قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشقت المتمردة للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس عشر

رواية عشقت المتمردة للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس عشر

رواية عشقت المتمردة للكاتبة الشيماء محمد الفصل السادس عشر

ندي شافت الصورتين ونامت مغمومه بكوابيس ما بتنتهيش وصحيت تعبانه مرهقه وراحت شغلها وطول الوقت تايهه
سالم: ندي مالك حبيبتي في حاجه حصلت؟
ندي عيطت: انا خسرت ادم يا بابا وشكله بيحب خطيبته
سالم: لا ما اعتقدش يا ندي هو باين انه بيحبك
ندي: لا يا بابا متهيألك
سالم: لا طبعا انا عارف ادم كويس وعارف بقولك ايه؟
ندي: طيب تقدر تقولي دول معناهم ايه؟

طلعت الصوره لباباها وادم مع فاتن وورتهالو وهو معرفش ينطق لانه اتصدم زيها، ده حب مش واجب ولا فرض
ندي: ايه سكت ليه؟
سالم: جيبتيها منين؟ مين بعتهالك؟
ندي: مش ده المهم يا بابا
سالم: وبعدين شكله مش بيتحرك، يمكن يكون مش في وعيه؟ كان نايم مثلا؟
ندي: بابا! ايده ماسكه شعرها! بلاش! بلاش ده كله شوف الصوره اللي وراها، شوفتها؟ اهو واقف مش نايم اهو وهيا في حضنه! رأيك ايه بقي؟
سالم: كلميه يا ندي وواجهيه.

ندي: اوجهو؟ اقوله ايه؟ انت مع مراتك ليه.؟ انت عايزني اعمل كده؟ اروح لراجل اقوله ما تقربش من مراتك؟
سالم: لا طبعا ما ينفعش وما يصحش، والله يا بنتي ما عارف اقولك ايه؟
ندي: ما تقولش يا بابا ما تقولش، سيب الايام هيا اللي تقول..
سالم: ماشي بس برضه انا مازلت مصر على رأيي، ادم بيحبك انتي وده شيئ انا واثق منه
ندي ابتسمت لابوها وقامت
سالم: رايحه فين؟
ندي: عندنا اجتماع نسيت ولا ايه؟
سالم: طيب انا هروح بلاش انتي؟

ندي: لا يا بابا انا هروح انا مش هضعف تاني ولا هتكسر بسبب ادم مهما كان قراره
سالم: ربنا يوفقك يا بنتي
راحوا هما الاتنين الاجتماع بس ادم كان لسه ما وصلش
سالم: مريم هو ادم مش جاي ولا ايه؟
مريم: هو اتصل واعتذر انه اتأخر بس هو جاي دقايق وهيكون هنا ان شاءالله
ندي: هو لسه جاي من البلد ولا ايه؟
مريم: زمانه على وصول ما تقلقيش
ندي: وانا هقلق ليه؟ انا بسأل بس
ادم دقايق فعلا ودخل على مكتبه.

ادم: مريم هو انا اتأخرت كتير ولا ايه؟
مريم: لا عشر دقايق بس
ادم: ندي موجوده؟
مريم: موجوده وهتتجنن من تأخيرك
ادم ابتسم: اوك انا رايح يالا بينا
دخل قاعه الاجتماعات وكان دخوله كالعاده مهيب وبيخطف الانفاس من المكان، ندي تجاهلته وما بصتلوش حتي وده ضايقه وخلاه هيتتجنن ويعرف مالها في ايه؟
ادم: اسف جدا على التأخير بس انتو عارفين الطريق المهم نبدأ؟
سالم: حمدالله على السلامه، نبدأ..

ادم لاحظ ان ندي ساكته على غير عوايدها وتايهه مش مركزه نهائي واتمني لو يسألها مالها او يروح يطمنها انه موجود بس ده مش من حقه هيا معدتش مراته..
اتوجهلها سؤال بس كانت سرحانه فمردتش
ادم: ندي، ندي، يا ندي
اخيرا فاقت وبصت للكل بذهول
ندي: ايه في ايه؟
ادم: احنا اللي ايه؟ الباشمهندس بيكلمك وانتي مش بتردي عليه لو سمحتي ركزي معانا شويه.

ادم سكت وهيا ساكته بس بصاله باتهام والمشكله انه فهم نظرتها دي واحساس بالذنب ماليه وكأنه فاهم وكأنها عارفه ايه اللي حصل واستغرب الاحساس ده مصدره ايه؟ وليه احساسه بالذنب هو ما ارتكبش حاجه غلط دي مراته، وندي ملهاش حقوق، امال احساس الخيانه مسيطر عليه ليه؟
فجأه ندي قطعت افكارها بسؤالها اللي الكل استغربه مش ادم بس
ندي: عملت ايه في البلد؟ اتبسطت هناك؟

ادم مردش على طول بس باصصلها ومش عارف يرد يقول ايه؟ ومش عارف ليه قدام ندي بالذات بينسي الكلام وليه ذهنه مش حاضر علشان ينجده؟
ادم ابتسم باصطناع: الحمد لله بس سؤالك غريب؟
ندي: عادي، انت روحت البلد تشوف مراتك وده حقك مش كده؟ حقك يا ادم، مش ناوي بقي تفرحنا وتعمل فرح؟ اهو حتي تجيبها هنا بدال ما تشحططك رايح جاي ولا ايه؟
ندي كانت بتتكلم بوجع ظاهر.

وادم مش فاهم ايه اللي جد عليها وليه حاسس انها عارفه باللي حصل مع فاتن؟ طيب يشرحلها؟ بس ازاي؟ وبمناسبه ايه؟ والاهم هيقولها ايه؟ يقولها سوري انا قربت من فاتن بس علشان كنت فاكرها انتي؟ ده ايه الجنون ده فوق بقي يا ادم...
ادم: ان شاءالله اول ما احدد المعاد هتكوني اول حد يعرف ويستلم دعوه ومتشكر انك مهتمه بتعبي
ندي وقفت وادم حاسس انها ممكن تتهور وتيجي تحاول تضربه او تتخانق معاه؟

ادم: وقفتي ليه؟ اقعدي الاجتماع ما خلصش
ندي: انا اكتفيت بعد اذنك، اه متنساش تطمن مراتك انك وصلت بدال ما تليفونك مش بيبطل...
ادم بص لتليفونه وفعلا كان بينور ويطفي وفعلا كانت فاتن!
سابت الاجتماع ومشيت وادم فضل كتير ساكت والكل ساكت، سالم حاول يلطف الجو وبدأ يتكلم عن الشغل والكل اتكلم معاه الا ادم اللي مره واحده قام وقف
سالم: ايه؟
ادم: كملوا انتو بعد اذنكم.

سابهم وخرج بسرعه والكل فهم انه رايح يكمل خناقه هو وندي
وفعلا ده اللي حصل جري وري ندي كانت نازله وخارجه يدوب من باب العماره وقفها بعنف
ادم: انتي تقصدي ايه من تصرفاتك دي؟ هاه؟ عايزه توصلي لايه؟ عايزاني احس بالذنب؟ اوعي تنسي انك انتي اللي وصلتينا للطريق المسدود ده؟

ندي كانت عاطيه ظهرها لادم وهو بيزعق وما بصتلوش علشان ما يشوفش دموعها ولا ضعفها وادم فهم ده عدم اهتمام منها فاتنرفز ولفها ليه بعنف ويدوب بيزعق بس سكت اول ما اتفاجئ بدموعها اللي اتحولت لعياط ونحيب.

ندي: خلاص يا ادم عارفه ان انا اللي وصلتنا لده، خلاص اوكي؟ بس كفايا بقي ارحمني، انا خسرت وانت كسبت وانت اتجوزت سيبني بقي اقتنع انه خلاص وان كل حاجه انتهت، انت اتجوزت واحده تانيه دي حقيقه مش هتختفي، ومن حق مراتك انك طبعا تسافرلها، خلاص بقي سيبني في حالي
يدوب هتمشي بس ادم شدها وضمها لانه ما استحملش دموعها اكتر من كده، ضمها لصدره جامد وكأنه نفسه يدخلها جواه ويخبيها من الكون كله...

ادم: اهدي يا ندي انا اسف اني اتنرفزت عليكي، حقك عليا...
ندي: لا انا اللي تخطيت حدودي ومش عارفه انا بلومك ليه؟ ده حقك الطبيعي انا اللي لازم اتعلم اتقبله، اوعدك ان دي اخر مره مش هتدخل في حاجه خاصه بيك بعد كده...

سحبت نفسها بعيد واستأذنته ومشيت وهو كان عايز يوفقها ويقولها لأ اوعي تبطلي تدخلي في حياتي لانك انتي حياتي اصلا، بس سكت لانه افتكر فاتن ودموعها هيا كمان وبقي واقف في النص مش عارف يمشي وري ايه؟ قلبه؟ ولا عقله؟
ندي حاولت ترجع طبيعيه مع ادم وبتحاول تتجاهل اللي حصل وادم لاحظ ده وساعدها فيه والاتنين تجاهلوا اللي حصل ورجعوا لهدنتهم المؤقته وشغلهم.

ادم: صح؟ عرفتي ليه انا رفضت الممول اللي كنتي بتسألي عليه ولا لأ؟
ندي ابتسمت: لو معرفتش انت هتقولي؟
ادم: لا او اه هقولك بس مش هتكملي انتي معايا المشروع ده ومش هقبلك شريكه معايا
ندي: ليه بقي ان شاءالله؟
ادم: لانك ساعتها هتبقي غبيه وانا مش عايز شركا اغبيه
ندي: همم
ادم: افهم منها ايه همم دي؟
ندي: افهم اللي تفهمه
ادم: يعني عرفتي ولا لأ؟
ندي: عرفت خلاص
ادم: عرفتي ايه؟
ندي: وبتسأل ليه؟

ادم: علشان اعرف عرفتي بجد ولا بتستعبطي؟
ندي: وانا من امتي بستعبط عليك؟
ادم ضحك: وانتي من امتي ما بتستعبطيش؟
ندي ضحكت هيا كمان ضحكه هو بيعشقها وبتوحشه ديما ضحكتها دي..
ندي: بس انا اول مره اعرف انك بتهتم بمصدر ثروه شركائك! وبتهتم اذا كانت فلوسهم حلال او حرام؟
ادم ابتسم لانها فهمت هو رفضه ليه وابتسم اكتر انها جاوبت من غير ما تبقي جاوبت بجد.

ادم: طبعا لازم اهتم، امال ربنا هيباركلنا في شغلنا ورزقنا ازاي لو ما اهتميناش، وبعدين من نبت جسمه من حرام فالنار اولي به محددش بقي ان صاحب الثروه بس ولا اي حد بيتعامل معاه فلو شاركنا حد فلوسه حرام فالمكسب اللي هيدخلنا هيبقي جزء منه حرام وبالتالي هتنطبق علينا المقوله دي وانا بصراحه مش عايز ادخل بيتي حرام او بيت اي حد من اللي بيشتغلوا عندي ومعايا.

ندي كانت بتبصله بعشق واضح وكان نفسها تقوله في اللحظه دي يسكت لانه كل ما بينطق عشقها بيزيد فسكتت واعتذرت وقامت تروح شغلها...
ادم: ندي استني
ندي: هاه عايز حاجه؟
ادم: رايح اقابل مهندس المشروع على ارض المواقع تحبي تيجي؟ واهو تسأليه هو بدال ما انتي مجننانا كلنا باسئلتك؟
ندي: اوك هتروح امتي؟
ادم: ربع ساعه كده
ندي: ممكن تخليها نص
ادم: اوك بس اشمعني؟
ندي: ورايا حاجه بسيطه كده نص ساعه وهبقي جاهزه؟

ادم النص ساعه عدت وهو مستنيها ومش مركز في اي حاجه بيعملها لحد ما جتله واخدها ونزل ووصلوا المشروع
ادم: اتفضلي يا ستي ده باشمهندس وائل عبد السلام وهو يا ستي اللي ماسك المشروع بتاعنا عندك اسئله وجهيهاله، دي الاستاذه ندي بنت سالم بيه وهيا حاليا شريكتي الاساسيه في المشروع
وائل: اهلا بحضرتك ما تخيلتش ابدا ان حضرتك صغيره كده والاهم اني اول مره اشوف القمر في عز النهار كده.

ندي كانت باصه لادم اللي وشه اتحول اول ما سمع الغزل الصريح ده على مراته وضيقه عجب ندي جدا فضحكت
ندي: متشكره قوي على ذوقك الرقيق ده
ادم بصلها بعنف وحست انه ممكن يتهور ويضربها بس لازم تخليه يشرب من نفس الكاس اللي بيسيقها منها..
كاس الغيره
ادم: ممكن نتكلم في الشغل بقي ولا ايه؟ باشمهندس وائل؟
وائل: صعب جدا الواحد يركز في شغل في وجود الملايكه ولا ايه؟

ندي برقه: متشكره بس ادم عنده حق نتكلم في الشغل بقي وبعدين انا عندي كام سؤال كده ممكن؟
وائل: انتي بتستأذنيني؟ انتي بس تشاوري وانا شبيك لبيك
ندي بضحكه: متشكره
وادم هيولع وبيسيطر على نفسه علشان ما يحطش المهندس في الصبه اللي العمال بيعملوها
بدؤا يتكلموا في الشغل بس ادم مش مركز قوي وكل تركيزه على مراته وبس
ادم: اه صح بمناسبه اللي انت بتقوله، النقطه دي مش عجباني وعايزك تغيرها وتظبطها.

بيشاور على حاجات معينه في الرسم الهندسي قدامه
وائل: مع احترامي الكامل لسيادتك بس مش هينفع نعدلها لان ملهاش اصلا تعديل ده الصح؟
ادم: مفيش حاجه اسمها ملهاش تعديل انت ممكن تعمل ( كذا وكذا كلام هندسي)
وائل: مش هينفع كده، ادم بيه حضرتك متخصص في الرسم المعماري لكن تطبيقه على الواقع ده تخصصي انا فخليك في الرسم وسيبني انا اطبق بطريقتي على الواقع.

ادم: افندم؟ سيادتك موجود هنا علشان تنفذ اللي انا بقوله لو مش عارف بقي فقول نشوف غيرك اكفأ
وائل: الحكايه مش حكايه كفاءه حكايه ان كلامك مش منطقي ومالوش اساس من الصحه
ادم: وانا بقولك نفذه
الموضوع بدأ يحتدم بينهم بس الاساس كان ندي مش المشروع لحد ما هيا اتدخلت.

ندي: بس انتو الاتنين، بشمهندس وائل انت حاول تدرس كلام ادم وتحطه حيز التنفيذ ( جه يعترض بس سكتته باشاره) وانت يا ادم عندك فريق كامل من المهندسين اعرض عليهم فكرتك وشوف رأيهم ايه؟
الاتنين سكتوا
ندي: ودلوقتي ممكن نروح بقي يالا يا ادم
شدت ادم وراحوا على عربيه ادم وركبوا وركبت معاهم طبول الحرب اللي دقت بينهم، ادم دور العربيه وبدأ يتحرك بيها
ادم: افهم منه ايه تصرفك ده هاه؟

ندي بهدوء ضايقه اكتر واكتر: تصرف ايه اللي ضايقك؟
ادم: غزل المهندس ليكي وانتي بدال ما توقفيه فضلتي تضحكي وتشجعيه اكتر
ندي: ايه ده هو ده كان غزل؟ انا كنت فكراها كومبليمون وعلشان كده شكرته وابتسمت
ادم: انتي بتستعبطي يا ندي ولا ايه؟ كومبليمون ايه؟ هاه؟ واحد بيقول زي القمر وشاوري ومعرفش ايه؟ ده اسمه ايه؟
ندي: اسمه راجل جنتل وبيفهم وبعدين دمه خفيف
ادم اخد فرامل عنيف وندي في منتهي الهدوء.

ادم: جنتل؟ عاجبك هو الظاهر؟
ندي: فوق ما تتخيل
ادم عارف كويس جدا ان ندي بتضايقه وواثق من ده وبيحاول يقنع نفسه يعقل بس مش عارف فجأه كل شيئ مش منطقي والعقل مالوش وجود
ندي اتفاجئت انه بيرجع لوري بالعربيه بعنف
ندي: انت بتعمل ايه؟ ادم؟ ادم؟
ادم مردش لحد ما وقف قدام المشروع مكان ما كانوا
ادم: طالما هو جنتل وعاجبك انزلي خليه يوصلك
ادم وقف وباصص لقدامه وسط اندهاش ندي اللي مش مصدقه تصرفه ده، بس العند يولد الكفر.

فكت ندي حزامها وفتحت الباب والمره دي كان الاندهاش من نصيب ادم لانه تخيل انها هتعتذر ومش هتنزل بجد بس كان غلطان لانها نزلت
ندي: بس كده؟ وماله؟ بعد اذنك
رزعت باب عربيته في وشه بكل قوه وهو هينفجر اكتر واكتر وفكر ينزل يجيبها ويجرجرها من شعرها وياخدها بيته وفي اوضتها ويحبسها تاني وفضل واقف كتير مراقبها لحد ما اختفت جوه المشروع فطلع بعربيته زي الصاروخ اللي بيهدد بالانفجار في اي لحظه...

ندي وقفت اول ما شافته مشي فخرجت بسرعه قبل ما حد يشوفها ووقفت تاكسي وروحت على بيتها
ادم اول ما دخل شغله مريم بنظره عرفت ان ادم حاليا بره الخدمه واي حد هيكلمه يستاهل اللي هيجراله وفهمت برضه ان ندي وري حالته دي...
سالم: مريم ادم فين؟
مريم: جوه
سالم: طب انا داخله
مريم: ما انصحكش
سالم: خير ماله؟ وبعدين ندي فين مش معاه؟
مريم: لا مش معاه وبعدين اعتقد ان هيا سبب حالته دي
سالم: طيب انا هدخله اشوف ماله.

مريم: انا نصحتك انت حر
دخل سالم وفعلا شاف ادم زي الاسد المحبوس الجعان ولو حد قرب منه هيفترسه
سالم: امال ندي فين؟
ادم بعنف: معرفش وبعدين هو انا مسؤل عنها ولا ايه؟ ولا هيا عيله صغيره هتوه؟
سالم: كل ده علشان بس سألتك هيا فين؟ امال لو قلتلك مالك هتعمل ايه؟

ادم انفجر: بنتك، هيكون مالي يعني؟ هو انا بقي ورايا غيرها؟ سيادتها تلاقيها هناك في المشروع لسه بيتغزل فيها باشمهندس وائل، وهيا بتضحك وتتمايص، مريم مريم ( بينادي بصوت عالي) مريم
دخلت تجري: خير يا ادم؟
ادم: اجمعيلي كل المهندسين بتوعنا المعماري والمدني بسرعه عايزهم في مكتبي خلال عشر دقايق عايزهم في مكتبي
مريم: طيب هستدعيهم بس بالنسبه لباشمهندس وائل استدعيه من الموقع.

سالم حاول يشاورلها بس مفهمتش قصده ايه وفهمت بعد ما ادم رد
ادم: كله الا الزفت ده، شوفيلي ملفه فين وهاتيه وبلغي الاداره اني عايزهم يصفوه ويدوله مستحقاته مش عايز اشوف وشه هنا تاني ولا في المشروع ولا في الشركه فاهمه؟
مريم: ليه هو عمل ايه؟
ادم: نفذي اتحركي.

مريم اتحركت من قدامه وادم اجتمع بالمهندسين كلهم وبدأ يناقشهم في فكرته اللي وائل رفضها والمشكله ان كلهم اتفقوا مع رأي وائل وده ضايقه اكتر ومع انه كان عارف انهم هيتفقوا لان هو لما عين وائل اختاره لانه كان اكفأ واذكي حد اتقدمله بس اهو بيكابر وخلاص
طلب منهم يشوفوا حد يكمل الشغل مكان وائل ويرشحوا حد كويس وما بينش لاي حد اسباب
بعد ما الكل مشي سالم قعد مع ادم اللي كان هدي وينفع يتكلم معاه بالعقل.

سالم: انت فعلا هتطرد باشمهندس وائل؟
ادم: ايوه ليه؟
سالم: انا اللي هسألك ليه؟ لما يقف قصادك ويقولك طردتني ليه هتقوله ايه؟
ادم: انا حر
سالم: انت ايه اللي جرالك؟ انت مش كده؟ وبعدين هتقطع عيشه لمجرد انه اعترض على فكره انت قولتها؟ فكره كل المهندسين اهو شاركوا اعتراضه عليها؟
ادم: لا طبعا مش علشان كده الشغل فيه ده وده
سالم: طيب كويس امال هتطرده ليه؟

ادم كان هيقول علشان اتجرأ وعاكس ندي بس سكت لان سالم ابو ندي ومش هينفع يتكلم كده قدامه
سالم: اوكي ما تقولش ليه براحتك بس لو عايز نصيحتي هاتو هنا واعمل فيه ما بدالك، هزقه؟ اضربه؟ طلع كل غيظك عليه؟ اقرص ودنه؟ بس بلاش تقطع عيشه الله اعلم هو وراه ايه ومسؤل عن ايه فبلاش قطع العيش، فكر كده مع نفسك وخد قرارك بعد اذنك...
سالم روح وقعد مع بنته وطلب منها تحكيله عملت ايه في ادم جننته بالشكل ده وحكالها اللي حصل.

فضلت تضحك من قلبها
ندي: ولسه ياما هيشوف مني، تصبح على خير بابي حبيبي
سالم: مش هتقولي عملتي ايه؟
ندي: انا معملتش هو اللي عمل، هو معجبوش طعم الغيره مش اكتر، تصبح على خير
سابته ندي وطلعت مبسوطه وقررت انها لازم تضرب على الحديد وهو سخن ولازم تشعلل ادم اكتر واكتر ولازم تخليه يرجعلها ويبعد عن المعزه اللي متجوزها.

تاني يوم الصبح بدري لبست وكانت في منتهي شياكتها واناقتها ونزلت بس قبل ما تروح الشغل راحت مشوار تاني
سكرتيره: مدام ندي اتفضلي جاسر بيه هيقابلك
دخلت ندي واول ما دخلت قابلها جاسر بابتسامه وحب وترحاب
جاسر: مش معقول؟ انتي ندوش؟ اتغيرتي كتير المهم اخبارك اقعدي اقعدي، سوزى اي عصير فريش بسرعه
السكرتيره: تمام يا افندم
ندي: ازيك يا مقدم جاسر اخبارك ايه؟
جاسر: مقدم ايه بقي ما خلاص سيبت الشغل ده من زمان.

((جاسر معرفه قديمه لندي من سنين اتعرفت عليه في زياره من زيارتها للقاهره وبقوا اصحاب جدا وبينهم صداقه متينه))
ندي: عرفت فعلا بس ليه انت كنت بتحب شغلك جدا؟
جاسر: اتعرضت لاصابه كانت خطيره شويتين بس الحمد لله عدت فمن ساعتها قررت اقلل المخاطره واشتغل في مجال تاني بس اهو قريب برضه من نفس مجالي
ندي: امم وعلشان كده فتحت شركه امن وتحقيقات خاصه؟ بس هدير رأيها ايه؟

جاسر: هدير هيا صاحبه الفكره، كان يا اما اختار شغلي يا اختارها؟
ندي: وطبعا اخترتها هيا، جميل قوي
كان نفسها هيا كمان ادم يختارها
جاسر: المهم ايه اخبارك طمنيني عليكي، اتطلقتي ولا لسه من الصعيدي؟
ندي: اتطلقت ( جه يبارك بس سكت لما كملت) للاسف
جاسر: لا انا كده مش فاهم؟ مش ده اللي كنتي عيزاه؟ ليه بقي للاسف دي؟
ندي: لاني حبيته
جاسر: ولما حبتيه اتطلقتي ليه؟ هو ماحبكيش؟
ندي: لا حبني.

جاسر: هو بيحبك وانتي بتحبيه ليه اتطلقتوا؟ انتي عايزه تجننيني؟
ندي: دي حكايه طويله
جاسر: وانا كلي اذان صاغيه احكي الدنيا عملت فيكي ايه وايه اللي غيرك كده؟ ايوه هو تغير للافضل بس تغير جذري زي ده غالبا بيجي بعد صدمه عنيفه
حكت ندي لجاسر كل اللي حصلها وحكايتها مع ادم
جاسر: يعني حاليا انتي عايزه ترجعيه ليكي صح؟
ندي: بالظبط.

جاسر: طيب كويس بس سؤال سخيف شويه، وارجوكي ما تفهميهوش غلط انتي صديقه غاليه وليكي معزتك طبعا
ندي: اسأل يا جاسر على طول
جاسر: انتي جايه هنا علشان بس اسمعك كصديق ولا محتاجه مساعده في حاجه؟
ندي: الاتنين بس عايزه فعلا مساعده
جاسر: طبعا لو اقدر اعمل حاجه مش هتأخر، عيزاني اعمل ايه؟
ندي: المعزه اللي هو اتجوزها
جاسر كتم ضحكه: معزه؟ وماله؟ مالها؟
ندي: مش بحبها
جاسر: وده شيئ طبيعي يا ندي انك تكرهي ضرتك.

ندي شهقت: ضره؟ دي ما تبقاش ضرتي ابدا
جاسر: والله يا ندي انا حسنت اللفظ بضره دي انتي مش واخده بالك ان هيا اللي مراته وانتي سوري X wife؟
ندي: انت عايز تضايقني ولا ايه؟
جاسر: يا قلبي لأ، طيب محتاجاني اعمل ايه؟
ندي: في حاجه غامضه وري البنت دي مش مرتاحالها ابدا وحاسه انها مداريه حاجه ومش بالطيبه والسذاجه اللي هيا بتبينهم
جاسر: عيزاني اجيبلك قرارها؟
ندي: بالظبط ممكن؟

جاسر: انت تشاوري بس ما تحطيش امل كبير على ده لان كرهك وعدم ارتياحك طبيعي
ندي طلعت موبيلها و ورت الصوره لجاسر
ندي: وده طبيعي انها تبعتلي صوره زي دي؟
جاسر: هيا اللي بعتتها؟ عرفتي منين؟
ندي: مين غيرها عايز يثبتلي ان ادم معدش ملكي وان هيا اللي معاه؟
جاسر: ما يمكن يكون ادم نفسه علشان يثبتلك انك خلاص انتهيتي من حياته؟
ندي فكرت شويه لان الاحتمال ده مخطرش ابدا في بالها.

ندي: لا يا جاسر لأ، ادم بيحبني وده شيئ انا واثقه منه...
جاسر: خلاص براحتك، لحظه هاخد الرقم اشوفه يخص مين؟ بس زي ما قلتلك ما تحطيش امل كبير
ندي شكرته وراحت لشغلها في شركه ادم لان ادم عملها مكتب خاص بيها بدال ما تروح وترجع كل شويه وجابت معاها امل سكرتيره ابوها اللي بقت صديقه خاصه لندي وهناك شافت وائل
وائل: استاذه ندي! ازيك
ندي: بشمهندس ازيك؟
وائل: اخبارك ايه النهارده؟

ندي: انا بخير الحمد لله بس اتمني الاسلوب اللي كلمتني بيه امبارح ما يتكررش تاني انا وانتي مش اصحاب ولا بينا سابق معرفه فياريت تخلي العلاقه بينا رسميه جدا
وائل: افندم، هو انا غلطت في حاجه؟
ندي: لا بنبهك بس المهم خير جاي هنا ليه؟
وائل: معرفش استدعوني في الاداره ولسه هروح اشوف ايه الموضوع
يدوب ندي هتمشي بس لمحت ادم خارج من مكتبه وشافهم فابتسمت جامد وبصت لوائل وكأنها بتبتسمله هو وبصت لادم.

ندي: ادم بيه اهلا بحضرتك
ادم: اخيرا تكرمتي وشرفتي سيادتك؟ وانت واقف هنا ليه؟
وائل: انتو بعتولي رساله اني اجي هنا
ادم: ولما احنا بعتنالك رساله واقف هنا ليه؟ ومش في الاداره ليه؟
وائل: يدوب واصل وكنت بسلم عليها
ادم: والاستاذه ندي تعرفها منين علشان تسلم عليها؟
وائل: حضرتك عرفتنا على بعض امبارح
ادم: عرفتك على شريكتي مش على واحده تصاحبها
ندي بدلع: في حاجه مضايقه حضرتك يا ادم؟

ادم: انتي تسكتي خالص دلوقتي وانت دي اخر فرصه ليك! اشوفك تاني واقف مع مراتي وبتتكلم حتي مجرد كلام مش هيحصلك كويس ابدا فاهم ولا لأ؟
وائل بصدمه: مراتك؟ انا اسف معرفش انها مرات حضرتك
ادم: واديك عرفت اتفضل من هنا
يدوب هيمشي بس ندي منعته.

ندي: لحظه بشمهندس وائل، حضرته مش جوزي ده طليقي ولا ايه يا ادم؟ بتحدد على مزاجك ولا ايه؟ انا طليقتك مش مراتك واوامرك دي ما تمشيش عليا للاسف ممكن تمشيها على اللي انت سلمتها اسمك لكن مش انا؟ وانا حره اعمل اللي يعجبني
ادم فهم انها بتغيظه مش اكتر
ادم: انتي حره لكن هو مش حر، لو عايز تفضل بتشتغل هنا او في اي مكان تاني ابعد عنها والا اوعدك مش هتلاقي حتي كلب يشغلك، بعد اذنكم
مشي ادم وسابهم وائل بص لندي.

وائل: ده جوزك؟
ندي: طليقي
وائل: ما تفرقش المهم انك ملكه هو، ده ادم الحسيني اكيد حضرتك عارفاه اكتر مني، انا اسف بس انا عايز احتفظ بشغلي بعد اذنك
سابها ومشي وهيا ابتسمت ودخلت مكتبها ووراها امل اللي كانت متابعه الموقف كله
امل: افهم بقي سر ابتسامتك دي ايه؟ ادم انتصر في الجوله دي والولد عطاكي استماره 6 بسرعه وطلع يجري فمبتسمه ليه بقي؟
ندي: يعني ايه استماره 6؟
امل: حاجه كده المهم ايه سر الابتسامه؟

ندي: اني كشفت ادم، ادم قال اني مراته ومستعد يطرد واحد لمجرد انه اتكلم معايا عارفه ده معناه ايه؟
امل: ايه؟
ندي: انه بيحبني وبيغير عليا وده المهم حاليا
امل: معلش مش عايزه اضايقك بس هتعملي ايه بغيرته طالما هو متجوز غيرك؟ وبعدين دي ممكن ما تكونش غيره؟
ندي: امال ايه بقي؟
امل: حب تملك، انتي كنتي ملكه ومش عايز غيره يتملك حاجه كانت بتاعته.

امل رمت كلمتها وسابت ندي في حاله غير الحاله، ندي طول النهار مشغوله او بتحاول تلهي نفسها عن التفكير في اي حاجه
سالم: ندي حبيبي
ندي: خير
سالم: في موضوع مهم عايز اخد رأيك فيه قبل ما اخد قرار نهائي فيه
ندي: اتفضل
سالم: انا وادم هندمج الشركتين في شركه واحده ده هيوفر كتير علينا احنا الاتنين
ندي: ومين الرئيس فيكم انت ولا هو؟
سالم: مش هتفرق كتير وبعدين ادم انسان ثقه
ندي: انت هتبقي شغال عنده مش شريكه.

سالم: ندي سبق وقولتلك انه سبق وانقذني من اني اشهر افلاسي فلو جينا للحق الشركه اصلا بتاعته بس هو عمره ما حسسني بده ابدا فمش هتفرق كتير موضوع الدمج ده
ندي: طيب طالما حضرتك واخد قرار وانت مديون لادم عايز رأيي ليه؟
سالم: لان انتي بنتي انا ممكن ارفض وهو مش هيعترض ونفضل كده اللي انتي تحبيه هنفذه.

ندي بحب: لا يا بابا دي شركتك انت، وادم شريكك من زمان وتعرفه وبتحبه زيي بالظبط ويمكن اكتر فارجوك اتصرف براحتك انا مش هضايق من اي قرار تاخده
سالم: متشكر حبيبتي انك متفهمه بس معلومه انا عمري ما حبيت حد زيك ابدا...
اخر النهار ندي راحت لجاسر تاني يطمنها او يقولها اي حاجه تريح قلبها او يديها اي امل بدال الامل اللي اتهز
جاسر: مرتين في اليوم، كل ده حظ؟
ندي: طمني قولي انك لقيت اي حاجه؟

جاسر: كان ممكن تكتفي باتصال مش لازم تيجي
ندي: جاسر لقيت حاجه ولا لأ؟
جاسر: اولا المواضيع دي ما بتتحلش بالسرعه دي بس مبدئيا فاتن مجرد مدرسه بسيطه ولا اكتر ولا اقل
ندي: يعني ملقتش اي حاجه؟
جاسر سكت
ندي: انت لقيت حاجه، قولي مخبي ايه؟
جاسر: قولتلك الصبح ما تحطيش امال كتيره
ندي: جاسر قول على طول لقيت ايه؟
جاسر: الرقم اللي بعتلك الصوره
ندي: رقمها هيا صح؟

جاسر: للاسف ده رقم متسجل باسم ادم نفسه، ادم اللي بعتلك الصور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة