قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل السابع عشر

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل السابع عشر

رواية عشقت مجنونة الجزء الأول للكاتبة آية يونس الفصل السابع عشر

ما اجمل الحب عندما ينبع من جوف القسوة...
وصل الجميع اخيرا إلى القصر...

ليدلف اسلام بسرعه وخلفه الحراس، ليتشابك حراسه مع حراس آدم، ولكثرة عدد حراس اسلام استطاعو الدخول إلى القصر، ليدلف اسلام وهيثم وفارس بسرعه إلى داخل القصر، ليحطم اسلام بوابة القصر بواسطه مسدس الرصاص الخاص به، ليدلفو بسرعه إلى داخل القصر وقلب اسلام متلهف بشدة لرؤيتها مجددا، ليجري الجميع يبحث عنها، وبالأخص اسلام الذي كان قلبه وعقله متلهفين لرؤيتها، لينادي بصوت عالي: روااان انتي فييين، وصعد اسلام وهيثم وفارس إلى جميع الادوار في القصر ليبحثوا عنها ولكن بلا فائدة، لم يجدوا أثرا لها أو لذلك الآدم، ليجلس اسلام على الأريكة الموضوعه في الردهه ويضع يدة على رأسه بألم ووجع، ليس وجع جسدي فما يشعر به فاق كل الألآم والاوجاع في العالم، وجع نفسي والم نفسي لأنه فقد اعز ما يملك مجددا، بعد ما كانت بين يديه فقدها مجددا ولا يعلم أين ذهبت...

ليردف فارس بأمل: متخافوش أن شاء الله زي ما لقيناها مرة هنلاقيها تاني، خلي عندكم امل في ربنا...
هيثم ببكاء صامت على أخته الذي اشتاق اليها كثيرا والي مشاغباتها وجنونها الذي افتقده بشدة، ليردف هو الآخر بأمل: أيوة يا فارس معاك حق، ان شاء الله هنلاقيها، احنا لازم منفقدش الامل...

اسلام بألم وغضب: والله العظيم ما هسيبك يا ابن الكيلاني، مش هيبقي ابويا وخطيبتي كمان، ليتابع بغضب، انا بقي هعرفك وهقضي عليك نهائي...
ثم قام من مكانه وخرج من القصر يتبعه هيثم وفارس اللذان لا يعلمان من هو هذا الذي يتحدث عنه اسلام، ليذهبا إلى سياراتهم ويرجع الجميع لمنزله، أما اسلام فإتجه بسيارته إلى مكان آخر...

ليدلف امام شركه الآدم، ليجدها مغلقه فالساعه تعدت الواحدة صباحا، ليردف بغل وغضب، مش هسيبك يا ابن الكيلاني، نهايتك هتبقي على أيدي مش انا اللي تخطف منه اغلي حاجه في حياته، ليخرج هاتفه ويضغط بعض الارقام ليرن الهاتف، ويجيب الطرف الآخر...
ليردف اسلام بغضب: بكرة يبقي عندي عنوان آدم الكيلاني...
واغلق الخط معه وذهب إلى منزله، وهو يفكر في طريقه لإنقاذ روان منه...

عيناكي كالقدس، الف عدو يريد احتلالها...

سحبها ورائه من معصم يديها، وهي كالمغيبه لا تدري اين هي وما هذا المكان، ليدلف بها إلى عمارة أقل ما يقال عنها انها القمة في الأناقة والفخامة، فهي من الخارج يغطيها زجاج كريستال لامع وحديقة كبيرة حولها من كل مكان هذا غير الحدائق الواسعه التي توجد بداخلها في كل دور، ليسحبها من يدها ويدلف بها إلى الداخل تحت نظرات حراس العمارة الذين وقفوا احتراما لصاحب العمارة، أما هو لم يلق لهم بالا ودلف بها إلى داخل الاسانسير، ليضغط على الزر الاخير، لتحاول هي فك يدها منه ولكنه احكم عليها أكثر، لتصرخ روان: سيبني يا حيوااان ابعد عنييي...

ليشدد آدم من قبضته على يدها التي آلمتها بشدة، لتحاول روان إبعاده عنها، ولكنه لم يبتعد انشا واحدا، وجذبها إليه لتصطدم بصدرة العريض، وثني يدها خلف ظهرها لتؤلمها اكثر...
ليردف آدم بغضب: انا مش قولت لسانك ميطولش...
روان بخوف وألم، وهي تحاول الابتعاد: ا، ابعد. انت بتوجعني، ابعد ايديك، لو. لو سمحت، قالت الأخيرة بخوف منه...

أما هو كان في عالم اخر، فلأول مرة يري هاتان البنيتان اللامعتان بوضوح، ليغرق بخضرة عيونه في قهوة عيناها الامعه بسبب دموعها التي على وشك الخروج، لينظر لها آدم نظرة طويله قبل أن يفتح باب الاسانسير، ليعود الآدم إلى سابق عصره، ويجذب يدها بشدة مجددا، ويدلف بها إلى احدي الشقق الفاخرة، ليفك يده عنها ويرميها على الأرض، لتقع روان وهي تتألم بشدة وتربت على يديها التي آلمتها...

ليردف آدم بغضب: ان سمعتك بتشتميني تاني، صدقيني مش هيحصلك كويس...
روان بخوف: ح، حاضر...
ليردف آدم ببرود وغرور: انتي هتفضلي هنا، ثم أردف بخبث، ومتحاوليش تهربي عشان مش هتعرفي...
روان بغضب: هو انت خطفني ليه، انا من حقي اعرف، ليه انا. وانت عاوز مني ايييه!
آدم ببرود: مش شغلك، ثم تابع بغضب، واعرفي ان حياتك من انهاردة معايا انا، ومتحاوليش تهربي يا روان عشان هعرف وهجيبك حتى لو كنتي في بيت الاسد...

روان بخوف وغضب من تهديده: و، وانت مفكر أن اهلي هيسكتو...
ليصدح صوت ضحكات آدم الساخرة، ليردف بسخرية: وانت مفكرة انك حتى لو كنتي في بيت اهلك اني مش هعرف اجيبك...
روان بخوف: تقصد ايه!
آدم بغرور: اقصد انك حتى لو هربتي أو هم حتى عرفو مكانك محدش هيعرف يمنعني اني ارجعك تاني...
روان بسخريه: ليه بقي أن شاء الله كنت وزير الداخلية وانا مش عارفه...

آدم بثقة: لا اكبر، ثم تابع بغرور اعتاد عليه، وانا لما بقول كلمه بنفذها، فمتحاوليش حتى تفكري تهربي...
روان بخوف، فيبدو فعلا أنه محق خصوصا انها لاحظت أن الجميع يحترمه بشدة ويخافون منه...
لتردف بإيماء: ح، حاضر، وفي داخلها بالطبع تنوي العكس تماما...

ليخرج آدم من الشقة، أو دعني اقول القصر فتلك لم تكن مجرد شقه عاديه، ويغلق عليها الباب من الخارج كما اعتاد، لتذهب هي لإستكشاف هذا المكان، لتنبهر حقا من تصميماته ورقيه وذوقه الرائع، فكانت تلك الشقة كبيرة جدااا ومقامه على اعلي مستوي الدور الاول كان فيه المطبخ والريسبشن والحمام والحديقة المفتوحه على الشارع، وغرفة صغيرة وتراس كبير (بلكونه) والدور الثاني به اربع غرف كبيرة جدااا وتراس واسع وكل غرفه بها حمامها الخاص، انبهرت روان بذلك المكان الذي لا تراه إلا في التلفاز، وذهبت إلى احدي الغرق لتغير ملابسها، ولكنها لاحظت أن كل الغرف أو الدولاب في جميع الغرف تحتوي على ملابس نسائيه فاضحه بعض الشيئ من النوع اللانجيري بالاضافه إلى ملابس أخري ولكن كالعادة ليس بها ملابس محتشمه تناسب المحجبات...

لتردف روان في نفسها بغضب: مجنون دا ولا ايه، اكيد الهدوم دي عشان كان بيجيب ستات هنا، لتتابع بغضب، دا حتى مفيش طرحه أو إسدال البسه، اوووف هو أنا هفضل بفستان الخطوبه كدا كتير، لتتابع بشرود وهي تنظر لتلك الملابس الغير محتشمه والأبعد ما يكون عن الاحتشام، لتردف في نفسها بشرود، يا تري انت حكايتك ايه يا استاذ مغرور، وليه الهدوم دي هنا!

ثم ذهبت لتختار شيئا ترتديه من تلك البيجامات الكبيرة التي لم تناسب مقاسها فكانت اطول منها بكثير، لتردف روان بغضب، دا مين ابو طويله اللي كانت بتلبس الهدوم دي، ثم أردف بسخريه وهي تضحك، اكيد الأستاذ مغرور ابو طويله هو اللي كان بيلبسها هههههههه، لتخرج روان بيجامة أخري عبارة عن برمودا وبادي كب بحمالات رفيعه لترتديه، وكان هو الشيئ الوحيد المناسب لها، بل وجعلها غايه في الجمال واظهر تفاصيل جسدها الرائع المتناسق وبشرتها البيضاء الناعمه، لتذهب روان إلى المرآة وتمشط شعرها لينساب إلى اخر ظهرها، معادا اخر جزء في شعرها الذي كان كيرلي فكان يتجعد بطريقه أعطتها منظرا جذابا للغايه وجمال فوق جمالها الآخذ، فمن يراها يتمني أن تصبح زوجته، ليفتخر بجمالها أمام الناس...

لتذهب روان بعدها إلى المطبخ لتعد شيئا تأكله، ولكنها رأت شيئا صدمها بشدة...

خرج احمد غاضبا من تلك التي تتهمه بلا ادله ولا فهم، صحيح أنه أخطأ في حقها ولكنها أخطأت ايضا عندما اتهمته مثل هذا الاتهام بلا فهم أو وعي...
ليخرج خارج غرفتها بغضب تحكم به بصعوبه، واتجه إلى الخارج عله يهدأ قليلا، ليذهب إلى فيلته التي لم يذهب اليها منذ ثلاثه ايام، لتفتح له احدي الخادمات الباب مرحبة به، ليردف احمد بإستفهام: فين اياد.!
لتردف الخادمة بأدب: فوق يا فندم قافل على نفسه من 3 ايام...

احمد بغضب: ازاااي يعني وانتو فييين، يعني ايه قافل على نفسه...
الخادمة بخوف: يا. يا فندم هو اللي أمرنا أن محدش يزعجه...
احمد بغضب وهو يتجه إلى الدور العلوي: حسابكم معايا بعدين...
ليتركها احمد في خوفها ويتجه إلى الطابق العلوي بقلق على ابنه الوحيد، ليطرق الباب ويدخل إليه بقلق ليجده جالسا على سريره يبكي بطفوليه...
احمد بقلق: مالك يا ايدو!
إياد بغضب طفولي وهو ينظر لوالده: انا بكرهك، متكلمنيش تاني...

احمد بصدمه مما قاله ابنه: ايه!
إياد ببكاء: انت خليت رحمه تعيط وانا بكرهك عشان خليتها تعيط وضربتها ومشيتها من البيت...
احمد بحنان ابوي وهو يأخذ ابنه في أحضانه، ليردف بألم: متزعلش يا حبيبي بابا كان عصبي شويه، وبعدين مين قالك أن رحمه مشيت من البيت!
إياد بطفوله: انا مش شوفتها من 3 ايام، هي مش مشيت!

احمد بإبتسامه زادته وسامه: لا يا حبيبي مش مشيت، ثم تابع بألم رحمه تعبانه شوية بس ممشيتش، ثم تابع بحب، وصدقني مش هتمشي ابدا...
إياد بطفوله: بابا هو انت بتحب رحمه!
احمد بتفاجأ من السؤال، لم يعرف بما يجيب عليه، ليردف بإستفهام: ليه بتقول كدا يا حبيبي!

إياد بزعل طفولي: عشان انت لو بتحبها مش هتضربها، ثم تابع بطفوله، انت اكيد بتحب ماما الشريرة وبتكره رحمه الطيبة عشان عمرك ما ضربت ماما رغم أنها كانت بتضربني...

احمد بحزن وفي داخله يلعن نفسه على ما فعل بتلك الرحمه، فكلام ابنه رغم طفولته ايقظه على حقيقة أنه وحش آدمي ضرب إنسانة بريئة ولم يكتفي بهذا فقط بل اغتصبها بأبشع الطرق، ليردف بحزن وبكاء حاول إخفائه: لا يا حبيبي انا بحب رحمه الطيبة وبكره ماما الشريرة، انا بس اللي كنت غبي ووحش عشان ضربت اغلي حاجه دخلت حياتي...
إياد بإستفهام. : طب هي هترجع أمتي يا بابا، دي وحشتني اوووي...

احمد بصدق: هترجع قريب ان شاء الله يا حبيبي، ومش هتمشي تاني ابدا، وهتفضل معانا أن شاء الله، ثم تابع بإبتسامه، بس دلوقتي يا بطل انت لازم تاكل عشان رحمه لما ترجع متزعلش منك...
إياد بفرحة: حاضر يا بابا...

ليخرج احمد من الغرفة ويذهب لغرفته ليأخذ حماما دافئا عله يريح أعصابه قليلا وتفكيره الذي لا ينتهي، ليخرج بعدها ويرتدي ثيابه الأنيقة والتي كانت عبارة عن بنطال جينز ازرق وقميص اسود، ليتجه بعدها إلى غرفه اياد الذي انتهي للتو من طعامه...
ليردف احمد بإبتسامة: يلا يا بطل وقت النوم...
ليتجه اياد إلى السرير بنعاس، ليغطيه احمد ويطفئ الضوء، ويخرج من الغرفة بهدوء...

احمد بغضب وهو يتجه إلى غرفة الخدم: اظاهر كدا اني مشغل بهااايم عندي، بقي ابني يفضل في اوضته 3 ايام بدون اكل وحضراتكم قاعدين، لازمتكممممم ايييه هنااا انا عاااوز افهم...
لتردف رئيسة الخدم بأسف: احنا بنعتذر يا فندم، بس احنا كنا بنطلع نطمن عليه كل يوم بس هو اللي كان رافض الاكل والشرب وبيزعقلنا...
احمد وهو يحاول أن يتحكم في أعصابه: ومحدش كلمني ليييه!

لتردف رئيسة الخدم مجددا: والله يا فندم كلمنا حضرتك اكتر من مرة بس حضرتك مردتش...
احمد وهو يتذكر أنه نسي أن يأخذ هاتفه، ليردف بأمر: لو الموضوع دا اتكرر تاني اعتبروا نفسكم مطرودين...
ليخرج احمد إلى المستشفي مجددا، تاركا إياهم في قمة الخوف...
رفعت شعرها عن وجهها، فأكتمل القمر...

ليتجه بسيارته الغالية إلى المستشفي مرة اخري، ليصل إليها بعد قليل من الوقت، ويركن سيارته ويتجه إلى المستشفي قاصدا غرفتها، ليدلف إلى غرفتها ويجدها نائمة كالملاك وشعرها الاسود الحريري يغطي وجهها، ليتجه احمد إليها ويجلس بجانبها على السرير ويبعد شعرها عن وجهها برفق ليري وجهها الابيض الجميل وهي نائمة كالملاك الهادئ. ماذا تفعلين بي يا فتاه، رأيت اجمل منكي بكثير ولكن لماذا لم انجذب الا لكي يا صاحبة العيون السوداء...

ليردف احمد بصوت هادئ: اتمني انك تسامحيني على كل اللي عملته فيكي يا، يا رحمتي، وتديني فرصة تانيه اثبتلك اني مش وحش ومش قاسي زي ما انتي متخيله...

قال هذا وهو ينظر لشفتيها بعشق، اشتاق لهما ولطعمهما الشهي الذي يجذبة لها اكثر واكثر، عند هذا النقطة انهارت كل قواه، واتجه إليها يقبلها بشوق ورفق لأول مرة ويستلذ بطعم رحيق شفتيها، ليتركها بعد برهة من الوقت قبل أن تستيقظ، ويجلس أمامها على الأريكة الموجودة في الغرفة، ليراقبها بشدة ونظرة وحواسه جميعها مركزة عليها وكأنها ستتركه، لينام على الاريكة وهو ينظر لها بشوق جارف، اشتاق لها ولمعاندتها وجنونها الذي اذابه عشقا وهو لا يدري، فوقع الصياد في حب الفريسة وهو لا يشعر...

أما هي، كانت نائمة وتحلم به مجددا، سمعت صوته واحست بشفتيه التي تعانق شفتيها، لا تدري ما هذا الشعور الذي اكتسحها لأول مرة وكأنها لا تريد الابتعاد عنه ابدا، وكأنها تريد المزيد من قربه وحبه وحنانه الذي لم تعرفه بعد...

اتجهت ناحية المطبخ وهي تشعر بالجوع الشديد فهي لم تأكل منذ يومين، لتدلف روان إلى المطبخ وهي تتمتم في نفسها بغضب وصوت عالي قليلا: تلاقي ابو طويله جابلي اكل قطط زي المرة اللي فاتت، ثم اردفت وهي تبحث في ادراج المطبخ: ايه الناس دي مفيش حتى كيس اندومي، ناس بخييله، اكيد ابو الفصاد دا من الناس اللي بتاخد فلوس الشعب ومش بتأكلهم، ثم تابعت وهي تبحث على الطعام لتشير بيدها قائله، علتلاق لأبلغ عنك واقولهم خدني لحم ورماني عضم يحضظابط...

لتسمع صوته من خلفها: انتي بتقولي ايييه!
لتسدير روان بخضه وهي تشهق: يختاااي دا سمعني...
آدم وهو يحاول كبح ضحكاته التي كادت أن تفلت منه بسبب تلك المجنونة، ليردف بغضب مصطنع: انتي بتقولي ايه!
روان بخوف وخضه: والنعمه ما قولت حاجه، دا انا كنت بغني بس...
آدم بخبث: بتغني ممممم، طب يلا سمعيني كنتي بتقولي ايه!
روان بخجل: لا ما خلاص صوتي راح، كح كح...

آدم وهو يحاول كبح ضحكاته، ليردف بغضب: بقي انا ابو طويله وأبو الفصاد!
روان بخوف وقد ظنت أنه سيضربها لنظرات الغضب التي تخرج منه، لتردف بخضة مصطنعة وهي تشير خلفه: يلهوووي تعبااان بص وراااك...
لينظر آدم بإستغراب إلى ما تشير إليه، ولم يجد شيئا، لتهرب روان من أمامه مسرعة إلى غرفتها وتغلق الباب عليها، وتتنفس براحه وكأنها هربت من أسد...

أما في المطبخ عندما أدرك آدم انها كانت خدعه لكي تهرب، هربت منه ضحكه جميله زادته وسامه، ليردف بضحك لم يستطع منعه: هههههههه والله مجنونة...

ثم اتجه إلى الخارج واغلق عليها باب الشقة، ونزل يشتري لها بعض الطعام الغير صحي الجاهز المفضل لديها وهو يتذكرها ويضحك بشدة، لأول مرة يري سكان العمارة وحراس العمارة سيدهم يضحك، بل لأول مرة يضحك آدم في حياته بهذة الضحكات التي زادته وسامه على وسامته المعهودة، ليركب سيارته الغاليه الثمن ويذهب ليشتري لها بعض الملابس المحجبه والطعام لأنه سمع حوارها مع نفسها عندما رأت تلك الملابس في الغرفة، ليضحك مجددا وهو يقود سيارته ويردف في نفسه: ههههه مجنونة...

أما عند روان كانت في غرفتها حبيسه لتردف بخجل: يخربيت غبائي دلوقتي ابو الغضب دا هيجي يطلع قططه الفطسانه عليا، يوووة عليا وعلى غبائي...
لتشهق بشدة وهي تنظر لنفسها في المرآة، هل رآها هكذا، لتردف بخجل شديد ووجهه احمر قاتم من الخجل: احيييه دا شافني كدا، يليهوووي...

ثم ذهبت بسرعه الدولاب تبحث على شيئ ترتديه، لم تجد سوي بلوزة من اللون الوردي مفتوحه من عند الكتف قليلا ولكنها بكم طويل، وبنطال جينز من اللون الازرق الغامق، ظلت تبحث عن اي شيئ اخر طويل ترتديه أمام هذا الغريب بالنسبه إليها حتى لو كان زوجها ولكنها لم تجد، لتردف بغضب: يوووة بقي، هي البنات اللي كانت هنا مفيش واحدة فيهم كانت لابسه حاجه حشمة شويه اوووف...

لتأخذ هذا الطقم وترتدية بغضب، وبعد أن أكملت ارتدائه نظرت إلى نفسها في المرآة بغضب وهي تحاول شد الأكمام على اكتافها ولكنها لم تستطع...

أما الطقم فحرفيا كان في قمه الجمال عليها، كانت تلك التناسقات في جسدها أظهرت أقل الأشياء جميله جداا عليها، لتفرد شعرها الطويل على اكتافها لكي تغطي كتفها قليلا...

دلف إلى مول مشهور بغرور كعادته وذهب إلى قسم الملابس ليردف بغرور لاحدي العاملات...
انا عاوز ملابس محجبات بكل مستلزماتها...
لتومئ الفتاه بهيام واعجاب من هذا الشخص الذي يشبه ابطال افلام هوليوود، ثواني واحضرت له بعض الفساتين المحتشمة الخاصه بالمحجبات بحجابهم المتناسق، لتردف بإعجاب: هتاخد اي واحد يا فندم...
آدم بغرور وبرود اعتاد عليه: كلهم...
الفتاه بإنبهار: كلهم معقول...

لينظر لها آدم بلا مبالاه ويردف بغضب: اظن انا قولت كلمه، ولا انتي مبتسمعيش!
لتقول الفتاه بإحراج: احم حاضر يا فندم، وذهب لتضعهم في اكياس وتعطيها له، ليعطيها هو بطاقة ائتمانه، لتسحب منها ثمنهم وترجعها له، ليخرج من المول بعد ما اشتري كل ما يلزم تلك المجنونة، ويذهب إليها مجددا...

أما هي كانت تبحث في كل مكان عن اي شيئ تغطي به نفسها...
لتردف بغضب: طب البس فستان الخطوبه، يوووة بتكعبل فيه، لتردف وهي تقفز من مكانها: خلاص لقيتها، ازاي راحت عن بالي، لتذهب روان إلى سريرها وتشد الملائة الخاصة به وتضعها على نفسها وشعرها، لتردف بفخر: انا ازاي عبقرية كدا...

ثم تابعت وقد تعجبها منظرها الجديد، لتشد الملائة مثل طريقة الملائة اللف التي كان يرتديها النساء في اسكندرية قديما، لتردف بفرحه وهي ترقص امام نفسها في المرآة: من بحرري وبنحبوووه على القمة بنستنوووة، شبك الجميلات وشبكني اززاااي نقدروو ننسوووه من بحري وبنحبوووه، لتردف بصوت عالي وهي تسقف لنفسها، الله عليييكييي يا ست عظمة على عظمة يا ست...

لتسمع مرة أخري صوته وهو يردف بضحك: مش حلوة علفكرة...
روان بخضة: يخربيتك انت بتطلع أمتي!
آدم وهو يرفع احدي حاجبية: علفكرة انا خبطت بس الست كانت مشغولة...
روان بخجل وهي تحكم الملائه حول نفسها وشعرها لكي تغطي نفسها: طب، طب انت عاوز ايه!
آدم بسخرية: وانتي فكرك أما تعملي كدا اني مش هعرف اشوفك...
روان بخجل: انت، انت قليل الادب علفكرة...

استفزته كلماتها تلك، فإقترب منها بغضب وهي ترجع للوراء، ليشد الملائة من عليها ليظهر له شعرها الطويل وجسدها الرائع المنحوت بدقة...
ليردف آدم بغرور وهو يقترب منها، في حين روان كانت أقل ما يقال عنها حبه طماطم من شدة الخجل: انا لو عاوز اشوفك مش هستني حتى انك تحطي حجاب أو تلفي ملاية...

ليردف بخبث وهو ينظر لوجهها الذي صار عبارة عن حبه طماطم: بس حلو الأحمر اللي في خدودك دا، ثم تابع بخبث وهو يقترب من خدودها، انتي حرم آدم الكيلاني، يعني لو عاوز اعمل حاجه كنت عملت من زمان، من يوم ما اتجوزتك...
لتبتعد روان مسرعه خارج الغرفة قبل أن يفعل بها شيئا، لتركض إلى غرفة مجاورة وهي تغلق الباب من الداخل على نفسها، لتردف بخجل شديد: يلهوووي عليا انا ازاي محستش بيه!

أما آدم في الغرفة المجاورة كان يضحك بشدة عليها، كيف تكون في مأزق كبير وتغني وترقص هكذا، ليردف بضحك: هههههه تركيبة عجيبه يا روان، انا اول مرة اشوف بنت كدا ههههه...
ثواني قليله واستعاد قناع الغرور خاصته ليخرج من الغرفة وهو يتجه لغرفتها...
آدم وهو يدق الباب: روان!
روان من الداخل بخجل: نعم!
آدم وهو يحاول كبت ضحكاته: في تحت في الصالون حاجات ابقي شوفيها، ليردف بخبث، انتي سامعاني يا طماطم.!

روان من الداخل بشهقة وصلت إلى مسامعه ليضحك بشدة، ويتجه خارج الشقة تاركا إياها تؤنب نفسها بخجل...
خرج من الشقة واغلق الباب واتجه إلى سيارته مجددا ليذهب إلى منزله، ولكن خاطره وعقله في مكان آخر، كان يضحك احيانا وهو يقود عندما يتذكر مشاغبتها وكلامها وجنونها الذي لم يعرفه بعد...
ليردف في نفسه بضحك: بقيت ابو الفصاد يا آدم على اخر الزمن هههههه...

ثم عاد ليتذكر جمالها واناقتها في اي شيئ ترتديه حتى فستان خطوبتها الذي رآه بها اول مرة جذبه إليها، وشعرها البني الطويل المجعد الذي لم يري مثله في حياته، بل ما جذبه إليها اكثر تلك الطماطم الحمراء في خدودها التي لا تظهر الا عندما تخجل تلك المجنونة لذا كان يتعمد اخجالها حتى يري ثمرتين الفراولة في خدودها، كيف تكونين بهذا الجمال والجنون في آن واحد!

ثواني واستعاد وعيه ليتذكر لما هي معه، وما هو دافع اختطافها، ليردف بغضب: لا يا آدم متنساش انت خطفتها عشان تنتقم بس، ثم تابع بغضب كبير، وصدقني يا ابن السيوفي انا لسه مخدتش حقي منك انت وابوك...
ليركن سيارته بعد وصوله إلى قصره، ويدلف إلى غرفته ليأخذ حماما دافئا وينام...

أما روان اتجهت إلى الصالون بعد أن سمعت صوت باب الشقة يغلق لتعلم أنه خرج، لتخرج هي الأخري من غرفتها وتنزل إلى الصالون لتجد الكثير من الأكياس بها ملابس وطعام وغيرها من الأشياء غالية الثمن بشكل كبير...
لتردف في نفسها بشهقة: يخربيتك ايه كل دا!

لتأخذ روان اكياس الملابس وتصعد بها إلى غرفتها، لتخرج جميع الملابس الفاضحه التي في الدولاب وتضع مكانها تلك الملابس الجديدة المحتشمة لتردف بفرحه: أيوة كدا، اهي دي الهدوم ولا بلاش مش القرف اللي كان موجود...
لتنزل مرة أخري لتعد وجبه تأكلها لتجد أنه لم ينسي أن يشتري لها بعض الطعام الجاهز، لتردف بفرحه وهي تأكل ساندوتش البرجر الجاهز: والله الواحد كان وحشه الاكل دا، انا كنت خلاص فقدت الامل...

لتنتهي روان طعامها، وتنظف مكانها وتذهب لتنام في غرفتها الجديدة التي اعجبتها عن تلك الكئيبة التي كانت في القصر المظلم، ولكنها أيضا حزنت بشدة عندما تذكرت عائلتها التي اشتاقت إليها بشدة، لتقوم من مكانها وتتوضئ وتصلي قيام الليل على امل أن يردها الله إلى عائلتها مجددا، لتبكي بخشوع وهي تدعو الله أن تتخلص من خاطفها وان تعود إلى عائلتها، لتنام في مكانها وهي تبكي ساجدة...

وجاء الصباح على الجميع منهم السعيد والآخر حزين واكثرهم يفكر في الانتقام...
استيقظت ياسمين باكرا عن موعد عملها، لتذهب إلى الحمام وتأخذ حماما منعشا، لتذهب لإرتداء زي الرياضة الخاص بها وتدلف إلى غرفة الرياضة للقيام بالتمارين الصباحيه، وبينما هي تمر من أمام غرفة والدتها للذهاب لغرفة الرياضة، سمعت صوت والدتها بالداخل تتحدث مع شخص ما، ولكنها لم تستطع جيدا تميز ما تقول...

لتردف في نفسها: ايه اللي صحي ماما بدري كدا!، لتتابع بلا مبالاه، يمكن في حاجه مهمة، لتذهب لطريقها لإكمال ما تفعله...
بينما في الداخل، كانت فريدة في قمة الدهشة مما يقول مجدي لها...
لتردف بغضب: يعني ايه اتجوز!
مجدي بخبث على الطرف الآخر، ليردف بحزن مصطنع: والله زي ما بقولك كدا يا دودو، انا صحيت انهاردة على الخبر دا في كل الجرايد، واتفاجئت زي زيك، ليتابع بخبث، قولت اتصل اباركله يمكن اتجوز وانا معرفش...

فريدة بغضب: الخبر دا كاذب اكيد صحفي بيعمل كدا عشان يتشهر، انت لازم تقولي مين نشر كدا يا مجدي...
مجدي بخبث إخفاه تحت قناع الحزن بدقة: يا حببتي وهستفادي ايه لما تعرفي، انتي لازم تتكلمي مع آدم بنفسه ولو الخبر غلط هو بنفسه هيتصرف، متنسيش أن بإشارة منه يقدر يقفل الجريدة اللي نشرت كدا...
فريدة بهدوء قليلا: أيوة فعلا معاك حق، سلام...
مجدي بخبث: سلام...
ثم اغلق الخط معها وهو يضحك بشدة وخبث افاعي...

ليردف بخبث: أما نشوف بقي هتعمل ايه يا ابن الكيلاني...
Flash back، لما حدث بالأمس...
مجدي وهو ينظر لإحدي حراس آدم: جبتلي كل حاجه!
الحارس بإيماء. : أيوة، اهي الصور...
ليمسك مجدي الصور ويراها، لينصدم بشدة من هي هذه الفتاه التي معه ويمسك يدها...
ليردف بصدمة: مين دي!
الحارس بجدية: آدم باشا مقلناش حاجه عنها بس انا سمعته بيتكلم مع واحد دخل القصر امبارح وبيقوله اني دي مراتي...

مجدي بصدمة وخبث دفين: مممم مراته، حلو اوووي اخيرا مسكت غلطة عليك يا ابن الكيلاني، ليردف بخبث وهو يعطي الحارس نقوده: خد دول 100 الف ولو عرفت حاجه تانيه تقولي وليك زيهم...
الحارس وهو يأخذ النقود بفرحة: ربنا يخليك لينا يا باشا، ليخرج الحارس تاركا هذا الافعي يخطط لإيقاع الآدم، ولكن مهلا فهو الآدم الذي لن يقع بسهوله...
ليخرج هاتفه ويحدث احدي الجرائد المشهورة...

مجدي بخبث: هبعتلك صور لآدم الكيلاني صاحب مجموعة شركات الآدم وعاوزها تتنشر بكرة...
ليغلق الخط، ويرسل لهم الصور وهو يبتسم بشر وحقد...
Back...
مجدي بحقد: ان ما حصلت ابوك قريب مبقاش انا مجدي الزيات...
أما في قصر الآدم، كانت فريدة تكاد تغلي من الغيظ والغضب، اكيد أن الموضوع خطأ وأنه لم يتزوج...

لتردف في نفسها بغضب: لا لا آدم مينفعش يتجوز الا اللي انا اختارها، أما يصحي هسأله واكيد هيطلع الموضوع غلط ومجرد شائعة...

أما ياسمين في الغرفة المجاورة كانت تضع السماعات على اذنيها وهي تجري على المشاية الكهربائية، وامامها زجاج عازل مطل على الحديقة الخلفية مما يشعرك براحه نفسيه رهيبه...
لتسمع الاغنيه،
يا شايل هم مش همك...
وحاكي لكل خلق الله...
يا ناسي في الوجع نفسك...
وزاهد عشق مابتلاقاه...
طريقك كان لقاء وفراق...
عتابك شال كتير عنك...
بتهوي الصبر على الايام...
وتنسي في الهموم نفسك...

وحدي لكن خوفي ساكن جوا روحي مبينتهيش، قولت امشي قولت ابقي وحدي من بعدك تعيس، (محمد سعيد )
تلقائيا وجدت نفسها تفكر في صاحب العيون السوداء شديدة السواد كسواد الليل، أو ربما سواد قلبه...
لتردف في نفسها بضيق: انا ايه اللي خلاني افكر فيك بس، اوووف بجد انا غبيه اوووي...
لتنزل من على المشاية، وتذهب لغرفتها لتأخذ حماما دافئا تريح به اعصابها من التفكير فيه...

وعلى الجهه الأخري في مكان أشبه ما يكون خاص بالملوك والملكات، كقصر الملك فاروق بالإسكندرية مثلا، او ربما احلي بقليل فهو فيلا صغيرة ولكنها مصممة بطريقة عصرية جذابه تجذب كل من يراها إلى شكلها وتصميمها العصري الجميل، فينبهر بها حقا، ويمدح مهندس الديكور الذي صنع مثل تلك الرائعة التي يرونها...

ليدلف إلى فيلته بعد ما كان يجري في الصباح لينشط عقله، ليصعد إلى غرفته ويأخذ حماما منعشا ويذهب لإرتداء ملابسه للذهاب إلى العمل، غروره لم يتركه، وثقته أنه وسيم بحق كما يعتقد وكما هو فعلا واقع لم يتركه ايضا، هو صاحب العيون السوداء سواد الليل الحالك والبشرة الخمرية والشعر الاسود والذقن المحيط بها شعر اسود حالك بشكل وسيم، ولك أن تتخيل جماله وفتنته وتأثيرة على من حوله من الفتيات اللاتي يقعن في غرامه من النظرة الاولي، نعم هو الجاسر الذي لا يؤمن بأي فتاه على الاطلاق، يعلم أنه يقضي وقته معهن فقط، يتسلي بهن لا اكثر، إلى أن جاءت صاحبه العيون الخضراء المضيئة، التي جعلته يفكر بها كثيرا ولا يعلم السبب...

ليذهب بعد ارتداء ملابسه إلى والدته التي أعدت للتو الافطار، نعم هم اغنياء بدرجه كبيرة فوالده لواء في الجيش، ووالدته طبيبه جراحة مشهورة لم تتقاعد بعد لعملها الناجح رغم كبر سنها، لكنها دائما تهتم بهم ولا تحضر الخدم الا لتنظيف الفيلا فقط، فهي من تطهو الطعام وتحضره لهم...

أما جاسر رغم شهرة والديه، إلا أنه أراد أن يصنع نفسه بعيدا عنهم، ليصبح المهندس المشهور جاسر عبد الرؤوف الزناتي، الذي يعمل في اكبر شركات العالم للهندسة والمعمار وإنتاج وتصدير الحديد وغيرها من الشركات التابعه لشركات الآدم، فمجرد أن تذكر أمام شخص انك تعمل ولو عامل نظافة في تلك الشركات، سيحترمك الجميع ويعتبرونك واسطه لهم ومن المراكز العليا في البلد، تخيل إذن إلى ما وصل إليه الجاسر، فهو مشرف ومدير قسم المعمار والهندسة المعمارية في تلك الشركة...

ليردف جاسر وهو يبتسم: صباح الخير يا ست الناس...
الام بضحكه: هههه يا بكاش، مش هتبطل بكش بقي...
جاسر بثقة: مش بكاش يا دكتورة دي الحقيقه، ليردف بضحك، قوليلي بقي عامله فطار ايه انا هموت من الجوع...
الام بجدية: استني باباك لما ينزل عشان نفطر سوا...
جاسر وهو يأخذ اصبع بطاطس مقلي: ماشي ماشي، دي تصبيرة بس...
الام بضحكة: هههههه يا ابني اعقل انت مهندس قد الدنيا...

ليأتي الاب عبد الرؤوف الزناتي الذي يتميز بالحنان بالإضافة إلى الصرامه الشديدة...
ليردف الاب بصرامة: ولد يا جاسر اسمع كلام والدتك متعصبهاش...
جاسر بضحك: حاضر يا حضرة اللواء هسمع كلامها عشان متدخلنيش السجن...
الاب بضحك: ههههههه والله انا حاسس اني مخلف عيل صغير مش مهندس معماري...
ليضحك جاسر ووالدته، ويجلس الجميع لتناول الإفطار...

كعادته كان يستعد للذهاب لعمله، بعد ما قرأ عن اجتماع اليوم في مكان العمل لتقييمه والبدء في إنشاء تلك القرية السياحية الجديدة التابعه لشركات الآدم، كان سعيدا جداا. ليس بالعمل طبعا، ولكن لأنه اخيرا سيري صاحبه العيون الخضراء مجددا، بل إنها ستكون فرصه له لكي يقترب منها أكثر ويوقعها في حبه كما وقع هو...

ليدلف عمار إلى غرفته ويقطع تفكيرة قائلا: بقولك ايه انت وراك شغل انهاردة، احم قصدي يعني هتقابل الانسة ياسمين انهاردة...
عمر بإستغراب: ايوة، بس ليه.!
عمار بإبتسامة: انا هاجي معاك...
عمر بإستغراب: ماشي يا اسطي على العموم عندنا اجتماع في منطقه الساعه 5، عشان مشروع جديد وهناك احتمال اقابلها ابقي تعالي، بس انت هتيجي ليه!

عمار بكذب: مفيش كنت عاوز أخرج بس. بقالي كتير مخرجتش انت عارف، يلا اشوفك هناك، وخرج واغلق الباب دون أن يسمع رد أخيه...
ليدلف إلى غرفته وهو يفكر في تلك المجنونة الغريبة التي ترتدي ملابس الرجال وتتحدث مثلهم، ليردف بإبتسامة أظهرت وسامته، وأعطته وسامه فوق وسامته الاوروبية الموروثة: اخيرا هشوفك تاني يا لمار، ثم تابع بخبث، اكيد هتبقي مفاجأه...

أما المجنونة صاحبه العسل في عيونها والشعر الأصفر المجعد، استيقظت متأخرة كعادتها...
لتردف بصراخ: يختاااي اتأخرررررت...
لتقوم بسرعة وقد تذكرت انها اطفأت المنبه منذ ساعة لتنام على أساس غفوة لعشر دقائق ولكنها استمرت لساعه، (وربنا دي مش لمار دي انا بس مكررينها انا بنام عشر دقائق بصحي الاقي نفسي في 2020 )...

لتقوم من مكانها سريعا وتدلف إلى الحمام لتأخذ حماما منعشا، دقائق وخرجت بسرعة لترتدي ملابسها الرجاليه المعهودة وكانت عبارة عن سلوبيت واسع كحلي يشبة ذلك الذي يرتديه الميكانيكي أثناء عمله، وتترك لشعرها الاصفر المجعد العنان، لتنزل بسرعه إلى الاسفل، لتستقل سيارة أجرة بسرعة، لينظر السائق لها بإشمئزاز لما ترتديه تلك الفتاه، لكنها لم تهتم أو تلق بالا إليه بل أردف بصوت عالي: في حاجه يا دفعععة...

ليجيب السائق بصدمة: لا مفيش يا انسه...
لمار بصوت عالي: اه بحسب...
ليتعجب السائق من تلك الفتاه التي لم يري مثلها من قبل...
دقائق ووصلت إلى مقر عملها لتعطي السائق مبلغا من المال...
ليردف السائق بغضب: لسه باقي 10 جنيه يا انسه...
لمار بغضب هي الأخري: باااقي ايييه يا عنيااا لييية ما انا باجي كل يوم بنفس السعر، اتكل على الله يا اسطي بدل ما تطلع من هنا على القسم...

السائق بغضب: البنزين غلي وانا عاوز حقي بدل ما انتي اللي تروحي القسم...
لمار وهي تشير بيدها في الهواء، وتردف بصوت عالي: قسسسسسم مييين يا عنيااا، القسسم دا انا اوووديك ليه واجيبك عطشااان وعليا الطللاااق ما دافعة مليم زيادة، ولا انت مفكرني هبله وهسمع الكلام وادفع...

ليقاطع شرشحتها صوت عمر الذي وصل للتو وشاهد حوارها مع السائق، ليضحك بشدة على تلك المجنونة القصيرة التي توقع نفسها في مشاكل، ليردف عمر وهو يحاول كبح ضحكاته: باقيلك كام يا اسطي!
السائق بغضب: 10 جنيه يا باشا والانسة مش راضية تعطيهالي...
عمر وهو يمد يده إليه بورقة نقدية من فئة المئه جنيه...
ليأخذها السائق ويردف بغضب: معييش فكة يا باشا...
ليردف عمر بلا مبالاه: خلي الباقي عشانك...

ليردف السائق بفرحة: ربنا يخليك يا رب ويكرمك يا باشا، ثم أكمل وهو ينظر لتلك القصيرة بغضب، ادي الزباين ولا بلاش، ثم ركب التاكسي الخاص به وذهب...
أما لمار كانت غاضبة بشدة مما فعله عمر...
ليردف عمر بمرح: بتشرشحيله على عشرة جنيه يا مفترية هههههههه...

لمار بغضب: والله انا مطلبتش منك تدفعلي، يا ريت تخليك في حالك، وذهبت بإتجاة الشركة، تاركة عمر في ذهول كبير منها، لما هي غاضبه منه!، لتعود لمار بعد ما مشت خطوتين، وتردف بغضب وصوت عالي: وفلوسك مش هترجعلك علفكرة، انت اللي عملت فيها جون سينا ودفعت الأجرة وضيعت ال100 جنيه اللي حيلتك وماخدتش الباقي من غبائك قال ايه خلي الباقي عشانك، فلو انت فاكر انك هتاخد الفلوس دي تاني مني تبقي عبيط، ومفيش شكرا...

وذهبت داخل الشركه تاركة عمر يكاد ينفجر من الضحك عليها، اهي مجنونة، عن اي نقود تتحدث...
ليردف وهو يضحك بشدة، لفتت نظر العاملين الذين يدخلون الشركة لبدء عملهم: ههههههههههههههه والله العظيم دي مجنونة رسمي هههههههه ضيعت ال100 جنيه اللي حيلتي ايه يا عبيطه هههههههه، ليدلف هو الآخر إلى الشركة وهو يضحك بشدة عليها...
ليصعد إلى مكتبه ليلتقي بها مجددا، من سرقت قلبه بتلك العيون الخضراء المضيئة...

ليردف بهيام وهو يقف أمام مكتبها: صباح الخير يا ياسمين...
ياسمين بلطف: صباح النور يا بشمهندس عمر، ازيك عامل ايه!
عمر بهيام وهو ينظر لعيونها الخضراء: بقيت احسن لما شوفتك...
لتبتسم ياسمين بمجامله وتكمل عملها، ليذهب وهو مغيب الوعي إلى مكتبه ليكمل هو الآخر عمله وهو يبتسم بهيام وينظر لها، لم يوقظه الا شيئ ساخن يقع على قميصه...
عمر بألم من المياه الساخنه حد الغليان: اااه يخربيتك في ايه!

لمار بأسف اصطناعي: سوري يا استاذ عمر اصلي مخدتش بالي...
عمر بألم: يخربيتك هو انتي ورايا ورايا يا اوزعة مبيحصليش مصيبه الا لما الاقيكي فيها...
لمار بغضب: متقولش يا اوزعة...
عمر بضحك: حاضر هقولك يا بلية...
لتتركه لمار يضحك عليها وتتجه لمكتبها بغيظ، ليردف زميل آخر في العمل لزميله بجانبه: بص يا ابني، لابسه زي الميكانيكي...

ليردف زميله بضحك: هههههه انت هتقولي دا انا عندي أنوثة عنها، يا ابني نفسي افهم ازاي تبقي ماشيه مع ياسمين اللي القمر يقولها انتي احلي مني، وعامله كدا...
ليضحك الاثنان، ولكن الكلام وصل إلى مسامع لمار، جرحهم كلامها بشدة، ولكنها تابعت عملها ولم تلق لهم بالا فليقولو ما يريدون، انا هكذا ولن اغير نفسي...

وفي الجهه الاخري من الشركة...
سمع على رنات هاتف مكتبه تصدح...
ليجيب على الهاتف بملل: أيوة مين!
آدم بنبرة حازمه: علي، انا مش هاجي انهاردة خلص انت كل حاجه...
علي بقلق: ليه يا آدم، انت تعبان ولا حاجه!
آدم بجدية: لا مش تعبان، بس مش هاجي، خلي رضوي تقولك المواعيد والصفقات انهاردة وخلصها...
علي بإيماء: حاضر يا صاحبي، يلا سلام...
آدم: سلام، واغلق الخط معه...

ليردف على بفرحه كبيرة: اخيرا هشوفك انهاردة، دا انتي وحشتيني اوووي من امبارح...
ليقوم من مكانه ويتجه إلى مكتبها...
ليطرق الباب وتسمح له بالدخول...
علي بحب حاول إخفائه خلف قناع الصداقه: صباح الخير يا رضوي...
رضوي بإبتسامه: صباح النور يا استاذ على...
علي بأمر: هاتلي ملفات وصفقات انهاردة...
رضوي بإستغراب: هو مستر آدم مش هيجي!
علي بجدية: لا...
رضوي هي الأخري بجدية: تمام يا استاذ علي، ثواني وتكون عندك...

ليدلف على إلى مكتب آدم، ويطلب قهوته الصباحيه، ثواني ووصلت رضوي بالملفات، لتطرق الباب ويسمح لها بالدخول...
رضوي بجدية: اتفضل يا فندم دي كل اجتماعات وصفقات انهاردة...
علي بجدية: تمام يا رضوي...
رضوي بإستغراب: مستر على هو حضرتك لسه زعلان مني!
علي بإستغراب: لا طبعا، بس ليه بتسألي.!
رضوي بحزن: أصل من ساعه ما جيت وانت بتتكلم بطريقه رسميه، افتكرت حضرتك زعلان مني.!

علي بضحك: ههههه لا يا رضوي، بس كل الموضوع أن الشغل شغل، والنهاردة مضغوط عندي عشان كدا هتلاقيني جد...
ثم تابع بإبتسامة رائعه زادته وسامه: بس انتي اول مرة تسأليني السؤال دا...
رضوي بتوتر واحراج: ها، احم، انا هروح مكتبي عشان ورايا شغل، عن ازنك...
وخرجت رضوي تجري من مكتب آدم، تحت ضحكات على...
ليردف على بحب: مجنونة بس بعشقها...
اما هي فدلفت إلى مكتبها بسرعة وخجل، وهي تؤنب نفسها على ما قالت...

لتردف بخجل وغضب: غبيه يا رضوي، انا ايه اللي خلاني أقوله كدا بس هيفهمني غلط، ثم اردفت بصدمة، معقول اكون، لا لا لا ابدا واوعي حتى تفكري في كدا، ثم جلست على مكتبها تبكي بشدة، وهي تتذكر ابوها وامها الذين قتلهم هذا الوغد الحقير أسامة...
لتردف في نفسها بغضب: لا يا رضوي اوعي تفكري انك تحبي تاني، انا لازم اتعامل برسمية معاه ومع اي حد من انهاردة...

قد يداوي أحدهم خدش اصبعك، وكلتا يداك مجروحتان...
استيقظت والدة روان، لتخرج بسرعة من غرفتها وتتجه لغرفة هيثم، لتجدة مستيقظا لم ينام وهو يبكي على أخته الوحيدة...
لتردف الام بألم: لقيتوها!
هيثم وهو يرفع وجهه لتري الام دموع عيونه، فتعرف أنهم لم يجدوها مجددا، لتجلس على الأرض تبكي مجددا...

هيثم بخوف وهو يتجه إليها يسندها: مااامااا، لتأتي اسراء بسرعه على صوته من المطبخ، فكانت تحضر الافطار بدلا من خالتها المريضه، لتأتي بسرعة وتسندها مع هيثم...
هيثم بقلق: ماما بالله عليكي خليكي قوية، ان شاء الله هنلاقيها وهيتحاسب اللي عمل كدا، بس بالله عليكي بلاش تتعبي قلبي عشان انا والله ما مستحمل...
الام ببكاء: غصب عني يا ابني، غصب عني بنتي الوحيدة راحت ومش لاقينها...

اسراء بأمل وهي تسند خالتها، لتجلسها على الأريكة الموضوعه في الغرفة...
لتردف بأمل وحزن كبير حاولت إخفائه: يا خالتو والله العظيم ربنا ما هيسيبنا، وانا متأكدة انها بخير والله انا حاسه بكدا، متقلقيش يا حببتي أن شاء الله ربنا هيرجعها لينا تاني بخير يا رب...
الام ببكاء: يا رب، يا رب...

هيثم وهو يحاول طمئنتها: هي بخير متخافيش يا ماما، احنا وصلنا المكان اللي كانت فيه لكن اللي خطفها هرب بسرعه قبل ما نوصل، عشان كدا اطمني هي بخير وهنرجعها أن شاء الله...
اسراء بفرحه: الحمد لله انها بخير، الف حمد وشكر ليك يا رب...
الام هي الأخري ببعض الامل: يا رب ترجعي بالسلامه يا بنتي يا رب...

لتخرج الام من الغرفة تسندها اسراء وهيثم على الجهه الاخري، لتتلامس أيديهم لاول مرة، لتسحب اسراء يدها بخجل، ليبتسم هيثم على تصرفها وخجلها، ليخرجو من الغرفة بعدما أوصلوا ام روان إلى السرير لترتاح...
ليردف هيثم بحزن حاول إخفائه: خلي بالك منها يا اسراء، انا هنزل اروح لاسلام وفارس عشان نشوف حل...
اسراء بقلق: بس انت وراك جامعه يا هيثم، والنهاردة امتحانات الميدتيرم بتاعتك!
هيثم بإستغراب: وانتي عرفتي منين...

اسراء بخجل: هدي صاحبتي قالتلي انهاردة الصبح عشان، عشان، انا قولتلها تروح تسأل على الامتحانات في كليتك، قالت اخر جملتها واحمر وجهها بشدة من الخجل...
ليبتسم هيثم لأول مرة منذ أيام...
ليردف بهيام وتنهيدة: مينفعش يا اسراء، اختي اهم من اي حاجه...
اسراء ببكاء: عارفه والله، بس دي اخر سنه ليك ولازم تشد حيلك، على الاقل أحضر الامتحانات...
هيثم وهو ينظر لها بفخر: حاضر، هحضر الامتحانات...

اسراء بخجل: احم. افطر الاول عشان بقالك كتير مأكلتش حاجه...
هيثم بحزن: مليش نفس والله...
اسراء بحزن هي الأخري: عشان خاطري يا هيثم، عشان تقدر تحل كويس...
هيثم وهو ينظر لها بحب وفخر، فقد احب اجمل واطيب فتاه على وجهه الارض، اهتمت به وبوالدته رغم حزنها الشديد على أخته...
ليردف بحب: عشان خاطرك هعمل اي حاجه يا سوسو، يلا نفطر بس تفطري معايا...
اسراء بخجل شديد أضاف لجمالها جمالا: حاضر...

وجلس الاثنان يأكلان سويا وهيثم يسترق النظرات إليها بحب...
ليردف في نفسه: ان شاء الله بعد ما نلاقي روان، هخطبك يا اسراء، مش هستني اكتر من كدا...
لينتهي الاثنان من الطعام ويحملانه معا إلى المطبخ، ليذهب بعدها هيثم ليستعد للذهاب لإمتحناته في اخر سنه له في الجامعه، حتى يصبح مهندس في قسم البترول بعد التخرج...

كان يرتدي ثيابه الانيقه كعادته، تلك الوسامة الغير طبيعيه كأنه تمثال منحوت بدقة ووسامه كتماثيل اليونانيين في القرن التاسع عشر، وسامته الشرقية التي لا تقارن بأي وسامة أخري، يستحق لقب أوسم رجل في العالم وبجدارة ايضا...

ليخرج آدم بعد ما ارتدي ملابسة الانيقه والتي عبارة عن بدله سوداء من اغلي الماركات العالمية، أضافت له وسامه على وسامته المعهودة وجعلت قلوب الفتيات تهوي عند رؤيته، ما عدا هي، تلك المجنونة العنيدة، التي جعلته يضحك وبشدة لاول مرة في حياته مثل هذا الضحك، ليذهب إلى سيارته ويتجه إلى شقته التي حبس بها تلك المجنونه صاحبه الشعر الطويل الذي أحبه بشدة...

ثواني وركن سيارته من الماركه BMW الغاليه، ودلف إلى العمارة بعد ما رحب به الحراس، ليدلف إلى الشقة بعد ما استعمل المصعد، ليفتح الباب ويدلف إليها، ظل ينادي عليها ولكنها لم تجب...

ليبحث عنها في كل مكان، من المستحيل أن تكون هربت فنحن في الدور الاخير من ناطحه السحاب تلك، كيف، ومتي! هذا ما جال بخاطره عندما لم تجب عليه تلك المجنونة، ليجري بسرعه إلى الدور العلوي وقلبه يكاد أن يقع من الخوف عليها، لأول مرة يخاف على أحد، ايمكن أن تكون رمت نفسها من احدي الشبابيك أو البلكونات، هل تركتني!
ليدلف بسرعه إلى غرفتها، ليتفاجأ بها؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة