قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر

-والله انا بحترمها الدور والباقي عليها!
-لا والله وهو لما تشخط وتنطر فيها ده احترام!
-والله لو هي زيك كده مش بتسمع الكلام يبقي اديها بالقلم على وشها كمان...
صدمت واحمرت وجنتها غضبا، واردفت بغيظ...
-نعم نعم! ليه انت فاكرني من الشارع انا بنت ناس ومش هسمح لاي حد يمد ايده عليا ده تعنيف جسدي وممكن ابلغ عنك!
رد بهدوء وبرود ازعجها...
-انا مش اي حد و مقولتش اني همد ايدي عليكي!

-لا قولت متنكرش، لا يا بابا انا اللي يديني قلم اديله اتنين!
قهقه مصطفى وتقطعت انفاسه من كثرة الضحك...
-فعلا ضحكتيني والله! مش عارف الجراءة دي بتجيلك وانا بعيد بس!
-انا جريئه ومش بيهمني حاجه...
- واضح ايوة بامارة الفستان، بس كويس سمعتي الكلام المره دي...
ردت بغيظ: لا اكسكيوز مي لو سمحت، ماما اللي اختارت الفستان لانه ببساطه شيك مش عشان كلامك او رغبات جنابك!

اردف ببرود قاتل: لا عشاني يا سمر وانتي عارفه كده كويس...
-اووووف ممكن تقفل بقا مراد على الويتنج!
امسك الهاتف بشده كادت تفتته و اردف بغضب...
-وعايز ايه زفت دلوقتي! وبيتصل بيكي ليه اساسا!
ارادت اغاظته فقالت بلا مبالاه لاشعاله...
-عادي هو بيتصل بيه كل يوم افضفضله ويفضفضلي!
قاطعها صوت مصطفى المشتعل غضبا...

-وفي واحده محترمه تفضفض لواحد غريب عنها، ولا ده يبقي اسمه ايه وخدي بالك لبسك و طريقتك دي مش هتنفع معايا ومفيش حاجه اسمها سيبني اللي مش هيعجبني هيتغير ورجلك فوق رقبتك!
اغلق الهاتف في وجهها دون ان يسمع رد وهو يعافر حتى لا يذهب اليها ويقتلها و يسحب منها ذلك الهاتف اللعين و وبخ نفسه على غباءه فالان اغلق وترك لهم فرصه التحدث معا!

لم يعرف النوم طريق إلى جفنيه هذه الليله وفي الصباح الباكر اراد الاتصال بها ولكنه يعاني من صراع داخله يين ارضاءها وعقابها، كيف يمكن للنقيض ان يجتمع بداخله وكله بسبب جنيته!.
اما سمر فقد نامت والدموع تغرقها وهي تتوعد له على اهانتها! وكلما تتذكر استسلامها له تريد لو تمزق وجهها ووجه ذلك الدب!

-اي اي براااااحه ونبي!
بلال بغيظ: ايه وجعك الكشاف يا حبيبتي ادهولك على قفاكي!
ندى بحنق: تصدق انت رخم اوي، بتمد ايدك ليه دلوقتي!
فتح فمه بصدمه وهو يلوي ذراعها...
-ليكي عين تتكلمي كمان وتغلطي!
تنحنحت وهي تصطنع الدلال...
-الله وانا عملت ايه يا قلبي بس...
نظر لها بنصف عين وقال بغيظ..
-قلبك! وعينك اللي كانت بتبص على الواد امبارح ده كان اسمه ايه ولا الهانم بتعاين!

اصطنعت عدم الفهم وهي تجذب ذراعها منه لتقول وهي تحرك رموشها بخفه...
-اديك قولت واد، وانا مش ببص غير للراجل اللي قدامي ده بس..
عض بلال على شفتيه وهو يشعر بانفاسه تعلي بما تضخه من لسانها، فزفر واردف...
-انتي بتطلعي الكلام ده ازاي مش فاهم!
ضحكت بانوثه وهي تنكزه بكتفها في صدره...
-اللي في القلب بيطلع ع القلب...
-يامحنننننني...
مطت شفتيها كالاطفال وهي تبتعد...
-محن طيب انا غلطانه اني بحبك وبعبر عن مشاعري...

قضب حاجبيه وابتسم بلا مرح..
-لا ياختي متعبريش، انا ماسك نفسي بالعافيه اصلا لولا كده كنت زماني وخدك في الاوضه الضلمه اللي جوا دي بتاعت الناس الوحشه...
احمرت خجلا وهي تنظر له بعدم تصديق، تعلم انه يقاومها ويحافظ عليها طوال حياته وهو الامر الذي يجعلها تتخلي عن سيطرتها لقلبها في وجوده ولكنه لا يخيب امالها ابدا في جراءته التي تزداد يوما بعد يوم...
قالت بعدم تصديق وخجل...
-بلااااال اتلم!

قال وهو ينفض ذراعه ويحرك رقبته...
-ياشيخه بقا انتي خليتي فيها بلال، يلا غوري يابت، مش عايز اشوفك قبل يومين تلاته كده عشان اهدي...
سقط قلبها بداخلها هل يزال غاضب منها؟! نظرت له بخوف وقلق واردفت بحزن وهي تمسك ذراعه...
-اخس عليك يا بلال هو انا بقيت من السهل كده نسياني، يومين تلاته بحالهم مش عايز تشوفني او تكلمني، انت مش بقيت تحبني!، قولي مين بالظبط اللي خدتك مني اعترف؟!
ضرب كف على كف في ذهول...

-ايه يابت الفيلم ده، يخربيتك، انتي مجنونه، روحي يا ماما ربنا يهديكي...
نظرت له بغضب: ايوة طبعا حلال ليك وحرام عليا، طب و ديني لانا باصه على كل شباب الحارة...
ركض خلفها ليقتلها ولكنها اطلقت قدميها للريح ونزلت سريعا إلى شقتها وقلبها يدق خوفا الا ان الابتسامه لم تترك وجهها كحال جميع الاناث ممن يتحلين بالجنون!
نظر بلال خلفها وهي تركض و زفر بحيره من تلك الحمقاء...

-يا ساتر! بحبها ازاي دي مستفزه اوي الله يحرقها!
اتاه صوت مصطفى الخشن من خلفه...
-الله يحرقك قبلها هو النوم طار من عيني من شويه، ما تروحوا بقا تتجوزوا واتلموا بقي بدل شغل السرسجيه ده!
تنهد بلال بتمني وقال...
-ااااااه نفسي والله، وهيحصل! انا هعدي موضوعك بس وهتفرغلهم، انا خلاص مش قادر استني والبت هطير دماغي انا مش عارف افكر غير فيها!
ضحك مصطفى: على اساس انك بتفكر اساسا، انت هتتلكك...

-هيهيهيههيهي ماشي ياعم الخفيف، المهم بقي...
غمز له بلال واستكمل...
-عملت ايه مع زوجه المستقبل...
رفع مصطفى حاجبه وهو ينظر إلى الجهه الاخري بوجه خالي من المشاعر، ليزفر بلال بحنق وضيق وهو يردف...
-لا مش معقوله، اكيد بتهزر، لا يا مصطفى كده كتير، اتخنقت معاها في يوم زي ده، انت ايه يابني بروطه، مفيش دم...
-خلاااااص يا عم الفهيم والرومانسي ونبي اتشطر على اللي معاك وتعالي اتكلم...
ضحك بلال بعدم تصديق...

-يابني اتشطر ايه ؛ اعمل ايه اكتر من كده انا مهما عملت او هي عملت احنا لبعض، لكن انت اراهنك متعرفش عنها حاجه لسه وكل ماتشوفها تتخانق، اديها فرصه وادي نفسك فرصه متبقاش قفل كده...
نظر له بغضب وهو يرتب السطح امامه...
-لسان اهلك ده! انا ساكت من الصبح وبعدين هي تستاهل اصلا وفكك من الحوار ده...
-يعني مش هتكلمها!
-لا...
-بس انت عايز تصالحا صح وهي عمرها ما هتعبرك مش كده؟!
زفر بضيق وقال...

-ايوة يا خفيف صح، مبسوط كده...
ابتسم بلال وهو يضع يده على ذقنه...
-حلك عندي يابرنس...

سلوى بهدوء: الو...
اتاها صوت منال السعيد من الجهه الاخري...
-ايوة ياحبيبتي صباح الخير ؛ عامله ايه؟
ابتسمت سلوى بالرغم ان منال لن تراها وقالت بحب...
-صباح الورد يا حبيبتي، انا الحمدلله وانتي و كلكم عاملين ايه؟
-كلنا تمام الحمدلله وعروستنا الحلوة اخبارها ايه...

-ههههههه يارب دايما، الحمدلله لسه صاحيه اهيه...
-والله طيب كويس انا قلت الحق اكلمكم واقولكم انكم معزومين عندي على الغدا انهارده ومش هقبل اي اعذار!
-بس يا منال عشان منتعبكيش...
-اخس عليكي متقوليش كده، قومي بس انتي فوقي كده وتعالي شرفيني ونقضي اليوم مع بعض وبالمره نتعرف اكتر قبل كتب الكتاب...
-اممممم ماشي خلاص هقول لسمر وهنيجي على طول...
منال بفرحه: ماشي يا حبيبتي هستناكوا اوعوا تتأخروا، سلام...

اغلقت الهاتف ونظرت إلى بلال الذي يعلوا على وجهه ملامح الانتصار ومصطفي الذي يحاول السيطره على ابتسامه ترغب في الهروب على شفتيه..
بلال بثقه: ايوة بقي يا ماما، ما يجبها الا حريمها، شفت يااض يا مصطفى!
منال وهي تلوي شفتيها...
-ونبي اتلهي انت، لولا ان البيه مزعل القمر، مكنتش عبرتكم!
ضحك مصطفى وقال...
-طيب وجوز القمر بقا صفر على الشمال يا مرات عمي!
عبثت بخصلاته كما اعتادت ان تفعل معه وهو طفل وقالت بحب...

-انت مشكله! ربنا يسعدك يا جوز القمر...
سمعوا اصوات صراخ فجأه وكان اول من ميزها هو بلال التي اتسعت عينيه وانتفض من مكانه ليصعد إلى بيت عمته، ركض على الدرج والجميع خلفه وبينهم والده الذي كان يتوضأ لتأديه الصلاة...
فوجد ندى تبكي وهي تركض على الدرج ناحيتهم، التقطها بلال قبل السقوط ووالدتها تركض خلفها وبيدها حزام غليظ...
بلال بغضب: في ايه يا عمتي بتضربيها ليه؟
زينب وهي تلتقط انفاسها...

-وسع انت يا بلال مالكش فيه هاتها بنت الكلب دي هنا هقطع شعرها في ايدي!..
كانت ندى تبكي وتختبأ خلفه ومنال تحاوطها من الخلف حتى لجأت اليها تاركه بلال يتعامل مع والدتها...
جاء صوت والده العالي من الخلف...
-انتي اتجنيتي يا زينب بتضربي البت بالبشاعه دي كده ازاي!
زينب وهي تحاول اخفاء توترها...
-البت دي مش مظبوطه خلاااص، طلعت من طوعي ومفيش عريس يجي و تقبل بيه...
تدخل بلال بعنف وهو يقول بدفاع...

-انتي ازاي تقولي على بنتك كده! على العموم ياستي اطمني بنتك تربيتي انا يعني برا البيت ده بميه راجل ومش بتقبل عرسان ليه عشان عارفه هي لمين!..
نظر إلى والده بغضب وهو يحاول السيطره على مشاعره...
-لو سمحت يا بابا انا صابر بقالي كتير واقول عشان تكبر وتخلص تعليم بس لحد كده وكفايه، انا عايز اتجوز ندى!
تدخلت زينب بعنف وغضب...
-معنديش بنات للجواز انا، البت اللي تبقي صايعه وشمال تتقطم رقبتها...

جاءها صوت دياب اخيها الاكبر هذه المرة لتنتفض من الخوف...
-والله عال وبقا عندنا بنات شمال، انتي مش مكسوفه من نفسك وانتي بتقولي كده ايه خرفتي على كبر...
حاولت ان تستعطفهم فبكت وهي تمثل دور الام المظلومه، الخائفه على مستقبل ابنتها...
-يا اخويا البت مش عايزة تتجوز وبترفض كل العرسان وانا عايزة افرح بيها...
قاطعها بلال: الله طيب انا بقولك هتجوزها وانا اولي ببنت عمتي ولا انت شايف ايه يا عمي!

هز دياب رأسه بتفكير وهو ينظر إلى ندى الباكيه بحالتها المذريه فسأل...
-موافقه يا ندى!
هزت ندى رأسها بسرعه اخجلتها قليلا، ولكن سعادتها باقتراب حلمها قد اعماها عن الخجل والالم المنتشر في كل جسدها...
حاولت زينب الاعتراض فصاخ بها دياب...
-الله هو في ايه يا زينب، خلاص الرجاله مبقاش ليهم كلمه وبعدين طالما ندى مواققه يبقي وصلك ياستي بنتك كانت بترفض ليه! ولا انتي بتحبي الفضايح!

اغلقت فمها وهي تغلي من ابنتها التي تعاندها فقد كانت تحاول اقناعها بان تذهب إلى دياب لتبطي وتخبره بانها تحب مصطفى وانها اولي من الغريبه بابن عمها ولكن تلك الحرباء رفضت وأخبرتها بفجور انها تحب بلال وانها لن تتزوج من غيره، تلك الغبيه ضيعت اموال واملاك كثيرة، وحتي وان كان بلال ميسور الحال وغني الا ان الغنيمه الكبري دائما تقبع للبكري!

تدخل مصطفى بسرعه: كتب الكتاب نعمله في نفس اليوم يا حج والفرحه واحده...
ليردف والد عبد الله بموافقه...
-وانا موافق يا اخويا ؛ جه الوقت اللي افرح فيه بابني وندي دي بنتي وكل طلبتها مجابه والشقه والعفش و شوارها ذات نفسه علينا، بس امها متمدش ايدها على مرات ابني تاني!
ضحكت زينب بغيظ: ايوة امها الشريرة، انتو حرين اعملوا اللي في دماغكم، انا كل همي اني افرح...

وقف امامها دياب وهو ينظر إلى عينيها وكأنه يخترق روحها...
-انا فاهمك كويس يا اختي، ارضي بالنصيب وسيبك من الوحاشة وبنتك هتبقي سعيده...
الجمها حديثه فهزت رأسها بالموافقه وانسحبت من بينهم إلى شقتها...
كانت غاده تبكي من منظر كدمات ندى المنتشره على ذراعيها والعلامات الحمراء التي تميل للإزرقاق على رقبتها...
اردفت منال وهي تحاول السيطرة على دموعها...

-يوووه يا غاده انتي كمان متعيطيش، دي شويه خبطات كده يومين وهيروحوا خالص، بيوجعوكي يا ضنايا...
كانت جملتها الاخيرة موجهه إلى ندى التي تحاول جاهده ايقاف دموعها واسعد لحظات حياتها مخلوطه بالالم، ظلت عيونها معلقه ببلال الغاضب بعيونه التي تجول عليها ولاتتركها وهو يحارب تلك الغصه في حلقه و الالم في قلبه و كأنه يذبح من اجل الم حبيبته وابنته!..
عبدالله بقله حيله...

-ياحول الله يارب! انا هدخل اصلي، ده ايه اللي بقينا فيه ده...
اغلق باب الشقه وراءه ودخلت منال بندي إلى غرفتها لتبدل ملابسها الممزقه و تدهن مسكنات للالم على جسدها، انطلقت غاده إلى شقتهم لاحضار بعض من ملابسها، بينما دخل بلال خلفهم وهو يشاهد والدته تبحث عن اي شئ للتخفيف عنها، جثا على ركبتيه امامها ومسح دموعها برقه حتى لا يؤلمهت...
وضعت ندى وجهها بين يديه تستشعر الامان الذي يوفره لها...

منال وقلبها يؤلمها على ابنها والتي تري الدموع تتجمع في عينيه وعلي ندى المسكينه، قالت بهدوء...
-بصي ياحبيبتي هحطلك المرهم ده و مش هتحسي بحاجه وارتاحي شويه هتبقي زي الفل وانت ياواد انت ماتسوقش فيها وسيب البت لسه مبقتش مراتك رسمي...
احمر وجه ندى قليلا وارتسمت نصف ابتسامه على وجه بلال وهو ينظر إلى عينيها يوعدها بالامان والراحه قريبا وعدم خذلها ابدا مره اخري..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة