قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بين نيران الزهار للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخامس والعشرون

رواية عشق بين نيران الزهار للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخامس والعشرون

رواية عشق بين نيران الزهار للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الخامس والعشرون

فجأه إنفجرت الدموع زخات من عين مهره، دموع كبتت لسنوات بداخل عيناها، صمدت بعيناها أهلكت قلبها، كانت عصفوره رقيقه أمام بحر هائج غادر ظنت أنها قادره على تحدى طوفانه، لكن مع أول موجه له إبتلعها طوفانه
أقترب نعمان من مكان جلوس مهره مد يده يقترب من وجنتيها، كادت أنامله تلمس دموعها لكن لعن ذالك الوغد هاشم الذي نحج في إبعاد مهره عنه بالماضى وبالحاضر.

رفعت مهره وجهها نظرت ليد نعمان الذي يطبقها بقوه تكاد تسحق عروق يديه التي برزت أسفل جلد يده، إزدادت هطول الدموع بعينيها وقالت له: كنت جبانه كان لازم أسمع لكلامك لما جيتلى المستشفى وأهرب معاك يمكن كان موتنا سوا أرحم من عيشتنا بعيد عن بعض كل واحد يموت لوحده من القهر، بس خوفى وقتها على أللى كان في بطنى كان أقوى يا نعمان إتحكمت فيه غريزة الأم اللى مستعده تموت نفسها بس ضناها يعيش.

إنذهل نعمان وقال بتحشرج: قصدك أيه باللى كان في بطنك، أنتى كنتى حامل منى، طب هو فين؟
ردت مهره بيأس وهزيمه: للأسف اللى حاربت علشانه طغيان هاشم وعمى وقتها هو نفسه سابنى بعد أيام من ولادته، معرفش ليه إتمسك بالحياه وهو لسه جوايا ولما خرج منى إستسلم للموت بكل سهوله.
فلاش باك
قبل تسعه وعشرون عام.
بالطائره
نظر رفعت للنائمه على المقعد المجاور له تبسم وهو يتذكر قبل ساعات
بالسرايا
فلاش، باك.

دخل رفعت الى غرفة زينب بعد أن سمحت له بالدخول، وجدها واقفه بالقرب من المرآه تصفف شعرها، تبسم قائلا: صباح الخير.
نظرت زينب لأنعكاسه في المرآه قائله بتهكم: صباح النور، غريبه أول مره تخبط عالباب قبل ما تدخل أوضتى!

تبسم وهو يقترب من مكان وقوفها قائلا: مفيش زوج قبل ما يدخل أوضة مراته بيخبط عليها يا زوزى، وسبق وقولتلك دى كانت أوضتى القديمه، وأنا سايبك تنامى في أوضه خاصه بيكى لوحدك بمزاجى، لو عاوز أجى أنام هنا مش هتقدرى تمنعينى وكمان لو عاوز أخدك تنامى معايا في أوضتى برضو مش هتقدرى تمنعينى، إنتى مراتى.

ردت زينب: إتفقعت مرارتك، روح للبومه ريما وخدها لأوضتك براحتك، أنا خلاص قررت في أقرب وقت هسيب الشرقيه كلها، مشوفتش فيها يوم عدل.
رغم غيظ رفعت لكن تبسم قائلا بتحدى: مين اللى هيسمحلك تسيبى الشرقيه، ناسيه إنك مرات رفعت رضوان الزهار، اللى بكلمه منه ينقل المحافظ ذات نفسه، بلاش تحدى يا عزيزتى وجهزى نفسك قدامنا سفر طويل.
ردت زينب بتهكم: عزيزتك!

وماله، سبق وقولتلك مش هسافر معاك يبقى طريقك صحراوى وبلاش تأخر نفسك بسببى.

تبسم رفعت وهو ينظر لها وهي تنتهى من تصفيف شعرها ثم قامت ببرمه ولفه كعكه محكمه وثبتتها بأحدى دبابيس الشعر، ثم توجهت للفراش واخذت ذالك الوشاح وبدأت بلفه حول رأسها وتثبيته ببعض الدبابيس، ثم توجهت تجلس على أحد المقاعد ترتدى حذائها الرياضي، ثم نهضت واقفه وتوجهت نحو تلك الطاوله وأخذت هاتفها وضعته بحقيبه صغيره، توجهت ناحية باب الغرفه لكن حين مرت من جوار رفعت، تفاجئت بلف يده على خصرها أوقف سيرها.

حاولت فك يده قائله: سيبنى خلينى أروح للوحده وأنت كمان تشوف طريقك.
نظر لها بتحدى قائلا: طريقنا واحد يا دكتوره، هتجى معايا سوهاج.
تبسمت ساخره تقول: سوهاج بلد المواويل، سوهاج برج الزغاليل
أبقى هاتليى معاك زغلولتين وانت جاي اوعى إيدك.
حاولت زينب إبعاد يد رفعت عن خصرها، لكن هو تمسك به وتبسم على قولها، وقال: خليكى فاكره إنى حاولت معاكى بالذوق، لكن إنتى اللى إضطرتنى لكده.

لم تلحق الرد عليه حين شعرت برذاذ قريب من أنفها جعلها تغيب عن الوعى.
حملها رفعت بين يديه وخرج من الغرفه متوجها لأسفل ينادى إحدى الخادمات التي آتت له مسرعه
حين رأته يحمل زينب قالت بخضه: مالها الدكتوره هي تعبت تانى.
رد رفعت: لأ الدكتوره بخير عاوزك تطلعى أوضتها عشر دقايق تكونى نازله بشنطة هدوم فيها كم غيار داخلى وخارجى لها ومتنسيش جهاز قياس السكر وكمان علبة حقن الانسولين.

تبسمت الخادمه وفعلت ما قاله لها وعادت إلى مكان وقوفه بالسياره بحديقة السرايا وأعطته الحقيبه ليغادر رفعت ومعه زينب النائمه حتى أنهما صعدوا للطائره ومازالت هي غافيه.
باك، عاد رفعت من تذكره يبتسم وهو يرى زينب
بدأت تعود لوعيها تدريجيا، الى أن فاقت تشعر بآلم طفيف في عنقها، وضعت يدها تدلكه، نظرت لجوارها وجدت رفعت قالت بتهجم: بخيت في وشى أيه يا همجى.

تبسم رفعت يقول: قولتلك اللى أنا عاوزه هو اللى هيتنفذ وأهو أنتى معايا في الطياره هنروح سوهاج.
ماذا قال، طائره!
فزعت ونظرت الى جوارها شباك فعلا الطائرة بالسماء تمر جوار السحاب نهضت واقفه بفزع تقول بصوت عال: نزلنى
أنا عاوزه أنزل دلوقتي من الطياره أنا مش بحب ركوب الطيارات بقولك نزلنى فين طيار الطياره دى هاتلى سواق الطياره أنا لازم أنزل دلوقتي.

وقف رفعت يقول بذهول: زينب إهدى طياره إيه اللى تنزلى منها دلوقتي مفكره نفسك راكبه ميكروباص.
نظرت زينب ل رفعت وقالت له: لازم انزل دلوقتي هتخنق.
قالت هذا وتركت مكانها وسارت بالطائره تبحث عن الباب
الى ان وجدته وضعت يدها تحاول فتح باب الطائره لكن لم يفتح تضايقت تتحدث بتهجم وصوت عالى بسببه أتى طيار الطائره والمضيفات وبعض الركاب أيضا.

حاول رفعت التحدث معها بهدوء يطمئنها لكن لا فائدة، حتى طيار الطائره هو الآخر حاول تهدئتها قائلا: إهدى يا مدام إحنا خلاص قربنا كلها نص ساعه و نوصل لمطار سوهاج.
ردت بإستهجان: لا نص ولا ربع أنا عاوزه أنزل دلوقتى إفتحلى باب الطياره.
ردت الطيار: حضرتك ده باب طياره مش باب ميكروباص وهتنزلى إزاى من الطياره هتنطى بالبراشوت.

نظرت زينب له قائله بسب: نفس كلمة الهمجى رفعت إنت حقير وهمجى زيه وأكيد متفق معاه بقولك نزلى من الطياره لصور لكم قتيل دلوقتي.
ردت إحدى المضيفات: ممكن تهدى يا مدام وتجى معايا تشربى عصير وهتهدى متخافيش إحنا خلاص قربنا...
قاطعتها زينب قائله: بقولكم حد يفتح باب الطياره أنا هنزل دلوقتي يعنى هنزل دلوقتي.

رد الطيار: يامدام إحنا في الجو إزاى عاوزانى أفتح باب الطياره حضرتك بكده بتعرضى الطياره والركاب للخطر ممكن تسمعى الكلام وترجعى لمكانك وحاولى تسترخى.
ردت زينب: بقولك إفتح باب الطياره لاديك حقنة هوا أخليك أنت تسترخى انا معرفش ركبت الطياره دى إزاى أصلا، أكيد الهمجى خدرنى.
كان رفعت يقف يحاول تهدئتها رغم شعوره بالكسوف لكن زينب أعطته الحل لتلك الهيستريا التي بها
بكلمة.

(خدرنى)، إذن المخدر. من الجيد أنه مازال بجيب بنطاله بالفعل أخرج المخدر وأحتوى جسدها وقال: زينب
نظرت له
سريعا قام برش رذاذ على وجهها سرعان ما غابت عن الوعى وهي واقفه بين يديه.
سندها رفعت وأعتذر من الطيار وتلك المضيفات وبعض الركاب اللذين تبسموا وتنهدوا براحه.
رد الطيار: لأ حضرتك خلاص مش مشكله قابلت حالات زى المدام قبل كده تقدر ترجع بيها لأمكانكم لأن خلاص قربنا عالهبوط بمطار سوهاج.

بالفعل حملها رفعت وعاد لأماكنهم بالطائره
وجلس جوارها، يعيد ما حدث قبل دقائق وتهجمها على الطيار وإصرارها على النزول من الطائره، تبسم تلك الشرسه تثير جنونه.

بسوهاج، دوار عمده قرية الهلالى.
علي مدخل الدوار
تبسم ذالك الكهل لأحد ابنائه الذي قال: إزيك يا حضرة العمده.
تبسم له بألفه قائلا: طالما قولت حضرة العمده، يبقى في طلب بعدها أقول من الآخر.
تبسم محسن وهو يضع يده حول عنقه قائلا: ميزتك يا بابا إنك فاهمنى.
تبسم له قائلا: أنا فاهم دماغ كل واحد فيكم بيفكر أزاى يلا قولى عاوز أيه.
تبسم محسن يقول: بنت السلطان.
رد يونس قائلا: أى واحده فيهم؟

رد محسن: ماما طبعا رشيده التانيه دى ماليش معها أى صولات إحنا إخوات انا قصدى ذات الخال وقبل ما تقول اى واحده فيهم هقولك ماما، التانيه دى شرشر.
تبسم يونس قائلا: مالها ذات الخال عاوز منها أيه سبق وقولتلك بلاش حركات الحنجله بتاعتك دى قدامها ولا تكون عملت حاجه زعلتها منك.

تبسم محسن: بص يا سيادة العمده عميد الجامعه، أنت عارف إن من صغرى كنت بهوى الخيل وتربيتها ولم كبرت دخلت كلية طب بيطرى علشان كده وبدأت مشروعى الخاص في تربية الخيول جنب إنى ادرس في الجامعه.
رد يونس: بلاش اللف والدوران هات المختصر، انا مش مامتك بتحب التفاصيل.

تبسم محسن قائلا: من الآخر كده انا جايلى عرض من تاجر من أشهر تجار الخيول في مصر وشبه إتفقت معاه على بيع فرستين وهو جاي بنفسه النهارده علشان يتمم البيعه دى، بس بقى في مهره من الفرستين بيضا في أسود مهجنه ماما بتحبها قوى خايف تزعل منى لما تعرف إن في تاجر جاى علشان يشتريها.
تبسم يونس قائلا: لأ متخافش رشيده عقلها مش صغير كده وتتمنى لك الخير.

تبسم محسن براحه يقول: والله طمنتنى يا أبو الرجال هروح أنا بقى أستقبل ضيفى في الاوتيل اللى هو نازل فيه على فكره ذات الخال الكبيره مع شرشر في الجنينه الورانيه.
تبسم يونس له ونغزه بكتفه قائلا: إياك أسمعك تقول على رشيده الهلالى شرشر.
ضحك محسن قائلا: أنا مالى ده الواد حسين اللى طلع عليه الأسم ده.
تبسم يونس يقول: حسين أهبل تمشى وراه
رشيده الهلالى دى ملاك.
نظر له محسن بأستغراب يقول: ملاك!

دى عندها سنتين بس مشرشره كل اللى في الدوار بهم.
تبسم يونس يقول: تستحقوا أنتم اللى بتعندوها.
تبسم محسن يقول: كنت عارف هتقول كده هما ذات الخال حد يقدر يقول عليها كلمه الإتنين لهم حصانه خاصه عند حضرة العمده
يلا هروح أنا بقى للأوتيل زمان التاجر وصل.
تبسم يونس ذهب الى الحديقه الخلفيه للدوار.

تبسم لتلك الطفله الصغيره التي تحبى بالحديقه بمجرد أن رآته زحفت إليه سريعا، تبسم وإنحنى يحملها بين يديه ينفض بقايا التراب من يد الصغيره يقبل وجنتيها
تبسمت تلك التي كانت تجلس تقرأ أسفل إحدى الشجرات بالحديقه ونهضت من مكانها واقفه، وتقابلت مع يونس ببسمه قائله: شايفه ذات الخال الصغيره خدت مكانتى.

تبسم لها وقال: مفيش واحده عمرها خدت جزء من مكانتك بس دى رشيده الهلالى ليها مكانه خاصه ومتنسيش إنها أول حفيده، و البنت الوحيده في الدوار.
تبسمت رشيده قائله: عقبال ما يبقى عندك عشر أحفاد يا إبن الهلالى ويعجزونا.
تبسم يونس يقول: بنت السلطان عمرها ما هتعجز في نظرى هتفضل الجنيه اللى طلعتلى من الميه عمرك شوفتى جنيه عجزت.
تبسمت له قائله: خلينا ندخل للدوار الشمس بدأت تبقى حاميه على رشيده الهلالى.

تبسم يونس وهو يسير لجوار رشيده قائلا: على فكره محسن كان عاوزنى واسطه بينه وبينك.
تبسمت رشيده: ليه عاوز أيه؟
رد يونس: جايله تاجر خيول كبير وهيشترى منه فرستين منهم الفرسه الملبطه أبيض في أسود اللى بتحبيها.

تبسمت رشيده: وعاوزك واسطه علشان كده أنا إتبسط لما أشوفه ناجح بس بصراحه الفرسه دى جميله جدا بس بنتها شبهها يعنى في عوض بدالها يبقى هزعل ليه لما يبيعها ويكسب تمنها يطور بيه نفسه ويكبر مزرعته قوله إنى مش زعلانه بالعكس فرحانه له وكمان قوله يعزم تاجر الخيول ده للغدا عندنا بعد بكره أنا سمعت عن التاجر ده منه قبل كده وانه يتمنى يتعامل معاه وقالى إنه له إسم كبير في سوق الخيول عاوزه أتعرف عليه و أوصيه عالفرسه دى وأقوله دى فرسه أصيله ولازم يكرمها.

تبسم يونس يقول: طب ليه معزمتهوش بكره؟
ردت رشيده! بكره اليوم اللى بنتجمع فيه عند أمى، وممنوع حد من العيله يكون غايب.
وقف يونس، ينظر لرشيده بهيام.
تعجبت رشيده قائله: وقفت تبصلى كده ليه؟
رد يونس: مغرم يا بنت السلطان.
بأحد فنادق سوهاح الفاخره
بأحد الغرف
وضع رفعت زينب على الفراش تنهد بارتياح وهو ينظر لها، لثوانى أعاد ما فعلته بالطائره وتلك الهيستريا التي إنتابتها، ضحك.

تلك الشرسه التي تناطحه هو وغيره بلحظه كانت تشعر بالرهبه هو ظن أنها لا تخشى من أى شئ مخطئ فلكل إنسان مهما كانت قوته نقطة ضعف
تلك الشرسه لديها رهاب الطائرات...
فى ذالك الأثناء صدح هاتف رفعت
نهض بعيد قليلا وقام بالرد على من يهاتفه، وتحدث معه بترحيب، وانهى قوله: تمام ربع ساعه ونتقابل في مطعم الأوتيل.

اغلق رفعت الهاتف وعاد يقف أمام الفراش ينظر لتلك النائمه، فكر عقله لو خرج وتركها بالغرفه وفاقت وجدت نفسها وحدها بالغرفه ماذا ستفعل
ليس عليه التفكير كثيرا هنالك طريقه واحده لضمان بقائها نائمه الى أن يعود
أخرج ذالك المخدر من جيبه ونظر له بإبتسام قائلا: معليشى يا زوزى مجبؤ علشان أضمن أرجع من غير ما الاقى الامن واقف في الأوضه بتهزأيه.
قال هذا وقام برش المخدر على وجهها، خرج من الغرفه متوجها لمطعم الفندق.

بالاسكندرية
رغم ان الشمس للتو غابت ومازل هنالك ضوء بسيط، لكن ذالك المكان مظلم بسواد كسواد قلب ذالك النائم بالغرفه
والذى نهض يشهر سلاحه بوجه من دخل للغرفه، لكن سرعان ما أضاء نور الغرفه يرى من وقال: إنت؟!

رد الآخر أيوا أنا يا هاشم، انا هشام أخوك، قولى سبب إصابتك برصاصه في كتفك مصدق إنى صدقت إن طلع عليك شوية بلطجيه في الطريق وإنت جاي لأسكندريه وكمان إتأكدت بسبب السلاح اللى معاك ده، يعنى ببساطه لو كان طلع عليك بلطجيه ومعاك السلاح ده كنت عرفت تتعامل معاهم قولى الحقيقه.

رد هاشم بتأكيد: زى ما قولتلك، هما شوية قطاعين طرق وبعدين إنت هتحقق معايا أنا غلطان إنى جيت لهنا. أنا هقوم ألبس وأرجع الزهار تانى غلطان إنى كنت جاي اطمن عليك.
ضحك هشام بسخريه: إنت كنت جاي تطمن عليا، كدبه ظريفه دى عالعموم إنت حر
أنا كنت جاي أقولك إن لمى من شويه إتصلت عليا وخلاص هي ووسيم هيعملوا حفلة خطوبه عالضيق كده بعد خمس ايام هناك في الزهار.

ضحك هاشم ساخرا: بنتك طلعت ذكيه وعرفت توقع وسيم مش زى الغبيه التانيه اللى بدل ما كانت تضمن رفعت وتسيطر عليه، ضيعته من إيدها بسبب نزواتها وحبها لعيشة الحريه لأ وراجعه بعد ما إتجوز.

رد هشام: تفتكر في واحده تقدر تسيطر على رفعت معتقدش، بطل كلامه ده وسيب بناتى في حالهم، كفايه اللى حصل زمان من رضوان لما فكر يساوم چاكلين إنها تتطلق منى وتتجوزه في مقابل إنه يجيب لها الجنسيه المصريه، حتى لو كان ده صحيح مكنش لازم أطاوعك وأشاركم في اللى حصل، أنا بندم في اليوم ألف مره في النهايه خدت أيه غير الندم على مشاركتى في جريمه، أملاك رضوان فضلت بأسم ولاده اللى رجعوا وزودوا كل الاملاك الضعف كنت شيطان ودخلتلى في لحظة ضعف من ناحيه كنت بنتقم ومن ناحيه تانيه طمع وفي الآخر أنا اللى خسرت كل شئ وبعدها بفتره قصيره چاكلين طلبت الطلاق ورجعت لليونان.

سخر هاشم بتهكم قائلا: يظهر نوع الويسكى اللى بتشربه اليومين دول مغشوش ولا نسيت أنا مأجبرتكش على حاجه إنت اللى طمعك عماك.

رد هشام: طب أنا كان الأنتقام والطمع في أموال رضوان كانوا عامينى وقتها إنت كان إيه السبب عندك أقولك السبب كان الغل طول عمرك كنت بتغل من رضوان، كنت عاوز تبقى مش بس الأقوى لأ وكمان الأفضل، بس رضوان كان صاحب شخصيه قويه على كل اللى قدامه وده كان سبب إن تدخل شريك تالت معانا في تحالف الشياطين، شريكك التالت اللى كان خايف من سطوة رضوان اللى كان بسهوله ممكن ياخد من تحت إيده مكانته السابقه أو حتى الحاليه.

نهض هاشم قائلا: إحنا التلاته بالماضى كان لينا أسباب في كره رضوان
قاطعه هشام قائلا: بس أنا الوحيد اللى طلعت خسران، بلاش تخلينى أفتح في الماضى اللى بحاول أنساه، سواء كان بالشرب أو حتى الراهانات اللى بدخل فيها
أنا خارج ومش هرجع غير متأخر، عندك الشغاله أما تعوز حاجه إطلبها منها.

غادر هشام وترك هاشم يشعر بالحقد الذي يزاداد في قلبه فتح هاتفه النقال، نظر لتلك الرساله المبعوثه له، هي من چاكلين التي تهاجمه في الرساله ولما قام بالأتصال عليها سابقا اليوم ربما يكون هاتفه مراقب، كانت رسالتها مختصره تخبره فيها أن المخطى في إفساد تلك العمليه الضخمه سيعاقب بما يليق بها فالكميه لم تكن هينه وانه ربما يوجد خائن بالمنتصف.

رجف قلب هاشم للحظات قبل أن يعود ويتحكم الجحود والوعيد بقلبه وعقله، الذي يعيد تذكر تلك العينان الذي رأها على مقربه منه تصوب النار عليه، رفعت كذب أنه ترك عمله بالشرطه البحريه، كان بإمكان أحدهم النيل من الآخر وقتله، لن يتوه عن عين رفعت الذي رأها من خلف ذالك القناع الذي كان على وجهه تلاقت نظرة عيناه مع رفعت الذي سيندم كثيرا أنه لم يستغل الفرصه ويقتله، الآن تضاعف الحساب رفعت سيدفع الثمن، ليس فقط بسبب تلك الرصاصه، هنالك الطبيبه التي خطفها من أمامه.

وأخيرا إفساد تلك العمليه التي قد تودى بحياته رفعت هو من بدأ بالعداء.
توعد هاشم لن ينتهى قبل أن ينهى حياة رفعت ولو كان آخر شئ يفعله بحياته.

بسوهاج.
بدأت زينب تستعيد وعيها، رويدا رويدا
تشعر بخمول، لكن قاومته وإستقظت فتحت عيناها هي نائمه على فراش جالت عيناها بالمكان وجدت نفسها بغرفه تبدوا وثيره بديكور مميز تنهدت قائله: تلاقى الحقير الهمجى هو الطيار اللى زيه رمونى من الطياره، يلا أحسن
أكيد أنا دلوقتي في الجنه وهرتاح من وش الهمجى لأنه مستحيل يدخل الجنه.
ضحك رفعت الذي دخل الى الغرفه قائلا: للأسف إحنا سوا في سوهاج يا عزيزتى.

رفعت زينب رأسها عن الوساده ونظرت له قائله: أيه عزيزتى اللى طالعلى فيها دى كمان
إزاى وصلت لهنا، أنا مش فاكره غير إنى كنت واقفه وراء باب الطياره.
تبسم رفعت ووضع يده بجيبه وأخرج ذالك البخاخ قائلا: البركه في ده، له مفعول سريع جدا.
نظرت زينب ليد رفعت قائله: منوم طبعا، يعنى جبتنى لهنا بالغصب، بس تصدق كويس أهو آخد جوله هنا يمكن يعجبنى المكان هنا أطلب نقلى من الشرقيه لسوهاج.

نظر رفعت لها بغيظ لكن كبته قائلا: أنا من شويه طلبت عشا، انتى طول اليوم تقريبا مأكلتيش لازم تاكلى ليجيلك هبوط وكمان جبت ليكى ده.
قال رفعت هذا وأعطى لها ما بيده، أخذته قائله: أيه اللى في الكيس الأسود ده.
رد رفعت: أفتحيه وشوفى فيه أيه.
فتحت الكيس وجدت كيس آخر بالفطره علمت ما به، نظرت ل رفعت قائله: ده بونبونى.

جلس رفعت على الفراش قائلا: قولت لما هتصحى أكيد من الغيظ هينخفض السكر جبت ليكى حاجه حلوه تعدل مزاجكك.
نظرت زينب له بغيظ وفتحت الكيس وأخذت واحده وضعتها بفمها
قائله: بس ده نوع بونبونى مميز وكمان بنكهات مختلفه، أهو اللى يجى منك أحسن منك.
تبسم رفعت ومد يده كى يأخذ واحده من البونبون، لكن
أغلقت زينب الكيس.

تبسم قائلا: دا أنا اللى جايبه عالعموم مش عاوز، أنا هقوم آخد شاور على العشا ما يجى، وكمان حاسس هدومى ريحتها بنج، طبعا إنتى بالنسبه ليكى البنج زى البرفان.
نظرت له ثم وضعت إحدى البونبونيات بفمها تمضغها باستمتاع دون الرد عليه.
ضحك ونهض ذاهبا للحمام، لكن توقف للحظه يقول: آه بلاش تكترى في آكل الحلو ليسد نفسك عن العشا ولا تجيلك كريزة سكر مره تانيه.

لم تنظر له زينب ووضعت قطعه أخرى بفمها دون الرد عليه هي تعلم أنه يستفزها بالقول.
بينما تبسم رفعت وقال بخبث وهو ينظر لها بوقاحه: آه نسيت اقولك إبقى إلبسى بقية هدومك
قبل ما تفتحى الباب للروم سر يس مش معقول هتفتحى لهم بهدومك الداخليه.
قال هذا ودخل الى الحمام مباشرة يضحك قبل أن يسمعها تسبه.
إنتبهت زينب ونظرت لنفسها وجدت نفسها بملابسها الداخليه فقط.
إغتاظت قائله: همجى حقير.

ثم رمت غطاء الفراش بقوه من عليها ونهضت وجدت بقية ملابسها موضوعه على أحد مقاعد الغرفه، إرتدتها سريعا وهي تسب رفعت، لكن قطع وصلة السب، طرق على باب الغرفه، وضعت وشاح رأسها عليها وذهبت تفتح الباب.
دخل فرد من العاملين، ومعه طاولة طعام صغيره.
ثم وقف مبتسما يقول: تأمرى بشئ تانى يا أفندم.
ردت زينب: لأ شكرا، بس إستنى لحظه.

نظرت زينب حولها بالغرفه، وجدت حافظة مال خاصه رفعت موضوعه على أحد الطاولات جوار الفراش، فتحتها وأخذت منها بعض المال وأعطته للعامل مبتسمه.
تبسم لها وشكرها وغادر.
بينما وقعت حافظة المال من يد زينب على الارض ووقع المحتوى الذي كان بها
إنحنت تجمعه، لكن لفت نظرها تلك الصوره
الصوره كانت لها وهي تدخل الى الوحده الصحيه لأول مره.

إذن لم تكن المره الاولى الذي رأها فيها يوم أن كاد يدهسها بجواده هو كان يعرف وقتها من تكون؟
تعجبت لكن سرعان ما وضعت الصوره بالحافظه مره أخرى هي وغيرها من المحتويات ثم وضعت الحافظه بمكانها على الطاوله مره أخرى.
فى ذالك الحين خرج رفعت من الحمام بمئزر حمام، وبيده منشفه أخرى يجفف بها الماء من رأسه.
تبسم حين وجد طاولة الطعام.

وقال: كويس إنهم جابوا العشا بسرعه أنا جعان جدا على فطورى من الصبح، وهلكان كماز لكن إنتى طبعا صايمه من الصبح يا بختك مقضيه اليوم كله نوم.
تبسمت له بسخافه وخلعت الوشاح عن رأسها، وجلست أمام طاولة الطعام وبدأت تأكل
تبسم رفعت وجلس هو الآخر يأكل معها يحاول مشاغبتها وجذبها للحديث معه، لكن كانت تلتزم الصمت، الى أن نهضت من أمام الطعام قائله: شبعت هروح آخد شاور، طبعا جبتلى معاك هدوم تانيه، ولا تكون نسيت.

تبسم رفعت يقول: لأ نسيت ممكن تلبسى من هدومى عادى جدا، أنا أما نرجع من هنا مش هلبسها تانى.
ردت عليه بغيظ قائله: ليه شايفنى جربانه ولو لبست هدومك هسيب فيها العدوى، وانا أساسا لو هفضل من غير هدوم مستحيل ألبس من هدومك، ذوقك مش بيعجبنى أساسا.
تبس رفعت يقول: تمام يا ملكة الاناقه، وانا مش هبقي مبسوط وأنا شايفك عريانه سبق وقولت جسم بلاستيك.

أغتاظت زينب منه وقامت بزغده في كتفه قائله: بطل طريقتك الإستفزازيه دى معايا أنا مغصبتش عليك تجيبنى معاك هنا إنت تعتبر خطفتنى أساسا وو...
قاطعها رفعت قائلا: في شنطة هدوم ليكى في الدولاب.

نظرت له بغيظ وذهبت الى الدولاب وفتحته وأخرجت منه حقيبه صغيره، أخرجت منها منامه وبعض الملابس الداخليه وذهبت الى الحمام، ولم تغيب كثيرا، خرجت لم تجد طاولة الطعام بالغرفه، حتى رفعت لم يكن بالغرفه لكن باب الشرفه مفتوح وتسمت صوته، ربما يتحدث مع أحدا بالهاتف
صففت شعرها وتوجهت الى الفراش ونامت عليه.
بعد دقائق.

دخل رفعت الى الغرفه وأغلق باب الشرفه وأطفئ نور الغرفه وظل ضوء خافت بالغرفه، خلع عنه ذالك المئزر وتسطح على الناحيه الأخرى من الفراش، كانت لا تزال زينب مستيقظه، نهضت جالسه تقول له: إنت هتنام جانبى عالسرير.
تحدث ببرود: شايفه في سرير تانى في الاوضه أنام عليه، متخافيش مش هقرب منك ماليش مزاج، بقول تنامى أفضل ليكى.

ردت زينب: مالكش مزاج لأيه وأيه تنامى أفضل ليكى، وإن منمنتش هتعملى أيه، ليه محجزتش لينا أوضتين من البدايه.
تنهد رفعت قائلا: أنابعد اليوم الطويل المرهق ده محتاج أنام مش أتجادل معاكى في تفاهات، فانا هديكى ضهرى وهنام تصبحى على خير.
ردت زينب: يكون أفضل برضو، متصبحش على خير وتحلم بكوابيس تقومك من النوم مفزوع.

تبسم رفعت دون رد وهو يشعر بإستلقاء زينب على الفراش، توقع أنها لن تنام لكن كعادتها مجرد أن تضع رأسها تنعس، إستدار ينظر لوجهها مبتسما وأقترب يستنشق أنفاسها بقبله هادئه ليغوص بعدها في نوم هانئ.
بسرايا الزهار
بجناح رامى.
خرج رامى من الحمام، يرتدى شورت فقط، نظر لمروه التي تجلس على الفراش تتابع شئ على هاتفها، حتى أنها لم تنتبه لخروجه، صعد لجوارها على الفراش وقام بضم جسدها له.
إنخضت مروه.

تحدث رامى: أيه اللى في الموبايل سرحانه فيه كده لدرجة محستيش بيا لما جانبك عالسرير؟!
ردت مروه: سرحانه في خالو نعمان وعمتك مهره، أنا نفسى أعرف حكايتهم القديمه، وكنت هعرف بس تيتا إنعام قالتلى سيبهم لوحدهم وتعالى معايا، أنا لاحظت عمتك مهره كانت بتعيط وكمان خالى كانت عنييه مدمعه، نفسى اعرف سر الماضى اللى بينهم.

رد رامى وهو يجذب مروه لصدره وينام على الفراش قائلا: وأنا كمان عاوز اعرف من باب الفضول حتى لكن واضح أنه سر بخصهم لوحدهم.
تبسمت مروه قائله: فعلا حتى لما سألت ماما اتهربت منى ومجاوبتش عليا، بس مقولتليش عمتك مهره كانت عاوزه رفعت ليه، أكيد قالتلك.
رد رامى: ده موضوع خاص ب وسيم هيخطب لمى توأم ريما وهي مش موافقه على كده، وكانت عاوزه رفعت يقنع وسيم ينهى الخطوبه دى قبل ما تتم.

ردت مروه: فعلا عندها حق أكيد لمى نفس نوعية ريما البومه بالظبط، شخصيه مستفزه صعب تتعاشر معاها، وملهاش غير في التفاهات زى أختها اللى بتلحق عليا أنا وزينب.

تبسم رامى يقول: وده نفس رأيي أنا ورفعت، لمى مش اللى تنفع تشارك وسيم حياته، بس هو مصمم أنا مستنى رفعت يرجع وهحاول انا ورفعت نقنعه يعدل عن الخطوبه دى، لمى مش من النوعيه اللى تحترم فكرة إن الجواز حياه كامله، مش مظاهر فارغه أو سرير بس زى نوعية لمى وريما، أنا عاشرت ريما ولمى لفتره في إسكندريه وقت ما كان رفعت متجوز ريما، مكتوش على إتفاق بسبب شغله في الشرطه والبحر هي عاوزه زوج متفرغ لها، وفسح ومناسبات إجتماعيه ومظاهر فارغه، زى الهدايا الغاليه اللى طبعا قصادها لحظات رومانسيه، انا معرفش سبب قبوله بالحواز من ريما من البدايه متأكد أنه مكنش بيحبها، ومع ذالك إتجوزوا لفتره مش طويله أقل من ست شهور وفجأه ريما طلبت الطلاق ورفعت وافق بدون ندم وبعدها ريما سافرت اليونان ولحقتها لمى، ومرجعوش غير من فتره صغيره، لمى حاولت معايا قبل كده وقت ما كان رفعت متجوز من ريما، بس أنا وقفتها عند حدها وقولت لها إن قلبى مع غيرها، تعرفى ردها وقتها كان أيه؟

قالتلى عادى جدا في جوازات كتير قامت من غير حب وإستمرت وبدأت تزيد في وتيرة إغرائها ليا، بس فشلت في كده، أنا مش من النوع اللى بيجرى وراء غرايزه وقولت لها تريح نفسها أنا راسم فكره تانيه عن الجواز في دماغى.
نظرت مروه ل رامى بسؤال قائله: أيه فكرتك عن الجواز يا رامى؟
رد رامى: فكرتى نفس اللى شوفته وأتربيت عليه بين بابا وماما، زوجين متافهمين ومتألفين بينهم موده وحب، أنا مش عاوز جسم ست علشان أكمل بيه غريزه.

أنا مجتاج لست تشاركنى كل دروب الحياه، سعاده وحزن وأمل وتفاؤل، مش ست انا بالنسبه لها بنك يكلف على مظاهر فارغه قصاد شوية لحظات رومانسيه، سهل أخدها من أى عاهره ووفر على نفسى أنى أنسبها لنفسى زوجه.
نظرت مروه ل رامى بأعجاب قائله: وأنا بالنسبه لك كنت الزوجه دى؟

نظر رامى لمروه قائلا: أنا بعترف إنى وافقت رفعت لما قالى نرجع لهنا في البدايه علشان أشوفك تانى، مكنش في بالى إنى بحبك، كنت مفكر إنك مجرد صديقة الطفوله، لحد لما إتقابلنا صدفه، وقتها، ملامحك كانت إتغيرت للأجمل بس عرفتك وناديت عليكى ولما وقفتى قدامى وعملتى نفسك متعرفنيش حسيت بغربه في قلبى وقتها وإضايقت جدا، وبدأت أطاردك في السكك في البدايه علشان بس أفكرك بيا، ولما قولتلى أبعد عن طريقك وأخلى ذكريات الطفوله اللى بينا بنفس النقاء القديم، قولت تبقى لسه فاكرانى، مع الوقت كنت بغرق قصاد رافضك المستميت كان عشقك بيتوغل في قلبى، مروه انا معرفش أمتى عشقتك، من وإحنا لسه أطفال، ولا لما رجعت هنا وشافت عنيا أجمل صبيه.

تبسمت مروه قائله: يعنى انا الوحيده اللى سكنت قلبك مفيش أى بنت أيام ما كنت في إسكندريه فكرت إنك تحبها، ولا حتى مشاعرك إتحركت ناحيتها.

تبسم رامة قائلا: أبقى كذاب لو قولتلك مفيش بنات دخلت حياتى وفكرت في وقتها إن ممكن تجمعنى بها قصة حب، بس دايما كان في لحظه فارقه مع كل قصه في بدايتها كانت بتجى صورتك قدامى وبعمل مقارنه، بعدها كنت بحس إن الأفضل التراجع، نهاية القصه معروفه يومين تسالى وبعدها كل واحد هيكمل في طريق تانى.
ردت مروه: وأنا مش يمكن مع الوقت تكتشف...

لم تكمل مروه حديثها حين أكمل رامى حديث من نوع آخر بقبلاته العاشقه، ثم ترك شفاها ينظر لعينيها قائلا: سبق وقولت الوحش المسخ عشق الجميله وكان في إنتظارها علشان يقدر يسترد جزء من وسامته بس هي غابت عنه كتير وكانت عاوزه تهرب منه وفكرت في الإنتحار.

ردت مروه بغصه: هتصدقنى يا رامى أنا مش فاكره إزاى وقعت من على سطح البيت، كل اللى فاكراه أنى كنت عالسطح بتاع البيت بمشى قصاد القمر وبعدها مش فاكره أيه اللى حصل كأن عقلى فصل بعدها، بس أنا متأكده إنى، بحبك يا مسخ ومن زمان يمكن من قبل إنت ما تفكر تحبني، حبيت رامى صديق الطفوله، إبن الزهار الصغير المتواضع اللى كان بيلعب مع بنت السايس اللى بيشتغل عنده في الأستطبل.

تبسم رامى قائلا: الكل قدام العشق بيتساوى يا مروه، وأنا عشقتك.
قال رامى هذا وأنهى قوله بقبلات شغوفه بالعشق تبادلها هو ومروه يعزفان ألحان سيمفونية عشق بليلة عشق هانئه.
أشرقت شمس صباح يوم جديد
بسوهاج.

أستيقظ رفعت من نومه المريح ليلة أمس، نظر لجواره على وجه تلك الشرسه صاحبة ملامح تمزج بين الملامح الرقيقه والشريه، تعجب كيف مازالت نائمه بعد نومها لاوقات طويله بالأمس، لكن تبدوا هذه عادتها هي تنام سريعا وبراحه.
إقترب منها ولف يديه حول جسدها.
شعرت زينب بيدي رفعت فتحت عيناها وتبسمت ثم غفت عيناها مره أخرى.
تبسم رفعت همس بالقرب من أذن زينب: صباح الخير، يا زوزى.
تنهدت زينب وفتحت عيناها قائله: صباح النور.

تبسم رفعت وهو ينظر لشفاها بعطش.

ضم جسدها بين يديه وإلتقط شفاها يقبلها بنهم يستقى منها من نداها، للعجب زينب لم تمانع هي الأخرى، ظلا يقبلها لوقت ترك شفاها ودفن رأسه بعنقها يقبله هو الآخر، يستنشق أنفاسه على عنقها، وهي ممتثله له، بل مستمتعه بقبلاته الذي يوزعها على عنقها ومقدمة صدرها، حتى أنها لم تشعر بيده التي فتحت أزرار منامتها، شعرت بأنامله التي بدأت تسير، على جسدها، شتت بلماساته بين عقلها وقلبها، قلبها الخائن لعقلها الذي يعلم بمجرد ان تنتهى رغبته فيها، سيعود لوقاحته معها ويقول أنه لم يشعر بالأكتفاء وهو معها، لكن قلبها يريد أن يخرجه من تلك النيران الذي يسعى لها.

لكن في تلك اللحظه، تحكم عقلها، لو سلمت له ككل مره لن تخرجه من تلك النيران، وسيهين أنوثتها لاحقا، إذن لتقف من البدايه.
بالفعل فاقت من تلك السطوه ورفعت يديها تدفعه عنها قائله: رفعت إبعد عنى.
لكن هو مسحور مفتون مسك إحدى يديها ومازالت قبلاته مستمره.
تحدثت زينب قائله: رفعت، إبعد عنى، فوق خلاص إحنا هننفصل في أقرب وقت.

همس رفعت بعقله: عمرى ما هنفصل عنك يا زينب، غير بموتى بينما مازال يحاول إستمالتها بقبلاته كالسابق، لكن شعر بالرفض منها وعدم الأستجابه حتى من حديثها الجاف حين قالت: رفعت كفايه خلاص أنا مش طايقه لمساتك، إبعد عنى أنا بكره تحكمك فيا كفايه مش قادره أغصب على نفسى وأتحملك أكتر من كده، إن كنت غصبت على نفسى قبل كده وإتحملت غطرستك، خلاص كفايه مش هسمحلك تقولى بعد شويه متكيفتش أنا لا سيجاره ولا كاس في إيدك.

قالت هذا وقامت بدفعه بيديها بقوه.
رفع رفعت وجهه ونظر لوجه زينب وتلاقت عيناهم، رأى بعين زينب تحدى له وقال: يعنى أيه؟
ردت زينب بتحدى: يعنى خلاص يا رفعت زى ما قولتلك قبل كده قصتنا من البدايه غلط، والطلاق هو تصحيح الغلط ده.
ماذا سمع، لاول مره تقول كلمة طلاق
سابقا كانت تقول إنفصال، ماذا تعنى بكلمة الطلاق.
تحدث قلبه: إعترف لها يا رفعت إنك بتعشقها وأطفى النار اللى جواك...

بينما قال عقله: إعقل يا رفعت وأرجع لرشدك، زينب بتسحبك نحو الميه...
بس هي متعرفش إن الميه هتزيد من إشتعال نيرانك، من إمتى فرضت نفسك على ست قبل كده كلكهم كانوا بيتمنوا منك بس إشاره حتى زينب نفسها سلمت لك قبل كده بسهوله، هي بتلعب بيك برفضها وكلامها عن الطلاق، بلاش تخلى قلبك يتحكم فيك إنهى اللحظه اللى هتذلك دى...

بالفعل إمتثل رفعت لقرار عقله، وتنحى عن زينب، لكن قبل أن يتنحى عنها قبل جانب عنقها، ثم قبل كتفها وقام بعضها من كتفها عضة غيظ.
تحدثت له بلذاعه: حيوان وهمجى، آخر مره هسمحلك تقرب فيها منى، أول حاجه هعملها أما نرجع للشرقيه هسيبلك الحصن بتاعك وهرجع أعيش في الملحق بتاع الوحده لحد ما يتم نقلى من الشرقيه.
نظر رفعت لها قائلا: أوهام يا عزيزتى
اللى بينا مالوش.

غير نهايه واحده، موتى بس مش قبل ما أشعل النار في اللى حرقوا. قلبى أنا عارف إللى جدتى قالتلك عليه، إنى رجعت للزهار علشان أنتقم للماضى، لو مفكره بحركاتك دى هتقدرى تمنعينى، تبقى غلطانه.
نظرت له زينب قائله: حركات أيه اللى تقصدها؟
رد رفعت: حركات تمنعك عنى.
سخرت منه زينب قائله: فعلا همجى وحيوان مش بتفكر غير في غرايزك الدنيئه.

أنا دكتوره يا رفعت مهمتى أقدم للقدامى العلاج على قد ما أقدر، بس لو هو اللى كان عقله مريض ورافض العلاج وبيستسلم للموت مقدرش أنقذه من وهم سهل يقتله
طلاقنا بقى آمر حاتمى يا رفعت وإنسى إنك تقدر تحبسنى جوه أسوار حصنك العاليه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة