قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

رواية عشق مؤجل للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

لم بجد ردا يوصف لها موقفه و قال بهدوء: ممكن ناجل كلامنا دلوقتي
ارتفع صوتها قليلا و قالت: رد عليا انت حتى مش هاين عليك تكلمني، كل علاقتي بالعيلة بقيت عشان الفلوس
تنهد حمزة قائلا: داليدا كل حاجه جات بسرعه و انتي اللي طلبتي الطلاق لأنه مش منطقي اني افضل عايش مع واحدة غصبن عنها
بجد؟ طب ليه مقولتش انك دكتور مثلا.

لأني حمزة واحد بس و مفهوش حاجه بتتغير و انا قولتلك محدش هيعملك حاجه من اخواتك و طلعت قد كلامي، حتى فلوسك في ايه وقت بتحتاجها بتلاقي و لو عايزة تنقلي كل حاجه لوالدتك
داليدا بعتاب: هو انت شايفني مجرد واحدة سذاجة بتجري ورا الفلوس و خلاص
قام حمزة من مكتبه و قال: داليدا ممكن تسيبني اشوف شغلي
عايزني امشي يعني؟ بتطرديني؟
زفر حمزة بضيق و قال: عايزة ايه و انا هعمله؟
عايزة انت ليه كذبت عليا.

فين الكذب؟، داليدا احنا مطلقين و انتي دلوقتي بنت عمي و بس يعني حتى مفيش داعي انك تعاتبني على حاجه انتي اصلا مكنتش عايزها
تمام يا حمزة بما انك ابن عمي و الواصي عليا فأنا هتجوز كمان اسبوع، و طبعا انت مش محتاج عزومه
اكيد يا ديدا هاجي دا انتي حبي الاول يعني
ازدارت ريقها و قالت بكرهك
ابتسم حمزة و قال مبقاش ليها لأزمة انك تحبني فعادي.

تجمعت الدموع بعينها و غادرت مكتبه على الفور حتى أنها لم ترجع إلى صديقتها و ذهبت من المستشفى بأكملها
اتجهت إلى منزلها و صعدت إلى غرفتها و أغلقت الباب خلفها
ارتمت على الفراش و اجهشت بالبكاء الشديد و بعد ذلك قامت لترى من الرسالة التي وصلت إليها للتو
فتحت الهاتف و كانت من والدتها تخبرها بها بأنه سوف تذهب إلى لندن، فزوجها يريدها
زفزت داليدا بحنق و قالت: حتى مش هاين عليها تشوفني كنت فين و لا تتطمن عليا...

دلفت إلى المرحاض و غسلت وجهها و بعد ذلك نزلت إلى الأسفل فكان لا يوجد بالمنزل مما زاد شعورها بالملل
و اتصلت بهند و اعتذرت ليها على حدث و بعد ذلك طلبت منها شي...
هند بدهشة: بتهزري صح؟
داليدا بمكر: لا مش بهزر انتي هتكلمي و هتقوليله داليدا انتحرت
هند بعدم اقتناع: داليدا انتي مستوعبة كلامك؟! و بعدين دا دكتور
زفرت داليدا بحنق و قالت اسمعي كلامي و خلاص قوليله كدا و بسرعه قبل ما عمر يرجع.

تنهدت هند و استسلمت إلى طلبها
قفلت معها و اتصلت بحمزة قائلة دكتور حمزة معايا
حمزة باستغراب ايوه مين؟
انا صاحبه داليدا، هي تعبانة اوي و انا مش عارفه اتصرف و لا حتى اعرف عنوانها
حمزة بتعجب ازاي؟ يعني داليدا مالها
هند بحزن مصطنع معرفش ياريت تقولي العنوان انا خايفه تكون انتحرت و لا حاجه...
لم يتحمل حمزة أكثر و قفل الخط و ارتدى سترته بسرعه و ذهب إلى منزلها.

طرق الباب و لكن لم يجد إجابة من الداخل، و بعد دقيقة كان دفع الباب بقوة و دخل و صعد إلى الغرفة لم يجدها بها فشعر بالقلق الشديد، فتح باب المرحاض الملحق بالغرفة و صدم عندما رآها وسط المياه التي تختلط بالدم
أخرجها بسرعه و وضعها على الفراش لكي يعرف ماذا حدث لها
و لكنه اطمن عندما تفحص نبضات قلبها و وجدها منتظمة
تنهد حمزة بضيق و قال بجد انا مش عارف ايه الجنان دا و فين الناس اللي هنا؟

حملها بين ذراعيه و خرج من المنزل و وضعها في السيارة و ذهب إلى المستشفى لكي يتم فحصها
تركها بالداخل و ذهب لإحضار لها ملابسها بدل التي ابتلت و اتصل بهند و أخبرها ما حدث...
رجع مرة أخرى و كانت داليدا استعادت وعيها سأل الطبيبة قائلا: هي كويسه؟
ايوه بس هي كانت قاطعة شرايينها بس الحرج مش عميق اوي و النزيف عملها هبوط مش اكتر
شكرا يا دكتورة
ابتسمت و قالت بعد اذنك.

نظر حمزة إلى داليدا بحدة و قال: انتي مش طفلة عشان تعملي حركات المراهقين دي؟!
داليدا بضيق و انت مالك انا حره على فكرة
تنهد حمزة و قال: ماشي، اتفضلي دا لبس بدل المبلول دا و انا كلمت صاحبتك و هي هتيجيلك
داليدا بوهن انا مش قادرة اتحرك ممكن تساعديني اقوم...
اتجه ناحيتها و اسندها و كان يتعمد الابتعاد عنها و ذلك جعلها تشعر بالضيق و استغلت الفرصة و أسندت يدها على صدره و قالت انت مش هاين عليك تقومني حتى؟

مينفعش المسك
و ابعد يدها عنه و ابتعد عنها قائلا بجدية: انا همشي لو احتاجتي حاجه كلميني
ادمعت عينها و قالت بضيق: انت بتعاملني كدا ليه؟
لم يرد عليها و اعطها ظهره و اتجه ليخرج من الباب، اوقفته داليدا عندما حاوطت خصره من الخلف. أسندت رأسها على ظهره و قالت خليك معايا
تنهد بضيق و ابعد يدها و استدار لها و لكنه ترك مسافه بينهم و قال: هبقي معاكي بصفتي ايه؟! و عايزك تعرفي حاجه ان حمزة الصياد مش بمزاجك.

داليدا بتعجب يعني؟
يعني احنا كنا متجوزين و انتي كنتي رافضة مش صح؟، طريقتك معايا و كل حاجه كنتي بتقوليها كنت بتدل على كدا و اظن اني مغصبتكيش على حاجه و اول ما ابوكي مات طلقتك
ازدارت ريقها بصعوبة فهو الان لا يريدها بالمرة و لكن لم تدعه يرحل
اقتربت منه و وقفت على أطرافها و قبلت شفتيه، تفاجي حمزة من فعلتها و دفعها عنه و قال انتي اتجننتي
داليدا ببرود ليه؟
حمزة بضيق: عايزة تعملي حاجه تاني.

داليدا بعدم فهم: مش فاهمة قصدك
حمزة بحدة يعني لو عايزة الحرام فأنا مليش في و دا غير بصفتي ابن عمك فالحركة أن اتعملت معايا أو مع غيري، تصرفي هيزعلك اوي و العادات التي اتعودتي عليها برا تنسيها
اخفض بصرها و قالت شكرا
و اتجهت إلى الباب، أوقفها قائلا غيري هدومك الأول و بعدين امشي...
و خرج هو من الغرفة و قفل الباب خلفه، كانت داليدا تشعر بالدهشة من معاملته الجافة معها، ابدلت ملابسها و خرجت.

وجدته يقف بانتظارها و قال: اتفضلي عشان اوصلك
ركبوا السيارة
سألها قائلا هو مفيش حد معاكي في البيت؟
في عمر بس كان برا
حمزة بحدة و عمر عايش معاكي يعني؟
نظرت له و قالت بضيق: مش كفاية يا حمزة و لا إيه؟
حمزة بسخرية: كفاية حاضر
داليدا بحزن: انت بتعمل كدا ليه على فكرة انا معملتش حاجه غلط.

حمزة بدهشة: بجد؟ مش غلط انك تقعدي مع واحد غريب في بيت واحد و مش غلط أن تخلي واحد يلمسك و مش غلط اللي عملتي داليدا انتي فعلا متنفعيش للحاجة خالص
شعرت داليدا بالإهانة و قالت ببكاء لوسمحت نزلتي...
لم يرد عليها و نظر إلى الطريق، صرخت داليدا به و قالت وقف العربيه
لم يرد عليها و قفل الباب لأنه يعلم بأنها ممكن تقفد عقلها و تقفز من داخل السيارة وصل إلى منزله
داليدا بتساؤل: ايه دا؟
بيتي.

نزلت داليدا و دخلت إلى خلفه إلى الفيلا، بالطبع كانت فارغة من الداخل، فحمزة لا يسمح بالمكوث الخدم بالمنزل خصوصا السيدات فجميع قد غادر
داليدا بتوتر: هو انت جايبني هنا ليه؟
حمزة باقتضاب: معلش ما هو مينفعش اني اسيبك تقعدي مع واحد غريب
داليدا بحدة: بجد و انت عادي
لا متخافيش انا صرفت نظر، هتفضلي هنا لحد ما مامتك ترجع أو لحد ما تتجوزي عمر.

رمشت بعينها فهو تغير كثيرا لم يكن حمزة اللي رأته في البلد، كان يبدو مختلفا في كل شي، و تمنت بأنها لو تمكنت برؤية حمزة مرة أخرى، سقطت الدموع من عينها و اختلط الحمرة بخضرواتها و أصبحت مثل الأرض المشتعلة
لم يعطي لها اهتمام و قال ببرود البيت بيتك فشوفي انتي حابه تنامي فين؟، و بعد ذلك صعد و تركها حتى أنه لم ينتظر جوابها لم تصدق داليدا ما تراه و تسمعه و جلست على الاريكة و بكت بشده.

قامت و بحثت عن هاتف المنزل و اتصلت بوالدتها قائلة مامي بليز ارجعي بسرعه عشان اعمل فرحي انا و عمر
ابتسمت كاميليا بسعادة و قالت برافو يا حبيبتي هاجي في أقرب وقت
قفلت داليدا معها و مسحت بقايا دموعها و رجعت إلى الاريكة مرة أخرى و نامت عليها و كانت تبكي بهدوء
نزل حمزة لكي يطمن عليها، وجدها نائمة على الاريكه تضم ساقيها و تضع كفها أسفل وجهها، وجنتها مبتلة إثر دموعها
داليدا اطلعي نامي فوق.

فتحت داليدا عينها و قالت لا انا هفضل هنا
تنهد حمزة بضيق و قال علي فكرة مش مستأهلة عند خالص
داليدا بحزن هو انت ليه بتكلمني كدا؟
نظر لها و قال عشان انتي تجاوزتي حدوك
دا كله ليه؟
و لا عمرك هتفهمي و لا عمرك هتتغيري لأنك مقتنعة باللي بتعملي
داليدا بحزن كل دا عشان بوستك؟!
عشان دا مينفعش لأننا مش مجوزين دا غير انها اكيد مش اول مرة و زيي زي غيري
داليدا بصدمة: بجد انت شايفني كدا يعني؟

حمزة بضيق أنا بحكم على انا شايفه منك يا داليدا و انتي فعلا متجاوزة كل حدودك، و ايه أعلم واصله لحد فين مع علاقتك بعمر
داليدا بدهشة انت قصدك ايه؟
و لا حاجه بس من الواضح أن عندك كل شي مباح و دي حاجه متتناسبش معانا
و انت اتجوزتني ليه؟
فكرت العكس و كان عشان عمي، بس للأسف طلعتي عكس ما توقعت يا داليدا، و فعلا اكتر حاجه ندمت عليها اني اتجوزتك بس اهو الغلطة اتصلحت و انا ايه حاجه بعملها فهي عشان عمي الله يرحمه.

داليدا ببكاء على فكرة انا مش وحشة اوي كدا، بس انا معنديش حد يعاملني الصح من الغلط و حتى بابا مفتكرش غير بعد ما كبرت و انا فعلا مغلطتش و معملتش علاقه مع ايه واحد، و عمر فعلا موجود في البيت و في لندن كان بيزروني كتير اوي بس والله انا موصلتش لمرحلة اللي أنت قصدك عليها، انا ممكن لبسي وحش بس هناك عادي و بخرج كتير، مبحبش الالتزام بس فعلا كنت حره بعمل كل حاجه بمزاجي، و ابتلعت ريقها و أكملت عارفه انك مش مصدق بس دي الحقيقة و ممكن اثبتلك دا؟

حمزة بتساؤل و هثبتي ازاي؟
داليدا بتوتر عادي ممكن اروح لدكتور
قام حمزة و قال بضيق انا ميخصنيش ايه حاجه من دي؟
أمسكت داليدا يده و قالت انا عايزك...
نظر لها بدهشه و قال بسخرية بجد دلوقتي عايزني، بس الأول كنت مجرد واحد جاهل في نظرك، داليدا موضوعنا انتهي انا مستحيل أكرر الغلطة تاني و فعلا مستحيل تبقى مراتي واحدة زيك
تحرجت الكلمات في حلقها، فلم تجد شي لقوله فهو قد اهانها بقسوة و جعلها لا تسوي شي.

تركها حمزة و صعد إلى غرفته، انتظرت داليدا ساعه تقريبا و بعد ذلك خرجت من المنزل بهدوء
أوقفت تاكسي و ذهبت إلى منزلها لم تسترح عينها من البكاء طوال الطريق
دخلت إلى المنزل و وجدت عمر يجلس في انتظارها
داليدا بتساؤل عمر انت صاحي لحد دلوقتي ليه؟
عمر بحدة كنتي فين؟
زفرت داليدا بضيق و قالت انا طالعه أنام
صعدت إلى غرفتها و تمددت على الفراش و لكنها تفاجأت به يفتح الباب و يدخل.

قامت داليدا من مكانها و قالت بخوف في ايه يا عمر انت ازاي تدخل كدا؟
اقترب منها و قال بصراحة يا داليدا انا مش هسيبك و هعمل اللي كان لازم يحصل من زمان
رجعت داليدا للخلف و قالت بتحذير عمر لو سمحت اطلع برا؟!
ابتسم عمر بخبث بعد ما اخلص الأول و اضمن انك ليا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة