قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بين نيران الزهار للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث عشر

رواية عشق بين نيران الزهار للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث عشر

رواية عشق بين نيران الزهار للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث عشر

بعد مرور أربع أيام.
صباحا، بأستطبل الخيول لرفعت الزهار
كان رفعت بالمضمار الموجود بالمزرعه، يمتطى جواده، الذي يقفر فوق الحواجز تبسم وهو يرى زينب تأتي من قريب، بإتجاهه، وجهها يبدوا عليه التجهم بوضوح، فهى فعلت ككل يوم، تذهب الى بوابة المزرعه، تطلب من الحرس الخروج، وهم يرفضوا، ذالك بناء على أوامره لهم، الآن ستخرج بعض العصبيه ككل يوم ستهدأ بعدها قليلا.

بينما هي عيناها نيران لو طلقت ألسنتها لحرقت ذالك الهمجى، وما تركته الأ رماد
أصبحت قريبه للغايه منه، نظرت له هو يقفز بالجواد من فوق بعض الحواجز المعدنيه، لا تنكر إعجابها بمهارته بالفقز بالجواد، فهو بالتأكيد متمكن من ذالك، لديه قلب شجاع.

لامت نفسها قائله: أنتى جايه تهزأيه ولا جايه تعجبى بيه، قلب شجاع قال، ده واحد همجى متسلط، معرفش ليه ربنا سلطه عليا، أكيد ده دعا الواد مجد عليا، علشان بفترى عليه، وبقلبه في فلوس ومش برجعهم تانى، وهو بيدعى عليا وقلبه محروق على فلوسه، ماشى يا مجد الكلب، لما أشوفك، هقولك متدعيش عليا تانى، شكله مكشوف عنه الحجاب.

أثناء هيامها بالنظر الى رفعت لم تلاحظ إقترابه منها، فوجئت به يقف بالجواد أمامها حتى أنه كاد أن يصتطدم بها، لولا تجنبت منه قليلا و وقعت بظهرها على أكوام القش بعيدا عن منطقة سيره بالجواد.

لا يعرف لما إنخض أن يكون أصابها مكروه أوقف الجواد ونزل من عليه سريعا، وتركه وذهب الى مكان وقوع زينب، لكن تبسم وهو يراها تنهض، تنفض بقايا القش عن ملابسها وبدأت بوصلة السب، قائله: هتفضل همجى، المره اللى فاتت رجلى إنكسرت بسببك، وقولت ظهرت قدام الحصان فجأه إتبرجل المره دى هتقول أيه كمان؟
تبسم وهو يقترب منها قائلا: لأ المره دى كنت قاصدها، وكمان الشمس زغللت عين الحصان.

نظرت له بغيظ قائله: البجم بتاعك اللى عالبوابه مرضاش يفتحلى البوابه هفضل محبوسه هنا لحد إمتى.
تبسم رفعت قائلا: في عروسه جديده بتخرج من بيتها قبل ما يخلص شهر العسل وتربعن كمان.
شهقت زينب قائله: شهر أيه، وأربعن ايه، إنت بتحلم انا مكملتش أسبوع وزهقت وطهقت وعاوزه أخرج من الحصن ده انا حاسه انى زى ما أكون في الجيش و داخل دوشمه حربيه ممنوع أخرج منها غير بأذن من القائد.

ضحك رفعت على تشبيهها للسرايا قائلا من بين ضحكاته: فعلا لو فتحوا الجيش للبنات هتكونى أول المتطوعات.
سخرت منه قائله: سخيف وهمجى، أنا عاوزه أخرج خلاص جبت آخرى من الحبسه دى.
تبسم رفعت دون رد.

لكن آتى الجواد عليه مره أخرى مسرعا تقدم خطوه للأمام بأتجاه وقوف زينب حتى لا يحف الجواد به، بتلقائيه عادت زينب للخلف تلك الخطوه، لكن لسوء الحظ إختل توازها، مدت يدها تمسك يد رفعت، علها لا تسقط مره أخرى، لكن عدم إنتباه رفعت جعله هو الآخر يختل توازنه، ووقع بثقل جسده عليها، لتقع مره أخرى فوق كومة القش، لكن هذه المره كان رفعت يجثو فوقها، أغمضت عينيها وشعرت بألم طفيف بظهرها، حين وقع رفعت فوقها، تألمت بخفوت، بينما رفعت، رفع ثقل جسده عنها قليلا، فتحت عينيها وتلاقت عينيها مع عيني، رفعت الذي لا يعرف سبب لذالك الشعور الذي يسيطر عليه حين يكون قريب منها، يود الالتحام معها، ليست شهوه، فهو رغم علاقاته النسائيه، ليس شهوانى، كان يستطيع التحكم بنفسه أمام إغراء الآخريات، وهي ليست شهوه، يحب مشاغابتها وعنادها، ذالك ما يخبره به عقله، ماذا تعنى له منذ أن رأها ذالك اليوم، يوم ان كاد يدهسها أسفل أقدام جواده، رغم أنها سبته، ما بها دون عن غيرها، تجعله يتنحى عن سبها له بل ويتقبله مبتسما، لما أصبحت تغزو تفكيره، لما يريد الآن أن يقبل تلك الشفاه التي ترتجف أمامه، رفع إحدى يديه ومرر سبابته على وجنتيها ثم شفاه وهمس بشعور لا يعرفه: إنت ليه دخلتى لحياتى، ليه القدر وقعك قدامى.

قال هذا وكاد يقبلها لولا أن قاطعه رنين ذالك الهاتف المزعج.
بينما هي حين سقط بجسده فوق جسدها، رغم انها شعرت بألم من ثقل جسده، لكن شعرت بتذبذب بعقلها وبدل من أن تدفعه لينهض من فوقها صمتت، وكلماته برجلت عقلها لولا صوت رنين هاتفها أعاد لها عقلها، نظرت له بحده، وقبل أن تلذعه بلسانها نهض عنها واقفا يقول: مين اللى بيتصل عليكى عالصبح كده.

إبتلعت ريقها ونهضت تخرج الهاتف من جيب معطفها الأسود قائله: وإنت مالك مين اللى بيتصل عليا.
كان رفعت سيرد على حدتها لكن، راى مجئ أخيه عليه، صمت بينما هي نظرت لشاشة هاتفها، وعبس وجهها، فكرت الا ترد، لكن عاد رفعت قوله: مين اللى بيتصل عليكى، سايباه يرن ليه مش بتردى عليه.
نظرت له ثم إبتعدت بضع خطوات منه، وردت على هاتفها بجفاء، لولا وجود رفعت لم تكن لترد على من يتصل عليها: ألو أيوا يا سميح صباح الخير.

تبسم سميح قائلا: صباح النور، إزيك يا زينب من زمان متكلمناش ولا جيتى للفيوم.
تنهدت زينب قائله: مشاغل، خير متصل عليا ليه، عالصبح كده، وجبت رقمى موبايلى منين.
تنهد سميح بعشق قائلا: جبت رقمك من العامل اللى بينضف بيت مرات عمى الله يرحمها من فتره للتانيه.
ردت زينب: وخير أيه سبب إتصالك بيا؟
ردت سميح: الموضوع مش شخصى و مينفعش نتكلم فيه عالموبايل، ممكن أجى للقاهره نتكلم فيه باستفاضه.

ردت زينب: بس للأسف انا إتنقلت من القاهره ومنتدبه في الشرقيه، ومعرفش هنزل للقاهره إمتى، قول الموضوع اللى عاوزنى فيه عالموبايل.
تبسم سميح: قولت مش هينفع عالموبايل، انا ممكن أجيلك الشرقيه، ونتكلم في الموضوع ده، براحتنا، أنا عندى أجازات كتير مكنتش أخدتها مش هيجرى حاجه لو أخدت اجازه يومين وجيت لحد عندك نتكلم وش لوش، لو مكنش يضايقك.

ردت زينب: أيه اللى يضايقنى، قولت أنه موضوع مهم، طالما مش شخصى خلاص أوكيه براحتك.
تنهد سميح: تمام في أقرب وقت هكون عندك في الشرقيه نتكلم في الموضوع ده، وكمان يمكن يكون بدايه لعودة صداقتنا القديمه.
ردت زينب: تمام لما تحدد الوقت إبقى إتصل عليا قبلها، سلام.
رغم أن زينب كانت تتحدث معه بدبلوماسيه، لكن بداخله أمل أن يصلح ما أفسده بالماضى، يمنى نفسه، بعودتها إليه.

بينما زينب أغلقت الهاتف، ولم يشغل بالها الأمر الذي يريده سميح، هي عقلها منشغل، بهمس هذان الاخوين لبعضهما، إقتربت منهم مره أخرى، لكن، أنهى رفعت قوله لأخيه: تمام عالمغرب هكون عندك.
تبسم رامى ونظر ل زينب قائلا: صباح الخير يا زينب، شايفك بقيتى بتحبى تتمشى كتير في المزرعه.

رسمت زينب بسمه قائله: المشى رياضه، وبشغل وقتى، بينما هي الحقيقه بداخلها تتمشى بالمزرعه بحثا عن نقطة ضعف بالمزرعه علها تستطيع إستغلالها وتخرج من هذا الحصن كما تطلق عليه، لم تجد نقطة ضعف بالمكان، سوى بوابه حديديه صغيره بين الأسوار بالكاد يستطيع فرد واحد الدخول والخروج منها كما أن أسفلها ماسورة ضخمه يدخل منها مياه تصب بمجرى مائى صغير بالمكان تغذى المزرعه بالماء الأزم لها.

تبسم رامى وقال بأستئذان: هستأذن أنا، سلام عليكم.
رد الاثنان عليه السلام.
نظر رفعت لزينب قائلا: مين اللى كان بيكلمك عالموبايل؟
ردت زينب: وإنت مالك باللى يكلمني، شئ ميخصكش.
مسك رفعت زينب من عضدها بقوه قائلا: بقولك مين اللى كان بيكلمك تردى مش تقوليلى ميخصكش.
نفضت زينب يد رفعت عنها قائله بحده: فعلا ميخصكش انا كنت بكلم مين، وسيب إيدى ومش مسموح لك تكلمنى بالطريقه دى تانى.

ردت رفعت بعصبيه: ومسموحلى بأى طريقه اكلمك ناسيه إنك مراتى، بقولك مين اللى كان بيكلمك ردى؟
ردت زينب: إنت صدقت الكدبه ولا أيه؟

اطلق رفعت ضحكة إستهزاء قائلا: هو في جواز بيبقى لعبه، جواز آمر واقع يا دكتوره وعاجلا او آجلا هيتم كل الآركان، متفكريش إنى سايبك تنامى في أوضه لوحدك علشان خايف منك، ومن شراستك، أنا سايبك لحد ما تجى إنتى لوحدك لحد أوضتى، ووقتها هتتأكدى إن جوازنا مش لعبه، دلوقتي قوليلى مين اللى كان بيتصل عليكى، بدل ما أمنع خروجك من هنا من السرايا وأظن لسه جايه من شويه من عند البوابه والحرس مرضاش يفتحلك البوابه، كل شئ يخصك هنا بيتم بس بأمرى، يعنى بلاش تناطحى معايا.

تحدثت زينب ساخره: أناطح معاك، قصدك ايه إنى محبوسه هنا، أنا بتلفون منى أجيبلك البوليس قلب المزرعه وأطلع منها قدام عنيك غصب عنك.
تبسم رفعت ساخرا وخطف من يدها الهاتف قائلا: موهومه يا دكتوره، وأنا هعرف مين اللى كان بيتصل عليكى عن إذنك ممكن أفتح موبايلك.
لم يتنظر رفعت رد زينب وفتح الهاتف، وآتى بأخر إتصال عليها، ورأى إسم سميح تملكت منه غيره، حاول السيطره عليها وقال بسؤال: مين سميح ده وكان عاوز منك أيه.

صمتت زينب بغيظ منه.
بينما عاود رفعت الحديث بحده: بقولك مين سميح ده.
ردت زينب بأغاظه: سميح كان خطيبى وكنا بنحب بعض قبل ما أجى لهنا.
بالوحده الصحيه بعد وقت قليل.
فتح رامى باب الغرفه الموجود بها مروه ودخل، لحسن حظه أن هذا الوقت هي وحدها بالغرفه أو ربما هذا ترتيب منه، فأختيها كل منهن ذهبت الى دراستها ووالداتها ذهبت للمنزل لقضاء بعض الأشغال، وستعود بعد وقت، ووالداها بعمله بالمزرعه.

حين رأته مروه إعتدلت قليلا بالفراش، ونظرت لعيناه التي كانت سابقا تنضخ لها بعشق، الآن تبدوا بوضوح عيناه حانقه وبها توعد.
تبسم رامى بزهو وهو يرى تلك النظرة بعين مروه، نظرة سؤال وخوف، لا تعرف سببه لكن ها هو يجيب على سؤال عيناها: طبعا هتقولى أيه اللى جابنى في الوقت ده، أقولك، أنا كنت جاى لنائب مدير الوحده، علشان يخلصلى الكشف الطبى اللى بيتعمل قبل كتب الكتاب، أصل النهارده كتب كتابى.

إرتجف قلب مروه وأهتز جسدها بالكامل، ماذا يقول، كتب كتابه!
هل سيتزوج بأخرى غيرها!
أغمضت عينيها فرت دمعه هاربه لا تعرف لها سبب.
رأى رامى تلك الدمعه التي فرت من عين مروه، للحظه شفق قلبه عليها، لكن تذكر أنها
حاولت الإنتحار حتى لا تتزوج به.
حاولت مروه التحكم في صوتها، وخرج خافتا: مبروك.

رسم رامى بسمة أستفزاز قائلا: مبروك لينا إحنا الاتنين، ما هو إنت العروسه، اللى هيتكتب كتابها النهارده قبل ما يخلص النهار هتكونى على ذمتى، يعنى محاولتك للانتحار علشان تتخلصى منى، بدل ما تبعدنى عنك قربتك أكتر منى، أنا عارف إنك مفكره إن حبى ليكى كان نزوه وزهوه هيضيعوا مع الوقت، فعلا حبى ليكى كان زهوه بس لسه مخلصتش، ولا إنتهت، هتنتهى لما أوصل للى عاوزه منك.

ردت مروه بخفوت: وأيه اللى عاوزه منى، أنا معنديش حاجه أديهالك.
إقترب رامى من الفراش وقال: لأ عندك قلبك، قلبك ده ملكى وكلك هتبقى ملكى، وهو شوية وقت وهزهق وها مل منهم ووقتها متخافيش هتطلعى بقرشين حلوين، يطمعوا أى راجل تانى فيكى، زى المدرس اللى كنت عاوزه تتجوزيه.
دمعه أخرى إنسابت من عين مروه وقالت: أنا مش فاكره إنى كنت هنتحر، وحتى لو كنت هنتحر، ده سبب، يخليك تبعد عنى متقربش منى وتسيبنى في حالى.

تبسم بسخريه يشعر بغصه بقلبه من دمعتها قائلا: مش رامى الزهار اللى يسيب حاجه نفسه فيها قبل ما يدوقها، آخر كلام عندى النهارده كتب كتابنا، والفرح لما تبقى تخف كل الكسور اللى لسه في جسمك، اعتقد إيدك اليمين سليمه هو كان حرج صغير فيها، تعرفى تمسكى قلم وتمضى عالقسيمه.
ردت مروه قائله: وإن رفضت كلامك ده.

تبسم رامى يقول: وقتها هسجن باباكى، بالخاتم اللى كان معاكى ومعرفش إزاى وصلك، ومش بعيد أتهمه كمان أنه كان عاوز يسرق السرايا بس الآمن تعامل معاه وشوفى وقتها سمعته وسمعة أخواتك هتكون شكلها ايه في البلد، انا بقول إمضى مش هتخسرك كتير، بالعكس دى ممكن تنفعك إنتى وأخواتك، شوفى لما ينتشر في البلد أن رامى الزهار إتنازل وإتجوز بنت عامل عنده، بنات البلد كلها هتحسدك.

شعرت مروه بالمهانه من حديث رامى المتعسف، وقالت: هوافق على كتب الكتاب يا رامى، بس ده مش هيغير من مشاعرى ليك حاجه، هتفضل في نفس المكانه عندى، صديق طفوله مش أكتر.

رد رامى: إنسى ذكريات الطفوله، إنتهت عندى ما يوم ما طلعت من الحريق وبقيت مسخ مشوه، زى ما بتقولى، اللى قدامك، رامى رضوان الزهار، اللى طلع من الحريق بعد ما حرق قلبه البرئ، كنتى إنتى الحاجه الوحيدة الحلوه اللى فضلتلى من الماضى، بس طلعت علقم شربته وانا اللى كنت مفكر أن بعد السنين ده كلها هنسى معاكى طعم المر، جيتى أنتى وزودتى العلقم في حلقى، خلينا نعيشه سوا شويه.
بمنزل هاشم الزهار.
علي طاولة الإفطار.

تحدث وسيم وهو ينظر الى هاشم قائلا: نفسى اعرف كانت فين رحمة قلبك وإنت بتجلد الجواد، بلاش رحمة قلبك كان فين عقلك، الجواد ده من سلاله قويه واللى عملته فيه أكيد هيسيب أثر فيه ومستحيل يرجع بنفس القوه القديمه تانى، نفسى أعرف سبب لضربك له.
رد هاشم وهو يرفع يده أمام وسيم، مش شايف صوابع أيدى كلها متجبسه قولتلك هو دهس أيدى وإتعصبت عليه.

سخر وسيم قائلا: إتعصبت عليه علشان دهس إيدك وضربته الضرب ده وأنت مش حاسس بوجع إيدك، غريبه والله عالعموم أنا بحذرك بعد كده ممنوع تأذى أى جواد أو مهره في الاستطبل وبعد كده أنا المسئول صحة الخيل بالاستطبل.
سخر هاشم قائلا: وده من امتى ومين اللى عطاك المسؤليه دى؟
ردت مهره التي دخلت عليهم قائله: أنا، بصفتى بملك تلت المزرعه ووسيم التلت التانى، بكده هو المسئول الاول عن المزرعه، يا هاشم.

صعق هاشم، قول مهره معناه ان يتنفى هاشم عن إدارة المزرعه ويبقى بيده فقط ثلث المزرعه، نهض هاشم بغضب قائلا: متفكرش اللى درسته بالكتب والطب البيطرى هيعطوك قدره جباره في إدارة المزرعه والخيل، الخبره أهم من الدراسه، يا دكتور، أنا عندى خبره أكتر من خمسين سنه قضيتها بين الخيول، متفكرش إنى فاشل زى المرحوم والدك وهقع من على حصانى يقتلنى، قبل الحصان ما يقتلنى هكون ضربه ولا انا زى خيل الحكومه لما بتعحز وتستنى.

رصاصة الرحمه، أنا اللى هضرب رصاصة الرحمه.
قال هاشم هذا وترك الغرفه.
جلست مهره تشعر بسوء لا تعرف سببه، بينمل وسيم بدأ يترسب له يقين والده لم يقتله جواده بأرادته.
قبل المغرب بحوالى ساعه ونصف
بسرايا الزهار
كادت زينب أن تتصادم مع رامى، وهي تحمل كوبا من القهوه، لكن هو تفادها، تحدثت زينب قائله: آسفه مأخدتش بالى.
تبسم رفعت قائلا من خلفه: فال حلو مش بيقولوا دلق القهوه خير، يبقى كتب الكتاب هيتم بخير.

نظرت له زينب قائله بأستفسار: كتب كتاب مين.
رد رفعت: كتب كتاب مروه ورامى، إحنا رايحين الوحده دلوقتي نكتبه حتى المأذون إتصل عليا وقال إنه وصل للوحده.
تعحبت زينب قائله: مروه دى البنت اللى بسببها إتجوزتنى، بس إزاى هينكتب كتابها دى أكيد لسه حالتها متسمحش.
رد رفعت: وليه متسمحش عادى جدا شوية كسور، إنما عقلها بخير، وبعدين رامى جاب الشهادات الطبيه وخلاص كده مش فاضل غير كتب الكتاب.

ردت زينب: ومنين جبت الشهادات الطبيه يا سيد رامى؟
رد رامى: من وحدة بلدنا، يا دكتوره.
ردت زينب: وإزاى أخدت الشهادات دى المفروض أنى امضى عليها.
رد رامى: قولت أريح مرات أخويا وهي في شهر العسل مش معقول أتعبها، واقطع عليها العسل هي وأخويا وأتصرفت، طارق موحود بالانابه عنك يا دكتوره، متأسف مش هقدر أفضل اكتر من كده مش يلا يا رفعت زمان وسيم سبقنا على الوحده.

تبسم رفعت وهو يسير جوار رامى مرورا جوار زينب التي يشت عقلها، رمت كوب القهوه بقوه بالحائط قائله: واضح إن كل ولاد الزهار، أغبيه ومتخلفين وهمجيين، وعايشين بغصب غيرهم على معاشرتهم، بس مش هفضل محبوسه هنا كتير، لو وصلت هقتلك يا رفعت.

بينما بعد قليل
بالوحده الصحيه
كانت غرفة مروه يوجد بها
كل من أختيها ووالديها وخالها نعمان
لكن فتح الباب، لتدخل تلك المهره التي مازالت تحتفظ ببهائها القديم، ومعها وسيم
الذى تبسم قائلا: رامى إتصل عليا وهو على وصول هو ورفعت، ومعاهم المأذون، ألف مبروك، أنا وسيم الشامى إبن عمة رامى ورفعت ومهره تبقى خالتى.

قال هذا وهو ينظر لليلى، التي تبسمت له، كأنه يقصد إخبارها بذالك مره أخرى، بعد أن قالت له أنها ظنت انه يعمل لديهم، يود إخبارها أنه قريب منهم للغايه.
تبسمت لهم فاديه قائله: أهلا بيك يا أبنى، إتفصل إقعد الكراسى في الاوضه كتير، حتى الاوضه دى من يوم ما دخلتها مروه محدش تانى دخلها معانا.
تبسم وسيم وشد مقعد لمهره جلست عليه
لكن قبل أن يقع نظر نعمان على مهره.

وقع نظره على ليلى التي كانت تختلس النظر، لذالك الشاب والذي هو إسم على مسمى، وسيم، تبسم بغصه
كآن الماضى يعيد نفسه بالحاضر
قديما هو كان يختلس النظر الى مهره، لكن هنالك فرق كبير، بين وسيم ومهره.

وسيم يبدوا أحمق، عيناه تفضحه، هو يكن إحساس ل ليلى، لكن ربما يفسره على أنه مجرد إعجاب، لكن من السهل أن يتحول الإعجاب الى عشق يغزو قلبه، كما حدث بالماضى، بينه وبين مهره التي كانت هي أول من أعترفت بعشقها للبستانى، الذي كان يزرع زهرة النعمان التي لا تزهر سوى بالربيع، وتتفتح زهرتها نهارا فقط وتغلق ليلا، وهذا ما حدث ووأد عشق كاد أن يتحدى الأعراف، بمجرد أن تفتح العشق آتى الليل لتغلق زهرة النعمان أوراقها وتسير بظلام ولا ترى النور مره أخرى، لتظهر حقيقه واحده.

كيف ل مهره جميله أن تعشق بستانى يداه ملوثه بطين الأرض التي تدهس عليه بقدميها ليقتنصها ذئب فاجر.

عاد بنظره الى معشوقته القديمه والوحيده التي نبض قلبه بها، مازالت تلك الجميله صاحبة التاسعة عشر عام، بل إزادات جمالا وفتنه، لكن أصبحت بعيده، وعيونها إنطفئ شموخها القديم، الزمن سرق منهما الشباب، هو أصبح كهلا، لم يشعر بشبابه الذي دفنه وهو بالغربه يبحث عن النسيان، وحتى هي ليست أقل منه، لامت نفسها هي حاولت أن تعتذر لرامى عن المجئ، لكن هو اصر عليها، وقال انها بمقام والداته، لكن هي حاولت من أجل الأ ترى نعمان، ويعود الماضى التي إعتقدت ان الزمن انساه لها، لكن هنالك ذكريات يحتفظ بها العقل من الصعب، الصعب جدا نسيانها، هي ليست محفوره بالذاكره فقط هي بالقلوب وشم صعب محوه بغير النيران.

بعد دقائق.
دخل رامى وخلفه المأذون ثم دخل رفعت خلفهم.
حاولت مروه ان تتلاشى النظر لرامى، وهو كان يتعمد النظر لها، ولفت إنتباهها، لكن تعمدها عدم إلتقاء عينيها بعيناه، يدخل لقلبه يقين مروه لا تكن له مشاعر عشق، هي تمتثل فقط لتهديده، لكن لا يهمه الآن مشاعرها، فهو الآخر مروض خيول، وقادر أن يجعل أسرش الخيول تستجيب له، وتخضع له.
فتح المأذون دفتره مسميا بأسم الله، ثم قال.

ياريت العريس ووكيل العروسه يجوا هنا جانبى.
نهض رامى وجلس على يمين المأذون، بينما قال المأذون: من وكيل العروس.
ردت مروه سريعا: وكيلى هو خالى نعمان.
رغم ان صفوان لم يكن يوما والدا بالمعنى الحقيقى لبناته، لكن شعر بغصة كبيره بقلبة إبنته أختارت رجل لم تقابله بحياتها، سوى من أيام، حتى إن كانت على تواصل معه على الهاتف، يظل هو أحق بوكالتها منه.

بينما وصلت رسالة مروه لرامى، لا تعتقد أنى بلا ظهر فكما يقولون الخال والد، والفرق واضح أمامه بين الأثتين.

ليلا
شعرت زينب بالضجر من غرفتها ذالك الهمجى، يعطى اوامر للحرس الا تخرج من السرايا، إنتهت قدرتها على تحمل هذا السجن، تذكرت سخريته وهو يخبرها، انه فاز بالتحدى، وبالنهايه عقد أخيه قرانه على تلك الفتاه التي تسببت في زواجه منه، ذالك الهمجى يكسب كل تحدى أمامها، لكن لا سينتهى ذالك والآن، حتى لو قتلته.

دخلت الى غرفة الحمام الحمام وفتحت حقيبة الإسعاف، وبحثت بين محتواياتها، عن ضالتها وها هي وجدتها ذالك المشرط الطبى، لو طالت ستذبحه وتخرج من ذالك الحصن على جثته
وبالفعل أخفت ذالك المشرط بكم ملابسها وخرجت من غرفتها.
تسللت الى غرفته خلثه
لم تشعل الضوء
أقتربت من فراشه نظرت له ببغض كبير
أخرجت ذالم المشرط الطبى من كم منامتها وصعدت على الفراش
قامت بوضع المشرط الطبى على عنقه قائله: عارفه أنك صاحى.

كويس علشان تعرف أنى هاخد تارى منك وأنت واعى.
ضحك وهو يمسك يدها التي تضعها على عنقه
قائلا: أما تحطى المشرط على رقبة حد بلاش أيدك ترعش. أمال دكتورة جراحه أزاى
ولو قادره تدبحينى أعمليها من غير ما تتكلمى
فى ثانيه كان يبدل وضعهم ويجعلها هي أسفله
ومازال المشرط بيدها على عنقه
نظر لعيناها
تحدثت هي بحده: أنت جبتنى هنا علشان تسيطر عليا. بس أنا زرع شيطانى. هالوك.
ضحك وهو يقول. أن كنتى أنتى زرع شيطانى.

أنا الشيطان نفسه
أنهى قوله وهو ينحني يقبلها بقوه
قبله كادت أن تقطع أنفاسها ومع ذالك مازال المشرط على عنقه
ضحك وهو يراها تصارع أنفاسها المسحوبه
أخذ المشرط الطبى من يدها وألقاه على طول يده،
لتسمع هي صوت رنين المشرط الطبى على أرضيه الغرفه
وكان صوت ذالك المشرط هو أخر ما سمعت
قبل أن يعود لتقبيلها مره أخرى ويستبيح جسدها
لينهض بعد وقت عنها نائما على الفراش بظهره يفكر فيما حدث.

بينما هي تشعر بتوهه. كيف أستسلمت لمن أرادت قتله
ضحك عاليا يقول: قولتلك هجيبك تحتى وبأرادتك
ضحكت قائله: بمزاجى وده أنتقام جديد منى
وأنتى وقعت فيه
هترجع تتشهانى تانى ومش هطولنى
ضحك بسخريه قائلا: ومش يمكن سيبت سمى في جسمك وتشيلى بحشاكى جمره من جمرات
الزهار تحرقك قبلى
ومش أنا الى أشتهى أكله سبق ودوقتها ومتكيفتش منها
نظرت له بغيظ، وقالت بتحدى: هنشوف، يأبن الزهار.
قالت هذا ولمت غطاء الفراش، تستتر به، لكن.

شد رفعت الغطاء، قائلا بطريقه فظه: بتغطى أيه مفيش فيكى حاجه تغري، زى أى جسم ملكان من الخشب، خالى من الروح.
فكرت زينب لما لا تقوم وتأتى بذالك المشرط وتذبحه على قوله الفظ في حقها، لكن مهلا، ذالك الهمجى، سيندم لاحقا على ما تفوه به.
قالت زينب: طب طالما جسمى مفيش فيه شئ يغريك، ليه عاوزه مكشوف قدامك، عالعموم، هدومى أهى هلبسها، ومش محتاجه للغطا خليه لك، إستر بيه غرورك، يارفعت يا زهار.

إرتدت زينب ملابسها وسارت، باتجاه باب الغرفه، لكن داست قدمها على ذالك المشرط الطبى، إنحنت، وأخذت المشرط، وقامت بألقائه على رفعت قائله: المغرورين المتغطرسين اللى زيك، ميستهلوش ألوث إيدى بدمهم، لو دبحتك أبقى بريحك، خليك للنار اللى جواك هي هتحرقك لوحدها، ووقتها يمكن تحتاج للمشرط ده، تنهى بيه حياتك علشان ترتاح من قوة النار بيك.

قالت زينب هذا وغادرت الغرفه، تركته، ينظر لذالك المشرط الطبى، الأ تعلم إن قلبه قتل منذ سنوات، تمنى أن تنتهى حياته، يعيش فقط من أجل الإنتقام، أيقن عقله، تلك الطبيبه ما كان عليه إدخالها لحياته، الملتهبه، هو كذب، هو معها عاد يشعر بالحياه، قلبه كان ينبض، وهي بين يديه، ينهل منها، يريد أن تعود له، يتنفس من أنفاسها، يغوص معها بنهر عشق بارد، يطفئ لهيب قلبه المشتعل، بنيران الماضى
لكن عليه اختيار أهون الشرين.

إما العشق، أو النيران.
بينما بمنزل هاشم الزهار
كانت مهره تجلس أمام المرآه سارحه بخيالها تصفف شعرها الذهبى الذي غزاه بعض شعرات الشيب لكن بالمجمل مازال لونه الذهبى هو المسيطر على خصلات شعرها، تنهدت بشعور قديم إفتقدته، شعور الشوق لرؤية المعشوق، لكن وسط سرحانها، لم تشعر بذالك الذي دخل الى الغرفه، لم تشعر به سوا بعد أن صفع خلفه باب الغرفه.
إنخضت ونهضت قائله: هاشم.

رد هاشم: لا خياله، سرحانه في ايه أيه اللى واخد عقلك.
ردت مهره: ولا حاجه، مش سرحانه، بس إنت جاى متأخر منين.
رد هاشم: هكون كنت فين كنت في الاستطبل ولا مفكره كلام إبن اختك الاهبل هنفذه وأعيش زى خيل الحكومه، لأ إنسى يا مهره، أنا هاشم الزهار، وهفضل واقف على رجلى لأخر يوم في عمرى، وكلامك اللى قولتيه عن إن وسيم له التلتين ده تنسيه، لو باقيه عليه، ولا مفكره انى مش عارف برحوع نعمان الجناينى للبلد من تانى.

إرتجفت مهره، وقالت له: إبعد عن وسيم يا هاشم، كفايه الماضى مش هيتعاد تانى، ومش هضعف بتهديدك زى زمان، كفايه عشت أكتر من تلاتين سنه من عمرى في سجنك.
تبسم هاشم وأقترب من مهره وقام بوضع يده السليمه حول عنق مهره قائله: اللى حصل من تلاتين سنه سهل اعيده تانى الليله وأسوء من الماضى وده فعلا اللى هيحصل دلوقتى.

ضيق هاشم يده حول عنق مهره وكاد ان يخنقها وهو يجذبها من عنقها خلفه، حاولت الصراخ لكن كتلك الليله القديمه صوتها لا يخرج منها، رمى هاشم مهره على الفراش، تلتقط أنفاسها، لكن قبل أن تهدأ أنفاسها كان يجثو بجسده فوق جسدها، ينهشه كالذئب وإن كان الذئب لا ينهش لحم ذويه، هذا الحقير، إستباح قديما جسدها، وفرق بينها وبين زوجها، بحجة انها مازالت تحت الوصايه وأن هذا الزواج باطل، فهو من دون موافقة الوصي عليها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة