قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل العشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل العشرون

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل العشرون

بصو بقي انا لازم اعتذر على تأخر الفصل بس والله انا مسافرة ومش في البيت عشان كدا كنت مشغوله ومش عارفه انشره، وحاجه كمان، الفصل دا واللي بعده يعتبرو نقطه تحول لكل شخصيات الروايات عشان كدا اتأخرت شوية فيه بس صدقوني هفاجئك يا باشا بصوت الباشا تلميذ.

ذهب آدم إلى منزله وهو يضحك طول الطريق على تلك المجنونه، كلما تذكرها وتذكر طريقتها وشكلها وكل شيئ فيها كان يضحك بشدة ويبتسم لأول مرة ابتسامه لا يخفيها...
ليدلف لقصره بخطوات واثقة، واتجه لغرفته واخذ اشيائه وذهب إلى شركته ليكمل عمله، وكانت الساعه في هذا الوقت قد تعدت الثالثة عصرا...

وفي الغرفه الأخري، كانت ياسمين تفكر بصاحب العيون السوداء، لتزفر في ضيق وهي تحدث نفسها بغضب: اوووف بقي هو كل شويه هفكر فيه، يوووة بصي من هنا ورايح انا مليش دعوة بيه، ولا حتى هبصله عشان مفتكرهوش، ثم اردفت بغيظ، انا ليه كل شوية بفكر فيه كدا، اوووف...
لتفتح صفحتها على الفيس بوك قليلا علها تريح تفكيرها من هذا المسمي برب عملها جاسر عبد الرؤوف الزناتي...

لتجد في صفحتها طلب مراسله، فتحتها لتجده عمر الذي كتب لها بمرح، ممكن نتعرف على القمر هههههههه
لتقبل ياسمين طلب المراسله بعد ما تأكدت أنه هو عمر بصورته وصفحته الشخصيه المليئه بالاعجابات والفتيات المعجبه به...
لتكتب له ياسمين بمرح هي الأخري: سوري مبتعرفش يا حكاكين هههههههه
ثواني قليله ورد عمر عليها وكأنه كان جالسا ينتظرها، ليرد بمرح: لا لا معلش ما هو يإما تتعرفي عليا يإما هاجي اخطفك بجمالك دا هههههه.

لترد ياسمين بضحكه: هههههههه بطل يا عمر بتحرجني على فكرة...
عمر بهيام: ابوي انا على القمر هههههه
ياسمين بضحكه: ههههههه بس بقي كفايه هههههه
عمر بجدية: ياسمين كنت عاوزك في حاجه ضروري...
ياسمين بجدية هي الأخري: في ايه!
عمر بجدية: مينفعش اقولك عليها دلوقتي، يوم الحفله أن شاء الله لازم تعرفيها...
ياسمين بخوف: عمر انت خوفتني في ايه.!

عمر بإبتسامه في نفسه، ليكتب بمرح: تقدري تعتبريها مفاجأه، بس انتي بإيديك هتخليها احلي مفاجأه، متنسيش يوم الحفله أن شاء الله...
ياسمين بإستغراب: خلاص ماشي، سلام دلوقتي...
عمر بهيام: سلام...
لتغلق ياسمين الحاسوب وهي تفكر في تلك المفاجأة التي اخبرها بها عمر...
لتردف في نفسها بإستغراب: غريبه دي، مفاجأة ويوم الحفله، انا مش فاهمه بس على العموم هستني واشوف...

وعلى الجانب الآخر، كان عمر في قمه سعادته بتمهيده للموضوع...
ليردف في نفسه بسعادة: اخيرا هعترفلك يا روح قلب عمر، ثم فتح صورتها من صفحتها على الفيس بوك ونظر لها بهيام كبير وهو يقول: خلاص يا ياسمينه قلبي، اسبوع بس وهعترفلك، ثم أردف بهيام، يا ريتك فعلا تكوني بتحبيني زي ما انا بحبك...
ثم اغلق الحاسوب وقام لينزل للطابق السفلي...

واخيرا وصل آدم إلى الشركه، ليدلفها بغرور واضح كعادته يجذب الأنظار إليه بشدة، لتهمس احدي الموظفات، بصي القمر يلهوووي يبختها بجد اللي هتبقي خطيبته ولا مراته...
لتهمس لها الأخري بهيام وهي تنظر لآدم الذي يدلف للمصعد. : اه فعلا يبختها دي زمانها امها داعيالها...

ليصعد آدم إلى مكتبه، ويجده فارغا، ليعلم أنه يوجد اجتماع اليوم وان صديقه على الذي كلفه بإدارة الشركات اليوم في هذا الاجتماع المهم مع الوفد الالماني الذي حضر لمناقشة صفقه السيارات الBMW التي يديرها آدم في مصر ضمن شركاته التي تتخصص في أكثر من مجال، ليربح بها الاسم الاول عالميا في مجال رواد الأعمال وشركات الإنتاج، ليكون اسم الآدم هو الاسم المتداول عالميا بين الشركات وكبار رجال الأعمال فهو قد ظفر بالمركز الأول وعن جدارة في جميع أنحاء العالم...

وعلى الناحيه الأخري، في الاجتماع...

كانت رضوي تكاد تنفجر غيظا من تلك المدعوة كارولين التي لم تكف عن هز ساقيها بطريقه مثيرة بتلك الملابس التي لا تغطي الا نصف فخدها ناصع البياض وساقيها العاريتين الناصعتين، ولم تكف عن التحديق بعلي الذي كان يجلس على رأس الطاوله الكبيرة التي يقام عليها الاجتماع، فكانت رضوي تنظر لها تارة ولعلي تارة أخري وهي تكاد تموت من الغيظ بداخلها تود لو تصفع تلك المدعوة كارولين، لينتهي الاجتماع اخيرا ويتفق الجميع على ميعاد تسليم سيارات ال BMW الحديثه لشركات آدم الشهر القادم...

لتتنهد رضوي وهي تنظر بغيظ لكارولين التي وقفت بتلك الملابس الضيقه المثيرة للغايه وبشرتها البيضاء ناصعه البياض وعيونها الزرقاء وشعرها الاصفر فكانت أسطورة جمال متحركه لأي شخص يراها على عكس رضوي فهي رغم جمال عيونها الخضراء للغايه كخضرة الارض او الحديقه، إلا أنها كانت سوداء اللون أو قمحيه مائله للسواد، فكانت تموت غيظا من تلك البيضاء المدعوة كارولين وتخاف ايضا من شيئ بداخلها يخبرها أن على قد يحبها فهي تفوقها أضعاف من الجمال كما أنها تجيد ما يسمي بالسهوكه...

لتتجه كارولين إلى على الذي كان ينظر أمامه في اوراق الصفقه الجديدة وميعاد تسليمها...
لتردف كارولين بمياعة: سوري لو عطلتك يا علوشي، بس كنت عاوزة نتغدي انا وانت انهاردة سوا مع بعض...
علي بجدية: مفيش مانع يا كارولين بس هشوف لو ورايا شغل الأول عشان نحدد معاد...
كارولين بفرحه: براحتك خالص انا جايه مصر اسبوع وهقعد على قلبك كل يوم هنتغدي سوا اعمل حسابك على كدا هههههه.

قالت جملتها الأخيرة تحت نظرات رضوي التي كان يخرج من رأسها دخانا من شدة الغيظ والغيرة الواضحه لتعتصر القلم الذي في يدها بشدة فينكسر نصفين من ضغطها عليه، لتقوم من مكانها بغيرة وتتجه إليهم على رأس الطاوله.

لتردف بغيرة واضحه: معلش يا زفته انتي، قصدي يا انسه كارولين او مدام متفرقش أصل على عازمني على الغدا انهاردة مش هينفع تتغدي معانا صح ولا لأ يا علوشي، قالت جملتها الأخيرة وهي تكز على اسنانها من شدة الغيظ...
لينظر لها على بإبتسامه رائعه تخفي ضحكته التي لم يستطع إخفائها ليضحك بشدة عليها تحت نظرات رضوي الغاضبه منه ونظرات كارولين المستغربه مما يحدث ومن تلك التي تتحدث معها...

علي بضحك: صح يا كارولين معلش مش هينفع خااالص نتغدي انا وانتي انهاردة أصلي عازم الآنسه رضوي...
قال جملته الأخيرة وهو يشدد من كلمه آنسه وكأنه يخبرها أنه لم ينسي اساءتها له في مكتب آدم منذ قليل عندما قالت له أن يحترم الحدود التي بينهم منذ اليوم...
لتحزن رضوي من نفسها بشدة وهي تعلم تلميحه لها بتلك الكلمه وما يقصده...
أما كارولين كانت تنظر بغيظ لما قاله على...

لتردف بإبتسامه متوعده: ماشي يا علوشي، يوم تاني بقي، سلام...
واتجهت إلى الخارج وهي تتوعد لتلك المدعوة رضوي التي أفسدت موعدها مع حبيبها فهي أحبته عندما رأته اول مرة بألمانيا بصحبه آدم وتعرفت عليه وأصبح لا يفارق خيالها، وتتمني لقائه مرة أخري ليكون لها وعندما حان لها لقائه أخذته منها تلك الحمقاء، لتخرج من الشركه وهي تتوعد لها بالكثير...
أما بالداخل في قاعه الاجتماعات...

كانت رضوي تنظر بأسف وحزن وهي مطأطأه الرأس بطفوليه لعلي الواقف أمامها وهو يضم منكبيه وينظر لها بغضب عكس ما في داخله من فرحة كبيرة لغيرتها عليه والتي لم يراها الا اليوم ليصبح اليوم من أسعد أيام حياته، ولكنه فضل أن يربيها اولا لعنادها معه وجنونها الذي جعلها تطلب منه أن يلزم حدوده معها، هو لا يعلم ما اوصلها لتلك الحاله ولكنه يعلم انها مجنونه للغايه مهما كان السبب فهي متقلبه المزاج دائما، فأحيانا ما تكون لطيفه جداا واحيانا أخري غاضبه ترفض قربه، (علتلاق برج الجوزاء يبشه )...

ليقرر على في نفسه أنه سيربيها على عنادها هذا بطريقته الخاصه وسيعرف ما السبب وراء ما يحدث معها...

أما رضوي كانت حزينه للغايه من نفسها على ما قالته له في مكتب آدم ولكنها حزينه اكثر لما فعلته مع تلك الجميله كارولين فهي قد وعدت نفسها انها ستكون مجرد زميله له في العمل فقط وعليه أن يحترم المسافات بينهم، ما الذي تحرك بداخلها رغما عنها ليفعل هذا الموقف السخيف من وجهه نظرها، فكانت محرجه للغايه مما حدث ومطأطه الرأس...
ليردف على بجدية مصطنعه ليقطع الصمت بينهم: هتفضلي باصه في الارض كدا كتير!

رضوي بخجل: احم استاذ على انا...
ليقاطعها على بصرامة: انسه رضوي لما اكون بكلمك تبصيلي لأن دي ابسط قواعد الأدب...
رضوي وهي تنظر له بإستغراب لما قال، فهو لم يقل في حياته شيئا كهذا لها من قبل، بل كان يخبرها فقط الكلمات الجميله اللطيفه التي اعتادت على سماعها، من اين له بتلك الصرامة والقسوة التي لأول مرة تسمعها منه...

أما هو كان يؤنب نفسه على ما قال فهو يود لو يحتضنها ويخبرها كم يعشقها حد الجنون ولكنه يعلم أنها لن تكون له إلا بتلك الطريقه التي لم يعتد أن يستخدمها ابدا مع عشقه الوحيد...
لتردف رضوي بخجل وهي تنظر له: احم، حاضر يا عل. قصدي يا استاذ علي، لتتابع بخجل كبير جعل من وجهها الاسمر الرائع احمر من شدة الخجل، انا كنت عاوزة اعتذر على اللي عملته من شويه مع كارولين انا، انا بس كنت، كنت خايفه تعملك حاجه...

صمتت بخجل فهي لم تجد مبررا لما فعلته غير هذا الذي جاء في عقلها...
علي وهو يكتم ضحكاته على شكلها وخجلها...
ليردف بصرامة: تعملي حاجه ازاي!
رضوي بخجل وهي تنظر أرضا مجددا: معرفش، لتنظر لها فجأة وقد جاء في بالها فكرة، يعني ممكن تحطلك سم في الاكل وتخطفك وتبيعك لبتوع الاعضاء، أيوة صدقني بتوع المانيا دول بيتمسكنو لحد ما يتمكنو انت ناسي أن عندهم المافيا وعصابات تانيه بتبيع الاعضاء، عشان كدا خوفت عليك...

قالت جملتها الأخيرة لتسمع صوت ضحكاته الكبيرة تملئ أرجاء المكان بشدة، لأول مرة تراه يضحك هكذا من قلبه، فالبرغم من حبه لها ومرحه احيانا إلا أنه لم يضحك من قبل مثل هذا اليوم...
أما علي، لم يستطع كبح ضحكاته التي فلتت منه لتملئ أرجاء المكان، فكان يضحك بشدة على ما قالته تلك السمراء المجنونه...
لتنظر له رضوي بهيام كبير، فهو وسيم جداا جدااا حد السحر وعندما يضحك يزداد وسامه على وسامته الشديدة تلك...

لتردف رضوي بهيام لم تنتبه له أو لكلماتها: انت حلو اوووي...
علي بخبث: دي معاكسه دي يا انسه رضوي!
رضوي وهي تنتبه لما قالته، ليحمر وجهها بشكل كبير من الخجل لما قالته، ولم تستطع نطق اي شيئ، لتجري بسرعه خارجه من غرفه الاجتماعات ناحيه مكتبها...
أما على كان يضحك بشدة لما فعلته تلك المجنونه وما قالته.
ليردف في نفسه بضحك كبير: هههههههههه هخطفني اعضاء هههههههه مجنونة والله انا عشقت مجنونة هههههههه.

ليتابع بهيام بعد ما توقف عن الضحك: شكلك كدا هتغلبيني معاكي يا رضوتي المجنونة، بس لازم اعرف ايه السر ورا تقلباتك المزاجيه دي وايه مخبياه عني مانعك انك تحبيني زي ما انا بعشقك...

أما على الناحيه الاخري، كانت رضوي تجري مسرعه ناحيه مكتبها وهي تخفي وجهها بخجل، لتدخل المكتب وتتنهد بشدة وخجل شديد وهي تضرب نفسها كلما تذكرت ما حدث وما قالته له وهي لا تشعر...

لتردف في نفسها بغضب وهي تضرب رأسها: يلهوووي عليكي يا رضوي، انتي ازاي تعملي كدا، ثم تابعت بخجل، انا ازاي هبله كدا وغبيه كدا، اكيد خد فكرة غلط عني، يوووة لا انا لازم مضعفش تاني ولا اعمل كدا تاني، هو بالنسبالي استاذ على وبس...

اتجه اسلام إلى منزله وهو في قمه غضبه يود لو يفتك بهذا المسمي آدم، اتجه لمنزله وهو يتوعد له بالكثير ولكن اولا عليه أن يبحث بنفسه عن محبوبته ويستعيدها، ليصل اسلام بعد فترة ليست بقصيرة إلى منزله ويصعد لغرفته بغضب وهو لا يود رؤيه والدته أو التحدث بأي شيئ يريد...

ليتجه لحمام غرفته الخاص ويأخذ حماما دافئا يريح به أعصابه من كثرة التفكير، فهو يعلم أنه ليس بالأمر السهل أن يرجع حبيبته مرة أخري خصوصا بعد ما علم أنها تزوجت ابن الكيلاني، ليضرب اسلام الحائط بشدة وهو يتذكر كيف دخل المسمي شرطي وخرج بدون أن يفعل شيئا، ليردف في نفسه بغضب، خلاص يا ابن الكيلاني انت أعلنت الحرب، واقسم بالله لأندمك على كل حاجه عملتها، (حرام تحلف في الحمام يا اسلام ما تفوكك منها بقي وتعالي ارتبط بيا بقي هعيط والله )، ليخرج من الحمام بعد فترة ويرتدي ملابسه ويخرج مجددا لشركته بسيارته الغاليه، وهو يفكر في طريقه للإنتقام وإرجاع محبوبته التي اشتاق لها وبشدة اشتاق لتفاصيلها التي تبقيه حيا إلى الآن فهو بدونها ميت، ليتذكر هذا اليوم الذي رآها في منزلها قبل اليوم المشئوم وهي ترتدي عبائة نانسي عجرم التي كانت تنفجر انوثه عليها وعلى جسدها الاكثر من رائع فقد فاق كل الوصف وينطبق عليه قول محمد منير...

خضراك للجنيه وتارة حبينا...
عودك في مشيته عمله منحنيات...
وشعرها الطويل الذي لم يري مثله من قبل فكان يجمع بين الكيرلي المجعد والليس المفرود من بدايته لينتهي بتمويجات تجعل قلب اي شخص يتموج هو الآخر من جمالها، ليحمد الله في نفسه في ذلك اليوم انها محجبه وإلا لقتل كل من نظر إليها...

كان يتذكر كل موقف وكل حركاتها وتفاصيلها التي جعلته متيما بها حد الجنون ولا يستطيع أن يبعدها ثانيه عن تفكيره، بل يزداد شوقه يوما بعد الآخر وغيابها يقتله بشدة، ليتوعد لآدم بالكثير وأن يرد له الصفعة أضعافا مضعفه، ولكن هل للقدر كلمه أخري!

ليفيق من افكاره على بوق سيارة قادما من بعيد، ليحاول اسلام أن يتفاداها يمينا ويسارا، ولكن للاسف، اصطدمت به لتحطم سيارته بالكامل وآخر ما رآه اسلام قبل أن يغشي عليه هو تجمع الماره حوله ليحاولو إخراجه من السياره قبل أن يموت بداخلها، ليطلب أحد الماره الإسعاف، ثواني وأتي الاسعاف بسرعه ليتجهو به إلى المستشفي وهو مغشي عليه لا يشعر بشيئ سوي حبيبته روان التي كان يحلم بها...

ثم ضمها إلى قلبه وقال، ما بها سعادتي حزينه.

كانت رحمه تجلس بغرفتها تبكي بشدة، ولكن تلك المرة ليس بسبب ما حدث معها من فقدانها لوالدتها أو اغتصابها بوحشيه، كانت تبكي لأنها لا تريده أن يبتعد عنها، هي تعلم أنه اخطئ في حقها بل وأنه اغتصبها بلا رحمه، وتعلم كيف أنه قاسي لا يرحم ضعفها او قله حياتها، وتعلم أنه أهان أنوثتها واعتبرها مجرد خادمة في منزله رغم أنها زوجته، تتذكر ايضا كيف أنه شك بها وببرائتها وبأنها تخونه، كم آلمها ذلك وتأذت كثيرا بسببه، ولكن لما هي حزينه كل هذا الحزن ببعده عنها، هل فعلا! لا لا لم تحبه لم تنسي ما فعله ولن تنساه ابدا.

هذا ما ذكرت به نفسها أنه لن تسمح لقلبها بالإقتراب منه وستبتعد عنه في اقرب فرصه بعد انتهاء تلك السنه...
لتردف رحمه في نفسها: أيوة انا لازم ابعد، وابدء من جديد مع نفسي، لازم ابعد عن البلد دي كلها، ثم تابعت بتصميم وتحدي وعناد كبير من سوداء عيونها اللامعه، انا لازم اربيه في السنه دي واعرفه مين رحمه لازم يعرف أن مش كل البنات زي بعضها وانتقم لنفسي منه ولشرفي اللي ضاع، أيوة لازم اعمل كدا قبل ما امشي...

لتذهب رحمه إلى الحمام لتأخذ حماما دافئا وهي تستعد لمواجهه الأسد بتحدي وعناد كسابق عهدها...
ثواني وخرجت من الحمام، لترتدي ملابسها التي كانت عبارة عن فستان احمر ابرز تفاصيل جسدها النحيف الأنيق ينتهي عند نصف فخذها لتبدو قمه في الاناقه والجمال والأنوثة، فما اجمل من فستان احمر تزينه امرأة بخصر نحيف...

لتكمل جمال صورتها فوق جمالها الآخذ بفرد شعرها الاسود المجعد بشدة من أوله لآخرة، ليتعدي ظهرها بكثير لأنه قد ازداد طولا في الآونة الأخيرة، لتكمل الصورة فتنه حد السحر بل الجنون فمن يراها هكذا يقسم أنه يود لو يمنحها عمره بنظرة واحدة من عيونها السوداء بشدة، ولكنها لم تكتفي ايضا بهذا بل وضعت احمر شفاه صارخ لون فستانها لتبدو انثي طاغيه الانوثة والجمال، لتنظر لنفسها في المرأة برضي تام، لتنزل للاسفل بعد ان ارتدت حذاء ذو كعب عالي من نفس لون فستانها اشتراه احمد لزوجته الخائنه قبلها، ولكنها لم تجد مقاسا يناسبها غيره...

لتنزل للاسفل وهي تتمايل مع خطوات الكعب العالي الذي لا تسطيع المشي فيه، لتدلف رحمه إلى غرفه الجلوس الموجود بها إياد الذي كان يلعب بألعابه، والذي عندما رآها جري ناحيتها بطفوله يحتضنها بشوق طفل لأمه رغم أنها ليست والدته إلا أنه شعر بحنانها اكثر من والدته الحقيقيه، فليس كل زوجات الاب متشابهيين...
ليردف اياد بإنبهار طفولي: ايه دا يا ماما رحمة انتي حلوة اوووي...

رحمه بضحكه طفوليه هي الاخري: ههههه تسلملي يا حبيب قلب ماما رحمه...
إياد بصدق: تعرفي يا ماما رحمه، انا نفسي بجد تبقي انتي امي مش ماما الشريرة التانيه...
رحمه بإنتباه: ليه بتقول كدا عليها يا حبيبي!

إياد بصدق طفولي: عشان ماما التانيه الشريرة كانت بتضربني وتحبسني وتمنع عني الاكل وتخرج هي برة القصر وتسيبني قاعد في الضلمه لوحدي، ولما كنت بحكي لبابا كانت بتقوله اني كداب. وهو كان بيصدقها، لتدمع عيون اياد بطفولة وهو يتذكر والدته الشريرة التي كانت لا يهمها غير النقود والنفوذ والمركز والسلطة فقط والخروج والتنزه دون أن يعيقها أي أحد...

لتأخذه رحمه في أحضانها وتبكي هي الأخري بشفقه كبيرة فكيف تكون تلك ام او تسمي نفسها ام حتي! لا فهي لا تنتمي لفصيلة البشر الذين يشعرون، فهي بلا مشاعر حتى تترك ابنها هكذا بلا طعام أو حنان يستشعره بأمه كما جميع الأطفال في عمره، كيف تكون تلك أما! لتتذكر في تلك اللحظه احمد وما حكاه لها عن خيانتها له رغم حبه لها لتبكي بشدة وشفقه على اياد واحمد، وغضب كبير على تلك الحية...

أما احمد على الناحيه الاخري في سيارته، كان يقود بسرعه وهو يتجه لعمله في محاوله منه للتخلص من تلك النيران التي بداخله من غضب كبير لنفسه على ما فعل معها، وغضب كبير لقلبه الذي احبها وهو يعتبرهم جميعا خائنات لا يعشقن سوي النقود، ولكن قلبه تلك المرة لم يطاوعه وظل يدق بشدة معلنا عن بدايه عشق لتلك البسيطه ذات العيون السوداء التي جذبته بشدة إليه، فبعيونها تلك سطرت بدايه عشقها في قلبه التي لم يتوقف عن النبض بإسمها على عكس عقله الذي ينهره عن حبها فجميعهن خائنات في نظره، ليتذكر فجأه أنه قد نسي ملفا مهما في مكتبه يخص صفقه مهمه لإحدي الشركات العالميه، ليزفر بضيق فهو لا يود رؤيتها مجددا حتى يتوقف قلبه عن الدق والنبض كأنه في سباق جري، ولكن للقدر كلمه أخري، ليتجه بسيارته إلى المنزل مرة أخري وهو يقرر عدم الدخول لغرفته حتى لا يراها...

ليصل بعد قليل من الوقت إلى الفيلا، ليدلف إلى الفيلا ولكن قبل دخوله سمع صوت صراخ وضحكات في الحديقه، لتعصف الأفكار برأسه ويتجه إلى الحديقه وهو يجري مسرعا، ليتوقف فجأه وتتوقف معه كل حواسه بل ويتوقف العالم من حوله على الدوران وكأنه تجمد في مكانه من صدمة ما رآه، أو من جمال ما رآه، كانت رحمه تلعب مع إياد بالكرة وهي ترتدي هذا الفستان اللعين الاحمر الذي لا يتعدي ساقيها، والذي جعلها شعله من الجمال والأنوثة والبراءة بذات الوقت، وهذا الكعب العالي الذي لا تستطيع المشي به فتتمايل في خطواتها بغنج أنثوي غير مقصود منها ولكن هذا التمايل والغنج والرقة والجمال جعلت قلب احمد يتمايل معها يود لو يختفي كل شيئ من حولهم لتبقي وحدها معه في عالم لا يوجد به سواهم، ليعلمها فيه قواعد العشق من جديد، ولكنه يعلم أنها لن تسمح له بهذا فقد آذاها كثيرا وتألمت اكثر بسببه هو فقط...

لينتهد بحزن قبل أن يدلف للداخل، ليقاطعه صوت إياد بطفوله: بااابااا انت جيييت...
لتلتفت رحمه بصدمه للوراء، لتراه يقف بشموخ ووسامه كبيرة اعتاد عليها ينظر لها وفي عيونه الف حكايه وحكاية تخبرها بمدي شوقه لها...
لتتنهد رحمه بضيق قبل أن تردف: رجعت بسرعه يعني...

احمد وهو مرتكز النظر على شفتيها المغريتين بشدة بأحمر الشفاه الصارخ عليهما، ليردف بتنهيدة وهو يبعد نظره عنها قبل أن يفعل شيئا يندم عليه وخصوصا أنه وعدها بعدم الاقتراب منها إلا بموافقتها...
ليردف احمد ببرود: مفيش، كنت نسيت ملف وجاي أجيبه وامشي...
رحمة بإيماء: ماشي انت حر...
ليتجه احمد لداخل القصر وهو يلعن قلبه الذي لم يكف عن الدق من اجلها وهي تقف أمامه انثي في غايه الأنوثة...

ليردف في نفسه بضيق: انا ايه اللي بعمله دا، المفروض افتكر أن كلهم واحد...
ليتنهد بضيق، قبل أن يتجه لمكتبه يحضر الملف ويخرج للعمل مجددا تحت نظراتها المتحدية والمتوعدة بالكثير والكثير، لتبتسم في نفسها بتحدي وهي تقول: ولسه يا استاذ احمد، انا هربيك من اول وجديد...

لتذهب لتكمل لعبها بالكره مع إياد الذي ابتسم عندما رأي والده ينظر لرحمه بهذا الحب الخفي في عيونه، فلا أحد يفهمه سوي ابنه الصغير الذي علم في نفسه رغم صغر سنه أنها بدايه عشق بداخل والده ورحمه ايضا فقد رأي في عيونها نفس الحب والعشق، ولكن كلاهما يكابر ويعاند...
ولكن هل للقدر رأي آخر!

وكلما دار حديث بيننا، تمنيت لو أنه عناقا
اتجهت اسراء إلى غرفه خالتها لتطمئن عليها كعادتها منذ اختطاف روان، لتجدها ممسكه بمصحفها الصغير تقرأ به وهي تبكي بشدة على ابنتها الغائبة عنها منذ أكثر من أسبوع، لتدلف اسراء إليها وهي تحمل صينيه موضوع عليها طعام...
اسراء بحزن: خالتو، انا جبتلك اكل انتي لازم تاكلي حاجه عشان خاطري...
الام بتنهيدة حزينه: معلش يا اسراء مليش نفس والله يا حببتي، كلي انتي وهيثم...

اسراء بحزن: لا يا خالتو انتي لازم تاكلي ولو علينا انا وهيثم فطرنا من شويه قبل ما يروح الجامعه عشان عنده امتحان...
الام بحزن: ماشي يا حببتي سيبيلي الاكل عندك انا هبقي اكل بعدين...
اسراء بحزن حاولت إخفائه: حاضر يا خالتو، بس بالله عليكي تاكلي عشان بقالك اسبوع مبتاكليش حاجه...
الام بدموع: حاضر يا حببتي، اطلعي انتي بس وسيبيني شوية...
اسراء بحزن: حاضر يا خالتو...

لتخرج اسراء وعيونها تدمع بشدة، لتغلق الباب على خالتها وتنفجر باكية، لتسمع صوت الباب يفتح لتحاول بسرعه مسح دموعها، ليدخل هيثم وهو حزين مكفهر الوجه هو الآخر...
اسراء وهي تمسح دموعها قبل أن يراها، لتردف بنبرة حاولت اخفاء الحزن فيها: عملت ايه في الامتحان!
هيثم بحزن وهو ينظر لها، ليجد عيونها حمراء داميه من كثرة البكاء تحاول رسم الابتسامة على وجهها حتى لا يحزن هو الآخر، ولكنه علم أنها كانت تبكي وبشدة...

ليردف هيثم وهو ينظر لبحر عيونها: الحمد لله، انتي كويسه!
اسراء بتوتر: ا، اه طبعا ليه بتقول كدا.!
هيثم بحزن: انتي كنتي بتعيطي صح!
اسراء بنبرة حزينة: انا، انا، لتنفجر باكيه وهي تتذكر ابنه خالتها وصديقتها لتخونها عيونها تلك المرة وتفضحها معلنه البكاء وبشدة...
ليذهب هيثم إليها بخوف...

ليردف بتوتر فهو ليس من حقه الاقتراب منها، ولكنه يود وبشدة أن يأخذها في أحضانه ويربت على كتفيها عله يمتص حزنها، ولكنه ليس من حقه فعل هذا فهي ليست زوجته ليفعل هذا...
ولكنه لم يستطع رؤيتها تبكي هكذا، ليردف هيثم وهو يقف بجانبها لا يفصل بينهما سوي مسافه قليله: احم، متعيطيش يا اسراء أنااا...

ولكن قبل أن يكمل كلامه ارتمت اسراء في أحضانه تبكي بشدة ليسقط غطاء رأسها من عليها ليظهر شعرها الأسود الطويل ولكنها لم تنتبه، لتبكي بشدة وهي تحتضنه...

أما هو كان في عالم اخر، كان مصدوما بشدة مما فعلته تلك الطفله المجنونة في نظرة فمهما كبرت ستظل طفلته التي احبها منذ الصغر وتربت على يده، ولم يحب غيرها، لا اراديا وجد نفسه يضمها إليه ويربت على شعرها الطويل الذي يصل لنصف ظهرها ويتعداه لآخره، لتبكي اسراء بشدة وهي في أحضانه ولكنها كانت تشعر بالأمان اكثر من اي وقت مضي، ليتوقف الزمن عليهم وهم في عالم اخر لا يشعر كلا منهما الا بالحب والأمان والدموع...

لتبتعد اسراء بعد قليل من الوقت وهي في قمه خجلها مما فعلته...
لتردف بخجل: انا، أنا اسفه...
ليتنهد هيثم قبل أن يردف بحب: متعتذريش، ثم اقترب منها ورفع غطاء رأسها عليها ليغطي شعرها، وهو يتابع بحب وحنان، واياكي اشوفك بتعيطي تاني او اشوف دموعك...
لتنظر له اسراء بحب هي الأخري، فهي تعشقه منذ الصغر ولم تعشق غيره: حاضر...

لينظر لها هيثم بحب ولخجلها الذي زادها جمالا فجعلها تشبة عروس بحر جميله، ليردف بحب: اسراء انا عارف ان مش وقته، بس انا، انا بحبك، بحبك اوووي...

لتنظر له اسراء بصدمة وخجل قبل أن تبتعد عنه مسرعه إلى غرفتها ولم تنطق بشيئ، لتغلق الباب عليها تاركه هيثم ينظر في أثرها بشوق وحزن كبير، فهو لا يعلم هل ما زالت تعشقه ولم تحب غيره كما وعدته ام انها عندما كبرت لم تفكر به كحبيب مجددا، ولا يعلم العاشق ما في قلب حبيبته، فكانت هي الأخري بداخل غرفتها تبكي بشدة ولكن ليس حزنا على روان، وإنما على نفسها فلم لا تعترف له أنها هي الأخري متيمه به منذ الطفوله ولم تحب او تعشق غيره، ولكن كرامتها انجرحت كثيرا عندما اخبرها في ذلك اليوم الذي اعترفت له فيه بحبها بأنها ما زالت صغيره ولا يصح قول ذلك وانجرحت كرامتها بشدة عندما لم يأتي لزيارتهم منذ ذلك الوقت لمدة سته سنوات لم تراه خلالهم، لتردف بتحدي من دموعها وحزنها: لا مش بالساهل كدا هقولهالك تاني يا هيثم، لازم تعرف انا عانيت قد ايه وانت سبتني من غير ما تزورني ولا مرة أو تفكر فيا، لازم تعرف انا عيطت قد ايه وانت مش معايا الا في احلامي...

لتتنهد بحزن وتحدي، وهي تتجه لمكتبها تدرس قليلا فهي في الآونة الأخيرة أهملت مذاكرتها وجامعتها...

وعلى الجانب الآخر، في منزل هدي عماد صديقه اسراء...
كانت تستعد للذهاب لجامعتها لترتدي ملابسها المكونه من دريس اخضر مشجر علية حجاب اسود اللون فجعلها غايه في الاناقه وتظهر خصرها النحيف غاية في الاناقه والجمال...

لتدخل عليها اختها يارا لتردف بمرح: ايه القمر دا يا هدهد، الجميل رايح فين!
هدي بضحة: هههههههه بطلي يا بكاشة، لتكمل بجدية، رايحة الجامعه عندي محاضرة متأخرة...
يارا بمرح: يسهلووو بقي ربنا معاكي، أمتي بقي اخلص من الهم بتاع الثانوي دا عشان ارتاح في الكليه...
لتنفجر هدي ضاحكة تحت نظرات يارا المستغربة...
لتردف يارا بإستغراب: مالك يا بت بتضحكي على ايه...

لتردف هدي بضحك: ههههههههه ارتاح في الكليه ههههههههه، اسمها اتنفخ في الكلية، اتشرح في الكليه برضه تمشي هههههههه
لتضحك يارا هي الأخري مع اختها...
لتردف يارا بمرح: انا كدا اتطمنت على نفسي هههههه
هدي بضحك هي الأخري: بس يا بت روحي ذاكري يلا عاوزين هندسة...
يارا بتصميم: ان شاء الله يا هدهد، لتذهب لمكتبها تتابع مذاكرتها...
لتردف هدي قبل أن تخرج: هو بابا وماما بره!

يارا بلا مبالاه: ماما في اوضتها، وبابا في الشغل...
لتردف هدي بتنهيدة: ربنا معاه يا رب...
لتخرج هدي من غرفتها، متجه إلى غرفه والدتها ولكن قبل أن تدلف سمعت صوت بكاء والدتها بداخل الغرفه...
لتدلف هدي بخوف وهي تردف بتوتر: مالك يا ماما بتعيطي ليه!
الأم وهي تمسح دموعها: مفيش يا حبيبتي شوية مشاكل بس...
هدي بخوف: مشاكل ايه اللي تخليكي تعيطي كدا!

الام ببكاء: مفيش يا حبيبتي، باباكي طردوه من شغله عشان مش قادر يشتغل زي الاول بسبب أنه كبر في السن...
هدي بدموع: وهو فين دلوقتي، يارا قالتلي أنه في الشغل!
الام ببكاء شديد: باباكي نزل يدور على شغل تاني بس مين يا بنتي هيرضي يشغل راجل عجوز...
هدي ببكاء هي الأخري وحزن كبير على والدها: متقلقيش يا ماما، ربنا هيدبرها على خير ان شاء الله، انا هنزل ادور على شغل انا كمان عشان اساعدكم في البيت...

الام ببكاء: لا يا حبيبتي ركزي انتي بس في جامعتك وباباكي أن شاء الله هيلاقي شغل...
هدي ببكاء: يا رب يا ماما، ان شاء الله خير يا حببتي...
الام ببكاء: ان شاء الله، انتي راحه فين دلوقتي!
هدي وهي تمسح دموعها: رايحه الجامعه يا ماما عندي محاضرة متأخرة...
الام بتنهيدة: ماشي يا حببتي روحي ربنا معاكي يا رب...
هدي وهي تقبل يدها: وربنا يديمك انتي وبابا في حياتنا يا رب...

( يجماعه معلومه خارجه عن الرواية شوية، اللي يحب حد يقوله ربنا يديمك في حياتي مش ربنا يخليك عشان يخليك دي جايه من التخلي والبعد، يعني انت كدا بتدعي عليه وانت مش حاسس، انا كنت بقول كدا لكل اصحابي اللي متأكدة انهم هيهزقوني لما يشوفوا الحته دي ).

لتخرج هدي من منزلها متجه إلى الجامعه مشيا على الاقدام، لتصل بعد قليل من الوقت فمنزلها قريب من الجامعه، لتدخل إلى باب الجامعه بعد أن ارت موظفه الأمن الكارنيه الخاص بها، لتدلف إلى ساحه الجامعه، لتمشي وهي شاردة الذهن فيما قالته لها والدتها عن والدها وكيف ستكون حياتهم الايام المقبله، لتصطدم بدون وعي بشخص مار...
ليردف الشخص بصوت عالي: مش تفتحي وانتي ماشيه...

لترفع هدي نظرها إليه وهي تنوي التأسف، ولكنها انصدمت بشدة مما رأت، أهذا هو! لا غير ممكن لا! أنه هو السبب في موت صديقتها بالانتحار، هو معتز الدمنهوري الذي كرهته بشدة قبل أن تعرف شكله، وكرهته اكثر عندما عرفت من هو وعرفت شكله واسمه، هو اكثر شخص كرهته في حياتها...

أما هو، كان ينظر لها بخبث عندما ارتفعت بنظرها لتنظر إليه، فهي جميله جداا بتلك العيون العسليه الفاتحه وهذا الوجه القمحي الجميل، وهذا الجسد النحيف الرائع...
ليردف بخبث لتلك الواقفه أمامه تحدق فيه بغضب وكأنها على وشك ضربة: معلش مكنتش اعرف ان القمر خبطني، يا ريت تخبطيني على طول بعد كدا مش همانع...
وقبل أن يكمل كلامه وجد صفعة كبيرة على وجهه...

لتردف هدي بغضب: انت فاكر نفسك مييين! انت زبااالة حقييير، انا مشوفتش احقر منك في حياتي...
لينظر لها معتز بصدمة كبيرة فبحياته لم تجرؤ امرأه على صفعة أو حتى التحدث إليه بتلك الطريقه، حتى والدته لم تصفعه في حياته، فمن هي تلك الفتاه التي تجرأت وفعلت هذا!
سرعان ما تحولت تلك الصدمة إلى غضب كبير...
ليردف معتز بغضب: انتي بتضربيني يا انا هعرفك يعني ايه معتز الدمنهوري، مش انا اللي زيك ترفع ايديها عليه...

لتنظر له هدي بغضب وهي تقول: اعلي ما خيلك اركبه، ومش حقير زباله زيك اللي يشتمني انت فاااهم...

لتتركه وتذهب وهي في قمه غضبها وثورتها، لتبكي بشدة وهي تتذكر صديقتها المقربة التي انتحرت بسببه بسبب هذا الحقير الذي ضحك عليها بالكلام المعسول والأحلام الوردية حتى اقتربت منه، ليأخذ منها ما يريد ثم يلقيها بلا احتياج بعد ذلك كأي فتاه من قبلها، لم تتحمل صديقتها ما فعل لتنتحر تاركه الحياه بلا عودة، تاركه هدي تبكي بشدة وتتذكرها كل يوم وتدعو على هذا الحقير ووالده الذي كان له دور كبير ايضا في انتحار صديقتها...

أما هو على الناحيه الاخري، كان في قمه غضبه لما فعلته تلك الفتاه، وأقسم على أن يرد لها تلك الصفعه أضعافا مضعفه، فبحياته لم تجروء فتاه على صفعه أو شتمه كما فعلت هي...
ليردف في نفسه بغضب: انا بقي هعرفك يعني ايه معتز الدمنهوري يا...

كان كالافعي، يخطط لشيئ ما...
ليمسك مجدي سماعه هاتفه ويردف بخبث: تجبلي البت دي هنا بكرة، أيوة تكسر الباب وتدخل الشقه...
ليغلق سماعه هاتفه ويتنهد وهو يردف بخبث: خلاص يا ابن الكيلاني، قربت اووي...

وعلى الناحيه الأخري...
اتي لأدم اتصال وهو في مكتبه في الشركه...
ليمسك آدم سماعه هاتفه ويردف بغرور: أيوة في ايه.!
ليرد الطرف الآخر: الحق يا باشا في حريقه في العمارة ومش عارفين نفتح شقه حضرتك ننقذ اللي فيها...
ليردف آدم بصوت عالي وخوف كبير وصدمة اكبر: بتقووول ايييه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة