدث به...
شهد وهي تتحدث مع شخص ما على الهاتف...
ا، أيوة يا بيه، أيوة هي معايا وانا هوصلها بنفسي للقطر وهتأكد أنها ركبته وهبلغك، بس عايزة اعرف كيف هتوصلني الفلوس اللي انت اتفجت (اتفقت) معايا عليها، خلاص ماشي بعدين المهم اني اخلص منها، سلام...
أغلقت شهد المكالمة وهي تزفر براحة أنها ستتخلص من قدر إلى الأبد، التفتت خلفها لتفتح عيونها بصدمة وهي تري أمامها مباشرة أخيها الأكبر آمر واللذي كان وجهه لا يبشر بالخير أبداً.
كنتي بتتكلمي مع مين يا بنت ابوي، وفلوس ايييه اللي هتاخديها وعايزة تمشي مرات ابن عمك وتسفريها القاهرة ليييييه يا ششششهد...
شهد بخوف وهي تنظر له بصدمة...
ا، آمر انا، انا...
والله لو ما قولتي ايه بيحصل من ورايا وبتخططي لإيه يا شششششهد لهكون قاتلك النهاردة...
شهد بخوف وتوتر...
انا هحكيلك كل حاجة بس ابوس يدك ما تعملش حاجة لإبن عمك...
ايهاب،؟!
ا، أيوة، ايهاب، ايهاب خاطف اللي ما تتسمي دي وجابها عندينا عشان يداريها وهي ولا مراته ولا حاجة حتى اسمها مش علا...
آمر بصدمة...
خاطفها؟! هي اسمها إيه،؟
اسمها قدر آدم الكيلاني وأبوها واصل قوي وهيدينا فلوس كتير قوي...
صدمة وراء صدمة وكأننا في برنامج الصدمة، وقعت على أذني آمر لانه يعرف ويعلم جيداً من هو آدم الكيلاني ويعلم أنه الملياردير المشهور واللذي عمل عنده عمه والد إيهاب فارس الدسوقي وعمه الآخر أحمد الدسوقي.
معقول أن هذه ابنته وليست زوجة ايهاب كما أخبرهم،!؟
شهد وقد لاحظت صدمته لتبتسم بخبث وهي تكمل...
عارف لو رچعناها هناخد كام يا اخويا، مليون چنية بحالهم وانا جبت تليفون من سنترال عشان اكلم اللي هياخدوها ويبعتولنا الفلوس بمجرد ما اللي ما تتسمي دي تركب القطر وتمشي...
نظر لها أخيها بغضب.
يعني انتي هربيتيها وعايزة توديها لأهلها عشان بس الفلوس،؟
شهد بنفي وغضب...
لا عشان اخلص منها لانها زي الحيّه اللي دخلت بيتنا، وعشان كده عايزة اخلص منها...
آمر وهو ينظر لها بغضب...
لينا حساب تاني لما نروح يا شهد...
تركها وإتجه إلى قدر الواقفة بعيداً ولم تنتبه لوجوده أو قدومه...
آمر بهدوء وهو يتحدث مع قدر...
مرات اخويا، احم قصدي قدر هانم...
قدر بصدمة وهي تنظر له...
انت عرفت،؟!
اومأ لها آمر بهدوء ليكمل حديثه.
دلوقتي لو عايزة ترچعي انا هرچعك لأهلك بنفسي واتأكد انك وصلتي ليهم، بس...
بس أيه،؟
بس لو عايزة رأيي. انا شايف أننا نستني إيهاب ابن عمي نعرف منه إيه اللي حصل، عشان هو سافر القاهرة وانا واثق أنه اكيد سافر في موضوع يخصك...
قدر بنفي وحزن...
انا اصلا مسافرة عشان إيهاب ميدبسش معايا اكتر من كدا، لأني عارفة أن اهلي مش هيسيبوه وهما شاكين أن هو ورا كل اللي حصلي.
آمر بهدوء.
بوصي. اني معرفش غير انك بنت آدم الكيلاني وان ابن عمي خطفك عندينا، معرفش اكتر من كده ومش فاهم قصدك بصراحة. بس اللي اعرفه انك مش لازم تستعچلي في الرچوع عشان لو زي ما بتقولي أن اهلك مش هيسيبو إيهاب يبقي لازم تستني معانا يومين نطمن على الاقل أنه وصلنا بالسلامة وبعدها لو عايزاني اوصلك لحد باب بيتك هعمل كدا...
فكرت قدر قليلاً ووجدت أن فعلا الحل الأنسب في الوقت الحالي هو الانتظار قليلا لحين عودة ايهاب والاطمئنان عليه قبل أن تغادر حياته وحياتهم إلى الأبد فهي تعلم أنها إن عادت إلى والدها لن يرحم إيهاب إن كان بين قبضته الآن. لذلك فضلت أن تكون الكارت الرابح وتنتظر قليلاً لتعرف ما اللذي سيحدث...
بالفعل عادت قدر أدراجها إلى القرية هي وآمر وشهد التي كانت تنظر بحقد وغضب إلى آمر أخيها والي قدر...
فكرت شهد بشئ ما ولأنها تعلم أن أخيها سيكسر هذا الهاتف اللذي معها بالفعل عند عودتها، لذلك فكرت بشيئ ما وبالفعل بضغطة زر أرسلت رسالة ما إلى شخص ما دون أن يلاحظها أحد سواء قدر أو آمر في السيارة اللتي تعيدهم إلى القرية...
ابتسمت شهد بخبث وغضب وتوعد أنه حتى إن لم تعود قدر إلى القاهرة بمفردها ستعيدها هي رغماً عنها...
فما اللذي حدث يا تري؟
ومن اللذي كانت تتحدث معه شهد،!
وعلي الناحية الأخرى في القاهرة...
كان تميم يجلس في شقته يبتسم بمكر وهو يقرأ رسالة تلك الحرباء الأخري شهد واللتي ارسلتها له متضمنة عنوان القرية اللتي بها قدر...
ابتسم تميم بشّر ومكر وهو يضحك على ذكائه أنه وضع أرقام هاتفه المحمول على الإعلان اللذي نشره بصوره قدر المفقودة مع المبلغ اللذي حدده عمه آدم الكيلاني، ولأن آدم يثق به وافق على أن يضع تميم أرقام هاتفه على الإعلان ولذلك اتصلت شهد به هو...
تميم وهو يتصل ب عمه آدم الكيلاني...
الو، أيوة يا عمي، انا لقيت قدر خلاص، أيوة لقيتها في قرية في الصعيد تقريباً الشيطان مخبيها هناك عشان دي قرية أهله ومحدش كان هيعرفلها طريق. انا هجهز الرجالة وهنطلع على هناك انهاردة بالليل عشان نرجعها.
آدم بسعادة على الناحية الأخري.
انا جاي معاكم، لازم اشوفها بنفسي...
تميم بقلق وقد كان يفكر بشيئ ما...
ما تخليك انت يا عمي عشان انا مضمنش ايه اللي ممكن يحصل...
آدم بغضب ونفي وقد بدأ يشك بأمر تميم.
لا انا جاي معاكم ومتقلقش عليا هعرف اخد بالي كويس من نفسي...
اغلق آدم الخط مع تميم وهو يتذكر حديث الشيطان عن إيجاد الشخص المسئول عن كل هذا وأنه ليس هو...
هل من الممكن أن تكون انت يا تميم المسئول عن هذا؟ ولكن لماذا قد تفعل هذا!
كان آدم يحدث نفسه بإستغراب من أنه كيف يمكن لتميم أن يكون هو المسئول عن هذا وأنه غير مستفاد بأي شيئ فهو عمه وليس أباه حتى يرثه مثلاً، ولا يكن لقدر ابنته أي عداوة فهما اصدقاء وأبناء عمومة منذ الطفولة...
فكر آدم قليلاً وقرر انه سيعرف ما اللذي يقصده الشيطان ولكن بعد أن يجد ابنته ويستجوبها في كل شيئ...
فماذا سيحدث يا تري،!
وعلي الناحية الأخري في الطريق بين القاهرة والصعيد...
كان الشيطان ورجاله يعودون إلى القرية اللتي بها قدر، كان الشيطان عائداً إليها ولأول مرة في حياته يبدو على وجهه السعادة أنها ولو قليلاً ستبقي معه فترة أخري إلى حين أن يخطط مرة أخري لإيقاع ابن عمها تميم، فرح الشيطان أنها ستبقي اسيرته وبين احضان الشيطان مدة زمنية أخري حتى لو كانت قصيرة...
اشتاق اليها، اشتاق إلى صوتها اللذي كان يزعجه في الماضي. اشتاق إلى مرحها ومناغشتها اللتي تضحكه وهو يمثل أنه يكرهها، اشتاق إلى غيرته عليها وهي تنظر إلى آمر ابن عمه بإعجاب، اشتاق إلى هذه المجنونة الصماء اسيرته وجميلته...
ابتسم ابتسامة جذابة وهو يتذكرها...
ولكنه تمالك نفسه وعاد إلى رشده عندما تذكر أنه لا يحق له الحُب. فهو مجرم رغم كل شيئ، قاتل حتى لو في سبيل القصاص والانتقام يظل قاتلاً وأيضاً يتاجر في الممنوعات، كيف لقدره أن يجمعه يوماً بها وهي ابعد ما يكون حتى عن الحُلم. اعترف لها بحبه قبل أن يذهب إلى القاهرة وها هو الآن يندم ويلوم نفسه على تسرعه فهو في النهاية مجرم...
الشيطان وهو يحدث نفسه بحزن...
لما ارجعلها هفهمها اني كنت غلطان، واني مينفعش احبها، لازم تفهم اني شيطان وأنها لازم تفضل كرهاني لحد ما ارجعها لأهلها وبعدها ارجع تاني لحياتي. يا ريت تفتكر أن مين وجاي الدنيا دي ليه يا ايهاب...
حدث نفسه بذلك وهو يقود بحزن إلى الصعيد...
وبالفعل بعد ساعات قليلة وصل إلى الصعيد والي القرية التي خبأ بها قدر وسط عائلته...
دخل إلى المنزل ليجد الجميع متجمعاً حول الجدة التي كانت تحتضن قدر التي تبكي بين أحضانها وكأنها تواسيها على أنها تركتها تذهب مع شهد، فبالتأكيد عاقب آمر شهد عند وصولهما إلى الصعيد وأخبر الجميع حقيقة ما حدث ومن هي قدر وماذا فعلت أخته معها...
دلف الشيطان إلى المنزل ليردف بإستغراب...
في إيه متجمعين كلكم هنا ليه،؟
نظرت قدر إليه بتفاجئ أنه عاد إليها وابتسمت تلقائياً وسط دموعها، ابتسمت وهي تنظر له بكل اشتياق وحب وكأنها تخبره بعيونها الخضراء انك لست وحدك من يريد الإعتراف لي بحُبك، انا أيضاً أُحبك يا أحمق حتى وإن عاند كلانا مشاعره ستظل تظهر كلما نلتقي...
نظر لها هو الآخر ولكن هذه المرة نظرة مخيفة كأول مرة رأته هي بها. بداخله شيئ آخر لها ولكنه لم ولن يعترف به مجدداً أبداً فهو الشيطان. هو الوحش. يجب عليها أن تكرهه إلى الأبد...
استغربت قدر من نظراته ولكنها لم تعلق...
اخرج كلاهما من نظراتهما تلك صوت فارس الدسوقي والد الشيطان وهو يعنفه بغضب بعدما عرف الحقيقة وأن
علا اللتي ادّعي ابنه أنها زوجته الأجنبية ما هي إلا قدر آدم الكيلاني ابنه آدم الكيلاني...
فارس بغضب وهو يوجه حديثه لإبنه.
قدر قالتلنا انك انقذتها من ابن عمها اللي كان عايز يقتلها، قالتلنا كل حاجة، لما انت دكررر كدا وبططل اوي كدا مرجعتهاش لأهلها ليه بمجرد ما انقذتها،! ولا كان لازم تثبت على نفسك التهمة،! رددد علياااا، رددد
كان والده غاضباً بشدة حتى كاد أن يصفعه ولكن الشيطان نظر لها ليردف بعيون بدت مخيفة بالنسبة لها...
ازاي عايزني ارجعها وأثبت التهمة عليا وأبوها يقتلني في وقتها،! انا كدا كدا هرجعها هي مجرد أسيرة عندي لحد ما ابوها يعرف أن ابن عمها اللي راسم دور الشهم عليهم هو السبب ورا كل دا واني مليش دعوة بيها، وبعد كدا هرجعها لأبوها حتى لو ابن عمها قتلها أو حاول يقتلها تاني وقتها بقي مش هيهمني لاني خلاص هبقي بعدت كل شكوك الشرطة وكل شكوك ابوها عني...
نظرت له قدر بصدمة مما قال، معقول أنها مجرد فقط أسيرة لديه كما قال، وأنه لن يهتم بها إن حاول إبن عمها قتلها مجدداً،؟ ألم يعترف لي هذا الاحمق أنه يحبني قبل أن يرحل إلى القاهرة،! هل ذهب كل هذا في الهواء ام ماذا،؟
الجدة بغضب من إيهاب هذه المرة...
يا عيب الشوم عليك. يعني انت بتعمل كل ده عشان بس تبعد التهمة عنك مش عشان تنقذ المسكينة دي من اللي عايزين يجتلوها،! خاب ظني فيك يا ولدي...
ايهاب بعدم إهتمام هذه المرة وهو يتجه ليصعد إلى الطابق الذي توجد به شقته...
انا عايز انام يا جدتي، عن ازنكم...
قالها واتجه إلى الأعلي حتى ينام أو بالأحري حتى يهرب منهم ومن اسئلتهم. ويهرب منها هي ومن عيونها التي تلومه وكأنها تستغربه وكان من أمامها هو الشيطان اللذي راته أول مرة وليس إيهاب اللذي اعترف لها بحبه...
الجدة وهي تتحدث مع الجميع بأمر...
من اليوم ورايح، ولحد ما جدر (قدر) ترجع لأبوها. هي ضيفيتنا وتتشال على راسنا من فوق، ومن انهاردة يا بنتي هتنامي في بيتي مع فاطنة في اوضتها...
آمر هو الآخر بإبتسامة...
ومتقلقيش يا مرات. احم قصدي يا آنسه قدر محدش هيقدر يزعجك حتى لو كان إيهاب ابن عمي...
قدر بإبتسامة...
شكرا ليكم والله، انا مش عارفة اقولكم ايه...
فاطمة وهي تسحبها إلى الفراندا الكبيرة خارج المنزل...
تعالي يلا يا قدر عشان رايداكي في كلمتين وبالمرة نلم التوت انا وانتي ما هو دا الموسم بتاعه...
اتجهت قدر إلى خارج المنزل مع فاطمة تتبعها أنظار الجميع بما فيهم آمر الذي لا يعلم لماذا ولكنه كان سعيداً بداخله أن قدر ليست زوجة ابن عمه وأن الحقيقة انكشفت وأن كل هذا كان مجرد تمثيل.
وبالطبع عزيزي القارئ أن كنت تسأل عن إياد الدسوقي الطيار المز ابن المز ابن عمهم الآخر فهو قد سافر إلى القاهرة ليتابع عمله بعيداً عنهم، إصحا للكلام عزيزي القارئ، أقصد إستيقظ للكلام عزيزي القارئ وركز معي ارجوك.
خرجت كلتا الفتاتين إلى الخارج وقد كان الوقت في ذلك الحين وقت العصاري ما بين العصر والمغرب...
وقفت قدر مع فاطمة لتردف لها بحزن...
شوفتي يا فاطمة، هو دا اللي اعترف ليا امبارح أنه بيحبني.! شوفتي،! دا لسه الكلمة حتى منشفتش عشان يتعامل معايا كدا، إيه اللي رجعه يتعامل معايا بالاسلوب دا يا تري،!
فاطمة بحزن عليها...
يمكن اللي شافه امبارح مكنش شوية عليه برضه يا قدر يمكن هو بس محتاج يرتاح أو في حاجة شاغلة باله...
قدر بنفي...
لا، هو ندم أنه قالي أنه بيحبني...
نظرت قدر إلى الشُرفة الخاصة بشقته بالأعلي لتتابع كلامها بإصرار وغضب...
بس انا بقي مش هندم...
قالتها قدر وهي تنوي شيئاً ما، ثواني واتجهت لتصعد على السلالم إلى الدور السادس اللذي توجد به شقته، وسط نظرات الاستغراب في عيون فاطمة...
طرقت قدر على الباب ليفتح لها الشيطان بعد وقت وهو عاري الصدر يرتدي فقط بنطاله الجينز...
نظر لها ببرود وكأنه يعلم أنها هي من ستطرق الباب...
خير،!
قدر بتوتر بعدما راته هكذا...
ممكن أدخل.!
الشيطان ببرود ونفي...
لأ، انتي معدتيش مراتي قدامهم، مينفعش تدخلي شقة واحد غريب دلوقتي...
قدر بغضب وهي تنظر له...
غريب عني دلوقتي ولما جبتني هنا مكنتش غريب،!
الشيطان بغضب وكأنه يكرهها في أسلوبه حتى تكرهه كالماضي...
عايزة أي يا قدر،؟ انا مش فايقلك...
قدر بحزن وهي تنظر له.
هو، هو انت امبارح لما. لما قولتلي...
كان الشيطان ينظر إلى السُلم وقد علم أن أحداً ما يقف هناك يستمع لهما، وقد خمن أنها شهد...
ليردف الشيطان بغضب لها...
امشي دلوقتي يا قدر، انا مش فايق عايز أنام...
قدر بغضب وإصرار...
لا انا عايزة اتكلم، عايزة اعرف في أي و...
تفاجئت قدر بمن يسحبها ويُدخلها إلى الداخل بسرعة وقوة وغضب، وأغلق الباب بسرعة حتى لا تستمع شهد لهما...
قدر بصدمة...
أي دا،؟! في أي،؟!
الشيطان وهو ينظر إلى قدر بغضب وعيون بدت كالجحيم...
هو انا مششش قوووولت مش عايززز اتزززفت اتكلللم معااااكي، مش عايزززز حتى اشووووف وشششك دا تاااني قدااامي لحد ما ترررجعي لأبوكي مش عايززز اشوووفك قدااامي...
قدر بغضب كبير هي الأخري...
منين بتقولي امبارح انك بتحبني ومنين دلوقتي بتعاملني المعاملة الزفت دي، منين كنت بتبينلي انك بتخاف عليا وبتغير عليا ومنين دلوقتي بتتعامل معايا كدا، انا مش همشي غير لما افهم إيه اللي بيحصل،؟
الشيطان بغضب وهو يُخفي مشاعره...
انا احبك انتي ليه،؟! انا كنت بحاول اخليكي تهدي شوية في تصرفاتك عشان متلفتيش النظر مش اكتر، لو كنتي بينتي إعجابك بإبن عمي آمر وقتها كانت العيلة هتاخد بالها وتشك أن في حاجة غلط، عشان كدا كان لازم اتصرف بسرعة ولأنك هاطلة وهبلة ومراهقة دخلت عليكي بحته اني بحبك، لكن دلوقتي بما إن كله بقي على المكشوف فأنا كنت بلعب بيكي مش اكتر عشان متفضحيش الدنيا لما أغيب عنك، دلوقتي بقي انتي حره تحبي ابن عمي آمر. تتجوزيه. تولعي حتى انتي مش فارقة معايا زي ما قولت تحت وبقولهالك تاني، انتي مجرد أسيرة لحد ما أثبت برائتي قدام ابوكي وقدام الشرطة لأني بصراحة مش حِمل اني اتحبس 15 سنة تانين بسبب واحدة تافهة زيك...
وقع هذا الكلام على مسامع قدر كالصاعقة ويا ليتها فقدت سماعات أُذنيها قبل أن تسمع منه هذا الكلام، هل كان يتلاعب بمشاعرها فقط،! هل كان كل هذا تمثيل منه أنه يحبها،!
قدر وقد أوشكت على البكاء، ولكنها تمالكت أعصابها ونفسها...
تم. تمام كدا. كويس انك وضحتلي الموضوع عشان بصراحة كنت حاسة اني مش هعرف اتعامل معاك تاني بشخصيتي الطبيعية لأني مش بح. مش بحبك وكنت هخاف اكيد اتعامل معاك بشكل طبيعي...
نظر لها الشيطان بسخرية فهو يعلم أن عيونها تفضحها دوماً وتُظهر عكس ما تقوله. ولكنه لم يُرد هذه المرة أن يُظهر اهتمامه لكلامها حتى تثبت هي على موقفها هذا...
لذلك رد عليها بهدوء وهو يشعل سيجارته...
تمام لو خلصتي كلامك يلا. بره...
غضبت قدر وشعرت بالنيران تحرق قلبها بسبب معاملته هذه لها...
رغماً عنها أردفت بغضب وهي تتجه لتسير ناحية باب الشقة...
معتش في الدنيا رجالة يعني عشان أحب قاتل وشخصية سايكو زيك، دا انت بجد () وبارد و().
شتمته قدر بصوت منخفض سمعه الشيطان ليغضب بشدة فهو يكره أن يسُبه أحد...
الشيطان بغضب...
قددرررر، احتررررمي نفسسسك، والله لولا إنك ست انا كنت أدبتك كويس اوي على الكلام دا، وبعدين مفيش بنت محترمة تقول الألفاظ دي، انتي مش متربية وأثبتيلي فعلا أن آدم الكيلاني معرفش يربي...
شهقت قدر بغضب من كلامه هذا، لتُغير وجهتها من الباب وتتجه إليه بغضب كبير تنوي أن تصفعه لأنه سب والدها للتو...
قدر بغضب...
انا بقي هوريك انا متربية ازاي يا قااااتل يا بتاع الطوررر الحددديددي...
رفعت قدر يدها لتصفعه ولكنه امسك يدها بقوة وهو ينظر لها بغضب...
ورحمممة اووومي لو فكرتي حتى تمدي ايديكي دي عليا تاني لحطك جوه الطور اللي انتي فكرتيني بيه دا ومش هتصعبي عليا يا قدددررر، امشي يلا برررة...
نظرت له قدر بغضب ولكنها ابتسمت بخبث وقد قررت أن تجعله يقع بلسانة مرة أخري فهي تعلم أنه لا يعترف بسهولة بما في قلبه ولا يعترف إلا وقت غضبه كالمرة الماضية...
قدر بغضب وصوت عالي حتى تجعله يغضب اكثر...
حلوووو اوووي يعني انت هتقتلني فعلا بقي وتثبت التهمة على نفسك واللي انت بتهرب منه هيجيلك اهو وهتتحبس برضة بسببي...
الشيطان بغضب...
صدقيني مش هيهمني اتحبس ولا اغور في داهية انا كدا كدا خلصت اللي بسعي عشانه بقالي سنين مش هيفرق معايا موتك ولا حبسي.
قدر وهي ترسم على وجهها نظرات حزينة بعيون لامعه جذابة للغاية كعيون والدها النمر...
يعني انا مش هفرق معاك يا إيهاب،؟! مش هصعب عليك،؟
ايهاب بإبتسامة خبيثة وقد فهم ما تخطط له هذه الصغيرة...
ليردف بنفي.
لأ...
قدر بغضب...
يعني انت مش بتحبني،؟!
برضة لأ، والكلمة اللي انتي عايزة تسمعيها مني دا تنسيها خالص عشان انا عمري ما، عمري ما حبيتك...
هذة المرة دمعت عيون قدر بصدق، هي كانت تظن أنه يريدها أن تكرهه حتى لا تتذكره عندما تعود إلى والدها، كانت تعتقد أنه يقول عكس ما يظهره بداخله فهي تعلم أنه عنيد للغاية...
هذة المرة صدقت بالفعل أنها كانت مجرد لعبة منه حتى يجعلها تصمت، دمعت عيونها وقد صدقت انه لا يحبها كما قال لها...
اومأت قدر بهدوء وحزن...
انا كدا صدقتك فعلا انك مش بتحبني، واوعدك اني انا بقي اللي هخلصك مني ومن مشاكلي وهطلعك من القضية خالص متقلقش على نفسك ولا على عيلتك لا بابا ولا الشرطة ولا تميم هيقدر يعملكم حاجة خلاص، عن ازنك.
نظرت له بعيون بلورية كاد قلبه أن يقع بسببها ليصرخ ويقول إنه يعشقها منذ اليوم الأول الذي رآها به على سفينته، كاد أن يعترف ويوقفها قبل أن تخرج من الشقة ولكن عقله أوقفه لانه يعلم أنه لا يحق له أن يحبها أبداً فهو مجرم وهي اجمل من أن تقع بحب وحش شيطان مثله لا يصلح للحب،!
تركها الشيطان تذهب ظناً منه أنها ستخرج إلى الأسفل وتبقي معهم ولا تتحدث معه إلى حين عودتها لوالدها...
ولكن ما لا يعلمه الشيطان أن قدر كانت تنوي شيئاً آخر حتى يرتاح هو منها وحتى تتركه وشانه إلى الأبد بما أنه يكرهها إلى هذا الحد...
اتجهت قدر إلى فاطمة بالأسفل لتردف بهدوء ما قبل العاصفة...
فين اقرب قرية فيها إشارة وتليفون أو سنترال هنا يا فاطمة...
فاطمة بإستغراب...
ليه،؟!
هتعرفي بعدين...
وصفت لها فاطمة الطريق وأصرت أن تأتي معها ولكن قدر رفضت وقررت أن تذهب بمفردها...
وبالفعل انطلقت في طريقها لأقرب مكان به إشارة هاتف وهاتف الا وهو السنترال الموجود بالقرية المجاورة اللتي تبعد عنهم أميال قليلة...
شعرت فاطمة بخطب ما وأن هناك شيئاً قد حدث بين قدر والشيطان جعلها تحزن هكذا وكأنها تُريحه منها، خمنت فاطمة أن أبن عمها قد أغضبها بكلامه ليجعلها تطلب الهاتف لترحل بمفردها بعيداً عنه...
ولذلك اتجهت فاطمة بسرعة إلى الطابق السادس حيث يقبع الشيطان والذي كان حزيناً يفكر بها وبما قاله لها...
فتح الشيطان الباب بتلهف وهو يظن أنها هي التي عادت إليه ولكنه تفاجئ بفاطمة ابنه عمه ووجها شاحب...
في إيه يا فاطمة،؟
ق. قدر نزلت من عندك وسألتني على اقرب قرية فيها سنترال وإشارة تليفون، انا فكرتها بتسأل وخلاص ولما وصفتلها الطريق سابتني وراحتلها...
الشيطان بصدمة وقد خمن ما ستفعله هذه المجنونة...
بتقووولي ايييه،!؟
جري الشيطان بسرعة بعدما ارتدي قميصه إلى الخارج ليجري وسط الحقول علّه يلحق بها قبل أن تتصل بوالدها...
تذكر الشيطان كلامها أنها ستخلصه منها وستتركه دون أن يصيبه أي شيئ. ندم الشيطان على كلامه القاسي هذا لها وقلبه يخفق بقوة وهو فقط يتخيل بُعدَها وابتعادها عنه...