قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل الخامس

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل الخامس

رواية عشقت مجنونة الجزء الثاني للكاتبة آية يونس الفصل الخامس

اعدك أن انتقم لكرامتي التي اهنتها، اعدك أن اجعلك تندم على كل دمعه نزلت من عيوني...

اتجهت لمار مجدداً إلى الشركه بعدما ذرفت الكثير والكثير من الدموع، بعدما انتهي كل شيئ في كيانها، روحها المهدرة مع كرامتها المُهانه، كل شيئ داخلها أصبح عبارة عن فتات لا تعرف كيف تجمعها مجددا، ولكن ما تعلمه هو شيئاً واحداً سيسترد لها كرامتها المبعثرة وفتات روحها المكسورة بشدة أثر قلبها الذي تحطم بسببه، حطمني نعم وكسرني أيضا، ولكن هذا دوري لأرد له بعضاً من أفعاله...

دلفت لمار إلى الشركه وصعدت إلى الدور العلوي متجهة إلى مكتبها، دلفت لتجد ياسمين صديقتها جالسه على مكتبها الخاص تفكر شاردة البال...
اتجهت إليها لمار لتردف بإبتسامة: ازيك يا سوسو، ايه اللي واكل عقلك!
ياسمين بضحك: ههههه مفيش يا ستي كل الموضوع أن بشمهندس جاسر عيني مشرفه على التيم بتاع الفندق بتاع اخو، احم قصدي فندق الآدم...
لمار بفرحة: بجد! الف مبروك يا سوسو...

ياسمين بإبتسامة: وانتي بقي مجتيش ليه انهاردة، لتتابع بمرح، مخصوم منك نص يوم علفكرة هههههه
لمار بضحك: سيبك بس مجتش ليه والكلام دا، انا عاوزاكي في حاجه مهمه...
ياسمين بإنتباه: خير يا ليمو مالك!
لمار بتنهيدة قوية: لا دا موضوع كبير، لازم اقعد معاكي بعد الشغل واقولك على كل حاجه من الاول...
ياسمين بإيماء: ماشي يا قلبي، بقولك ايه مشوفتيش عمر، اصله مجاش هو كمان لحد دلوقتي!

لمار بغضب وهي تتجه لمكتبها: معرفش يكش يولع...
اتجهت لمار إلى مكتبها لتتابع عملها وفي داخلها قررت أن تلعب معه لعبة التحدي والانتقام هي الأخري...
لتردف في نفسها بغضب ورغبة في الانتقام: انا بقي هعرفك يا عمر، إن ما خليتك تكره اليوم اللي اتحديتني فيه ووقفت قدامي مبقاش انا لمار...

ماذا فعلتي بقلبي كي يتمناكِ إلى هذا الحد!
ذهبت اسراء إلى الحديقة الكبيرة الموجودة في مقدمة القصر كما قال لها آدم كي تنتظر روان، بقيت جالسة لفترة ليس بكثيرة وهي خائفه بشدة أن تتأخر عن ميعاد خروج الجامعة وبالأخص ميعاد قدوم هيثم...
جلست تلعب في هاتفها قليلاً لحين قدوم روان ولم تنتبه لهذا الذي دلف هو الآخر إلى القصر ويسير بإتجاهها بخبث...

- مكنتش اعرف إن آدم النمر وفريدة هانم بيرحبو بالضيوف اللي من الطبقه المعدمة زيك...

نظرت اسراء بغضب لهذا الذي يتحدث، ثواني ما تحول الغضب إلى صدمة كبيرة عندما رأته...
لتردف بصدمة: انت! انت بتعمل ايه هنا!
وليد بخبث: ايه قطعت عليكي لحظاتك الخاصه مع آدم...
نظرت له بغضب بعد جملته تلك، ثواني وتلقي منها صفعة كبيرة، (ما هي بتبدء بصفعه بعد كدا هوقف اي حد شبه آدم في الشارع واديله صفعه كبيرة ).

نظر لها بصدمة كبيرة لما فعلت، ثواني ما تحولت الصدمة لغضب شديد، ليقترب منها بغضب وعيونه الخضراء تحولت إلى الاسود من الغضب...
تراجعت اسراء بخوف شديد...
لم ينقذها منه إلا صوت آدم...
آدم بإستغراب وتفاجأ: وليد.! انت بتعمل ايه هنا!
وليد وهو ما زال في وضعيته ينظر لها بتوعد شديد وغضب كبير: مفيش، جاي اسلم على فريدة هانم، اصلها وحشتني اوووي وهتشوف ايام حلوة اوووي...

نظر إلى إسراء بتوعد وهو يقصدها بكلامه هذا، لتنظر هي له بخوف شديد...
اسراء بتوتر وخوف: ه. هي روان هتيجي!
وليد بخبث: اه صحيح يا نمر، ماقولتليش يعني أنك اتجوزت، ليتابع بخبث وقد علم أنه أغضب آدم وبشدة، بس صحيح فين مراتك أباركلها...
حاول آدم كبح غضبه الشديد أمام اسراء، ليردف بأمر: اتفضلي انتي روان مستنياكي جوة...
اومأت إسراء وذهبت في طريقها بخوف شديد من نظرات وليد الموجهه لها بتوعد شديد...

بمجرد ذهابها، التفت آدم إلى وليد بغضب...
- وأقسم بالله يا وليد أي كلمه تانيه عن مراتي هدفنك مكانك هنا...
وليد بخبث: انا قولت حاجه غلط! انا قولت بس ابارك للمدام و...
قاطعه آدم بغضب: قولتلك متجبش سيرتها على لسانك فاااهم، مراتي مليون خط احمر يا وليد، ولو جاي تنتقم مني على اللي فات واللي انت اصلا رفضت تصدق غير اللي شوفته فوفر كلامك وانتقامك عشان انت لسه متعرفش النمر...

وليد بتحدي وخبث: لا بس خلي بالك، النمر هيجيله يوم ويقع لما اللي حواليه كلهم يتخلوا عنه...
آدم بغضب: وفر نصيحتك لنفسك يا وليد باشا، انت اكيد عارف آدم النمر عشان انت كنت صاحبه في يوم، وعارف كويس اوووي أنه مبيقعش بسهوله...
وليد بسخرية: هنشوف يا نمر، ليتابع بخبث، ابقي سلملي على طنط فريدة عشان واحشاني وليا معاها كلام كتير بس في يوم تاني...

قال جملته الأخيرة ورحل تاركاً آدم يفكر في اخر جمله وماذا يقصد بهذا!
وعلى الناحيه الأخري في داخل القصر...
دلفت اسراء إلى القصر وهي تلتفت يميناً ويساراً من روعته، لا تري مثل تلك الأماكن الا في التلفاز فقط...
قطع تأملها صوتاً اشتاقت له بشدة...
ايه دا ام عيون السما عندنا، لولولولولولولللللي يا الف نهار موز باللبن...
نظرت اسراء بضحك وشوق كبير إلى ابنه خالتها اعلي السلم...

لتردف بمرح: مجنونة وهتفضلي مجنونة هههههه
نزلت روان مسرعة إلى الأسفل لتعانق صديقتها وابنه خالتها، وكذلك اسراء التي اشتاقت لها بشدة، نزلت دمعه من روان وهي تحتضن اسراء ولكنها أخفتها مسرعة حتى لا تشك اسراء بأمرها...
ابتعدت روان عنها لتردف بمرح: بس ايه يا بت مالك احلويتي كدا هههههههه، لتتابع بخبث، تلاقيكي انتي والواد هيثم ما صدقتو اني اتجوزت عشان ميبقاش بينكم عزول...

اسراء بحزن: هيثم اتغير اووي يا روان، لتتابع بإبتسامة وهي تغير الموضوع، بس مقولتليش يا بت ايه الجمال دا...
روان بفخر: ميرسي طول عمري والله...
اسراء بمرح: انا بتكلم على القصر مش عليكي يا عرة هههههه
روان بضحك: بقي كدا يا رباط الجزمه هههههه، لتتابع بحزن، بقولك ايه انتو عاملين ايه، ماما عامله ايه هي وهيثم!
اسراء بحزن: مش هكدب عليكي يا روان البيت من غيريك لا يطاق والله ملوش معني وبلا روح...

روان بمرح حتى لا تحزن اسراء: ايه دا من أمتي الكلام دا ههههه وايه بلا روح دي شايفاني هيفاء وهبي هههههه
انفجرت اسراء ضاحكةً من ابنه خالتها المجنونة فمهما حدث لن تتوقف عن اضحكاها...
لتردف اسراء بمرح: انتي عمرك ما هتتغيري يا مجنونة...
نظرت اسراء يميناً ويساراً حتى تتأكد من عدم وجود أحد...
لتردف بعتاب: بقي كدا يا روان! ازاي توافقي تتجوزي اللي خطفك وكمان متدافعيش عن نفسك قدامنا ليه كدا بس...

روان وهي تحاول عدم البكاء حتى لا ينكشف أمرها وتؤذي ابنه خالتها: مفيش يا اسراء قفلي على الموضوع دا، ا، انا وافقت واهو اتجوزت ومش هروح الجامعه تاني زي ما أتمنيت هاااح كان فين آدم دا يخطفني من سنتين عشان مكنتش ادخل الجامعه نهائي ههههه
اسراء بضحك: والله مجنونه، لا انا بتكلم جد يا روان، انا واثقه انك مش متفقه معاه وأنه خاطفك صح ولا لأ!

نظرت لها روان بحذر وخوف، لا تدري بما تجيب إن قالت لها الحقيقه فستؤذي عائلتها على يد هذا الشخص المتعجرف الذي خطفها، ولكنها تود وبشدة أن تخبر ابنه خالتها عن كل شيئ ربما تسامحها عائلتها أن علمو الحقيقة...
حزمت روان أمرها، لتردف بإيماء وهي تنظر في جميع الاتجاهات: انا هقولك كل حاجه بس إوعديني محدش يعرف حاجه وخصوصا آدم، اوعديني ارجوكي يا اسراء عشان اطمن عليكو...

نظرت لها اسراء بإستغراب، ماذا تعني ب اطمن عليكو...
لتردف بإيماء: اوعدك يا روان...
نظرت روان يميناً ويساراً بخوف حتى لا ينكشف أمرها، ثم حكت لإسراء كل شيئ من هذا اليوم المشئوم حتى خطتها للهرب بعد اسبوع...
نظرت لها اسراء بصدمة: معقول كل دا حصل، انا كنت متأكدة والله انك بريئه...
روان وهي تمسح دموعها: المهم انك متعرفيش حد خالص بالموضوع دا يا اسراء ارجوكي ولا حتى ماما وهيثم عشان متتأذوش بسببي...

اسراء ببكاء هي الأخري: بس يا روان دول ظلموكي...
روان بحذر: اسمعي الكلام لازم محدش يعرف اي حاجه، اوعي يا اسراء تحكي لأي حد اي حاجه، اوعديني هيفضل سر بينا...
اسراء بإيماء وهي تمسح دموعها: مش هقول لحد، بس انتي هتروحي فين بعد ما تهربي!
روان بنفي: معرفش بس الست اللي اسمها فريدة هانم قالتلي هتسافري برة القاهرة خالص، لسه مقالتليش فين...

فضلت روان الا تحكي لها عن ذهابها إلى الإسكندرية حتى لا تأتي لها أو ينكشف أمرها ويأتي بها آدم مجددا عن طريقها...
اومأت إسراء بحزن...
لتردف روان بمرح: لا بقولك ايه افردي بوزك انتي جايه تزوري ميتين هنا...
ضحكت اسراء بخفوت وحزن شديد بداخلها على ابنه خالتها...
لتردف روان بهدوء وهي تلتفت حولها بخوف: بقولك ايه هو اسلام عامل ايه دلوقتي!
اسراء بحزن: سمعت أنه فاق امبارح وسأل عليكي...

روان بحزن: انا عاوزة اشوفه يا اسراء قبل ما امشي، لازم اشوفه عشان حاجه مهمه...
اسراء بإيماء: هحاول اتصرف في الموضوع دا متقلقيش...
ثواني وسمع الإثنان أقدام آدم تدلف إلى القصر...
لتردف اسراء بسرعة: انا لازم امشي...
روان بإيماء: ابقي سلميلي على كل العيله يا اسراء...
اسراء بإيماء: حاضر...

ودع الإثنان بعضهما وكلاً منهما تبكي بشدة، ابتعدت روان عنها لتسمح دموعها مسرعة وتبتسم قبل أن يلاحظ آدم الذي دلف للتو اي شيئ...

اسراء وهي تتجه للباب: فرصه سعيدة يا استاذ آدم، مع السلامه يا روان...
أومأ آدم بلا اهتمام، بينما روان ابتسمت لها بوجع وهي تتمني الذهاب معها...
خرجت اسراء من القصر لتسير خارجا متجهة بسرعة إلى الجامعه قبل أن يحين وقت قدومه...

بينما روان في الداخل، بمجرد خروج ابنه خالتها، نظرت إلى آدم بغضب وصعدت إلى غرفتها دون حديث معه، بينما هو نظر في أثرها بإبتسامة خبيثه، ثواني وصعد هو الآخر خلفها...

دلفت روان إلى الغرفه وهي تتنفس بحسرة ودموعها بدأت بالهطول دون توقف، لتتفاجئ بفتح الباب، مسحت دموعها بيدها كالأطفال مسرعة حتى لا يراها آدم...
نظر لها آدم مطولاً بإستغراب من تلك الدموع، لم يراها في حياتها تبكي ابدا حتى وهي في قمه خوفها وحزنها تضحك وتمزح، ماذا حدث حتى تبكي هكذا!
آدم بإستغراب: كنتي بتعيطي ليه!
روان بغضب: ايه مش مسموحلي اعيط، ولا سيادتك هتمنعني عن اني اعيط كمان...

آدم بغضب: اتكلمي عدل يا روان ومتعليييش صوتك...
روان بتحدي وغضب: وانت مش من حقك تسألني عن اي حاجه، انا بكرهك وهفضل طول عمري اكرهك...
آدم بغضب شديد وقد تحولت عيونه إلى الاحمر من الغضب: بقي كددااا يا روااان، طيييب...
اتجه بغضب شديد ناحيه الباب ليغلقه جيداً تحت نظرات الرعب من روان...
اغلق الباب والتفت لها بغضب اخافها بشدة. لتجري مسرعة من أمامه ولكنه بخطوة واحدة سبقها ليمسك بيدها مسرعاً بشدة...

نظرت له بخوف وهي تحاول الهرب وفك يدها، ولكنه جذبها إليه بقوة لترتطم بصدره العريض، ليلف يده حول خصرها بتملك وهو يحتجزها بين منكبيه...

روان وهي تحاول الإبتعاد: ابعد لو. لو سمحت ابعد...

آدم بغضب: بتعلي صوتك عليا وبتقوليلي مليش حق أسألك، ليتابع بغضب شديد وعيونه تزداد رعباً، لااا انا ليا حق في كل حاجه تخصك، ليا حق اقتلك واموتك لو جبتي سيرة اي راجل على وش الدنيا، وليا حق اموتك لو فكرتي في يوم انك ترجعي لإبن السيوفي تاني او اي حد، ليتابع بغضب شديد لأول مرة تراه روان هكذا، انتي بتاعتي انا لوحدي، انتي ملكي لوحدي يا روان فاااهمه ملكي لوحدي، وليا حق في كل حاجه بقوللللك انتي فاهمه، انتي نفسك حقي كل حاجه فيكي ملكي ومن حقي فاااهمه...

نظرت له روان برعب شديد فلأول مرة تراه هكذا كالمجنون، نظراته وعيونه ارعبتها بشدة، لتحاول كالفأر الهروب من مصيدتها بين زراعيه...

استفزته حركتها تلك وهي تحاول الخروج من أحضانه، ليشدد من قوة يده على خصرها وهو ينظر لها بغضب شديد، ثواني وكانت شفتاه تطبقان على شفتاها بتملك وقوة وغضب، شهقت روان بشدة وهي تحاول الإبتعاد عنه ولكن يده كانت اسرع حيث رفعها إليه لتكون بمستواه وهو ما زال على وضعيته يقبلها بشدة وتملك شديد وغضب وتحدي...
حاولت روان بكل قوتها التي لا تقارن به أن تبتعد عنه ولكن دون جدوي...

ثواني ما تحولت قبلته من القسوة إلى الرقة وهو يحاول إثبات ملكيتها له وحده...
ثواني واحس بدموعها على وجنتيه ليبتعد عنها مسرعاً بخوف شديد تملكه لأول مرة عليها...
انزلها آدم برفق على الأرض ونظر لها ليجدها انفجرت في بكاء مرير، نظر إليها بخوف شديد عليها ليجد شفتاها تخرجان الدماء بسبب قبلته اللعينه تلك، غضب من نفسه بشدة لما فعله...

اقترب منها بحذر وهو يظن أنها ستعنفه أو تغضب منه وتتحداه ككل مرة ولكنه تفاجئ بها ترمي نفسها في أحضانه وهي تبكي بشدة، ثواني واستوعب آدم الموقف ليلف زراعيه حولها ويرفعها إلى أحضانه بقوة وهو يشدد من احتضانها...
لم تمانع روان بل لفت زراعيها هي الأخري حول رقبته وهي تشدد من احتضانه وتبكي بشدة في نفس الوقت، دفنت وجهها في رقبته وهي تبكي بشدة...

أما هو فشعر لأول مرة بشعور غريب تملكه، أراد الا تخرج من أحضانه ابدا، قشعريرة أصابت جسدة عندما شعر بوجهها وبأنفاسها الحارة في رقبته، ليشدد آدم من احتضانها وهو يحاول بث الطمأنينة بها، ولكن ممن، منه هو، هو الذي سبب لها هذا الرعب والألم الشديد والبكاء، كيف يؤلمها هكذا ومن ثم يحاول طمأنتها من نفسه...
غضب آدم من نفسه بشدة لما فعله...

شعر بإنتظام أنفاسها على رقبته فعلم انها قد نامت بين أحضانه، إبتسامة احتلت وجهه رغم الغضب والألم الشديد بداخله لما فعله، ذهب بها إلى سريره ليضعها برفق وهو مازال يحملها...
ابتعد عنها بعدما وضعها على السرير ولكنه بقي بالقرب منها يحدق بها وبكل تفصيله في وجهها، لا يعلم لما قلبه يدق مسرعاً وبشدة عند رؤيتها والنظر إليها، ناعمه هي كالأطفال ورقيقه كالفراولة، وتشبه الملائكة عند نومها...

نظر إليها آدم برقة لأول مرة، ثواني واقترب منها يستنشق رائحه الأطفال التي عشقها وبشدة على يد تلك المجنونة التي أصابته بالجنون هو الآخر، فأصبح مجنوناً بقربها، مجنوناً برائحتها، مجنوناً بوجودها في حياته، لا يعلم لما هذا الشعور الذي تملكه تلك الفترة، ولما تلك القشعريرة التي تملكته عند قربها منه، لا يعلم سوي أنه فقط أصبح يعشق قربها ووجودها وجنونها وتحديها له...

ابتعد برأسه عنها بعدما أخذ قدرا كبيرا من رائحتها التي يعشقها، نظر لها عن قرب بحنان لأول مرة في حياته، ولكنه وجدها تهتز بشدة وخوف وكأنها تصارع أحداً، سمع همهماتها بكلام غير مفهوم، اقترب منها بإذنه ليعلم ما تقول...
روان بخوف: ارجوك ابعد عني، ارجوك افتح النور انا بخاف من الضلمه، خرجوني من هنا انا مش قادرة اتنفس، بابا تعالي الحقني، الحراميه دول عاوزين يخطفوني، بابا ارجوك متسيبنيش...

نظر لها آدم بإستغراب، فهو لا يعلم ولا يفهم اي كلمه مما قالته، هل هي تحلم بوالدها ام ماذا!
ولكن قلبه آلمه بشدة عندما رآها تبكي لأول مرة أمامه في نومها، كان يعلم أنها تبكي ولكن دائما تبكي بمفردها دون أن يراها احد، لا يعلم لما تلك الدموع، هل هي بسببه هو ام بسبب شيئ آخر...

لا يعلم سوي أنه اقترب منها ومد يده بخوف عليها يمسح دموعها تلك برقه شديدة لأول مرة، هل حان الوقت ليصير النمر فريسه، ام أنه سيظل نمراً عنيداً يكابر ذلك الشعور بداخله...

عند تلك النقطه، توقف آدم عن التفكير، ابتعد عنها مسرعاً وهو يلعن نفسه...
ليردف بغضب شديد في نفسه: اهدي يا نمر، متنساش انت مين وهي مين، متنساش انت خطفتها ليه ومهمتها معاك ايه، متنساش أنها مجرد وسيله للإنتقام مش اكتر...

ثواني وعاد إليه جموده المعتاد وعاد إلى طبيعته مرة أخري، ليخرج من الغرفه وهو يعتزم على إنهاء هذا الأمر بسرعه حتى يعود لحياته الطبيعيه بدونها...

ولقائنا هذا سيولد معه عشق صغير بداخل كل قلب منا، وأنا أعدك أنه سيكبر دائما وأبداً،.

وصلت ندي وادهم إلى المشفي، ركن ادهم سيارته ودلف الاثنان إلى المشفي...
نظر ادهم إلى تلك التي تبتسم ببلاهه وخبث، ليردف بإستغراب: مالك يا بت!
ندي بتوتر: ها لا مفيش، لتتابع بمرح، هو مفيش هنا في المستشفي دكتور قلب موز كدا زيك عشان ياخد قلبي...
انفجر ادهم ضاحكاً من تلك المجنونة: هههههههههه وأقسم بالله انتي مجنونة، روحي يا بت استنيني في الانتظار عقبال ما اخلص...

ندي بمرح: متتأخرش عليا عشان بغير عليك من الكانيولا.
أدهم بضحك وهو يمشي: ههههههه مجنونة والله...
ذهب ادهم إلى غرفة اسلام ليطمئن عليه، بينما ندي جلست تنتظر صديقتها وهي تضحك بفخر...
لتردف في نفسها بمرح وفخر: الله عليكي يا بت يا ندي، ايه الدماغ دي دماغ مجرمين بصحيح...

وعلى الناحيه الأخري، دلف ادهم إلى غرفه اسلام ليجدة مستيقظاً على سريره بملل وحيدا في الغرفه...
أدهم بإبتسامة: السلام عليكم...
اسلام بجمود: وعليكم السلام...
اتجه ادهم للكشف عليه، قاس نبضات قلبه وعمل اللازم له...
ثواني واردف أدهم بجدية: الحمد لله على سلامتك، حضرتك بس محتاج راحة...
اسلام بغضب: انا عاوز افهم انا مش فاكر حاجه ليه، مش فاكر انا جيت هنا اصلا ليه!

أدهم بهدوء: الموضوع دا لسه هنشوفه مع دكتور المخ والأعصاب عشان نحدد حاله حضرتك...
اسلام بإيماء: ماشي شكراً...
خرج ادهم من الغرفه وهو يتنهد بسعادة فمهمته انتهت وسيعود إلى الإسكندرية قريباً، ولكن هل للقدر رأي آخر!

وعلى الناحيه الأخري...
رأت ندي صديقتها ميار تدلف إلى المشفي، اختبأت ندي بين الحضور حتى لا تراها ميار...
بحثت ميار عن ندي في كل مكان ولكن لم تجدها...
أخرجت هاتفها ورنت عليها، لتجيب الأخري وتخبرها انها عند قسم القلب...
اتجهت ميار تسأل عن قسم القلب ليجيبها احد ما أنه بالدور الرابع...
صعدت ميار بالمصعد إلى الدور الرابع متجهه إلى قسم القلب...

ميار بهدوء وهي تسأل احد الأطباء: لو سمحت مشوفتش واحدة شعرها اسود طويل وعينها خضرا هنا!
التفت اليها الطبيب بهدوء، ثواني ما تحول لصدمة كبيرة...
أدهم بصدمة: يمني!
ميار بإستغراب: يمني مين.! انا ميار!
ثواني ما تمالك ادهم نفسه وتذكر من هي، ليردف بخفوت وهو يسير بسرعة: م، معلش مش فاضي اسألي اي حد تاني...
نظرت ميار في أثره بإستغراب، ولكنها شعرت بداخلها انها رأته من قبل في مكان ما...

وعلى الناحيه الأخري من الممر، كانت تقف وتشاهد ما يحدث بإختباء...
ندي بغضب. : ليه ليه، إتكلم معاها يا غبي، ماشي يا ادهم الكلب وربنا اما نروح هعرفك، طب أقف شوية مع البت، ثواني وصرخت، يلهوووي دا جاي نحيتي...

جرت مسرعة متجه إلى احدي الغرف عشوائياً، فتحت اول غرفه قابلتها ودلفت وهي تصفر بحماس: الحمد لله هربت منيهم هعهعهعهع...

انتي مين.!
التفتت ندي إلى مصدر الصوت، لتقف في مكانها بصدمة وكان أحدهم قد سكب عليها دلواً من الماء البارد...

وإشتياقي لكِ كحرب مشتعلة، لا تنتهي إلا بعناقك،
دلف احمد ورحمه إلى القصر بعدما غادرو المشفي، ليجري اياد مرحباً بهم بشدة وهو يرتمي في احضان رحمة...
ليردف احمد بضيق: بصي ال جري عليكي ونسي أبوه...
رحمه بضحك: احسن عشان هو بيحبني اكتر...
قالت جملتها الأخيرة وهي تخرج له لسانها بطفوله، ليضحك احمد بشدة وهو ينظر لها بهيام شديد...
اياد مقاطعاً نظرات والده: متبصلهاش كتير دي بتاعتي لوحدي ياعم...

انفجرت رحمه ضاحكة بشدة من هذا الصغير الشقي، ولكن احمد نظر له بغضب شديد وغيظ من تلك التي تضحك غير عابئة به...
احمد بغيظ: عاجباكي اوووي...
رحمة بضحك: ههههه بصراحه اه، زي ما قال اياد متبصليش كتير عشان هو بيغير هههههههه
احمد بضحكة خبيثه: ماشي...
نظر إلى اياد ليردف بأمر: يلا على اوضتك عشان وراك مدرسة بكرة...
اياد بتأفف وهو يذهب: يوووه افضلو طفشونا كدا لحد ما اقتلكم...

ضحكت رحمة بشدة عليه، ثواني ما تحولت لشهقه عندما وجدت احمد يحملها بخبث ويتجه بها إلى غرفته...
رحمة بصراخ: عااا نزلني...
احمد بخبث وهو يدلف إلى الغرفه لينزلها برفق: بقي بتغيظيني يا رحمتي!
رحمة بخوف وهي تبتعد عنه: والله ابدا دا دا، دا اياد...
احمد بضحك وهو يقترب منها بخبث: اياد برضه...
رحمة وهي تبتعد بتوتر: احم، اه ايا...

لم تكمل جملتها حتى تعثرت بالسجادة الموضوعه خلفها، ولكن يد احمد سبقتها لتمنعتها من الوقوع، جذبها لتصطدم بصدره العريض...

نظرت رحمة له بتوتر لقربه الشديد منها، بينما هو نظر لها بحب شديد وتلذذ بقربها منه، كم اشتاق لها، اشتاق لكل شيئ بها، ضحكتها، كبريائها، عنادها وتحديها له، اشتاق لها وبشدة بالرغم من أنها معه وبجانبه إلا أنه يريد أكثر من ذلك، يريدها أن تصبح زوجته فعلاً وقولاً، يريد امتلاك روحها وقلبها، يريدها أن تصبح نصفه الاخر الذي عشقها بين ليله وضحاها، أو ربما بالفعل كان يعشقها منذ أول مرة رآها بها في الشركه، لا يعلم كيف ومتي وقع في الحب وهو الذي كان يكره النساء جميعهن ويعتبرهن خائنات، متي اتت له رحمته لتغير له كل تلك المفاهيم، متي اتت له لتجعله يتحول من كاره يمقط جميع النساء إلى محب عاشق لها وحدها، يريد إدخالها في قلبه ولا يخرجها منه ابدا...

دون إرادة منه اقترب منها وكأنه وضع عليه سحرها الخاص، ليقترب منها ببطئ وهو يستنشق رائحتها التي تدعوه بكل جمل العالم لأن يعشقها دائما وابداّ...

أما هي كانت متوترة بشدة من قربه هكذا، كانت تريد إبعاده عنها ولكن دون إرادة من قلبها لم تستطع الإبتعاد ولا تعلم لماذا، ألم تكن تكرهه وتمقطه، ألم تكن تكره حياتها معه، مع الذي اغتصبها دون رحمه، ولكن قلبها لم يهتم لكل تلك الأمور في عقلها، بل وكأنه شل تماماً عن التفكير، فقط كل ما تشعر به انها تريده مثل ما يريدها هو...

ثواني وكان أحمد يقبلها برفق وعشق لا مثيل له، تجاوبت هي معه بكل كيانها الذي اعترف للتو أنه قد وقع في عشقه دون إرادة، لفت يدها حول عنقه وهي تقربه منها مسلوبة الإرادة ومسلوبة العقل، ليحملها احمد وهو مازال يقبلها برفق وحب وعشق ويحاول بكل الطرق إثبات عشقه لها، وإثبات صك ملكيته لها وحدها...

فك حجابها برفق وهو مازال يقبلها لينسدل شعرها الاسود الفحمي على ظهرها راسماً لوحة فنيه رائعه الجمال، مرر احمد يده في شعرها وهو ما زال يقربها منه بقبلاته وهي كالمخدرة تماماً في قربه، نزل بيده إلى قميصها ليفك ازراره واحداً تلو الآخر، وكلاهما كالمخدر تماماً بفعل حبيبه، وكان قلبهما قد صار واحداً، وكأنهما لا يريدان الإفتراق ابداً...

قطع لحظتهما الرومانسية تلك رنات هاتف احمد، لتستفيق رحمة معها من مخدرها هذا...
ابتعدت عنه بخجل شديد وهي تشد بلوزتها عليها مجدداً بوجهه احمر قاتم من كثرة الخجل...
بينما احمد كان يود لو يكسر هاتفه في تلك اللحظه، كان يريد المزيد معها، كان يريد أن يصك ملكيته لها، كانت ستصبح زوجته لولا هذا المزعج أخاه الذي رن في وقت خطأ...

اجاب احمد بغضب بعدما هربت رحمة من أمامه من الخجل...
- الو يا زفت عاوز ايه!
فارس على الناحيه الأخري بصوت مختنق من البكاء: الحقني يا احمد، ع، علا مامتها، حماتي رم، رمتلي الشبكه...
احمد بإستغراب من بكائه ولم يفهم شيئا: طب اهدي اهدي انت فين انا جايلك...
فارس ببكاء: في مستشفي
احمد بهدوء: تمام، نص ساعه واكون عندك متقلقش...

اغلق الخط معه ليتنهد أحمد بغضب واستغراب في نفس الوقت مما يقوله فارس اخاه، هل حدث له شيئ حتى يذهب إلى المشفي!
ارتدي احمد ثيابه بسرعة وخرج من الغرفه ليلتقي بمعذبه قلبه وكيانه...
احمد بإبتسامة عاشقه: هخرج ساعه وهرجع تاني...
رحمة بإيماء وخجل: احم براحتك انا مسألتش علفكرة...
احمد بضحكة خبيثة: لا ما انا بقولك عشان اما نرجع نكمل كلامنا اللي مكملتوش...

شهقت رحمة بخجل شديد واتجهت مسرعه تتجه إلى الغرفة، إلتفت إليه بغضب: انت قليل الادب علفكرة...
احمد بضحك: وسافل كمان يا قلبي، انتي لسه متعرفيش قله ادبي...
جرت رحمة مسرعة تجاه غرفه اياد وهي تخبئ وجهها بخجل شديد وقد تحولت بالكامل إلى الاحمر من الخجل...

بينما احمد نظر في أثرها بضحكة رجوليه جذابه وهو يتوعد لها بأن يعلمها قواعد العشق من جديد على يده، يتوعد لها بأن يجعلها تعشقه مثل ما يعشقها ويتنفسها، ولكن مهلا فهمها بلغت من العشق لن تصل إليه ابدا، فالبنسبة إليه اصبحت رحمة إدماناً له وهواء يتنفسه، أصبح يعشق كل تفاصيلها، أصبح بمعني الكلمه العاشق الولهان لحبيبته التي ترفض قلبه، ولكنه توعد لها أن يجعلها تفتح قلبها لعشقه وحده، وحده فقط...

خرج من القصر متجهاً إلى أخيه في المشفي وبداخله العديد من الامنيات التي يتمني تحقيقها، وجميعها تخص رحمته وحده...

وبالناحيه الأخري خارج القصر...
كان يكلمها بخبث: الو أيوة يا معلمة، أيوة خرج دلوقتي...
سارة على الناحية الأخري بخبث وإبتسامة كبيرة تتشكل على وجهها: حلو اوووي هتنفذ اللي اتفقنا عليه...
الرجل بخبث وإيماء: متقلقيش يا معلمه، هجبلك الورق اللي طلبتيه في نص ساعه بس...
سارة بخبث: ومين قالك اني عاوزة الورق!
الرجل بإستغراب: اومال عاوزة ايه يا سارة هانم!

سارة بضحكة خبيثه: عمرك ما هتتعلم حاجه ابدا، لزمته ايه شوية ورق وانت قدامك الكنز كله يا غبي...
الرجل بعدم فهم: مش فاهم يا معلمه برضه!
سارة بخبث: عاوزاك تخطفلي اياد واللي معاه...
الرجل بصدمة: قصدك!
سارة بضحكة خبيثة كالأفعي: أيوة قصدي البنت اللي شوفتها المرة اللي فاتت، جهز عصابتك وقوم بالواجب قبل ما يرجع...
الرجل بضحكة خبيثة: أوامرك تنقذ يا سارة هانم...
اغلق الرجل معها واتصل بأحد اخر...

الو أيوة، جهزلي العصابه عندنا طلعة مهمه اوووي، هتكسب منها كتير متقلقش، يلا عشر دقايق وتكون في (وأعطاه العنوان ).
اغلق معه وهو يتنهد بخبث محدقاً بغرفتها التي رآها بها المرة الماضيه...
ليردف بخبث: يا بختك بيها، البت طلعت فورتيكة، مممم اكيد المعلمه مش هتمانع لو دوقت من الشهد دي شوية...

ذكريني حين التقي بكِ أن اخبرك، انكِ كل ما املك،
اجاب على هاتفه بغضب بعدما علم أنه لا فائدة من الحديث مع والدته...
معتز بغضب: أيوة يا ابني، لا مش جاي انهاردة، كدا ماما عاملالي حظر خروج بعيد عنك...
صديقه على الناحية الأخري: بقولك ايه تعالي نقعد في اي كافيه ونتكلم عشان مش فاهم حاجه...
معتز بهدوء: تمام نص ساعة وهقابلك، اه اه عارفه، تمام هقابلك هناك...

اغلق معه الخط وذهب ليرتدي ملابسه...
وعلى الناحيه الأخري في كافيه الملك...
كانت هدي في عملها تتنهد بتعب شديد، لم تظن أن العمل سيكون متعب بهذا الشكل، ولكنها أردف في نفسها بتشجيع: مش مهم التعب المهم اني اقدر اساعد بابا...

قطع تفكيرها صوت مايا صديقتها الجديدة: معلش يا هدي الويترز مشغلوين كلهم، ممكن تودي العصير دا للترابيزة السادسة...
هدي بإيماء: ماشي يا مايا، هاتي، أخذت هدي العصير منها واتجهت إلى الطاوله لتضع عليها العصير وهي غافلة تماماً عن هذا الذي يحدق بها بصدمة وخبث في نفس الوقت...
جاءت لتمشي ولكن يده كانت اسرع، امسك بيدها قائلا بخبث: طب مش كنتي تقولي انك شغاله هنا كنت اديتك بقشيش...

نظرت هدي للمتحدث بغضب كبير ثواني ما تحول لصدمة كبيرة عندنا علمت هويته، تحول وجهها مجددا إلى الغضب عندنا امسك يدها...
هدي بغضب: سيب ايدي لو سمحت عيب كدا...
معتز بخبث: وعيب ليه، تلاقيكي متعودة على...
لم يكمل معتز كلامه حتى تلقي صفعة كبيرة منها وهي تجذب يدها بغضب...
هدي بغضب: انت قليل الادب ومش متربي...
معتز بغضب أكبر وهو يقف أمامها ولا يكاد طولها يتعدي صدره...

ليردف بغضب: لا انتي اللي مش متربيه انك تعاملي الزباين حلو، وربنا لأخليهم يطردوكي من هنا...
هدي بغضب وقد تناست كل شيئ: اعلي ما في خيلك اركبه...
في ايه اللي بيحصل هنا!
إلتفت الإثنان إلى الصوت ليقع قلب هدي من الصدمة والخوف الشديد...
هدي في نفسها بذعر شديد: اوبااا انا كدا اطردت من اول يوم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة