قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الثالث

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي كاملة بجميع فصولها

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الثالث

باااااك

تنهدت راوية واسترسلت وكأنها تحاكى نفسها:
- جه معايا وقابل بابا الله يرحمه.. وقاله بنتك هتكون من نصيبى.. وقبل ما بابا يعترض قاله ادينى شهر بالظبط وبعدين تقولى رأيك موافق او لا.. وسابنا ومشى.. ابويا طبعا منعنى من انى اروح الشغل.. وكنت هتجنن واشوفه .. وعدت ايام وافتكرت انه نسينى .. خصوصا لما عرفت انه زعل مع ابوه زعلة جامدة اوى وساب المصنع والشركة.. وايامها انا دبلت وخسيت النص وكل الناس كانوا فاكرينى عيانة.. وابويا اللى كان روحه فيا كان بيبصلى وعنيه بتقولى انا عارف سبب تعبك بس مش ف ايدى اداويكى..

وابتسمت مكملة:
- بعد شهر باليوم كان عندنا.. جاب لبابا شغل احسن بمرتب اكبر ف مكان بعيد عن والده.. وكمان ورقة طلاق ماجدة قبل كلامه معايا بيوم.. وعقد شقة ف مكان قريب من بيتنا .. وقاله...

فلاااااااش
- بص يا عم صلاح.. انا جايلك بطولى.. لا اب ولا خال ولا عم ولا اخ.. بس شاريك وشارى بنتك .. انا جبتلك الشغل دا عشان ما تبقاش تحت رحمة ابويا ولا تقول انك شغال عنده.. وانا كمان سبت الشغل والفلوس والعربيات وكله.. ودا ما يساويش ضافر راوية عندى .. وجبت شقة نبتدى فيها .. اه كان نفسي تكون كبيرة وف مكان احسن بس اعذرنى ظروفى جت كدة .. هفرشها اللى اقدر عليه.. ونكمل الباقى سوا.. واوعدك قبل اى حاجة ان راوية هتكون ف عنيا
- يبنى بس انت كدة بتبيع اهلك و...

- لا يا عم صلاح.. ابويا وعمى على راسى من فوق.. بس حياتى ضيعت جزء منها عشان ارضيهم وكنت ساكت.. لكن راوية تضيع منى لا
- انا مش عارف اقولك ايه.. الناس دى بردو لحم كتافى من خيرهم.. وهيقولوا بنتى اشتغلت عشان تاخدك من مراتك وانى خنت العيش والملح
- يا عم صلاح انا عمرى ما كنت مع مراتى ابدا.. ولا هينفع اكمل معاها تانى حتى لو رفضتنى.. انا كنت رافضها ومش قادر اعيش معاها من قبل ما اعرف راوية ..

ودلوقتى بعد ما بنتك دخلت قلبى ما ينفعش حد يدخله بعدها.. وانا عفيتك من الحرج بانى جبتلك شغل تانى .. انا وراوية عاوزين بعض.. ومعتقدش انك هتكون مبسوط وانت شايف بنتك تعيسة لمجرد ترضى ناس كنت بتشتغل معاهم وبتاخد تمن تعبك.. ومحدش فيهم خيره عليك.. ارجوك فكر بقلبك يا عم صلاح
احتار الاب ولم يستطع اخذ القرار.. فاستأذن محمد ودخل لراوية غرفتها.. ليجد مراسم الفرحة على وجهها وكأنها انسانة اخرى غير تلك الذابلة الحزينة الباكية
- راوية.. انتى عاوزاه يا بنتى..

- اللى تشوفه يا بابا
- لا انا عاوز رد .. وعاوز اعرف انتى مقدرة اللى بيحصل دا
- يا بابا محمد راجل.. وموقف انهاردة كبره اوى ف عنيا.. لو حضرتك هترفض مقدرش اكسر كلامك.. بس مش هقدر افكر ف راجل تانى بعده ولا يمكن حد غيره يملا عينى
سكت الاب والحيرة تنهشه.. ونظر الى ابنته وجدها كالغارقة تنتظر كلمة منه تنقذها .. فقال:
- وانا اعمل اى حاجة ولا انى اوجع قلبك.. مبروك يا بنتى..

وانطلقت ام راوية بالزغاريد ليعرف محمد جواب طلبه وقلبه يرقص فرحا.. ويدخل له عم صلاح فيرتمى فى حضنه ويقول:
- مش هتندم ابدا يا عمى .. انا معاك وف ضهرك وهبقى ابنك التالت
- اهم حاجة يا محمد بيه يبنى تعاهدنى تخلى راوية ف عنيك.. ومفيش سوء يمسها ابدا
- عهد عليا ادام ربنا ان راوية تكون ف قلبى وروحى وعينى ولا اى حد يهوب ناحيتها.. بس ليا طلب يا عمى..

- طلب ايه تانى
- نكتب الكتاب انهاردة
- نكتب الكتاب؟ بالسرعة دى؟ ازاى بس...
- الجواز حضرتك حدد معاده زى ما يعجبك.. بس عشان اكون مطمن عاوز ابات انهاردة وراوية على ذمتى
نظر صلاح وجد ابنته خلف الستار تنتظر موافقته والفرحة تتراقص فى ملامحها.. فقال:
- خلاص يا محمد يبنى .. انا موافق.. انزل هات المأذون
باااااك

ظهرت ابتسامة رائعة على وجه راوية وهى تسرد قصتها.. ولم تعد واعية لوجود احمد .. المنصت بكل حواسه لها.. واكملت:
- كتبنا الكتاب.. وعشت حلم جميل اوى .. رغم منغصات ابو محمد .. ومحاولته عمل مشاكل.. لكن محمد كان اقوى من اى مواقف.. وقدر يتغلب عليها كلها.. كان محسسنى انى ملكة متوجة .. ونزلت اختارت عفشى.. وفرشت الشقة.. وعملنا فرح على الاد.. واخيرا بقينا ف بيتنا..

اى حاجة بتحصل ف الافلام او ف الاحلام محمد عملها ليا .. كان بيحبنى حب فوق الوصف وانا بعشق التراب اللى بيمشى عليه.. مرينا بظروف وحشة بسبب والده.. اللى كان بيقفله ف كل شغلة يشتغلها.. بس كان يرجع يترمى ف حضنى ينسي كل حاجة وترجع ابتسامته تنور الدنيا كلها
وانا كمان .. ممكن كنت ابقى جعانة ومفيش لقمة ف البيت .. بس اول ما يرجع وابص ف وشه احس انى شبعت من كل حاجة حلوة ف الدنيا بوجوده..

تنهدت واكملت:
- كانوا احلى شهرين ف حياتى بجد.. ما تتخيلش عشناهم ازاى.. كان الناس بيضربوا بينا المثل ف عشقنا لبعض.. لحد ما ف يوم تعبت .. وعرفنا انى حامل
وكأنها افاقت لوجود احمد فنظرت له وتلمست وجهه واكملت:
- كانت فرحة ابوك يومها فوق الوصف .. اتجنن واتنطط وقلب الدنيا .. واستلف فلوس عشان يوزع شربات على اهل الشارع كلهم.. واخدت الحمل تعب وكنت هموت..

بس ابوك كان فاضل يشيلنى على دماغه.. وجيت يا احمد.. نورت الدنيا كلها يا حبيبى .. كنا حاسين ان السعادة اتخلقت لينا بسببك.. فى ايه احلى من اتنين بيحبوا بعض ويرزقهم ربنا بابن جميل زيك كدة
وادارت وجهها ومرت سحابة حزن على صفحته.. واكملت:
- جدك مجدى عرف.. بعت لمحمد ناس كتير اوى.. بس محمد خاف يروحله او يعرفه مكانه عشانك.. لحد ما راحله شغله وصمم يشوفك.. باباك ماقدرش يقوله لا.. جابه وجه..

شردت واكملت:
- وكأن جدك اتحول لانسان تانى.. اتحول لجد..ملامحه نفسها اتغيرت لما شافك.. خدك ف حضنة ولاول مرة مجدى الغمرى بكل سلطانه.. دموعه تنزل.. وقعد يترجانى انا ومحمد نروح القصر ونعيش معاه.. ووافقنا لنا شوفنا حالته واد ايه فرحان بيك.. وانا وافقت لسبب كمان.. ان ابوك كان تعب من التنطيط من شغل لشغل وهو اللى اتعود يكون كبير وصاحب شغل.. قلتله هجرب..

واستطردت:
- جدك كان طاير بيك السما.. لدرجة انا وابوك همشنا خالص وكنا بنشوفك بالعافية.. وساب الشغل لابوك وفضى نفسه ليك.. انا اصلا ما كانش متقبلنى واضطر عشانك انت.. بس الايام وسفر جدك حمدى وماجدة ونادية بناته وتصفيته الشغل معاه عشان يعاقبه على موافقته اننا نروح نعيش معاه.. وانشغال باباك بالشغل عشان الشركة ما تقعش بسبب انسحابهم.. دا كله قرب بينى وبينه.. كان متعالى وعصبى بس خلاص اتقبلنى.. صحيح دا خد سنين بس مش مهم.. وانا كنت بخدمه بعنيا .. ومرة تعب اوى واتفاجئ انى بعيط عشانه.. اتصدم وبصلى بصة مش ممكن انساها.. وقالى طلعتى احسن منى يا بنت صلاح..

واغمق وجهها وهى تكمل:
- لحد ما حمدى فلس ونزل مصر ببناته.. وجه مكسور لجدك.. جدك كان زعلان بس ابوك صمم يكرمهم وجابلهم شقة كبيرة وفرشها وجابلهم خدامة وصرف عليهم من كله.. ماجدة اتفاجئت من غنى جدك وباباك .. اصل محمد شاطر اوى وعرف ازاى يخلى الشركة بتاعتهم اكبر شركة ف مصر.. والمصنع باه مصانع.. وطبعا حست انها خسرت وبدأت تلعب على تقيل..

ابتلعت ريقها بمرارة .. واستطردت:
- طلبت تشتغل ف الشركة.. على اساس ما يعيشوش عالة.. باباك رفض لكن هى صممت.. وعشان هو راجل ماقبلش تشتغل مع حد وخلاها سكرتيرته .. وبقت تعرف مواعيده وكل اخباره
قاطعها احمد:
- غريبة.. وانتى قبلتى رغم انها كانت مراته..

ابتسمت راوية بحنو وقالت:
- لو كنت تعرف اللى كنت عايشاه انا وابوك ما كنتش سالت السؤال دا.. احنا كنا بنتنفس بعض.. كأننا واحد.. نفهم بعض من نظراتنا.. لو تعب ف شغله احس بيه وانا ف البيت.. ولو حلمت بحاجة الاقيه حققها قبل ما حلمى يوصل للسانى .. وكمان ابوك راجل اوى ومحترم ما ينفعش حد ما يثقش فيه..

واكملت بسخرية:
- دا غير ان ماجدة قربت منى وقتها وبقت صاحبتى
- صاحبتك؟ ازاى؟
- قربت منى وعاشت دور المقهورة .. وصعبت عليا .. وبقت تكلمتى وتجيلى كتير .. وتلاعبك وتجيبلك هدايا عشان تعلقك بيها.. واتارى دا كله خطة
- خطة ازاى؟
- عرفت كل تفاصيل حياتى .. وعرفت ان باباك رجع والدى الشغل.. واخواتى كمان شغلهم معاه
- اخواتك؟

- اه يا احمد.. انا عندى اخين رجالة كانوا مسافرين لما اتجوزت.. وباباك خلاهم يشتغلوا معاه بدل الغربة ..
- كملى
- حاولت ماجدة كتير تقرب لحسن اخويا الكبير .. بس هو ملتزم اوى ومحترم.. قربت من حسين.. وبدأت مشاعره تتحرك ناحيتها.. ف نفس الوقت اللى جدك حمدى بيعيط ويندب حظه انه اتنصب عليه واتسرقت شركته.. باباك عمل اتصالاته وعرف مين اللى عمل كدة .. كانت الخطة بدأت تكمل..

انتبه احمد بكل حواسه.. لتكمل راوية:
- كانت ماجدة زى الشيطان بتوسوس لجدك انها المفروض تكون امك .. وانى خطفت باباك منها.. وف نفس الوقت خلت حمدى يعمل نفسه تعبان ويعمل توكيل لباباك يسافر هو عشان يخلص شركتهم من اللى سرقوها.. عشان يخلالها الجو..
وسافر باباك .. واتغيرت ماجدة معايا وبقت تعاملنى كأنى خدامة عندها.. وف نفس الوقت تفتعل مشاكل وتقوم جدك عليا..

وتدمع عيناها وهى تكمل:
- كان حسين وقتها تحت ايده عهده.. طبت عليه ف مكان الشغل على اساس وحشها ويتكلموا.. وشربوا شاى سوا .. بعدها حسين ماحسش بالدنيا وفاق والفلوس العهدة دى مش موجودة.. جدك اتجنن وطبعا ماصدقش انها اتسرقت.. واتقبض على حسين اخويا .. وماكانش فى اى اثبات على كلامه .. مفيش حتى كوبايات يتاخد منها البصمات او تتحلل.. بابا عرف كدة طب ساكت.. جرينا على المستشفى كانت جلطة وشلل.. وجدك طلع عليا وعليه قهرته من جوازى من باباك غصب عنه خصوصا مع وسوسة ماجدة انى كنت بلعب عليه وخطفته.. وبسببه ابويا اتبهدل.. ينطرد من مستشفى لمستشفى وهو اصلا بيموت...

ونزلت الدموع انهارا..
- كنت رجعت الشقة بتاعتى انا وابوك القديمة.. ومش عارفة اوصله .. وف يوم طلبنى جدك عشان نحل الموضوع.. روحت وكانت ماجدة هناك.. ساومونى انهم يطلعوا اخويا ويعالجوا ابويا مقابل انى اطلق من ابوك.. كنت منهارة ولوحدى .. وافقت وقلت لما يرجع افهمه.. وكتبتله ورقة انى كرهته ومش عاوزة اعيش معاه.. وسابونى اخرج على وعد انهم يخلصوهم..

روحت كان رمزى بيدور عليا ف شقتى القديمة لما باباك اداله عنوانها من قلقه عليا .. حكيتله كل حاجة وانفعل جدا عشانى.. كان بيحب ابوك وبيحبك اوى .. وجه معايا دخل ابويا مستشفى بتاعت واحد صاحبه .. وقالى هيجيب محامى لحسين وبدأ يراعينى انا وانت.. بس للاسف...
- ايه اللى حصل.

- ابوك من قلقه عليا نزل.. كان هيموت ويعرف فيا ايه وانا اللى كنت بستنى مواعيد تليفونه بالثانية .. اتارى ماجدة كانت زودت ف الجواب انى عاوزة اتطلق ومش عاوزاه عشان ف حياتى واحد تانى
- ايه..

- ابوك شاف الجواب اتجنن وماصدقش.. كانوا طبعا مراقبنى وعارفين خطواتى .. وسوستله ماجدة ان بينى وبين رمزى علاقة .. وبردو ما صدقش.. راحت معاه بيتى وسألتك وانت كنت صغير.. هو انكل رمزى بييجى كتير.. قلت اه وبيجيبلى حاجات وبيخرج مع ماما.. وبعدها قالتله هثبتلك ان فى حاجة بينهم.. وكلمتنى قالتلى تعالى خدى اثبات براءة اخوكى .. قلتلها جاية .. قالتلى لا البيت دا مش هتدخليه تانى .. قابلينى ف جنينة الاورمان عشان قريبة منى..

تنهدت بحسرة واكملت:
- هى كانت واثقة ان رمزى هييجى معايا.. وهو فعلا صمم لانه عارف الاعيبها.. جه وقعدنا نستناها لقينا ابوك اللى داخل علينا
ارتسمت الصدمة والالم على ملامح احمد.. واكملت راوية:
- ضرب رمزى.. وشتمنى وضربنى .. ورمى عليا يمين الطلاق بدون ما يسمع منى حرف.. ومشى .. ولقيتها جاية وجايبالى ظرف وبتضحك وتقولى: تنازل عمى عن القضية اهه كدة اخوكى يطلع .. وانتى تطلعى من حياتنا..

كانت دموعها تنزل كالشلال:
- كنت مش عارفة مين يصعب عليا.. اهانتى وظلمى واهانة اهلى وشك ابوك فيا.. ولا ابوك اللى شفت على وشه الم الدنيا كلها.. رجعت البيت لقيت باباك خدك.. جريت على القصر عاوزة افهمه واشوفك.. رفض وضربنى .. والله القلم ما وجعنى اد ما وجعنى المه هو.. قلتله طب ابنى .. قالى ابنى امه ماتت..

شهقت من البكاء .. اخذها احمد فى حضنه وقال:
- خلاص كفاية كدة مش عاوز اعرف حاجة
- لا.. انا مستنياك سنين احكيلك وافهمك واخرج كل المى ووجعى واحساسى بالظلم
حاول تهدئتها كثيرا .. ولكنها اصرت ان تكمل:
- روحت لبابا المستشفى .. كانت ماجدة راحتله رمتله فلوس وقالتله عشان ما تتعداش حدودك وتعرف مقامك.. دا تمن الايام اللى قضاها محمد مع بنتك وتمن احمد.. والمرة الجاية ولادك الاتنين هيكونوا التمن لو راوية قربت تانى لمحمد.. طبعا بابا ماستحملش .. دخل ف ساعتها العناية المركزة .. وتانى يوم مات..

اخذت تبكى بحرقة عند هذه اللحظة.. ولكنها اكملت:
- كان حسن خرج حسين.. بس طبعا من حق مجدى يحرك الدعوى الجنائية ضده.. وحسن مالوش شغل.. وبابا اتوفى .. وانت رافضين انى اقرب منك.. وانا هموت عليك.. رمزى وقف جنبنا وفضل يحاول يقابل محمد.. جدك عمله مشكلة كبيرة وكان هيخسر كل فلوسه..

هدأت قليلا واكملت:
- جه لحسن وحسين شغل هنا ف دبى.. قالولى تيجى معانا.. كان صعب اسيبك .. روحت القصر وزقيت الحراس عشان اشوفك.. واترميت على رجل جدك.. بوستها وغرقتها بدموعى عشان اشوفك.. فهمنى انى صعبت عليه.. وقالى ان محمد خدك وسافر الامارات.. قلت كويس اروح مع اخواتى واقابل محمد وافهمه بعيد عنهم واشوفك واخدك منهم.. ف نفس الوقت ظهر واحد طلب يشارك رمزى ف شركة كبيرة ف ابو ظبى.. وسافرنا كل واحد لهدف.. حسن وحسين لشغلهم.. وانا عشانك انت ومحمد.. ورمزى عشان الشركة الجديدة
ضحكت بسخرية..

- اتارى دا كله تخطيط من جدك ومن ماجدة.. عشان يبان ادام محمد اننا سافرنا سوا.. ولا كان محمد جه دبى ولا حاجة.. ولا فى شغل لحسن وحسين.. ولا فى شركة لرمزى.. وبعتلنا انه حرك الدعوى ضد حسين وصعب ينزل مصر وللا هيتقبض عليه.. ورمزى كان خسر كل حاجة.. واضطرينا نعيش هنا
تكمل بمرارة:
- عرفت بعدها ان ماجدة رجعت لمحمد.. وهو سافر يعمل شركة برة وخدك معاه.. وعرفت انها خلفت.. بعت لجدك قلتله باه عندك حفيد من دمكم .. ادينى ابنى .. عارف رد قال ايه
- ايه..

- قالى انا عندى حفيدين دلوقتى .. لو قربتى ناحية احمد هكتفى بواحد.. وهحرق قلبك على ابنك واخوكى كمان.. وممكن اخلي احمد يعيش بعارك بحتة قضية اداب صغيرة
نزلت دموع احمد ساخنة..
- يااااااااه.. ايه الجبروت دا..

- مش مهم يا احمد.. المهم انك جيتلى .. واصلا انت ما فارقتنيش لحظة .. كنت دايما بعرف اوصلك واجيب صورك واخبارك.. كنت عايش ف قلبى وروحى وعينى يا حبيبى
مسح دموعه بانامله.. وقال:
- امال اتجوزتى استاذ رمزى ازاى
- اخوالك اشتغلوا هنا والحمد لله.. لكن بعد فترة ربنا كرمهم بشغل فى الصحرا بمرتب كبير ومستقبل حلو اوى وكان مستحيل اروح معاهم.. طلبنى رمزى منهم حل للوضع.. مش اكتر..

كانت عيون احمد زائغة تائهة .. بعد كم المفاجآت التى سردتها امه له.. دموعه تهطل بغزارة دون توقف.. اخذته راوية فى حضنها وقالت:
- انسى يا احمد وسامحهم زى ما عاهدت جدك.. انا نسيت كل وجع السنين دى بمجرد دخولك عليا انهاردة .. انا مسامحاهم ومسامحة الدنيا كلها
كلامها وطيبتها جعلته يشهق بالبكاء ويدفن دموعه فى حضنها اكثر.. واعتدل ونظر لها وامسك يديها يغرقهما دموعا وتقبيلا.. وهو يقول:
- حبيبتى يا امى .. كل دا اتحملتيه.. انا مش متخيل ازاى .. ولسة جواكى النقاء والطيبة دول..

وسط بكائه فتح باب الغرفة.. ليجدا إش إش تقف تنظر لهما بدهشة وتقول:
- ماما.. انتى ضربتى ابيه احمد عشان زعقلى.. خلاص انا مسامحاه
لينظرا لبعضهما ويبتسمان سويا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة