قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

ظنت بأنها تتخيل، فلم يكن منطقي انه يظهر أمامها، ازدارت ريقها بصعوبة
حمزة بتعجب داليدا؟
انتبهت له و ارتسمت ابتسامة مزيفه على ثغرها و صافحتهم و جلست بجوار حمزة
مهدي باستفسار: انتم من القاهرة؟
رد عمر قائلا ايوه يا عمي و زميلة سلمي قربتي و هي اللي رشحت سلمي ليا و بصراحة انا لما سألت عن عائلتكم زادني شرف أني اتجوز بنتكم
ابتسم مهدي و قال: الشرف ليا يا ابني.

تكلمت والدته قائلة: احنا مستعدين لكل حاجه تطلبوها
فريدة بابتسامة: المهم سعادة الولاد
كانت داليدا في عالم آخر تفكر به بعمر و ما نيته لفعل ذلك
استأذنت داليدا و صعدت إلى غرفتها قفلت الباب خلفها و اوصدت عينها فهي لا تصدق ما رأته و تتمنى أن يكون مجرد حلم...
اتفقوا على كل شي، و هم عمر و والدته بالمغادرة و سأله قائلا: ممكن اعرف أقرب فندق هنا فين؟
مهدي نافيا: يبقى عيب في حقنا والله، حضري أوضه الضيوف يا فريد.

عمر ناهيا: لا ميصحش و بعدين كلها اسبوع و هنمشي
مهدي بإصرار: البيت كبير و ميصحش الست الوالدة تتمرمط معاك
استجاب عمر لطلبه و بالطبع فذلك ما يريد ليبقى بالقرب من داليدا...

صعد إلى غرفته و دخل، و لكن كانت شاردة حتى أنها لم تنتبه لوجوده
سرحانه في ايه؟
نظرت له داليدا و شعرت بتجمع الدموع بعينها و قالت: و لا حاجه
حمزة بدهشه: في حاجه حصلت ضايقتك يا حبيبتي
هزت داليدا رأسها و قالت: لا مفيش
خلع حمزة قميصه و وضعه على طرف المقعد، و جلس بجوارها على الفراش و قال: حاسس ان في حاجه؟
ازدارت ريقها بتوتر و قالت: مفيش يا حبيبي.

قامت داليدا و دلفت إلى المرحاض و ابدلت ملابسها و كانت تفكر بوجود عمر؟!
خرجت و لم تجد حمزة بالخارج، تنهدت بارتياح فهي تشعر بالتوتر البالغ و تخشى أن يظهر عليها شي أمامه
استمعت لرنين هاتفها و ردت مسرعة
انت مجنون صح؟
عمر بمكر: عايزك تجيلي انا في الاوضه
زفرت داليدا بضيق و قالت: عمر كفايه بقا
يا كدا يا متزعلش من اللي هعمله يا داليدا...

وقفل الخط دون انتظار ردها، توترت داليدا بشده و شعرت بالخوف الشديد و زاد أكثر عندما رأت حمزة يخرج من الشرفة، ازدارت ريقها بصعوبة و جف خلقها
حمزة بقلق: انا حاسس انك متغيرة اوي في ايه؟
حاولت داليدا أن تظهر طبيعي أمامه و قالت: مفيش يا حمزة انت كنت بتعمل ايه؟
بتكلم في التليفون
و اقترب منها و حاوط خصرها بذراعه و قال: مش هتقوليلي مالك؟

عناقته داليدا بشوق و اوصدت عينها و استنشقت عبيره و قالت ببكاء انا بحبك اوى يا حمزة بلاش تسيبني
تعجب حمزة من حديثها و ابعدها عنه قليلا محاوطا وجهها بحنان و قال: مش هسيبك...
عناقته مرة أخرى و قالت: بحبك
حملها حمزة بين ذراعه، تشبتت به أكثر و ظلت تنظر له بعشق
وضعها علي الفراش برفق، و نظر إلى شفتيها و قبلها بحب
أبتعد عنها قائلا: ايه رايك في عماد عريس سلمي؟

تغيرت ملامحها و قالت بتوتر حلو، و بالطبع فهمت بانه لا يذكر اسمه الحقيقي
استغرب حمزة و قال داليدا بجد مفيش حاجه
قبلته داليدا، لكي تلهي عن هذا الموضوع فهي لا تريد أن تظهر شي أمامه.

كان عمر ينظر قدومها و قال بتوعد كل دا من حسابك يا داليدا ماشي...
تأكدت داليدا بأنه نام قامت من جواره بهدوء، ارتديت ملابسها و خرجت من الغرفة و راقبت الطريق جيدا لكي تتأكد أن لا يراها أحد، و ذهبت إلى غرفته فتحت الباب و دخلت
عمر بضيق لسه فاكره
داليدا بحده: عقبال ما حمزة نام
بينام في ساعتين يا ديدا
داليدا بغضب: انت عايز ايه يا عمر؟
ابتسم عمر بخبث و حك ذقنه قائلا: عايزك انتي.

داليدا بتحذير: احترم نفسك و انا متجوزه و بحب جوزي
عمر ببرود: دا كدا انتم متجوزين بجد، يبقى تمام اوي الموضوع بقي اسهل
داليدا بتساؤل: انت تقصد ايه؟
لف حولها قائلا اقصد اني عايزك يا هقتل حمزة
انت مجنون صح انا مستحيل أخون حمزة؟
ما هو يا تخوني يا تخدي العزا بتاعه
داليدا بحده و جدية: تاخد كام يا عمر و تحل عني
عمر بمكر: بصراحة تسوي كتير اوي، اصلي مبقاش مستنياكي طول المدة دي و بحاول اوقعك في الاخر تتجوزي.

نظرت له باستحقار و قالت: هديك اللي انت عايزه بس سيبني في حالي
ما قولتلك عايزك انتي يا ديدا
زفرت داليدا بحنق و قالت: تبقى بتحلم يا عمر و اللي عندك اعمله
و قبل أن تخرج، قبض على معصمها بعنف و قال: فكري كويس
سحبت يدها بغضب و قالت اوعي تتجرأ و تلمسني فاهم
و فتحت الباب و خرجت، نظر لها بتوعد و قال ماشي يا داليدا...

أخذت انفاسها بصعوبة فهي حقا تشعر بالخوف والحيرة، كانت صاعده درجات السلم ولكنها احست بأحد يقف لها شعرت بأن الحرارة ذهبت من جسدها و تجمدت اطرفها واكملت باقي السلم بثبات و خوف و عندما وصلت إلى الطرقة لم تجد أحد، تنفست بارتياح و دخلت إلى غرفتها و نظرت إلى حمزة كان مازال نائم
دلفت إلى الشرفة و جلست على المقعد و بكت بهدوء فهي تخشى أن يحدث مكروه لحمزة، ظلت تبكي إلى أن ذهبت في النوم...

مر يومين و كانت الأمور تبدو هاديه وكانت داليدا لا تفارق غرفتها و ذلك كان يسبب التساؤلات بين الجميع
فتح حمزة باب الغرفه انتفضت داليدا و شعرت بالرعب و ارتعش جسدها
استغرب حمزة و قال: بدهشه مالك يا حبيبتي؟
ابتسمت داليدا و قالت: مفيش
حمزة بتساؤل هتفضلي في الأوضة كدا
كانت داليدا تحاول أن تظهر طبيعة و تصمد أمامه بجميع الطرق الممكن وقالت بابتسامة لا عادي بس عشان اكون براحتي
طب تعالى انزلي معايا.

داليدا بتوتر: اجي فين؟
حمزة بتعجب مالك يا داليدا؟!
هزت داليدا رأسها و نزلت معه و كان يجلس الجميع معا، و رمقتها مريم بحقد و لكن لم تنتبه داليدا لها، سلمت على زياد حتى أنها لم تعلم متى جاء من القاهرة
طلب مهدي من سمر أن تحضر شيئا و طلب قهوة لنفسه، قامت سمر و لكن اعطلها بكاء طلفها
عمر تدخل سريعا و قال انا ممكن اعمل القهوة لحد ما مدام سمر تخلص
ابتسم مهدي و قال: مريم هتقوم بدلها.

عمر بإصرار لا لازم حضرتك تجرب قهوتي حتى اسأل ماما
ابتسمت منال و قالت عماد احسن واحد بيعمل قهوة
استسلم مهدي إلى طلبه و طلب من فريدة أن تدخل معه لتعرفه مكان المطبخ و القهوة
كانت داليدا شاردة في تصرف عمر و علمت بأن خلفه كارثة
خرجت فريده و تابعها عمر و هو يحمل صينة القهوة بعدد الجالسين، و قدمها لهم و لكن نظر إليها نظرة ذات مغزى فهمتها داليدا جيدا و قامت داليدا بأخذ الفنجان الذي كان أمام حمزة.

تعجب حمزة من فعلتها و لكنه لم يعلق فداليدا تتصرف كالأطفال أحيانا و لكنه شعر بشيئا غريب فهي لا تتصرف بطبيعتها، استأذنت داليدا و تركتهم و ذلك زاد تعجبه أكثر حتى زياد لاحظ غرابة تصرفاتها
كان عمر يشعر بالجنون فتلك القهوة التي ارتشفتها كان يضع بها السم لكي يتخلص من حمزة
استأذن منهم و دخل إلى الغرفة و اتصل بها و قال بغضب انتي مجنونة صح؟
داليدا بحدة: قولتلك بلاش حمزة و ابعد عني بقا
القهوة فيها سم.

لم تسطيع داليدا نطق و احست بجفاف خلقها...
عمر بتوجس داليدا؟
سقطت الهاتف من يدها، وارتخت اعصابها و احست بشلل بيهم...
دخل حمزة إلى الغرفه وقال: طلعتي ليه؟
لم ترد عليه داليدا فهي حتى لا تستطيع النطق
اقتراب حمزة منها و امسك يدها وقال: داليدا انا بكلمك و لكنه احس بتراخي أعصابها وفجأه سقطت داليدا عليه...
حمزة بصدمه: داليدا؟، جث حمزة على ركبتيه و وضع يده خلف رأسها
حمزة بقلق: داليدا مالك؟

اوصدت داليدا عينها و ازرقت شفتيها و شحب وجهها و كأنها فارقت الحياة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة