قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والعشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والعشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والعشرون

فتح الباب بسرعه قبل أن يقترب معتز من يارا ودلفت هايدي بسرعه شديدة وعلى وجهها قسمات الخوف الشديد...

هايدي بخوف وسرعه: الحق يا معتز، ابوك خسر كل فلوسه!
معتز وهو يبتعد عن تلك المسكينه بصدمه شديدة: ايييه!
هايدي بخوف: اه والله العظيم ابوك خسر كل فلوسه في البورصه انهاردة، بص...

فتحت له هايدي التلفاز على قناه الأولي المصرية على الاخبار، ليصدم معتز بشدة وهو يري أسهم البورصه قد خسرت ومعني ذلك خساره لوالده وشركتهم...

قام معتز من مكانه مسرعاً وبسرعه شديدة ارتدي ملابسه واتجه خارج الغرفه حتى يذهب إلى شركه والده...

ثواني واردف بغضب قبل أن يخرج...
هايدي، اوعي يارا تطلع من هنا، اقفلي عليها الباب وراقبيها كويس، اوعي حتى تفكي ايديها فاااهمه...

هايدي بإيماء: حاضر، متقلقش روح انت بس اطمن على ابوك...
أومأ معتز وهو ينظر بغضب شديد إلى يارا وكأنها هي المسؤولة عن كل ما حدث! ثواني وخرج من الغرفه بغضب شديد وخوف شديد أيضاً من أن يكون أبوه قد خسر كل أموالهم هكذا لن يتبقي لهم سوي الفنادق والعمارات التي يديرونها، ومن وجه نظره هكذا سيصبحون من الطبقه الفقيرة!

وعلى الناحيه الأخري...
يارا ببكاء: ابوس ايديكي خرجيني من هنا، انا تعبت من حياتي ابوس ايديكي مشيني من هنا انتي بنت زيي واكيد عارفه معني أن بنت تتكسر حرفيا تتكسر لا اب ولا ضهر ولا زوج ولا اي حاجه...

هايدي بحزن. : عارفه والله احساسك دا، عارفاه اووي، انا علفكرة مش شريره يا يارا، انا كنت خايفه عليكي لما معتز كان بيضربك كنت بدخل اتمسح فيه واتسهوك عليه صحيح لكن عشان كنت خايفه يموتك في أيده، انتي متعرفيش معتز ممكن يعمل ايه فيا لو شك لحظه اني بساعدك مش بساعده هو واني مش برضي رغباته المريضه...
بكت بشدة لتتابع ببكاء، حرفيا انسان مريض، معتز اكبر انسان حقير ومريض...

يارا بقلق: م، مالك يا هايدي!
نظرت لها هايدي ببكاء وألم، ثواني وكشفت لها زراعيها ليظهر عليهم علامات سوط! أجل علامات سوط أو كرباج كما يسمي...

هايدي ببكاء: أظن كدا فهمتي هو مريض ازاي!
يارا بخوف شديد وشهقه: هو اللي عمل فيكي كدا.! ينهااار اسووود هو اللي عمل كدا في دراعك!

هايدي بسخرية وبكاء: يا ريته كان دراعي بس، انا جسمي كله كدا يا يارا...

يارا بعدم فهم: هو ازاي يضربك كدا رغم أنه بيعاملك كويس قدامي! هو انتي عملتي حاجه ليه عشان يضربك بالطريقه الحقيره دي!

نظرت لها هايدي ببكاء وألم من تلك البريئه التي لا تفهم اي شيئ...

هايدي ببكاء وألم: متتغيريش يا يارا خليكي بريئه كدا علطول. انا كنت زيك كدا في يوم من الايام. مكنتش فاهمه اي حاجه، يا ريت الحياه سابتني كدا بريئه، مرض اختي خلاني اشتغل في كل حاجه عشان اجبلها العلاج، ابتسمت هايدي بحسره وبكاء لتتابع، وكنت بتقبل في كل الشغل، كنت اقدم في اي شركه او اي محل يقبلوني علطول ومكنتش فاهمه ليه رغم اني مش معايا كليه أو اي حاجه، بس فهمت ليه بعد فترة من شغلي في كل مكان، فهمت أنهم أقذر ناس وعاوزين حاجات قذره زيهم، اتمسكت بكرامتي لآخر وقت، لكن مكنش ينفع اتمسك بيها كتير عشان اختي كانت لازم تعمل عمليه، وقتها بس، عرفت اني لازم استغل جمالي وشكلي عشان اجيب فلوس من غير ما اعرف ان الطريق اللي همشي فيه دا نهايته وحشه وقذره، ونهايته هتقتلني، مشيت في الطريق الشمال يا يارا ونهايتي كانت بنهايه اختي، اختي ماتت حتى بعد ما جبتلها فلوس العمليه، ومع موتها. ماتت هويدا المسيري، واتولدت هايدي بنت الليل زي ما بيقولوا، مسحت دموعها لتردف ببكاء، عشان كدا بقولك يا يارا متتغيريش، ومتخليش الحياه توصلك لمرحتلي...

يارا ببكاء وحزن عليها: حسبي الله ونعم الوكيل في معتز وفي كل اللي اهانك بالطريقه دي وفي كل اللي بيهين الست ومش شايف فيها غير شهوته...

هايدي وهي تتجه إليها لتفك قيد يدها المربوطه في السرير...
متقلقيش يا يارا، انا مش هسمح لمعتز أو للحياه نفسها توصلك للي انا وصلتله، انا شوفت فيكي نفسي وشوفت فيكي اختي الصغيره برضه، عشان كدا، انا هساعدك تهربي من هنا...

يارا بسعادة شديدة وهي تحتضنها بعدما فكت لها قيد يدها: ربنا يخليييكي، انا بجد مش عارفه اشكرك ازاي والله العظيم ما عارفه اشكرك ازاي بجد شكرا...

هايدي بإبتسامه وود: متقلقيش، بس اول ما تمشي من هنا اوعي يا يارا تروحي لبيت أهلك تاني، روحي لأي مكان تاني غيره...

يارا ببكاء: ااا، انا معنديش اي مكان، حتى اختي انا مش عارفه هي فين دا كان معتز خاطفها وانا مش عارفه هي فين خلاص...

هايدي بإبتسامه: متقلقيش، عندي شقه كنت شارياها من زمان محدش يعرف مكانها ولا حتى معتز، هديكي مفتاحها والعنوان، روحي اقعدي هناك زي ما تحبي لحد ما ترتبي امورك وتلاقي اختك حتى لو هتقعدي فيها العمر كله، انا اصلا مش بروح هناك، بس هتلاقي فيها كل اللي تحتاجيه...

يارا ببكاء: شكرا يا هايدي. شكرا بجد انتي طيبه اوووي والله...
اعطتها هايدي مفتاح شقتها بعدما أحضرت حقيبتها واعطتها العنوان أيضاً وكانت الشقه في منطقه (المعادي) في مصر...

ثواني واردفت بإبتسامه: دلوقتي يا يارا. هجبلك حاجه البسيها وامشي ورايا عشان الفندق دا متأمن وعليه حراس الحقير في كل حته عشان لو فكرتي تهربي تاني...

يارا بإستغراب: طب وهلبس ايه! ما هم برضه هيعرفوني!
هايدي بنفي: لا مش هيعرفوكي لو لبستي زيي، لازم تقلعي الحجاب وتاخديه معاكي في الشنطه وتلبسي لبس ضيق...

يارا بشهقة: انتي بتقولي ايه.! لا، لا طبعا!
هايدي بغضب: خلاص خليكي هنا، اعملك ايه يعني بقولك على الفندق والقريه السياحيه كلها حراس الزفت، القرية كلها بتاعتهم اصلا، لازم تتموهي وسط السياح عشان تعرفي تخرجي من القرية ولازم برضه تلبسي كدا عشان تعرفي بس تخرجي من الفندق لانهم مش عارفين شكلك هم بس عارفين انك محجبه وقاعدين بيراقبو على هذا الأساس...

يارا ببكاء: بس دا حرام، اقلع حجابي والبس ضيق أو قصير يا هايدي دا حرااام انا لو هموت هنا عمري ما اعمل كدا...

هايدي بهدوء: حببتي، انا صحيح مبفهمش في الدين وواحده زيي اصلا أقل بكتير من اني اتكلم عن حاجه عظيمه كدا، لكن انا فاكره اني سمعت قصه فيما معناها ان لو في حد رافع عليك السلاح وبيقولك أسجد للصنم دا، اسجدله قدامهم عشان يسيبوك ودا مش حرام لأن من جواك انت بتعبد ربنا وربنا بيحاسب على النيه والقلوب، بكل بساطه كدا الضرورات تبيح المحظورات، الخمرا حتى لو حرام وانت هتموت من العطش ومش قدامك حل غيرها خلاص اشربها فهمتي، يعني انتي دلوقتي في موقف صعب وعشان تخرجي من هنا مفيش غير الطريقه دي، الا بقي لو عاوزة تفضلي وصدقيني معتز لو جه مش هيسيبك تطلعي ابداً...

يارا بإيماء وخوف: ح. حاضر، هاتي أي لبس من عندك...
اتجهت هايدي بسرعه إلى غرفتها وأخرجت لها بعض الملابس التي تفضح أكثر مما تستر...
ثواني واعطتها إلى يارا لترتديها يارا بسرعه وخوف وخجل أيضاً فهي بحياتها لم تخرج هكذا أبداً بل حتى لم ترتدي مثل تلك الملابس في المنزل!

خرجت يارا وهي ترتدري بنطال ضيق من الجينز عليه بلوزه مفتوحه تماماً من الكتفين تكشف عظمه الترقوه والكتفين...

نظرت يارا إلى نفسها بخجل شديد وهي تكاد تبكي أنها ستخرج بهذا المنظر، ولكن ببعض الانبهار ايضاً فهي بحياتها لم تري نفسها جميله هكذا الا يوم عرسها...

وكذلك هايدي التي نظرت لها بأنبهار شديد رغم أن جسد يارا غير متناسق أو جذاب بالمره إلا أن تلك الملابس كانت مناسبه وجميله عليها مما جعل يارا جميله للغايه...

فكت لها هايدي شعرها ليكمل الصورة جمالاً حتى وهو متقصف وخفيف وقصير إلا أنه ايضاً زادها جمالاً...

هايدي بخوف وهي تنظر في ساعتها: يلا بسرعه يا يارا، عشان نلحق نهرب من هنا...

اومأت يارا بخوف واتجهت خلفها خارج الغرفه، نزلا بالمصعد حتى وصلا إلى الدور السفلي في استعدادهم للخروج من الفندق.

هايدي ببعض التوتر: بصي، عاوزاكي تتعاملي عادي وتمشي عادي عشان محدش يشك في حاجه فاهمه! اوعي تتوتري زي ما انتي كدا دلوقتي، اهدي يا يارا عشان أنا اللي هروح في داهيه قبلك لو حد كشفنا...

يارا وهي تشد القميص الضيق بخوف على جسدها: ح، حاضر...
هايدي بغضب: سيبي هدومك يا يارا هنتكشف كدا...
تركت يارا القميص واتجهت تسير بجانبها ببطئ وخوف شديد وكلتاهما تشعران أنهما حرفيا في عنق الزجاجه على وشك الخروج أو الرجوع مجدداً...

كان الحراس في كل مكان على الباب يراقبون الطريق والمكان بأمر من رئيسهم الحقير...

ثواني ومرت بجانبهم وخرجت من أمامهم هايدي ويارا ولكنهم لم يتعرفو عليهم بسبب ملابسهم الفاضحه وبسبب أنهم ظنو أنهم من رواد الفندق الأجانب أو شيئ كهذا...

التقتت يارا وهايدي أنفاسهم وكأنهم كانو على وشك الموت، ثواني واتجه كلاهما إلى الخارج بإتجاه بوابه القرية السياحيه حتى يخرجو منها...

شهقت هايدي بخوف شديد وهي تري سياره معتز من بعيد تدلف إلى القرية، ثواني وامسكت يد يارا ولفت وجهها إلى الناحيه الأخري ليعطوه ظهروهم حتى لا يكشفهم هو الآخر...

مرت السيارة بجانبهم بدون أن يتعرف عليهم معتز بل حتى بدون أن ينظر إليهم...
التقط الإثنان أنفاسهم بخوف شديد، ثواني وخرجو من القرية بسلام دون أن يتعرف عليهم أحد...

يارا بخجل بعدما مشو مسافه بعيده عن القرية: انا عاوزة هدوم اعرف امشي بيها يا هايدي، انا مش هينفع اروح شقتك أو امشي في الشارع وانا كدا!

هايدي بإيماء: بصي، خلي الفلوس دي معاكي...
اعطتها هايدي مبلغ بسيط من المال كان بجيبها...
ثواني واردفت بهدوء: اشتري بيه اي حاجه تستري بيها نفسك وروحي الشقه، أما أنا بقي لازم امشي دلوقتي مينفعش انا وانتي نبقي في مكان واحد عشان اكيد هيلاقونا...

يارا بخوف عليها: هتروحي فين!
هايدي بإبتسامه ساخرة: متقلقيش يا يارا انا بنت ليل. يعني مش هغلب حتى لو نمت في الشارع بس كدا كدا انا ليا المكان اللي يلمني انا وامثالي إنما انتي واحده نقيه وشريفه، مقدرش اخدك معايا أماكن قذره زي اللي هروحها...

يارا ببكاء: والنبي يا هايدي سيبك من الشغلانه دي وتعالي معايا بلاش تروحي. انا خايفه عليكي من الحقير دا وخايفه عليكي من غضب ربنا ومن كل حاجه حواليكي، عشان خاطري بلاش...

هايدي وهي تحتضنها ببكاء ووداع. : معتش ينفع يا يارا، الطريق اللي انا ماشيه فيه دا اللي يدخل فيه مبيخرجش منه إلا وهو ميت أو معدوم، واديني بعيش لحد ما اقابل حاجه من الاتنين، المهم انتي تكوني كويسه...

ودعتها هايدي واتجهت بعيداً إلى أماكنها التي لا تذهب إلا إليها وهي اماكن محرم فيها كل شيئ، حكم عليها المجتمع أن تعيش فتاه ليل وامرأه حقيره للأبد...

أما يارا خرجت من محل ملابس محجاب بعدما ارتدت عبائه سوداء بثمن بسيط عليها حجاب الذي كان في حقيبتها والذي اشتراه لها ديفيد قبل أن يموت...

خرجت من المكان تحت نظرات الاستغراب من العاملين بالمكان ولكنهم لم يعقبو...
اتجهت بسرعه بعدما ركبت ميكروباص إلى حي ( المعادي ) ومنه إلى شقه هايدي التي اعطتها عنوانها...

كانت الشقه في عماره متوسطه ولكن انيقه، فتحت الباب لتجد الشقه متوسطه الحجم ولكن جميله للغايه ومجهزه بكل شيئ تقريباً حتى أن يارا استغربت كثيراً فقد أخبرتها هايدي أنها لا تأتي إلى هنا أبداً ولكنها وجدت المكان مجهز بكل شيئ حتى الطعام كان يوجد طعام بالثلاجه وبالمكان! لم تعقب يارا كثيراً وغيرت ملابسها بملابس أخري وجدتها في الدولاب تابعه لهايدي، ثواني وجلست تفكر بمستقبلها وما تنوي عليه، يجب عليها بكل الطرق أن تبتعد عن هنا، لأنها تعلم جيداً أن معتز لن يتركها بحالها، لذلك يجب عليها أن تسافر إلى محافظه أخري بعيدة، يجب عليها أن تبتعد عن القاهره بأكملها إلى أن ينساها معتز، يجب عليها أن تفعل ذلك في اقرب وقت ممكن!

وعلى الناحيه الأخري...
معتز بغضب شديد: هاااتووولي هااايدددددي من تحت الأرض، دووورووولي عليهااا في كل مكااان، صمت ليتابع بغضب شديد، انا عاوزها حيّه عشان أنا اللي هنهي عليها...

قال جملته بغضب شديد وتوعد كبير وعيون كالجحيم من اسمرارها ونظرتها، ووجهه لا يوحي الا بالشر فقط الشر...

خبيني من بين البشر ضميني شوق زي المطر
وريني مين غيريك يحلالي،
صدمة، فقط الصدمه مما يحدث ومن كل شيئ هي من كانت مسيطره على آدم الكيلاني...

صرخات الناس والبنات في الطريق قولهم ( اتخططططفتت في بنت اتخططططفتت ) هي فقط من أفقاته من صدمته تلك ليعود الآدم إلى وعيه والي ما يحدث، بل ويعود الآدم إلى سابق عهده، تتذكرون اول مره رأينا بها آدم الكيلاني في حياتنا، الآن أؤكد لكم أنه عاد اسوء حتى من هذا الشخص، عاد النمر إلى سابق عهده بل وأسوء بكثير من ذلك...

اسودت عيون الآدم بشدة وغضب وتوعد شديد، ثواني والتقط هاتفه
ليردف بغضب وهو يتحدث به...
عربيه لونها اسود ماركه ( Jeep) مفيش عليها ارقام، طلعت دلوقتي حالا من قدام جامعه اسكندرية، انت بقي يا روحممممك هتتبع خط سير كل عربيه جيب طلعت من قدام جامعه اسكندرية ومن قدام منطقه الشاطبي وتقولي مكانها ووصلت لفين حتى لو مليون عربيه، يلااا...

قال جملته بغضب شديد وتوعد كبير، واغلق الهاتف في وجه هذا الشخص وهو يتوعد وبشده إلى اسلام السيوفي، يتوعد بتلقينه درساً لن ينساه أبداً...

ثواني وركب الآدم سيارته، هدأ قليلاً من غضبه بل على الرغم أنه غاضب وبشدة وسيلقن اسلام السيوفي درساً لن ينساه لأنه يظن أنه بتلك الطريقه سيلعب مع النمر بنفسه، الا أنه أيضا كان سعيداً للغايه لأن ادهم اخوه بخير ولأن لديه اختاً صغيره أيضاً، الآن علم أن كلام ياسمين صحيح وأنه أخطئ عندما عاملها بتلك الطريقه وعندما يعود إلى القاهره سيعتذر لها، ولكن الآن هو فقط يريد أن يري أخاه الصغير، مشاعر كثيرة تختلط بداخله من سعاده كبيرة أنه على وشك أن يري أخاه، وغضب من والده أنه لم يخبره أن أخاه حي وان لديه اخت صغيره ايضاً، وفرحه شديدة أن فقط خطوات قريبه وسيصل إلى أخاه...

ثواني ووصل إلى العنوان الذي أخبرته به ياسمين عندما أخبرته أن لديه اخ أخبرته عنوان منزلهم أيضا وأنهم في منطقه القنفوشي بالإسكندرية تلك المنطقه القريبه من قلعه قايتباي التاريخيه...

وصل الآدم إلى هناك ولحسن حظه كان ادهم قد رجع للتو من عمله بالمشفي...
صعد آدم سلالم هذه العماره والتي من وجهه نظره رغم أنها عماره جميله ومتوسطة إلا أن آدم رآها فقيره وغضب من أباه لانه ترك عائلته هنا...

صعد آدم إلى الدور الأول يسأل به عن شقه آدهم الكيلاني، ليخبره الناس أنها بالدور الثالث...

صعد آدم إلى الدور الثالث ووجهه لا يستطيع أن يخفي ابتسامته ولا مشاعره واللهفه التي بداخله...

خبط على أول شقه قابلته في هذا الدور، فُتح له الباب بعد قليل، ولحسن حظ آدم كانت تلك هي الشقه الصحيحة...

فتحت صفاء الباب وهي تظن أنها ندي، ثواني ونظرت بصدمه شديدة وعيون تكاد تموت من الخوف وهي تري أمامها آدم الكيلاني ابن درتها فريدة بنفسه يقف أمام عتبه بيتها، يا إلهي اتمني أن يكون كل هذا مجرد حلم!

آدم بإبتسامه وسيمه للغايه ولم يتعرف عليها بعد: لو سمحت هي دي شقه ادهم الكيلاني!

صفاء بخوف شديد وتوتر: ل، لا، لا دا مش شقته هو مفيش حد في العماره هنا اسمه ادهم الكيلاني...

آدم بإستغراب: متأكدة!
صفاء بإيماء وخوف شديد: ا، ايوة متأكدة...

أومأ آدم بذهول واستغراب، ثواني وأدار وجهه حتى يرحل بإستغراب ولكن صوت ما أوقفه في مكانه، صوت ما يشعر جيداً أنه يعرفه، صوت ما ارجعه إلى الوراء عندما كان عمره 6 أو 7 أعوام، صوت والده الراحل تماماً، هذا صوت والده الذي مات، بالطبع ادهم كان صغيراً عزيزي المشاهد كان مولوداً صغير لا يتكلم حتى يعرف آدم صوته ونبرته، ما اوقف آدم في مكانه هو سماعه صوت والده يصدر من شخص آخر، شخص ما ورث صوت والده!

مين بيسأل عليا يا امي!
التفت آدم بسرعه وعيون خضراء مفتوحه على آخرها من الصدمه ومما سمعه...
ثواني ونظر إلى أخاه الصغير وهو يري أمامه شخص يشبه والده تماماً ماعدا لون العيون فقد كانت عيون الادهم عسليه اللون مائله للأخضر قليلاً ولكن عسليه اللون...

يا إلهي هل انا احلم! هل ما أراه امامي الآن حقيقه! هل هذا هو اخي الصغير! كم كبرت يا ادهم وقد كنت صغيراً للغايه بين يدي عندما احضرني ابي لرؤيتك، هل هذا انت اخي الصغير!

آدم بنبره يكسوها البكاء واللهفه: ا، انت ادهم الكيلاني!
ادهم وهو ينظر بإستغراب إلى هذا الوسيم الواقف محملق به: ايوة، انا الدكتور ادهم الكيلاني، خير حضرتك عاوزني في إيه!

دون شعور دلف آدم إلى المنزل واتجه إلى أخيه وعانقه عناق اخوي مليئ بالكثير من المشاعر والبكاء ولكن من ناحيه الآدم فقط، عانقه ببكاء شديد وهو يري أمامه من ظن أنه قتل وهو صغير، ها هو حيّ بل وأصبح طبيب أيضاً، يا إلهي كم كبرت يا أدهم...

بكي آدم بشدة وتأثر على شخص آخر غير حبيبته روان لأول مرة في حياته يبكي على شخص آخر غير روان، بكائه على فريده كان شفقه منه فقط عليها لأنها ماتت وهي بهذا السوء، ولكن لأول مره حرفياً يبكي آدم بتأثر ولهفه لشخص آخر غير روان ف روان لها المقام الأول عنده في كل شيئ...

ابعده ادهم بإستغراب وهو لا يدري من هذا الشخص...
ادهم بإستغراب: خير هو انت تعرفني! وبعدين انا حاسس اني شوفتك قبل كدا، مش عارف شوفتك فين...

مسح آدم دموعه ونظر إليه بإبتسامه ولهفه، وكل هذا أمام عيون صفاء المصدومه تماماً مما يحدث!

آدم بإبتسامه وغرور: اكيد تعرفني، انا آدم الكيلاني...
ادهم بصدمه شديدة: ايييه! انت قصدك آدم الكيلاني الملياردير المشهور بالنمر تقريباً!

آدم بإبتسامه وسيمه وهادئه: ايوة انا، ازيك يا ادهم، انا عارف انك مش عارفني بس انا عارفك من وانت صغير، كنت فاكرك اتقتلت بعد الشر عليك، لكن الحمد لله انك عايش...

ادهم بإستغراب: نعم! هو إيه اللي اتقتلت وعايش! تقريبا حضرتك غلطت في العنوان دي شقه الدكتور ادهم الكيلاني، بس انت غلطان في العنوان...

آدم بإبتسامه وهو يمسح دموعه: لأول مرة مغلطش في العنوان يا ادهم، لأول مره يا، يا اخويا...

كان ادهم ينظر إليه بإستغراب ولا يدري لماذا يقف آدم النمر في شقتهم الآن ولماذا يبكي أمامه! هو لا يدري اي شيئ.!

قطعت صفاء حديثهم بتوتر وخوف: ه، هو حضرتك، حضرتك عاوز من ابني إيه!

نظر آدم إليها بإبتسامه وقد علم أنها خائفه منه أن يؤذي ابنها...
ثواني واردف بإطمئنان: طب مش لما تعرفي ابنك الأول عليا، اكيد انتي عارفاني عشان مش هتعملي كل دا وانتي مش عارفه انا مين وابقي، وابقي ابن مين.!

صفاء بخوف شديد: ابوس ايديك يا آدم باشا، انا تنازلت عن كل حقوقي وكل ميراثي أو ميراث عيالي بس والنبي ابوس ايديك ابعد عننا انت وفريده هانم ابوس ايديك اللي كان بيدافع عننا مات وملناش غير ربنا، ابوس ايديك ااا...

آدم بحزن ومقاطعه: فريده ماتت خلاص، اللي كنتي خايفه منها خلاص ماتت وشبعت موت، وانا عمري ما أفكر آذي اخواتي أو آذيكي...

صفاء بصدمه شديدة: ايييه، ماااتت!
ادهم بعدم فهم وهو ينظر إلى كلا منهم بإستغراب: فريدة مين وميراث مين، انا مش فاهم حاجه يا امي!

آدم وهو يوجه نظره إلى ادهم بإبتسامه وفرحه...
انا آدم الكيلاني، اخوك يا ادهم...
صدمه شديدة وكأن أحدهم سكب دلو ماء بارد في ليله شتويه على أدهم، فقط الصدمه وعدم التصديق هما من احتلا عقله...

ادهم بصدمه: إيه!
صفاء بإيماء وبكاء: دا حقيقي يا أدهم، آدم فعلا يبقي، يبقي اخوك شقيقك...

ادهم بصدمه: ازاي، ازاي اخويا، اومال ندي تبقي ايه يا امي! انا مش فاهم حاجه!

صفاء ببكاء: اقعد يا ابني وانا هفهمك كل حاجه، وانت كمان يا آدم باشا، اتفضل...

جلس آدم على كرسي في الصاله وكذلك ادهم الذي جلس بعدم تصديق وصدمه شديدة لكل شيئ وكل ما يحدث! ماذا يعني أن واحد من أغني اغنياء العالم أخوه الشقيق.! هو لا يعلم شيئاً مما يحدث بل عقله بالكامل دخل في صدمه شديدة كأنه يحلم أو شيئاً كهذا!

صفاء بحزن شديد وهي تجلس بجانب ابنها: آدم الكيلاني يبقي فعلا اخوك يا ادهم...

ادهم بعدم فهم: اخويا إيه انا مش فاهم حاجه!

صفاء بحزن وبكاء: انا كنت شغاله زمان في شركه الكيلاني باشا كنت سكرتيرته وكنت لسه صغيره مكملتش ال20 سنه، ابوك يا آدم حبني ولقي فيا اللي ملقهوش مع مامتك الله يرحمها انا مسامحها رغم كل اللي عملته فيا، المهم أنه طلب ايدي للجواز من ابويا وعيلتي بس صمم محدش يعرف اي حاجه عن الجوازه دي وعشان ابويا كان فقير وافق ومحدش عرف اني مرات الكيلاني باشا لحد ما اتجوزنا وخلفتك يا ادهم، كنت ساعتها قاعده في شقه كبيرة في المنصوره بعيد عن فريده وشرّها والوحيد اللي كان عارف بالجوازه دي هو آدم اخوك يا ادهم، كان بيجي مع أبوه من وقت للتاني عشان يشوفك ويقعد معاك وكنت بعامله زي ابني بالظبط، ولما فريده عرفت اني درتها قررت انها تنتقم مني، كانت عاوزة تقتلك يا ادهم، بس الحمد لله ربنا ستر وابوك لحقنا ونقلنا اسكندرية من زمان، ساعتها ابوك قرر يخبي عن العالم كله أنك موجود يا ادهم، اقنع فريده أنك فعلاً ميت وقال لآدم كمان كدا و...

آدم بمقاطعة وحزن: انا عشت طول حياتي بكره والدتي عشان حرمتني من عيلتي التانيه، انا صحيح مكنتش فاكرك يا طنط صفاء لما فتحتيلي الباب، لكن فاكر انك الوحيده اللي عاملتيني زي ابنك زمان، انا معرفتش أن اخويا عايش غير انهاردة، لولا كدا مكنتش هسمح انكم تعيشو في المكان دا أو البيت دا وانتو ليكم قصر الكيلاني باشا وقصري...

ادهم بصدمه شديدة: يعني، يعني يا ماما الكلام دا صح وفعلا آدم الكيلاني يبقي اخويا!

آدم بإبتسامه وهو ينظر له ببكاء: انا مش مصدق أنك عايش يا ادهم بجد الحمد لله يا رب إنك بخير يا اخويا...

قام آدم من مكانه تحت نظرات الذهول من ادهم ووالدته، ثواني واحتضن أخاه الصغير ببكاء شديد وتأثر أنه حيّ وبخير ليس كما توقع...

وكذلك ادهم الذي عانق أخاه بصدمه وعقله ما زال لا يستوعب اي شيئ، هو حتى لا يصدق أنه أخاه!

صفاء ببكاء وفرحه شديدة: الحمد لله انك طيب يا آدم مش زي مامتك الله يرحمها، انا بجد فرحانه اوووي أن أخيراً الأخوات هيرجعو لبعض تاني، علفكرة يا آدم انت ليك اخت صغيره تانيه اسمها ن...

آدم بمقاطعة وابتسام وهو يبتعد عن اخيه الصغير: ندي. عارف برضه ومتقلقيش كلها نص ساعه وهعرف مكانها وهرجعها تاني...

صفاء بصدمه: تعرف مكانها ايه، هي ندي مش في امتحانها!
ادهم بصدمه هو الآخر: انت تقصد ايه يا آدم باشا!
نظر إليه آدم بإبتسامه على كلمه ( باشا ) تلك التي قالها...
ثواني واردف بطمئنه: ندي اتخطفت...
ادهم وصفاء بصدمه شديدة: ايييه!
آدم بطمئنه: متقلقوش، اللي خطفها انا هربيه كويس لأني عارف هو بيعمل كدا ليه، لكن محدش يقدر يعمل حاجه لأي حد تبع آدم النمر.

ادهم بصدمه شديدة: هو مين اللي خطفها وازاي اتخطفت، انا هروح الجامعه و...

آدم بتهدئه: ملوش اي لزوم اللي انت هتعمله، قولتلك اطمن كلها نص ساعه ورجالتي هيجيبولي مكان ابن ال حتى لو في بطن الأرض...

صفاء ببكاء شديد: طيب عرفت مين اللي خطفها!
آدم بإيماء: اسلام السيوفي، معيد في الجامعه اللي فيها ندي و...
صفاء بشهقه: اسلام ابن ماجدة! معقووول!
ادهم بغضب شديد: وأقسم بالله ما هسيبه، والله العظيم هقتلللله...
آدم بإبتسامه شديدة وهو يري أمامه نسخه أخري منه...
مكنتش اعرف انكم تعرفوه، على العموم متقلقوش، ودلوقتي يلا عشان هترجعو معايا القاهره...

ادهم بعدم فهم: ونروح القاهره ليه!
آدم بإبتسامه: عشان انا عمري ما هسمح انكم تقعدو نص ساعه في المكان دا وعندكم قصر الكيلاني وقصور تانيه زي ما تحبو...

صفاء بنفي: لا يا ابني، صحيح أنا فرحانه أنكم اتقابلتو انت وادهم، لكن انا اسفه يا آدم باشا، دا بيتنا ومكانا وانا عمري ما همشي منه، البيت دا الحاجه الوحيده اللي باقيالي من المرحوم ابوكم، وعشان كدا انا مش همشي منه لو ادهم عاوز يروح معاك و...

ادهم بمقاطعة وابتسامه: لا يا امي، انا مقدرش ابعد واسيبك...
وجه نظره إلى آدم المصدوم امامهم...
ليردف بإبتسامه: صحيح أنا معرفكش يا آدم باشا، ومعرفش غير انك آدم النمر المشهور، ومش مستعوب لحد دلوقتي انت ازاي اخويا وكدا! لكن أنا فرحان أن عندي أخ كبير زيك واكيد هجيلك زيارات انا وندي وامي الفترات الجايه دي طالما طلع لينا عيله واخ، لكن اني أو امي أو ندي نسيب البيت ونمشي دا اللي مش هيحصل...

آدم بإيماء: انا مش هضغط عليك أو على والدتك، وعلفكرة يا ادهم، انت ليك اخت صغيره رابعه اسمها ياسمين...

ادهم بإنبهار: احنا طلع لينا عيله كبيرة بقي واحنا منعرفش! ليه يا ماما خبيتي علينا كل دا!

الام ببكاء: غصب عني والله يا ابني خوفت من فريده وشرها ولو عرفت انكم عايشين كانت هتقتلكم بدم بارد...

ادهم بإيماء: المهم دلوقتي نلاقي ندي...
وجه نظره إلى أخاه ليردف بحزن: اتمني فعلا حضرتك تلاقيها زي ما قولت عشان أنا على اعصابي والله العظيم...

آدم بعيون سوداء جحيميه: متقلقش، ورحمه ابويا وابوك يا ادهم، ما هسيب اسلام السيوفي إلا وهو يا مقتول يا في السجن...

ادهم بإيماء: وانا هاجي معاك عشان ندور عليها...
آدم بإيماء: ماشي يلا...
خرج الأخوان سوياً من المنزل بإتجاه سياره آدم حتى يكملون طريقهم لإيجاد ندي اختهم الصغري مع دعوات صفاء التي كانت تبكي بشدة وخوف على ابنتها ولكن ايضاً فرحه وسعادة أن آدم وجد اخوه بعد كل هذا الوقت من الصمت والخوف من فريده، أخيراً تجمع الإخوان للمره الأولي سوياً...

بل كان آدم نفسه مصدوم حتى الآن أنه يسير بجانب اخوه الصغير ويتحدث معه ويتعرف عليه أكثر، يا إلهي اتمني الا افيق من هذا الحلم إن كان هذا مجرد حلم! وكذلك ادهم الغير مصدق بالمره ما حدث وما يحدث، فقط الصدمه هي حليفه الموقف بأكمله...

وعلى الناحيه الأخري في مكان ما...
اسلام بخبث: اكيد بيتتبع كل عربيه Jeep دلوقتي، يلا وقف العربيه...
اوقف الرجل العربيه على جانب من الطريق...
ثواني ونزل اسلام منها وهو يحمل تلك المغيبه عن الواقع بين يديه، ثواني وركب سياره أخري من نوع آخر وانطلق بعيداً إلى مكان ما بعيد للغايه...

فما هو هذا المكان يا تري!

دلفت اسراء إلى الشركه بعدما أخبرها وليد بتلك الكلمات، كانت جالسه بالخارج من وقت طويل تنتظر أن ينهي عمله...

خرج وليد بعد وقت من غرفه مكتبه بإتجاه غرفه الإجتماعات دون أن ينظر إليها...
إستشاطت اسراء من الغيظ الشديد...
ثواني واتجهت تسير بغضب إليه قبل أن يدلف إلى قاعه الاجتماعات...
اسراء بغضب: هو أنا هفضل قاعده مستنياك كدا كتير!
وليد وهو يشير بيده إلى السكرتير الذي كان يتلقي منه الأوامر بخصوص الاجتماع...
Nun mach was ich dir gesagt habe، lass uns jetzt gehen...
( حسناً نفذ ما أمرتك به، هيا اذهب الآن ).

أومأ السكرتير بإيماء واحترام، ثواني وذهب ينفذ ما أمره به رئيسه...
التفت وليد إلى اسراء الغاضبه منه بشدة...
ثواني واردف بإبتسامه مستفزه: خير يا سوسو، عاوزة ايه!
اسراء بغضب: يا برودك يا أخي، بقولك هو انا هفضل قاعده كدا هنا كتير! بقالك ساعه في المكتب وسايبني...

وليد بخبث: طب بعيداً بقي عن كل كلامك دا انتي مش ملاحظه حاجه!
اسراء بإستغراب: إيه!
وليد بخبث: مش ملاحظه انك مهربتيش مني رغم أنك كنت هتموتي وتهربي بعيد عني!

اسراء بصدمه وخجل: ل، لا مش القصد، بس يعني أنا مش في مصر عشان اهرب منك و...
نظرت إليه ببلورتيها الزرقاواتين لتتابع بخجل، هو انت، انت عاوزني اهرب منك!

وليد وهو يقترب منها بإبتسامه خبيثه تكاد تأكلها: عاوزك تهربي! دا لو كان عليا هاخدك بين ايديا وفي قلبي هقفل عليكي يا ملاكي...

اسراء بخجل شديد وهي تبتعد: طب، طب انت هتروح فين دلوقتي.!
وليد بخبث. : ورايا إجتماع مهم دلوقتي، تحبي تيجي معايا!
اسراء بإيماء: ماشي، يلا...
دلفت اسراء معه إلى قاعه الاجتماعات بالشركه لتنبهر بشدة من جمالها ورقيها مثل بقيه شركته تماماً...

جلس وليد رأس طاوله الاجتماع وجلس بقيه اعضاء الفريق على جانبيه، بينما اسراء وقفت بعيداً ناحيه النافذه بجانبهم تراقبهم جميعاً وبالتحديد تراقب هذا الوسيم الذي حملت إسمه وأصبحت زوجته حتى لو فقط على الورق...

وليد وهو يتحدث بالألمانيه، وعلى وجهه قسمات الحزم الشديد والجدية...
لدينا اليوم اجتماع مهم مع شركه ديانا الفخمه لعقد صفقه بخصوص ماركه الملابس الجديدة التي سنستوردها منها...

نظر إليهم بجدية أمام نظرات اسراء التي لا تفهم اي شيئ مما يقول...
ثواني وتابع وليد وهو يشير إلى فتاه ما: هذه هي المديره التنفيذيه للشركه وهي من ستتولي امر الصفقه...

قامت من مكانها فتاه ما رشيقه القوام بالكامل بيضاء البشره بشكل كبير وشعرها اصفر وعيون زرقاء...

اتجهت تتبختر إلى أن وصلت إلى مقدمه الطاوله عند وليد الذي لم ينظر حتى إليها، ولكن هناك من كان ينظر إليها وعلى وجهها كل قسمات الشر والغيره من تلك الفتاه الجميله للغايه التي تتجه إلى زوجها...

الفتاه بمياعه: هذا شرف لنا يا استاذ وليد أن نتعامل مع شركه مثل شركتك...
جلست الفتاه بجانب وليد على رأس الطاوله، ثواني وبدأ وليد شرح استراتيجيه العمل والشركه أمام تلك الفتاه وامام التي لا تفهم شيئاً سوي أنها الآن على وشك ارتكاب جريمه ما، وايضا من نظرات الموظفين لهم بإنبهار من شرح رئيس الشركه كل شيئ عن الصفقه بشكل احترافي وكبير...

وليد بعد انتهاء الشرح: هل فهمتي استراتيجيه الشركه!
الفتاه بخبث وهي تضع يدها على يده: بالطبع يا حضره المدير. انت لا تعلم كم نحن فخورون بالتعامل مع شركتكم...

نظرت اسراء ليدها الموضوعه على يد وليد بغضب شديد وغيره. ثواني واتجهت اليهم ووجهها لا يبشر بالخير...

اسراء وهي تبعد يد تلك الفتاه عن يد وليد: معلش خمسه بس كدا يا ابله عشان عاوزة اقعد جنب جوزي...

سحبت اسراء كرسي ما ووضعته بالمنتصف بين وليد الذي نظر إليها بخبث وفرحه وتلك الفتاه التي نظرت إليها بإستغراب...

كان وليد يشرح للمديره التنفيذية كل شيئ أمامه باللاب توب ويشير عليه بأرقام ورسومات لا يفهمها احد سوي رجال الأعمال، بينما اسراء جلست تتابع اللاب توب وهي تهز رأسها بإيماء وهي بالأساس لا تفهم كلمه واحده مما يقول ولا حتى تلك الرسومات فقط كانت جالسه بالمنتصف بينهم حتى لا تلمس تلك الفتاه يد زوجها من جديد...

بينما وليد حرفياً كان يريد الضحك وبشدة على شكل اسراء وعلى ما تفعله بدافع الغيره، هو يعلم جيداً أنها تحبه بل تعشقه، ولكنها تكابر وبشدة حتى لا تربح الرهان، ولكن كيف ستربح وهي زوجه وليد العمري بنفسه...

انهي وليد اجتماعه، وسلم على أفراد الطاقم وكذلك المديره التنفيذيه التي اتجهت لتقبل وليد بعد انتهاء الاجتماع وتسلم عليه، ولكن اسراء وقفت بالمنتصف تحاول منعها ولكن وليد كان اسرع حيث قٌبل تلك الفتاه بسلام من خديها فهذا شائع في المانيا دليل على اكتمال الصفقه...

ثواني ورحل جميع أفراد الطاقم تاركين وليد واسراء بقاعه الاجتماعات...
اسراء بغضب شديد: ايه اللي انت عملته دا!
وليد بضحك: هههههههه انتي مجنونه علفكرة يا اسراء هههههههه بس انا بعشق جنانك دا...

اسراء بخجل وغضب: وانا، انا بكرهك علفكرة...
وليد بخبث وهو يرفع حاجبيه: اه ما هو واضح علفكرة، دا انتي كنتي هتاكلي البت بعنيكي هههههههه مكنتش اعرف انك بتغيري جامد اووي كدا، على كدا احنا هنبقي متوافقين مع بعض عشان أنا كمان بغير جدا جدا جدا يا ملاكي...

اسراء بغضب وخجل وخدود ووجه احمر: ومين، ومين قالك بقي اني كنت غيرانه، انا بس اتضايقت لأن ميصحش بنت تبوس ولد و...

وليد بضحك: الكلام دا في مصر بس لكن هنا في ألمانيا دا دليل على الترحاب والود بين الشركتين...

اقترب منها بخبث ليتابع، ودليل برضه على الترحاب بين شخصين، اسراء، ما تجيبي بوسه...

اسراء بشهقه وغضب شديد: يا قليل الادب يا سااافل...
قالت اسراء جملتها بغضب وخجل شديد واتجهت بسرعه خارج غرفه الإجتماعات تجري بشدة من أمامه قبل أن يلحق بها...

بينما وليد بمجرد خروجها ضحك بشدة عليها وعلى شكلها وعلى خجلها منه، هو يعشق هذا بها، يعشق احمرار وجهها عندما يخبرها بكلمات تخجلها...

ثواني واتجه خلفها خارج المكتب وهو يضحك بشدة ويبتسم بعشق شديد لم يستطع إخفائه، فتلك المجنونه صاحبه العيون الواسعه ستصيبه بالجنون يوماً...

شوفو الفيديو دا لاسراء ووليد هتلاقو فيه حته البت بتاعه الاجتماع وغيره اسراء عليه على اليوتيوب.

وأخيراً وصلت ليلي إلى المكان الذي ستبدأ به اول محطه شهره بحياتها، اول مره يختلط بداخلها هذا الشعور من اللهفه والحماس لبدء ما تخطط القيام به وهو أن تكون واجهه لكل فتاه ليست جميله، لكل فتاه لا تثق بنفسها، قررت ليلي أن تكون تلك الفتاه بعيداً كل البعد عن الجميلات الذين لا نري غيرهم بالتلفاز أو الاخبار...

دلفت ليلي إلى هذا المكان والذي كان عباره عن قاعه كبيره للغايه مطله بالكامل على بحر الأسكندرية مباشره، وبها العديد والعديد من المانيكان والقصاصات والأزياء اليت يصممونها، وكأنها ورشه عمل أو شيئ كهذا...

ثواني واردفت ليلي بإبتسامه: السلام عليكم، فين الاستاذ يحي لو سمحتي!

يحي من بعيد وهو يشير لها بعدما رآها: ليلي، انا هنا يا جميله، اتفضلي.

اتجهت ليلي إليه وهي تراه يقف على طاوله كبيره ويلتف من حوله العديد من الفتيات والفتيان والذين تخطو حدود الجمال بمراحل فجميعهم عارضي ازياء...

يحي بفخر وهو يقدم ليلي لهم: دي بقي الوجه الجديد ل mango اول مره هختار مصرية وهي دي اللي هتبقي الوجه الجديد...

صدم بشدة كل من كان واقفاً على الطاوله، كيف أن تكون تلك الفتاه حتى عارضه ازياء، كيف لتلك البدينه القبيحه من وجهه نظرهم أن تكون وجه جديد لشركه ازياء عالميه بل المركز الثاني عالمياً بعد ماركه جوتشي! كيف يعقل هذا!

نظرت اليهم ليلي بخجل وهي تعلم جيداً ما يفكرون به...
ثواني ووصلت إلى الطاوله فتاه ما جديدة...
هاي ازيك يا استاذ يحيي عامل إيه!
التفتت ليلي إلى تلك الفتاه التي تتكلم مع يحيي والتي دلفت إلى القاعه للتو، ثواني وصدمت بشدة وهي تري اخر فتاه توقعت رؤيتها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة