قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع للكاتبة آية يونس الفصل الأول

رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع للكاتبة آية يونس الفصل الأول

رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع للكاتبة آية يونس الفصل الأول

في بداية جديدة في صباح يوم جديد في منزل الكيلاني باشا والذي يملكه هذا الوسيم آدم الكيلاني صاحب اكبر شركات العالم وهي شركة النمر بفروعها في مجالات الهندسة والتكنولوجيا...

فتحت تلك الجميلة صاحبة الخمسة وعشرون عاماً عيونها البُنية على صوت ازعجها كثيراً وهو الصوت الذي يتكرر كل يوم تقريباً، الا وهو صوت ابنتها الصغيرة التي تبكي بشدة لتعلن لها عن بداية اليوم...

روان وهي تفتح عيونها ببطئ وانزعاج...
أنا كنت بقوم العصر قبل ما اخلف ولكن بعد أن خلفتك يا قدر وانا بقت اقوم من الساعة 6 الصبح انتي اكيد نتيجة دعا امي عليا...

التفتت روان بجانبها لتجد آدم الكيلاني هذا الوسيم صاحب العضلات نائماً بجانبها...

روان وهي تحركه قليلاً ليقوم ويهتم هو بالصغيرة...
اهم حاجة وانتي بتصحي جوزك تصحيه برقة، وعشان كدا، اداااممممممم قوووممم البيت بيقعععععععع...

قام آدم منتفضاً من مكانه بخوف وفزع...
في اية، في اية انتي كويسة يا روان!
روان وهي تضحك بشدة...
معلش يا حبيبي هنزعج حضرتك انهاردة ترضع البت اللي مش مبطلة عياط دي قبل ما احدفهالك في البيسين...

آدم بغضب وهو ينظر لها...
والله انتي ما عندك دممم، حد يصحي حد بالطريقة دي؟ انتي لو حد تاني كنت ها...

روان بمقاطعة وضحك...
كل ما اعمل فيك حاجه تقولي انتي لو حد تاني كنت عملت وسويت، خلاص عرفنا انك نمر مع الكل ومعايا أنا بتقلب ءته مشمشية قمر، يلا بقي هوينا عايزة انام أنا متفقة معاك انت هتستلم وردية الصبح مع البت وانا وردية بالليل لحد ما يوسف وسيف يكبروا شوية يهتموا هم بيها بقي...

آدم بضحك وهو يقوم من مكانه.
انا مشوفتش ام زيك علفكرة دا انتي مفترية اكتر من أمي...
روان وهي تغمض عيونها لتنام وسط بكاء ابنتها...
ششششش خد بنتك واقفل النور واطلع بره...

ضحك آدم على مجنونته الصغيرة تلك، ثواني وقام من مكانه ليهدئ من روع صغيرته قدر، تلك الجميلة التي تمتلك عيون النمر حتى في سوادها حين تبكي أو تغضب وأخذت ملامح والدتها وشعر والدتها البندقي ولكن ما يميز قدر عن والدها ووالدتها هو شئ واحد ولدت به، ولدت قدر بوحمة بنيه كبيرة بعض الشئ على رقبتها...
خافت روان أن تحزن قدر عندما تكبر من شكلها هكذا ولكنها قررت دعم ابنتها وان تجعلها تعشق نفسها كما هي...

ظل آدم يهدهدها بين أحضانه فكانت صغيرة للغاية بين أحضان وعضلات والدها الضخمة...

أعطاها آدم بعض السيرلاك المُعد مسبقاً لها لتهدئ قدر قليلاً، ابتسم آدم بحب وبدأ يلاعب طفلته ذات العامين حتى تهدأ وتنام، فهو يعشق البنات أكثر من الصبية وهو يكره أن يميز بين إخوته ولكنه يحب قدر كثيراً لأنها تشبه ملامح والدتها روان ولأنه يعشق روان كل يوم أكثر من اليوم قبله...

نامت قدر بين أحضان والدها ليضعها في مكانها في السرير الصغير ويحركه برفق وهي نائمة...

ثواني وسمع خبطات على باب غرفته هو وروان، اتجه آدم إلى الباب وفتحه ليظهر صغيران نعرفهما جيداً يبتسمان لوالدهما...

آدم بضحك عندما رأي يوسف وسيف صاحبا الأربعة أعوام يقفان على الباب ينتظران إذن والدهما للدخول إلى الغرفة وازعاج والدتهم...

جايين ليه؟ وصاحين بدري كدا ليه؟
قالها آدم وهو يضحك عليهم...
يوسف (الأكبر بثلاث دقائق ).
جايين نصحي ماما يا بابا عشان انهاردة اول يوم في كي جي تو واحنا لبسنا وعايزين نروح...

روان من الداخل بصوت عالي ومرح...
امشي ياااض انت وهو روحو نامو كدا كدا أنا هدخلكم دبلوم زراعة في نظام طارق شوقي دا، امشووو من هنااا قال واخدينها من أولها جد وعايزين نروح الحضانة قال...

آدم بضحك...
يخربيت الشؤم اللي انتي فيه بووومة بس قمر...
يوسف بغضب...
ما تنشف كدا يا بابا وتمشي كلمتك عليها كل شوية تزعقلنا وانت مبتقولهاش حاجة والمفروض انك آدم النمر...

آدم بضحك وهو ينظر ل يوسف خليفته في شخصيته القوية والغاضبة...
بكرة لما تكبر يا جو هتيجي اللي توقعك في حبها زي ما انا وقعت.
يوسف بسخرية وغضب...
مش انا يا بابا اللي اقع في حب بنت...
روان بضحك وهي تتجه إليهم...
مصيبة لتقع في حب راجل ياض، وبعدين انت مش هتتجوز غير بنت خالتك اسراء ريح نفسك يا ابن النمر.

يوسف بغضب...
مبحبش ملاااك يا ماما قولتلك أنا مش عايز اتجوزها...
روان بشهقة أم مصرية أصيلة...
وانت تطول تتجوزها يا معفن يا ابن المعفنييين، طب ابقي قولي كدا لما تكبر عشان احرمك من الميراث...

آدم بضحك شديد...
اهدي يا بنت المجانيبيين يخربيت لسانك تحرمي مين من الميراث أنا لسه عايييش...

سيف ( الأصغر ) بضحك ومرح مثل والدته...
اتجوزها انا يا ماما أنا بحبها...
روان بنفي.
تؤ تؤ، لازم اخوك الكبير يتجوز الاول وبعد كدا انت، وبعدين انت يا سيف ليك عندي عروسة احلي وهي بنت عمتك العقربة ندي، هي صحيح لسه هتتولد الشهر الجاي بس خلينا نحجزها من دلوقتي...

سيف بمرح وغمزة...
لو عينيها زرقا زي عيون ملاك موافق...
روان بضحك...
عينيك زايغة من يومك زي ابوك...
آدم وهو يتجه ليرتدي ملابسه وهو يضحك عليهم...
أنا مشوفتش اهبل من العيلة دي والله، اجري ياض انت وهو غيرو هدومكم على ما البس عشان اخدكم في طريقي للحضانة...

روان وهي تمسك يد صغيريها لتبدل لهم ملابسهم...
بصو بقي هديكم الوصايا العشرة بتاعة الحضانة، اول حاجه ممنوع تبوسو اي بنت في الحضانة عشان البت متجيش تاني يوم تقولك أنا حاسة اني دايخة وشكلي حامل لاني عملت كدا وانا صغيرة وكنت بنط من على الكرسي زي فيلم الحفيد عشان انزل البيبي...

خرج آدم من غرفة الملابس بغضب بعد أن سمع هذا الكلام، ليردف بصوت عالي غاضب...
نعمممممم يروووحممممك؟ انتي اتباستي في الحضانة؟
روان بضحك ومرح...
أنا اللي كنت ببوس...
اتجه آدم إليها غاضباً ليقف أمامها بغضب...
انتي بتستعببببطي صح؟
يوسف بغضب من والده...
متزعقلهاااش يا بااابااا...
روان وهي تقبل يوسف بمرح...
إبني حبيبي اللي هيحميني من أبوه لما يكبر...
سيف بضحك وبراءة...

يا بابا فيها ايه لما ماما تتباس ما انت بتبوس في الخدامة الجديدة من امبارح وانا شوفتك...

روان بشهقة وغضب وقد إحمر وجهها من الغضب...
ووللللد عيييب...
آدم بضحك شديد...
شوفتي أخرت عمايلك يا روان، عشان لما اقولك العيال ممكن تشوفك ب لبس الخدامات بتاع امبارح دا تصدقيني بعد كدا...

روان بغضب...
يلا، يلا كفاية كلام عشان تروحو الحضانة، امسك يا آدم خلي بالك على ولاد الشقية دول، ولا اقولك هم اللي يخلو بالهم عليك...

آدم بضحك وهو يمسك يد صغيريه...
يلا يا عيال قبل ما تحدف فينا ابو ورده...
خرج آدم وصغيريه إلى خارج القصر ليركبا سيارتهما ويتجها إلى الحضانة في أول يوم لهما، الحضانة كانت تابعة لمدرسة انترناشيونال من أكبر المدارس في مصر...

أوصلهما آدم بنفسه في أول يوم وإطمأن عليهما بسعادة لأنهما كانا سعيدين في الفصل الخاص بهم...

اتجه إلى عمله وهو يبتسم بسعادة لعائلته الصغيرة التي عوضت بداخله كل الآمه وماضية، حمد الله كثيراً بداخلة وتمني الخير لعائلته دائماً...

وعلى الناحية الأخري في مكان بعيد قليلاً في مدرسة أخري...
كان هذا الصغير قابعاً على شئ ما ينهيه بدقة متناهية، كان ممسكاً بقلم رصاص وألوان مختلفة ينهي لوحة فنية أمامه بدقة ورسم لا يستطيع من بعمره أو بفصله أن يرسم مثلها، حتى مدرس الرسم نفسه كان مبهوراً به وهو يقف بجانبه يشجعه على إتمامها.

وضع إيهاب القلم بتفاخر بنفسه، هذا الصغير صاحب الثماني أعوام فقد مرت ثلاث أو أربع بعد آخر مرة رأيناه بها كبر خلالها يوسف وسيف وقدر قليلاً...

نظر إلى اللوحة في يديه بإبتسامة متفاخرة فقد استطاع في حصة الرسم أن يرسم افضل من كل زملائه في الفصل...

الأستاذ بسعادة وتفاجئ برسمه...
سقفوله سقفه كبيرة...
صفق جميع الطلاب الصغار بالفصل من أجل إيهاب، ليبتسم هو بسعادة وفخر دون أي رد فعل...

الأستاذ بتهنئة.
برافو عليك يا ايهاب، انت اتعلمت الرسم فين؟
إيهاب بإبتسامة...
من ماما، بس أنا برسم احسن من اي حد هنا، وهفضل دايماً احسن من اي حد هنا...

نظر إليه الاستاذ بشك من أسلوب هذا الصغير، شخصه الاستاذ أنه يعاني من ( مرض النرجسية ) فهذا ليس طبيعياً اطلاقاً...

صديق إيهاب وقد كان إسمه ( تيّم ) وهو صديقه الوحيد بالفصل لأن كل الفصل تقريباً يكره إيهاب بسبب تكبره عليهم...

الله، انت بترسم حلو اوي يا ايهاب ممكن ترسمني.؟
إيهاب بإيماء...
موصلتش للمرحلة دي بس لما اكبر هرسمك يا تيمو.
تيّم بإبتسامة...
هو انت إزاي شاطر كدا في كل حاجه؟ يعني دايما بتطلع الأول علينا وبتاخد شهادة تقدير كل سيمستر ( ترم) وكل حاجة بتعملها شاطر حتى ماما دايماً تقولي خليك زي إيهاب...

إيهاب بتفاخر.
محدش زي إيهاب يا تيمو، مجاش لسه اللي يبقي زيي، أنا الباشا ولما اكبر هبقي وزير أو حتى رئيس، المهم اني هفضل الباشا.

تيّم بعدم فهم...
انا لما اكبر هكون أستاذ عشان أعلم الناس ويخافو مني زي ما انا بخاف من مستر العربي...

إيهاب بضحك...
طب اسكت بقي عشان مستر العربي جه وهو بيكره لما حد يقوله مستر...
بالفعل تابع هذان الصغيران يومهما الدراسي...
وعلى الناحية الأخري في قصر الكيلاني...
كانت روان جالسة تلعب مع صغيرتها قدر...
كانت روان تتحدث معها وتتفاعل معها حتى تستطيع قدر الكلام...

كانت روان تلاحظ أن قدر تنظر إليها كثيراً وتحاول اصدار صوت تقلد به حركه شفاه والدتها ولكنها لاحظت في كثير من الأحيان أن هناك مشكلة ما مع صغيرتها، لا تدري روان ما هي ولكنها شعرت أن هناك شيئاً ما غير طبيعي في طفلتها، فهي لم تنطق سوي ماما وبابا فقط والاطفال في سن قدر يتحدثون حتى لو قليلاً يحاولون الحديث على الأقل؟

اتجهت قدر التي تمشي على ركبتيها تارة وتمشي على قدميها تارة أخري إلى لعبة ما كانت بعيدة عن روان حتى تلتقطها الصغيرة...

روان بسعادة وهي تنظر لها...
قدرررر تعالي هنا نلعب سوا...
كانت قدر تسير إلى اللعبة وكأنها لم تسمع شيئاً...
روان بإستغراب وهي تنادي عليها...
قدرررر، حبيبتي تعالي هنا...
نفس ردة الفعل من قدر...
اتجهت روان وقد شكت بما كان يجول بخاطرها، ووقفت أمامها لتردف بخوف وصوت عالي.
قدررررر، بقووولك تعااالي انتي سامعاااني؟
التفتت قدر بخوف إلى والدتها التي كان صوتها عالي هذه المرة وسمعته قدر...

روان وهي تتجه إلى طفلتها بدموع في عيونها تكاد تبكي منها...
قدر حبيبتي انتي سامعاني؟ معقول مش سامعاني؟
كانت قدر تنظر لها دون فهم بأي شيئ...
روان بتدريب...
قولي ورايا ماما، ماما. يلا قولي ماما...
قدر وقد رأت شفتي روان تتكلم ولكنها لم تسمع شيئاً، فيجب على روان أن ترفع صوتها أكثر حتى تسمعه قدر...

روان وقد شكت بالأمر تماماً...
لترفع صوتها بشدة...
مااامااا، يلا قوولي، مااامااا...
قالتها قدر ورددت خلفها هذه الكلمة بعد أن رفعت روان صوتها...
انهارت روان باكية بشدة فقد اكتشفت للتو لماذا لا تتفاعل ابنتها معهم وهذا لأن ابنتهم لا تسمع، ابنتهم تحتاج إلى سماعات اذن حتى تسمع، لامت روان نفسها بشدة لأنها لم تفعل لها كشفاً مبكراً للصم والبكم علّها كانت تعرف بالماضي ما بإبنتها وتعالجه مبكراً...

اتصلت روان على آدم وهي تبكي، ليتجه آدم مسرعاً إلى المنزل بخوف عليها وعلى ابنته فقد ظن أن هناك شيئاً ما يحدث لهما...

وصل آدم إلى المنزل وحكت له روان ما حدث...
صُدم آدم بشدة ليردف بغضب من نفسه...
يا ريتني كنت كشفت عليها بدري، بس انا هوديها احسن مستشفي في العالم يكشفوا عليها وإن شاء الله هيكون ليها علاج.

روان ببكاء...
أنا سمعت أن الموضوع دا يا يتلحق في أولها يا خلاص، زي بنت يسرا اللوزي الممثلة هي برضة عندها اللي عند بنتي، يا عيني عليكي يا بنتي هتعيشي طول عمرك مبتسمعيش الا بسماعة...

آدم بحزن كبير...
إهدي يا حبيبتي عشان خاطري...
روان ببكاء...
يا رب إحفظهالي، يا رب...

بالفعل مرت فترة وقد ارتدت قدر الصغيرة بها سماعة للأذن كانت لا تتحملها في البداية وتحاول إزالتها مثل أي طفل صغير، ولكنها في النهاية استطاعت أن تعتاد عليها وتسمع بها، بل وتحدثت بها أيضاً قدر، أخيراً تكلمت بعد أن سمعت كل شئ يدور حولها وتفاعلت مع الأمر، وهذا اسعد روان بشدة رغم خوفها على ابنتها وعلى مستقبل ابنتها من التنمر في المدرسة وكل شئ، ولكنها قررت أن تجعلها قوية تحارب في هذه الحياة ولا تهاب أي شيئ قررت روان أن تجعل صغيرتها لديها عزة نفس وكرامة لم تكن بأمها بالماضي، قررت أن تبني وتربي بالطريقة الصحيحة...

فكانت روان وآدم نِعم الأم والأب اللذان يحاربان لأجل أطفالهما...
سنة تلو الأخري، سنة تليها الأخري ليمر من عمرنا خمسة عشر عاماً...
كبر آدم وروان وابطال قصتنا القديمة ليصبحا في العقد الرابع والخامس من العمر، كبر معهم ابطال قصتنا الصغار ليصبحا في سن الشباب...

الا شخص واحد كلما كبر كلما ازداد وسامة، آدم الكيلاني شيخ الشباب الذي كان في الخمسون من شبابه وعمره، أجل شبابه فهو ما زال يتمتع بهذة البنية العضلية القوية والوجة الوسيم رغم امتلاء شعر رأسه باللون الأبيض إلا أنه زاده وسامه على وسامته...

وكذلك روان التي كانت في الأربعين من العمر وكانت جميلة للغاية لا يظهر عليها أي سن حتى من يراها يعتقد أنها في الثلاثين والعشرين من جمالها فقد ظن الجميع أنها أخت ابنتها وذلك لأن روان لم تتغير كثيراً...

كبر خلال هذه المدة يوسف وسيف اللذان أصبحا في
أوائل العشرين من العمر، كبرت قدر لتصبح في السابعةً عشرة من العمر والتي كانت تقريباً نسخة من شخصية والدتها مع تحول لون عيونها إلى الاسمر حين تغضب مثل والدها، ولكنها لم تكن بغضب والدها الدائم فهي فقط كانت تملك عيونه، أما شخصيتها كانت نسخة عن والدتها...

فتحت قدر النمر عيونها في غرفتها، قامت من مكانها بنشاط وسعادة والتقطت من على الكوميدينو بجانبها سماعة الأذن خاصتها والتي لا تسطيع أن تسمع إلا بها...

قامت قدر بنشاط وسعادة لأن اليوم هو أول يوم لها بالجامعة، كانت قدر سعيدة للغاية لأنها ستذهب مع صديقتيها إلى نفس الجامعة وهي كلية
الحاسبات والمعلومات وقد اختاروا هذه الجامعة لأن مجموعهما كان ما يعادل 85 وكانت تلك هي الأنسب لهم...

قدر بهمة بعد أن قامت من على سريرها...
يا صباح الجامعة والمحاضرات اللي أخيراً هدخلها وابقي شخص بالغ معتمد على نفسه بعيداً عن أملاك أبوه...

اتجهت قدر إلى المرحاض وتؤضأت وصلت الصبح، ارتدت بعد ذلك ملابس الخروج خاصتها والمكونة من بنطال من الجينز عليه كنزة وردية، كانت قدر تمتلك قامة متوسطة ليست طويلة كوالدها ولا قصيرة كوالدتها قامتها متوسطة ذات جسد متوسط أيضاً لم تكن تملك أنوثة متفجرة كوالدتها روان كانت عادية نحيفة بعض الشئ ولكن أيضاً ليست تلك اللافته للنظر كوالدتها روان...

فردت قدر شعرها البني والتي ورثته عن والدتها وورثت طوله أيضاً منها فقد كان طويلاً متموجاً ساحراً وكان هذا ما يميزها عن أي شئ بها، وأيضاً عيونها كانت متميزة للغاية فهي عيون النمر والدها...

اخذت حقيبتها بها أدواتها، واتجهت إلى الأسفل حيث عائلتها...
نزلت قدر إلى الأسفل، ليصفر لها من على السلم أخيها سيف الذي لم يختلف عنها كثيراً في مرحه وشخصيته رغم أنه أكبر منها...

سيف بضحك...
أولي جامعة جت، أولي جامعة جت، ياختي كبرتي وبقيتي مزة وخلاص هنشوفلك عريس ونستتك. ولا اية يا بابا...

أنزل آدم الجريدة من على وجهه ليظهر وسيمنا الكبير جالساً على مقدمة السفرة...
نظر آدم إلى إبنته من أعلي إلى أسفل ليردف بصوت عالي...
اطلعي يا بت غيري اللي انتي لابساه دا والبسي حاجة واسعة شوية مش كفاية مش عايزة تتحجبي وفردالي شعرك، مركب قرون أنا عشان تنزلي كدا...

روان بضحك وهي تأتي من المطبخ ببعض الاطباق تضعها على السفرة...
هو انت موركش غير الكلمة دي مع البت كل يوم نفس البؤقين من وهي في تالتة اعدادي. طب اعمل اية في بنتشي ما هي طالعة قمر لأمها.

قالتها روان وهي تحرك شعرها وكتفيها بمرح...
آدم بغضب وغيرة لم تتغير...
روااان، متعمليش كدا قدااام العيااال احسنننلك...
روان بضحك...
يا راجل انت داخل على الستين ولسه بتغير عليا ولا كأنك خاطفني اول امبارح...
آدم بضحك وهو يغمز لها...
وهفضل اغير عليكي حتى لو على فراش الموت يا حرم آدم النمر...
قدر بضحك ومرح...
بقولكووو إيييه مش ناقصة محن هي عايزة أفطر عشان ورايا جامعة مش فايقة لقصة حبكم دي على الصبح...

سيف بضحك...
مين سمعك يا قدر خديني معاكي أنا كمان ورايا جامعة...
روان بضحك...
عارفين انتو لو حد تاني كان النمر عمل فيكم اية؟
سيف بضحك...
مكنش هيعمل حاجه يا ماما دا النمور اللي بيهدد بيها الناس أنا مربيهم وبيحبوني اكتر من أبويا نفسه يعني هو يخاف مني مش العكس.

قدر بمرح...
بقولك اية يا رورو، ما تجيبي مفتاح عربيتك اروح بيها الجامعه يمكن ربنا ينفخ في صورتي واعيش قصة حبك وحد يخبطني وأحبه...

آدم بضحك وهو يشرب قهوته الصباحية...
مشكلتك يا قدر انك ليكي ضهر وسند يعني لو حد فكر يقربلك أو يلعب بديله معاكي ابوكي هيفش.

اااددددم عيييب...
صمت آدم وهو يضحك بشدة على روان...
روان بضحك...
علي رأي ابوكي يا بنتي راحت على زمن الخطف الجميل خلاص، فين ايام ما كنت بتخطف كل اول شهر مع المرتب، كنت انا وعمتك ندي واخدين سوق الخطف من أوله لأخره محدش اتخطف قدنا...

قدر بضحك...
انتي مفيش زيك يا رورو والله، أنا ماشية...
مش هتفطري؟
لا عشان الحق اول محاضرة، باي...
قالتها قدر ورحلت مسرعةً إلى السيارة تركبها لتذهب إلى الجامعة يقودها سائق عينه آدم بنفسه حتى يحرس ابنته منذ أن كانت في المدرسة، ف آدم يخاف على قدر بشدة، يخاف أن يحدث لها أي شئ من اي أحد...

سيف وهو يأخذ ساندويشة بسرعة...
أنا كمان ماشي يا ماما ويا بابا، سلام عشان الحق المحاضرة...
قالها ورحل إلى سيارته التي يقودها هو إلى جامعته...
أما آدم نظر إلى روان نظرة تفهم روان معناها جيداً...
آدم بحزن...
هو لسه يوسف مصمم على كلامه!
روان بإيماء.
أيوة، هو اصلا خد القرار خلاص، هو ناوي انهاردة يجيلك الشركة يبدأ اول يوم ليه...

آدم بغضب...
أيوة بس هو لسه صغير على الكلام دا، دا لسه 19 سنه؟ عايز يشتغل ليه ميركزش في كليته ويبقي بعدها ينور الشركة...

يوسف وهو يخرج من مكتب أبيه في الدور الأرضي بعدما استولي عليه وأصبحت غرفة مذاكرته...
بكل بساطة، انا عايز اعتمد على نفسي يا بابا زيك، عايز اكون ناجح زيك بس بمجهودي...

آدم بغضب...
مقولتش حاجه دا شيئ يخليني فخور بيك بس أنا عايزك تركز في كليتك عشان هندسة صعبة مش سهلة...

يوسف بإصرار وغضب نسخة من شخصية والده...
لو سمحت يا بابا تحترم قراري بدل ما اروح اشتغل عند شركة تانية، انا عايز ابدأ من انهاردة تدريب في شركتك وأبدأ شغلي ومرتبي زيي زي اي حد.

آدم بتوعد وغضب من عناد هذا الصبي...
خلاص تمام يا بشمهندس، تنور الشركة بس انا بقي مش هبقي ابوك الحنين في الشغل...

يوسف بإصرار وعيون غاضبة...
وانا عايز كدا...
روان وهي تحاول تهدئة الأمور...
هدو يا جدعان مش كدا اتنين نمور بيتخانقو يلهوووي عليكم، اهدو مش كدا وانت ياض يا يوسف اللي في سنك دلوقتي بيسمعو حسن شاكوش وويجز وبيعملو تيك توك انت مش بتعمل تيك توك وانت بترقص في الفرح زي دونجل ليه ياض؟

يوسف بإستغراب...
دونجل مين يا ماما، وبعدين الناس دي قدمت خلاص مين لسه بيسمع مهرجانات شعبي؟

روان بغضب...
ما انت مبتفهمش في زمن الطرب الأصيل اللي الاستاذ هاني شاكر منعكم منه خلاص...
يوسف بضحك وهو يتجه ليأخذ إفطاره...
أنا ماشي يا ماما عشان الحق كليتي أنا كمان، سلام...
روان بضحك...
نرم زي ابوك مش فاهمين حاجة من اللي بقولها...
رحل يوسف خارج القصر لتبتسم روان وهي تدعو لهم بالخير والصلاح...
نظر آدم إلى روان بخبث بعدما رحلو ليردف بمرح...
كبرت وإحلويت يا جميل، وبقيت أنا الشوجر دادي بتاعك.

روان بضحك وخجل...
يا راجل عيب ما تلم نفسك بقي انت كبرت على الحركات دي...
اتجه إليها آدم بضحك وحملها على يديه ليردف بعشق...
وحياااة امك حتى لو كان عندي مية سنه هفضل احبك زي اول مرة شوفتك فيها وخطفتك فيها...

روان بعشق وهي تحتضنه...
وانا كمان يا نموري...
اخذها آدم إلى عالمهم الخاص الذي يعشقه معها وحدها ولم يعشق غيرها مهما مر الزمان...

وعلى الناحية الأخري في مكان ما تبدأ حكايتنا الجديدة...
علي الناحية الأخري في مكان بعيد كان بطل روايتنا
إيهاب الدسوقي جالساً مرتدي بدلة فحمية اللون ك لون قلبه الأسود مع أنه فقط في منتصف العشرينات، الا أنه رأي الكثير في الحياة جعله أسود القلب وزاد عنده ( مرض النرجسية ) ليتطور إلى هوس أسوء واسود من الماضي...

دلف هذا الشيطان والذي لا يليق به إلا هذا الإسم إلى مكان قذر في مكان أشبه بالجراچ ولكنه كان أقذر، ابتسم بنرجسية وغضب وعيونه واسنانة كانتا أشبه بمن سيقتل الآن...

كان أمامه شخص ينتفض من الرعب والبرد جالساً عارياً تماماً ومربوطاً في شيئ ما...

إيهاب بصوت مرعب فقد كان يميزه صوته المرعب حرفياً...
يا رب استضافتنا تكون خفيفة عليك. عشان لسه اللي جاي أو وأتقل بكتير...
الشخص بخوف شديد...
ابوس ايديك يا ايهاب باشا ارحمني أنا مش عارف انا هنا ليه اصلا ابوس ايديك ارحمني...

إيهاب بصوت عالي وضحكة مخيفة وكأنها هيسترية.
أنا بعشششق صوت الشخص الضعيف لما يترجاني مموتوش وعشان كدا أنا هديك فرصة تلين قلبي...

قالها وجلس على كرسي وضعه له حراسه الذي يقفون خلفه ليجلس إيهاب ويضع قدماً فوق الأخري بإبتسامة الشيطان، ثواني وأشعل سيجار وكأنه لا يفعل أي شئ.

نظر إلى الشخص المربوط ليردف بإبتسامة شيطانية...
حاول، حاول تخليني مموتكش...
الشخص بخوف وترجي...
ابوس ايديك ابوس رجلك، وحياة ابوك، ورحمة امك الله يرحمها متموتنيش...
إيهاب بضحك هيستيري مريض ومخيف وكأنه مستمتع بعذاب من أمامه...
وانت بقي مرحمتهاش ليه يا ( سبه بأقذر الألفاظ ) ليتابع بعيون الشيطان تلك، مرحمتهاش ليه قبل ما تموت! انت عارف ان انا هموتك نفس الموته اللي امي ماتتها بس على اقذر بقي...

الشخص ببكاء هيستيري...
ابوس رجلك ارحمني يا ايهاب باشا...
اتجه الشخص إلى قدمي إيهاب يقبلهما بشدة وخوف.
نظر ايهاب إليه بإستمتاع بهذا العذاب وبذكر كلمة باشا التي يلقب نفسه بها منذ الصغر...

إيهاب بخبث...
تمام، وانا هرحمك شوية صغيرين...
نظر إليه الشخص بسعادة وابتسامة وقد ظن أنه على مشارف أن يعيش مجدداً، نظر ايهاب إليه بخبث وابتسامة شيطانية مخيفة...

ثواني ووضع حذائه في روث كلب كان بجانبه...
إيهاب وهو يأخذ نفساً من سيجارته ببطئ وإستمتاع...
إمسحلي جزمتي...
اتجه الشخص بسرعة ليمسح له حذائه بملابسه،
ليردف إيهاب بضحك وخبث...
تؤ تؤ يا حلو، إمسحلي جزمتي ببوقك...
الشخص بصدمة وخوف...
ااا، إي!
إيهاب بخبث وضحكة شيطانية شريرة...
زي ما سمعت كدا، إمسحلي جزمتي ببؤقك، بلسانك كمان، يلااا...

اقترب الشخص بتقزز وهو يبكي بقوة وإشمئزاز من حذاء إيهاب الدسوقي، ولكن حياته مرهونة بهذا الفعل، ليبدأ بإخراج لسانة والذي تقيأ قبل أن يتجه حتى إلى حذاء إيهاب ولكنه في النهاية ضغط على نفسه ليمسح له حذائه بلسانة في حركة مثيرة للإشمئزاز والقرف حتى أن أحد من حراس إيهاب تقيأ من المنظر فقط...

أما إيهاب المريض نفسياً بالمعني الحرفي للكلمة، كان يبتسم ويضحك بإستمتاع بهذا العذاب...

أنهي الرجل ما يفعله وتقيأ مجدداً ليردف بتوتر...
أنا، انا خلصت يا ايهاب باشا...
إيهاب وهو يهز رأسه بإيماء...
برافو عليك لمعتهولي وعشان كدا أنا زي ما وعدتك هنفذ ومش هعمل فيك اللي انت عملته في أمي على المركب اللي كانت مسافرة عليها...

أبتسم الرجل وقد ظن أنه نجي ولكن ايهاب تابع بهدوء تام...
انا هنهي حياتك بسرعة...
أخرج مسدس من جيبه وفي أقل من ثانية انطلقت رصاصة من المسدس لتستقر برأس هذا الشخص ليموت فوراً...

إيهاب بسعادة لما يراه وكأنه يرسم لوحة فنية من دماء أعدائه، ولكن مهلاً لما كل هذا العداء، لما كل هذه النرجسية والمرض النفسي بداخله؟ بالتأكيد هناك شيئاً ما قد فعله هذا الوغد الذي قتله في أمه اوصلت إيهاب إلى هذه الحالة من أن يتحول بالكامل ليصبح
( الشيطان )...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة