قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الرابع والعشرون

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي كاملة بجميع فصولها

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الرابع والعشرون

خرج محمود كالمجنون.. يبحث عنها.. وظل يدق على هاتفها رغم انه مغلق.. ومحمد هو الآخر بحث عنها كثيرا وجعل رجاله يبحثون عنها.. ولكن بلا جدوى..
فكر محمود ان يتصل باحمد كى يسأله.. لكن فجأة تذكر ان عشق لا تستغنى عن والدتها ابدا.. فلو هناك من يعلم طريقها لن يكون سواها..
كان احمد قد ارسل له الرقم.. ظل مترددا هل يتصل ام لا.. حتى حسم امره.. دق ازرار الهاتف برقمها وانتظر الاجابة..

- إش إش حبيبتى وحشتينى
- السلام عليكم.. ازى حضرتك
- مين معايا
كان مترددا ومحرجا...
- انا.. انا محمود.. محمود الغمرى
- اهلا استاذ محمود
- انا اسف انى بزعج حضرتك
- تزعجنى ايه.. دانا كان نفسي اكلمك من زمان
- تكلمينى انا..

- اه طبعا.. اشكرك على كل حاجة بتعملها مع عشق
- لا شكر على واجب يا طنط.. انتوا اهلى بردو
- تسلم يابنى
- طنط.. هى.. هى عشق بتكلمك
- اه طبعا.. بتكلمنى.. فى ايه يا محمود
- هو حصل موقف ضايقها هنا.. وسابت البيت ومش لاقيينها
- ااااه.. عشان كدة بتكلمنى من ارقام غريبة.. طب هو ايه اللى حصل
- هو موقف سخيف شوية ...

- محمود انت كدة بتقلقنى زيادة
- يا طنط صدقينى هى بخير
- محمود.. انت اه ابن مدام ماجدة.. بس ربنا العالم من كلامهم بعتبرك ابنى.. يا ريت تطمنى ويكون بينا ثقة
- ربنا العالم حضرتك عندى ايه رغم انى لسة ماشوفتكيش.. هحكيلك بس ياريت دا ما يقلقكيش.. انا وبابا اتصرفنا تمام
- احكى يا محمود.. وانا واثقة ف محمد وفيك طبعا..

حكى لها محمود ما حدث.. سكتت ولم تحر جوابا
- طنط راوية .. انتى معايا
- اه يا حبيبى معاك
- حضرتك سكتى
- ما ينفعش اقول رأيي ليك انت بالذات.. دى امك
- مال صوتك طيب
راوية والبكاء يظهر على صوتها
- صعبان عليا بنتى تواجه دا كله وانا مش معاها
- وهو احنا قصرنا يا طنط..

- يا حبيبى انتوا ما قصرتوش ف الفعل طبعا.. بس عشق دلوقتى محتاجة حضنى.. محتاجة تترمى فيه وتعيط.. عشق بتعمل قوية لكن جواها طفلة رقيقة ..
- عارف يا طنط.. عشق ارق بكتير من انها تواجه دا كله.. واوعدك مش هخليها تواجههم تانى.. ولا تواجه اى حاجة تضايقها
- حاسة ان محمد اللى بيتكلم.. ربنا يحميك يا حبيبى..

- طب انا مش عارف الاقى عشق فين دلوقتى.. مالكوش قرايب او معارف
- لا.. بس انا عارفة هتلاقيها فين
محمود بلهفة:
- قوليلى يا طنط الله يخليكى..
- ف بيت الحب يا محمود..
- بيت الحب؟
- ايوة.. اسال باباك عليه وهو هياخدك ليه..

طرق احدهم الباب.. فعدلت عشق من وضع حجابها وفتحت.. لتجد محمد ومحمود.. ابتسمت ابتسامتها المشرقة التى اثلجت قلب محمد ..
- اهلا يا اونكل اتفضل
محمود:
- وانا كمان اتفضل ولا ايه
عشق:
- انت بتقول ايه.. طبعا تتفضلوا كلكم..

دخل محمود وخلفه ليلى وفتحى.. رحبت عشق بهم جميعا.. دخل محمد يتأمل المكان بعيون عاشقة دامعة.. فهو المكان الذى جمعه بمعشوقته والذى عاشا فيه اجمل ايام عمرهما.. كان وكأنه فى عالم آخر.. حتى نادته عشق..
- اتفضل اقعد يا اونكل
جلس محمد صامتا قليلا.. ثم التفت الى عشق..

- كدة يا عشق.. تلففينى مصر كلها ادور عليكى
- كان غصب عنى يا اونكل.. اعصابى كانت ادمرت وكنت محتاجة وقت اقضيه مع نفسي شوية.. اعمل ريفرش كدة عشان اعرف اكمل
- طب يلا عشان نرجع
- معلش يا اونكل.. انا...

- من غير جدال.. اللى مزعلينك مشيوا.. وبابا بنفسه اللى طردهم وكان عاوز يجيلك معانا كمان
ثم امسك اذنها مداعبا..
- باه تخلى بابا يقوم ويتحرك وما تقوليش يا مجرمة
- هههههههههه.. هو اللى طلب وقالى سر.. سيب العصعوصة باه
ضحكوا جميعا.. ثم قال محمد:
- طب يلا عشان نروح
نزلت عشق على ركبتيها امامه..

- هعمل اللى تؤمر بيه.. بس ليا طلب صغير
- اتفضلى يا ست إش إش
- ممكن نتغدى هنا سوا.. المكان هنا رغم انه صغير بس مريح اوى
تلفت حوله بحنين.. ثم قال:
- موافق.. بس بشرط
- انت تؤمر يا حمودى
- هههههههههه.. انك انتى اللى تعملى الاكل..

- على فكرة كدة كدة كنت انا اللى هعمله.. وبعدها اقول قطيعة محدش بياكلها بالساهل
ضحكوا جميعا وابتسم محمود.. وقال محمد:
- عارفة يا بت يا إش إش.. انتى عاملة زى ايه
- ايه ..
- العيل الزنان
عشق بغضب طفولى مصطنع:
- انا عيل وزنان كمان؟

- اه.. عارفة العيل اللى بيزن عشان مامته تشيله.. انتى كدة.. بتفضلى تزنى على باب القلب لحد ما تدخليه.. وبعدها تسيطرى عليه ومحدش يعرف يخرجكك ولا بالطبل البلدى
- اوباااا.. لا كدة انا فخورة باللقب دا.. انا عيل زنان.. وكفاية عليا انى دخلت قلب الشاطر محمد نفسه
- طب يلا قولى هتطبخيلنا ايه
- اللى تؤمروا بيه.. انشالله بيض مقلى حتى
- بيض مقلى؟ تعالى يا فتحى.. خد الفلوس دى.. هات كرنب وورق عنب و...

- استنى بس يا حمودى انت زعلك وحش كدة ليه.. كرنب ايه وورق عنب ايه.. دول عاوزين ترتيبات قبلها بخمس سنين
- امال عازمانا وهتطبخيلنا.. طلعتى بؤ يا ست إش إش
- لا بس احنا بعد الضهر حضرتك.. لو بدرى كان اوكى
- طب تعملى ايه..

- مكرونة بشاميل وفراخ مشوية.. وبانيه وسمبوسك.. وممكن كفتة
- مااااشى.. بس ليا عندك اكلة محشى
- اتفقنا..
- اكتبى اللى انتى عاوزاه واخلى فتحى يجيبه
ليلى:
- انا شفت سوق قريب.. هنزل انا اجيب الحاجة لاستاذة عشق
عشق:
- تسلميلى يا لولو..

ليلى:
- يا لهوى وبتدلعينى كمان.. دانتى اللى تسلمى على تعبك ومجيتك انتى ومحمود بيه
عشق:
- احنا اخوات يا حبيبتى.. تعالى اكتبلك الطلبات
كتبت عشق الطلبات ونزلت ليلى لشرائها.. قال محمد لفتحى:
- عارف بأه البلكونة دى رغم انها صغيرة.. بس فيها احلى هوا.. تعالى نقعد جوة والبت عشق عليها قهوة ماقولكش.. اتنين دوبل يا إش إش
عشق:
- حاضر من عنيا.. ايوة جاااااااى..

ودخلت المطبخ لعمل القهوة..
- انتى مصدقة انى كنت عارف؟
- لا
- امال زعلتى وقتها ليه.. ونظرتك ليا وصدمتك.. معناهم ايه
- اكيد كنت مشوشة اوى.. الموقف ماكانش سهل يا محمود
- عارف.. ولولا تعبك كنت موتته..

- مش للدرجادى.. عموما ربنا يهديهم
- عشق.. يا ريت ما تتعامليش معايا على انى ابن ماجدة وقريب فادى وهايدى.. انا غيرهم
- عارفة
اقترب منها حتى صار وراءها..
- عشق.. انا عمرى ما كرهت عيلتى اد دلوقتى عشان اذوكى.. ومش هما بس.. اى حد يقربلك
لم ترد.. اكمل..

- عشق.. انا حاسس معاكى حاجات عمرى ما حسيتها.. انتى رجعتينى للدنيا تانى.. علمتينى اضحك واشاغب واتغاظ وافرح.. رجعتينى اعيش
ادارها له وجد دموعها على خديها..
- عشق.. كلامى ضايقك اوى كدة
- لا خالص.. يمكن العكس
- امال بتعيطى ليه
- انت افتكرت وقت ما وقعت انى صدقت انك عارف.. بس مش كدة..

ادارت له ظهرها مرة اخرى واكملت..
- انا كمان فى احاسيس جوايا ما حسيتهاش الا معاك.. لما فادى قال الكلام اللى قاله كانه ضربنى قلم فوقنى.. انت المفروض تكون معاهم.. لانك منهم.. اللى بيحصل ان...
- عشق..

كان يريد ان يصارحها بمشاعره.. لكنه عدل عن ذلك وقال:
- فى حاجات كتير انتى ما تعرفيهاش.. صدقينى ممكن تقلب الموازين دى خالص..
ثم اقترب منها.. ومسح دموعها بانامله..
- مستعد ادفع عمرى ولا انى اشوف دمعة نازلة من عنيكى.. ارجوكى ثقى فيا
اشارت رأسها بالموافقة.. بعدما هدمت لمسته كل حصونها والغت عقلها
- طيب ممكن فنجان قهوة معاهم باه
- حاضر..

ظل ينظران لبعضهما طويلا.. ولم تدر الا وقد امسك محمود يدها وقبل باطنها.. ارتعشت وسحبت يدها.. واولته ظهرها وهى تنهج.. ورغم انها سمعت اصوات قدميه خارجا الا انها ظلت تنهج ولم تتمالك نفسها الا بعد وقت طويل..

شرب محمود القهوة مع محمد وفتحى وقد تبدلت ملامحه الى الاشراق والفرحة، ثم استأذن ان يذهب فى مشوار ساعة واحدة حتى اتمام الطعام، استعد فتحى للنزول معه لكنه رفض واخذ مفاتيح السيارة ونزل..

ترك محمود سيارته خارج ذلك الحى العتيق الشعبى.. وترجل منها وسار حتى وصل الى بيت نعمة.. دق الباب فتحت له نورا.. التى توترت حين رأته..
- اهلا محمود بيه.. فى حاجة ولا ايه..
محمود:
- مش هتقوليلى اتفضل طيب
نورا:
- اتفضل طبعا..

دخل محمود بتؤده.. وظل يتأمل المكان حوله.. حتى خرجت نعمة من غرفتها
نعمة:
- مين يا نوارة
نورا:
- دا محمود بيه ..
نعمة بلهفة:
- محمود؟.. ناولينى النضارة
ناولتها نورا نظارتها.. ارتدتها ونظرت له بشوق
نعمة:
- اهلا يبنى اتفضل
اشارت له ان يجلس امامها لكنه جلس بجانبها..
محمود:
- ازيك يا ست نعمة..

نعمة:
- الحمد لله يبنى خطوة عزيزة.. تشرب ايه
محمود:
- شكرا لسة شارب
نعمة:
- طب اعملك انا قهوة على السبرتاية.. ولا ما عجبتكش المرة اللى فاتت
محمود:
- انا عاوزك ف حاجة اهم من كدة
نعمة:
- عاوزنى ف ايه يبنى
محمود:
- احكيلى
نعمة:
- احكى ايه..

محمود:
- اللى خلاكى تدمعى لما شوفتينى.. وخلاكى تعيطى المرة اللى فاتت.. واللى باين ف عنيكى وبتحاولى تخبيه
نعمة:
- بلاش يا محمود بيه يبنى.. مش كل حاجة نعرفها هتريحنا
محمود:
- انا عاوز اعرف.. حتى لو مش هرتاح
نورا بسخرية:
- اسال الست ماجدة.. امك
محمود:
- ماجدة مش امى.. وانتوا عارفين دا..

نعمة بصدمة:
- انت عرفت
محمود:
- عارف من سنين بالصدفة.. لكن مش عارف اى تفاصيل
والتفت ليأتى بالصورة منالبرواز ويريها لنعمة..
- بصى شوفى الصورة.. دى انا .. ملامحى وضحكتى.. كأنى شايف صورتى..
نعمة بقوة:
- ماهى امك يا محمود..

جلس محمود ببطء.. مرددا:
- امى؟.. دى امى؟ يعنى انتى..
نعمة بحنان:
- ستك .. ونورا دى اختك.. وفتحى خالك
نظر لهما بصدمة..
- طب ازاى
نعمة:
- هحكيلك كل حاجة.. بس كلامنا دا يبقى بينا احنا التلاتة بس
محمود:
- اللى تقولى عليه.. بس فهمينى
وبدأت نعمة السرد وعينا محمود تتسعان اكثر واكثر..

حضرت عشق وليلى الطعام.. ووضعتاه على الطاولة وانتظروا جميعا محمود.. وقد اتى بعد اكثر من ساعتين من نزوله.. واتى شاردا وكأنه فى عالم آخر..
عشق:
- مالك يا محمود فى ايه
محمود:
- مفيش يا عشق حاجة ف الشغل
محمد:
- شغل ايه وادامك الوليمة دى.. تسلم ايديكم يا بنات
كانت عينا محمود تتأملان ليلى.. وقد رأت عشق ذلك واغتاظت.. ان احساس الغيرة صعب ومؤلم..

فى طريق العودة جلست عشق ومحمد وليلى فى الاريكة الخلفية.. وجلس محمود شاردا فى الكرسي الامامى..
وصلوا القصر.. ونزلوا جميعا.. ورفض محمود ان يحمل فتحى شنطة عشق
- عنك يا محمود بيه
- شكرا يا عم فتحى.. مش عاوز اتعب حضرتك
تعجبوا جميعا من طريقة كلام محمود مع فتحى.. ولكنهم آثروا الصمت..
دخل محمود غرفته.. اتصل باحمد..

- محمود مش تطمنى .. انتوا فين كلكم
- احمد انا عرفت مين امى
- بجد.. ازاى
حكى له محمود كل ما عرفه من نعمة ..

- دبرنى يا احمد.. انا كل حاجة ملخبطة ف دماغى.. ومش عارف ابتدى ازاى ولا اعمل ايه
- استنانى يا محمود.. يومين واكون عندك
- وشغلك
- مش مهم.. هتصرف
- طيب فى موضوع تانى عاوزك فيه
- موضوع ايه
صمت محمود قليلا.. ثم قال:
- انا بحب
- عارف
- عارف منين يا دكتور
- دكتور قلب باه..

- طب عارف بحب مين
- ومستنيك تقول من فترة كمان
- يعنى مش رافض؟
- رافض ايه.. انت لسة قلت حاجة
- ممم عاوز تزنقنى يعنى.. طيب يا سيدى.. انا بحب عشق
- عشق مين.. اختى؟ ايه المفاجأة دى
توتر محمود:
- الله مش بتقول عارف
- هههههههههههههههههههه.. عارف بس لازم اعيش عليك الدور طبعا..

- يابن اللذينا.. وقعت قلبى
- ولسة.. هاتلى باباك واخوك الكبير لما اجى عشان تطلبها منى.. دانا هطلع عينك
- اكتر من اللى هى عاملاه.. عموما طلع براحتك.. بس عندى طلب
- ايه هو
- استنى شوية اخلص موضوع امى دا.. مش عارف ايه هيتم ونورا مرعوبة من ماجدة
- باذن الله كل حاجة هتتم على خير..
- ربنا ما يحرمنى منك يا احمد
- ولا منك يا محمود..

كانت ماجدة تغلى.. وهى ترى حقائبها فى غرفة بشقة عابدين الصغيرة.. خرجت من الغرفة ثائرة..
- انا.. اترمى برة بيتى بسبب الكلبة دى
نادية:
- اهمدى باه.. انتى اللى عملتى دا كله وكنتى هتودى عيالى ف داهية
ماجدة:
- دلوقتى بقيت وحشة بعد ما عيشتك ف خيرى السنين دى كلها..

نادية:
- خيرك ايه.. انتى هتكدبى الكدبة وتصدقيها.. لو عشانك لا كان عمى ولا محمد هيدونا مليم.. دول كانوا بيتصدقوا علينا.. بالذات بعد ما عرفوا ملعوبك مع راوية ورمزى
صرخت ماجدة:
- بسسسس.. مش عاوزة اسمع اسمها
نادية:
- لاااا.. دانتى هتسمعيه كتير من هنا ورايح
ماجدة بشراسة:
- ابدا.. انا هكسر شوكة راوية وانهيها خالص
نادية:
- هتعملى ايه تانى يا ماجدة
ماجدة:
- هحرق قلبها على بنتها..

طلب محمود عشق عن طريق ليلى ان تأتى الى مكتبه.. ذهبت له مغتاظة..
- نعم
- مالك هو انتى على طول متعصبة
- هو حضرتك صعب عليك تمسك التليفون تتصل بيا
- لا اله الا الله.. مانتى بتضايقى لما اتصل
- لا بضايق لما تقفل على طول
قام من مقعده ووقف بجانبها..
- يعنى بتكونى عاوزانى اتكلم معاكى؟

لم ترد عشق.. فقربه يوترها..
- تعرفى انك حتى وانتى متعصبة زى القمر..
كانت هذه هى المرة الاولى التى يغازلها فيها محمود صراحة.. لم تجد ما ترد به.. لكن دخول ليلى انقذها من الحرج
ليلى:
- صباح الخير يا استاذة عشق
عشق:
صباح الخير يا ليلى
ليلى:
- هاه يا محمود بيه نطلب ايه
محمود:
- عشق اللى تختار
عشق:
- مش فاهمة
ليلى:
- محمود بيه عاوزنا نفطر سوا..

نظرت عشق بطرف عينها بغيظ لمحمود..
- انا فطرت يا ليلى الصبح ف البيت
محمود:
- اعتبريه غدا يا ستى
عشق بغيظ:
- ميرسي مش جعانة
محمود وقد لاحظ غيرتها:
- اطلبيلنا بيتزا يا ليلى.. عشق بتحبها.. ولا مش بتحبيها يا لولو
كانت عشق على وشك الانفجار..
- كلوا انتوا.. عن اذنكم عندى شغل
وخرجت صافعة الباب وراءها لتسمع ضحكة محمود المجلجلة..

وسط النهار طلب محمود عشق مرة اخرى ولكن من هاتفه..
- عشق.. تعالى حالا.. بسرعة.. سلام
اغتاظت عشق.. وارادت معاقبته فلم تذهب له.. اتصل مرة اخرى..
- هو انا مش قلتلك تعالى
- وهو انا مش قلتلك ما تقفلش السكة تانى
- عشق انا على اخرى.. تعالى حالا والا هجيلك وسط العمال اجيبك غصب عنك
- ايه دا فى ايه
- تعالى وانتى تعرفى
- حاضر جاية
- سلام..

ذهبت له لتخبرها ليلى خارجا انه عصبى للغاية.. دخلت مكتبه لتجده مستشيط غضبا..
- ايه زعابيب امشير طالعة ليه
- قام محمود من مكانه واقترب منها.. احست بفرق الطول الكبير بينهما وهو قريب منها هكذا وكأن غضبه اعطاه طولا..
- المهندس مروان
عشق ببراءة:
- ماله
- اخباره ايه
- بصراحة.. شغله تمام
- والله
- فى ايه يا محمود
اقترب منها اكثر وقال بغضب:
- حضرتك باعتاه يطلبك منى
عشق بدهشة حقيقية:
- يطلبنى؟ انا؟

- ايه. حضرتك ما تعرفيش
اعجبتها ثورته.. التى تدل على غيرته.. فارادت مداعبته:
- لو اعرف كنت قلتله يروح لاونكل محمد او يستنى احمد.. انما يجيلك انت بصفة ايه
جز محمود على اسنانه..
- والله.. يعنى هى المشكلة يطلبك من مين
- هو فى اصلا مشكلة
- عشق.. فاضلى تكة واكسر دماغك
- نعم.. تكسر دماغى ليه..

- لسة بتسألى
- دا واحد جاى يخطب واحدة.. لا فى مشكلة ولا حاجة.. احنا نسأل عليه.. ونعمل رؤية شرعية واصلى استخارة ونشوف
امسكها محمود من ذراعها وجذبها..
- عارفة يا عشق لو سمعتك بتقولى الكلام دا تانى...
- هو انا قلت ايه غلط.. مش دا الطبيعى يا محمود
امسك ذراعها الآخر كى تكون فى مواجهته.. وقربها منه
- الغلط انك بتاعتى.. ومش هسمح لحد يقرب منك
احست بنشوة لغيرته وكلماته تلك.. فاراحت يديها على صدره.. وقالت:
- بتاعتك؟ دا مين قال كدة
- انا اللى قلت..

- حتى لو انا مش موافقة
- القرار صدر خلاص..
كان ينظر لها بحب صادق.. فخارت مقاومتها وهى تذوب فى عينيه.. قربها منه اكثر.. اقتربت دون شعور.. كان وجهه قريبا من وجهها.. مال برأسه عليها ...كادت شفاههما تتلاقى.. لكنه لحق نفسه وضمها الي صدره..
كان قلباهما يرقصان .. وذابت انفاسهما وتداخلت..
كانا وكأنهما انفصلا عن العالم باكمله.. حتى دق باب المكتب.. ابتعدا عن بعضهما بوجل..
- ادخل
دخلت ليلى ببعض الاوراق التى تحتاج امضاء محمود.. فاستأذنت عشق.. ذهبت الى مكتبها شاردة حالمة.. انها حقا عاشقة ..

عادت ليلى الى بيتها بعد يوم عمل شاق.. لتجد سيارة محمود قبل بيتها بقليل.. لقد غادر قبل انتهاء عملها بساعتين وقال لفتحى ان لديه مشوار خاص.. ترى ماذا يفعل هنا..
لم تجد امها فى بيتهم.. فذهبت لبيت الجدة .. وهو فى الدور الارضى ..تلصصت من النافذة بعدما سمعت صوت محمود.. وجدته يقبل امها من وجنتيها استعدادا للمغادرة.. وقد قامت امها واحتضنته وقالت:
- ربنا يخليك ليا يا حبيبى.. ما تتأخرش علينا..

محمود:
- وهو انا اقدر اتأخر.. قريب هنعيش سوا كلنا يا نورا
وقبل يد نعمة.. وغادر.. امام عينى ليلى الذاهلة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة